ضربة جديدة لأركان النظام البائد.. القبض على "مدلول العزيز" بدمشق
ضربة جديدة لأركان النظام البائد.. القبض على "مدلول العزيز" بدمشق
● أخبار سورية ٢٦ يونيو ٢٠٢٥

ضربة جديدة لأركان النظام البائد.. القبض على "مدلول العزيز" بدمشق

أعلنت مصادر أمنية مطّلعة، يوم الأربعاء 25 حزيران 2025، أن قوى الأمن الداخلي في العاصمة دمشق أوقفت المدعو "مدلول العزيز"، أحد أبرز أذرع النظام البائد في محافظة دير الزور، وذلك في إطار حملة موسعة تطال شخصيات متورطة في جرائم وانتهاكات واسعة خلال سنوات الحرب.

ويُعد "مدلول العزيز"، من الأسماء المثيرة للجدل في المشهد السوري خلال العقد الأخير، إذ تقلد مناصب عدة تحت مظلة النظام السابق، منها عضويته في مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث عن محافظة دير الزور، ورئاسته لنادي الفتوة الرياضي، إلى جانب دوره القيادي في ميليشيا "القاطرجي"، المعروفة بتورطها في تهريب المحروقات والاتجار بالكبتاغون في مناطق سيطرة النظام.

وكان "العزيز" قد شكّل حالة مركبة من الولاءات والتنقل بين الأطراف المسلحة، حيث تشير وثائق أمنية إلى أنه كان أميرًا في "جبهة النصرة" بين عامي 2012 و2015، قبل أن يُجري مصالحة مع المخابرات الجوية بعد دخول تنظيم "داعش" إلى دير الزور، ليعود إلى دمشق ويؤسس ميليشيا من أبناء عشيرته العبيدات لصالح الأجهزة الأمنية، مستفيدًا من غطاء قدمه له كل من قائد الحرس الثوري الإيراني في دير الزور المعروف باسم "الحاج علي"، و"نواف البشير"، شيخ قبيلة البكارة.

وبرز اسم "مدلول العزيز" كأحد أبرز المتورطين في انتهاكات واسعة شملت القتل والخطف والاغتصاب وطلب الفديات والاتجار بالعملة، حيث كان يسيطر على عدد من الحواجز المعروفة باسم "حواجز أبو ذباح" في دير الزور وريفها، والتي اشتهرت بتشليح المدنيين وابتزاز المطلوبين، كما استخدم ثروته غير المشروعة التي راكمها من عمليات النهب لتأمين موقعه البرلماني في عهد النظام البائد عبر شراء الأصوات وذمم المراقبين.

وبعد أن راكم نفوذه السياسي والأمني، دخل "مدلول العزيز" قطاع الأعمال عبر تأسيس شركة "شام العزيز" المتخصصة في استيراد وتصدير مواد البناء والمشتقات النفطية، مستغلاً علاقاته بالميليشيات الإيرانية وكبار المسؤولين السابقين.

ويأتي اعتقال "العزيز" في سياق تحركات أمنية متصاعدة شملت في الأيام القليلة الماضية توقيف عدد من الشخصيات العسكرية البارزة التابعة للنظام البائد، من بينها اللواء الطيار ميزر صوان، الملقب بـ"عدو الغوطتين"، الذي اعتُقل في ريف دمشق بتهمة إصدار أوامر قصف جوي استهدف مناطق مدنية في دوما ودير العصافير، واللواء موفق نظير حيدر، القائد السابق للفرقة الثالثة دبابات، المتهم بالإشراف على حاجز القطيفة سيئ الصيت.

كما سبقت تلك الاعتقالات عملية نوعية نفذتها الاستخبارات العامة بالتعاون مع وزارة الداخلية، أفضت إلى توقيف المدعو وسيم الأسد، أحد أبرز رموز الفساد وتجارة المخدرات في عهد النظام البائد.

هذا وتشير هذه التحركات المتسارعة إلى عزم السلطات الأمنية على تفكيك إرث النظام السابق ومحاسبة المتورطين في الجرائم والانتهاكات، وسط ترحيب شعبي متزايد بالدفع نحو العدالة الشاملة وإغلاق ملفات الإجرام والإفلات من العقاب.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ