أعلن "الشيخ حكمت الهجري" الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في السويداء، تأييده للضربات الأردنية التي تستهدف تجار المخدرات في سوريا، في وقت ناشد السلطات الأردنية للتحقق من عدم إلحاق أضرار بالمدنيين، مشيراً إلى أن معالجة تهريب المخدرات يجب أن تتم بعيداً عن الأماكن المدنية.
وقال الهجري في كلمة خلال لقائه وفداً من قرى وبلدات السويداء، إن عدو الأردن هو عدو لطائفة الدروز في سوريا، في إشارة إلى تجار ومهربي المخدرات، داعياً إلى تحديد الضربات ضدهم، وأكد أن الميليشيات الطائفية المسلحة في سوريا، في إشارة إلى الميليشيات الإيرانية هي الحامي لتجارة المخدرات في الجنوب السوري.
وأعرب وفد الأهالي، عن استنكاره لعمليات تهريب المخدرات، مطالباً بتحييد المدنيين والتجمعات السكنية عن الضربات الجوية الأخيرة.
وكان أكد "معهد واشنطن للدراسات"، في تقرير له، أن الأردن يتخذ موقفا حازما ضد تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة وتسلل الطائرات المسيّرة وغيرها من التهديدات عبر الحدود مع سوريا، لكنه لا يزال بحاجة إلى قدرات دفاعية معززة ومساعدات حاسمة أخرى من الولايات المتحدة.
ولفت المعهد إلى أن الأردن يسير على درب محفوف بالمخاطر، في ظل الاضطرابات المتصاعدة في المنطقة، ما يجعله في وضع يحتم عليه تعزيز تحالفاته مع الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء.
وقال التقرير الذي أعده "عبد الله الحايك وأحمد شعراوي"، وهما مساعدان باحثان في المعهد؛ إنه في الثامن من كانون الثاني /يناير الجاري، نفّذ سلاح الجو الملكي الأردني ضربات ضد تجار مخدرات مشتبه فيهم ومستودعات مشبوهة في سوريا، في عملية هي الرابعة من نوعها في الأشهر الأخيرة.
وحصلت هذه الضربات وسط تقارير عسكرية تفيد بازدياد محاولات التهريب - التي تشمل المخدرات في المقام الأول، ولكن الأسلحة أيضا - عبر الحدود الشمالية للمملكة. وفي الفترة بين كانون الثاني/يناير وآب /أغسطس 2023 فقط، تم تسجيل إجمالي 194 محاولة تهريب وتسلل، شملت 88 منها استخدام طائرات مسيّرة.
وأضاف أن بعض الحوادث عبر الحدود، أدت إلى وقوع اشتباكات مع عناصر الأمن الأردني، ومن ضمنها ثلاث حوادث وقعت مؤخرا، وهي اشتباك في 12 كانون الأول /ديسمبر، أسفر عن مقتل جندي واحد، ومعركة في 18 كانون الأول/ديسمبر دامت أكثر من عشر ساعات، وضُبط فيها للمرة الأولى سلاح مضاد للدبابات على الحدود، واشتباك في 6 كانون الثاني /يناير، قُتل فيه خمسة مهربين واعتُقل خمسة عشر شخصا.
وبين التقرير أن المسؤولين العسكريين الأردنيين يعزون جميع هذه المحاولات إلى الجماعات الموالية لإيران في سوريا، وبين أن المهربين يستخدمون أسلحة متطورة على نحو متزايد -بما في ذلك القنابل الصاروخية والألغام والطائرات المسيّرة-، ونتيجة لذلك خلص مسؤولون أردنيون إلى أن هذه المساعي الإجرامية تهدد الأمن الوطني على نطاق واسع. ومن شأن المساعدة الإضافية من الولايات المتحدة أن تشجع المملكة على تكثيف جهودها للتصدي لهذا التهديد، في زمن الأزمة الأوسع نطاقا التي تشهدها المنطقة.
وفي إشارة إلى أن عمليات التهريب تشكل تحديا للمملكة منذ أمد بعيد، إلا أنها وصلت ذروتها خلال الأشهر الأخيرة، ذكر التقرير أن "الأردن يواجه تصاعدا حادا في تهريب المخدرات، خاصة الكبتاغون، عبر حدوده. فهذا الاتجار غير المشروع يجري بمعظمه بتدبير من عناصر في النظامَين السوري والإيراني، ويثقل كاهل الأردن على صعيد موارد الأمن وإنفاذ القانون، ويزيد المخاوف المحلية بشأن التأثير الاقتصادي والاجتماعي للمخدرات".
وأشار إلى أن عمّان "تدرك كيف يمكن أن يؤثر هذا التهريب على مكانتها الإقليمية، ففي النهاية، خفضت دول مجلس التعاون الخليجي مؤخرا علاقاتها مع لبنان بعد عدم نجاح بيروت مرارا وتكرارا في وقف تدفق المخدرات عبر حدودها".
كشف أمين سر الغرفة التجارية الإيرانية "مصان نحاس"، عن إنشاء شركة تأمين مشتركة سورية إيرانية، وهي طور التأسيس حالياً وستبدأ العمل فور الانتهاء من الأوراق المطلوبة.
وذكر "نحاس" في حديثه لوسائل إعلام تابعة لنظام الأسد، عن إنشاء شركة تأمين مشتركة سورية إيرانية طور التأسيس، إضافةً للبنك المشترك السوري الإيراني، والذي في مرحلة التأسيس وسيبدأ عمله قريباً.
وتحدث عن عدم وجود رسوم جمركية بين سوريا وإيران ما يسمى بـ"صفر جمارك"، وهذه الخطوة دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من بداية كانون الثاني لعام 2024، مشيراً لتطور العلاقات التجارية السورية الإيرانية بالفترة الماضية بعد الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين.
وتوقع ارتفاع وتيرة التبادل التجاري بين البلدين بهذا العام، بعد الاتفاق على تنشيط النقل البحري عبر خط بندر عباس، والاتفاق على إعادة تفعيل الشحن البري بين سوريا وإيران عبر العراق قريباً.
وتمّ الاتفاق على دفع قيمة البضائع بين البلدين بالعملة المحلية لكل بلد، بشكل منظم ومراقب من قبل المركزي المشترك السوري الإيراني، لافتاً لأنّ أهم البضائع التي تصل من إيران هي البيتروكيماويات وحليب الأطفال والأدوية، إضافة إلى إمكانية التكنولوجيا الإيرانية في المعامل وغيرها.
وكان أعلن المصرف المركزي لدى نظام الأسد عن اتفاق تبادل العملات بين البلدين، لتسهيل العمليات التجارية والمالية والاستغناء عن اليورو والدولار في التعامل بينهما، والتنسيق لربط نظامي الدفع الالكتروني بين البلدين.
وكانت كشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" من دمشق أن "السبب الحقيقي لزيارة الوفد الإيراني إلى دمشق هو المطالبة بالديون"، لأن الجدولة التي تم الاتفاق عليها سابقاً لم تلتزم دمشق بها، ولم تسدد القروض التي قدرتها المصادر بنحو 50 مليار دولار.
وبينت أن حكومة نظام الأسد وعدت الوفد الإيراني، الذي زار دمشق قبل أيام برئاسة محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين، بـ"منح طهران فوسفات منطقة القريتين القريبة من صحراء تدمر وسط سورية، وافتتاح مصرف إيراني خاص وتسهيلات استثمارية في قطاعات الكهرباء والزراعة والسياحة".
وحول ما أشيع عن أن زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين هو سبب الزيارة، تضيف المصادر أن "هذا للاستهلاك الإعلامي"، ولكن تم التوافق خلال لقاء رضا فرزين مع حاكم مصرف النظام المركزي محمد عصام هزيمة على "افتتاح مصرف خاص والاستغناء عن العملات العالمية خلال التبادل التجاري، والتنسيق بشأن الدفع الإلكتروني لتسهيل التجارة والسياحة".
وتجدر الإشارة إلى أن زيارات الوفود الإيرانية التي تجتمع مع رأس النظام وحكومته وغرف الصناعة والتجارة التابعة له، تكررت مؤخراُ حيث اجتمع وفد إيراني كبير يضم أكثر من 40 شخصية اقتصادية مع حكومة الأسد، وذلك في سياق توسيع النفوذ الإيراني في ظل المساعي الحثيثة للهيمنة دينياً واقتصادياً وعسكرياً بمناطق عديدة في سوريا.
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة، مضي بلاده قدما في مكافحة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي في سوريا والعراق.
وتطرق الرئيس أردوغان إلى الهجوم الإرهابي الأخير على القوات التركية في شمالي العراق والذي أسفر عن استشهاد 9 جنود، وقال: "لم نترك دماء شهدائنا تذهب سدى فقصفنا 114 هدفا وحيدنا 78 إرهابيا في عملياتنا الجوية بسوريا والعراق في الأيام الخمسة الماضية".
كما أشار إلى أن جهاز الاستخبارات التركي دمر 60 منشأة عائدة للتنظيم الإرهابي (بي كي كي) منذ 12 يناير/كانون الثاني الجاري، ولفت الرئيس أردوغان إلى أن "استراتيجية تركيا الحازمة للقضاء على الإرهاب في مصدره أزعجت من يخططون لترسيخه في منطقتنا".
وأضاف: "يتمتع تواجدنا العسكري خارج حدودنا بأهمية حيوية لأمن وطننا وسلامة مواطنينا، ولا يمكن التراجع عن ذلك"، وتابع: "عملياتنا خارج الحدود أحبطت أيضًا مؤامرات تهدف لجر تركيا إلى اضطرابات داخلية من خلال موجة من الهجرة غير النظامية"، وفق وكالة "الأناضول".
ولفت إلى أن العمليات التركية ساهمت في بقاء نحو 3-4 ملايين شخصا (في سوريا) في ديارهم، كان من المحتمل أن يصبحوا لاجئين هربا من ظلم الإرهابيين، وبين أن أكثر من 620 ألف سوري من الخاضعين للحماية المؤقتة في تركيا عادوا إلى المناطق الآمنة المطهرة من الإرهاب، وفق تعبيره.
وأشار أردوغان إلى زيادة وتيرة تقديم المساعدات لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي الانفصالي من السلاح والذخيرة والرعاية، وأضاف: "نعلم جيدًا أن هذه الجهود التي فشلت في تحقيق أهدافها بفضل عمليات بلادنا العابرة للحدود في سوريا والعراق، ما زالت متواصلة بعناد".
وذكر بالقول: "طالما ظلت خطط الإمبرياليين لإقامة إرهابستان (كيان إرهابي) في العراق وسوريا مطروحة على الطاولة، فلن يشعر أحد منا بالأمان"، ولفت إلى أن العمليات الخارجية لتركيا "أفشلت مخططات الساعين لتغيير الخرائط في المنطقة".
وأكد أن بلاده "ستواصل عملياتها في المنطقة حتى تأمين كل شبر من جبال شمال العراق التي تعد مصدر الأعمال الإرهابية"، كما قال: "لن نتوقف حتى نُدمر كل أوكار الإرهابيين التي أقيمت بنوايا خبيثة في سوريا، من تل رفعت إلى عين العرب، ومن الحسكة إلى منبج".
وزاد أردوغان: "طالما أنّ الوعود التي قُطعت لنا لا تنفذ فلا يحق لأحد الاعتراض على تدابير تركيا من أجل أمنها"، وأكد أنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع من تركيا أن تظل متفرجة على دعم هؤلاء الأوغاد الانفصاليين بذرائع مختلفة، وأضاف: "سنتخذ بالتأكيد خطوات جديدة في هذا الاتجاه (مكافحة الإرهاب) خلال الأشهر المقبلة، بغض النظر عما يقوله الآخرون وتهديداتهم ومخططاتهم".
قال "هاكان فيدان" وزير الخارجية التركية، إن تاريخ صلاحيته تنظيم "بي كي كي" الإرهابي "باتت منتهية"، وأكد في الكلمة التي ألقاها في البرلمان التركي، أنّ الدولة التركية لن تترك مكانا آمنا للإرهابيين على طول الحدود وما وراء الحدود.
وأوضح "فيدان"، أن تنظيم بي كي كي الإرهابي، يحاول تخويف الأكراد والمجموعات العرقية الأخرى التي لا تتبنى أيديولوجيته الاستبدادية في سوريا والعراق، مبيناً أن العائلات الكردية والآشورية والعربية شمالي سوريا والعراق تحاول إرسال أطفالها إلى تركيا والدول الغربية لتخليصها من التجنيد الإرهابي للتنظيم
وجدد فيدان تأكيده على "دعم تركيا للحل السياسي الشامل الذي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري في إطار قرارات الأمم المتحدة، ووحدة البلاد وسلامة أراضيها"، وبين فيدان أن الأطراف المتنافسة على الساحة السورية تؤيد استمرار وجود تنظيم بي كي كي بما يتوافق مع مصالحها الخاصة.
وقال وزير الخارجية التركي :"ومن سخرية التاريخ أن بي كي كي تنظيم ماركسي لينيني أنشئ من قبل نظام الأسد بتعليمات من الاتحاد السوفييتي بوادي البقاع في لبنان إبان الحرب الباردة، واليوم يتعاون مع الولايات المتحدة والدول الغربية من أجل تقسيم سوريا".
واتهم فيدان الولايات المتحدة بتقدم الدعم التكنولوجي والمعدات العسكرية لتنظيم بي كي كي الإرهابي، بحجة محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي قائلاً :"بعض الدول الأوروبية تدعم أيضًا الأنشطة التي تقوم بها الولايات المتحدة. ومن ناحية أخرى، تغض روسيا الطرف عن وجود تنظيم بي كي كي غربي الفرات، وخاصة في تل رفعت ومنبج".
وأشار الوزير لوجود معسكرات للتنظيم الإرهابي على طول الحدود الإيرانية، ووجود امتدادات له داخل الأراضي الإيرانية، الأمر الذي يبرز أهمية الدبلوماسية مع إيران على كافة المستويات من أجل مكافحة الإرهاب.
وتواصل تركيا بحسب فيدان العمل من أجل تجفيف كافة الموارد المالية للتنظيم الإرهابي، وختم فيدان كلمته قائلا: "انتهت صلاحية التنظيم الإرهابي (بي كي كي). لن نترك أي مكان للمنظمة الإرهابية الانفصالية التي تستهدف بلادنا، تشعر فيه بالأمان، على طول حدودنا وما وراءها"، وفق وكالة "الأناضول".
عبر مجلس سوريا الديمقراطي "مسد"، الذراع السياسية لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، عن استنكاره جراء ما أسماه صمت المجتمع الدولي إزاء تصعيد القصف التركي في مناطق شمال شرقي سوريا، متهماً إياها بارتكاب "جرائم حرب".
وطالب المجلس في بيان، حكومة الأسد في دمشق والدول العربية إلى تحمل مسؤولياتهم، والعمل على إنهاء الوجود التركي في الأراضي السورية، كما طالب واشنطن وموسكو باتخاذ دور فعال وحازم في مجلس الأمن الدولي لوقف الهجمات التركية.
وحذر البيان، من أن تركيا تسعى عبر التصعيد العسكري في شمال شرقي سوريا، إلى إعادة إنعاش تنظيم "داعش" وضرب الأمن والاستقرار وخلق الفوضى بالمنطقة، وقال إن الهجمات التركية تهدف أيضاً إلى "احتلال مناطق أخرى" في سوريا، وتنفيذ "عمليات تهجير وتغيير ديموغرافي".
وكان شن الطيران التركي غارات جوية بالطائرات الحربية والمسيرة استهدفت مواقع مليشيات قسد والكردستاني شمال سوريا والعراق، أدت لمقتل العديد من العناصر، وأعلنت وزارة الدفاع التركية، تدمير 24 موقعا للتنظيمات الإرهابية شمالي سوريا والعراق، عبر غارات جوية.
وكانت عبرت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" في بيان لها، عن استنكارها استمرار القصف التركي على مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، متهمة تركيا بقصف المرافق المدنية والحيوية والبنية التحتية، مطالبة القوى الشعبية بالالتفاف حولها للدفاع عن المنطقة.
ولفتت إلى استهداف القوات التركية مناطق (تربسبية ورميلان وديريك وجل آغا)، وقالت إن هذا الاستهداف له "غايات واضحة" في تهديد استقرار المنطقة وخلق مخاطر حقيقية حول جهود مكافحة الإرهاب"؛ كذلك "تأجيج الوضع الشبه مستقر في مناطقنا خاصة وإنها تشكل أرضية مناسبة نحو ضمان الاستقرار وتحقيق الظروف المناسبة للحل والتوافق السوري".
قرر نظام الأسد عبر مجلس محافظة دمشق، رفع تسعيرة جديدة للغاز المنزلي والصناعي حسب المسافة التي يقطعها الموزع من وحدة تعبئة الغاز إلى مناطق تسليمها للمواطنين.
وجاء ذلك بعد رفع الدعم المازوت عن شاحنات موزعي الغاز، وقالت مصادر تابعة لإعلام النظام إن "المواطن هو الذي سيدفع فرق السعر"، ويأتي القرار ضمن سلسلة من القرارات التي أصدرها النظام وجميعها تتضمن رفع الأسعار.
ويصل سعر توزيع أسطوانة الغاز "عبر الذكية"، 21 ألف ليرة سورية، وبالسعر الحر 82 ألف ليرة سورية، وتصل تسعيرة الغاز الصناعي من داخل أو خارج البطاقة إلى 159 ألف ليرة سورية.
وقال الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور "شفيق عربش"، إن أسعار المشتقات النفطية في النشرات الدورية الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك هي أعلى بكثير من الأسعار المتداولة عالمياً.
وضرب مثالًا على كلامه بأن سعر طن الفيول عالمياً أقل اليوم بحوالي 20 بالمئة من سعره في سوريا، وذلك وفقًا للنشرات الرسمية لا السوق السوداء،
واعتبر أنه بالنسبة للبنزين والمازوت فإن الحكومة من الممكن أن تحقق وفرًا جيدًا بهما.
وذلك لو كانت عملية الإنتاج تتم وفقاً للمعايير، لافتاً إلى أن المصافي في سورية تعاني من القدم وبالتالي فإن تكاليف الإنتاج في المصافي السورية أعلى مما هي عليه في كثير من دول العالم.
وهكذا فإن سعر التكلفة الصادر في النشرات السعرية للمشتقات النفطية التي توزع للقطاع الصناعي والقطاعات الأخرى وللمستهلك أعلى من كثير من الدول وأقل من بعض الدول، فعلى سبيل المثال فإن سعر البنزين في سوريا أقل من الأردن وأعلى من البنزين في لبنان.
وأكد المازوت غير متوفر بالشكل الكافي لكن البنزين يعتبر متوفرًا إذ إن استهلاك سورية من البنزين يقدر بحوالي مليار وثلاثمئة مليون ليتر سنوياً وهو أقل بنسبة 50 بالمئة من استهلاك السوريين قبل الأزمة.
وأضاف أنه رغم انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالمياً تم رفع أسعار هذه المشتقات خلال النشرة الأخيرة الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ولاحظنا مراراً أنه عندما ينخفض النفط عالمياً ترتفع أسعارها في سورية والعكس صحيح.
بدوره اعتبر عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلب "محمد زيزان" أن إعادة تجربة استيراد المشتقات النفطية من قبل الصناعيين والفعاليات التجارية لن تكون ناجحة خلال هذه الفترة ولن تساهم في تخفيض أسعار مبيعها باعتبار أن هذه التجربة لم تنجح سابقاً وأدت إلى حدوث خلل.
وزعم "زيزان" أن المخصصات التي توزع للصناعيين تعتبر كافية في الظرف الحالي باعتبار أنه ليس هناك ضغط عمل وحاجة لزيادة الإنتاج بسبب غلاء الأسعار إذ إن الكميات المنتجة حالياً تغطي حاجة السوق لكن في حال كان هناك ضغط عمل كبير من أجل زيادة الإنتاج فإننا سنضطر لشراء هذه المواد من السوق السوداء.
وتعد أزمة المحروقات في مناطق سيطرة النظام من الأمور الشائكة والمستعصية، ويقول خبراء إن نظام الأسد يعتمد حلول مؤقتة إسعافية طوال السنوات والأشهر الماضية، ودائمًا ما يتعلق الأمر بالناقلات والتوريدات الإيرانية التي لا تصل إلى البلد بوتيرة مستقرة.
هذا وتتسبب قرارات تخفيض مخصصات المحروقات ورفع أسعارها إلى تفاقم الأزمة في وقت يزعم مسؤولي النظام بأنّ العقوبات الاقتصادية هي من أبرز أسباب الأزمة، فيما تشهد محطات الوقود ازدحام شديد لعدم توفر المحروقات وتضاعف أسعارها.
قرر مجلس محافظة دمشق التابع لنظام الأسد زيادة رسوم الإشغال السنوية لمواقف السيارات والمساحات التجارية، ويشمل القرار كلًا من القطاع العام والقطاع الخاص، مع تأثير مباشر على مستخدمي المواقف السكنية والمؤسسات التجارية.
وحدد المجلس التابع للنظام رسم الإشغال السكني عند 700 ليرة للمتر المربع يومياً، مما يمثل زيادة تحسبًا على الأسعار السابقة، ويشمل هذا الإجراء المناطق السكنية للقطاعين العام والخاص.
ويبرر القرار بأنه يعكس استراتيجية المجلس لتوحيد السياسات في مختلف القطاعات الحيوية وفيما يتعلق بالمؤسسات التجارية، فقد شهدت الفنادق، المطاعم، المولات، البنوك، المعاهد، والمدارس زيادة في رسوم الإشغال إلى 1550 ليرة للمتر المربع يومياً.
واعتبرت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد أن هذه الزيادة تعكس التحولات في السياسة المالية المحلية وتسعى إلى تحسين توازن الميزانية وتوفير المزيد من الموارد للتنمية المحلية، الأمر الذي يخالف الواقع حيث تذهب الرسوم والضرائب لخزينة النظام دون أن تنعكس على أي خدمة كانت.
وكان كشف عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق "عمار غانم"، أن محافظة دمشق أقرت في جلستها الأخيرة فرض عقوبة بقيمة 80 ألف ليرة سورية على كل شخص يركن سيارته على الأرصفة.
وحسب حديثه لوسائل إعلام تابعة لنظام الأسد فإن الغرامة مقسمة لقسمين، القسم الأول 50 ألفاً للإشغال من دون رخصة مسبقة، والقسم الثاني من العقوبة 30 ألفاً بحسب حجم السيارة أي بمعدل 3000 ليرة على المتر الواحد في اليوم.
ونفى رفع أجرة المواقف "الباركينغ" أو المرائب التي قال إنها لا تزال 1000 ليرة على كل ساعة، لافتاً إلى أنه لا توجد نية لرفعها حتى اللحظة، وقدر عدد المصفات في دمشق 3300 متوزعة بالأسواق التي يمكن أن تُستثمر مثل "الشعلان-المزة-الحمراء-الشيخ سعد".
وقدر أن 80% من أرصفة دمشق يتم ركن سيارات عليها، معتبرا أن ركنها بهذه الطريقة يؤدي لهبوطٍ في الأرصفة، وصيانة الرصيف قد تصل إلى مبالغ باهظة، وقدر رسوم حجز موقف للسيارة لعقار سكني هي 3 ملايين ليرة سنوياً أما رسوم الحجز لمحل تجاري فهي 5 ملايين سنوياً.
وكانت تزايدت الانتقادات مع تعاظم نفوذ وممارسات شركة المواقف المأجورة في حلب، وقال رئيس مجلس مدينة حلب في حديثه لوسائل إعلام تابعة لنظام الأسد إن الشركة تنافست مع خمس أخريات وحصلت على العلامة الأفضل لكننا مستعدون لإعادة النظر في حال مخالفتها للشروط، وفق زعمه.
وأشارت مصادر إعلاميّة إلى أن ممارسات شركة المواقف المأجورة في حلب "مارتل غروب- صفة"، تصل إلى مراحل قهر المواطن، علما بأنها لم تنفذ أي وعد من وعودها بتحسين الواقع المروري مكتفية بجني المال على حساب راحة المواطن.
وأكدت أن الشركة مدعومة من مسؤولي نظام الأسد تفرض رسوما بقيمة مضاعفة أكبر بثلاث مرات من أجور نفس الخدمة في مناطق أخرى، وتشدد الشركة على المواطنين وتفرض مخالفات غيابية بقيمة كبيرة، وتبلغ تعرفة الشركة 1500 للساعة، علما أن تعرفة الوقوف بباقي مناطق سيطرة النظام 1000 ليرة للساعة.
دعت وزارة الداخلية في حكومة نظام الأسد المواطنين الذين حددت لهم موعداً لإصدار جواز السفر إلى استكمال معاملاتهم خلال 20 يوماً، فيما كشفت وسائل إعلام تابعة للنظام عن طريقة التسجيل على جواز السفر السوري 2024.
وطالبت داخلية الأسد المواطنين الى مراجعة إدارة الهجرة والجوازات وفروعها في المحافظات، لاستكمال معاملاتهم، واعتبرت أن ذلك بهدف تخفيف الضغط على بوابة الحجز الإلكتروني وتقديم الخدمة لمن هم بحاجة لجوازات سفر، بحسب الداخلية.
وتحدثت مصادر إعلامية مقربة من نظام الأسد عن تطوير منصة تسجيل جواز السفر السوري لعام 2024 لتسهيل عملية حجز المواعيد وتجديد الجواز، ويمكن الوصول إلى المنصة من خلال موقع وزارة الداخلية حيث يُطلب من المستخدمين تسجيل الدخول أو إنشاء حساب جديد.
وأضافت، أن الصفحة الرئيسية للمنصة تُبسط العملية، حيث يُمكن للمستخدمين حجز مواعيد باستخدامها بكفاءة. توفر المنصة جميع التفاصيل حول الخطوات المطلوبة لاستخراج جواز السفر، بما في ذلك الموافقة على الشروط وتقديم الوثائق الضرورية.
وذكرت أن خطوات الحجز تشمل ملء الاستمارة بمعلومات دقيقة والموافقة على الشروط المحددة، مع ضرورة إرفاق الوثائق المطلوبة، بعد ذلك، يُحدد المستخدم تاريخًا مناسبًا لزيارة أحد مكاتب الجوازات، مع تأكيد الموعد ودفع الرسوم عبر وسائل الدفع الإلكترونية المتاحة.
ولفتت إلى أن الوثائق المطلوبة تتضمن بطاقة الهوية الوطنية، شهادة التجنيد، وفي حالة القاصرين يتطلب الإقرار من الأب، يجب أيضًا تقديم موافقة جهة العمل واستمارة الحصول على جواز السفر، بالإضافة إلى صور شخصية خلفية بيضاء وإيصال دفع الرسوم.
وكان أعلن ما يسمى بـ"مركز خدمة المواطن"، لدى نظام الأسد، عن تعديل مدة تثبيت ودفع رسوم معاملة المنح لجواز السفر السوري، وذلك بعد أن تم رفع رسوم استخراج الجوازات بكافة أشكالها بنسبة كبيرة.
ورفع نظام الأسد مؤخرا سعر جواز السفر العادي إلى 312700 ليرة سورية بعدما كان سابقاً نحو 70 ألف ليرة، ورفع سعر جواز السفر المستعجل إلى 432700 ليرة سورية، ورفع جواز السفر الفوري إلى 2 مليون و10 آلاف و700 ليرة.
وتزايدت الطلبات على جوازات السفر بشكل ملحوظ في مناطق سيطرة نظام الأسد ويأتي هذا في ظل صعوبة الحصول عليها بالطرق الرسمية بل أشبه بالمستحيل، ووفقًا لتقارير إعلامية، أصبح بإمكان الأشخاص الحصول على جوازات السفر بسهولة عبر السوق السوداء وبشكل علني.
وتشير تقديرات إلى أن سعر الحصول على جواز السفر من السماسرة تجاوز مبلغ الـ 5 مليون في اللاذقية، وظهرت مجموعات على منصات التواصل حيث يعرض الأشخاص خدماتهم في تأمين جواز السفر خلال وقت قصير، في ظل استمرار أزمة الجوازات رغم مزاعم حلها.
هذا ورفعت السفارات والقنصليات التابعة لنظام الأسد الرسوم على الأعمال القنصلية بنسب تراوحت بين 50 وحتى 100% لغالبية المعاملات، فيما حل جواز السفر السوري في المرتبة الثانية كأسوأ جواز سفر في العالم بعد جواز السفر الأفغاني.
أكدت محكمة النقض أعلى هيئة قضائية في فرنسا، "بشكل نهائي" التهم الموجهة لشركة "لافارج" للإسمنت بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية في سوريا، وذلك على خلفية "دفعات مفترضة لجماعات جهادية خلال الحرب في سوريا".
ورفضت المحكمة في 2019، توجيه تهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية إلى شركة "لافارج". لكن المحكمة العليا في فرنسا ألغت هذا الحكم لاحقا، وقد ثبتت محكمة النقض هذا القرار نهائيا يوم أمس الثلاثاء.
ورفضت محكمة النقض تهمة كانت موجهة لشركة لافارج سابقا بتعريض حياة أشخاص للخطر، قائلة إن "القانون الفرنسي لا يجوز أن يطبّق على السوريين العاملين في المصانع التابعة لها"، وكان رفع عدد من الموظفين السوريين ومنظمات غير حكومية دعوى قضائية ضد لافارج وفتح القضاء الفرنسي تحقيقا في 2017.
وكانت أقرت الشركة التي أصبحت الآن تابعة لمجموعة "هولسيم"، أنها "دفعت حوالي 13 مليون يورو ما يعادل 14.2 مليون دولار، إلى وسطاء للمحافظة على تشغيل فرعها في سوريا عامي 2013 و2014، بعد وقت طويل من انسحاب الشركات الفرنسية من البلاد".
وأصرت الشركة على أنها "غير مسؤولة عن انتهاء الأموال في أيدي مجموعات جهادية يشتبه أن من بينها تنظيم الدولة"، وسحبت شركة لافارج موظفيها الأجانب من موقعها في سوريا عام 2012 لكنها أبقت العمال المحليين حتى العام 2014 عندما تم إخلاء الموقع مباشرة قبل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليه.
وكانت قالت مصادر إعلام غربية، إن القضاء الفرنسي، قرر إعادة النظر في الاستئناف الذي قدمته شركة الإسمنت الفرنسية "لافارج" للطعن بتهمة تعريض الموظفين السوريين للخطر والتواطؤ في جرائم ضدّ الإنسانية في سوريا.
وأوضحت المصادر، أن محكمة النقض، أعلى هيئة قضائية في فرنسا، والتي كان من المقرر أن تبت في هذه القضية، تريد إعادة دراسة الأدلة بعد أن أثار الدفاع نقطة قانونية تتعلق بتعريض حياة الآخرين للخطر.
ويُشتبه بأنّ الشركة التي أصبحت الآن تابعة لمجموعة هولسيم دفعت خلال عامي 2013 و2014، عبر فرعها السوري "لافارج سيمنت سيريا"، ملايين اليوروهات لجماعات جهادية، من بينها خصوصاً تنظيم الدولة، ولوسطاء، من أجل استمرار عمل مصنعها للإسمنت في سوريا في منطقة الجلابية، فيما كانت البلاد غارقة في أتون الحرب.
وسبق أن قالت "فرانس برس"، إن لافارج أبقت موظفيها السوريين يعملون في المصنع حتى سبتمبر 2014، بينما كانت قد أجلت موظفيها الأجانب في العام 2012، وفي ما يتعلق بالموظفين السوريين، اوضحت الشركة الأم "لافارج اس أ" (Lafarge SA) أن "القانون السوري فقط هو الذي ينطبق على العمل". إلا أنها أكدت أن تعريض حياة الآخرين للخطر لا يمكن أن يستند إلى انتهاك التزام الحيطة والحذر المنصوص عليه في القانون الفرنسي حصراً.
وأكدت الوكالة أنه لا يزال بإمكان الدفاع عن المجموعة الفرنسية أن يأمل في الحصول على حكم مع وقف التنفيذ على الجريمتين الأخريين، رغم أنّ محكمة النقض قد صدّقت بشكل نهائي في العام 2021 على لائحة الاتهام بتمويل مشروع إرهابي.
وكان من المقرر أن تنظر محكمة النقض في باريس، في لائحة الاتهام الموجهة إلى شركة "لافارج" الفرنسية للإسمنت المتهمة بتعريض الموظفين السوريين للخطر والتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية في سوريا، بعد أن كانت "لافارج" طعنت في لائحة الاتهام الصادرة ضدها.
وكانت رفعت عائلات أمريكية، من ذوي موظفة إغاثة وجنود أميركيين، قُتلوا أو أصيبوا في سوريا، دعوى قضائية ضد شركة لافارج الفرنسية لصناعة الأسمنت، بسبب دعم قدمتها الشركة لتنظيمات داعش والنصرة، وفق ماقالت مصادر أمريكية.
وأودعت وثيقة في محكمة الدائرة الشرقية الجزئية في نيويورك، وجاء فيها أن الشركة الفرنسية دفعت قرابة ستة ملايين دولار لتنظيم داعش وجبهة النصرة في سوريا، وقالت الوثيقة "مدفوعات المدعى عليهم ساعدت في الهجمات الإرهابية التي استهدفت المدعين وأفراد عائلاتهم".
وتضم الدعوى، التي يسعى المدعون فيها إلى الحصول على تعويضات نظير الأضرار التي لحقت بهم وتعويضات جزائية، رئيس الشركة السابق برونو لافون ومديرين تنفيذيين آخرين إلى جانب شركة لافارج.
وجاء في الوثيقة "بقبولها إقرار لافارج بالذنب العام الماضي، وجدت المحكمة أن جريمة (الشركة) أثرت على ضحايا الأعمال الإرهابية"، وأضافت "وكما أن لافارج مذنبة بارتكاب جريمة بموجب قانون مكافحة الإرهاب، فإنها مسؤولة مدنيا بموجب نفس القانون عن ضحايا مؤامرتها الإجرامية".
وقالت لافارج، إنه لم يتم إبلاغها رسميا بالدعوى وبالتالي لن تعلق عليها، ويشمل المدعون عائلات صحفيين وعسكريين أميركيين قُتلوا أو أصيبوا في هجمات لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وأماكن أخرى.
ومن بين هؤلاء عائلة كايلا مولر، وهي موظفة إغاثة أميركية تعرضت للاغتصاب والقتل، بالإضافة إلى عائلات الصحفيين ستيفن سوتلوف وجيمس فولي اللذين ذبحهما تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014 وصور هذه العملية.
وتضم الدعوى أيضا عائلات عشرة عسكريين أميركيين قُتلوا أو أصيبوا في هجمات لتنظيم الدولة الإسلامية بسوريا والعراق والنيجر، بالإضافة إلى أميركي واحد أصيب في هجوم بتركيا، وجاء في الوثيقة "دعم لافارج لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة كان كبيرا. كانت تُشغل مصنع أسمنت يدر أرباحا في شمال سوريا، وقررت أن رشوة الإرهابيين السوريين هي أفضل طريقة لحماية أرباحها من المصنع".
وسبق أن بثت قناة الجزيرة القطرية، تحقيق استقصائي، كشفت فيه عن ارتباط مسؤولين كبار في شركة لافارج بالمخابرات الفرنسية، وبناء شبكة تجسس في شمال سوريا على الجماعات المسلحة خلال الفترة من 2011 إلى 2014.
وتحدث التحقيق، عن شبكة تجسس أخرى في دبي يديرها رجل أعمال سوري يدعى فراس طلاس، لديه أسهم في مصنع لافارج للإسمنت، وهو ابن وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الذي هرب إلى باريس مع بداية الحرب بمباركة من السلطات الفرنسية.
وكان وجه المدير التنفيذي السابق لشركة "لافارج" الفرنسية المصنّعة للأسمنت، اتهاماً لـ "الاستخبارات الفرنسية" بـ "اختراق" فرع الشركة حتى عام 2014 في سوريا، مؤكداً أن الاختراق تم بدون علمه قائلاً: "لم أكن أعرف أي شيء عن المدفوعات لجماعات إرهابية وأنشطة الدولة في مصنعنا".
وقال "برونو لافون" المتّهم في التحقيق القضائي في أنشطة المجموعة، في مقابلة مع صحيفة ليبيراسيون: "من الواضح وجود اختلاف تام بين القصة التي سمعناها في البداية، تلك التي تقول إن لافارج قامت لأسباب ربحيّة بحتة بتمويل جماعات إرهابية في سوريا، بين عامي 2013 و2014، وبين ما نكتشفه اليوم".
ومؤخراً، قدم المئات من الأميركيين الإيزيديين، دعوى قضائية ضد شركة "لافارج" الفرنسية للإسمنت، واتهموها بالتآمر لتقديم دعم مادي لتنظيم "داعش" في العراق وسوريا، ويمثل المدعين بقيادة نادية مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وجميعهم مواطنون أميركيون، المحامية المتخصصة في حقوق الإنسان، أمل كلوني، والدبلوماسي الأميركي المخضرم السابق، لي ولوسكي.
ويعتبر مقدمو الدعوى وعائلاتهم من الناجين من عنف داعش، الذي بدأ عندما استهدف مسلحو التنظيم موطن الإيزيديين في سنجار بشمال العراق عام 2014، وبحسب الدعوى المرفوعة أمام محكمة اتحادية في نيويورك، فإن لافارج "ساعدت وحرضت على أعمال إرهاب دولي ارتكبتها الدولة الإسلامية وتواطأت مع التنظيم ووسطائه، ويتعين عليها دفع تعويضات للناجين".
علمت شبكة "شام" الإخبارية، من مصادر خاصة، أن "هيئة تحرير الشام" نفذت سلسلة إعدامات ميدانية بحق عناصر خلية أمنية عرفت باسم "سرية أنصار أبو بكر"، بعد قرابة عام ونصف من إعلان "جهاز الأمن العام"، التابع للهيئة في 6 حزيران/ 2022، إلقاء القبض على معظم عناصرها بعمليات أمنية في ريف إدلب.
وأوضحت مصادر "شام" أن الاعدامات نفذت بحق عدد من المنتسبين للخلية، بعد إثبات تورطهم في التهم التي وجهت إليهم، وهي الوقوف وراء العديد من العمليات الأمنية في إدلب، ومن أبرزها (الهجوم على حاجز المطلق في مدينة إدلب، وتفجير عبوة ناسفة بالقرب من بوابة معبر باب الهوى بأحد أرتال الجيش التركي).
وذكرت المصادر (التي رفضت الكشف عن هويتها)، أن "جهاز الأمن العام" التابع للهيئة، أبلغ عدد من ذوي عائلات المنتمين للخلية بتنفيذ حكم الإعدام بحقهم، دون أن يذكر الزمان والمكان، علاوة عن إخفائه جثثهم وعدم تسليمها لذويهم أو الإفصاح عن مصيرها.
وفي حزيران/ 2022، نشر "جهاز الأمن العام" تصريحاً مرئياً بخصوص ما تعرف بـ"سرية أنصار أبو بكر"، وقال فيه إنه بعد العمل والرصد والتحري لعدة أشهر، تكمن الجهاز الأمني من القبض على معظم عناصر وقادة السرية حيث كانوا يختبئون فيها ويجهزون دارات التفجير والعبوات الناسفة، واعتقل من فيها وصادر أدواتهم الإجرامية.
واستعرض المتحدث الرسمي باسم "الأمن العام"، "ضياء العمر" حينها، أبرز عمليات السرية خلال عامي 2021 و2022 ومنها تفجير وزرع عبوة ناسفة إضافة لركن دراجة نارية مفخخة على حافة طريق إدلب- باب الهوى، وكذلك الهجوم على حاجز المطلق في محيط وحاجز بنش بريف إدلب الشرقي.
يُضاف إلى ذلك، اتهام السرية بتفجير سيارة مفخخة على طريق إدلب - باب الهوى قرب مدينة معرة مصرين، وتفجير عبوة ناسفة بالقرب من بوابة معبر باب الهوى بأحد أرتال الجيش التركي، والسطو على مقرات لجيش العزة وفيلق الشام.
وكان نشر "الأمن العام"، صورا تظهر "بعض المواد المتفجرة والأدوات التي تم العثور عليها مع عناصر السرية"، يضاف لذلك صورا لـ"قيادات خلية ما يسمى "سرية أنصار أبي بكر" المتورطة بعدة عمليات إجرامية في المحرر" وفق تعبيره حينها.
وفي تشرين الأول من عام 2021 أعلنت "هيئة تحرير الشام" عبر "جهاز الأمن العام"، التابع لها عن "إلقاء القبض على أحد مسؤولي التفخيخ فيما يسمى بـ "سرية أنصار أبي بكر الصديق" المسؤولة عن عمليات تفجير وقتل في المحرر"، حسب بيان رسمي.
وبث "جهاز الأمن العام" صورا للبيان إلى جانب صورة لـ"أحمد سعد الدين الجاسم" الذي قال إنه أحد مسؤولي التفخيخ في "سرية أنصار أبي بكر الصديق"، التي سبق أن قالت إنها نفذت عمليات ضد القوات التركية في إدلب.
وذكر الجهاز في بيانه عبر معرفاته الرسمية حينها، أن "الجاسم"، متهم "زرع عبوات ناسفة على أوتوستراد إدلب- سرمدا بالإضافة إلى سرقة سيارة عسكرية للفصائل في جبل التركمان، ومحاولة خطف مدني مقابل فدية مالية"، وترافق ذلك مع بث صورا تظهر عملية إخراج الأسلحة ومعدات التفخيخ التي يخفيها أحد مسؤولي التفخيخ فيما يسمى بـ "سرية أنصار أبي بكر الصديق" في الشمال السوري.
وكانت أصدرت جماعة مجهولة تطلق على نفسها اسم "سرية أبو بكر الصديق" بيانات حول تبني استهداف نقطة المراقبة التركية في قرية "سلة الزهور" بريف إدلب الغربي، وقالت "سرية أبو بكر الصديق" وقتذاك في بيان موقع باسمها، إن أحد عناصرها قام بتفجير نفسه بسيارة مفخخة عند نقطة المراقبة التركية، ما أدى إلى "قتل وإصابة العشرات من جيش الناتو التركي وحراسهم من الجيش الوطني السوري" حسب تعبير البيان.
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن قوات النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية تواصل هجماتها الإرهابية لتزيد من الخناق الذي يعيشه السوريون على أعتاب السنة الرابعة عشرة من الحرب.
وأوضحت أن هجمات ممنهجة لقوات النظام على ريف إدلب، يوم الثلاثاء 16 كانون الثاني، ضحاياها 9 مدنيين بين قتيل وجريح وبينهم أطفال ونساء، رغم تفاقم معاناة المدنيين في فصل الشتاء والعواصف المطرية التي ألحقت أضرارًا في المدن والبلدات والمخيمات.
ووفق المؤسسة، قتل مدني وأصيب 8 مدنيين بينهم طفلتان وامرأة بجروح، وبينهم إصابات بليغة، جراء قصف صاروخي لقوات النظام، استهدف الأحياء السكنية وبالقرب من مساجد ومرفق طبي وشارع البازار في مدينة أريحا جنوبي إدلب، مساء يوم الثلاثاء 16 كانون الثاني، فرقنا أسعفت بعض المصابين إلى المشافي وتفقدت الأماكن التي طالها القصف وتأكدت من عدم وجود إصابات أخرى.
وتعرضت يوم الأحد 14 كانون الأول أحياء مدينة أريحا لقصف مدفعي لقوات النظام دون وقوع إصابات وبتاريخ الاثنين 8 كانون الثاني استهدف قصف مدفعي لقوات النظام مدرسة قرية ابلين الشرقية للتعليم الأساسي، في ريف إدلب الجنوبي، حيث سقطت قذيفة مدفعية على سور المدرسة بعد انتهاء الدوام الرسمي، دون وقوع إصابات، كما استهدف قصف مماثل الأراضي الزراعية بين بلدتي بليون وكنصفرة، في الريف نفسه دون وقوع إصابات.
وقالت المؤسسة إنه منذ بداية العام الحالي 2024 استجابت فرقها لـ 52 هجوماً على شمال غربي سوريا، بينها 3 هجمات بصواريخ محملة بذخائر فرعية حارقة، استهدفت الهجمات 3 أسواق شعبية ومدرستين ومسجدين، ومنازل المدنيين، وأدت لمقتل 7 مدنيين بينهم طفل وامرأة، وإصابة 18 آخرين بينهم 9 أطفال، بالإضافة لهجوم مجهول المصدر بصواريخ بعيدة المدى استهدف ليلة أمس مركزاً طبياً متوقف عن العمل في قرية تلتيتا في ريف إدلب الشمالي الغربي وأدى لإصابة شخصين بجروح طفيفة ودمارٍ كبير في المركز الصحي.
ويعاني المدنيون ظروفاً قاسية مع حلول فصل الشتاء وتعاقب المنخفضات الجوية على شمال غربي سوريا التي حملت معها عواصف مطرية شكلت سيول اجتاحت خيام المهجرين وتسربت إلى مئات المنازل السكنية وعددٍ من المرافق الخدمية والعامة، لتزيد هذه الظروف الجوية القاسية من معاناة المدنيين التي تركتها الحرب وحملات القصف ندبةً في حياة المدنيين شمال غربي سوريا، أضعفت فيها البنية التحتية وحاربت فيها مقومات الحياة لتجعل السوريين ضحية حرب النظام وكوارث الطبيعة.
وأشارت إلى أن عامٌ آخر يعيشه السوريون ولغة القتل التي تتكلم بها قوات النظام هي الأعلى فيه، تكتب فيها سطوراً أخرى في سجل إجرامها بقتل المدنيين مع الاستمرار في الإفلات من العقاب وغياب المحاسبة الذي يسمح لنظام الأسد وروسيا بالاستمرار بالهجمات في ظل تغافل وعطالة مستمرة في الموقف الدولي تجاه محاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم.
قال "جيمس كليفرلي" وزير الداخلية البريطاني، إن بريطانيا أعلنت حزب التحرير كـ "منظمة إرهابية محظورة" بشرط موافقة البرلمان، واصفا إياه بأنه معاد للسامية ويروج "للإرهاب"، وجاء الموقف البريطاني ضد الحزب بسبب موقفه من حركة حماس، وعمليتها "طوفان الأقصى".
وقال الوزير، إن "حزب التحرير منظمة معادية للسامية تروج وتشجع الإرهاب بما في ذلك الإشادة والاحتفال بهجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول"، وأوضح أن إشادة الحزب بالهجمات ووصفه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالأبطال على موقعها على الإنترنت يشكل تشجيعا للإرهاب.
وسيدخل الحظر حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، في حال أقر النواب النص الذي عرضه كليفرلي على البرلمان، وهو ما يجعل دعم المجموعة جريمة يعاقب عليها بالحبس لمدة تصل إلى 14 عاما، كما قد يؤدي هذا الأمر أيضا إلى مصادرة أصول.
ويعني الحظر أن الانتماء إلى الحزب أو الترويج له وترتيب اجتماعاته وحمل شعاره في الأماكن العامة سيكون بمثابة جريمة جنائية في بريطانيا، وأشار الوزير البريطاني إلى أن حزب التحرير لديه تاريخ في "الإشادة والاحتفال بالهجمات ضد الشعب اليهودي".
و"حزب التحرير" بفرعه السوري، يتبنى فكراً متشدداً يدعو إلى إحياء الخلافة الإسلامية، وينشط بشكل رئيس في مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام"، ظهر في سوريا مع السنة الثانية من بداية الثورة السورية، لم يشكل الحزب أي فصائل عسكرية، ويقتصر نشاطه على توزيع المنشورات في التظاهرات الشعبية وصل الأمر لتسميته بـ "حزب المناشير"، كونه لا يتمتع بحاضنة شعبية ويخالف في أفكاره جميع المكونات والتيارات الثورية.
ويتهم "حزب التحرير" بركوب موجات الحراك الثوري في سوريا بدءا من عام 2012، رغم أنه ليس حديث التأسيس، وكان تعرض أعضاؤه لاعتقالات وملاحقة من قبل النظام، وأفرج عن كثير منهم بداية الحراك الثوري، واتخذوا موقفاً دعماً للحراك، في حين اعتبر البعض منهم أنهم من فجروا هذا الحراك الشعبي ودعوا المتظاهرين إلى تبني "مشروع الخلافة".
وعارض "حزب التحرير" قتال تنظيم "داعش" رغم تكفيره لفصائل المعارضة، معتبراً قتال التنظيم "تنفيذاً لأجندة خارجية"، واتهم فصائل المعارضة بالتورط بالمال السياسي والانحراف عن أهداف الثورة، كما اتهم "هيئة تحرير الشام" بالخيانة معتبراً أنها رضخت للتفاهمات الأمريكية وأدخلت القوات التركية إلى إدلب وباتت "ذراعاً لها".
ومنذ عدة أشهر، تقوم "هيئة تحرير الشام" في إدلب، بحملات اعتقال منظمة لكوادر وقيادات الحزب في الشمال السوري، واتهمت "تحرير الشام"، حزب التحرير بارتكاب أفعال وممارسات معادية أبرزها، "تخوين مكونات الثورة السورية ومؤسساتها دون أدنى درجات المصداقية والمسؤولية بمنهجية يسعون من خلالها إلى شيطنة المناطق المحررة وتشويه صورتها وبث الفوضى وزعزعة الثقة بين مكوناتها المجتمعية".
وتأسس الحزب في عام 1953 ويتخذ من لبنان مقرا له وينشط في 32 بلدا على الأقل بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، بحسب وزارة الداخلية البريطانية، والحزب محظور من العمل في ألمانيا ومصر وبنغلاديش وباكستان وعدة دول في آسيا الوسطى والعالم العربي.