شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية، مساء الجمعة، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع متفرقة في سوريا، أسفرت عن استشهاد مدني وإصابة آخرين، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي فوق دمشق ومناطق أخرى من البلاد.
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مقتل مدني جراء غارة إسرائيلية طالت محيط مدينة حرستا بريف دمشق، بينما أُصيب عدد من الأشخاص في قصف آخر استهدف مدينة التل بريف دمشق الشمالي، بحسب ما أفاد مراسل الجزيرة. وفي محافظة حماة، أصيب أربعة أشخاص في غارة استهدفت محيط قرية شطحة بريف المحافظة الشمالي الغربي.
وتحدثت مصادر محلية عن استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي الفوج 41 قرب مستشفى حرستا العسكري، فيما استهدفت غارة أخرى الكتيبة الصاروخية والفوج 175 بمحيط مدينة إزرع شمال درعا، دون الإبلاغ عن خسائر دقيقة في صفوف القوات الحكومية.
وأفادت مصادر أن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارات على أطراف حي برزة شمال العاصمة دمشق، وعلى مقر في الفرقة الأولى التابعة للنظام السابق، وشنت طائرات حربية غارات على أطراف مدينة حماة وسط سوريا، وغارات على مواقع عسكرية في منطقة جبل الشعرة في محافظة اللاذقية.
وسُمع دوي انفجارات قوية في العاصمة دمشق نتيجة 7 غارات متتالية على مواقع عسكرية بريف دمشق، بينما حلّقت المقاتلات الإسرائيلية فوق أجواء درعا والسويداء والقنيطرة، وامتد التحليق إلى محافظات حماة وحمص واللاذقية وطرطوس، ما أثار حالة من التوتر بين الأهالي.
من جانبها، أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بيانًا قالت فيه: “قبل قليل، شنّ جيش الدفاع الإسرائيلي ضربات على منشأة عسكرية ومدافع مضادة للطائرات وبنى تحتية متصلة بصواريخ أرض-جو داخل الأراضي السورية”، مضيفة أن الجيش سيواصل “اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين الإسرائيليين.”
وتأتي هذه الغارات بعد أيام قليلة من تصعيد لافت شمل استهداف محيط القصر الرئاسي في دمشق وأشرفية صحنايا، ما دفع السعودية وقطر إلى إصدار بيانات إدانة شديدة اللهجة، مطالبة المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على السيادة السورية.
بدورها، ردت الرئاسة السورية أمس عبر بيان رسمي، أدانت فيه القصف الإسرائيلي واعتبرته محاولة مكشوفة لتقويض الأمن والاستقرار الوطني، مؤكدة أن سوريا “لن تساوم على سيادتها أو أمنها”، وأنها ستواصل العمل لحماية البلاد من أي تهديدات.
ويُنظر إلى هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي باعتباره الأوسع خلال الأسابيع الماضية، وسط تحذيرات من أن استمرار استهداف العمق السوري قد يفتح جبهات جديدة للتوتر ويزيد الضغط الإقليمي على المشهد السوري المتأزم أصلًا.
أدان المجتمع السوري الأمريكي بشدة الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف حرم القصر الرئاسي في دمشق ليلة أمس، معتبرين أن استهداف رمز السيادة السورية يمثل ليس فقط استفزازًا، بل عملًا حربيًا. ووصف المجتمع السوري الأمريكي التصعيد الإسرائيلي الأخير بأنه يقوض آفاق الدبلوماسية ويدفع بالمنطقة نحو صراع أوسع.
وأشار البيان إلى أن هذه الهجمة ليست حادثة معزولة، فبعد تحرير سوريا في 8 ديسمبر 2024، شنت إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكثر من 600 غارة على الأراضي السورية، تسببت العديد منها في سقوط ضحايا من المدنيين. وأكد البيان أن هذه الهجمات لا تمثل دفاعًا عن النفس، بل هي أعمال عدوانية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. ورغم ذلك، فقد التزمت واشنطن الصمت حيال هذه التصرفات.
كما نوه البيان إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان قد دافع عن إنهاء الحروب المكلفة وغير الضرورية في الشرق الأوسط والعالم، مفضلًا الحلول الدبلوماسية والتفاوضية. إلا أن التصرفات الأخيرة لحكومة نتنياهو تتناقض تمامًا مع هذه الرؤية.
وأضاف البيان أن الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي لا تسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي، بل على العكس، فإنها تهدد بتقويض المصالح الاستراتيجية الأمريكية من خلال إدخالها في صراع أكبر في المنطقة، وهو ما سعى الرئيس ترامب إلى تجنبه.
كما تم التحذير من أن المزيد من زعزعة الاستقرار في سوريا لن يعزز أمن إسرائيل بل قد يؤدي إلى تصاعد الهجرة وعودة تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى في الوقت الذي تركز فيه الولايات المتحدة على تأمين حدودها وإعادة قواتها إلى الوطن.
وفيما يتعلق بالنفوذ التركي في سوريا، أكد البيان أن الإجراءات الإسرائيلية الحالية ستزيد من هذا النفوذ، مما قد يدفع الحكومة السورية إلى تعميق علاقاتها الدفاعية مع تركيا. ووصف البيان سياسات نتنياهو بأنها "أحمق استراتيجيًا" وأنه يجب على الحكومة الأمريكية إنهاء صمتها والوقوف إلى جانب السلام.
واختتم البيان بدعوة لواشنطن لتغيير مسارها ووقف تمكين الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد صراع أكبر، مؤكدين ضرورة إعادة تأكيد القيادة الأمريكية عبر الدبلوماسية واحترام السيادة واستقرار المنطقة، ورفع المصالح الأمريكية فوق أي تشابكات قد تهدد حياة الناس والسلام العالمي.
وكانت شنت طائرات حربية إسرائيلية، في وقت متأخر من يوم الجمعة 2 أيار، غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع عدة في أرياف حماة واللاذقية وريف دمشق، يعتقد أنها طالت مواقع سابقة لنظام بشار الأسد، وذلك عقب غارة جوية نفذتها فجراً بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة دمشق، وصفت بأنها "تحذيرية".
وكانت أدانت عدد من الدول العربية والجامعة العربية والأمم المتحدة، التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد سوريا، وخاصة الهجوم الذي استهدف محيط القصر الرئاسي في دمشق فجر اليوم الجمعة. وأكدت هذه الدول رفضها القاطع للتدخلات الإسرائيلية وانتهاك سيادة سوريا ووحدتها.
شنت طائرات حربية إسرائيلية، في وقت متأخر من يوم الجمعة 2 أيار، غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع عدة في أرياف حماة واللاذقية وريف دمشق، يعتقد أنها طالت مواقع سابقة لنظام بشار الأسد، وذلك عقب غارة جوية نفذتها فجراً بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة دمشق، وصفت بأنها "تحذيرية".
وفق مصادر محلية، فإن طائرات حربية إسرائيلية عدة، دخلت الأجواء السورية من اللبنانية، ونفذت أولى غاراتها في منطقة الشعرة بريف اللاذقية الشرقي القريبة من منطقة شطحة بسهل الغاب، في حين جاءت الغارات الثانية في منطقة قرب حرستا بريف دمشق، وسجل نشطاء غارات إسرائيلية طالت الكتيبة الصاروخية بين بلدتي موثبين وجباب شمالي درعا، وطالت غارات الفوج 175 في مدينة إزرع بريف درعا.
وتواردت أنباء عن وقوع إصابات في صفوف قوات الجيش السوري في مقر الفرقة 60 في الجيش السوري الجديد، التي تتمركز في مقر الفوج 41 قوات خاصة - الفرقة العاشرة ميكا التابعة لجيش نطام الأسد سابقا، في محيط حرستا، كما سجل نشطاء سقوط شهيد مدني جراء الغارات.
في السياق، وتواردت معلومات من فرق الرصد عن هبوط طيران مروحي إسرائيلي في موقع بمحافظة السويداء لوقت قصير، بالتزامن مع الغارات الجوية التي نفذتها طائرات حربية في عدة مواقع، قبل إقلاع المروحي وعودته باتجاه الأراضي المحتلة.
وفي وقت سابق فجر اليوم، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو"، عن تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة طالت هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الجمعة 2 أيار 2025، مجدداً تعهده بحماية "الأقلية الدرزية".
وسبق ان أعلن كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان مشترك، عن تنفيذ القوات الإسرائيلية هجومًا في دمشق بالقرب من القصر الرئاسي السوري، واعتبر المسؤولان هذا الهجوم بمثابة "رسالة واضحة" للسلطة الانتقالية في سوريا
وأشار البيان إلى أن إسرائيل لن تسمح للقوات السورية بالتوجه نحو جنوب دمشق أو أن تشكل أي تهديد للطائفة الدرزية. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات في المنطقة، ويعكس الموقف الإسرائيلي استمرار استراتيجيتها في الرد على ما تعتبره تهديدات أمنية من قبل القوات السورية.
وجاء التصعيد الإسرائيلي اللافت، بعد ساعات قليلة من إعلان مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة، بيانًا وطنيًا شاملاً شددت فيه على التمسك بوحدة الدولة السورية، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الانفصال أو مشاريع التقسيم، مؤكدة أن الطائفة ستبقى جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
وكانت أدانت عدد من الدول العربية والجامعة العربية والأمم المتحدة، التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد سوريا، وخاصة الهجوم الذي استهدف محيط القصر الرئاسي في دمشق فجر اليوم الجمعة. وأكدت هذه الدول رفضها القاطع للتدخلات الإسرائيلية وانتهاك سيادة سوريا ووحدتها.
وصف الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط، في قصر الشعب بدمشق، بأنه "ودي وصريح"، مشيراً إلى أنه تناول التطورات الأخيرة في المنطقة.
وقال الحزب، في بيان صدر اليوم، إن جنبلاط عبّر خلال اللقاء عن ارتياحه لما وصفه بـ"الانفتاح العربي والدولي تجاه الدولة السورية الجديدة"، معتبراً أن هذا الانفتاح من شأنه أن يعزز وحدة سوريا واستقرارها، وينعكس إيجاباً على الوضع في لبنان.
وتطرّق الجانبان، وفق البيان، إلى الأحداث التي شهدتها سوريا خلال اليومين الماضيين، حيث أعربا عن أسفهما لسقوط ضحايا، مؤكدين على "ضرورة اضطلاع الدولة السورية بمسؤولياتها في الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين".
كما ثمّن جنبلاط، بحسب البيان، جهود الدولة السورية في فتح قنوات الحوار مع مختلف مكونات الشعب السوري، مشدداً على أهمية مشاركة أبناء طائفة الموحدين الدروز في مؤسسات الدولة.
وفي ختام اللقاء، وجّه جنبلاط شكره للرئيس الشرع على توقيف إبراهيم حويجة، المتهم باغتيال الزعيم اللبناني كمال جنبلاط وارتكاب جرائم أخرى.
وكان قد وصل "وليد جنبلاط" الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، والوفد المرافق له، صباح اليوم الجمعة، إلى دمشق، وعقد لقاء مع رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع ووزير الخارجية السيد أسعد الشيباني في قصر الشعب، جاء ذلك على وقع التوترات التي شهدتها مناطق ذات غالبية درزية في سوريا.
وكان أعلن الحزب التقدمي الاشتراكي التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، بعد اتصالات أجراها رئيس الحزب وليد جنبلاط مع الإدارة السورية وتركيا والسعودية وقطر والأردن.
وأكد الحزب في بيان أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ بالفعل، مشيرا إلى أن جهودا دبلوماسية مكثفة سبقت الاتفاق، وشملت تنسيقا مباشرا مع الأطراف المعنية لتطويق التصعيد المتسارع في المنطقة.
ودعا جنبلاط إلى معالجة الأوضاع وفق منطق الدولة ووحدة سوريا، محذرا من أن استمرار الاقتتال لا يخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي. وشدد الحزب على ضرورة الحفاظ على النسيج الاجتماعي في المنطقة، مشيرا إلى أن وفدا من المشايخ والفعاليات المجتمعية يعمل على صياغة اتفاق نهائي يضمن عدم عودة التوترات المسلحة.
أجرى السيد "أحمد الشرع" رئيس الجمهورية العربية السورية، اليوم الجمعة 2 أيار، سلسلة من اللقاءات الرسمية مع وفود وشخصيات محلية وخارجية، في سياق المهام التي يقوم بها، جاء ذلك رغم تعرض أطراف القصر الجمهوري في ساعات الفجر لقصف جوي إسرائيلي وصف بأنه "تحذيري" أعقبه تهديدات إسرائيلية مباشرة للرئيس "الشرع".
وفي سلسلة الاجتماعات واللقاءات، فقد استقبل الرئيس الشرع ووزير الخارجية السيد أسعد الشيباني في قصر الشعب، الدكتور كمال غريبي رئيس مجموعة GKSD القابضة للاستثمار ورئيس مجموعة مستشفيات سان دوناتو التابعة للمعهد العلمي للبحوث والاستثمار والرعاية الصحية، برفقة مستشاره الخاص الدكتور تمام يوسف.
واستقبل "الشرع" ووزير الخارجية السيد أسعد حسن الشيباني، السيد وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي والوفد المرافق له في قصر الشعب، وعقد جولة من المباحثات في تطورات الوضع الراهن في دمشق والسويداء.
كما التقى رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع، في قصر الشعب وفدًا من الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة رجل الأعمال جونوثان باس، ومحلياً اجتمع رئيس الجمهورية بوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السيدة هند قبوات، حيث جرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العمل في مجالات التنمية الاجتماعية ودعم سوق العمل، وتكثيف الجهود لدعم الفئات الأكثر احتياجًا وتعزيز برامج التأهيل والتدريب المهني بما يواكب متطلبات المرحلة القادمة.
وفي تطور لافت، كان نفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة طالت هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الجمعة 2 أيار 2025، مجدداً تعهده بحماية "الأقلية الدرزية"، في وقت تتحدث مصادر إسرائيلية غير رسمية أن هذه الضربة "تحذيرية" للسلطة في دمشق، ورسالة واضحة بجدية الموقف الإسرائيلي حيال تهديداتها عقب التوتر الذي تشهده مناطق الطائفة الدرزية جنوبي سوريا.
"رئاسة الجمهورية" تُدين الهجوم الإسرائيلي المتهور على القصر الرئاسي بدمشق
وسبق أن أصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية"، بيانًا رسميًا تدين فيه بشدة القصف الذي استهدف القصر الرئاسي يوم أمس على يد الاحتلال الإسرائيلي. واعتبرت الرئاسة هذا الهجوم تصعيدًا خطيرًا ضد مؤسسات الدولة السورية وسيادتها، مشيرةً إلى أن هذا الاعتداء يعكس استمرار الممارسات المتهورة التي تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد وتعميق الأزمات الأمنية.
شددت رئاسة الجمهورية على أن هذا الهجوم يستهدف الأمن الوطني السوري ووحدة الشعب السوري، مطالبةً المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه الاعتداءات التي تُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين والمواثيق الدولية.
كما دعت رئاسة الجمهورية الدول العربية إلى توحيد مواقفها والتعبير عن دعمها الكامل لسوريا في التصدي لهذه الهجمات، مع الحفاظ على حقوق الشعوب العربية في مواجهة الممارسات العدوانية الإسرائيلية.
وأكدت رئاسة الجمهورية أن هذه الاعتداءات، سواء كانت محلية أو خارجية، لن تؤثر على إرادة الشعب السوري أو تعرقل جهود الدولة لتحقيق الاستقرار والسلام في جميع المناطق. كما أكدت الرئاسة أن الأجهزة الأمنية المختصة تواصل التحقيقات اللازمة لتحديد المسؤولين عن هذه الاعتداءات، وأنها ستواصل العمل بكل حزم لحماية أمن الوطن والمواطنين من أي تهديدات قد تستهدفهم.
وفي ختام البيان، جددت رئاسة الجمهورية دعوتها لجميع الأطراف إلى الالتزام بالحوار والتعاون في إطار وحدة الوطن، مؤكدًا أن سوريا ستستمر في مسار البناء والنهضة ولن تتوقف عجلة الإصلاح مهما كانت التحديات. وأكدت أن سوريا لن تساوم على سيادتها أو أمنها، وستواصل الدفاع عن حقوق شعبها بكل الوسائل المتاحة.
ودانت عدد من الدول العربية والمسؤولين الدوليين، التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد سوريا، وخاصة الهجوم الذي استهدف محيط القصر الرئاسي في دمشق فجر اليوم الجمعة. وأكدت هذه الدول رفضها القاطع للتدخلات الإسرائيلية وانتهاك سيادة سوريا ووحدتها.
حصلت شبكة "شام" الإخبارية، على وثيقة مسربة من أحد الأفرع الأمنية التابعة لنظام بشار الأسد، توضح تفاصيل تبعية الفصائل العسكرية في محافظة السويداء، والتي تقسمها لطرفين، أحدهما تحت مسمى "معارضة" وأخرى مع "الدولة السورية"، تتبع مباشرة لأجهزة المخابرات، انعكست هذه التقسيمات على الوضع الحالي في مواقف تلك القوى عقب سقوط نظام الأسد البائد.
وفق الوثائق فإن التقسيمات أظهرت وجود 14 مكوناً عسكرياً مسلحاً في السويداء بينها مكونات رئيسية لاتزال قائمة عقب سقوط النظام، لكن اللافت أن الفصائل التي صنفت سابقاً تحت قيادة "الدولة السورية"، هي اليوم في الصف الآخر، تعارض السلطة الجديدة وتعمل على شق الصف وخلق التوترات وتقوم الدعوة للانفصال وتطالب بالحماية الدولية.
الفصائل المصنفة معارضة للدولة "نظام الأسد"
تضمن قائمة الفصائل المعارضة للنظام البائد كلاً من (حركة رجال الكرامة قالت إنها أكبر فصائل السويداء يقيادة يحيى الحجار - قوات شيخ الكرامة بقيادة فهد ليث البلعوس قالت إنها تعمل بمبادئ حركة رجال الكرامة وغير منضوية تحتها - قوات الفهد بقيادة سليم الحميد قالت إنها تعمل بحماية رجال الكرامة وتتبنى مبادئ الفصل - جيش الموحدون قالت إنه مؤلف من مشايخ وأشخاص من الطائفة الدرزية - مكافحة الإرهاب وقالت إنها الجناح العسكري لحزب اللواء السوري مدعومة من التحالف الدولي) وجميعها صنفت أن ولائها "معارضة" لنظام بشار الأسد.
الفصائل المصنفة مع الدولة "نظام الأسد"
في التصنيف الثاني للقوى المحسوبة على "الدولة السورية" تضمنت كلاً من (فصيل الشيخ حكمت الهجري بقيادته مرتبط بشعبة المخابرات والدفاع الوطني ويتقاضى رواتبه من النظام البائد - جماعة الشيخ نزيه الجربوع بقيادة نزيه الجربوع ومهمتها حماية حدود السويداء - مجموعة رامي مزهر بقيادة رامي مزهر المفصول من حركة رجال الكرامة ويتبع للأجهزة الأمنية - الدفاع الوطني في السويداء بقيادة رشيد سلوم وعماد صقر - كتائب البعث - فصائلا لحزب القوي السوري - قوات الفجر بقيادة رامي فلحوط - مجموعات سليم حميد تتبع لروسيا - مجموعات ناصر السعدي تتبع لحزب الله)، وجميع هذه القوى مرتبة بالأفرع الأمنية التابعة لنظام بشار الأسد.
وعقب سقوط نظام الأسد، وفي سياق سلسلة من المواقف والتصريحات العلنية، بدا الانقسام واضحاً بين فصائل السويداء العسكرية والمدنية، ففي الوقت الذي وقفت فيه القوى المصنفة على أنها معارضة لنظام بشار الأسد، موقفاً حازماً في الاصطفاف للسلطة الجديدة، وأكدت على وحدة البلاد والدم ورفض التقسيم، كان الشيخ "الهجري" والمجموعات الأخرى في موقف مضطرب ومتباين رافض للسلطة وداعي للانفصال وصل الأمر لطلب الحماية الدولية علانية.
وفي آخر التصريحات الرسمية، عقب التوترات الأخيرة في صحنايا وجرمانا والسويداء ذات الغالبية الدرزية، أكد الشيخ "ليث البلعوس"، أن الحركة ترفض الطائفية تمامًا، وتعتبر نفسها جزءًا من الشعب السوري بشكل عام، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على وحدة سوريا.
وقال إن حركة رجال الكرامة وطنيون سوريون عروبيون، يرفضون الانفصال عن سوريا الأم، مشيرًا إلى أن الحركة ليست بحاجة إلى حماية من أي طرف آخر، ولفت إلى أن الأولوية القصوى لحركة رجال الكرامة هي بسط الأمن في محافظة السويداء، من أجل منع أي انتهاكات قد تهدد استقرار المنطقة.
لكن "الهجري" كان له رأي وموقف أخر تصعيدي ضد السلطة الحالية، إذ كرر إثارته الجدل بسلسلة من التصريحات الغير منضبطة والتي أفضت للوصول للتوترات والانقسامات الأخيرة في السويداء، وكان طالب بتدخل دولي عاجل، قائلاً: "إن طلب الحماية الدولية حق مشروع لكل شعب يُباد".
وسبق أن أعلن الهجري، رفضه للإعلان الدستوري، وطالب بإعادة صياغة الإعلان ليؤسس لنظام ديمقراطي تشاركي يعكس خصوصية البلاد الثقافية والتاريخية، وكثيراً ما أثار الشيخ حكمت الهجري الجدل في تصريحات متكررة مضطربة، تتحدث تارة عن الوحدة الوطنية وتارة عن رفض الواقع الحالي في سوريا عقب سقوط نظام الأسد، معلناً العداء للسلطة الجديدة، تأتي تصريحاته في وقت حساس، عقب التوترات والانقلاب الذي نفذه عملاء نظام الأسد في الساحل السوري، والتصريحات الإسرائيلية بشأن ملف الجنوب ودعم الطائفة الدرزية.
تصريحات الهجري، بحسب مراقبين ونشطاء، تتسم بشكل عام بالفوقية، وأنه المتحكم الوحيد بالسويداء، منصبًا نفسه الحاكم الرسمي في المحافظة، مهددًا الكثير من الفصائل والجهات المدنية من التعامل مع دمشق من دون موافقته وعلمه، مؤكدًا أن الكلمة الأخيرة هي له، وذلك حسب تسريبات صوتية عديدة لقيادات عسكرية تابعة له توضح ذلك.
وتمر سوريا بشكل عام، وليس الجنوب السوري، في مرحلة معقدة من تاريخ سوريا الحديث، وسط تحديات كبيرة داخلية وخارجية تقف في طريق إعادة بناء الدولة، بداية بحراك فلول نظام الأسد في الساحل ومطالب الحماية الدولية لـ "العلويين"، وملف ميليشيا "قسد" المعقد شمال شرقي سوريا، وملف الجنوب السوري، والعديد من الملفات الأمنية والاقتصادية التي تتطلب تكاتف كل القوى والأطراف لمنع العودة للوراء والدخول في حالة فوضى عارمة تغزيها بعض الأطراف والقوى المحلية والدولية.
دان عدد من الدول العربية التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد سوريا، وخاصة الهجوم الذي استهدف محيط القصر الرئاسي في دمشق فجر اليوم الجمعة. وأكدت هذه الدول رفضها القاطع للتدخلات الإسرائيلية وانتهاك سيادة سوريا ووحدتها.
جامعة الدول العربية:
وأدانت جامعة الدول العربية، الغارة الإسرائيلية على محيط القصر الرئاسي في دمشق، مؤكدة أنها تمثل "تصعيدًا خطيرًا" و"تعديًا مرفوضًا ومدانًا على سيادة سوريا"، وشددت الجامعة على أن هذا الهجوم يعد حلقة في سلسلة مستمرة من الاعتداءات الإسرائيلية التي تهدف إلى زعزعة استقرار سوريا.
الخارجية الكويتية:
من جهتها، دانت "الخارجية الكويتية" الغارة الجوية على محيط القصر الرئاسي في دمشق، واعتبرتها "انتهاكًا صارخًا" لسيادة سوريا، وأكدت الوزارة أن تبرير الهجمات تحت ذرائع أمنية "لا يبرر أي انتهاك لسيادة الدول".
ودعت الكويت المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته القانونية والإنسانية لإيقاف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، مجددةً موقفها الثابت في دعم *وحدة سوريا* وسلامة أراضيها.
المللكة الأردنية الهاشمية
دانت "وزارة الخارجية الأردنية"، القصف الإسرائيلي، معتبرة إياه خرقًا فاضحًا للقانون الدولي واعتداءً على سيادة سوريا ووحدتها، واستنكر الناطق الرسمي باسم الوزارة "سفيان القضاة" استمرار إسرائيل في غاراتها على سوريا، مؤكدًا أن ذلك يشكل خرقًا لاتفاقية فض الاشتباك بين تل أبيب ودمشق لعام 1974، ودعا القضاة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا.
العراق
دانت "بغداد" الغارة الإسرائيلية على محيط القصر الرئاسي، معبرة عن رفضها انتهاك سيادة سوريا، وفقًا لوكالة الأنباء العراقية.
المملكة العربية السعودية:
أدانت المملكة العربية السعودية بأشد العبارات الغارة الجوية الإسرائيلية على دمشق، مجددةً رفضها القاطع للاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف سيادة سوريا وأمنها، وأكدت وزارة الخارجية السعودية على ضرورة وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية السافرة للقانون الدولي، محذرة من أن استمرار هذه السياسات يعزز مخاطر العنف والتطرف ويزيد من عدم الاستقرار الإقليمي.
قطر:
كانت جددت دولة قطر إدانتها للانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، واعتبرت الغارات الإسرائيلية "اعتداءً صارخًا" على سيادة ووحدة سوريا.
وأكدت المندوبة الدائمة لقطر لدى الأمم المتحدة، علياء أحمد بن سيف آل ثاني، وخلال اجتماع في مجلس الأمن، على أن هذه الهجمات تعد انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإلزام إسرائيل بوقف هذه الاعتداءات.
جمهورية اليمن
وأعربت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين اليمنية، عن إدانة الحكومة اليمنية واستنكارها الشديدين للغارة الجوية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي واستهدفت محيط القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق.
وأكدت الوزارة أن هذا العدوان يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة الجمهورية العربية السورية الشقيقة، داعية المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته القانونية والإنسانية لإيقاف الانتهاكات المتكررة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في دول المنطقة والتي من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. وتجدد وزارة الخارجية التأكيد على موقف اليمن الداعم لوحدة الجمهورية العربية السورية الشقيقة وسلامة أراضيها.
غوتيريش يدين الغارة الإسرائيلية قرب القصر الرئاسي في دمشق ويطالب باحترام سيادة سوريا
أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، داعيًا "إسرائيل" إلى وقف هجماتها والامتثال لسيادة سوريا ووحدتها وسلامتها واستقلالها.
البرلمان العربي: الغارة الإسرائيلية امتداد للتعديات على سيادة سوريا
دان البرلمان العربي الغارة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على محيط القصر الرئاسي في دمشق، واعتبرها جزءًا من التعديات المتواصلة على سيادة وأمن وسلامة الأراضي السورية. وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات المتكررة.
رئيس الحكومة اللبنانية: لبنان يتضامن مع سوريا ضد الاعتداءات الإسرائيلية
أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، أن لبنان يقف إلى جانب سوريا في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، مشددًا على حرص بلاده على وحدة الأراضي السورية. وأوضح أن ما يهم لبنان هو إرساء الأمن والاستقرار في سوريا، وضمان سلامة شعبها وتحقيق آماله وتطلعاته.
وسبق ان أعلن كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان مشترك، عن تنفيذ القوات الإسرائيلية هجومًا في دمشق بالقرب من القصر الرئاسي السوري، واعتبر المسؤولان هذا الهجوم بمثابة "رسالة واضحة" للسلطة الانتقالية في سوريا
وأشار البيان إلى أن إسرائيل لن تسمح للقوات السورية بالتوجه نحو جنوب دمشق أو أن تشكل أي تهديد للطائفة الدرزية. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات في المنطقة، ويعكس الموقف الإسرائيلي استمرار استراتيجيتها في الرد على ما تعتبره تهديدات أمنية من قبل القوات السورية.
وفي وقت سابق فجر اليوم، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو"، عن تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة طالت هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الجمعة 2 أيار 2025، مجدداً تعهده بحماية "الأقلية الدرزية".
ولم تذكر أي مصادر في دمشق حتى لحظة نشر الخبر أي تفاصيل عن المناطق التي طالتها الغارة الإسرائيلية، في وقت تتحدث مصادر إسرائيلية غير رسمية أن هذه الضربة "تحذيرية" للسلطة في دمشق، ورسالة واضحة بجدية الموقف الإسرائيلي حيال تهديداتها عقب التوتر الذي تشهده مناطق الطائفة الدرزية جنوبي سوريا.
جاءت الغارة، بالتوازي مع تعرض مقر قيادة الشرطة في محافظة دمشق لإطلاق نار من محورين بأسلحة متوسطة و خفيفة باستخدام سيارة بيك أب حمراء، دون الإبلاغ عن إصابات، وتعمل الأجهزة الأمنية على ملاحقة المشتبه بهم.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي اللافت، بعد ساعات قليلة من إعلان مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة، بيانًا وطنيًا شاملاً شددت فيه على التمسك بوحدة الدولة السورية، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الانفصال أو مشاريع التقسيم، مؤكدة أن الطائفة ستبقى جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
أعربت ألمانيا، اليوم الجمعة، عن "قلقها البالغ" إزاء تصاعد المواجهات العنيفة في سوريا، مطالبة الحكومة السورية بضمان حماية المدنيين، ومشددة على ضرورة تفادي تحويل البلاد إلى مسرح للتوترات الإقليمية، وذلك عقب الغارات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إن "التقارير عن اشتباكات عنيفة في دمشق وجنوب البلاد تثير قلقاً بالغاً"، مضيفة أن "الحكومة الألمانية تدين هذه الأعمال العنيفة، وتدعو جميع الأطراف إلى المساهمة في تسوية سلمية للنزاعات، ووقف كل أشكال التحريض وخطاب الكراهية".
وشدد البيان على أن "الحكومة السورية مطالبة بإنهاء العنف فوراً، وبدء حوار جدي مع جميع مكونات الشعب السوري، لضمان مشاركتهم الكاملة في العملية السياسية".
وأكدت الخارجية الألمانية أن "عقوداً من الديكتاتورية والحرب خلفت جراحاً عميقة لا يمكن تجاوزها إلا من خلال عدالة انتقالية حقيقية"، مشيرة إلى أن برلين "مستعدة لدعم محاسبة مرتكبي الجرائم وجهود المصالحة الوطنية".
كما دعت ألمانيا كل الأطراف الوطنية والإقليمية والدولية إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس"، محذرة من مخاطر تصاعد التوتر الإقليمي على حساب الاستقرار داخل سوريا، ومؤكدة أن "دمج وحماية الأقليات من مسؤوليات الحكومة السورية الأساسية".
في تطور لافت يعكس البعد الإقليمي للتوترات في السويداء، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصالاً هاتفياً مع الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، أعرب فيه عن تقديره لـ"جهود الشيخ وتوجيهاته لحماية أبناء الطائفة الدرزية في سوريا".
ووفق ما ورد في بيان رسمي، شكر الشيخ طريف نتنياهو على "توجيهاته التي قضت بالتحرك لحماية دروز سوريا"، مشيراً بشكل خاص إلى قرار استهداف مجمع القصر الرئاسي في دمشق ليلة أمس، والذي نُفّذ في إطار "رسالة ردع واضحة للنظام السوري"، على حد تعبيره.
نتنياهو، من جهته، أكد خلال الاتصال على أهمية التزام أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل بقوانين الدولة، محذراً من أي تصرفات قد تمس بمواطنين آخرين أو بقوات الأمن، في إشارة إلى التوترات التي شهدتها بعض مناطق الداخل مؤخراً.
وأكد طريف أن "الطائفة الدرزية في إسرائيل ملتزمة بالقانون"، مديناً "أي مظاهر للعنف أو الفوضى التي تصدر عن أفراد لا يمثلون الجماعة"، في محاولة لاحتواء حالة الغضب المتنامية في أوساط الدروز على خلفية ما يحدث لأبناء طائفتهم في جنوب سوريا.
أعلن كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان مشترك، عن تنفيذ القوات الإسرائيلية هجومًا في دمشق بالقرب من القصر الرئاسي السوري، واعتبر المسؤولان هذا الهجوم بمثابة "رسالة واضحة" للسلطة الانتقالية في سوريا
وأشار البيان إلى أن إسرائيل لن تسمح للقوات السورية بالتوجه نحو جنوب دمشق أو أن تشكل أي تهديد للطائفة الدرزية. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات في المنطقة، ويعكس الموقف الإسرائيلي استمرار استراتيجيتها في الرد على ما تعتبره تهديدات أمنية من قبل القوات السورية.
وفي وقت سابق فجر اليوم، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو"، عن تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة طالت هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الجمعة 2 أيار 2025، مجدداً تعهده بحماية "الأقلية الدرزية".
ولم تذكر أي مصادر في دمشق حتى لحظة نشر الخبر أي تفاصيل عن المناطق التي طالتها الغارة الإسرائيلية، في وقت تتحدث مصادر إسرائيلية غير رسمية أن هذه الضربة "تحذيرية" للسلطة في دمشق، ورسالة واضحة بجدية الموقف الإسرائيلي حيال تهديداتها عقب التوتر الذي تشهده مناطق الطائفة الدرزية جنوبي سوريا.
جاءت الغارة، بالتوازي مع تعرض مقر قيادة الشرطة في محافظة دمشق لإطلاق نار من محورين بأسلحة متوسطة و خفيفة باستخدام سيارة بيك أب حمراء، دون الإبلاغ عن إصابات، وتعمل الأجهزة الأمنية على ملاحقة المشتبه بهم.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي اللافت، بعد ساعات قليلة من إعلان مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة، بيانًا وطنيًا شاملاً شددت فيه على التمسك بوحدة الدولة السورية، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الانفصال أو مشاريع التقسيم، مؤكدة أن الطائفة ستبقى جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
أفاد مصدر أمني في محافظة السويداء لوكالة الأنباء الرسمية "سانا"، أن قوى الأمن بدأت بنشر حواجز أمنية في محيط المدينة، وذلك عقب اتفاق تم التوصل إليه أمس بين مشايخ العقل ووفد حكومي، يهدف إلى "تفعيل دور الأمن العام" و"إعادة فتح أوتستراد السويداء - دمشق".
وأوضح المصدر أن هذه الخطوة تأتي في إطار تنفيذ التفاهم الذي أكد على "ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، وخصوصاً داخل مدينة السويداء".
لكن المصدر نفسه أشار إلى أن قوى الأمن فوجئت، صباح اليوم، بقيام مجموعات مسلحة بمهاجمة بعض الحواجز الأمنية المنتشرة في محيط المدينة، معتبراً أن هذه الأفعال تمثل "تحدياً واضحاً للاتفاق الموقع مع مشايخ العقل".
وأكد المصدر أن وزارة الداخلية، ممثلة بالقوى الأمنية المنتشرة في المحافظة، "ستسعى بكل الوسائل لترسيخ الأمن والاستقرار"، وأنها "لن تتهاون مع أي طرف يحاول زعزعة الوضع الأمني أو المساس بالاتفاق".
ويأتي هذا التطور الأمني في ظل تصاعد التوتر في محافظة السويداء، بعد يوم شهد مقتل سبعة أشخاص في حادثتي انفجار لغم وقصف بطائرة مسيّرة يُرجّح أنها إسرائيلية، غرب المدينة.
وكانت أصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة، بيانًا وطنيًا شاملاً شددت فيه على التمسك بوحدة الدولة السورية، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الانفصال أو مشاريع التقسيم، مؤكدة أن الطائفة ستبقى جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
وأكد البيان أن مواقف الطائفة العروبية والوطنية "ورثناها كابرًا عن كابر، من إرث الأجداد وحليب الأمهات الطاهرات"، معتبرًا أن "سوريتنا هي كرامتنا، والوطن شرف لا يُمس، وحب الوطن من الإيمان".
ودعت مشيخة العقل إلى تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء، على أن تكون الكوادر من أبناء المحافظة، تعزيزًا للثقة وفرضًا لسيادة القانون، كما طالبت الدولة بتحمّل مسؤولياتها الكاملة في تأمين طريق السويداء – دمشق وضمان استمرارية حركة المدنيين بشكل آمن ودائم.
وشدد البيان على ضرورة بسط الأمن والاستقرار في كامل الأراضي السورية، باعتباره "واجبًا سياديًا لا يقبل التراخي أو التجزئة"، كما أكد الموقعون على البيان أن سوريا يجب أن تكون وطنًا لكل أبنائها، خاليًا من الفتن الطائفية والنعرات المذهبية والأحقاد الشخصية والثارات، واصفًا هذه المظاهر بأنها من "مخلفات الجاهلية التي وضعها عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
واختُتم البيان بدعوة إلى الوحدة الوطنية، والتشبّث بالعروة الوثقى، والعمل على صون الوطن وتضحيات أبنائه، الذين "رووا أرضه بدمائهم، وسقوه بعرقهم عبر التاريخ"، مؤكدين أن الإرث التاريخي للطائفة لا يسمح بالانجرار إلى مشاريع تفتيت الوطن أو شرذمته.
وصل "وليد جنبلاط" الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، والوفد المرافق له، اليوم الجمعة، إلى دمشق، وعقد لقاء مع رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع ووزير الخارجية السيد أسعد الشيباني في قصر الشعب، جاء ذلك على وقع التوترات التي شهدتها مناطق ذات غالبية درزية في سوريا.
وكان أعلن الحزب التقدمي الاشتراكي التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، بعد اتصالات أجراها رئيس الحزب وليد جنبلاط مع الإدارة السورية وتركيا والسعودية وقطر والأردن.
وأكد الحزب في بيان أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ بالفعل، مشيرا إلى أن جهودا دبلوماسية مكثفة سبقت الاتفاق، وشملت تنسيقا مباشرا مع الأطراف المعنية لتطويق التصعيد المتسارع في المنطقة.
ودعا جنبلاط إلى معالجة الأوضاع وفق منطق الدولة ووحدة سوريا، محذرا من أن استمرار الاقتتال لا يخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي. وشدد الحزب على ضرورة الحفاظ على النسيج الاجتماعي في المنطقة، مشيرا إلى أن وفدا من المشايخ والفعاليات المجتمعية يعمل على صياغة اتفاق نهائي يضمن عدم عودة التوترات المسلحة.
وكانت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا قد شهدتا، فجر الثلاثاء 29 نيسان، واحدة من أكثر المواجهات المسلحة دموية في ريف دمشق خلال الفترة الأخيرة، إثر هجوم مفاجئ شنته مجموعة مجهولة على حواجز لقوات الأمن العام. وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 13 شخصاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن، قبل أن تمتد الاشتباكات إلى مناطق أخرى جنوب العاصمة، مسفرة عن مقتل 16 عنصراً أمنياً إضافياً، ما زاد من حدة التوترات الأمنية وأعاد ملف الجنوب السوري إلى صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي.
قُتل سبعة أشخاص، اليوم الجمعة، في حادثتين منفصلتين غرب محافظة السويداء، بينهم ثلاثة مدنيين من أبناء محافظة الحسكة، وأربعة آخرون من أبناء السويداء، في ظل تصاعد التوترات الأمنية وتحليق مكثف للطائرات المسيّرة في المنطقة.
وأعلنت محافظة السويداء عبر قناتها الرسمية على "تلغرام" أن ثلاثة مدنيين قُتلوا جراء انفجار لغم أرضي أثناء قيامهم بأعمال مدنية في محيط بلدة الثعلة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن ظروف الحادثة.
كما أكدت المحافظة مقتل أربعة أشخاص آخرين نتيجة قصف نفذته طائرة مسيّرة يُرجّح أنها إسرائيلية، عقب محاولتهم إطلاق النار عليها من رشاش متوسط.
ووقعت الغارة في مزرعة تعود للمواطن عصام عزام إلى الغرب من مدينة السويداء، وقد سُمع دوي الانفجار في أرجاء المدينة، وفق ما نقلته شبكة "السويداء 24". وأضافت الشبكة أن شهود عيان أكدوا تحليق طائرة مسيّرة لحظة وقوع القصف، تزامناً مع إطلاق نار باتجاهها، لترد الطائرة بعدها مباشرة بقصف المزرعة، وفق "السويداء 24"
وأفاد مصدر طبي لـ"السويداء 24" أن الجثامين التي وصلت إلى مشفى السويداء الوطني تعود لكل من: عصام عزام، ليث بحصاص، حمزة كحول، وفادي أبو ترابي.
ووفقاً للشبكة بأن حجم الأضرار في موقع الغارة، والحفرة العميقة التي خلّفها القصف، يشير إلى استخدام ذخائر متطورة لا يُعتقد أنها صادرة عن طائرة محلية الصنع.
و أعلن "المجلس العسكري في السويداء"، في بيان رسم صباح اليوم الجمعة، تبنيّه الكامل لبيان الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين المسلمين الدروز، مطالباً بفرض منطقة آمنة في السويداء والمناطق المحيطة بها، تحت إشراف قوات دولية محايدة، معلناً رفضه دخول قوى الأمن العام، وذلك عقب ما أسماها "الانتهاكات" التي تعرض لها الدروز في منطقة صحنايا بريف دمشق.
وندد المجلس في البيان الذي يعتبر بمثابة إعلان حرب على الدولة السورية، بما أسماها "الجرائم التي ترتكبها هيئة تحرير الشام" ضد المدنيين في منطقة صحنايا، وتحدث عن ارتكاب جرائم حرب تشمل القتل العشوائي، الاعتقالات التعسفية، وإهانة مشايخ الطائفة الدرزية ورموزها.
واتهم الجماعة بأنها "تسعى إلى تدمير النسيج الاجتماعي في المنطقة عبر نشر الفكر التكفيري، وفرض هيمنتها بالقوة على سكان المنطقة، مع استهداف الهوية الدرزية بشكل خاص"، وفق تعبيره.
وطالب المجلس العسكري، مجلس الأمن الدولي بفرض منطقة آمنة في السويداء والمناطق المحيطة بها، تحت إشراف قوات دولية محايدة، بهدف وقف الاعتداءات وحماية المدنيين. كما دعا مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى إرسال فرق تحقيق لتوثيق الانتهاكات ومحاكمة المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية، وفق تعبيره.
وفي خطاب تصعيدي وانقلاب واضح على بيان مشيخة العقل في السويداء المعلن يوم أمس، وجه المجلس تحذيرًا لمن أسمها "الدول التي تدعم هيئة تحرير الشام"، مطالبًا بوقف تمويل من أسمها "الجماعات الإرهابية التي تمارس التطهير الطائفي في المنطقة"، في انتهاك واضح للمواثيق الدولية، وفق نص البيان.