١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
أعلن تشريان فارغيز، نائب رئيس شركة «أوراكل كلاود»، أن الشركة الأمريكية العملاقة في مجال التكنولوجيا مستعدة لدخول السوق السورية فور انفتاحها الكامل، للمساهمة في دعم قطاعي الأعمال العام والخاص في البلاد بعد سنوات من الحرب التي أنهكت الاقتصاد.
وأوضح فارغيز، في تصريحات لصحيفة ذا ناشيونال على هامش مؤتمر «أوراكل للذكاء الاصطناعي» في مدينة لاس فيغاس الأمريكية، أن «أوراكل» لا تزال غير قادرة على ممارسة أنشطتها التجارية المباشرة في سوريا بسبب بقاء بعض العقوبات، لكنها تعمل حاليًا من خلال شركاء محليين يوفرون خدماتها داخل البلاد.
وأضاف: «بمجرد أن تُفتح سوريا رسميًا أمام الأعمال، سنكون هناك مع شركائنا لدعم الاقتصاد السوري، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة»، مشيرًا إلى أن «التعليم لا يمكن منعه»، في إشارة إلى برامج التدريب والشهادات المجانية التي تقدمها الشركة عبر الإنترنت لشركائها السوريين استعدادًا لمرحلة رفع العقوبات بشكل كامل.
وتأتي تصريحات المسؤول الأمريكي في وقت تشهد فيه سوريا انتعاشًا اقتصاديًا تدريجيًا عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو رفع معظم العقوبات المفروضة على دمشق، بما في ذلك تلك المنصوص عليها في «قانون قيصر» الصادر عام 2019.
وكان وزير الاقتصاد السوري محمد الشعار قد أكد خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هذا الأسبوع في واشنطن استعداد الحكومة السورية للتعاون مع الشركات الأمريكية، وتقديم ضمانات استثمارية كاملة للمستثمرين الراغبين في دخول السوق السورية.
وتُعد «أوراكل» من أبرز الشركات الأمريكية العاملة في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، وقد وسّعت مؤخرًا استثماراتها في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا في دولة الإمارات، من خلال شراكات مع شركات مثل «G42» و«OpenAI» و«Nvidia» لتطوير مراكز بيانات ضخمة في أبوظبي.
يُظهر إعلان «أوراكل» مؤشرات متزايدة على استعداد الشركات الأمريكية الكبرى للعودة إلى السوق السورية، في ظل الانفتاح الاقتصادي والسياسي الذي تقوده حكومة الرئيس أحمد الشرع.
وقد يشكل دخول شركات التكنولوجيا العالمية عاملًا محوريًا في تسريع عملية إعادة الإعمار الرقمي والاقتصادي في البلاد، ودمج الاقتصاد السوري مجددًا في الأسواق العالمية.
١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
انتقد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثاني، قرار ما تُعرف بـ "الإدارة الذاتية" التابعة لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية، إغلاق المدارس المسيحية في محافظة الحسكة، بعد رفضها تطبيق المناهج المفروضة عليها، معتبراً الخطوة مساساً بحق التعليم وتجاوزاً للسلطة التعليمية الوطنية.
وقال البطريرك أفرام الثاني في مقابلة مع قناة "رووداو" إن المدارس التابعة للكنائس المسيحية في الحسكة أُقفلت بأمر من عناصر "الإدارة الذاتية"، بعد أن رفضت تلك المؤسسات التعليمية اعتماد المناهج الجديدة التي فرضتها سلطات الأمر الواقع في المنطقة.
وأضاف أن "المدارس التي تديرها الكنيسة حالياً مغلقة، لأننا رفضنا التخلي عن المناهج الرسمية المعترف بها، والطلاب اليوم في منازلهم محرومون من حقهم الطبيعي في التعليم."
وشدد البطريرك على ضرورة بقاء هذه المدارس مرتبطة بوزارة التربية في دمشق، مؤكداً أن التعليم يجب أن يبقى موحداً على مستوى الوطن، وقال: "نحن نتمسك بأن تبقى مدارسنا تحت إشراف وزارة التربية والتعليم في العاصمة، لأن طلابنا يتوجهون لاحقاً إلى الجامعات السورية، وهذا ارتباط لا يمكن المساس به."
واعتبر أن فرض مناهج غير معترف بها يهدد مستقبل آلاف الطلاب، ويفتح الباب أمام انقسام تعليمي خطير يعمّق التباينات الاجتماعية والثقافية في المنطقة.
وكان المطران مار موريس عمسيح، مطران أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس، قد أعلن قبل أيام رفض الأبرشية القاطع لمناهج "قوات سوريا الديمقراطية"، مؤكداً أن نحو 35 مدرسة مسيحية في المنطقة لن تعتمد سوى المنهاج الرسمي الصادر عن وزارة التربية في دمشق والمعترف به دولياً.
وأوضح المطران أن "قسد" قامت بطرد الطلاب من المدارس بعد رفض الأبرشية اعتماد مناهجها، ما أدى إلى توقف العملية التعليمية بالكامل، في حين يستمر العمل الإداري فقط داخل المدارس بانتظار حلّ يضمن العودة إلى التعليم الموحد.
وأكد المطران عمسيح أن موقف الكنيسة ينبع من النهج الوطني الرافض لتجزئة التعليم، مشدداً على أن "الالتزام بالمناهج الوطنية هو الضمانة الوحيدة لمستقبل الطلاب، وللمحافظة على وحدة المجتمع السوري وتكافؤ فرص التعليم أمام الجميع."
وأضاف أن العودة إلى التعليم لن تكون ممكنة إلا في حال اعتماد المنهاج السوري الرسمي وترخيص المدارس مجدداً من وزارة التربية.
تحذيرات من تبعات الانقسام التعليمي
وسبق أن وجهت أبرشية الجزيرة، التابعة للكنيسة الإنجيلية، رسائل إلى قيادة "الإدارة الذاتية" ومظلوم عبدي تطالب فيها بإلغاء قرار فرض المناهج، محذّرة من "نتائج كارثية على مستقبل عشرات الآلاف من الطلاب"** في مناطق شمال شرقي سوريا.
وأكدت الأبرشية أن المنهاج السوري المعتمد ليس مرتبطاً بنظام سياسي بعينه، بل يمثل إطاراً تعليمياً موحداً معترفاً به دولياً، مشيرة إلى استعدادها لدعم أي منهج جديد شرط حصوله على اعتراف رسمي من الدولة السورية والجهات الدولية المختصة.
تسلّط هذه التطورات الضوء على أزمة التعليم في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، حيث يواجه آلاف الطلاب مستقبلاً غامضاً بسبب تعدد المرجعيات التعليمية وتضارب المناهج، في وقت تحذر فيه الكنائس والمدارس الخاصة من أن استمرار هذه السياسات سيقوّض حق الأطفال في التعليم ويهدد النسيج الوطني السوري القائم على التنوع والانتماء المشترك.
١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
لم يكن موسم الزيتون هذا العام موسماً عادياً، فقد حمل فرحة وبهجة استثنائية، كونه الأول بعد سقوط النظام البائد، خلال سنوات الثورة السورية، اضطر آلاف السوريين إلى الابتعاد عن أراضيهم بعد مغادرة قراهم ومدنهم التي وقعت تحت سيطرة قوات الأسد.
سنوات طويلة من الحرمان
وحرمت العائلات السورية من محاصيلها ومواسمها التي اعتادت جنيها، فصار حلم العودة إلى الأراضي والديار مرافقًا لهم طوال فترة الغربة، وقد تحقق هذا الحلم بعد التحرير، لتعود الأسر وتعيش فرحة جني المحصول مجددًا بعد سنوات من الغياب، في أجواء تملؤها السعادة والبهجة.
فرحة سيدة بجني محصولها
في هذا السياق، تبرز قصة سيدة انتشر لها فيديو على مواقع التواصل، وهي تقطف ثمار الزيتون من أرضها في قرية كفرزيتا بعد عودتها إليها مؤخراً. وبدا الفرح واضحاً على ملامحها، وهي تقول بفخر إنها تقطف محصول أرضها رغم عن بشار الأسد وأعوانه وكل من يشد على يده.
قطاف الزيتون: رمز عودة الحق إلى أصحابه
قطاف الزيتون هذا العام ليس مجرد جني محصول فحسب، بل يحمل في طياته معانٍ ورموزاً إنسانية عميقة. تتمثل بعودة الحق إلى أصحابه وانتصار الحق على الباطل، حيث عاد الأهالي إلى أراضيهم بعد سنوات من الحرمان، منتصرين على بشار الأسد والظلم والطغيان.
كما يمثل رمز الصمود والمثابرة، فالأهالي بالرغم من كل المصاعب التي واجهوها لم يستسلموا، واستمروا في الاهتمام بأراضيهم وجني محاصيلها. ويشير أيضاً إلى رمز الانتماء والهوية، فالزيتون مرتبط بالتراث والجذور، وقطافه يعبر عن التمسك بالأرض والهوية رغم كل الظروف القاسية.
قوات الأسد قطعت آلاف الأشجار
في المقابل، هناك عائلات لم تذق فرحة القطاف والبهجة رغم عودتها إلى قراها، وذلك بسبب تعرض أشجارهم للقطع من قبل قوات الأسد البائد، حيث كانوا يبيعون حطبها، ويعملون على القضاء على كل مظاهر الحياة في تلك المناطق التي احتلوها، انتقامًا من أصحابها الذين عارضوا نظام بشار الأسد.
الصمود وإعادة البناء: إرادة الأهالي تتحدى الظلم
إلا أن هذه الممارسات القاسية لم تنل من عزيمة الأهالي، الذين يصرون على إعادة الأرض وزراعتها من جديد، مؤكدين أن الحياة والحق لا يمكن قمعهما مهما طال الظلم.
ويواصل الأهالي إصلاح أراضيهم والاعتناء بها وزراعة الأشجار بمختلف أنواعها، ليؤكدوا تعلقهم العميق بالأرض وروح الصمود التي يتحلون بها، وإرادتهم القوية لاستعادة حياتهم الطبيعية رغم كل التحديات القاسية التي واجهوها.
١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
أكد الرئيس مسعود بارزاني دعمه الثابت لحقوق الكورد في سوريا ضمن إطار سلمي، مشدداً على ضرورة وحدة الموقف الكوردي وتعزيز العلاقات بين جميع المكونات السورية.
جاء ذلك خلال استقباله، الأربعاء (15 تشرين الأول 2025)، وفداً من قيادة المجلس الوطني الكوردي في سوريا (ENKS) في مقر إقامته ببيرمام، حيث بحث الجانبان آخر التطورات السياسية في سوريا والمنطقة، وفق ما نقلته شبكة رووداو عن عضو هيئة رئاسة المجلس سليمان أوسو.
وقال أوسو إن اللقاء كان “إيجابياً”، مضيفاً أن الوفد أطلع الرئيس بارزاني على “الأوضاع في سوريا عامة، وكوردستان سوريا خاصة”، مشيراً إلى أن بارزاني “ثمّن مخرجات مؤتمر وحدة الصف والموقف الكوردي بين الأحزاب الكوردية الذي عُقد في 26 نيسان الماضي، واعتبره مكسباً قومياً يجب الحفاظ عليه”.
وأوضح أوسو أن الرئيس بارزاني أكد خلال اللقاء أن “سوريا المستقبل لا يمكن أن تكون من دون الكورد”، مشدداً على أهمية “أن يكون الكورد صوت جميع المكونات الأخرى، وأن تبقى العلاقات الأخوية مع العرب والمكونات الأخرى في سوريا ركيزة أساسية لبناء دولة عادلة ومستقرة”.
وكان بارزاني قد جدد، في تصريحات سابقة لوسائل إعلام كردية، دعمه لوحدة الصف الكوردي في سوريا، ودعا إلى تنسيق الجهود بين القوى السياسية الكوردية لحماية حقوق الشعب الكوردي ضمن الحل السياسي الشامل للأزمة السورية. كما شدد في لقاءات سابقة مع وفود سورية (بحسب تقارير رووداو في 6 آب و22 كانون الثاني 2025) على أن “القضية الكوردية في سوريا يجب أن تُحلّ بالحوار، بعيداً عن العنف والانقسام”.
وفي سياق متصل، كان المجلس الوطني الكوردي قد دعا، في بيان صدر عقب اجتماعه الدوري بمدينة قامشلو في 6 آب 2025، إلى أن يتضمن الدستور السوري الجديد نصوصاً “صريحة” تعترف بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي، بما في ذلك هويته ولغته، وضرورة إلغاء السياسات التمييزية السابقة وتعويض المتضررين بشكل عادل.
كما شدد المجلس حينها على أهمية “الحوار الجاد والمسؤول” مع الإدارة الانتقالية في دمشق لضمان شراكة وطنية حقيقية بين جميع المكونات السورية.
ويأتي لقاء بارزاني مع وفد المجلس في إطار مساعٍ متواصلة من أربيل لدعم وحدة الصف الكوردي في سوريا، وتشجيع الحوار بين الأطراف الكوردية، تمهيداً لتوحيد الموقف الكوردي ضمن أي عملية سياسية مقبلة، في وقت تسعى فيه الحكومة في دمشق إلى وضع مسودة الدستور الجديد.
١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
تواصل الحكومة السورية رسم ملامح سياسة مالية واقتصادية مختلفة عما كان سائداً خلال السنوات الماضية، في إطار جهودها لإعادة بناء الاقتصاد الوطني بعد سنوات من الحرب والعزلة.
وفي هذا السياق، أكد وزير المالية السوري محمد يسر برنية أن الحكومة لن تموّل أي مشروع لا يشارك فيه القطاع الخاص، مشدداً على أن القطاع الخاص سيكون المحرك الرئيسي للاقتصاد السوري خلال المرحلة المقبلة.
وقال "برنية"، في مقابلة مع جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، على هامش اجتماعات مجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين في واشنطن، إن بلاده لن تنافس القطاع الخاص في أي مجال اقتصادي، بل ستعمل على تهيئة بيئة استثمارية جاذبة تجعله شريكاً أساسياً في عملية إعادة الإعمار.
وأوضح أن تمويل المشاريع من الميزانية العامة لم يعد ممكناً في الوقت الراهن، مؤكداً أن أي استثمار حكومي جديد يجب أن يتم عبر شراكات حقيقية مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي.
وأضاف الوزير أن الحكومة السورية أسست صندوق التنمية السوري كآلية وطنية لتمويل مشاريع البنية التحتية وإعادة البناء، كما تجري مباحثات مع البنك الدولي لإطلاق صندوق استئماني دولي يهدف إلى جذب التمويل من المؤسسات التنموية والدول المانحة.
وأشار إلى أن الحكومة، في عامها الأول بعد التغيير السياسي وسقوط نظام الأسد، تركّز على استعادة الموثوقية المالية، وإدارة الشؤون العامة بفعالية، إلى جانب البحث عن حلول للديون المتراكمة.
وأوضح أن سوريا تمتلك عدداً كبيراً من المؤسسات المملوكة للدولة التي تعاني ضعف الإدارة وانخفاض الإيرادات، ما يجعل إصلاح القطاع العام الاقتصادي أحد التحديات الجوهرية أمام وزارة المالية.
وفي خطوة توصف بأنها مفصلية في السياسة المالية الجديدة، كشف وزير المالية عن خطة لإصلاح النظام الضريبي في سوريا، موضحاً أن البلاد تمتلك حالياً 33 نوعاً من الضرائب المختلفة، ما يجعل النظام "الأكثر تعقيداً في المنطقة".
وقال إن الوزارة تعمل على تقليص أنواع الضرائب إلى 3 أو 4 فقط لتسهيل تطبيقها وضمان الشفافية والعدالة، في إطار رؤية تهدف إلى إرساء الثقة بين الدولة والمكلفين، ومحاربة التهرب الضريبي والفساد الإداري.
وأكد برنية أن من أولويات وزارة المالية استعادة الثقة مع المواطنين والقطاع الخاص بعد سنوات من التوجس المتبادل وقال: "نحن ندرك أن لدينا إرثاً من انعدام الثقة، وبدأنا حواراً مباشراً مع الغرف التجارية والصناعية لاستعادة المصداقية وبناء علاقة تعاون حقيقية قائمة على المصالح المشتركة".
وتواجه الحكومة السورية تحديات هائلة في إعادة بناء الاقتصاد، أبرزها توفير التمويل اللازم لمشاريع البنية التحتية التي تقدر كلفتها بعشرات المليارات من الدولارات، إضافة إلى الحاجة لرفع العقوبات المفروضة لتسهيل انخراط الشركات الأجنبية في السوق السورية.
ورغم صعوبة المرحلة، ترى دمشق أن القطاع الخاص المحلي والعربي قادر على لعب دور رئيسي في تمويل وتنفيذ المشاريع الكبرى، ضمن بيئة قانونية واستثمارية جديدة قيد الإعداد.
وتسعى وزارة المالية إلى تبني سياسات مالية منفتحة تستند إلى الشفافية والانضباط المالي، مع التركيز على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين في قطاعات الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية، بحسب تصريحات الوزير الأخيرة بشأن موازنة عام 2026.
ويُنتظر أن تشهد الأشهر المقبلة إطلاق حزمة تشريعات اقتصادية جديدة تهدف إلى تشجيع الاستثمار، وتحفيز الإنتاج المحلي، وجذب رؤوس الأموال السورية في الخارج.
١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
أدان نائب رئيس الوزراء اللبناني طارق متري، حادثة تسريب صور جوازات السفر الخاصة بأعضاء الوفد السوري الذي زار لبنان مؤخراً، واصفاً ما حدث بأنه "تصرف غير مقبول" يستوجب المساءلة والمحاسبة.
تحقيق رسمي وموقف واضح
وفي رده على سؤال الصحفية السورية علياء منصور، أكد متري أن الجهات اللبنانية المختصة ستُكلَّف بفتح تحقيق عاجل في القضية، مضيفاً أن الهدف هو "وضع حد لمثل هذه الممارسات التي تهدف إلى التشويش على الزيارة الرسمية وتعكير مسار العلاقات الثنائية".
وشدد متري على أن العلاقات بين المسؤولين اللبنانيين والسوريين الذين يعملون على تعزيز الثقة المتبادلة أقوى من محاولات التشويش والتخريب، مؤكداً التزام الحكومة اللبنانية بحماية الأعراف الدبلوماسية وصون خصوصية الوفود الرسمية الزائرة.
تفاصيل الحادثة
وكانت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت مقطعاً مصوراً يظهر جوازات سفر عدد من أعضاء الوفد السوري، بينهم مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية محمد طه الأحمد، خلال عملية الختم في معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا، وفق ما أوضحته الصحفية علياء منصور التي وثقت الواقعة.
في سياق الانفتاح الدبلوماسي بين بيروت ودمشق
وتأتي الحادثة بعد أيام من زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بيروت، وهي الأولى من نوعها منذ تشكيل الحكومة السورية الجديدة، حيث أكد الوزير أن زيارته تعبّر عن توجه سوريا الجديدة لبناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
كما زار وفد سوري آخر برئاسة وزير العدل مظهر الويس لبنان قبل يومين لمتابعة ملف الموقوفين السوريين، في خطوة رآها مراقبون دليلاً على رغبة متبادلة لطي صفحة الماضي وإعادة بناء الثقة السياسية والقانونية بين البلدين.
نحو ضبط العلاقات على أسس الاحترام والسيادة
وأكد الوزير الشيباني في تصريح سابق أن سوريا تحرص على احترام سيادة لبنان وتعزيز التعاون في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن البلدين يعملان معاً على تجاوز أخطاء الماضي، فيما شدد متري في بيانه اليوم على أن مثل هذه الحوادث لن تؤثر على مسار العلاقات الإيجابية المتجددة بين بيروت ودمشق، التي تشهد خطوات متسارعة لإعادة الثقة والتعاون المؤسسي بين الجانبين.
١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
عقدت وزارة النقل السورية اجتماعاً تشاورياً عبر الإنترنت مع شركة CRCC الصينية، إحدى أبرز الشركات العالمية المتخصصة في مشاريع السكك الحديدية والبنى التحتية للنقل، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تطوير شبكة النقل السككي في سوريا.
واستعرض وزير النقل الدكتور "يعرب سليمان بدر"، خلال الاجتماع المشاريع القائمة والدراسات المستقبلية لتطوير هذا القطاع الحيوي، مؤكداً على أهمية السكك الحديدية في نقل الفوسفات إلى المرافئ السورية ودعم حركة التجارة الداخلية والخارجية.
وشدد الوزير على ضرورة الاستفادة من الخبرات الصينية في هذا المجال، وبحث آليات التمويل وفق القوانين السورية، إضافةً إلى تعزيز التنسيق المستمر مع شركة CRCC للوصول إلى اتفاقيات تعاون عملية قابلة للتنفيذ.
من جهتها، عرضت الشركة الصينية تجاربها الناجحة في دول عدة، معربة عن استعدادها الكامل للتعاون مع سورية في تنفيذ مشاريع النقل السككي وتطوير البنى التحتية ذات الصلة.
واتفق الجانبان على مواصلة الحوار عبر القنوات الدبلوماسية لتحديد إطار التعاون المناسب خلال الفترة المقبلة، بما يسهم في دعم العلاقات الاقتصادية السورية-الصينية وتعزيز التنمية المستدامة في قطاع النقل.
وقبل أيام بحث وزير النقل بحضور رئيس هيئة الاستثمار "طلال هلالي"، مع ممثلي شركة "بلو إنيرجي" الإيطالية، سبل الاستفادة من الخبرات الدولية في تطوير منظومة النقل الجماعي عبر السكك الحديدية، في إطار مساعي الوزارة لإعادة إحياء هذا القطاع الحيوي وتعزيز دوره في دعم النمو الاقتصادي والخدمي.
وقدّم المدير التنفيذي للشركة، المهندس "محمد حداد"، عرضاً فنياً تضمن نتائج الدراسات الأولية التي أعدّتها الشركة استناداً إلى بيانات وزارة النقل، وشملت تصورات تفصيلية لأنظمة نقل بين المحافظات تعتمد على معايير الكثافة السكانية وحركة التنقل اليومية بين المدن، إلى جانب مقترحات لبدائل النقل داخل المدن الكبرى بما يتناسب مع طبيعة البنية التحتية الحالية وإمكانيات التطوير المستقبلية.
وأكد الوزير خلال الاجتماع أن تطوير قطاع النقل يمثل أحد أهم أولويات الحكومة، كونه يشكّل محوراً أساسياً لنهضة القطاعات الاقتصادية والخدمية كافة، مشدداً على أن الوزارة ترحب بجميع الأفكار والمشروعات القابلة للتطبيق العملي، شرط أن تستند إلى نموذج استثماري واضح وآلية تمويل مستدامة تضمن استمرارية التنفيذ والنتائج.
وأشار إلى أن الاستفادة من الخبرات الأجنبية تسهم في تسريع وتيرة العمل وتخفيف الأعباء التقنية، شرط أن تُدار هذه الشراكات ضمن رؤية وطنية تراعي الخصوصية السورية ومتطلبات التنمية المتوازنة.
من جانبه، أكد رئيس هيئة الاستثمار طلال هلالي انفتاح الهيئة على مختلف أشكال التعاون والشراكة مع الشركات الجادة التي تقدم مشاريع ذات جدوى اقتصادية ملموسة، لافتاً إلى أن المشاريع التي تُسهم في تحسين البنى التحتية وتطوير النقل العام تُعتبر من أهم مرتكزات تحسين بيئة الاستثمار في سوريا، وتعزيز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في السوق السورية.
ويأتي هذا اللقاء في سياق تحركات رسمية تهدف إلى جذب استثمارات جديدة في قطاع النقل العام، ولا سيما السكك الحديدية، الذي شهد تراجعاً حاداً خلال السنوات الماضية.
هذا وتسعى وزارة النقل إلى بناء شراكات فنية واستثمارية مع شركات دولية متخصصة، بما يمكّن من إعادة تأهيل الشبكات وتوسيعها، وربط المدن السورية بشبكة نقل متطورة تواكب متطلبات التنمية الاقتصادية والعمرانية في المرحلة المقبلة.
١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
عقد الرئيس "أحمد الشرع" اجتماعاً مع عدد من ممثلي الجالية السورية في روسيا بأحد فنادق العاصمة موسكو، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، حيث أكد خلال اللقاء على أهمية الدور الوطني للسوريين في الخارج في تعزيز صورة سوريا الجديدة والمساهمة في جهود الإعمار والتنمية.
الشرع: السوريون في الخارج سفراء لبلدهم
وقالت رئاسة الجمهورية السورية في بيان لها إن الرئيس الشرع شدّد خلال اللقاء على أن السوريين المقيمين في الخارج يمثلون جسراً للتواصل بين سوريا والعالم، مشيراً إلى أن مسؤوليتهم تتجاوز حدود الاغتراب لتشمل نقل صورة حقيقية عن واقع البلاد ومسيرة البناء بعد الحرب.
وأكد الرئيس أن الحكومة السورية تعمل على إعادة تنظيم علاقاتها الدولية وتعزيز التنمية الوطنية، داعياً أبناء الجاليات إلى المشاركة في هذه المرحلة بما يملكونه من خبرات وقدرات علمية واقتصادية.
زيارة رسمية إلى موسكو لتعزيز الشراكة
ويأتي اللقاء على هامش الزيارة الرسمية التي يجريها الرئيس أحمد الشرع إلى العاصمة الروسية موسكو، برفقة وزيري الخارجية والدفاع والأمين العام لرئاسة الجمهورية، وهي أول زيارة له منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في كانون الأول الماضي.
وكان الشرع قد عقد محادثات مغلقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحضور عدد محدود من كبار المسؤولين من الجانبين، تناولت ملفات التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي بين دمشق وموسكو.
تعاون متجدد في مرحلة ما بعد الحرب
وأكد الرئيس الشرع خلال لقائه مع بوتين أن سوريا تسعى إلى إعادة ضبط علاقاتها مع روسيا على أسس جديدة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، فيما شدّد الرئيس الروسي على حرص بلاده على دعم سوريا في مرحلة ما بعد الحرب، والمساهمة في جهود إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار.
ويُعدّ هذا اللقاء مع الجالية السورية في موسكو رسالة رمزية من الرئيس أحمد الشرع، تؤكد على أن إعادة بناء سوريا لا تقتصر على الداخل فقط، بل تشمل جميع أبنائها في الخارج الذين يمثلون جزءاً أساسياً من مستقبل البلاد ومسارها التنموي.
١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
عقد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، في دمشق، اجتماعاً موسعاً مع مجموعة من الأشخاص من ذوي الإعاقة وممثلي منظمات المجتمع المدني، بهدف تعزيز جاهزية منظومة الاستجابة للطوارئ بما يضمن وصول الخدمات لهذه الفئة الحيوية، وتطوير أدوات تواصل رقمية تمكّنهم من طلب المساعدة بشكل مباشر أثناء الكوارث والحوادث الطارئة.
تطوير أدوات تواصل رقمية وتدريبات تخصصية
أكد الوزير الصالح خلال اللقاء الذي عُقد في مقر الوزارة أن دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في منظومة الطوارئ يمثل التزاماً وطنياً وإنسانياً، مشيراً إلى أهمية تطوير أدوات رقمية تتيح التواصل الفوري مع فرق الإنقاذ والإسعاف والإطفاء.
وأوضح أن الوزارة تعمل على إطلاق برامج تدريبية موجهة لفرق الطوارئ وغرف العمليات حول كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة، لضمان استجابة شاملة تراعي احتياجات الجميع في حالات الكوارث الطبيعية أو الحرائق أو الأزمات الصحية.
وأضاف الصالح أن الوزارة ترحب بانخراط الكفاءات المؤهلة من ذوي الإعاقة في غرف العمليات والمراكز الميدانية، مشدداً على أن “مفهوم الطوارئ الحديث يقوم على الشمول والمشاركة المجتمعية، لا على المساعدة من طرف واحد”.
تعاون حكومي مجتمعي شامل
من جهته، أكد المدير التنفيذي لجمعية رعاية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي ماهر محمود آغا أن مشاركة الجمعية في اللقاء تأتي ضمن جهود تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والمجتمع الأهلي لتحسين الخدمات المقدمة للأطفال ذوي الإعاقة.
وأشار إلى أن اللقاء شكّل منصة مهمة لتبادل الخبرات ومناقشة آليات تطوير الاستجابة الوطنية المراعية لحقوق الإنسان، مؤكداً ضرورة إدماج هذه الفئة في خطط الطوارئ وتدريب الكوادر على التعامل المهني والإنساني معهم.
تعزيز الشراكة مع المجتمع المدني
بدوره، اعتبر حسن عوض، مؤسس مبادرة مجتمعية تُعنى بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، أن اللقاء يمثل خطوة نوعية نحو بناء شراكات حقيقية بين الحكومة والمجتمع المدني، مشيراً إلى أن مبادرته، التي انطلقت بدعم من مؤسسة نادي الشباب بحلب، تسعى إلى ربط المؤسسات الحكومية بالمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص لضمان **استدامة العمل وتحقيق أثر ملموس على أرض الواقع.
تمكين وتمثيل حقوقي متكامل
وفي السياق ذاته، أوضحت شيماء هلال، مؤسسة "الحراك السوري لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة"، أن اللقاء يعزز التمثيل الحقوقي والمجتمعي لهذه الفئة، داعية إلى إشراك ذوي الإعاقة في رسم السياسات الوطنية وتنفيذ بنود اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بما يكفل وصولهم العادل إلى الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية.
حماية الصم وضعاف السمع في الطوارئ
كما أكدت هدى محمد، مؤسسة جمعية “لغتي إشارتي”، أن المشاركة في اللقاء تسهم في رفع الوعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في حالات الكوارث، مشددة على ضرورة تأمين مترجمين بلغة الإشارة ضمن فرق الاستجابة الميدانية، وتوفير برامج تدريبية وتوعوية لضمان سلامة الصم وضعاف السمع وفهمهم للإرشادات في المواقف الحرجة.
نحو إدارة أزمات شاملة وعادلة
يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الخطوات التي تتخذها وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث لتعزيز مبدأ الشمول في إدارة الأزمات، من خلال إشراك جميع فئات المجتمع في منظومة الحماية والاستجابة، وبما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ومبادئ العدالة الاجتماعية.
وأكد الوزير الصالح في ختام اللقاء أن الوزارة تعمل على بناء نموذج وطني متكامل لإدارة الكوارث لا يترك أحداً خلف الركب، ويجعل من الأشخاص ذوي الإعاقة شركاء فاعلين في حماية المجتمع لا مجرد مستفيدين من خدماته.
١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
بحث وزير الاقتصاد والصناعة السوري نضال الشعار، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية سبل توسيع التعاون مع المؤسسات الاقتصادية الدولية، وإعادة بناء الشراكات مع الدول الصديقة في مرحلة ما بعد العقوبات، في إطار خطة حكومية تهدف إلى إعادة دمج الاقتصاد السوري في النظام المالي العالمي وتعزيز التنمية المستدامة.
لقاء موسّع مع منتدى الخليج الدولي
عقد الوزير الشعار اجتماعاً موسعاً في منتدى الخليج الدولي بواشنطن، استعرض خلاله واقع الاقتصاد السوري وآفاق الانفتاح على الأسواق الإقليمية والعالمية، مؤكداً أن سوريا الجديدة تسعى إلى بناء علاقات اقتصادية متوازنة قائمة على التعاون والمصالح المتبادلة.
وأشار إلى أن دول الخليج العربي تمثل شريكاً محورياً في مسار التعافي الاقتصادي، نظراً لما تمتلكه من إمكانات استثمارية كبيرة، لافتاً إلى أن سوريا يمكن أن تؤدي دوراً إقليمياً حيوياً في تحقيق الاستقرار والتنمية بفضل موقعها الجغرافي الذي يربط بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
نحو نموذج اقتصادي جديد
وفي لقاء آخر جمعه مع خبراء ومعنيين في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، وبحضور ممثلين عن البنوك الاستثمارية والشركات الكبرى، بحث الوزير الشعار سبل تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في سوريا، عبر تطوير نموذج اقتصادي حديث يقوم على التكامل الإقليمي والانفتاح الدولي، ويجعل من البلاد مركزاً تجارياً يربط الشرق بالغرب، معزّزاً ببيئة تشريعية مرنة وبنى تحتية متطورة.
إعادة بناء العلاقات الاقتصادية بعد القطيعة
وأوضح الوزير أن زيارة الوفد السوري إلى واشنطن تأتي ضمن جهود الحكومة لإعادة بناء جسور التعاون الاقتصادي مع المجتمع الدولي بعد سنوات من القطيعة التي فرضها نظام الأسد البائد، مؤكداً أن دمشق تسعى اليوم إلى استقطاب الشراكات الدولية، وتفعيل دورها في سلاسل الإنتاج والتجارة العالمية.
معهد دولي لتعزيز التعاون الإقليمي
ويُعد منتدى الخليج الدولي، الذي استضاف اللقاء، مركز أبحاث مستقل مقره واشنطن، يهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، ويُعد من أبرز المنصات التي تجمع صناع القرار والخبراء الدوليين لمناقشة مستقبل التعاون الاقتصادي والأمني في المنطقة.
وتأتي هذه الزيارة في إطار انفتاح دبلوماسي واقتصادي متدرج تشهده سوريا الجديدة، الهادف إلى بناء اقتصاد حديث قائم على الشراكة الدولية، وجذب الاستثمارات التي تُسهم في إعادة الإعمار وتحفيز النمو المستدام.
١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
أكّد وزير الزراعة السوري أمجد بدر، استعداد بلاده لتقديم جميع إمكانياتها وخبراتها للدول الإسلامية، والمشاركة الفاعلة في الجهود الرامية إلى تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المائية وفق أسس الجدوى الاقتصادية والإنتاجية العالية، مشدداً على أن التعاون الإقليمي بات ضرورة استراتيجية في ظل التحديات المناخية التي تواجه المنطقة.
دعوة لمراجعة التشريعات وتطوير تقنيات الري
جاءت تصريحات الوزير بدر خلال مشاركته في الاجتماع الـ38 للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه، الذي عُقد في مصر ضمن فعاليات **أسبوع القاهرة الثامن للمياه، حيث دعا إلى إعادة دراسة القوانين والتشريعات الخاصة باستعمالات المياه في الدول الإسلامية، ووضع ضوابط دقيقة لإدارة الموارد المائية في مختلف القطاعات الإنتاجية.
وأشار إلى أهمية تبنّي تقنيات الري الحديث ومراقبة الاستهلاك الزراعي وتنفيذ الخطط المائية المتكاملة، بما يضمن الاستخدام الرشيد لكل قطرة ماء، ويدعم التوازن بين التنمية الزراعية والموارد البيئية المتاحة.
تحديات الموارد المائية في سوريا
وأوضح الوزير بدر أن سوريا تواجه تراجعاً في الواردات المائية الطبيعية في نهر الفرات، إضافة إلى الأضرار الواسعة التي لحقت بقنوات الري نتيجة الحرب، مما أثر على مساحات زراعية كبيرة.
وأكد أن هذه التحديات تتطلب حلولاً مبتكرة ومشروعات مشتركة بين الدول الإسلامية تعتمد على البحث العلمي والتخطيط المستدام، مع ضرورة تشكيل فرق عمل ميدانية لتعزيز تبادل الخبرات وتطبيق التجارب الناجحة في إدارة المياه.
تقدير لمبادرة مصر واستضافة أسبوع المياه
ونوّه الوزير السوري بجهود الحكومة المصرية في تنظيم أسبوع القاهرة العالمي للمياه، واحتضانها لنقاشات بنّاءة حول مخاطر التغير المناخي وأهداف التنمية المستدامة، مشيداً بدور مصر الريادي في بناء منصات حوار وتعاون إقليمي تُسهم في صياغة حلول عملية لأزمات المياه التي تشهدها المنطقة.
تعاون دولي لتعزيز الأمن المائي
وتشارك سوريا في أسبوع القاهرة للمياه، الذي يُختتم اليوم الخميس، إلى جانب نخبة من صنّاع القرار والخبراء والباحثين من مختلف دول العالم، ضمن أجندة تركز على التعاون والعمل المناخي والابتكار والحلول المعتمدة على الطبيعة والبنية التحتية المستدامة.
وتأتي هذه المشاركة في إطار رؤية سوريا الجديدة لتعزيز حضورها الإقليمي والمساهمة في الجهود الدولية لضمان الأمن المائي وتحقيق التنمية المستدامة في العالمين العربي والإسلامي.
١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري أحمد الشرع تطرقا خلال لقائهما في موسكو إلى ملف القواعد العسكرية الروسية في سوريا، مشيراً إلى أن المحادثات شملت مختلف جوانب التعاون بين البلدين.
بحث شامل للعلاقات الاستراتيجية
وفي تصريح صحفي ردًّا على سؤال حول ما إذا كان موضوع القواعد العسكرية قد نوقش، قال لافروف: "تمت مناقشة كل شيء"، في إشارة إلى أن اللقاء تناول القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية ضمن رؤية متكاملة للعلاقات الثنائية.
وكان لافروف قد أوضح في تصريحات سابقة أن دمشق معنية بالحفاظ على وجود القواعد الروسية في طرطوس وحميميم، مع إمكانية تحويلها إلى مراكز إنسانية ولوجستية تخدم التعاون المدني والعسكري بين الجانبين.
الكرملين: المسألة كانت مطروحة في جدول اللقاء
بدوره، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن موضوع القواعد العسكرية الروسية كان مطروحاً ضمن جدول محادثات بوتين والشرع، باعتباره جزءاً من ملف التعاون الأمني والعسكري طويل الأمد بين موسكو ودمشق.
الشرع: نعيد تعريف العلاقات على أساس السيادة والاستقلال
وفي مستهل اللقاء، شدد الرئيس أحمد الشرع، على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع سوريا وروسيا، مؤكداً أن بلاده تسعى إلى إعادة بناء علاقاتها السياسية والاستراتيجية مع الدول الإقليمية والعالمية وعلى رأسها روسيا الاتحادية.
وأوضح الشرع أن دمشق "تحترم جميع الاتفاقيات الموقعة مع موسكو"، وتسعى إلى إعادة صياغة طبيعة العلاقة الثنائية بشكل يضمن استقلال القرار الوطني السوري ويحافظ على مبدأ السيادة الكاملة للدولة.
وتأتي هذه التصريحات في ختام زيارة رسمية للرئيس أحمد الشرع إلى موسكو، شهدت بحث ملفات التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي بين البلدين، في إطار توجه مشترك نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية وإعادة تنظيم العلاقات الثنائية بما يواكب التحولات في سوريا والمنطقة.
وتملك روسيا قاعدتين في الساحل السوري: الأولى بحرية في طرطوس، التي تأسست كنقطة دعم مادي وفني للأسطول السوفييتي عام 1971، وقامت موسكو بتطويرها في السنوات الأخيرة إلى قاعدة بحرية متكاملة.
أما الثانية فهي جوية في مطار حميميم في محافظة اللاذقية، التي أنشأتها موسكو مع بدء تدخلها العسكري المباشر لدعم نظام الأسد في نهاية سبتمبر 2015. وفي عام 2017، اتفقت موسكو مع نظام الأسد على مرابطة القوات الروسية في هاتين القاعدتين مجانًا لمدة 49 عامًا.
حصيلة الانتهاكات الروسية الموثَّقة (30 أيلول/سبتمبر 2015 – 8 كانون الأول/ديسمبر 2024)
وذكر التقرير حصيلة أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30 أيلول/سبتمبر 2015 حتى سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024؛ إذ وثَّقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 6993 مدنياً، بينهم 2061 طفلاً و984 سيدة (أنثى بالغة).
كما وثَّقت الشَّبكة ما لا يقل عن 363 مجزرة ارتكبتها القوات الروسية خلال الفترة ذاتها، وهو ما يدل على اعتمادٍ واسع النطاق على الهجمات العشوائية أو غير المتناسبة، ويؤكد أنَّ التدخل الروسي كان عاملاً أساسياً في تصعيد معاناة المدنيين وارتكاب انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب.
ووثَّقت الشَّبكة أيضاً مقتل ما لا يقل عن 70 من أفراد الطواقم الطبية، بينهم 12 سيدة (أنثى بالغة)، إضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 24 من أفراد الطواقم الإعلامية على يد القوات الروسية خلال الفترة ذاتها.
وسجَّلت الشَّبكة ما لا يقل عن 1262 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، بينها 224 مدرسة، و217 منشأة طبية، و61 سوقاً، على يد القوات الروسية منذ تدخلها وحتى سقوط نظام بشار الأسد. وقد جاءت محافظة إدلب في صدارة المحافظات من حيث عدد حوادث الاعتداء، تلتها حلب ثم حماة، بما يعكس نمطاً ممنهجاً في استهداف المرافق المدنية.
ورصدت الشَّبكة الدور السياسي لروسيا في تعطيل قرارات مجلس الأمن، والتصويت ضد إدانة نظام الأسد، والتلاعب بآليات المساعدات، إضافة إلى حملات التضليل الإعلامي. ورغم ما تعرَّضت له من هجمات وتشويهٍ منظَّمَين، واصلت الشَّبكة إصدار تقارير دقيقة أسهمت في توثيق انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.