أعلن وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، أن لبنان سيقوم بتعيين سفير جديد في سوريا في القريب العاجل، متعهدًا بإتمام هذه الخطوة خلال أسابيع، وأكد رجي أن استقرار سوريا ينعكس بشكل مباشر على استقرار لبنان.
وأوضح رجي أن هذا التعيين يأتي في إطار خطة لاستكمال التشكيلات الدبلوماسية التي تعطلت لعدة سنوات، مشيرًا إلى وجود توافق تام داخل الحكومة اللبنانية بشأن تعزيز التعاون مع سوريا. وأضاف أن التشكيلات الدبلوماسية أصبحت شبه جاهزة حاليًا.
وأشار الوزير إلى أن تعيين السفراء في لبنان يخضع لآليات معقدة تتطلب تصويت ثلثي أعضاء مجلس الوزراء، وهو ما كان سببًا في تأخر التشكيلات في السنوات الماضية. ومع ذلك، أكد رجي أن الحكومة الحالية تعمل على تجاوز هذه العقبات، بهدف إنجاز التعيينات في أقرب وقت ممكن.
وشدد على رغبة بلاده في أن تكون سوريا دولة قوية قادرة على حل مشاكلها الداخلية دون تدخل في الشؤون اللبنانية، مع تأكيد احترام كل طرف لسيادة الآخر. كما عبر عن تفاؤله بشأن النظام الجديد في سوريا، موضحًا أن بيروت تلقت وعودًا واضحة من دمشق بعدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية.
وأشار رجي إلى ضرورة معالجة الملفات العالقة بين البلدين، مثل ملف الحدود والمفقودين اللبنانيين، مؤكدًا أن التعاون بين لبنان وسوريا يعد أمرًا ضروريًا لمعالجة قضايا النزوح والتهريب، وينبغي أن يتم على أساس الندية والاحترام المتبادل.
"الشرع وسلام" يطويان صفحة الماضي: دمشق وبيروت تفتتحان عهدًا جديدًا تُلغي التبعية
في مشهد سياسي غير مسبوق منذ عقود، طوى الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء اللبناني نواف سلام صفحة مريرة من العلاقات السورية اللبنانية، سادها لعقود نهج الهيمنة والتبعية الذي فرضه النظام البائد، فاتحين الأبواب أمام مرحلة جديدة من الشراكة الندية والتفاهم المتبادل، بعد انتصار الثورة السورية وتغيّر المعادلة السياسية في المنطقة.
وأكد الجانبان خلال زيارة الوفد الوزاري اللبناني إلى دمشق، على ضرورة بناء علاقات راسخة تقوم على قاعدة الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، في خطوة وصفت بأنها "انطلاقة حقيقية لعهد سياسي جديد بين البلدين الجارين".
زيارة رسمية رفيعة المستوى إلى دمشق
وبحسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء اللبناني، فقد اختتم رئيس الحكومة نواف سلام زيارة رسمية إلى العاصمة السورية دمشق، على رأس وفد وزاري ضم وزراء الخارجية يوسف رجي، الدفاع ميشال منسى، والداخلية أحمد الحجار.
وقد التقى الوفد بالرئيس السوري أحمد الشرع، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، حيث جرى خلال اللقاء بحث ملفات متعددة شائكة، في مقدمها "ضبط الحدود والمعابر ومكافحة التهريب"، إضافة إلى "ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية"، وهي ملفات سبق أن طُرحت في لقاء جدة الأخير، الذي جمع وزيري الدفاع في البلدين برعاية سعودية.
سلام: صفحة جديدة من الثقة والاحترام المتبادل
وأكد الرئيس نواف سلام، أن الزيارة تمثل فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، تقوم على مبادئ حسن الجوار، واحترام السيادة، واستعادة الثقة بين الشعبين، مشدداً على أن "قرار سوريا للسوريين، وقرار لبنان للبنانيين"، وهو ما لاقى تجاوبًا من الجانب السوري.
ملفات اللاجئين والمفقودين: أولوية إنسانية مشتركة
تناولت المباحثات أيضًا قضية اللاجئين السوريين في لبنان، حيث جرى التشديد على أهمية العودة الآمنة والكريمة للنازحين إلى مدنهم وقراهم، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة. كما طرح الوفد اللبناني ملف المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في سوريا، مطالبًا بكشف مصيرهم والتعاون القضائي لتسليم المطلوبين في قضايا بارزة، أبرزها قضية تفجيري مسجدي التقوى والسلام، وغيرها من الملفات المتراكمة منذ سنوات النظام السابق.
تعزيز التنسيق الأمني وتعاون اقتصادي واسع النطاق
وأكد البيان أن الجانبين شدّدا على ضرورة تعزيز التنسيق الأمني بين البلدين، بما يضمن الاستقرار ويمنع عودة الفوضى على طرفي الحدود. كما ناقش الطرفان مجموعة من القضايا الاقتصادية، من أبرزها فتح خطوط التجارة البرية والبحرية، واستجرار النفط والغاز، وتفعيل النقل الجوي، إلى جانب النظر في الاتفاقيات السابقة، وخصوصًا مراجعة دور المجلس الأعلى السوري اللبناني.
لجنة وزارية مشتركة لمتابعة الملفات
تم الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية مشتركة تضم وزارات الخارجية، الدفاع، الداخلية والعدل، لمتابعة الملفات ذات الطابع الأمني والقضائي، على أن تتابع وزارات الاقتصاد، النقل، الشؤون الاجتماعية والطاقة، بقية الملفات ذات الطابع الخدمي والتنموي.
وفي ختام اللقاء، شدد الجانبان على ضرورة رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، بما يسمح بتنشيط الاقتصاد السوري وفتح الطريق أمام إعادة الإعمار والاستثمارات، وهو ما سيعود بالفائدة على لبنان كذلك، خاصة في ملفي الطاقة وتسهيل تصدير المنتجات اللبنانية برًا عبر الأراضي السورية.
وأفضت هذه الزيارة إلى تحوّل لافت في الديناميكيات السياسية الإقليمية، تعكس إرادة واضحة لدى البلدين لتجاوز إرث الماضي والتأسيس لتعاون حقيقي على قاعدة الشراكة لا الوصاية، والانفتاح لا الصراع، في لحظة إقليمية مفصلية تتطلب تفعيل كل أدوات الحوار الإقليمي لتعزيز الاستقرار والتنمية المشتركة.
أعلن "المجلس العسكري في السويداء"، في بيان رسمي اليوم الجمعة، تبنيّه الكامل لبيان الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين المسلمين الدروز، مطالباً بفرض منطقة آمنة في السويداء والمناطق المحيطة بها، تحت إشراف قوات دولية محايدة، معلناً رفضه دخول قوى الأمن العام، وذلك عقب ما أسماها "الانتهاكات" التي تعرض لها الدروز في منطقة صحنايا بريف دمشق.
وندد المجلس في البيان الذي يعتبر بمثابة إعلان حرب على الدولة السورية، بما أسماها "الجرائم التي ترتكبها هيئة تحرير الشام" ضد المدنيين في منطقة صحنايا، وتحدث عن ارتكاب جرائم حرب تشمل القتل العشوائي، الاعتقالات التعسفية، وإهانة مشايخ الطائفة الدرزية ورموزها.
واتهم الجماعة بأنها "تسعى إلى تدمير النسيج الاجتماعي في المنطقة عبر نشر الفكر التكفيري، وفرض هيمنتها بالقوة على سكان المنطقة، مع استهداف الهوية الدرزية بشكل خاص"، وفق تعبيره.
وطالب المجلس العسكري، مجلس الأمن الدولي بفرض منطقة آمنة في السويداء والمناطق المحيطة بها، تحت إشراف قوات دولية محايدة، بهدف وقف الاعتداءات وحماية المدنيين. كما دعا مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى إرسال فرق تحقيق لتوثيق الانتهاكات ومحاكمة المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية، وفق تعبيره.
وفي خطاب تصعيدي وانقلاب واضح على بيان مشيخة العقل في السويداء المعلن يوم أمس، وجه المجلس تحذيرًا لمن أسمها "الدول التي تدعم هيئة تحرير الشام"، مطالبًا بوقف تمويل من أسمها "الجماعات الإرهابية التي تمارس التطهير الطائفي في المنطقة"، في انتهاك واضح للمواثيق الدولية، وفق نص البيان.
وأكد المجلس استعداد قواته لتعزيز التنسيق مع أي جهة دولية جادة تهدف إلى حماية المدنيين وضمان أمن المنطقة، وشدد المجلس على رفضه السماح بتسليم جبل العرب إلى هيئة تحرير الشام، وأكد أنه لن يسمح بدخول قوات الأمن العام إلى المنطقة بأي شكل من الأشكال.
وأعلن المجلس عزمه على التصدي بأقصى قوة لأي "اعتداءات مستقبلية" ضد المنطقة، وفقًا لما يقتضيه القانون الدولي الإنساني، واختتم المجلس العسكري في السويداء بيانه بالإشارة إلى أن صمت العالم حيال ما يجري من انتهاكات في صحنايا وجرمانا يعد بمثابة تشجيع للإرهاب، وقال إن دماء الدروز ليست أرخص من غيرها، مطالبًا بتفعيل الواجب الإنساني لحماية المدنيين قبل أي اعتبارات سياسية.
بيان مشيخة العقل في السويداء
وكانت أصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة، بيانًا وطنيًا شاملاً شددت فيه على التمسك بوحدة الدولة السورية، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الانفصال أو مشاريع التقسيم، مؤكدة أن الطائفة ستبقى جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
وأكد البيان أن مواقف الطائفة العروبية والوطنية "ورثناها كابرًا عن كابر، من إرث الأجداد وحليب الأمهات الطاهرات"، معتبرًا أن "سوريتنا هي كرامتنا، والوطن شرف لا يُمس، وحب الوطن من الإيمان".
وفي ظل الظروف الأمنية التي شهدتها بعض المناطق مؤخرًا، دعت مشيخة العقل إلى تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء، على أن تكون الكوادر من أبناء المحافظة، تعزيزًا للثقة وفرضًا لسيادة القانون، كما طالبت الدولة بتحمّل مسؤولياتها الكاملة في تأمين طريق السويداء – دمشق وضمان استمرارية حركة المدنيين بشكل آمن ودائم.
وشدد البيان على ضرورة بسط الأمن والاستقرار في كامل الأراضي السورية، باعتباره "واجبًا سياديًا لا يقبل التراخي أو التجزئة"، كما أكد الموقعون على البيان أن سوريا يجب أن تكون وطنًا لكل أبنائها، خاليًا من الفتن الطائفية والنعرات المذهبية والأحقاد الشخصية والثارات، واصفًا هذه المظاهر بأنها من "مخلفات الجاهلية التي وضعها عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
واختُتم البيان بدعوة إلى الوحدة الوطنية، والتشبّث بالعروة الوثقى، والعمل على صون الوطن وتضحيات أبنائه، الذين "رووا أرضه بدمائهم، وسقوه بعرقهم عبر التاريخ"، مؤكدين أن الإرث التاريخي للطائفة لا يسمح بالانجرار إلى مشاريع تفتيت الوطن أو شرذمته.
ليث البلعوس: "رجال الكرامة" تتخذ إجراءات لتفعيل الضابطة العدلية وضبط الأمن في السويداء
وكان أكد الشيخ "ليث البلعوس"، نجل مؤسس حركة "رجال الكرامة" في محافظة السويداء، في تصريح خاص للجزيرة، أن عصابات خارجة عن القانون قد اعتدت مؤخرًا على بعض أبناء محافظة السويداء، ما دفع الحركة إلى اتخاذ خطوات حاسمة لتفعيل الضابطة العدلية في المحافظة، والتي سيشرف عليها أبناء السويداء أنفسهم.
وأشار البلعوس إلى أن الحركة تطالب بضبط الوضع على الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، مؤكدًا ضرورة ردع العصابات المسلحة التي تهدد الأمن في المنطقة. كما شدد على أن حركة رجال الكرامة ترفض الطائفية تمامًا، وتعتبر نفسها جزءًا من الشعب السوري بشكل عام.
وفيما يتعلق بالانتهاكات ضد أبناء الطائفة الدرزية في ريف دمشق، دعا البلعوس إلى ضرورة وضع حد لتلك الانتهاكات، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على وحدة سوريا. وأعرب عن ترحيب الحركة بالانتشار الأمني على الطريق بين دمشق والسويداء، مؤكدًا أن هذا سيعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد أن حركة رجال الكرامة وطنيون سوريون عروبيون، يرفضون الانفصال عن سوريا الأم، مشيرًا إلى أن الحركة ليست بحاجة إلى حماية من أي طرف آخر، ولفت إلى أن الأولوية القصوى لحركة رجال الكرامة هي بسط الأمن في محافظة السويداء، من أجل منع أي انتهاكات قد تهدد استقرار المنطقة.
"الهجري" في بيان تصعيدي: ندعو لحماية دولية بعد مجازر إبادة وسقوط الثقة بالحكومة..!!
وسبق أن أصدر الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين الدروز، بيانًا شديد اللهجة أعرب فيه عن حزنه العميق واستنكاره لما أسماها "المجازر الدامية" التي استهدفت المدنيين، محذرًا من الانزلاق نحو هاوية الفتن المنظمة، ومشدّدًا على فقدان الثقة الكاملة بالحكومة الحالية التي وصفها بأنها "تغذي التطرف وتنشر الموت بأذرعها التكفيرية".
وقال الشيخ الهجري: "الرحمة لشهدائنا الأبرياء الذين قضوا ضحية مجازر داعشية تكفيرية، لم نكن ننتظرها ولم نرغب بوقوعها. هذه الحرب التي تُشنّ على أهلنا ليست سوى أداة للترويع والإرهاب، ولزرع السطوة دون أي مبرر أو سبب، افتُعلت الفتن لتغيير صورة الجاني والمجني عليه، لكن الحقيقة واضحة: أهلنا كانوا في بيوتهم آمنين، فداهمتهم عصابات تكفيرية، ودافعوا عن أنفسهم وأرزاقهم وكرامتهم، ولا يصح وصفهم بعصابات. هذه جريمة إبادة مكتملة الأركان".
وزعم الهجري أن الرئاسة الروحية، وبالاتفاق مع كافة القوى الوطنية في النسيج السوري، باتت على موقف موحّد تجاه الإدارة الحالية "بكل فصائلها الإرهابية التكفيرية"، موضحًا أن ما جرى في الأيام الأخيرة أظهر جليًا أن الحكومة لم تعد تُعتبر حكومة شعب، بل "أصبحت تدير عصابات تكفيرية تقتل وتخطف وتروّع، ثم تدّعي أنها عناصر منفلتة"، وفق تعبيره.
تشكيل مشبوه منذ التأسيس
والمجلس العسكري في السويداء هو تشكيل مسلح أعلن عن نفسه حديثاً، بقيادة العقيد المنشق عن جيش النظام السابق طارق الشوفي، يضم حوالي 900 بين ضباط، وضباط الصف، وأفراد عسكريين منشقين عن جيش النظام المخلوع، والمتقاعدين القدامى منه، بالإضافة إلى مقاتلين محليين، تشوبه اتهامات أنه شكل بتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ويحظى بدعم لوجستي من التحالف الدولي.
وأعلن عن تشكيل "المجلس العسكري"، تحت شعار "حماية المجتمع والأمن الوطني"، متبنّياً خطاباً يدعو إلى "دولة علمانية لا مركزية". لكن ما أثار شكوك وتساؤلات شريحة واسعة من أبناء محافظة السويداء، هو الاستعراض العسكري المصاحب للإعلان، والذي جرى في قرية الغارية في ريف السويداء الجنوبي، المتاخم للحدود الأردنية، حيث رُفعت أعلامٌ تشبه تلك التي تستخدمها قوات "الأسايش" الكردية التابعة لـ"قسد"، كما تبنى التشكيل الجديد إطلاق صفحة باسمه على فيسبوك تحمل الشعار ذاته، ما عزّز تكهنات بوجود تنسيق خفي بين الطرفين.
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، أن حضور الرئيس السوري أحمد الشرع إلى القمة العربية في بغداد يعد خطوة مهمة لتوضيح رؤية سوريا الجديدة، وذلك بغض النظر عن العملية السياسية وطريقة التغيير في سوريا.
وفي حديثه مع الإعلامي الأمريكي تيم كونستانتين، أشار السوداني إلى أن "عقد القمة في بغداد يعزز من دور العراق في المنطقة ويعكس مواقفه المتوازنة، حيث يسعى العراق إلى تقديم حلول فعّالة للأزمات الإقليمية". وأضاف أن العراق سيكون مبادرًا في القمة وسيعمل على تقديم الحلول المختلفة للأزمات.
وتطرق السوداني إلى دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة، مشيرًا إلى أنها جاءت ضمن السياق البروتوكولي المعروف في جامعة الدول العربية، حيث يمثل الشرع الدولة السورية بغض النظر عن كيفية تغيير السلطة في سوريا. وأكد السوداني أن "حضور الشرع إلى القمة مهم ليُوضح أمام الدول العربية رؤية سوريا الجديدة"، مشددًا على أن غالبية الدول العربية حريصة على أن تتجاوز سوريا محنتها.
تأكيدات من جامعة الدول العربية: لم نتلق تأكيدًا رسميًا بحضور الرئيس الشرع
من جهة أخرى، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أنه لم يتم تلقي تأكيد رسمي من قبل الرئاسة السورية بشأن مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة العربية المقبلة في بغداد. وأوضح أبو الغيط أن قرارات المشاركة في القمة تعود بشكل حصري إلى الدول المستضيفة، مشيرًا إلى أن الجامعة العربية لم تتلقَّ بعد ردًا رسميًا من سوريا، وأن إجراءات التنظيم ستعتمد على ذلك الرد.
دعوة رسمية للرئيس السوري لحضور قمة بغداد
وفي هذا السياق، تسلّم الرئيس السوري أحمد الشرع دعوة رسمية من نظيره العراقي عبد اللطيف جمال رشيد لحضور القمة العربية المقررة في بغداد في 17 مايو/أيار المقبل. وقد تم تسليم الدعوة من خلال وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، أحمد فكاك البدراني، خلال زيارة رسمية إلى دمشق.
وأكد البدراني أن القمة ستتناول التحديات التي تواجه العالم العربي، وأشار إلى أن مشاركة سوريا في القمة تعتبر خطوة هامة لتعزيز العمل العربي المشترك.
لقاء في الدوحة: تعزيز التنسيق الأمني والاقتصادي بين العراق وسوريا
سبق الجدل حول حضور سوريا في قمة بغداد لقاء رسمي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تم التأكيد على تعزيز التنسيق الأمني والاقتصادي بين البلدين، وعودة سوريا إلى محيطها العربي.
قمة بغداد: محطة مفصلية في استعادة الدور السوري في العالم العربي
يشير المراقبون إلى أن قمة بغداد المقبلة قد تكون فرصة محورية لإعادة سوريا إلى الساحة العربية وتعزيز الدور الإقليمي للعراق. وبين التأييد للتواصل مع دمشق والمعارضة التي تحذر من ماضي بعض الشخصيات، يبقى المطلب المشترك هو الحاجة إلى سياسة عقلانية توازن بين الاستقرار الإقليمي والعدالة التاريخية.
وسط انقطاعات الكهرباء المتكررة وظروف العمل الصعبة، كرّمت محافظة طرطوس عدداً من عمال قطاع الكهرباء بمناسبة عيد العمال، في خطوة رمزية تسعى للاعتراف بجهودهم اليومية في الحفاظ على استمرارية التيار الكهربائي رغم التحديات الفنية واللوجستية المتزايدة.
شارك في حفل التكريم، الذي أُقيم في مقر شركة كهرباء طرطوس، المدير العام للشركة المهندس محمد الديري، إلى جانب رئيس اتحاد العمال في المحافظة أحمد خليل، ورئيس نقابة عمال الكهرباء والاتصالات عهد صقور. وأشاد المتحدثون بجهود العمال، مؤكدين أن هذا التكريم يحمل رسالة تقدير لمن يعملون بصمت من أجل استمرار الخدمات الأساسية.
صدى إيجابي وردود فعل شعبية
لاقى التكريم تفاعلاً لافتاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول ناشطون صوراً وفيديوهات من الفعالية، معتبرين أن هذه المبادرة تمثل دفعة معنوية مهمة في ظل واقع اقتصادي ومعيشي صعب. وكتب أحد المعلقين: "كلي ثقة أنه لما بترتفع العقوبات وتتوفر السيولة، سينال كل عامل تقديراً حقيقياً، بداية من رفع عادل للرواتب".
بينما قالت أخرى: "أي والله، مرة رحنا عالطوارئ الكهربا، قالولنا منجي بعد ربع ساعة، وأجوا فعلاً.. أيام زمان كانوا يطردوا الناس!"
العمال بين الماضي والمستقبل
رغم الشعارات التي رُفعت لعقود عن تمجيد الطبقة العاملة، إلا أن واقع العمال في عهد حافظ الأسد ثم بشار الأسد اتسم بتهميش واضح، وأجور لا تفي بالحد الأدنى من متطلبات المعيشة. كما أُفرغت النقابات من دورها الحقيقي، وتحولت إلى أدوات في يد السلطة.
اليوم، وبعد انتهاء مرحلة الأسد، يترقب العمال السوريون مرحلة جديدة تُعيد لهم حقوقهم وتصون كرامتهم، وسط دعوات لإصلاح جذري يضمن أجوراً عادلة وبيئة عمل تحفظ السلامة والعدالة الاجتماعية.
أدانت المملكة العربية السعودية بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، معتبرةً في بيان صادر عن وزارة خارجيتها أن هذا الاعتداء يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا وأمنها واستقرارها.
وشددت المملكة على ضرورة وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، محذّرةً من أن استمرار هذه السياسات العدوانية يعزز مناخ العنف ويفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
وجاء الموقف السعودي بعد ساعات من بيان مماثل لدولة قطر، التي عبّرت عن إدانتها بأشد العبارات للغارة الإسرائيلية، ووصفتها بأنها عدوان سافر وانتهاك خطير للقانون الدولي، مؤكدةً دعمها الكامل لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، ودعت المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف اعتداءاته واحترام الشرعية الدولية.
بدورها، أصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية بيانًا نددت فيه بالقصف الإسرائيلي الذي طال محيط القصر الرئاسي يوم أمس، معتبرةً أنه تصعيد خطير ومحاولة لزعزعة استقرار البلاد واستهداف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري.
ودعت رئاسة الجمهورية المجتمع الدولي والدول العربية إلى الوقوف بجانب سوريا والتصدي لما وصفته بالادعاءات العدوانية الإسرائيلية. كما أكدت أن الدولة السورية ماضية في تحقيق الاستقرار وملاحقة المتورطين في الأعمال التي تهدد أمن البلاد، مشيرةً إلى أن سوريا “لن تساوم على سيادتها أو أمنها وستواصل الدفاع عن حقوق شعبها بكل الوسائل المتاحة”.
وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارة جوية استهدفت هدفًا قرب القصر الرئاسي في دمشق فجر الجمعة 2 أيار/مايو، معتبرًا أنها تأتي في سياق الرد على “تهديدات متزايدة” من جانب دمشق، وخاصة بعد التوترات التي شهدتها المناطق ذات الأغلبية الدرزية جنوب سوريا.
ووصفت مصادر إسرائيلية الغارة بأنها “تحذيرية”، مشيرةً إلى أنها رسالة واضحة للسلطات السورية بأن إسرائيل لن تتهاون مع ما سمته “أي تهديد محتمل للأقلية الدرزية أو استقرار الحدود الشمالية”.
كما صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن “إسرائيل تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في سوريا، وإذا استؤنفت الهجمات على الدروز وفشل النظام السوري في منعها، فإن إسرائيل لن تتردد في الرد بقوة”، معتبرًا أن الغارات الأخيرة تأتي ضمن سياسة الردع المستمر ضد أي محاولات تهديد لإسرائيل أو لحلفائها.
وكانت منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق قد تعرضت أيضًا خلال اليومين الماضيين لغارتين جويتين إسرائيليتين، أسفرتا عن إصابات بين المدنيين بينهم أبناء من الطائفة الدرزية، بالتزامن مع تصعيد داخلي شهدته مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا إثر اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة، ما زاد من حدة التوتر الأمني في جنوب العاصمة دمشق.
أكد الشيخ "ليث البلعوس"، نجل مؤسس حركة "رجال الكرامة" في محافظة السويداء، في تصريح خاص للجزيرة، أن عصابات خارجة عن القانون قد اعتدت مؤخرًا على بعض أبناء محافظة السويداء، ما دفع الحركة إلى اتخاذ خطوات حاسمة لتفعيل الضابطة العدلية في المحافظة، والتي سيشرف عليها أبناء السويداء أنفسهم.
وأشار البلعوس إلى أن الحركة تطالب بضبط الوضع على الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، مؤكدًا ضرورة ردع العصابات المسلحة التي تهدد الأمن في المنطقة. كما شدد على أن حركة رجال الكرامة ترفض الطائفية تمامًا، وتعتبر نفسها جزءًا من الشعب السوري بشكل عام.
وفيما يتعلق بالانتهاكات ضد أبناء الطائفة الدرزية في ريف دمشق، دعا البلعوس إلى ضرورة وضع حد لتلك الانتهاكات، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على وحدة سوريا. وأعرب عن ترحيب الحركة بالانتشار الأمني على الطريق بين دمشق والسويداء، مؤكدًا أن هذا سيعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد أن حركة رجال الكرامة وطنيون سوريون عروبيون، يرفضون الانفصال عن سوريا الأم، مشيرًا إلى أن الحركة ليست بحاجة إلى حماية من أي طرف آخر، ولفت إلى أن الأولوية القصوى لحركة رجال الكرامة هي بسط الأمن في محافظة السويداء، من أجل منع أي انتهاكات قد تهدد استقرار المنطقة.
وكانت أصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة، بيانًا وطنيًا شاملاً شددت فيه على التمسك بوحدة الدولة السورية، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الانفصال أو مشاريع التقسيم، مؤكدة أن الطائفة ستبقى جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
وأكد البيان أن مواقف الطائفة العروبية والوطنية "ورثناها كابرًا عن كابر، من إرث الأجداد وحليب الأمهات الطاهرات"، معتبرًا أن "سوريتنا هي كرامتنا، والوطن شرف لا يُمس، وحب الوطن من الإيمان".
وفي ظل الظروف الأمنية التي شهدتها بعض المناطق مؤخرًا، دعت مشيخة العقل إلى تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء، على أن تكون الكوادر من أبناء المحافظة، تعزيزًا للثقة وفرضًا لسيادة القانون، كما طالبت الدولة بتحمّل مسؤولياتها الكاملة في تأمين طريق السويداء – دمشق وضمان استمرارية حركة المدنيين بشكل آمن ودائم.
وشدد البيان على ضرورة بسط الأمن والاستقرار في كامل الأراضي السورية، باعتباره "واجبًا سياديًا لا يقبل التراخي أو التجزئة"، كما أكد الموقعون على البيان أن سوريا يجب أن تكون وطنًا لكل أبنائها، خاليًا من الفتن الطائفية والنعرات المذهبية والأحقاد الشخصية والثارات، واصفًا هذه المظاهر بأنها من "مخلفات الجاهلية التي وضعها عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
واختُتم البيان بدعوة إلى الوحدة الوطنية، والتشبّث بالعروة الوثقى، والعمل على صون الوطن وتضحيات أبنائه، الذين "رووا أرضه بدمائهم، وسقوه بعرقهم عبر التاريخ"، مؤكدين أن الإرث التاريخي للطائفة لا يسمح بالانجرار إلى مشاريع تفتيت الوطن أو شرذمته.
وجه وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، رسالة تحذير إلى الرئيس السوري أحمد الشرع عقب الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق.
وفي منشور على منصة "إكس"، قال كاتس: "عندما يستيقظ الجولاني - في إشارة إلى الرئيس أحمد الشرع - صباحًا ويرى نتائج هجوم سلاح الجو الإسرائيلي، سيدرك تمامًا أن إسرائيل عازمة على منع إلحاق الأذى بالدروز في سوريا"، حسب زعمه.
وأوضح كاتس أن الهجوم الجوي نُفذ تحت إشراف مباشر منه ومن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أنه "رسالة تحذير واضحة للنظام السوري"، ودعا الرئيس السوري إلى "حماية الدروز في ضواحي دمشق وتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم"، مشددًا على أن من "واجب إسرائيل حماية الدروز في سوريا من الأذى، من أجل الدروز في إسرائيل"، بحسب قوله.
وفي تطور لافت، كان نفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة طالت هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الجمعة 2 أيار 2025، مجدداً تعهده بحماية "الأقلية الدرزية"، في وقت تتحدث مصادر إسرائيلية غير رسمية أن هذه الضربة "تحذيرية" للسلطة في دمشق، ورسالة واضحة بجدية الموقف الإسرائيلي حيال تهديداتها عقب التوتر الذي تشهده مناطق الطائفة الدرزية جنوبي سوريا.
وأصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية"، بيانًا رسميًا تدين فيه بشدة القصف الذي استهدف القصر الرئاسي يوم أمس على يد الاحتلال الإسرائيلي. واعتبرت الرئاسة هذا الهجوم تصعيدًا خطيرًا ضد مؤسسات الدولة السورية وسيادتها، مشيرةً إلى أن هذا الاعتداء يعكس استمرار الممارسات المتهورة التي تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد وتعميق الأزمات الأمنية.
شددت رئاسة الجمهورية على أن هذا الهجوم يستهدف الأمن الوطني السوري ووحدة الشعب السوري، مطالبةً المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه الاعتداءات التي تُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين والمواثيق الدولية.
ودعت رئاسة الجمهورية الدول العربية إلى توحيد مواقفها والتعبير عن دعمها الكامل لسوريا في التصدي لهذه الهجمات، مع الحفاظ على حقوق الشعوب العربية في مواجهة الممارسات العدوانية الإسرائيلية.
ردود الأفعال
أدانت دولة قطر، بأشد العبارات، الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، معتبرة أن هذا الاستهداف يشكل عدوانًا سافرًا على سيادة الجمهورية العربية السورية وانتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان واستمرار “حربها الوحشية” على غزة، من شأنه تعميق دائرة العنف والاضطرابات في المنطقة. ودعت الدوحة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال لقرارات الشرعية الدولية.
وشدد البيان على أن قطر تجدّد دعمها الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، مؤكدة تضامنها مع الشعب السوري الشقيق في مساعيه نحو الأمن والاستقرار.
وكان اعتبر الدكتور حسين الشرع، والد الرئيس السوري أحمد الشرع، في منشور له على منصة "فيسبوك"، أن هذا التصعيد الإسرائيلي هو استفزاز مقصود من قبل إسرائيل منذ بداية سقوط النظام السابق. وطرح تساؤلات عن الهدف الحقيقي وراء تدمير القوات والعتاد السوري في البحر والقواعد العسكرية، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تكن تسعى لحماية الدروز أو أي من الفئات السورية الأخرى، مثل العلويين في الساحل، بل كانت تستهدف مصالحها الخاصة. وأضاف أن جميع هذه الفئات جزء أصيل من الشعب السوري.
أصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية"، بيانًا رسميًا تدين فيه بشدة القصف الذي استهدف القصر الرئاسي يوم أمس على يد الاحتلال الإسرائيلي. واعتبرت الرئاسة هذا الهجوم تصعيدًا خطيرًا ضد مؤسسات الدولة السورية وسيادتها، مشيرةً إلى أن هذا الاعتداء يعكس استمرار الممارسات المتهورة التي تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد وتعميق الأزمات الأمنية.
شددت رئاسة الجمهورية على أن هذا الهجوم يستهدف الأمن الوطني السوري ووحدة الشعب السوري، مطالبةً المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه الاعتداءات التي تُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين والمواثيق الدولية.
كما دعت رئاسة الجمهورية الدول العربية إلى توحيد مواقفها والتعبير عن دعمها الكامل لسوريا في التصدي لهذه الهجمات، مع الحفاظ على حقوق الشعوب العربية في مواجهة الممارسات العدوانية الإسرائيلية.
وأكدت رئاسة الجمهورية أن هذه الاعتداءات، سواء كانت محلية أو خارجية، لن تؤثر على إرادة الشعب السوري أو تعرقل جهود الدولة لتحقيق الاستقرار والسلام في جميع المناطق. كما أكدت الرئاسة أن الأجهزة الأمنية المختصة تواصل التحقيقات اللازمة لتحديد المسؤولين عن هذه الاعتداءات، وأنها ستواصل العمل بكل حزم لحماية أمن الوطن والمواطنين من أي تهديدات قد تستهدفهم.
وفي ختام البيان، جددت رئاسة الجمهورية دعوتها لجميع الأطراف إلى الالتزام بالحوار والتعاون في إطار وحدة الوطن، مؤكدًا أن سوريا ستستمر في مسار البناء والنهضة ولن تتوقف عجلة الإصلاح مهما كانت التحديات. وأكدت أن سوريا لن تساوم على سيادتها أو أمنها، وستواصل الدفاع عن حقوق شعبها بكل الوسائل المتاحة.
وفي تطور لافت، كان نفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة طالت هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الجمعة 2 أيار 2025، مجدداً تعهده بحماية "الأقلية الدرزية"، في وقت تتحدث مصادر إسرائيلية غير رسمية أن هذه الضربة "تحذيرية" للسلطة في دمشق، ورسالة واضحة بجدية الموقف الإسرائيلي حيال تهديداتها عقب التوتر الذي تشهده مناطق الطائفة الدرزية جنوبي سوريا.
لا ينسى الشعب السوري الشهداء الذين قدموا الدماء والتضحيات على درب الثورة الطويل، وخاصة الشخصيات البارزة التي قدمت تضحيات جسيمة في سبيل دعم الثورة، وكان عبد الباسط الساروت واحدًا من هؤلاء، إذ لا يزال الناس يذكرونه كأحد أبطال ورموز الثورة السورية، الذي خلد اسمه في مراتب الشهداء الأخيار الذين قدموا دمائهم في سبيل حرية الشعب السوري.
في برنامج بودكاست "دفين" الذي يقدمه محمد طاهر، الذي يعرض على "تلفزيون سوريا"، تحدث العميد جميل الصالح قائد "جيش العزة" سابقاً، والذي كان ينتمي "الساروت" كقيادي في الفصيل في آخر أيامه، تحدث عن اللحظات الأخيرة في حياة منشد الثورة الراحل عبد الباسط الساروت، مؤكدًا أنها كانت لحظات مفعمة بالشهامة والرجولة.
وتناول الصالح تفاصيل الساعات الأخيرة للساروت، حيث قال:"كنا نعمل على حاجز تل ملح، وطلبت منه ألا يشارك في هذه المعركة، وأن يبقى معي في غرفة القيادة. كانت هذه الحواجز يحاول النظام السابق بكل الوسائل منع سقوطها. ورغم ذلك، أصرّ الساروت على المشاركة إلى جانب المقاتلين لرفع معنوياتهم".
اللحظات الأخيرة في حياة الساروت
وأضاف: "كان وجود الساروت بالفعل يدعم المعنويات، كان ينشد وهو يمشي، وينشد وهو يقاتل، ولم يتوقف عن بث الروح الحماسية في من حوله. وأكد لي أن المعركة مصيرية، وفضّل أن يبقى. وبعد جدال، دخل المعركة وكان يقودها. وبالفعل، تم تحرير الحاجز. وعند حلول المغرب، طلب العودة لترتيب الرباط، وإدخال الطعام للمقاتلين، وإعطائهم دفعة معنوية، لكن أثناء ذلك، أصابته قذيفة".
وأشار "الصالح" إلى أن الساروت كان في طريقه لإسعاف اثنين من المقاتلين أُصيبا بقذيفة، فبقي إلى جانبهم، ثم تعرض هو لقذيفة أخرى. نُقل إلى خان شيخون ثم إلى إدلب، وبعدها إلى الدانا، حيث تبيّن أن حالته تتطلب نقله إلى تركيا، وهناك استشهد في أحد مستشفياتها.
ردود الأفعال
تفاعل المتابعون مع الفيديو، وأعربوا عن محبتهم العميقة للساروت. وكتب أحدهم: "رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه الفردوس الأعلى، وتقبله الله في الشهداء. كان محباً لوطنه. أنا مصري، لكني كنت أحبه في الله، رحمه الله وجميع شهداء سوريا".
وكتب آخر:"الله يتقبله ويجعل مأواه الجنة. بطل الثورة وحارسها، ضحّى بنفسه لنحيا بحرية. رحل وترك خلفه تاريخًا نفاخر به. سيبقى في قلوبنا، ولن ننسى صوته وأناشيده التي ستظل معنا، وسيبقى شوكة في حلق كل من كرهه وظلمه، والله سيحاسبهم".
وأضاف ثالث:"عاش بطلًا ومات بطلًا. الله يرحمه، وسيظل شوكة في حلق الفلول والمفبركين. في جنات الخلد يا ساروت".
منشد الثورة عبد الباسط الساروت
عبد الباسط الساروت، اسمٌ تجاوز حدود الوطن السوري، وعُرف في شتى أنحاء العالم. صدح صوته في المظاهرات السلمية منذ بدايات الثورة، ولا تزال أهازيجه وأناشيده وعباراته تتردد في الساحات والمحافل الثورية. خلّدها بصوته وإحساسه الثوري، لتبقى شاهداً على نضاله في وجه النظام وحلفائه.
"ثورة الياسمين" خسرت آلاف الرموز الثورية على طريق الحرية الطويل. كان القادة الكبار والنشطاء الأحرار روادًا في درب الشهداء، ثاروا وناضلوا في وجه الظلم والاستبداد الذي مارسه الأسد ونظامه الإجرامي. وستظل أسماء هؤلاء الرموز منارةً لجيل الثورة الصاعد، يستمد منها عزيمته وإصراره على الثبات والصمود، مستلهمًا سير الأبطال والشهداء الأبرار.
يبقى عبد الباسط الساروت رمزاً حيّاً في ذاكرة السوريين، لا يمحوه الغياب ولا تنساه الأجيال. لم يكن مجرد منشد للثورة، بل كان روحها النابضة وصوتها الصادق، قاتل حتى الرمق الأخير مؤمناً بعدالة قضيته. وفي ذكراه، يتجدد العهد بأن تستمر الثورة حتى تحقيق أهدافها، وأن تظل تضحيات الأحرار منارات تُنير درب الساعين نحو الحرية والكرامة.
تسبب نظام الأسد في تدمير واسع للمدارس، خاصة في القرى والمدن التي عُرفت بمعارضتها له، حيث استُهدفت بالقصف، وتعرضت بعد نزوح سكانها لعمليات "تعفيش" من قبل قواته، كما تم تحويل عدد منها إلى مقرات عسكرية، قبل أن يُقدم على تدميرها قبيل انسحابه منها. وعندما عاد الأهالي من بلاد النزوح، تفاجأوا بالحال المتردي الذي آلت إليه تلك المدارس، والتي باتت خارجة عن الخدمة، وغير صالحة لمتابعة العملية التعليمية.
الخوف من العودة بسبب غياب التعليم
هذا الواقع دفع كثيراً من الأهالي، الذين طال غيابهم عن قراهم لسنوات، إلى التردد في العودة، لا سيما أولئك الذين لديهم أطفال في سن الدراسة، خوفًا من أن تُعيق العودة مستقبل أبنائهم التعليمي. لكن في المقابل، برزت مبادرات مجتمعية لأشخاص تكاتفوا معاً، وسعوا إلى إيجاد حلول واقعية للعقبات التي تعترض عودتهم، كان في مقدمتها إعادة تأهيل المدارس، خاصة في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي.
التعليم أولاً: أولوية لا تقل عن إعادة الإعمار
ويؤمن معظم النازحين السوريين بأن إعادة الإعمار تبدأ من مقاعد الدراسة، وأن التعليم لا يقل أهمية عن إزالة آثار الحرب أو إعادة بناء المنازل والبنى التحتية، بل هو أساس الاستقرار وأول شروط استعادة الحياة الطبيعية. لذلك، جاء الاهتمام بإصلاح المدارس في طليعة أولويات العائدين، الذين ربطوا بين استقرار العملية التعليمية واستقرارهم الاجتماعي والاقتصادي.
مبادرات شبابية: جهود تطوعية تنهض بالتعليم
في هذا الإطار، أطلق شبان من أبناء القرى مبادرات تطوعية بجهود محلية، حيث جُمعت التبرعات الفردية، وخصص جزء منها لإعادة تأهيل المدارس المتضررة. وشارك في هذه الجهود مدنيون، من بينهم معلمون سابقون ومتطوعون من الشباب، عملوا على إزالة الركام وتنظيف المباني وترميم ما يمكن ترميمه باستخدام أدوات بسيطة وإمكانيات شخصية محدودة.
جهود محلية تثمر: من الركام إلى مقاعد الدراسة
وتفاوت حجم الدمار من مدرسة إلى أخرى، بحسب ما شهدته المنطقة من معارك وقصف، فبعض المدارس كانت بحالة مقبولة، وتم تنظيفها فور وصول الأهالي، بينما سعى السكان إلى تأمين المقاعد واللوازم الأساسية بجهودهم الخاصة، كما حدث في مدرسة سفوهن وغيرها من المدارس التي عادت للعمل بفضل المبادرات المحلية.
دور المؤسسات بعد سقوط النظام
ويُذكر أن أعمال إعادة التأهيل بدأت فعليًا بعد سقوط النظام في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، إذ بدأ النازحون في تجهيز أنفسهم للعودة إلى مناطقهم. وفي ريفي إدلب الشرقي والجنوبي، شرعت مديرية الأبنية المدرسية، بالتعاون مع منظمات من المجتمع المدني، في أعمال الترميم مطلع شهر آذار، وشملت مدارس ثانوية وإعدادية في معرشورين، منها ثانوية معرشورين، إعدادية معرشورين، وإعدادية عبد الكريم السرجاوي، إضافة إلى مؤسسات تعليمية أخرى في المنطقة.
مؤشرات أمل: 70 مدرسة أعيد تأهيلها حتى نيسان
وفي بيان رسمي صدر في 21 نيسان/أبريل الماضي، أعلنت وزارة التربية السورية أنها أعادت تأهيل نحو 70 مدرسة منذ سقوط النظام وحتى ذلك التاريخ، وذلك ضمن جهود مستمرة تقودها مديرية الأبنية المدرسية منذ تحرير البلاد.
التعليم هو البداية الحقيقية لإعادة بناء سوريا
رغم كل ما خلفته سنوات الحرب من دمار وانقطاع، أصرّ السوريون العائدون إلى قراهم على أن تكون المدارس أولى محطات الإحياء، وأكدوا من خلال مبادراتهم ومساهماتهم الذاتية أن التعليم ليس ترفاً يمكن تأجيله، بل ضرورة لا تستقيم بدونها الحياة. وبين أنقاض الأبنية المهدّمة، ووسط الإمكانيات الشحيحة، تولد اليوم بيئة تعليمية جديدة، والتي ستكون مميزة بعيدة عن الأسد وشعاراته وتدخلاته.
شارك 25 متطوعًا من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في تدريب "إعداد مدربين المستجيب الأول"، الذي استمر على مدار 6 أيام في مدينة دمشق، وذلك في خطوة هامة لتعزيز جاهزية الفرق في الاستجابة للطوارئ والكوارث وتبادل الخبرات.
وتركز البرنامج التدريبي، الذي نظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع الهلال الأحمر السعودي ومنظمة الأمين، على تنمية المهارات النظرية والعملية من خلال 4 أيام مكثفة من المحاضرات والتمارين الميدانية، تلتها ورشتا عمل تفاعليتان لمدة يومين لتطوير مهارات الإلقاء والتدريب ونقل المعرفة، بمشاركة عدد من طلاب التخصصات الطبية.
ويعتبر تدريب "إعداد مدربين المستجيب الأول" خطوة هامة في تعزيز تبادل الخبرات وزيادة جاهزية الفرق للاستجابة الفعالة للكوارث، حيث يسهم في تعزيز القدرة على إنقاذ الأرواح ويؤهل المدربين للقيام بدور أساسي في تدريب فرق إضافية وتوسيع نطاق التأهب المجتمعي.
قطر تمد يد العون للخوذ البيضاء: دعم لوجستي وتدريب نوعي لتعزيز قدرات الاستجابة في سوريا
تسلّم وفد من منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) حزمة من المساعدات اللوجستية المتقدمة، مقدّمة من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي "لخويا"، وذلك في مقر "لخويا" بمنطقة الدحيل في العاصمة القطرية الدوحة.
تمت مراسم التسليم يوم الثلاثاء 29 نيسان/أبريل، بحضور وزير الطوارئ والكوارث في الجمهورية العربية السورية، السيد رائد الصالح، ومساعد قائد "لخويا" للعمليات الأمنية العميد الركن نواف ماجد العلي، إلى جانب القائم بالأعمال في السفارة السورية بالدوحة الدكتور بلال تركية، ورئيس منظمة الدفاع المدني السوري السيد منير مصطفى.
وشملت المساعدات اللوجستية تسليم مجموعة متكاملة من المعدات والآليات المتخصصة، ضمّت سيارات إطفاء بمواصفات مختلفة، وخزانات مياه متنقلة، ومركبات إنقاذ للمناطق المرتفعة، إلى جانب مضخات مياه، وآليات لنقل الأفراد. كما اشتملت الحزمة على معدات متطورة تُستخدم في عمليات الإنقاذ والإجلاء ونقل المصابين، إضافة إلى أدوات خاصة بالقص والتثبيت، تُستخدم أثناء عمليات البحث والإنقاذ في المواقع المنهارة.
وتندرج هذه المساعدات ضمن اتفاقية الشراكة الموقعة بين منظمة الدفاع المدني السوري ومجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية في 20 كانون الثاني/يناير 2025، والتي تهدف إلى تطوير قدرات فرق الدفاع المدني السوري من حيث التجهيز والتدريب والتأهيل، وتعزيز استعداداتها للتعامل مع الكوارث في مختلف البيئات، بما في ذلك تأسيس فرق إنقاذ واستجابة دولية عالية الكفاءة.
وفي إطار هذه الاتفاقية، أشرفت مجموعة "لخويا" على تنفيذ برنامج تدريبي مكثف خُصص للدفعة الأولى من مدربي الدفاع المدني السوري، امتدّ على مدى شهر كامل، وانتهى في 19 آذار/مارس 2025. ركّز البرنامج على تنمية مهارات المشاركين في مجال البحث والإنقاذ العمراني ضمن بيئات عالية التعقيد، بما ينسجم مع توسّع نطاق عمل المنظمة، وضرورة تكيّفها مع المتغيرات الميدانية والتحديات المتجددة في المناطق المتأثرة بالكوارث.
ويمثّل هذا التعاون خطوة مهمة في دعم جهود الخوذ البيضاء، وترسيخ الشراكة بين المؤسسات السورية والقطرية، في سبيل بناء قدرات فعّالة لمواجهة الكوارث، وتعزيز الاستجابة الإنسانية في سوريا.
أدانت دولة قطر، بأشد العبارات، الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الجمعة، معتبرة أن هذا الاستهداف يشكل عدوانًا سافرًا على سيادة الجمهورية العربية السورية وانتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.
وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الخارجية القطرية أن تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان واستمرار “حربها الوحشية” على غزة، من شأنه تعميق دائرة العنف والاضطرابات في المنطقة. ودعت الدوحة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال لقرارات الشرعية الدولية.
وشدد البيان على أن قطر تجدّد دعمها الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، مؤكدة تضامنها مع الشعب السوري الشقيق في مساعيه نحو الأمن والاستقرار.
وكانت إسرائيل قد شنّت فجر الجمعة غارة جوية على هدف قرب القصر الرئاسي في دمشق، بحسب ما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية نقلًا عن بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وصف الضربة بأنها “تحذيرية” ومرتبطة بموقف إسرائيل من الأحداث الجارية جنوبي سوريا. وأكد نتنياهو مجددًا التزام حكومته بحماية ما وصفها بـ”الأقلية الدرزية”، في إشارة إلى التوترات التي تشهدها مناطق الطائفة الدرزية جنوب سوريا.
ولم تصدر أي تصريحات رسمية من دمشق حتى اللحظة عن نتائج الضربة، فيما ذكرت مصادر إسرائيلية أن العملية حملت رسالة تحذيرية مباشرة للنظام السوري في ظل تصاعد التوتر في الجنوب السوري.
تأتي الغارة الإسرائيلية الجديدة بعد أيام قليلة من قصف جوي مزدوج على منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، بينهم أبناء من الطائفة الدرزية، وذلك بالتزامن مع اشتباكات دامية شهدتها مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا بين قوات الأمن السوري ومجموعات مسلحة محلية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد لوّح مؤخراً بإمكانية تدخل عسكري مباشر في سوريا بحجة “حماية الدروز”، في حين اعتبر وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر أن المجتمع الدولي مطالب بـ”توفير الحماية للطائفة الدرزية” في سوريا.
في سياق موازٍ، أصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتنسيق مع المرجعيات الدينية والاجتماعية، بيانًا أكدت فيه تمسك الطائفة بوحدة الدولة السورية ورفضها القاطع لأي مشاريع انفصالية أو أجندات تقسيم. ودعت إلى تعزيز مؤسسات الدولة وتثبيت سيادة القانون، مؤكدة أن الطائفة ستظل جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي وسط تحليلات تعتبر أن تل أبيب تحاول استغلال الوضع الداخلي المتوتر جنوب سوريا، في وقت تتزايد فيه التحديات أمام الإدارة السورية الجديدة لإحكام سيطرتها وإعادة فرض القانون في عموم المناطق السورية.