أطلقت محافظة إدلب، بالتعاون مع وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، حملة موسعة لإزالة الركام من المناطق التي تضررت بفعل الدمار، وذلك في أعقاب اجتماع رسمي جمع محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، بوزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح، في مبنى المحافظة، بحضور مديري مناطق إدلب، ومعرة النعمان، وخان شيخون.
وخلص الاجتماع إلى قرارات عدة، أبرزها زيادة عدد الآليات والمعدات الثقيلة لتسريع أعمال الإزالة، وتسهيل عودة السكان إلى منازلهم، بالإضافة إلى توسيع نطاق عمليات إزالة الألغام ومخلفات الحرب، عبر دعم الفرق الهندسية المختصة، بما يعزز من فرص الاستقرار ويضمن بيئة آمنة في تلك المناطق.
جولة ميدانية لتقييم الأضرار
ضمن متابعة ميدانية مباشرة، نفذ المحافظ ووزير الطوارئ جولة شملت بلدات وقرى في سراقب ومعرة النعمان وريفها الشرقي، بحضور مديري المناطق المعنية. واطّلع الوفد على حجم الأضرار والركام المتبقي من سنوات القصف، في إطار خطة إعادة تأهيل البنى التحتية واستعادة الخدمات الأساسية.
وخلال الجولة، التقى الوفد بعدد من الأهالي واستمع إلى احتياجاتهم اليومية، حيث تم التأكيد على تكثيف الجهود خلال المرحلة المقبلة لإزالة الأنقاض، وتحقيق عودة آمنة وكريمة للسكان إلى مناطقهم.
كما ناقشت الزيارة مجمل واقع الخدمات التي توفرها الوزارة في محافظة إدلب، وسبل تعزيزها بما يسهم في تحسين الوضع المعيشي، إضافة إلى إنشاء مراكز طوارئ ودعم برامج تأمين المناطق الملوثة بالألغام، لتسهيل عودة النازحين من المخيمات.
تحديات العودة بعد سقوط النظام
تجدر الإشارة إلى أن آلاف المدنيين عادوا إلى مناطقهم في ريف إدلب الجنوبي والشرقي بعد سقوط نظام الأسد المخلوع، غير أن نسبة كبيرة من السكان لا تزال غير قادرة على العودة بسبب الدمار الواسع الذي لحق بمنازلهم جراء القصف المتواصل من قبل النظام السابق وحلفائه خلال السنوات الماضية.
أعلنت مصادر متطابقة في دمشق، عن الإعداد لإطلاق هوية بصرية جديدة يجري العمل عليها للجمهورية العربية السورية، في خطوة لتغيير وإجراء تعديلات على الشعار الرسمي الحالي القائم على شكل "العقاب"، المعتمد منذ عقود، لا سيما في عهد نظام الأسد البائد.
ويحمل الشعار الرسمي المعتمد للجمهورية، وفق القانون رقم 37 الصادر في 21 حزيران/يونيو 1980، عقاباً ذهبي اللون يحتضن في صدره ترساً عربياً منقوشاً عليه العلم الرسمي، بينما يمسك بمخالبه شريطاً كُتب عليه بالخط الكوفي "الجمهورية العربية السورية"، وتحيط به سنبلتا قمح ترمزان إلى الزراعة والخصوبة.
ورغم أن النسخة القانونية من الشعار تظهر العقاب باللون الذهبي، فإن رئاسة الجمهورية اعتمدت منذ سنوات نسخة معدّلة بدرجة حديدية اللون في أغلب المواد البصرية والرسمية.
ويُستخدم الشعار حالياً على العملة الوطنية، والوثائق الرسمية، وصفوف المدارس، وجوازات السفر، وبطاقات الهوية، كما يظهر في ترويسات الوزارات ومجلس الشعب، وهوية الدولة البصرية.
وفي سياق الحديث عن رمزية العقاب، فقد اختير لما يتميز به من سمات؛ أبرزها الشجاعة والأنفة، ورفضه أكل الجيف، خلافاً للنسر، وميّز العرب بين العقاب والنسر برسم الأول بجناحين مفرودين، بينما يُصوَّر النسر بجناحين مضمومين، كما أن النسر يفتقر إلى الريش حول رقبته، ما شكّل أساساً علمياً للتمييز بين الرمزين.
ويُشار إلى أن اللَبس بين "النسر" و"العقاب" في الأوساط الشعبية بدأ بعد الوحدة السورية - المصرية عام 1958، حين اعتُمد "نسر صلاح الدين" شعاراً للجمهورية العربية المتحدة.
وبعد الانفصال، عادت سوريا إلى استخدام شعار "العقاب" الذي يعود إلى التصميم الأول لسنة 1945، والذي أنجزه الفنان خالد العسلي، مستلهماً إياه من الرايات التاريخية لقريش وجيوش خالد بن الوليد عند دخول دمشق، وترمز سنبلتا القمح إلى الطبيعة الزراعية لسوريا، وإلى أهمية المحاصيل في حياة السكان.
ويرى مراقبون أن استخدام شعار العقاب في ظل حكم النظام البائد كان انعكاساً لرغبة في ترسيخ مفهوم الدولة المركزية، والتأكيد على وحدة البلاد وسيادتها ضمن هوية بصرية تحمل دلالات تاريخية وقومية.
شهدت العاصمة الفرنسية باريس، أمس، انعقاد المؤتمر الأول للأمانة العامة لرابطة الجالية السورية في فرنسا، بمشاركة نحو 250 من أبناء الجالية المقيمين في مختلف المدن الفرنسية، من أصحاب التخصصات المهنية والثقافية المتنوعة، إلى جانب حضور شخصيات قانونية وحقوقية بارزة.
ويهدف المؤتمر إلى استعراض رؤية الرابطة وأهدافها العامة، ووضع آليات تنظيمية لعملها، إضافة إلى إجراء انتخابات لاختيار أعضاء مجلس إدارتها، بما يضمن تمثيلاً ديمقراطياً منظماً للجالية السورية على مستوى فرنسا.
ووفق ما أكده المحامي قاسم مرعي، رئيس لجنة الانتخابات، فقد جرت العملية الانتخابية وسط أجواء اتسمت بالشفافية والمشاركة الواسعة، واصفاً التجربة بأنها "استثنائية".
وأوضح أن مشاركة فريق من الحقوقيين القادمين من بلجيكا جاءت تأكيداً على الالتزام بنزاهة الانتخابات وترسيخ مبدأ التمثيل الديمقراطي داخل الجالية، ولفت إلى أن روح التفاهم والود بين المشاركين تعكس الحاجة الملحة لتأسيس كيان موحد يُعنى بشؤون السوريين في فرنسا، ويعزز الروابط فيما بينهم.
واختُتم المؤتمر باختيار أعضاء مجلس الإدارة من مدن فرنسية متعددة، على أن تُستكمل المرحلة التالية بانتخاب رئيس المجلس ونائبه، تمهيداً لتشكيل الهيكل القيادي الكامل للرابطة.
كشفت وزارة الخارجية الأبخازية، عن تفاصيل زيارة رسمية أجراها وزير خارجيتها، أوليغ بارتيتس، إلى العاصمة السورية دمشق، التقى خلالها بوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وبحث معه سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق السياسي والاقتصادي بين البلدين، علماً أن الخارجية السورية لم تعلن عن اللقاء إعلامياً.
اللقاء، الذي جرى في قصر تشرين، شدّد فيه الجانبان على "عمق الروابط التاريخية" التي تجمع الشعبين، وناقشا آفاق التعاون في عدد من المجالات، خصوصاً البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية. وأكد بارتيتس على أهمية الاستفادة من الموانئ السورية لتعزيز حركة التبادل التجاري، واصفاً ذلك بأنه "فرصة لتأسيس بيئة أعمال واعدة".
كما ناقش الوزيران التحضيرات الخاصة بمشاركة أبخازيا في الدورة الـ62 لمعرض دمشق الدولي، المقررة في الفترة بين 27 آب و5 أيلول المقبل، فيما وجّه الوزير الأبخازي دعوة رسمية إلى نظيره السوري لزيارة العاصمة سوخومي، إضافة إلى دعوة موجهة للرئيس السوري، أحمد الشرع.
في سياق الزيارة، التقى بارتيتس بعدد من أبناء الجاليات الأبخازية والشركسية والأديغية المقيمين في سوريا، حيث أكد أن بلاده تسعى لتسهيل زيارات الشتات، وتطوير برامج تعليمية وثقافية لإعادة ربطهم بجذورهم القومية.
وكانت صعّدت جورجيا من تحركاتها الدبلوماسية للضغط على سوريا للتراجع عن اعترافها باستقلال أبخازيا وتسخينفالي (أوسيتيا الجنوبية)، وخلال زيارة إلى أنقرة، دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الجورجي، نيكولوز سامخارادزه، الحكومة التركية إلى لعب دور الوسيط مع دمشق لإلغاء الاعتراف الذي صدر عام 2018، ملوحاً باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في حال استجابة الأخيرة لهذا المطلب.
فيما جدّد وزير الخارجية الأبخازي موقف بلاده الرافض للضغوط الغربية، مؤكداً –في تصريحات نقلتها وكالة "تاس" الروسية– أن أبخازيا متمسكة بتعزيز علاقاتها مع سوريا، وتوسيع انفتاحها على الدول التي "تحترم سيادتها واستقلالها".
وتجدر الإشارة إلى أن اعتراف دمشق باستقلال الإقليمين الانفصاليين كان قد أثار احتجاجاً واسعاً من جورجيا، التي تعتبر أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتتهم روسيا بدعم حركات الانفصال فيهما منذ تسعينيات القرن الماضي. وقد حافظت موسكو على وجود عسكري في الإقليمين رغم المواقف الدولية التي تعتبر الاعتراف باستقلالهما انتهاكاً للقانون الدولي.
أعلنت وزارة الاتصالات والتقانة في الحكومة السورية، عن إطلاق الاستمارة الرسمية لتسجيل بيانات الشركات الناشئة العاملة في السوق السورية، في خطوة تستهدف تنظيم هذا القطاع المتنامي وتطوير أدوات التواصل المباشر بين الجهات الحكومية ورواد الأعمال.
ودعت الوزارة جميع الشركات الناشئة التي تملك عمليات تشغيلية فعلية على الأرض السورية إلى تعبئة هذه الاستمارة عبر المنصة الإلكترونية الرسمية المعلنة، مؤكدة أن هذه المبادرة تشكّل مدخلًا ضروريًا لفهم واقع الريادة المحلية وبناء سياسات دعم مبنية على معطيات دقيقة وموثوقة.
ووفقًا لمراقبون تعد هذه الخطوة الأولى من نوعها على المستوى الوطني، وتهدف إلى جمع بيانات تفصيلية عن المشاريع الناشئة، من حيث نوع النشاط والمجال التقني والفريق التشغيلي والنطاق الجغرافي ووتعوّل الوزارة على الاستمارة كأداة أولية لتأسيس قاعدة بيانات وطنية قادرة على رصد ديناميكية القطاع الريادي وتحديد أولويات الدعم والتطوير.
وتأتي هذه المبادرة وسط تحديات واضحة تواجه البيئة الريادية في سوريا، بما في ذلك صعوبات التمويل، وغياب الحواضن المتخصصة، وضعف التشريعات الداعمة، في ظل واقع اقتصادي ضاغط وبنية تحتية رقمية لا تزال في طور التعافي. ومع ذلك، برزت خلال السنوات الماضية تجارب ريادية استطاعت أن تفرض حضورها في مجالات البرمجة والتصميم والخدمات الرقمية، ما يعكس الحاجة لوجود إطار رسمي يرعى هذه الطاقات ويوجهها ضمن مسارات تنموية مستدامة.
ويرى متابعون أن الخطوة التي اتخذتها وزارة الاتصالات تمثل تحولًا في آلية التعامل الحكومي مع ملف الشركات الناشئة، حيث تشير إلى نية واضحة في إشراك الفاعلين الاقتصاديين الجدد ضمن عملية صنع القرار ووضع السياسات، بدلًا من التعامل معهم كظاهرة عابرة أو طرف خارجي. كما قد تشكل هذه الاستمارة أرضية لإطلاق برامج دعم مالي أو تدريبي، وتحفيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، شرط أن تقترن المتابعة بوضوح الرؤية وشفافية التنفيذ.
هذا وتبقى خطوة وزارة الاتصالات مفتوحة على احتمالات متعددة، فنجاحها لا يتوقف فقط على مدى تجاوب الشركات الناشئة مع الدعوة للتسجيل، بل يعتمد أيضًا على ما ستنتجه هذه البيانات من قرارات، وعلى وجود إرادة حقيقية لتهيئة بيئة رقمية مرنة وآمنة تستوعب طموحات الشباب السوري، وتعيد الثقة في إمكانية تحقيق مشروع ريادي من داخل سوريا لا من خارجها.
وأعلنت وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات في الحكومة السورية، يوم الثلاثاء 24 حزيران/ يونيو، عن إطلاق تحالف "حاضنات ومسرّعات الأعمال السورية" (SAIA)، كأول شبكة وطنية تسعى إلى توحيد جهود دعم الشركات الناشئة والرياديين في جميع المحافظات السورية.
ووفقًا للمعلومات الرسمية يهدف التحالف إلى خلق بيئة تشاركية تجمع بين الحاضنات، ومسرعات الأعمال، والجهات الداعمة لريادة الأعمال، ضمن إطار مؤسسي يعزز التنسيق ويوحد الموارد والجهود، وجاء التحالف الجديد استجابة لحاجة متزايدة لتكامل العمل بين مختلف الفاعلين في البيئة الريادية، بما يعزز جودة الخدمات المقدّمة لرواد الأعمال، ويضمن انسجامها مع أولويات التنمية الاقتصادية الوطنية.
ويتضمن مسار التحالف تأسيس إطار حوكمي واضح، وتطوير معايير عضوية، وتوسيع الشراكات المحلية والدولية، إضافة إلى بناء آليات للتدريب والتعاون بين المؤسسات وستقود وزارة الاتصالات المرحلة التأسيسية للتحالف خلال عامه الأول، تمهيدًا للانتقال إلى نموذج تشاركي تتناوب فيه الجهات الأعضاء على قيادة التحالف.
وسيتم خلال هذا العام إعداد الميثاق التشغيلي، وتقييم القدرات التشغيلية، والتحضير لعقد القمة الوطنية الأولى التي ستشكّل منصة لتقييم الإنجازات وإطلاق آلية التناوب القيادي.
من جانبه اعتبر وزير الاتصالات "عبد السلام هيكل"، أن هذا التحالف يشكّل خطوة في اتجاه استعادة روح التعاون والعمل الجماعي، مشددًا على أهمية تمكين الشباب، والثقة المتبادلة بين المؤسسات، ومراكمة النجاحات الفردية والجماعية من أجل نهضة البلاد.
وأكد التزام الوزارة بأن تكون شريكًا وداعمًا وممكنًا للحاضنات والمسرّعات، في سبيل بناء مستقبل أكثر ازدهارًا لسوريا، من جانبه، أشار مستشار الابتكار وريادة الأعمال في الوزارة، أحمد سفيان بيرم، إلى أن SAIA يمثّل فرصة حقيقية لتكامل العمل الريادي، من خلال تبادل المعرفة وتنسيق الأدوات، وتسهيل وصول رواد ورائدات الأعمال إلى الموارد اللازمة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية.
ويذكر أن التحالف المعلن حديثاً يضم في انطلاقته الأولى عددًا من الجهات الرائدة في العمل الريادي، بينها "أفكار بلس"، و"دلني – المنتدى السوري"، و"دجيت"، و"الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية"، وحاضنة "غرفة تجارة دمشق"، وحاضنة "نمو"، إلى جانب منظمتي "بنفسج" و"سند التنموية".
عبّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، عن أسفه لقرار الحكومة الألمانية تعليق مشاركتها مؤقتاً في برنامج إعادة التوطين التابع للمفوضية، محذراً في الوقت ذاته من دفع اللاجئين السوريين إلى العودة في الظروف الحالية داخل سوريا.
وفي تصريحات لصحيفة *فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ* نُشرت السبت 28 حزيران/يونيو، شدد غراندي على أن السوريين "تخلصوا من نظام الأسد، لكن الحكومة الجديدة تفتقر للخبرة، والوضع العام لا يزال هشاً".
وأضاف: "عاد مئات الآلاف من النازحين داخلياً، لكن نادراً ما يعود اللاجئون من أوروبا، لأن ظروف العيش في أوروبا أفضل. لا يجب أن نمارس ضغوطاً على اللاجئين للعودة، لأن ذلك قد يخلق مشكلات جديدة"، مشيراً إلى ضرورة دعم التحسينات داخل سوريا أولاً.
وكانت برلين قد أعلنت في نيسان/أبريل الماضي تعليق برنامج إعادة توطين اللاجئين الذين تحددهم الأمم المتحدة كفئات أكثر حاجة للحماية، وعلق غراندي على القرار بقوله: "الخطوة مقلقة"، وأضاف: "كان من الممكن لألمانيا أن تستقبل عدداً محدوداً من اللاجئين الذين لا يشعرون بالأمان في بلدانهم، لأسباب تتعلق مثلاً بميولهم الجنسية".
ويعتمد برنامج إعادة التوطين على ترشيحات من المفوضية السامية للدول المستضيفة، لقبول لاجئين في أوضاع استثنائية، لا يمكنهم البقاء في بلدانهم الأصلية، ويُعفى هؤلاء من تقديم طلب لجوء رسمي، ويُمنحون إقامة لمدة ثلاث سنوات.
وفي سياق حديثه عن الواقع داخل سوريا، أورد غراندي حالة سيدة من مدينة درعا تعاني من تبعات الحرب، موضحاً أنها عبّرت عن رغبتها بالعمل كطاهية لبناء مستقبلها، لكنها لا تحتاج سوى "ثلاجة"، وليس إلى مساعدات مالية، داعياً إلى إعادة النظر في شكل المساعدات الدولية، بحيث تُترجم إلى دعم تنموي واستثماري، وليس فقط إغاثة إنسانية.
كما انتقد غراندي موافقة البرلمان الألماني (البوندستاغ) يوم الجمعة 28 حزيران/يونيو، على مشروع قانون لتعليق لمّ شمل أسر المهاجرين الحاصلين على "الحماية الثانوية"، قائلاً إن "الاندماج بدون العائلة يصبح صعباً، لذلك يجب أن يكون هناك قدر من المرونة".
وتمنح "الحماية الثانوية" في ألمانيا لمن لا تنطبق عليهم معايير اللجوء الكامل، ولكنهم يواجهون مخاطر جدية على حياتهم في حال أُعيدوا إلى بلدانهم. ويبلغ عدد الحاصلين على هذا الوضع حالياً نحو 388 ألف شخص، وفق تقديرات رسمية.
أعلنت وزارة الأوقاف في مدينة حلب، اليوم، تغيير اسم جامع "الرئيس" الكائن في حي المشارقة، إلى "جامع شهداء المشارقة"، وذلك في خطوة رمزية لتخليد ذكرى ضحايا المجزرة التي ارتكبتها قوات نظام الأسد الأب في الحي ذاته، صبيحة عيد الفطر في 11 آب/أغسطس عام 1980.
ويأتي القرار بعد مرور 45 عاماً على المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 80 شخصاً من سكان الحي، حيث اقتحمت القوات التابعة للنظام آنذاك منازل المدنيين، واقتادت الرجال والشبان إلى منطقة قريبة من مقبرة هنانو، قبل أن تقوم بإعدامهم ميدانياً ودفنهم في مقبرة جماعية بين مقبرة السنابلة ومدرسة عبد الرحمن الغافقي.
ويُعد تغيير اسم الجامع خطوة ذات دلالة معنوية كبيرة، خاصة وأنه كان يحمل سابقاً اسم "الرئيس"، في إشارة إلى حافظ الأسد، الذي اتُهم بارتكاب المجزرة ضمن سلسلة انتهاكات وقمع ممنهج شهدته البلاد خلال حقبة حكمه.
وقال عدد من أهالي الضحايا إن هذه الخطوة تعني لهم الكثير، باعتبارها اعترافاً رمزياً بمظلوميتهم، وإحياءً لذكرى ذويهم الذين قتلوا بدم بارد دون محاكمة أو سبب.
وكان حي المشارقة قد شهد خلال سنوات الثورة عمليات توثيق وشهادات حيّة حول المجزرة، بعد أن ظلت لعقود تحت التعتيم الإعلامي والتجاهل الرسمي من قبل النظام.
ويُذكر أن مجزرة المشارقة تُعد من أبرز الجرائم التي ارتُكبت في مدينة حلب قبيل أحداث الثمانينيات الدامية، والتي طالت عدداً من المدن السورية في إطار سياسات القمع التي انتهجها النظام آنذاك ضد المدنيين والمعارضين.
أفادت صحيفة *ذا صن* البريطانية بأن طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني نفّذت ضربة جوية استهدفت عنصراً في تنظيم الدولة "داعش"، كان يستقل دراجة نارية في مدينة سرمدا بريف إدلب، وذلك عقب عملية مراقبة دقيقة في شمال غربي سوريا.
وبحسب الصحيفة، فإن الطائرة، وهي من طراز "ريبر" وتُقدّر قيمتها بـ24 مليون جنيه إسترليني، أطلقت صاروخاً من نوع "هيلفاير" أصاب الدراجة بشكل مباشر، ما أدى إلى مقتل العنصر على الفور.
وزعمت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان رسمي، إن الطاقم المشغّل للطائرة تأكد من خلو المنطقة من المدنيين قبل تنفيذ العملية، مشيرة إلى أن الضربة تمّت بدقة عالية ولم تسفر عن أضرار جانبية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية أن تنفيذ الهجوم جاء في توقيت محسوب، بعد التأكد من خلو الموقع من المارة وحركة المركبات، بما يضمن تفادي وقوع إصابات غير مستهدفة.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة، فإن العنصر كان موضوع متابعة ورصد منذ فترة، إلى أن تم استهدافه في الضربة التي وقعت بتاريخ 10 حزيران/يونيو 2025.
وفي اليوم نفسه، أفاد الدفاع المدني السوري بمقتل شخص جراء غارة من طائرة مسيّرة مجهولة استهدفت دراجة نارية على الطريق الواصل بين سرمدا وقرية البردقلي بريف إدلب الشمالي.
وشهد نفس اليوم، وقوع هجومين منفصلين بطيران مسيّر ُرجح أنه تابع لقوات التحالف الدولي، أسفرا عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين.
الهجوم الأول، استهدف دراجة نارية قرب ملاهي الجوهرة على الطريق بين سرمدا والبردقلي، ما أسفر عن مقتل "هاني جمعة الحمود"، من أبناء بلدة باتبو بريف حلب، وإصابة شخص آخر مجهول الهوية. وتفيد المعلومات أن الحمود كان من كوادر تنظيم "داعش"، وقد ظهر سابقاً ضمن قوائم الضحايا في دير الزور.
أما الضربة الثانية، فوقعت الساعة 10:10 صباحاً قرب تقاطع "أبو حمود" على طريق أطمة–قاح، واستهدفت تجمعاً لعدد من السيارات بينها سيارة تاكسي، وبيكاب، وباص نقل داخلي، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة أربعة آخرين، جميعهم مجهولو الهوية.
وتُعد هذه العملية ثاني هجوم تنفّذه طائرة بريطانية ضد عناصر من التنظيم في سوريا خلال عام 2025، إذ نفّذت طائرة أخرى في شباط الماضي غارة مماثلة في محافظة حلب.
وتشارك بريطانيا في الحرب ضد "داعش" ضمن إطار عملية "العزم الصلب" منذ عام 2014، حيث نفّذت أكثر من 10 آلاف طلعة جوية، واستهدفت ما يزيد على 1400 هدف، مما يجعل مشاركتها واحدة من أوسع العمليات الجوية البريطانية خلال العقود الأخيرة، وفقاً للصحيفة.
وكان وزير الدفاع البريطاني السابق، بن والاس، قد أشار إلى أن طائرة مسيّرة أخرى نفّذت عملية تصفية في عام 2022 استهدفت عضواً في "داعش" متورطاً بتطوير أسلحة بيولوجية، وذلك بعد تعذر اعتقاله من قبل وحدة "SAS" بسبب قيود تتعلق باتفاقية حقوق الإنسان الأوروبية، والتي منعت تسليمه إلى النظام السوري السابق لاحتمال تعرضه للتعذيب.
نفت المخابرات الوطنية العراقية الأنباء التي تداولتها بعض المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن مقتل مواطن عراقي طعنًا بالسكاكين في منطقة السيدة زينب بالعاصمة السورية دمشق، مؤكدة أن الوفاة كانت طبيعية نتيجة جلطة قلبية.
وفي بيان رسمي صدر يوم السبت، أوضح الجهاز أنه "تنفيذًا لتوجيهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بمتابعة ما تم تداوله حول مقتل مواطن عراقي في السيدة زينب بدوافع طائفية، تم تشكيل فريق عمل بالتنسيق مع السفارة العراقية في سوريا للتحقق من صحة المعلومات".
وأضاف البيان، أن "التحقيق الميداني، ومقابلة شهود العيان، إضافة إلى الكشف الطبي على جثمان المتوفى، أظهرت أن الرجل من مواليد 1952 وكان يعاني من أمراض مزمنة، ولم يُعثر على أي آثار تشير إلى تعرّضه للاعتداء أو التعذيب".
ولفت أن الوفاة وقعت داخل منزله بتاريخ 27 حزيران/يونيو 2025، وأنه نُقل لاحقًا إلى مستشفى الصدر في المنطقة، حيث أكدت إدارة المستشفى أن سبب الوفاة يعود إلى جلطة قلبية.
ودعا الجهاز الوطني للمخابرات العراقي وسائل الإعلام ومستخدمي منصات التواصل إلى "توخي الدقة في نقل الأخبار، والاعتماد على المصادر الرسمية، حرصًا على السلم المجتمعي"، مشددًا على أن "حماية المواطنين العراقيين في الداخل والخارج تقع على رأس أولويات عمله".
وكانت بعض المنصات قد زعمت مقتل رجل عراقي مسن في السيدة زينب طعنًا بالسكاكين مساء الجمعة، قبل أن تنفي السلطات العراقية هذه الرواية.
تشهد مناطق مختلفة من سوريا ارتفاعاً متزايداً في حوادث السير، ما يؤدي إلى انعدام الأمان والسلامة أثناء التنقل، سواء سيراً على الأقدام أو باستخدام السيارات أو الدراجات النارية وغيرها من وسائل النقل.
وتتسبب هذه الحوادث بخسائر بشرية ومادية، رغم التحذيرات المتكررة التي تطلقها الجهات المعنية، بما في ذلك فرق الدفاع المدني، من مخاطر تجاهل قواعد المرور، وخصوصاً تجاوز السرعة المسموح بها.
وبحسب حميد قطيني، المسؤول الإعلامي في مؤسسة الدفاع المدني، فإن فرقهم استجابت لـ 1096 حادث سير في المناطق السورية، منذ بداية العام الحالي 2025 وحتى 8 حزيران/يونيو الجاري، وقد تسببت هذه الحوادث بوفاة 66 مدنياً، بينهم 3 أطفال و5 نساء، وإصابة 1017 مدنياً، بينهم 196 طفلاً و131 امرأة، بجروح منها ما هو بليغ.
وأشار قطيني إلى أن 57% من حوادث السير التي استجابت لها فرق الدفاع المدني السوري كانت حوادث سيارات، و29% دراجات نارية، و13% شاحنات. كما كانت 32% من الحوادث بسبب السرعة الزائدة، و12% نتيجة أعطال مفاجئة.
وفي حادث مروري وقع مؤخراً على طريق دمشق – حلب الدولي، قرب مفرق إيكاردا جنوبي حلب، يوم الجمعة 27 حزيران/يونيو الجاري، أُصيب 12 مدنياً بجروح متفاوتة. فرق الطوارئ في الدفاع المدني السوري أسعفت 4 مصابين، بينما أسعف مدنيون باقي المصابين، وتم نقلهم إلى مشفى حلب الجامعي.
وتتعدد أسباب وقوع الحوادث في سوريا، ومنها – بحسب حالات رُصِدت – السرعة الزائدة، لا سيما أن بعض الشباب يتباهون بالقيادة السريعة، خصوصاً راكبي الدراجات النارية، الذين يتسابقون فيما بينهم، بينما يتبع آخرون هذا الأسلوب لجذب انتباه الفتيات.
إضافة إلى ما سبق، تلعب عوامل أخرى دوراً في وقوع الحوادث، مثل عدم الالتزام بأولوية المرور، والتوقف المفاجئ، إلى جانب رداءة الطرق، والسلوكيات غير الآمنة كقيادة الأطفال للمركبات، أو إهمال فحص المكابح والإنارة، خاصة أثناء القيادة الليلية، فضلاً عن القيادة لمسافات طويلة دون إجراء فحص فني، بالإضافة إلى الازدحام المروري.
وقد أدت الحوادث المرورية في سوريا إلى خسائر مادية فادحة، تمثلت في تحطيم مركبات وآليات، كما تسببت في مقتل أشخاص وإصابة آخرين، ما عرّضهم لظروف صحية قاسية تطلبت منهم التوقف عن أعمالهم وتحمل تكاليف العلاج والمعاينات الطبية. وربما لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ قد يُسجن المتسبب في الحادث عند وفاة شخص، أو يُجبر على دفع الدية، وقد تقع خلافات حادة بين العائلات.
تقول جورية المحمد من إدلب: "توفي ابني بحادث سير، كان يقود دراجة نارية فاصطدم به "فان"، نقلوه إلى المشفى وهناك توفي بسبب إصابته، وكان شقيقه ينوي قتل سائق الفان لكننا هدّأناه". بينما تعرّض كريم، وهو نازح من ريف حماة، لحادث أثناء قيادته دراجته النارية، أدى إلى كسر في قدمه، واضطر لتركيب سيخ حديد فيها.
وفيما يتعلق بـ الحلول الممكنة للحدّ من حوادث السير، فتتمثل في توعية الأهالي وتقديم نصائح لهم، مثل تجنّب السرعة الزائدة أثناء القيادة، وعدم استخدام الهاتف المحمول، وتفادي الانشغال بالمأكولات والمشروبات، والحفاظ على مسافة أمان كافية بين المركبة وغيرها من المركبات.
وتبذل فرق الدفاع المدني جهوداً للحد من حوادث السير، تشمل حملات توعية مباشرة، وصيانة الطرق، وتنظيم وتخطيط المسارات، بالإضافة إلى إصلاح اللوحات الإرشادية، وذلك ضمن حدود الإمكانيات المتوفرة.
وفي ظل تزايد وتكرار حوادث السير في مناطق متفرقة من سوريا، تبقى الحاجة قائمة لتطبيق أكثر صرامة لقوانين المرور، وتحسين واقع الطرق والبنية التحتية، إلى جانب تعزيز حملات التوعية المرورية، تجنّباً للخسائر البشرية والمادية والمعنوية.
أدت الحرب في سوريا إلى تفشي ظاهرة الإدمان بين فئة كبيرة في المجتمع، خاصة مع تورط النظام البائد في إنشاء معامل لإنتاج المخدرات وتغاضيه عن تعاطيها بين المواطنين، وعلى الرغم من الحديث المتكرر في الإعلام عن مكافحة المخدرات، إلا أن التأثيرات العميقة لهذه الظاهرة على الأطفال غالباً ما تُهمل، إذ يعيشون في بيئة مدمنة تؤثر سلباً في مختلف جوانب حياتهم.
ويتميّز المدمن بتجاهله لمسؤولياته، وتركيزه الكامل على الحصول على المادة المخدرة، ولو على حساب أسرته، ولا يوجد وضع أكثر بؤساً من أن يكبر الطفل في ظل والدين أحدهما أو كلاهما مدمن. في هذا التقرير، نرصد أبرز الآثار السلبية التي يعاني منها أبناء المدمنين استناداً إلى مشاهدات ميدانية.
مشكلات نفسية
بحسب مختصين نفسيين، فإن الأطفال الذين ينشؤون في بيئات يغلب عليها الإدمان يعانون من أعراض مزمنة كالقلق وانعدام الأمان العاطفي، بسبب السلوك غير المستقر للأهل، ما يعرّضهم لخطر الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
وتتفاقم المأساة عندما يتحول الأب إلى مصدر عنف، خاصة إذا عجز عن شراء المخدرات، فيخرج عن وعيه ويمارس الضرب المبرح على أبنائه، ما يعرضهم لإصابات جسدية أو يضطرهم للقيام بأفعال خاطئة كالتسول أو السرقة من أجل تلبية احتياجاته.
الميول نحو الانحراف
على المستوى الاجتماعي والسلوكي، يواجه أطفال المدمنين صعوبات في بناء علاقات صحية مع الآخرين، وقد تنمو لديهم ميول منحرفة نتيجة البيئة غير المستقرة التي يعيشون فيها، وهو ما قد يدفعهم لاحقاً إلى ارتكاب جرائم أو حتى الإدمان بأنفسهم، مما يهدد مستقبلهم بالموت أو الانزلاق نحو المجهول.
إهمال صحي وتعليمي
انشغال الوالد المدمن بالمخدرات يؤدي إلى إهمال صحة أبنائه وتغذيتهم، ما يعرضهم لمخاطر سوء التغذية. كما أن غياب المتابعة الدراسية يؤدي إلى تراجع التحصيل العلمي، وقد يصل الأمر إلى التسرب المدرسي، ما يُهدد مستقبلهم التعليمي.
وللحد من تفاقم الظاهرة، تُعد التوعية المجتمعية خطوة أساسية، عبر رفع وعي الأسر بمخاطر الإدمان وآثاره على الأطفال، وتحطيم وصمة العار المرتبطة به، لتشجيع العائلات على طلب الدعم والمساعدة، وإشراك المجتمع في حماية الأطفال المتأثرين.
دور الحكومة في التدخل
تتطلب معالجة هذه المشكلة تدخل الجهات الحكومية، من خلال إطلاق برامج تأهيل للمدمنين، وربطهم بمراكز دعم متخصصة، وتوفير خدمات استشارية لأسرهم لمساعدتهم على تجاوز آثار الإدمان.
ويشير مختصو الدعم النفسي إلى أن الأطفال بحاجة إلى جلسات علاج منتظمة تساعدهم على تخطي مشاعر الخوف والقلق، إلى جانب إنشاء مجموعات دعم لتبادل التجارب، وتوفير أنشطة ترفيهية وتعليمية تستعيد الطفولة وتحسن الصحة النفسية.
كما أن حماية الطفل من الإهمال والعنف تتطلب خلق بيئة آمنة ضمن الأسرة أو في مراكز رعاية مؤقتة، إلى جانب تدريب الأهالي على التعرف إلى مؤشرات الإهمال والتعامل معها، ما يستدعي تدخلاً من مؤسسات حماية الطفل لضمان الأمان القانوني والاجتماعي.
نداء استغاثة
يلعب الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي دوراً محورياً في مواجهة الإدمان، لما لها من قدرة على الوصول إلى شرائح واسعة من الأهالي. ويمكن من خلالها نشر تقارير توعوية عن آثار الإدمان، وعرض قصص واقعية لمن فقدوا حياتهم أو مستقبلهم بسببه، كما تتيح للأطفال إطلاق نداءات استغاثة لطلب الدعم عند تعرّضهم للخطر.
يُعد أطفال المدمنين من أكثر الفئات تضرراً من هذه الظاهرة، وإذا لم تُتخذ خطوات جدية لمعالجة أوضاعهم، فقد يدفعون ثمناً باهظاً من مستقبلهم وربما حياتهم.
أعلن وزير المالية السوري، السيد محمد يسر برنية، إدخال تنظيم جديد لخمسة اختصاصات مالية، في خطوة تهدف إلى تطوير المهن المرتبطة بالقطاع المالي، ورفع مستويات النزاهة والشفافية والكفاءة في المعاملات والإجراءات المالية داخل البلاد.
وأوضح الوزير، في تصريح لوكالة سانا، أن هذه الخطوة تأتي ضمن صلاحياته كرئيس لمجلس المحاسبة والتدقيق، حيث تم اقتراح تنظيم المهن التالية: "المقيم المالي، مستشار الضرائب، المدقق الداخلي، مدير المخاطر في المؤسسات المالية، والمحلل المالي"، مشيراً إلى أن أعضاء المجلس أبدوا دعمهم الكامل لهذا التوجه.
وأكد برنية أن مزاولة هذه المهن ستتطلب الحصول على ترخيص مسبق ضمن الأراضي السورية، استناداً إلى معايير مهنية دقيقة، وامتحانات تعتمد على المرجعيات والمعايير الدولية المعتمدة، بما يضمن تأهيل الكوادر بالمعرفة والمهارة اللازمتين.
وبيّن الوزير أن فريق عمل متخصصاً تم تشكيله من عدة جهات معنية، منها وزارة المالية، مصرف سوريا المركزي، هيئة الأوراق والأسواق المالية، هيئة الإشراف على التأمين، جمعية المحاسبين القانونيين، إلى جانب خبراء مستقلين، لوضع آلية تنفيذية شاملة لترخيص هذه المهن وتنظيمها بما يتماشى مع القوانين والأنظمة المعمول بها.
كما أشار برنية إلى أن العمل جارٍ على مراجعة نظام ترخيص المحاسبين القانونيين القائم حالياً، بما يشمل تحديث امتحانات الترخيص وتعزيز برامج التدريب المستمر للعاملين في هذا المجال.
وختم وزير المالية بالتأكيد على أهمية هذه الخطوة في دعم تطور المهن المالية في سوريا، وتحسين الرقابة المالية، وتعزيز أدوات إدارة المخاطر داخل المؤسسات المالية، بما يسهم في بناء قطاع مالي متين ومتطور.