
محافظا دمشق وريفها من عمّان: سوريا تتعافى وتتجه نحو قفزات تنموية خلال ثلاث سنوات
أكد محافظ دمشق، ماهر مروان، خلال مشاركته في لقاء مفتوح نظمته جمعية الأعمال السورية العالمية (سيبا الأردن) في العاصمة الأردنية عمّان، يوم أمس الأربعاء 2 تموز/يوليو، أن سوريا بدأت مرحلة تعافٍ سياسي واقتصادي واجتماعي، متوقعاً أن تشهد البلاد قفزات نوعية خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وقال مروان إن السوريين في الأردن “لم يكونوا يوماً في المهجر بل بين أهلهم وإخوانهم”، مشيداً بدور الأردن في احتضان السوريين على مدى عقود، لا سيما في فترة الحرب الأخيرة، التي وصفها بـ”المرحلة الأمنية الحديدية للنظام السابق”.
وأشار إلى أن “تحرير سوريا وإسقاط نظام الأسد باتا حقيقة واقعة”، مؤكداً أن البلاد اليوم تدخل مرحلة جديدة تتطلب تعاضد الجهود لإعادة البناء، خاصة في العاصمة دمشق وريفها، حيث يجري العمل على ملفات الرقمنة والبنية التحتية والتخطيط العمراني.
إعادة الإعمار وخطط تنظيمية والتعاون مع الاردن
وأوضح مروان أن إعادة الإعمار تحتاج إلى تدرج وتخطيط منظم، وليس بالإمكان تنفيذها خلال أشهر قليلة. وقال إن هناك شركات جاهزة للعمل، لكن الأمر يستدعي وجود مخطط تنظيمي جديد يراعي هوية المناطق وبيئتها. كما شدد على أهمية العدالة في تخصيص مشاريع الإسكان وعدم تفضيل منطقة على أخرى.
وكشف مروان عن وجود تعاون متزايد مع الأردن في ملفي التصدير والاستيراد، مع إجراءات جديدة ستُعلن قريباً، لافتاً إلى أن رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا ساهم في تحفيز الرغبة لدى المستثمرين للعودة إلى السوق السوري، وخاصة في قطاعي السياحة والطاقة.
وأشار إلى أن الفنادق في دمشق تُسجّل نسب إشغال مرتفعة خلال الفعاليات الاقتصادية، ما يعكس تحسناً في البيئة الاستثمارية. وأكد أن الحكومة السورية تتجه نحو الخصخصة في بعض القطاعات، مشيراً إلى عروض استثمارية جادة بدأت تصل إلى الحكومة خلافاً لما كان عليه الحال في السابق.
ريف دمشق.. مراكز خدمية وتنمية محلية
من جهته، قال محافظ ريف دمشق، محمد عامر الشيخ، إن سوريا تمر بمرحلة إعادة تأسيس هوية بصرية وتشريعية جديدة، تشمل إطلاق قانون استثمار شبه جاهز، وإقامة مراكز لخدمة المستثمرين، بالإضافة إلى العمل على مخططات تنظيمية تراعي ثقافة المجتمع المحلي.
وأضاف أن ريف دمشق سيشهد إنشاء مناطق تنموية جديدة، ودعا إلى دعم الجهود المحلية في إعادة تأهيل المدارس والمساجد والبنية التحتية، مشدداً على أن الشعب السوري داخل البلاد وخارجها مدعو للمساهمة في نهضة الوطن.
وشهد اللقاء تفاعلاً من رجال أعمال سوريين مقيمين في الأردن، حيث نُوقشت قضايا الاستثمار وآليات تملك الأراضي والصعوبات القانونية التي تواجه المشاريع الجديدة. وطالب المشاركون بتثبيت التشريعات الاقتصادية وتهيئة مناخ استثماري ملائم، مشيرين إلى أهمية الاستفادة من التجربة الأردنية في هذا المجال.
واختُتم اللقاء بكلمات شكر من المشاركين لدور الأردن في دعم الشعب السوري، حيث أشاد محمد الشاعر، عضو جمعية “سيبا الأردن”، بجهود المملكة في استقبال اللاجئين، مؤكداً أن سوريا اليوم “تفتح ذراعيها لكل أشقائها” مع دخولها مرحلة إعادة الإعمار.
يذكر أن جمعية الأعمال السورية العالمية (سيبا الأردن) تعمل على تمكين المستثمرين السوريين في الأردن وتعزيز شبكة علاقاتهم في بيئة الأعمال المحلية.