سقط ستة شهداء و7 جرحى إثر قصف لقوات الأسد والقوات الروسية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، استهدف المدنيين في المناطق المحررة شمال غربي سوريا.
وقال الدفاع المدني أو ما يعرف بـ "الخوذ البيضاء" إن شمال غربي سوريا شهد اليوم السبت هجمات إرهابية لقوات النظام وروسيا، ولقوات سوريا الديمقراطية، استهدفت المدنيين، وخلفت 6 قتلى بينهم طفلان وامرأتان، وأدت لإصابة 7 آخرين بينهم 3 أطفال، فيما قتل رجل وأصيبت زوجته بانفجار لمخلفات الحرب.
وأكد الدفاع المدني أن قوات النظام وروسيا ارتكبت مجزرة في بلدة معارة النعسان شمال شرقي إدلب باستهدف عائلة تجلس أمام منزلها بقذيفة هاون، ما أدى لمقتل 6 من أفراد العائلة (طفلان وامرأتان ورجلان) وأصيب طفلان بجروح متوسطة.
وتعتبر بلدة معارة النعسان من المناطق الخطرة كونها قريبة جداً من خطوط التماس مع قوات النظام وروسيا، وتعرضت البلدة لهجمات مكثفة من قبل قوات النظام وروسيا مطلع عام 2020 قبيل البدء بوقف إطلاق النار في 6 آذار من العام نفسه، وأدت تلك الهجمات لنزوح جمع سكانها عنها ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية، وعاد أغلب سكان البلدة بعد رحلة نزوح إلى المخيمات التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة.
وأضافت الخوذ البيضاء: بعد أقل من أربع ساعات من المجزرة في معارة النعسان، أصيب 5 مدنيين بينهم 4 من عائلة واحدة "رجل وزوجته واثنان من أبنائها أحدهما طفلة أصابتها خطرة" بهجوم مزدوج بصاروخين موجهين من قبل قوات سوريا الديمقراطية استهدفهم على ضفة نهر الفرات على أطراف مدينة جرابلس شرقي حلب.
وشددت "الخوذ البيضاء" على أن الهجمات المباشرة لقوات النظام وروسيا ليست السبب الوحيد لخطف أرواح المدنيين في شمال غربي سوريا، إذ قتل رجل وأصيبت زوجته بانفجار لغم من مخلفات الحرب في بلدة تفتناز، ليبقى خطر مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة كابوساً آخر يهدد حياة المدنيين.
وبشكل دائم تستهدف قوات النظام وروسيا والمليشيات الموالية لها البلدات والأحياء السكنية وترتكب المجازر بحق المدنيين لتبقي شمال غربي سوريا في حالة من اللا حرب واللاسلم، حيث استجاب الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي حتى يوم أمس الجمعة 11 شباط لأكثر من 84 هجوماً جوياً ومدفعياً أدت تلك الهجمات لمقتل 31 شخصاً، وإصابة 73 شخصاً آخر.
ونوه الدفاع إلى أن هذه الهجمات الإرهابية التي تستهدف المدنيين وتهدد استقرارهم في المنطقة هي سياسة ممنهجة تهدف لنشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية.
هذا وتتصاعد المخاوف من تكثيف قوات النظام وروسيا وحلفائهم هجماتهم على المدنيين في شمال غربي سوريا مستغلين الأوضاع الدولية الحالية ووجود بؤر صراع أخرى، ليستمروا في سياسة القتل والتهجير بدعم روسي كما كانوا طوال 11 عاماً، ويمارسوا طقوسهم الإرهابية التي خبرها السوريون و يأملون ألا تمارس في أي مكان آخر من العالم، وأن يضع المجتمع الدولي حد لهذه الهجمات الإرهابية القاتلة ويقف بوجه مرتكبيها ويحاسب جميع المجرمين.
توفي ظهر اليوم أحد أعضاء اللجنة المركزية في محافظة درعا "مصعب البردان" متأثرا بإصابته جراء عملية اغتيال طالته وأخرين في بلدة عتمان شمال درعا.
وقبل يومين في 10 شباط/فبراير قام مجهولون بإطلاق النار المباشر على مصعب البردان عضو اللجنة المركزية ما أدى لإصابته إصابة بالغة نقل على إثرها إلى المشفى، وتوفي ظهر اليوم متأثرا بإصابته.
وفي عملية الاغتيال التي تعرض لها مصعب البردان كان معه شخصان آخران، حيث قتل فيها الشاب "محمد قسيم البردان"، وأصيب الشاب "محمد فريد البردان" إصابة خفيفة، وهما عنصران ضمن مجموعة محلية يقودها القيادي السابق في فصائل الجيش الحر "محمود البردان" الملقب "أبو مرشد"، والذي انضم سابقا إلى فرع الأمن العسكري بعد انضمامه لإتفاقية التسوية 2018.
ويعتقد نشطاء أن عمليات الاغتيال التي تطال أعضاء اللجنة المركزية يقف وراءها النظام والمليشيات الايرانية في المقام الأول، معتبرين أن هذه اللجنة تقف حجرة عثرة أمام توغل إيران في المحافظة بشكل أساسي.
ويرى النشطاء أن إيران تعمل على التخلص من جميع القيادات والأشخاص الذين شاركوا بشكل أو بآخر بالثورة السورية سواء كان عسكريا أو سياسيا أو حتى إغاثيا، وحتى لو انضموا لتشكيلات تابعة للنظام فذلك لا يعني التغاضي عن ماضيهم، ولن يغفر لهم الاشتراك بالثورة.
والبردان ليس الأول في عمليات الإغتيال التي تطال أعضاء اللجنة، حيث قتل سابقا إياد بكر والشيخ أحمد البقيرات والشيخ محمود البنات، وتعرض العديد من الأعضاء لمحاولات اغتيال إما بعبوات ناسفة أو اطلاق نار مباشر في وضح النهار، ويبدو أن عمليات الاستهداف ستتواصل دون أي رادع.
وتجدر الاشارة أن عمل اللجنة المركزية هو التفاوض مع النظام وروسيا، حيث تفاوضت هذه اللجنة خلال الأحداث الأخيرة التي وقعت في محافظة درعا وخاصة درعا البلد والحصار الذي تعرضت له في سبتمبر من العام الماضي، ومنعت بموجبها اجتياحا واسعا للمنطقة.
وتتشكل اللجنة من وجهاء بارزين في محافظة درعا بينهم شيوخ دين وأيضا قيادات سابقة في فصائل الجيش الحر، حيث تعمل على التواصل مع الروس وضباط النظام السوري لحل أي إشكاليات تقع في المحافظة، إلا أن النظام على ما يبدو يريد التخلص منها.
قالت صفحات وحسابات لعدد من الموالين لنظام الأسد، اليوم السبت 12 شباط/ فبراير الجاري، إن الناشط المعروف بمواقفه الموالية للنظام "يونس سليمان"، وهو مدير مجموعة "مواطنون مع وقف التنفيذ"، تم اعتقاله لمرة جديدة.
ورجحت مصادر إعلامية موالية بأنّ الاعتقال جاء بسبب منشوراته الأخيرة التي انتقد فيها ملاحقة الإعلامي "كنان وقاف"، خلال البحث عنه وتنفيذ مداهمات في عدة منازل منها لصحفي يدعى "محمود إبراهيم" في محافظة طرطوس.
وسبق أن شن الناشط الموالي للنظام "يونس سليمان"، ومدير مجموعة "مواطنون مع وقف التنفيذ"، خلال منشور له هجوماً لاذعاً على واقع الحال بمناطق سيطرة النظام متوقعاً أن يتم اعتقاله بعد المنشور الأمر الذي تحقق في تموز الماضي.
وفي 8 شباط/ فبراير الجاري كتب الصحفي "محمود إبراهيم" منشورا عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، اليوم الثلاثاء قال فيه إن دورية من عناصر الأمن "مخابرات النظام"، داهمت فجر اليوم بحثاً عن زميله الصحفي "كنان وقاف"، في طرطوس.
وكان شن الناشط الموالي "بشار برهوم" هجوما عبر تسجيل مصور تعليقا على مداهمة منزل الصحفي الموالي للنظام في محافظة طرطوس "كنان وقاف"، وجاء فيه أن "وقاف" اعتقل حسب تعبيره لأنه يرفض موالاة الصغار، وجاء في حديثه على مداهمة منزله "ما شفناكم عالجولان عملتوا هيك"، وفق كلامه.
وقبل أيام نشر الصحفي الموالي لنظام الأسد "كنان وقاف"، تسجيلاً مصوراً قال خلاله إنه خارج منزله وتلقى عبر زوجته خبراً بأن مسلحين "في إشارة إلى مخابرات النظام"، يداهمون منزله في محافظة طرطوس، وجاء ذلك بعد انتقده استقبال رأس النظام الإرهابي بشار الأسد للممثلة الداعمة له "سلاف فواخرجي" وزوجها "وائل رمضان" في قصره بدمشق.
هذا وتزايدت حالات اعتقال وتوقيف إعلاميي النظام عند حديث أحدهم عن الشؤون المحلية بمختلف نواحيها وقضايا الفساد في مناطق النظام اكتشف عكس ذلك، وأن مهمته الوحيدة تقتصر على التشبيح للنظام فحسب، الأمر الذي يدأب عليه أبواق النظام بداعي الشهرة والمال.
ويذكر أن اعتقال "يونس سليمان"، تكرر لأكثر من مرة بسبب انتقاده لعدد من مسؤولي النظام بطرطوس، ومنها على خلفية منشور يحوي وثائق تثبت بأن التهم الموجهة إليه هي الإساءة لمحافظ طرطوس "صفوان أبو أسعد"، ومصادرة هاتفه بوصفه "أداة الجريمة" من قبل فرع الأمن الجنائي قبل أشهر.
أثار نظام الأسد عبر تصريحات عدد من المسؤولين الجدل حول مشروع تحت مسمى "إحياء نهر بردى" بدمشق، حيث زعم أن مجلس الوزراء خصص 14 مليار ليرة لإحياء النهر سابقاً، الأمر الذي أدى إلى حالة من الجدل المتصاعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيّما مع تجاهل واقع النهر من قبل النظام ومجلس المحافظة التابع له.
وقال "عادل العلبي"، محافظ النظام في دمشق إن تنفيذ المشروع قريب وبعد انتهاء الدراسة بشكل متكامل، وتحدث عن تقديم حكومة النظام مبلغ 14 مليار ليرة لإحياء نهر بردى، واعتبر أن "الرقم متغير مع متطلبات الدراسة والتنفيذ، منوها بالدعم الحكومي، لكن لا يمنع من مشاركة لبعض المنظمات التي تعنى بالبيئة"، وفق تعبيره.
وذكر أن إطلاق المشروع لإعادة إحياء نهر بردى بالتعاون مع جامعة دمشق وجميع الوزارات المعنية بهذا العمل، وأضاف، "يوجد تعديات كبيرة على نهر بردى عبر السنوات الماضية، ودور المحافظة رفع مصبات الصرف الصحي التي تلوث مجرى النهر"، ووعد بوضع "إجراءات حازمة لمن يتعدى على مجرى النهر خلال السنوات المقبلة، وحالياً الغرامات بسيطة ولا تتناسب مع الضرر الكبير للنهر".
وتحدث "معتز جمران"، محافظ النظام بريف دمشق عن أهمية إعادة بردى لألقه، مع ضرورة وضع حلول لحرم النهر مثل حرم نبع الفيجة والمياه الملوثة بسبب بعدها عن مسار النهر، ومناقضاً الواقع زعم أن المحافظة تقدم خدمات حسب مسار النهر سواء في معالجة المجرى أو حرم النهر أو على صعيد محطات التحلية.
وأطلقت عدة شخصيات موالية لنظام الأسد تصريحات منها محسن بلال رئيس مكتب التعليم العالي المركزي، وخالد الحلبوني أمين فرع الحزب بجامعة دمشق، وعدد من معاوني الوزراء ورئيس جامعة دمشق محمد الجبان ووصفت المشروع بأنه وطني بمشاركة عدد من التخصصات المتشابكة.
وقال "حيدر مصطفى"، المذيع المعروف بمواقفه التشبيحية في تلفزيون النظام عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، إن في الوقت الحالي ليس وقت 14 مليار لتأهيل مجرى نهر بردى، وليس وقت الجباية من القارمات باللغة الانكليزية، ولبس وقت إزالة أكشاك الفقراء أو الموظفين أو العسكريين أو غيرهم من ذوي الدخل المحدود، ولا وقت نزفت طرقات".
وأضاف، "الناس لا تريد تزفيت الطرقات، ولا تحسين مشاهد جمالية وبصرية، لاحقين عليها هلق وقت نستثمر بما أمكن لنحسن وضع الناس، لنشتغل بعقلية إدارة أزمة، التي تطلب العمل وفق الإمكانات بما يحقق وفرة مادية واقتصادية لإنجاز مشاريع مهمة، تأمين فرص عمل وتزيد الانتاج"، وانتقد سياسة مسؤولي النظام في إدارة البلاد وارتكاب ما وصفها الأخطاء.
وتجدر الإشارة إلى أن نظام الأسد يواصل الحديث عن مشاريع بغطاء استثماري وطالما تكون خرجت إلى وسائل الإعلام تمهيدا لطرحها على شركات إيرانية وروسية كما جرت العادة، وكذلك يستغل تلك المشاريع المشبوهة في تحصيل أموال تذهب إلى شخصيات نافذة ضمن صفقات فساد ونهب، في حين سبق أن انتقد مراسل قناة الكوثر الإيرانية "صهيب المصري"، تسلق مسؤولي النظام على إنجازات المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية وجاء ذلك في سياق حديثه عن تأهيل حديقة في محافظة حلب تبناها نظام الأسد وتبين لاحقاً أنها بمجهود منظمات وليس بتمويل حكومي.
تفاعلت صفحات إخبارية وعدة شخصيات داعمة لنظام الأسد مع دعوات التظاهر والاحتجاجات الشعبية على ضوء استمرار المظاهرات في محافظة السويداء، وسط تحذيرات وتهديدات صدرت عن جهات عسكرية تتبع لقوات النظام من تمدد الاحتجاجات أو الدعوة لها.
وزعم "جهاد بركات"، متزعم ميليشيا تطلق على نفسها أسم "مغاوير البعث"، الوقوف ضد قرارات الحكومة بوقف الدعم عن المواطنين، وخاصة الخبز، لكن "حين يحاول البعض التحريض بأوامر خارجية معادية طالبين النزول الى الشارع فهذا الأمر لن نسمح به كل من يتظاهر في الشارع ويهدد الأمن الداخلي للبلاد هو مجرم وعميل وخائن ويجب محاسبته".
وأضاف، القيادي في صفوف قوات الأسد "كل عوائل سورية قدمت اعتراضات هي قيد الدراسة، أما النزول إلى الشارع فهو خط أحمر وعلى الجيش والقوى الأمنية قمع هذة الظاهرة ولن ننسى ما حصل عام 2011 والتهاون وقتها كان سبب وصول البلاد والعباد الى هذا الحال"، حسب كلامه.
وذكر القيادي "بركات"، في منشور مقتضب سابق "إلى اللجنة الاقتصادية، الأغنياء لا يأكلون الخبز الذي تنتجه الأفران الحكومية، هناك خبز سياحي وشوفان وأسمر وأخضر وأحمر وهو إنتاج أفران خاصة، الطبقة المتوسطة وما دون هي من تشتري الخبز العادي إياكم والخبز فهو طعام الذين تمسكوا بعقيدة الإيمان بالوطن"، وفق زعمه.
من جهته قال "أمجد بدران"، القيادي السابق في ميليشيات الحرس الجمهوري لدى نظام الأسد، "أنا ضد النزول للشارع، لن أشارك بأي مظاهرة، ولا أدعو لأي مظاهرة، وأطلب من الناس التزام بيوتها وأطفالها ومؤسسات دولتها، لكني أطلب إقالة الحكومة كاملة"، حسب وصفه.
وتابع، "أحمل ضعف القدرات العقلية وفساد الحكومة الحالية مسؤولية شبه كاملة عن خروج أي مظاهرة ولن أحمل أي فقير أو مثقف صادق مسؤولية ذلك بل أتفهمه، ولن أحمل أي عدو مسؤولية استغلال قهر وجوع وبرد الناس فهذا عمله فهو عدو، وأؤكد أننا لا نتعلم ولا رغبة لدينا أن نتعلم كما ندعي من أخطائنا التي نزعم أننا نعرفها وهذا غير صحيح".
وكان قال الدكتور المقرب لنظام الأسد "شادي أحمد"، إن "يوم الأحد القادم سوف أقدم طلب لوزارة الداخلية والمحافظة لأجل أن نتظاهر ضد قرارات الحكومة الأخيرة و سوف التزم بقرارت الداخلية والمحافظة، والتظاهر السلمي أمام مجلس الشعب"، على حد قوله.
وخلال المنشور الذي أثار موجة تعليقات متباينة أبدى "أحمد"، رغبته بأن "يشارك عباس النوري و من أيده، واتمنى منكم من مستعد للتظاهر السلمي أمام مجلس الشعب في حال الموافقة"، ثم حذف المنشور وقال إنه لم يجبر على الاعتذار ولم يتعرض لأي تهديدات، وفق تعبيره.
وكتب الممثل الداعم لنظام الأسد "فراس إبراهيم"، منشورا عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، تحدث خلاله عن الصمت وأنه ليس دليلاً على الرضى، ما فسر أنه تعليقاً على تطورات الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار في مناطق سيطرة النظام لا سيّما مع قرار استبعاد فئات معينة من المواطنين من مظلة الدعم.
هذا وتصاعدت وتيرة المنشورات الصادرة عن شخصيات داعمة لنظام الأسد والتي تضمنت تهديدات طالت المشاركين بالاحتجاجات الشعبية ضد قرارات نظام الأسد الأخيرة حول رفع الدعم عن مئات آلاف البطاقات التموينية في ظل تجاهل تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية وغلاء الأسعار.
ويذكر أن نظام الأسد رفع الدعم عن مئات آلاف البطاقات التموينية "الذكية"، بعد جولة من التمهيد الإعلامي، الأمر الذي أثار جدلاً لا يزال متصاعداً على مواقع التواصل الاجتماعي، ورصدت شبكة "شام"، الإخبارية عينة من هذه الانتقادات الصادرة عن أبرز الشخصيات السياسية والأمنية والعسكرية والإعلامية المقربة من نظام الأسد.
بثت جريدة شبه رسمية ضمن الإعلام الموالي لنظام الأسد تسجيلاً مصوراً قالت إن يظهر آراء شريحة المستفيدين من إصلاح وتعويض الأضرار الناتجة عن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق.
وتحدثت الجريدة المقربة من نظام الأسد عن توجيه من الإرهابي بشار الأسد لـ "إصلاح وتعويض كل الذين تضرروا جراء العدوان الإسرائيلي على قدسيا بريف دمشق"، وفق تعبيرها.
وتضمن التقرير عدة مقابلات مع أشخاص قالوا إنهم تعرضوا لأضرار مادية وجرى إصلاحها وشكروا رأس النظام على هذه التوجيهات، في مقابلات أثارت تعليقات متباينة قال خلالها بعض المتابعين ماذا عن المدن التي دمرها النظام؟ كما انتقد موالين للنظام عدم الاستجابة لطلبات تعويض الأضرار المادية.
وكانت شنت طائرات حربية إسرائيلية، فجر يوم الأربعاء 9 فبراير/ شباط 2022 غارات جوية بعدة صواريخ طالت مواقع تتبع لميليشيات النظام وإيران، حيث أدت إلى سقوط قتيل وجرح آخرين من قوات الأسد.
ونقلت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد عن مصدر عسكري "لم تسمه"، قوله إن "حوالي الساعة 12:56 من فجر اليوم، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من إتجاه جنوب شرق بيروت"، وفق تعبيره.
وأضاف في حديثه لوسائل الإعلام الرسمية، "وعند الساعة 1:10 نفذ عدوانا بصواريخ "أرض - أرض" من إتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا بعض النقاط في محيط مدينة دمشق"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية سانا التابعة لنظام الأسد.
وتداولت صفحات محلية صورا وتسجيلات تظهر آثار سقوط صاروخ في منطقة قدسيا وأنباء عن وجود أضرار مادية كبيرة في المنازل والسيارات وينفي نظام الأسد أن يكون مصدر الصاروخ المضادات التابعة له إذ وصفه بأنه "صاروخ معادي".
هذا وتتعرض مواقع عدة لنظام الأسد وميليشيات إيران بين الحين والآخر لضربات جوية إسرائيلية، في مناطق دمشق وحمص وحماة وحلب، في وقت كان رد النظام بقصف المناطق الخارجة عن سيطرته في سوريا، بينما يحتفظ بحق الرد في الرد على الضربات الإسرائيلية منذ عقود.
استشهد خمسة مدنيين "أطفال ونساء"، وجرح آخرون اليوم السبت، بقصف مدفعي مصدره قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، على قرية معارة النعسان بريف إدلب الشمالي، في ظل استمرار ارتكاب المجازر على مرآى ومسمع العالم أجمع بحق السوريين.
وقال نشطاء، إن قوات الأسد والميليشيات الرديفة، استهدفت قرية معارة النعسان، بقائف الهاون من العيار الثقيل، طالت إحداها منزلاً لمدنيين، ما أدى لسقوط خمسة شهداء كحصيلة أولية، جميعهم أطفال ونساء.
وسبق أن أفاد ناشطون محليون يوم الأربعاء 2 شباط/ فبراير، بحدوث مجزرة مروعة بمدينة الباب بريف حلب الشرقي، راح ضحيتها عدد من المدنيين وسط دمار كبير وخراب لحق بالأماكن التي تعرضت لقصف صاروخي مصدره مناطق سيطرة قوات الأسد و"قسد"، حسب مصادر محلية.
وبث الناشطون صوراً وتسجيلات مصورة تظهر حجم الدمار وسقوط شهداء وجرحى وعمل فرق الدفاع المدني السوري على إجلاء المصابين ونقل الشهداء إلى مشافي المدينة، ومن المنتظر إصدار حصيلة رسمية من قبل الخوذ البيضاء تكشف عدد شهداء المجزرة.
وتواصل قوات الأسد والميليشيات الأخرى بين الحين والآخر، استهداف المناطق المدنية في شمال غرب سوريا، مسجلة المزيد من الخروقات والقتل الممنهج بحث المدنيين، في وقت لاتزال المنطقة تعيش حالة عدم استقرار بسبب استمرار القصف وعدم وجود حل دائم يوقف شلال الدم.
قرر نظام الأسد رفع سعر عبوات مياه الشرب بنسبة تقارب 40% حيث أصبح سعر عبوة مياه الشرب سعة لتر ونصف 800 ليرة سورية، وفقا لما أوردته مواقع إخبارية موالية لنظام الأسد.
ونقلت إذاعة موالية لنظام الأسد عن مدير المؤسسة العامة للصناعات الغذائية المهندس "إبراهيم نصرة"، تأكيده الأنباء المتداولة حول رفع سعر عبوات مياه الشرب، كما برر ذلك وفق التصريحات ذاتها.
وحسب "نصرة"، يعود سبب ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع مستلزمات الإنتاج لشركة تعبئة مياه الشرب، الأمر الذي استدعى إعادة دراسة التكاليف ووضع تسعيرة جديدة بزيادة 40% وضع تسعيرة جديدة.
ورفعت الشركة العامة لتعبئة المياه في مناطق سيطرة النظام، أسعار منتجاتها من مياه الشرب المعبأة للضعف، وبلغ سعر مبيع الجعبة الواحدة (6 عبوات بحجم 1.5 ليتر للواحدة) أربعة آلاف و800 ليرة سورية للمستهلكين.
وحددت سعر مبيع الجعبة الواحدة (12 عبوة بحجم نصف ليتر للواحدة) بخمسة آلاف و640 ليرة و سعر مبيع عبوة المياه الواحدة بحجم خمسة ليترات إلى ألفين و450 ليرة سورية وفق صحيفة تابعة لنظام الأسد.
وبلغ سعر العبوة الواحدة بحجم عشرة ليترات إلى ثلاثة آلاف ليرة سورية، والعبوة بحجم 18.9 ليترا (مرتجع) بألفين و320 ليرة، بينما وصل سعر الكأس المعبأ الواحد (بسعة 250 مل) إلى 375 ليرة سورية، بعد أن كان سعره محددًا بـ 190 ليرة.
وكانت كشفت مصادر إعلامية عن مساعي نظام الأسد لرفع رسوم استهلاك المياه بنسبة 100% في مناطق النظام بوقت سابق، فيما يناقش "مجلس التصفيق"، مشروع لتحصيل إيرادات ضخمة عبر ضرائب بوضع لصاقة الكترونية "باركود" على الأدوية الزراعية والبيطرية.
وتجدر الإشارة إلى أن نظام الأسد أصدر قرارات رسمية تنص على مضاعفة الأسعار وتخفيض المخصصات وفرض قوانين الجباية وتحصيل الضرائب، وشملت قراراته "الخبز والأدوية والسكر والرز والمازوت والبنزين والغاز ووسائل النقل والأعلاف والخضار والفواكه واللحوم، وسط تجاهل تدهور الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار.
أرسلت جمعية القلوب الرحيمة الفلسطينية، 80 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى مخيمات النازحين شمالي سوريا، وضمت القافلة 1280 طنا من وقود التدفئة، و300 طنا من الطحين، و3 آلاف عوازل للخيم، وألفي بطانية، وألفي طرد من مواد التنظيف، وملابس شتوية، ونحو ألف طرد من المواد الغذائية.
وقال نائب والي غازي عنتاب التركية، بولنت أويغور، خلال مراسم إرسال القافلة من نفس الولاية، الخميس، إنهم يتابعون عن كثب معاناة السوريين في المخيمات مع استمرار الحرب الداخلية في سوريا للعام الـ11.
ولفت إلى أن تركيا ما زالت ملجأ للمظلومين على مر العصور، مضيفا أن الشعب والحكومة التركية يواصلان تقديم المساعدات إلى السوريين، سواء في تركيا أو النازحين في المخيمات الواقعة المناطق الآمنة شمالي سوريا، وعددهم حوالي 2.5 مليون.
وأوضح أنه حضر مراسم إرسال الكثير من المساعدات إلى سوريا سابقا، إلا أن أهمها هي القافلة التي أرسلتها الجمعية الفلسطينية (القلوب الرحيمة)، وقال: "فلسطين تعد بمثابة جرح في قلب كل مسلم، إلا أن أشقاءنا الفلسطينيين وضعوا ألمهم جانبا، وهبوا لمساعدة أشقائهم السوريين في خطوة مهمة للغاية".
بدوره، قال مدير جمعية القلوب الرحيمة رائد بدر، إن تركيا لعبت دورا مهما في إرسال القافلة، متقدما بالشكر لكافة الفلسطينيين المتبرعين للحملة، وأوضح مدير جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية خالد عيسى أوغلو، إن الحملة الفلسطينية تعد مثالا رائعا عن التضامن مع السوريين بالمخيمات.
وأشار إلى أن اليوم يشهد إرسال القافلة الرابعة من المساعدات إلى سوريا في هذا الشتاء، وأن إجمالي عدد الشاحنات وصل إلى 200، وأردف: "قافلة اليوم تضم 80 شاحنة، تم جمعها بالكامل من تبرعات أشقائنا الفلسطينيين".
يواصل "فريق أبجد التطوعي"، نشاطه في القطاع التعليمي، حيث أسس مركز تعليمي مخصص لتأمين التعليم المناسب لفئة الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة على يد كوادر تعليمية مدربة في مناطق ريف إدلب الجنوبي.
وقالت الآنسة "نعمت شاهينة"، مديرة مركز أبجد، في حديث خاص لشبكة "شام" الإخبارية، إن المركز يضم 30 مدرس ومدرسة ويقع في قرية أورم الجوز، ويستهدف بشكل خاص الأطفال الأيتام كما يستقطب الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والمهجرين من قرى وبلدات جنوبي محافظة إدلب.
ولفتت مسؤولة المركز إلى أن جميع الكادر متطوع، وتقوم عملية التعليم على تدريس منهاج كامل للعام الدراسي من عمر 5 سنوات وحتى طلاب الصف التاسع، ضمن الروضة الحلقتين الأولى والثانية، يضاف إلى ذلك دورات عامة تقوية بالمواد الضعيفة للطلاب خلال فصل الصيف.
وذكرت الآنسة "نور حاج أحمد" الإدارية ومنسقة التواصل في المركز أن نشاطات المركز تقوم على تعليم الأطفال الأيتام وتقديم الرعاية واحتضان وتنمية مواهبهم وذلك بشكل مجاني بالكامل كيث يعمل في المركز كادر تطوعي، بالإضافة الى تدريس المناهج المدرسية.
ونوهت إلى مساعدة الأطفال على تنمية مواهبهم من خلال الأنشطة والألعاب، يضاف إلى ذلك جلسات دعم نفسي ويعتبر المركز الوحيد لتعليم الأيتام في الريف الجنوبي لمدينة إدلب ويستهدف الفئات العمرية من الحضانة حتى 15 سنة.
في حين تشير "خديجة سعود"، مديرية جمعية أبجديات وهي مسؤولة التواصل مع النساء الأرامل ومقدمات الرعاية للمساعدة في تعليم الأطفال، إلى أن عدد الطلاب يصل حالياً إلى نحو 200 طالب وطالبة، وذلك في عدد تقريبي يرتفع وينخفض حسب تطورات الأوضاع لا سيّما وأن المنطقة تعيش في بعض الأحيان حالة من عدم الاستقرار جنوبي محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
يُضاف إلى ذلك عوامل تتعلق بصعوبات تأمين عمليات النقل من قبل المركز الواقع في قرية أورم الجوز، ضمن القرى المجاورة لمدينة أريحا وفي منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، حيث يقل عدد الطلاب مع وجود عوائق ترتبط بتأمين أجور النقل التي تقدم أحياناً من بعض الجهات والمتبرعين المتهمين بمجال التعليم وكفالة الأيتام.
هذا ويشدد القائمين على المركز التعليمي المشار إليه على عدم تبني المشروع التعليمي الهادف من قبل أي جهة، في حين تقتصر مجالات التعاون ودعم جهود فريق مركز أبجد التطوعي على زيارة بعض المنظمات المهتمة بالقطاع التعليمي، وإقامة نشاطات ترفيهية بالمركز وتقديم القرطاسية وألعاب للطلاب.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز "أبجد"، لتعليم الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة بريف إدلب الجنوبي، تأسس تزامناً مع حالة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة الواقعة جنوبي الطريق الدولي "حلب - اللاذقية"، المعروف اختصارا بطريق M4، وذلك بجهود نشطاء عاملين في التعليم والشأن العام والمجتمع المدني.
أجرت وكالة "أسوشيتد برس"، مقابلة نشرت أمس الجمعة، مع القائد العام لميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، مظلوم عبدي، حذر فيها من تنامي وتيرة أنشطة تنظيم "داعش" في المنطقة، وأكد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة بغية منعه من استعادة نفوذه.
وقال "عبدي": "نحن محاطون بـ"الدولة الإسلامية"، لقد قلنا ذلك مرارا وتكرارا: إذا لم نجاهد لمحاربة "داعش" الآن، فسوف ينتشرون مرة أخرى"، مقراً بأن "قسد" تتحمل المسؤولية عن الهجوم الدموي الذي تعرض له سجن الصناعة في الحسكة الشهر الماضي، قائلا: "لم ننفذ مسؤولياتنا بشكل جيد".
ولقت إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية" تلقت العام الماضي مرتين معلومات استخباراتية عن تخطيط خلايا "داعشية" نائمة لمهاجمة السجن وتحرير عناصر التنظيم المحتجزين فيه، وتم إحباط هجوم واحد بالفعل، لكن دون إجراء ما يكفي من العمليات لاستئصال تلك الخلايا في محيط السجن.
وقال: "كانت هناك معلومات استخباراتية من قبل أنهم يريدون الهجوم، واتخذنا إجراءات، لكننا فشلنا بعد ذلك"، لكنه قال إن المجتمع الدولي يتقاسم هذا العبء ويتعين عليه تحمل المسؤولية عن آلاف الأجانب المحتجزين في السجون والمخيمات المدارة من قبل "قسد" والذين لا يزالون يشكلون خطرا أمنيا.
وذكر قائد "قسد" أن إجراءات أمنية فورية اتخذت بغية القضاء على الخلايا "الداعشية" النائمة بعد هجوم الحسكة، غير أن التنظيم أثبت أنه لا في حالة "تمرد مرن"، وأوضح أن هذه الإجراءات العاجلة شملت إخلاء مراكز الاعتقال المعيبة المعرضة لهجمات مماثلة، بينما لا تزال عمليات التمشيط الأمنية مستمرة، كما أن حظر التجول يحد من التحركات الليلية.
وشدد قائد ميليشيا "قسد" على أن إخلاء ثلاث سجون ونقل نزلائها إلى منشآت أخرى يقع اثنان منها قرب الحدود التركية، بالإضافة إلى اكتشاف سجن آخر لديه أوجه قصور مماثلة لتلك التي كانت في سجن الصناعة.
وحذر عبدي من أن الخطر الناجم عن "داعش" لا يزال قائما على الرغم من تصفية زعيمه، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، جراء عملية خاصة نفذتها الولايات المتحدة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا الأسبوع الماضي، لافتا إلى أن التنظيم يعتمد على اللامركزية ويغير سلوكه وفقا للظروف والديناميكيات المحلية.
وسبق أن أكد "هفال قرتاي"، قائد وحدة القوات الخاصة في قوات سوريا الديمقراطية، والذي قاد عمليات مواجهة التمرد في سجن الصناعة بحي غويران، إن "قسد" كانت على دراية منذ فترة ملموسة أن سجن الصناعة سيصبح هدفا لهجوم "داعشي".
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن القيادي قوله إن "السبب الرئيسي لتفعيل وتقوية خلايا "داعش" النائمة هو الصمت الدولي وضعف الدعم لـ"قسد" في مواجهتها للإرهاب"، محذراً من أن تنظيم "داعش" قد يشن اعتداءات جديدة على سجن الصناعة في مدينة الحسكة، بعد الهجوم الدموي الأخير.
وكان كرر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، تصريحاته المتعلقة بالأحداث الأخيرة التي شهدها سجن الصناعة في حي عويران بالحسكة، بالتأكيد على أن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) غير مؤهلة للسيطرة على السجون التي تحتجز بداخلها عناصر داعش في سوريا.
وأضاف الأعرجي في تصريحات للتلفزيون العراقي: "هناك إرهابيون تابعون لأكثر من 50 إلى 70 دولة موجودون في سجن الحسكة بسوريا، والعراق طالب دولهم بوجوب سحبهم ومحاكمتهم، لأنهم يشكلون خطرا على العراق، لكن تلك الدول لم تستجب خوفا على أمنها".
وكشفت أحداث سجن الصناعة في حي غويران في مدينة الحسكة، والخاص باحتجاز مقاتلي تنظيم داعش، تحت إشراف التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، عن حالة الوهن التي تعيشها الميليشيا، والتي طالما تغنت بالقوة التي تتمتع بها، وما أسمته "الانتصار" على التنظيم في سوريا.
وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم "داعش" أعلن عن شن هجوم على سجن الصناعة في حي غويران بالحسكة، بهدف "تحرير الأسرى المحتجزين بداخله"، وأفادت مصادر عن انحسار المواجهات مؤخراً وسط استمرار ضبابية المشهد، فيما يتخوف ناشطون من مواصلة "قسد"، استغلال الأحداث وتثبيت نفوذها وإحكام قبضتها بحصد الدعم إضافة إلى استمرار تهجير لأهالي المناطق والتغيير الديمغرافي وسط أنباء عن تجريف منازل لمدنيين تطل على السجن بدعوة عدم تسجيل هجوم جديد عليه.
حمّل جيش لبنان، في بيان له، كيان الاحتلال الإسرائيلي، مسؤولية النتائج المترتبة على "اعتداءاتها المتكررة" التي تحدث بشكل يومي، بما في ذلك باستخدام المجال الجوي اللبناني لقصف الأراضي السورية.
وجاء البيان، عقب اجتماع ثلاثي وصفه بـ"الاستثنائي"، بين وفد من الجيشين اللبناني والإسرائيلي، وقائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) اللواء ستيفانو ديل كول، عند معبر رأس الناقورة الحدودي.
وترأس وفد الجيش اللبناني منسق الحكومة اللبنانية لدى اليونيفيل العميد الركن حسيب عبدو، ووفقا للبيان فقد أدان الجانب اللبناني "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تحصل يومياً وحمل العدو (إسرائيل) مسؤولية النتائج التي تترتب عنها".
ودعا الجيش اللبناني الأمم المتحدة "إلى ممارسة الضغط على العدو الاسرائيلي من أجل كبح ممارساته العدائية، لاسيما استخدام المجال الجوي اللبناني لقصف الأراضي السورية واستمرار انتهاكاته للسيادة اللبنانية براً وبحرا وجوا، وأكد التزام لبنان بالقرارات الدولية لاسيما القرار 1701 ومندرجاته".
وطالب الجانب اللبناني إسرائيل بالانسحاب من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة بما في ذلك "المنطقة المتاخمة لشمال الخط الأزرق ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي المحتل من بلدة الغجر وبقعة B1 المحتلة والنقاط الـ 17 المتحفظ عليها".
وكانت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، قالت إن الجانب الإسرائيلي عرض خلال الاجتماع في رأس الناقورة "انتهاكات لقرار الأمم المتحدة رقم 1701، تركزت على وجود عناصر مسلحة من حزب الله في جنوب لبنان".
والقرار رقم 1701، الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 2006، وضع حدا لنزاع عسكري بين "حزب الله" وإسرائيل في صيف العام ذاته، ويقضي القرار، بوقف كل العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، عقب الحرب التي استمرت آنذاك 33 يوما، بالتزامن مع نشر قوات اليونيفيل.
وسبق أن قدم لبنان شكوى للأمم المتحدة بشأن الغارات الاسرائيلية التي تستهدف النظام السوري والمليشيات الايرانية من فوق الأجواء اللبنانية، في وقت تتعرض مواقع عسكرية تابعة للنظام منذ سنوات، لقصف إسرائيلي من حين إلى آخر، يستهدف مواقع لقواته، وقواعد عسكرية تابعة لإيران والمجموعات الإرهابية التابعة لها، مع تكتم النظام عن خسائره نتيجة الضربات الجوية المتتابعة.