الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢
السويداء ..اتصالات رسمية من دمشق للتهدئة ووعود بتجميد المخابرات العسكرية

كشف موقع "السويداء 24"، عن اتصالات من أعلى المستويات في دمشق، تجري مع الزعامات الاجتماعية والدينية في السويداء، خلال الأيام الماضية، في محاولة لتجاوز المرحلة الراهنة، والتي تلت حملات التطهير ضد عصابات الأمن التابعة للنظام من قبل الفصائل المحلية.

وأوضح الموقع أن وراء الاتصالات، رسائل أن سلطة شعبة المخابرات العسكرية، على محافظة السويداء، باتت من الماضي، بعد الضربات التي تلقتها العصابات المسلحة المرتبطة عضوياً بها، والفضائح المدويّة التي تكشفت مع الأحداث. وقد تم تعيين مسؤول جديد، في فرع الأمن العسكري بالسويداء، بعد تغيير عدد من الضباط، على خلفية الأحداث الأخيرة.

وتولى "العميد أحمد فياض"، مسؤولية قسم المعلومات، في الفرع 265، للتابع لجهاز المخابرات العسكرية بالسويداء، وبات بحكم المسؤول عن  ملف السويداء، إلى حين تعيين مسؤول جديد، وتشير مصادر الموقع، إلى أن الجهاز المذكور تم تجميد صلاحيته في المحافظة الجنوبية، بعد الأحداث الأخيرة، التي كشفت تورطه، في دعم عصابات إجرامية.

ومن خلال البحث المتقدم، لم يظهر سجل رجعي للعميد أحمد فياض على الانترنت، في حين قالت مصادر خاصة للموقع، إنه كان ضابط مراسم في الحرس الجمهوري، قبل أن يتم ندبه إلى شعبة المخابرات العسكرية. واستهل العميد الجديد مهامه في السويداء، بزيارات إلى بعض الوجهاء ورجال الدين، قال خلالها إن الشعبة تسعى “لإصلاح الأخطاء”.

ولا تبدو مسألة إصلاح الأخطاء جديّة، رغم الوعود بتشكيل لجنة تحقيق، في الأحداث الأخيرة، والإجراء السريع الذي تم اتخاذه، بتغيير مسؤولين بارزين في جهاز المخابرات العسكرية بالسويداء، هما العميد أيمن محمد، والعميد أحمد دالاتي، وذلك عقب أيام قليلة من أحداث السويداء، أواخر تموز الفائت، وفق الموقع.

وتؤكد مصادر السويداء 24، أن العميد أيمن محمد، الذي كان المسؤول عن فرع السويداء، تم تعيينه مسؤولاً عن الفرع 216، في دمشق، المعروف بفرع الدوريات، ولو كان تحت المساءلة كما تُشيع شعبة المخابرات العسكرية، لما تمّ تعيينه مسؤولاً عن فرع أخر.

ويعتبر الفرع 265، في جهاز المخابرات العسكرية، مسؤولاً عن محافظتي درعا والسويداء، وهو فرع أقليمي، تتداخل مهامه. قبل عام 2018، كان رئيس الفرع، هو العميد وفيق ناصر، يدير الملف الأمني في المحافظتين، وبعد تغييره، تم تعيين العميد لؤي العلي، رئيساً للفرع 265، ليتولّى ملف محافظة درعا، وتم تعيين العميد أيمن محمد مسؤولاً في نفس الفرع، وتولّى ملف السويداء.

ومنذ عام 2018، أصبحت شعبة المخابرات العسكرية في سوريا، التي يترأسها اللواء كفاح الملحم، السلطة الأقوى، في محافظة السويداء. واتبع الملحم سياسة الاحتواء للجماعات المحلية المسلحة، وربطته علاقات شخصية مع متزعميها، مثل راجي فلحوط، محاولاً من خلال تلك الجماعات، فرض قبضة أمنية على المحافظة، فأطلق يد الجماعات المسلحة في الانتهاكات والنشاطات الإجرامية.

وبعد التطورات الأخيرة، انتهى أمر تلك الجماعات الأمنية، بانتفاضة مسلحة مفاجئة، ربما لم تكن في حسابات الملحم، والمخابرات العسكرية. ومن الواضح، أن دمشق تبحث عن حلفاء جدد في السويداء، لتبني علاقات معهم، خارج إطار شعبة المخابرات العسكرية، مع إبداء استعداد للتجاوب مع مطالب وجهاء المحافظة، وقادة المجتمع المحلي.

اقرأ المزيد
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢
"بايدن" يوضح سبب توجيه ضربات جوية لميليشيات تابعة لـ "إيران" في سوريا

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الضربات الجوية التي وجهتها واشنطن لأهداف مرتبطة بإيران في سوريا هذا الأسبوع، جاءت لحماية الأفراد الأميركيين والدفاع عنهم وعرقلة سلسلة هجمات على الولايات المتحدة وشركائها.

وأوضح بايدن في رسالة إلى رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، أنه أمر بضربات يوم الثلاثاء "بما يتسق مع مسؤوليتي في حماية مواطني الولايات المتحدة في الداخل والخارج وتعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة ومصالح السياسة الخارجية".

وأكدت القيادة المركزية الأميركية، الخميس، مقتل أربعة مسلحين موالين لإيران جراء الرد الأميركي على استهداف موقعين أميركيين في شمال شرقي سوريا، وأضافت القيادة أن القوات الأميركية استخدمت مروحيات أباتشي ومقاتلات ونيران مدفعية في الرد الذي أسفر عن تدمير سبعة قواعد لإطلاق الصواريخ. 

وقال قائد القيادة الجنرال كوريلا إن القوات الأميركية سترد بشكل مناسب على الهجمات التي تستهدفها، ولن تضرب أي مجموعة القوات الأميركية وتبقى بدون عقاب، وفي تصريحات لموقع "الحرة"، أكد مصدر في البنتاغون أن القوات الأميركية نجحت خلال الساعات الـ24 الماضية في إحباط محاولة لإطلاق صواريخ باتجاه موقع أميركي في شمال شرقي سوريا ما أسفر عن مقتل المسلحين الأربعة وتدمير قواعد إطلاق الصواريخ. 


وأضاف المصدر أن القوات الأميركية في المنطقة تراقب الوضع عن كثب وتوقع أن تشهد مزيدا من الهجمات، وكانت الولايات المتحدة أعلنت، الثلاثاء، أنها قصفت في شرقي سوريا قواعد لميليشيات موالية لإيران التي سارعت إلى نفي أي صلة لها بالجماعات المسلحة التي استهدفتها الضربات الأميركية. 

وقالت القيادة الأميركية الوسطى "سنتكوم" في بيان إن الغارات استهدفت "منشآت بنى تحتية تستخدمها مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني"، حيث ينتشر مئات الجنود الأميركيين في شمال شرق سوريا في إطار تحالف يركز على محاربة ما تبقى من عناصر تنظيم الدولة.

 

 

اقرأ المزيد
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢
بينهم ضابط برتبة لواء .. "شام" ترصد مصرع عسكريين في قوات الأسد

نعت صفحات إخبارية موالية لنظام الأسد اليوم الجمعة 26 آب/ أغسطس، ضابط برتبة لواء في ميليشيات النظام بظروف غامضة، هو الثاني خلال فترة قصيرة حيث قتل اللواء "ضياء عباد"، قبل يومين في محافظة حلب دون كشف ملابسات مقتله.

وحسب مصادر إعلامية موالية فإن اللواء "إلياس نديم غزالة"، الملقب "أبو كنانة"، سوف يجري تشييعه ظهر اليوم الجمعة، من بلدة المزينة بريف حمص الغربي وسط سوريا، دون كشف مكان وظروف مقتله.

فيما قالت مصادر إعلامية محلية إن المساعد في فرع أمن الدولة "شادي إبراهيم" توفي غرقاً في نهر الفرات بمدينة ديرالزور، كما نعت العميد الركن المتقاعد "عبد الكريم دهمان" في السلمية بريف حماة وسط سوريا.

ولفت ناشطون في موقع "صوت العاصمة"، المحلي إلى مقتل "عبده عثمان"، قائد إحدى الميليشيات المحلية التابعة للفرقة الرابعة في بلدة مزرعة بيت جن في منطقة جبل الشيخ بريف دمشق، قبل أيام برصاص مجهولين، دون التمكن من تحديد هويتهم.

وكذلك لقي الملازم في قوات شرطة النظام "دانيال بشير"، من محافظة السويداء مصرعه يضاف إلى ذلك نظيره "أحمد صرصر" من دمشق، في حين لقي العسكري "أسعد حبيب"، مصرعه في الساحل السوري.

وتجدر الإشارة إلى أن ميليشيات النظام تتكبد قتلى وجرحى بينهم ضباط وقادة عسكريين بشكل متكرر، وتتوزع أبرزها على جبهات إدلب وحلب واللاذقية، علاوة على الهجمات والانفجارات التي تطال مواقع وأرتال عسكرية في عموم البادية السورية.

اقرأ المزيد
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢
من بوابة "الكنائس التاريخية" .. رحلات سياحية من لبنان بهدف التطبيع مع نظام الأسد

سلطت صحيفة المدن اللبنانية الضوء على تزايد الرحلات السياحية القادمة من لبنان حيث ولفتت إلى أن السياحة الدينية قد تكون مدخلاً لمزيد من الانفتاح اللبناني على النظام السوري، حيث تتصاعد الرحلات التي تضم أشخاص من الديانة المسيحية لزيادة "الكنائس التاريخية" في سوريا.

ونوهت إلى تصاعد الإعلانات الخاصة بزيارة الكنائس التاريخية في مواقع التواصل الاجتماعي، وتنشرها وكالات سفر وسياحة لبنانية، حسبما ذكرت في تقرير لها تحت عنوان "مسيحيو لبنان يفتتحون التطبيع مع النظام السوري بالسياحة الدينية".

وتشمل الرحلات الدينية مناطق صيدنايا ومعلولا وبلودان في ريف دمشق، لزيارة الأديرة التاريخية إضافة لرحلات إلى الساحل السوري في طرطوس واللاذقية وأخرى في حمص، لزيارة الكنائس القديمة، وأشارت إلى عمل السلطة اللبنانية في السنوات الأخيرة على تحقيق مزيد من الانفتاح على نظام الأسد.

وتشكل جوانب مثل السياحة والفن مدخلاً للحديث عن السياسة والعلاقات الدبلوماسية وغيرها، وكان الفنانون اللبنانيون حاضرين لإحياء حفلات في سوريا، وأضافت أن السياحة الدينية من جهتها، تبقى مهمة للنظام السوري، الذي يحاول عكس صورة للبلاد بالقول أنها عادت إلى طبيعتها، عبر حملات مكثفة تقوم بها سياحة النظام.

وفي مطلع آب/ أغسطس الحالي نقلت إذاعة محلية موالية لنظام الأسد عن معاون وزير السياحة في حكومة النظام "غياث الفراح"، حديثه عن تحسن كبير في قطاع السياحة الداخلية، مرجعا ذلك لما وصفه بأنه "عودة الأمن والأمان"، وقدر دخول نحو 700 ألف شخص خلال النصف الأول من 2022 إلى سوريا وحدد نسبة كبيرة منهم بغرض السياحة.

وأضاف، أن هناك أشخاص مؤثرين "يويتبرز" يحظون بالمتابعة بشكل كبير يزورون سوريا وعند مشاركتهم لقطات زيارتهم لهذه الأماكن يعتبر هذا بحد ذاته ترويج بشكل كبير وبهذا نستعيض عن المشاركات الخارجية بظل الحصار بالتنسيق مع المكاتب السياحية واتحاد غرف السياحة وغيرهم، وفق تعبيره.

وحسب وزارة السياحة إنه دخل إلى سوريا نحو 727 ألف سائح عربي وأجنبي، منذ مطلع العام الحالي وحتى مطلع شهر تموز الماضي، دون أن تقدم المزيد من التفاصيل عن هوية هؤلاء السائحين وجنسياتهم، وتوقعت أن يصل العدد إلى أكثر من مليون حتى نهاية فصل الصيف الجاري، وسط تشكيكات بصحة الأرقام التي أثارت سخرية واسعة.

يشار إلى أنّ نظام الأسد يعمد إلى استقطاب الفنانين والمطربين وحتى اليوتيوبرز والمشاهير لتدعيم روايته المناقضة للواقع التي تقوم على التسويق بعودة الحياة الطبيعية وعدم وجود مشاكل في مناطقه الغارقة بالأزمات الاقتصادية، وأن الحرب انتهت، متناسياً العمليات العسكريّة الوحشية التي خلّفت مأساة إنسانية متفاقمة شمال غرب البلاد.

اقرأ المزيد
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢
امريكا : الأسد استخدم الكيماوي 50 مرة ويعرقل تحقيقات حظر الأسلحة الكيميائية

قال السفير الأميركي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، جوزيف مانسو، إن الولايات المتحدة تعتقد، استنادا إلى مصادر معلوماتها، أن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي 50 مرة على الأقل خلال الصراع في سوريا، لافتاً إلى أن النظام يتحمل مسؤولية كبيرة، لذلك يحاول عرقلة تحقيقات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وقال مانسو في لقاء مع قناة "الحرة": "علينا أن نتأكد من أننا ردعنا النظام السوري عن استخدام السلاح الكيماوي مجددا ولهذا السبب تدعم الولايات المتحدة بقوة الجهود متعددة الجنسيات وتلك التي يقودها السوريون لمحاسبة المسؤولين عن استخدام السلاح الكيماوي".

وأكد أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لن يتوقفا عن بذل الجهود لمحاسبة النظام السوري.، وأوضح أن "لدى النظام السوري الكثير لإخفائه ولا يزال يخفي قدرات تتعلق بالسلاح الكيماوي".

ويعتقد مانسو أن "النظام السوري ما زال يملك مخزونا من السلاح الكيماوي، وأنه لا تزال لديه القدرة على إنتاج سلاح كيماوي جديد"، داعيا "المجتمع الدولي إلى مواصلة الضغط السياسي على النظام السوري حتى يغير هذه السياسة ويتقيد بالتزاماته الدولية والإعلان عن برنامج سلاحه الكيماوي وتدميره بالكامل".    

وأكد أن المجتمع الدولي بذل جهودا للانخراط مع النظام السوري وإرسال فرق من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقق من إعلان النظام السوري ومساعدته على تدمير تلك الأسلحة، إلا أن المشكلة تتمثل في أن النظام السوري يعيق عمل هذه الفرق ولا يتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ولا يتقيد بالتزاماته الدولية، وفقا للسفير الأميركي.

وأضاف "حتى ولو لم يتعاون السوريون فإن هذا لا يعني أن التحقيق الدولي قد توقف"، وكشف أن لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فريق تحقيق يعمل الآن على قضايا أخرى ومن المتوقع أن يصدر تقاريره في الأشهر القليلة المقبلة وقبل نهاية العام.

وأشار مانسو إلى أن هناك عملا متواصلا للتحقيق في استخدام السلاح الكيماوي في سوريا ومحاسبة أولئك الذين استخدموا هذا السلاح، وقال إن هذه عملية مستمرة والولايات المتحدة والعديد من الدول والأكثرية الساحقة من المجتمع الدولي تبقى ملتزمة بهذا الجهد.

وختم السفير الأميركي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حديثه بالتأكيد على أنه "من الواضح جدا ومن البداية أن روسيا منخرطة في تمكين نظام (بشار) الأسد لقمع ومهاجمة شعبه، والمأساة الحقيقية هي أن الشعب السوري ذاته هو ضحية ذلك".

 

اقرأ المزيد
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢
"قسد" تُطلق المرحلة الثانية من عملياتها لملاحقة خلايا "دا-عش" في مخيم الهول

أطلقت "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) التابعة لـ"الإدارة الذاتية" التابعة لميلشيات قسد "قوات سوريا الديمقراطية"، يوم أمس الخميس، المرحلة الثانية لعملية أطلقت عليها اسم "الإنسانية والأمن" في مخيم الهول بريف الحسكة لملاحقة خلايا تنظيم "داعش".

وزعمت تلك القوات أن تأجيل العملية كان بسبب التهديدات التركية الأخيرة بشن عملية عسكرية في المنطقة، محملة المجتمع الدولي مسؤولية درجة الخطورة التي وصل إليها مخيم الهول، ومؤكدة وجود "تغاض دولي" عن شبكات التواصل والتمويل التي تربط خلايا "داعش" مع متزعميها.

وسبق أن نفى "شيخموس أحمد" رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في "الإدارة الذاتية"، وجود أي مخطط لتفكيك مخيم الهول في ريف محافظ الحسكة شمال شرقي سوريا، في سياق رده على إعلان مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، بدء عمل دولي مشترك بين العراق والأمم المتحدة لإغلاق المخيم.

وقال أحمد، إن الحكومة العراقية ليست مخولة بتفكيك المخيم أو الإبقاء عليه، معتبراً أن مشكلة المخيم ليست محصورة بـ"الإدارة الذاتية"، بل هي تخص العديد من دول العالم، في ظل وجود رعايا من 60 دولة في الهول، وفق موقع "العربي الجديد".

وأوضح أحمد أن تفكيك مخيم الهول يتطلب تدخلاً دولياً لإعادة كل المقيمين فيه إلى بلدانهم، وإعادة النازحين السوريين إلى مناطق سيطرة النظام، وعددهم نحو 15 ألفاً، لكن حتى الآن لا يوجد ضمانات من المنظمات الدولية بعدم التعرض لهم.

وأشار إلى أن الإدارة الذاتية تواجه العديد من الصعوبات في تعاملها مع ملف مخيم الهول، منها إغلاق معبر "اليعربية"، والتجاهل الدولي، سبق ذلك تسلم السلطات العراقية، 50 عنصراً ينتمون إلى تنظيم داعش، اعتُقلوا في سوريا، وذلك بعد يوم واحد من عودة نحو 700 شخص، غالبيتهم من أفراد عائلات التنظيم المحتجزين في مخيم الهول، إلى العراق.

وسبق أن اعتبرت مديرة مخيم "الهول" الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا، أن مشكلة المخيم "دولية بامتياز"، وقالت إن عوائل عناصر تنظيم "داعش" المقيمين في المخيم بمثابة "قنبلة موقوتة" تشكل خطورة على العالم بأكمله، وليس سوريا فقط.

وأوضحت همرين حسن"، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن على الدول المعنية العمل لتقديم الحلول المناسبة، وذكرت أن الحكومات لم تقدم أي مقترح لحل مشكلة مخيم "الهول"، بل على العكس فإنها ترفض استقبال مواطنيها بدواعي أمنية.

وحذرت همرين من بقاء ملف "الهول" مفتوحاً دون حلول، وقالت إن بقاء العائلات في المخيم سوف سيؤدي إلى انتشار وتزايد خطر تنظيم "داعش" داخل المخيم وخارجه، وطالبت المجتمع الدولي بإنقاذ الأطفال الذين يشكلون 65% من قاطني المخيم، موضحة أن بيئة المخيم غير ملائمة لتنشئتهم.

وتعجز سلطات مخيم الهول عن تحديد دوافع كثير من الجرائم التي تحصل في أرجائه، لكنها تتهم خلايا نائمة موالية لتنظيم "داعش" بالوقوف خلفها، ويضم مخيم الهول القريب من الحدود العراقية 56 ألف شخص يشكل السوريون والعراقيون النسبة الكبرى منهم، كما يضم قسماً خاصاً بالنساء الأجانب المهاجرات وأطفالهن ويبلغ عددهم أكثر من 10 آلاف شخص.

وسبق أن سلط تقرير لمنظمة "العفو الدولية" "أمنستي"، الضوء على واقع مخيم الهول، شمال شرق سوريا، لافتاص إلى أن 27 ألف طفل، معظمهم سوريون وعراقيون، لا يزالون محرومين من حريتهم تعسفاً ومعرضين لأوضاع غير إنسانية تهدد حياتهم.

وأوضح تقرير المنظمة، أن الأطفال في مخيم "الهول" لم يحصلوا بشكل مناسب على الطعام والماء النظيف والخدمات الضرورية طوال السنتين الماضيتين، كما أن "الإدارة الذاتية" الكردية تعتقل تعسفاً فتياناً في سن 12 عاماً وتفصل أطفالاً تبلغ أعمارهم سنتين عن مقدمي الرعاية لهم، وتقيد حصولهم على الرعاية الصحية.

ولفت إلى أن تقاعس "الإدارة الذاتية" عن إعداد وتنفيذ خطة أمنية شفافة ومتسقة في المخيم، أدى إلى نشوء مناخ من الغضب والخوف في خضم العنف المتفشي، حيث قتل 79 شخصاً في المخيم هذه السنة، من بينهم ثلاثة أطفال بالرصاص و14 آخرين بحوادث مختلفة مثل الحرائق.

وعبرت المنظمة في تقريرها، عن "الشكوك الشديدة بمستقبل الأطفال في المخيم مع استمرار الحكومات في إبداء عدم استعداد معيب لإعادتهم إلى ديارهم"، وسط مطالبات دورية من عدة جهات دولية لاستعادة عائلات ومقاتلي داعش من مواطني الدول الأجنبية.

وكان اعتبر منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، إيلكا سالمي، الوضع في مخيمات شمال شرقي سوريا حيث يجري إيواء عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي وذويهم بمثابة "قنبلة موقوتة" للأمن الأوروبي.

وقدم سالمي خلال جلسة للجنة الدفاع والأمن بالبرلمان الأوروبي، الثلاثاء، عرضا حول القضايا التي يولي لها الاتحاد الأوروبي الأولوية في محاربة الإرهاب، مبينا أن الاتحاد الأوروبي سيقدم المساعدة من أجل تحسين الوضع الإنساني في المخيمات والسجون الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن ما يزيد عن 70 ألفا يعيشون في مخيم الهول الذي يتسع لـ10 آلاف شخص فقط، وأن 90 بالمئة من هؤلاء الأشخاص من الأطفال والنساء، ويشهد مخيم الهول الواقع بريف الحسكة الشرقي عمليات اغتيال بشكل مستمر، وهو ما يدفع عناصر "قسد" لشن حملات دهم واعتقال في قطاعات المخيم بين الفينة والأخرى.

اقرأ المزيد
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢
"داريا بعد عقد من الزمن: توثيق مجزرة"... تحقيق استقصائي يوثق التفاصيل الدقيقة للمذبحة

مر عقد من الزمن على أفظع مجزرة دموية ارتكبت على يد قوات الأسد وميليشياته في مدينة داريا، بريف العاصمة دمشق، في وقت يواصل أبناء المدينة استذكار تاريخ المجزرة في يوم الخامس والعشرين من شهر أغسطس من كل عام، والتي أسفرت عن مقتل ما يقارب 700 مدني، إثر عمليات "تصفية وإعدام ميداني".

وحصلت المجزرة في شهر أغسطس عام 2012، أي قبل عقد من الزمن، وتم تصنيفها على أنها "الأفظع"، التي حصلت في بدايات أحداث الثورة السورية، ورغم مرور الوقت، لاتزال أصدائها كأنها اليوم، حيث عمل عدد من النشطاء على توثيق تفاصيل المجزرة بتحقيق استقصائي نشره "المجلس السوري البريطاني"، موثقا بالتفاصيل الدقيقة ما حصل قبل عقد في داريا، التي يطلق بات يطلق عليها اسم "مدينة العنب والدم".

وتعتبر داريا من أبرز المدن الواقعة في ريف العاصمة، التي شهدت مظاهرات سلمية مناهضة للنظام السوري، في بدايات أحداث الثورة السورية، وكانت من بين أشهر المناطق التي استهدفتها الحملات الأمنية والعسكرية للنظام السوري، وصولا إلى الحصار الذي فرض عليها، وانتهى في أغسطس 2016، بموجب اتفاق خروج مقاتلي "الجيش الحر" ومدنيين إلى الشمال السوري.

ويكشف التقرير الاستقصائي، تفاصيل تعرض لأول مرة حول "المجزرة الكبرى"، ويتألف التقرير من 45 صفحة، واستعرض فيها المعدون خرائط وتفاصيل "الجرائم" المرتكبة بحق المدنيين، إضافة إلى الوحدات العسكرية التي شاركت فيها، كما قدموا "الإطار القانوني" وما الذي سيتم العمل عليه، بعد عملية التوثيق. 

ووثق الفريق 23 شهادة لأشخاص عاينوا وعايشوا تفاصيل "المجزرة"، بينما قدموا معلومات تفصيليّة، بدءا من حصار قوّات النظام للمدينة في 20 أغسطس 2012، وقطع كل خطوط الاتصال معها ومنع السكان من مغادرتها، مرورا بالقصف المكثف والعشوائي على الأحياء السكنيّة والمدارس والمستشفيات.

واستمرت عملية التوثيق حتى يوم 24 أغسطس، والذي شهد اقتحام تلك القوات للمدينة و"ارتكابهم مجموعة واسعة من الإعدامات الميدانية"، مما أسفر عن مقتل عائلات بأكملها، بينهم رجال ونساء وأطفال.

وحسب الدكتورة ياسمين النحلاوي، المحققة الرئيسية في فريق "المجلس السوري -البريطاني"، يهدف التقرير إلى تحديد الأفراد والجهات المسؤولة عن الفظائع التي ارتُكبت في مدينة يعتبرها السوريون والسوريات "منارةً للحراك السلمي والكفاح غير العنيف"، وذلك بهدف تحقيق العدالة لجميع الذين فقدوا حياتهم، أو اختفوا دون معرفة مصيرهم حتى الآن.

وقالت النحلاوي لموقع "الحرة": إن "الشهود الذين تحدثنا معهم وصفوا لنا أعمال القتل والقصف والاعتقال والنهب التي شهدوها بأنفسهم، وقاموا بمشاركتنا صورهم وفيديوهاتهم"، وأكدت أن "تصميم الشهود على توثيق ما جرى معهم قوبِل بفشل ذريع من المؤسسات الدوليّة في تحقيق العدالة لهم ومحاسبة الجناة عن جرائم الحرب المرتكبة في سوريا".

وأضافت النحلاوي "نريد أن يعرف العالم كلّه حقيقة ما جرى في داريا قبل عقد من الآن. هذا التحقيق يجب ألا يبقى مُخزَّنا في قاعدة بيانات ما للأمم المتحدة دون محاسبة حقيقية لكل المتورطين في هذه المجزرة المروّعة".

واحتوى التقرير الذي نشر بعنوان: "داريا بعد عقد من الزمن: توثيق مجزرة" على سلسلة من الشهادات، شهادة رجل يبلغ من العمر 59 عاما، كان مسؤولا عن تحديد أماكن جثث ضحايا المجزرة وترتيب دفنها. 

وانتشل هذا الرجل بنفسه 50 جثة من ثلاجة بشاحنة تابعة لمستشفى حكومي في دمشق وأعادها إلى مدينة داريا لدفنها، كما وصفت سيّدة من المدينة كيف اقتحم "الجيش السوري" منزلها واعتقل زوجها في يوم المجزرة، والذي لا زال مختفيا حتى الآن.

وجاء، حسب ما قالت في شهادتها لمعدي التقرير: "كنتُ أسألهم باستمرار لماذا وإلى أين تأخذونهم.. كنتُ أتوسّل إلى الضباط أن يخلوا سبيلهم. وسط بكاء أطفالي، قال لي أحد الضباط: إذا استمريتي بالكلام سأطلق النار على أطفالك أمامك"، وتضيف السيدة "لن أنسى، أنا وأطفالي، هذه الحادثة ما حيينا. حتى ابني الذي كان يبلغ عامين ونصف وقتها لا يزال يذكر ما جرى حتى اليوم".

يشرح نشطاء ممن شهدوا على أحداث "المجزرة" قبل عشر سنوات، كيف أن قوات النظام السوري فرضت حصارا على المدينة في يوم 20 من أغسطس 2012، وقطعت عنها الكهرباء والاتصالات، لتتجه فيما بعد إلى تنفيذ عمليات قصف عنيفة بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ.

واستمرت هذه العمليات حتى يوم 24 من الشهر المذكور، لتقدِم قوات النظام السوري على تنفيذ الاجتياح البري من عدة محاور، ومن ثم تنفيذ الإعدامات الميدانية بحق مئات المدنيين "العزل".

محمد همّر، ناشط من داريا وأحد شهود العيان على "المجزرة الكبرى" روي لموقع "الحرة" كيف أقدمت وحدات متفرقة من قوات النظام السوري على تنفيذ هذه الجريمة، التي تعتبر "الأكبر من نوعها، بعد مجزرة الكيماوي التي حصلت في الغوطة الشرقية"، حسب تعبيره.

وأوضح أنه على رأس هذه الوحدات: "الحرس الجمهوري" و"الفرقة الرابعة" و"الفرقة السابعة" و"قوات من حزب الله اللبناني" و"المخابرات الجوية"، وقال: "شهدتُ ما حصل على مدى السنوات الكاملة من حصار داريا. لكن لا أنسى حتى الآن يوم تنفيذ المجزرة. لم نشهد يوما مثله في تاريخ الحصار، وما قبل التهجير القسري".

وكان القصف العشوائي من جانب قوات النظام السوري، الذي استمر لثلاثة أيام، قد دفع مقاتلين في داريا تقدر أعدادهم بـ300 مقاتل إلى الخروج من المدينة، قاصدين مناطق محيطة، مثل المعضمية وأحياء أخرى، في يوم 24 من أغسطس.

وفي اليوم التالي، 25 أغسطس، اتجهت قوات النظام السوري لتنفيذ عمليات الاقتحام، باتجاه الأحياء السكنية، والتي كانت في ذلك الوقت "كمدينة أشباح"، ويضيف الناشط "بدأت قوات الأسد حملات تمشيط في الحارات والأحياء السكنية. جمعت الكثير من الشبان والنساء والشيوخ. سمعنا أصوات رصاص وعساكر. لنتفاجأ، بعد يوم من انسحابها إلى الأطراف في 26 من أغسطس 2012، بمئات الجثث".

ويشير إلى أنه "تم إحصاء 700 شهيد، بينما هناك عدد كبير من المختفين والمعتقلين. القتل كان عشوائيا. لم يكن هناك أي جيش حر أو ثوار. رائحة الدم في كل مكان. الصدمة كبيرة. والأشد أن الأهالي لم يعرفوا لماذا حصلت المجزرة؟".

ويعتبر شاهد العيان، همّر، أن النظام السوري أقدم على تنفيذ "المجزرة" "رغبة منه "في القضاء على روح الثورة في داريا، والتي اشتهرت في حراكها الثوري، وكانت أقرب النقاط الثورية المشتعلة بالقرب من مركز دمشق"، ويضيف "كان يريد تأديبها والقضاء على الثورة فيها. وهذا الأمر لم يحصل، لأن المجزرة تبعتها أكبر عملية عسكرية ضد قوات النظام السوري".

ولا تعتبر "مجزرة داريا" الوحيدة التي وُثِّق ضلوع قوات النظام السوري في تنفيذها، بل كان إلى جانبها الكثير، سواء في محيط العاصمة، دمشق، أو في باقي المحافظات السورية، التي اشتعلت عقب عام 2011.

وخلال السنوات الماضية برزت سلسلة من التوثيقات الخاصة بمسار "المحاسبة والعدالة"، لكنها استهدفت بشكل أساسي "الجرائم الكبرى" مثل "مجزرة الكيماوي" التي حصلت في الغوطة الشرقية، في أغسطس من عام 2013.

يوضح مازن غريبي، المدير التنفيذي لـ"المجلس السوري البريطاني"، أن التقرير الاستقصائي الخاص بـ"مجزرة داريا" هو الأول من نوعه، وأخذ عملا توثيقيا استمر حوالي عامين، منذ 2020.

وإلى جانب الشهادات التي استعرضها التقرير والخرائط وتفاصيل "الوحدات العسكرية" المشاركة في "المجزرة" نشر المعدون صورا للمقبرة الجماعية، التي دفن فيها الضحايا، ويقول غريبي لموقع "الحرة": "نأمل من خلال التقرير أن تساهم نتائجه في مسار العدالة والمحاسبة في سوريا، وأن تساهم في مداواة جرح أهالي داريا. سيكون أحد التقارير الأساسية التي سيتم الاعتماد عليها في التحقيقات التي تجري بشكل متواصل بشأن جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا".

وبحسب المدير التنفيذي للمجلس "السوري- البريطاني" فقد أرسلوا نسخا من التقرير إلى "الآلية الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا، ووزارات خارجية دول عدة منها بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا، إضافة إلى الجهات ذات الصلة بالأمم المتحدة"، ويضيف المتحدث "نعمل على ألا يكون في أرشيف الأمم المتحدة. نعمل لأن يكون له صدى واسع وتنتج عنه آليات ونتائج ملموسة على أرض الواقع تساهم في مسار العدالة والمحاسبة في سوريا".

اقرأ المزيد
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢
حكومة لبنان تفوض اللجنة الوزارية بمجموعة مهام لإكمال ملف إعادة اللاجئين السوريين 

تواصل الحكومة اللبنانية، مساعيها للضغط في ملف إعادة اللاجئين السوريين، متجاوزة كل القرارات والتحذيرات الدولية التي تمنع ذلك، في ظل سجال حكومي حول من يتولى الملف، وسط قرارات يتم إقرارها للتضييق على اللاجئين بشكل مستمر.

وفي سياق مساعيها تلك، فوّضت الحكومة اللبنانية، اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم بـ "أمان وكرامة" وفق زعمها، بمجموعة مهام لإكمال بعض النقاط التي تُعنى بعودتهم وتطبيق القوانين اللبنانية.

وفي اجتماع ترأسه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وغاب عنه وزير شؤون المهجرين الذي كان قد زار سوريا قبل أسبوعين لمتابعة الملف مع السلطات السورية، أعلن وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، أن ميقاتي "استمع إلى تقارير عن المقررات التي اتخذتها اللجنة الوزارية لشؤون النازحين السوريين الأسبوع الماضي"، وهي معنية بالوزارات والإدارات.

وقال حجار:"إأننا أكدنا متابعة ملف النازحين من أجل عودة كريمة"، ولفت إلى أن ميقاتي "فوّض اللجنة بمجموعة مهمات لإكمال بعض النقاط التي تُعنى بالعودة، على أمل أن يُعقد اجتماع ثانٍ وثالث الأسبوع المقبل لإنهاء وانقشاع الرؤية بموضوع عودة النازحين".

وحل تلك المهمات التي كُلفت بها اللجنة، قال حجار: "بالمبدأ اللجنة تعمل بطريقة سرّية، وكل الاجتماعات التي تُعقد منذ شهر ولغاية الآن، لم نفصح فيها ولا مرة بشكل واضح عن النقاط، أكان مع رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة". 

وأضاف: "نحن نعمل على نقاط عملانية لها علاقة بموضوع النازحين ضمن القوانين اللبنانية، وكل الغاية إحقاق الحق، وهذا يعني عودة من هو نازح بشكل آمن إلى الأراضي السورية، ولمن لا يستطيع أن يذهب إلى سوريا، تأمين وطن بديل له".

ونوه إلى أنه "في الوقت نفسه، تطبيق القوانين اللبنانية مع إكمال التفاوض الهادئ والعقلاني، مع المراجع الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة"، وكان وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين، قد زار دمشق قبل أسبوعين لمناقشة الاتفاق على خطة لبنانية لإعادة النازحين السوريين.

لكنّ خطة شرف الدين فجّرت خلافاً بين الوزيرين حجار وشرف الدين، وشنّ الأخير هجوماً بدوره على ميقاتي، وقاطع الاجتماع الذي خصصه الأخير لبحث هذه القضية أمس، ليعود بعدها حجار ويعلن أن وزارته هي المعنيّة بالبحث في هذه القضية.

وكان أعلن "هيكتور الحجار" وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أن إنشاء أي مخيم جديد للنازحين السوريين على الأراضي اللبنانية هو أمر مرفوض، معتبراً أن كل جهة تعمل خلاف ذلك ستتعرض للملاحقة القانونية.

وقال الحجار في سلسلة تغريدات اطلعت عليها "شام" إنه : "بعد أن علمنا بوجود نية لإنشاء مخيم للنازحين السوريين في منطقة الصرفند ملاصق لنهر القاسمية بجنوب لبنان، دون التنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، نؤكد أن هذا الأمر غير مقبول كونه يشكل انتهاكا لسيادة الدولة اللبنانية، كما يلحق ضررا بالموارد المائية في المنطقة ويشكل خطرا على البيئة ويعرض النازحين السوريين لمخاطر الفيضانات واحتمال الإخلاء".

وشدد الحجار على "ضرورة التنسيق مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والداخلية والبلديات في أي شأنٍ يتعلق بالنازحين"، مؤكدا أن "إنشاء أي مخيّم جديد على الأراضي اللبنانية هو أمر مرفوض، وكل جهة تعمل خلاف ذلك ستتعرض للملاحقة القانونية".

وسبق أن قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن قضية عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، فجّرت الخلاف بين اثنين من وزراء حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، في ظل مساعي حثيثة لفريق يدعمه الرئيس عون لتمكين إعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق النظام بسوريا وفق خطة يجري العمل عليها منذ أشهر دون موافقة الأمم المتحدة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الخلاف جرى بين وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، ووزير المهجرين عصام شرف الدين، الذي شنّ هجوماً بدوره على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وقاطع الاجتماع الذي خصصه الأخير لبحث هذه القضية، ليعود بعدها حجار ويعلن أن وزارته هي المعنيّة بالبحث في هذه القضية.

وتحدثت المعلومات عن سجال حاد وقع بين الطرفين في اللقاء الوزاري الذي ترأسه ميقاتي أول من أمس، حيث عاد حجار للحديث عن الموضوع، مؤكداً أن وزارته هي المتابعة لهذا الملف بالتنسيق مع وزارة الخارجية، وهو ما ردّ عليه شرف الدين، مؤكداً أن توليه القضية وزيارته سوريا كانت بموافقة كلٍّ من الرئيسين ميشال عون وميقاتي. 

وقال وزير المهجرين "عصام شرف الدين"، المحسوب على النائب طلال أرسلان، المقرب من سوريا لـ"الشرق الأوسط": إن "وزير الشؤون مسؤول فقط على التواصل والتنسيق مع مفوضية شؤون اللاجئين، ونحن كنا أول من حرّك قضية عودة النازحين وتم تكليفي بالإجماع في شهر أبريل (نيسان) بحضور رئيس الجمهورية بمتابعة الملف.

وعن موقف المجتمع الدولي المعارض لعودة النازحين، قال حجار: "لدى المجتمع الدولي موقفه وأسبابه، أما موقف الدولة اللبنانية فهو معروف وواضح وتم إعلانه من بروكسل، ونحن في متابعة مستمرة لهذا الملف بطريقة حثيثة ودقيقة، لكن لا يمكن أن نتصرف كأننا وحدنا".

واعتبر أن "الموضوع مرتبط بالوزارات اللبنانية وبالدولة السورية وبالمجتمع الدولي وبمفوضية اللاجئين، لذلك لا يمكننا اتخاذ أي خطوة منفردة، فالخطوات يجب أن تكون متكاملة رغم عدم التفاهم عليها كلها، ولكن يجب اتخاذ المسار النابع من الحوار للوصول إلى الغاية بالحد الأدنى وأن تبقى ضمن إطار القانون والعودة الآمنة".

وأكد حجار أنه يمكن إنهاء ملف عودة النازحين قائلاً: "هناك أمل بإنهاء هذا الملف ونحن كدولة لبنانية وكلجنة وزارية نعمل على استكمال المقررات"، مضيفاً: "نحترم آراء المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ولكن في الوقت نفسه لدينا رأينا من خلال القانون اللبناني من أجل معرفة تطبيقه من دون الدخول في صراع قد يبدأ ولا ينتهي".

وعن عدد اللاجئين السوريين أوضح: "حسب المعطيات فإن العدد يتخطى المليون ونصف المليون نازح، ونحن نعلم أنه لدى حصول أي تغييرات في المنطقة لا سيما اقتصادياً، فإن أعدادهم ترتفع في لبنان، من خلال دخولهم عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية وهذا الموضوع عرضناه اليوم ونبحث في كل الأمور المرتبطة بموضوع دخولهم عبر المعابر غير الشرعية ومعالجته".

وكان جاء كلام حجار بعد أيام على زيارة قام بها وزير المهجرين عصام شرف الدين، لسوريا لبحث خطة عودة النازحين التي قدمها لبنان لإعادة 15 ألف نازح كل شهر، وأكد حينها وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري حسين مخلوف، أن هناك "توافقاً في الرؤية بين الجانبين السوري واللبناني لجهة عودة جميع اللاجئين".

اقرأ المزيد
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢
حرائق ونزوح وسط تفجيرات ضخمة .. شظايا مخازن ومضادات النظام تلاحق سكان "مصياف"

كشفت مصادر إعلامية مقربة من نظام الأسد عن حالات نزوح وفرار سجلتها قرى بمنطقة مصياف بريف محافظة حماة، وسط حدوث انفجارات متتالية ضخمة ناتجة عن مخازن أسلحة وذخائر للميليشيات الإيرانية عقب الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع لقوات الأسد وسط سوريا.

وحذرت صفحات إخبارية سكان القرى القريبة من مكان الاستهداف ودعت إلى الابتعاد عن الشرفات والنوافذ والزجاج، وأضافت، أن الانفجارات مستمرة وقد تصل الشظايا لـ "كيلومترات"، كما شددت على عدم عبور السيارات على طريق "مصياف - حماة" وطريق "مصياف - المحروسة"، وسط سوريا.

وبث صفحات إخبارية موالية مقطعا مصورا يظهر إصدار تعميم عبر مكبرات الصوت يتضمن تحذيرات في مدينة مصياف بريف محافظة حماة، من التجول في الشوارع والوقوف على الأسطح حفاظا على سلامتهم، وأوضحت مصادر أن سبب التعميم هو تطاير الشظايا الناجمة عن الانفجارات في المواقع المستهدفة بالغارات الإسرائيلية.

ونوهت الصفحات إلى حدوث أضرار مادية كبيرة جراء سقوط بعض المقذوفات في قرى طير جملة وبقراقة والكروم والوادي، ودعت إلى الإبلاغ في حال العثور عليها فبعضها غير منفجر وسط محاولات السيطرة على الحرائق نتيجة تجددها في حرش الشيخ غضبان ومنطقة الانفجار بريف حماة.

في حين طالت الحرائق مساحات واسعة من الأراضي المحيطة بالبحوث حتى طريق مصياف - المحروسة"، فيما توجهت صفحات موالية بالشكر "لمن فتح بابه أمس لاستقبال الأهالي الهاربين من المناطق القريبة للانفجارات"، وذكرت أنه لم يصدر أي أوامر بالنزوح بل اقتصر ذلك على التحذيرات من تطاير الشظايا.

وأعلن رئيس مركز حماية الغابات بمصياف "مدين علي"، اندلاع حرائق في موقع "حير عباس ومشهد علي، وداخل البحوث باتجاه الشرق في موقع غابة الصنوبر"، وأكد أن الحريق الأكبر كان داخل موقع الطلائع وهو قيد التبريد والمراقبة كونه متجدد بفعل وجود انفجارات متتالية وزعم بقاء أكثر من 20 صهريج مراقبة حتى الصباح.

هذا ولم يقتصر خطر وقوع الإصابات بين السكان على الانفجارات الضخمة المتتالية الناتجة عن الأسلحة والذخائر القريبة من المناطق السكنية فحسب، بل بثت صفحات مشاهد تظهر سقوط المضادات الأرضية تجاه تلك المناطق في حدث يتكرر مع تجدد الغارات الإسرائيلية على مواقع ميليشيات النظام وإيران.

في حين أعلنت وكالة أنباء النظام "سانا" إصابة مدنيين بجروح جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في محيط مدينتي حماة وطرطوس غربي سوريا مساء أمس الخميس، وزعم مصدر عسكري التصدي لعدوان جوي إسرائيلي من اتجاه البحر وإسقاط معظم صواريخ العدوان الذي استهدف محيط مدينتي حماة وطرطوس.

وفي آيار/ مايو الماضي نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، صور التقطتها أقمار صناعية، تظهر دماراً كاملاً في موقع للنظام وميليشيات إيران تعرض لغارات جوية بمحيط مدينة مصياف بريف حماة وسط سوريا.

ونقلت الصحيفة عن "وكالة الاستخبارات المركزية" الإسرائيلية، أن المباني التي تم قصفها كانت مدخل أنفاق تحت الأرض، ودمرتها الغارات الجوية بالكامل، ولفتت إلى قصف المباني نفسها في شهر أيلول (سبتمبر) عام 2018 في غارة إسرائيلية، ثم أعيد بناؤها لاحقاً.

وتضم منطقة مصياف أكاديمية عسكرية ومركزاً للأبحاث العلمية، ويعتقد أنّ في المنطقة العامة حول مصياف، وجود إيراني كبير، ما أدى إلى استهدافها عدة مرات في الماضي، وفق الصحيفة.

والجدير بالذكر أن مواقع عسكرية تابعة للنظام تتعرض منذ سنوات، لقصف إسرائيلي من حين إلى آخر، في ظل استهداف لقواعد عسكرية تابعة لإيران والمجموعات الإرهابية التابعة لها، مع تكتم النظام عن خسائره نتيجة الضربات الجوية المتتابعة.

 

اقرأ المزيد
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢
لافروف يلتقي غير بيدرسون في موسكو لبحث القضايا الراهنة على الصعيد السوري

قالت مصادر إعلام روسية، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحث الخميس، الملف السوري مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، وقالت الخارجية الروسية، إن لافروف التقى بيدرسون في العاصمة موسكو، وأجريا مباحثات موسعة حول القضايا الراهنة على الصعيد السوري.

وأوضح البيان أن اجتماع لافروف وبيدرسون أولى اهتماما خاصا لعمل اللجنة الدستورية السورية، وأكد على أهمية الحفاظ على حوار إيقاعي ومثمر في منصة التفاوض هذه.

وبحث الجانبان قضية تسوية الوضعين الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، وأكدا على المطالبة بتكثيف الجهود الدولية لتنفيذ المشاريع الهادفة إلى استعادة البنية التحتية الاجتماعية لسوريا، تماشيا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.


وسبق أن طالبت جنيفر فينتون، المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، بألا تؤثر النزاعات الأخرى على اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف، التي أوقفتها روسيا لأنها تعتبر أن سويسرا لم تعد محايدة منذ الحرب على أوكرانيا.

وقالت فينتون، إن بيدرسون أطلع مجلس الأمن الدولي، على الوضع في سوريا، وأكد أن تأجيل عقد الجولة التاسعة من اجتماعات اللجنة الدستورية "مؤسف ومحبط"، خصوصاً أنه ناجم عن قضايا لا علاقة لها بالملف السوري.

وأضافت في تصريحات صحفية، أن النظام السوري أبلغ بيدرسون أن وفده لن يكون مستعداً للمشاركة في الجولة التاسعة إلا بعد تلبية الطلبات الروسية، ولفتت إلى أن بيدرسون دعا جميع الأطراف إلى وضع جدار حماية يصون العملية السياسية، من تأثير النزاعات التي تجري في أماكن أخرى من العالم، ويضع مصلحة السوريين في المقام الأول.

وأكدت فينتون أن أحد شروط إنشاء اللجنة الدستورية عام ،2018 أن تعقد اجتماعاتها في جنيف دون تدخل خارجي، وذلك بعد إعلان بيدرسن، أن عقد الجولة التاسعة من جلسات اللجنة الدستورية السورية في نهاية يوليو بجنيف، بات يبدو غير ممكن، في وقت تحدثت مصادر عن رسالة من المبعوث الأممي  بتأجيل الجولة التاسعة من اجتماعات اللجنة والتي كانت مقررة أن تبدأ 25 تموز / يوليو .

وسبق أن رد نائب متحدث الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، على إعلان نظام الأسد، أن سويسرا التي تستضيف اجتماعات اللجنة الدستورية، لم تعد محايدة بسبب دعمها العقوبات الأوروبية على روسيا، بتأكيد حيادية دولة سويسرا كمنبر للكثير من العمل الدبلوماسي الذي تقوم به المنظمة الدولية.

وقال حق في مؤتمر صحفي بنيويورك، إن "المبعوث الخاص إلى سوريا (غير بيدرسون) يشدد على أهمية قيام جميع الأطراف المعنية بحماية العملية السياسية السورية وعزلها عن خلافاتهم في أماكن أخرى من العالم ويشجعها على الانخراط في دبلوماسية بنّاءة بشأن سوريا".

وأضاف حق أنه "خلال عطلة نهاية الأسبوع أعلن بيدرسون أنه لم يعد من الممكن عقد الجولة التاسعة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية، وأنه بعث رسائل إلى أعضاء الهيئة لإبلاغهم بذلك"، وذلك بعد أن أعلن بيدرسون في بيان عدم انعقاد الجولة التاسعة لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية كما كان مقررا في جنيف بين 25 و29 يوليو / تموز الجاري.

ودعت روسيا في يونيو/ حزيران الماضي إلى تأجيل اجتماعات اللجنة التاسعة، وقال ممثل حكومة الأسد في موسكو إن سويسرا، الدولة المضيفة للاجتماعات، فقدت حيادها، وردا على أسئلة صحفيين بشأن اعتبار النظام السوري أن سويسرا لم تعد محايدة، قال حق: "نعيد التأكيد هنا على حيادية سويسرا كمنبر للكثير من العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة".

وأضاف: "بيدرسون حث الأطراف على الانخراط بدبلوماسية بنّاءة بشأن سوريا.. هذا أمر مهم للغاية.. يجب الحفاظ على أن يكون النقاش بشأن سوريا - بأكبر قدر مستطاع - منفصلا وبعيدا عن مناقشة موضوعات أخرى".

وفي 3 يونيو/ حزيران الماضي، اختُتمت في جينيف الجولة الثامنة لاجتماعات اللجنة الدستورية والتي استغرقت 5 أيام، وأعلن بيدرسون في ختامها، أن عمل اللجنة يجري ببطء، داعيا الأطراف كافة إلى العمل للتوصل إلى حلول وسط بشأن القضايا المطروحة.

اقرأ المزيد
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢
أوزبكستان: زيارة الأسد إلى قمة "شنغهاي" لم تتم مناقشتها ولم تطرح داخل المنظمة مطلقاً

قال المنسق الوطني لأوزبكستان، وفق مانقلت وكالة أنباء "نوفوستي"، إن زيارة الإرهابي بشار الأسد إلى قمة منظمة "شنغهاي" للتعاون في سمرقند، لم تتم مناقشتها ولم تطرح داخل المنظمة مطلقاً، في سياق توضيح ماروجته وكالات إعلام روسية وإيرانية عن إمكانية عقد لقاء بين الأسد وأردوغان في القمة.

وكانت نفت مصادر دبلوماسية روسية، نقلت عنها صحيفة "الشرق الأوسط"، ماتم تداوله عبر وكالات إعلام روسية وأخرى إيرانية، بشأن احتمال ترتيب لقاء مباشر يجمع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، والإرهابي "بشار الأسد"، على هامش قمة منظمة شنغهاي، جاء النفي بعد تصريحات وزير الخارجية التركي يوم أمس.

ونقلت وكالة "رويترز"، عن وزير الخارجية التركي "مولود تشاويش أوغلو"، نفيه وجود أي مخطط لاجتماع في قمة "شنغهاي" مع حكومة نظام الأسد، مبيناً أن "الأسد ليس مدعوا"، رغم أن وسائل إعلام روسية وإيرانية هي من روجت لاحتمالية اللقاء قبل أن تتراجع وتنشر النفي.

 ونفى مصدر دبلوماسي روسي تحدثت إليه "الشرق الأوسط" صحة معطيات روجت لها وكالة أنباء إيرانية عن اللقاء المحتمل، وقال إن "هذا الموضوع (لقاء الأسد وإردوغان) غير وارد أبداً، ولم يتم حتى التفكير بترتيبه في اجتماع شنغهاي".

وأوضح المصدر أن موسكو "عملت دائماً على تشجيع قنوات الاتصال والتواصل بين تركيا وسوريا، وبعض هذه القنوات موجودة عملياً وبعضها مباشرة والبعض الأخرى تتم عبر روسيا".

واستدرك بالقول ‘نه "فيما يخص ترتيب لقاء على المستوى الرئاسي نحن نقدر أن هذا صعب للغاية حالياً، ويجب أن تسبق أي لقاء خطوات مسبقة عملية على الأرض، وهذا ما نسعى إليه ونعمل لتحقيقه"، واعتبر أن "كل ما يشاع غير ذلك هو مجرد توقعات واجتهادات من جانب أوساط سياسية أو صحافية".

وكان أكد وزير الخارجية التركي، في تصريحات الثلاثاء، أن "النظام في سوريا لم يؤمن حتى الآن بالعملية السياسية عليه أن يؤمن الآن البلد سينقسم بالقتال، وقال "يجب اتخاذ خطوة من أجل تحقيق سلام دائم في سوريا"، معتبراً أن اللاجئين السوريين يريدون العودة إلى منازلهم ولكن لا يستطيعون إما خوفا من النظام أو بسبب عدم قدرة النظام على تحسين الأوضاع المعيشية.

وبين أنّ اجتماعات اللجنة الدستورية في سوريا جاءت بمساهمة من تركيا وروسيا وإيران إلا أنّها لم تحقق أي نتيجة قائلا: "في الحقيقة النظام لا يؤمن بشكل كامل بالمسار السياسي"، وأثنى على المعارضة السورية بتشكيلها هيئة تفاوض وبنواياها الحسنة والبناءة تجاه التوصل لحل سياسي، مستدركا بأن هذا المسار لم يسجل أي تقدم بسبب التعنت من قبل النظام السوري.

وكانت تداولت تسريبات إعلامية "روسية وإيرانية"، خلال الأيام الماضية، مفادها أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، قد يقوم بدعوة الإرهابي "بشار الأسد"، والرئيس التركي "رجب طيب إردوغان" لحضور قمة منظمة "شنغهاي" المقررة في أوزبكستان الشهر المقبل. 

لكن إشارات أخرى كانت صدرت عن موسكو خلال الأسابيع الأخيرة، دلت إلى "تحرك دبلوماسي روسي نشط لتشجيع إردوغان على إعلان خطوات للتقارب مع دمشق، في إطار رؤية واسعة لمعالجة المخاوف الأمنية التركية والترتيبات اللاحقة في مناطق الشمال السوري".

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن مصدر روسي نقله في وقت سابق أن بوتين قد يجري اتصالات مع الأسد بعد قمة طهران، وقال إنه بعد اللقاءات مع الرئيسين التركي والإيراني "قد يلتقي بوتين بـ بشار الأسد وقادة آخرين".

اقرأ المزيد
٢٦ أغسطس ٢٠٢٢
تزامناً مع تزايد مدة انتظار الرسالة .. النظام يروج لرفع سعر الغاز المنزلي

روجت مصادر إعلامية مقربة من نظام الأسد لانعقاد اجتماع في وزارة التجارة الداخلية بحضور جمعية معتمدي الغاز لمناقشة رفع هامش الربح للمعتمد من 3 إلى 25 بالمئة، بذريعة التضخم وارتفاع أسعار السلع في الأسواق.

وبررت السبب في المطالبة برفع النسبة يعود لارتفاع التكاليف وقلة الأرباح نتيجة طول مدة استلام الأسطوانة لتتجاوز المئة يوم بعد أن كانت 23 يوماً، فيما أكدت مصادر إلى أن رسالة الغاز كل ثلاثة أشهر ونصف وبذلك تجاوزت 100 يوم من الانتظار، وسط شح وغلاء المادة بشكل كبير.

وبرر إعلام النظام تفاقم أزمة الحصول على مادة الغاز نتيجة تحقيقات وسحب رخص خلفية التحقيقات التي جرت خلال الفترة الماضية نتيجة التجاوزات في معمل غاز عدرا، فيما كشفت مصادر عن ارتفاع مدة انتظار رسالة الغاز وسعرها في السوق السوداء، رغم حديث إعلام النظام عن توريدات جديدة.

وذكر أن تداعيات التحقيقات مستمرة حتى الآن وتتمثل في نقص العمالة، واقتصار العمل على وردية واحدة، وبالتالي ثبات الإنتاج عند 11 ألف أسطوانة يومياً، وتوقع إعلام النظام رفع الإنتاج إلى 25 ألف أسطوانة يومياً سيعني تخفيض مدة استلام الأسطوانة عند 50 يوماً.

ونقلت مصادر موالية لنظام الأسد عن شركة محروقات قولها إنه سيتم قريباً توفير النقص الحاصل بأسطوانات الغاز الفارغة من خلال دولة صديقة، حيث تم الموافقة على تأمين صمامات لإصلاح المتضررة منها، علماً أن تكلفة صيانة الأسطوانة اليوم تضاهي تكلفة الجديدة، وفق تعبيرها.

ونوهت صحيفة تابعة لإعلام النظام إلى توفر المشتقات النفطية في الأسواق الرائجة ولكن بأسعار خاصة، حيث لا يزال نقص التوريد يرد في التصريحات الحكومية التي تبرر فيها نقص المادة بالأسواق أو تخفيض المخصصات وما إلى ذلك، بالمقابل تفرض ضبوطاً بأرقام خيالية بحق أصحاب محطات وقود خاصة تتاجر بآلاف وأحياناً بمئات الآلاف من الليترات.

في حين قال مصدر في جمعية معتمدي الغاز إن مدة انتظار رسالة الغاز وصلت إلى 130 يوماً في ريف دمشق وتجاوزت المئة يوم في العاصمة ما تسبب بزيادة سعرها في السوق السوداء ليصل إلى ما بين 150 و175 ألف ليرة لأسطوانة الغاز الصناعي و100 و125 ألفاً لأسطوانة الغاز المنزلي، وذكر أن موعد افتتاح الوجبة القادمة من المادة ما زال مجهولاً.

وزعم أن توريدات الغاز المنزلي مستقرة والغاز متوفر إلا أن المشكلة تكمن في تعبئة الاسطوانات وصيانتها، الأمر الذي انعكس سلباً على المواطنين بعد جهود كبيرة لتأمين توريدات الغاز وتجاوز الحصار، وكشفت جريدة تابعة لإعلام النظام الرسمي عن مغادرة ناقلة للغاز المنزلي ميناء بانياس النفطي تموز بعد أن أفرغت حمولتها المقدرة بألفي طن من الغاز، وفق تقديراتها.

ونقلت الجريدة عن مصادر لم تسمها القول إن تدفق النواقل النفطية الخام والغاز وغيرها لم يتوقف منذ بدء مفاعيل الخط الإئتماني الإيراني، مشيرة إلى أن التدفق مستمر ضمن وتائر محددة ومدروسة لتلبية متطلبات واحتياجات المشتقات النفطية المتزايدة، وبما يضمن استمرار عمل مصافينا، حسب تعبيرها.

وفي سياق تخبط وتناقض التصريحات نفى "فيصل سرور"، عضو المكتب التنفيذي بمجلس محافظة دمشق لدى نظام الأسد صدور قرار بتخصيص 20 ليترا من البنزين كل يومين لسيارة "التكسي" التي تقوم بتركيب نظام التعقب، وذكر أن المجلس وافق على توصية فقط مقدمة من اللجنة الاقتصادية بالمحافظة والأمر مرهون بموافقة وزارة النفط حصرا، حسب كلامه.

هذا وأطلق نظام الأسد عبر مصدر مسؤول في شركة المحروقات تبريرات جديدة حول فقدان مادة الغاز المنزلي، وتوقف تعبئة المادة لأيام، بأن ذلك يعود إلى نقص أسطوانات الغاز الحديدية، لتضاف إلى ذرائع نقص العمال والتوريدات وسيارات النقل، فيما قرر وزير النفط إيقاف العمل بقسائم البنزين والمازوت المسبقة الدفع في كامل مناطق سيطرة النظام.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٣١ يوليو ٢٠٢٥
تغير موازين القوى في سوريا: ما بعد الأسد وبداية مرحلة السيادة الوطنية
ربيع الشاطر
● مقالات رأي
١٨ يوليو ٢٠٢٥
دعوة لتصحيح مسار الانتقال السياسي في سوريا عبر تعزيز الجبهة الداخلية
فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
٣٠ يونيو ٢٠٢٥
أبناء بلا وطن: متى تعترف سوريا بحق الأم في نقل الجنسية..؟
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
محاسبة مجرمي سوريا ودرس من فرانكفورت
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
استهداف دور العبادة في الحرب السورية: الأثر العميق في الذاكرة والوجدان
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
١٧ يونيو ٢٠٢٥
فادي صقر وإفلات المجرمين من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
١٣ يونيو ٢٠٢٥
موقع سوريا في مواجهة إقليمية محتملة بين إسرائيل وإيران: حسابات دمشق الجديدة
فريق العمل