سجّلت الأسواق السورية انخفاضاً ملحوظاً في أسعار الخضار والفواكه مع دخول موسم الصيف، في مشهد كان من الممكن أن يُفهم كبداية لانفراج اقتصادي، لولا أن الواقع المعيشي يفرض مفارقة قاسية، إذ ما تزال القدرة الشرائية محدودة بسبب انعدام السيولة لدى معظم الأسر.
في سوق الهال بدمشق، ظهرت الأسعار بمستويات غير معتادة منذ سنوات، وسط وفرة في المعروض وتراجع حاد في الطلب، ما دفع التجار إلى خفض الأسعار لتفادي تلف البضائع، وهذا التراجع طال أصنافاً أساسية مثل البندورة، الخيار، الباذنجان، الكوسا، والبطاطا، بالإضافة إلى انخفاض لافت في أسعار الفاصولياء وورق العنب.
الفواكه بدورها بدأت موسمها بأسعار أخف من المعتاد، حيث انخفض سعر المشمش والكرز والموز، في ظل توقعات بمزيد من الانخفاض مع اتساع الإنتاج المحلي، إلا أن هذه الأرقام لا تعكس تحسناً فعلياً في حياة المواطنين، إذ عبّر كثيرون عن عجزهم عن الشراء رغم تراجع الأسعار، مؤكدين أن الدخل المحدود ما يزال عاجزاً عن تغطية أبسط الحاجات.
وأوضح "محمد العقاد"، نائب رئيس لجنة مصدري الخضار والفواكه، أن تراجع الأسعار يعود إلى عدة أسباب، منها ارتفاع درجات الحرارة التي ساهمت في وفرة الإنتاج، بالإضافة إلى ضعف القدرة الشرائية، وهو ما أجبر التجار على خفض الأسعار لتسريع التصريف.
في المقابل، تتعالى أصوات الأهالي بضرورة تفعيل الرقابة على الأسواق، وضبط حالات الاحتكار ورفع الأسعار غير المبرر، مؤكدين أن المشكلة الحقيقية تكمن في ضعف الدخل، وليس فقط في تقلب الأسعار، وفي المحصلة، يبقى انخفاض الأسعار خبراً ناقص الفرح، في ظل فجوة متسعة بين ما هو معروض على البسطات، وما هو ممكن في جيب المواطن.
في سوق الهال بدمشق، سجلت أسعار الخضار تراجعاً غير معتاد منذ مواسم، حيث بلغ سعر كيلو البندورة نحو 5,000 ليرة، والخيار 4,000 ليرة، بينما وصل الباذنجان الأسود المستخدم للحشي إلى 6,000 ليرة.
ووصل سعر الباذنجان البرشلوني إلى 5,500 ليرة. الكوسا تراجعت إلى 3,500 ليرة، في حين سجلت البطاطا أدنى سعر بين الأصناف عند 2,500 ليرة فقط، كما انخفضت الفاصولياء الخضراء بشكل لافت من 40 ألفاً إلى 12 ألف ليرة، وهبط سعر ورق العنب إلى 8,000 ليرة بعدما تجاوز سابقاً حاجز الـ25 ألفاً.
وسجلت الفليفلة الخضراء 5,000 ليرة، فيما حافظ الليمون المستورد من لبنان على سعره المرتفع نسبياً عند 10,000 ليرة للكيلو. أما الفواكه، فقد بدأ موسمها بأسعار أخف من المعتاد، حيث بلغ سعر المشمش 10,000 ليرة، والموز المستورد 15,000 ليرة، وتراوح سعر الكرز بين 10,000 و25,000 ليرة حسب النوع والجودة.
ووفق مصادر محلية، فإن أسعار خدمات المطاعم لم تنخفض بما يتماشى مع تغيّر سعر الصرف، بعد سقوط النظام البائد. إذ ما تزال وفق نشرة الأسعار الرسمية القديمة المقوّمة بسعر دولار رسمي بنحو 13600 ليرة سورية.
وذلك وفق نشرات البنك المركزي حينها (قبل خمسة أشهر)، بينما أصبح السعر الرسمي للدولار الآن، بـ 11110 ليرة، لكن نشرات الأسعار الرسمية للمنشآت الخدمية والسياحية، لم تتغير.
وأفاد مراسل "اقتصاد" بالإطلاع على تعميم صادر عن الجهات الحكومية المختصة (السياحة، الاقتصاد)، موجه للمنشآت السياحية والخدمية، ببقاء الأسعار على ما هي عليه، إلى حين صدور نشرات أسعار جديدة.
وتفتقد مدينة دمشق منذ التحرير لأي شكل من أشكال المبادرات المجتمعية للضغط بغية تخفيض أسعار وعروض المنتجات الأساسية والخدمات الترفيهية، تماشياً مع تحسّن سعر صرف الليرة، وفق مصادر اقتصادية متطابقة.
تحوّلت قصة ميرا وأحمد، التي بدأت كحادثة رومانسية اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت موجة من التعاطف، إلى نموذج مثير للجدل حول استغلال القضايا الحساسة من أجل الشهرة والمكاسب السريعة.
لم تمضِ أيام على كشف تفاصيل القصة التي بدأت بالهروب والزواج من خلف ظهور الأهل، حتى بات الثنائي يطلّ بشكل متكرر عبر "لايفات" على منصات السوشال ميديا، يطلبان من المتابعين الانضمام والدعم، ويستثمران قصتهما في دعاية لمنتجات ومراكز تجميل، دون اكتراث لحساسية القضية التي أثارت الرأي العام أساساً.
هذا التحوّل السريع من حالة إنسانية معقّدة إلى محتوى ترفيهي وتسويقي أثار استياء كثير من المتابعين، الذين رأوا أن ما جرى تسليعٌ للمشاعر واختزالٌ لقضية شائكة إلى "ترند" يهدف لجذب المشاهدات فقط، وبات واضحاً أن الاهتمام الذي أُحيط بالقصة لم يُستثمر لتسليط الضوء على قضايا مجتمعية أو فتح حوار جاد، بل لترويج ماركات ومستحضرات تجميل ومحتوى استهلاكي.
تحذيرات من تكرار التجربة
حذّر ناشطون من خطورة تكرار هذا النموذج، معتبرين أنه يشجّع على استنساخ تجارب غير مدروسة من قبل شباب قد يظنون أن هذا المسار طريق سريع نحو الشهرة والانتشار. فالمشكلة لم تعد مقتصرة على القصة بحد ذاتها، بل في الطريقة التي تُقدَّم وتُسوَّق بها، بمعزل عن أي وعي مجتمعي أو إحساس بالمسؤولية الأخلاقية.
خلفيات معقّدة وسياقات حساسة
بدأت القصة عندما اختفت الفتاة ميرا، وانتشرت روايات مضللة عن اختطافها، استُخدمت سياسياً لتشويه صورة مدينة إدلب واتهامها بالتورط في تجارة بالبشر. لكن الحقيقة ظهرت لاحقاً: ميرا تركت منزل أهلها بإرادتها لتتزوج شاباً تحبّه، ما أثار جدلاً مجتمعياً بسبب الخلفية الطائفية والدينية للقضية. ورغم نفي الاتهامات، بقيت تداعيات القصة مفتوحة، لا سيما في مجتمع هش يعاني من التوترات الطائفية والاجتماعية، حيث تعتبر مثل هذه الحوادث شرارة قد تؤجّج مشاعر الكراهية وتزيد من الانقسامات.
الترويج العشوائي… خطر على التماسك الأسري والمجتمعي
يحذر الحقوقيون والباحثون من خطورة الترويج العشوائي لقصص الهروب والزواج بين مختلفي الدين، دون إدراك للتبعات المجتمعية. ففي بيئة محافظة، يُعد خروج الفتاة من بيتها دون علم أهلها مساساً بشرف العائلة وتقاليدها، ما قد يعرضها للعنف أو النبذ، خصوصاً حين تُعرض هذه القصص كـ"قصص حب ناجحة" دون سياق. كما أن تصوير هذا النوع من العلاقات على أنه "بطولة عاطفية" يضعف الحوار بين الأهل وأبنائهم، ويشجع على التمرّد الفردي دون حماية قانونية أو اجتماعية، ما يؤدي إلى تفكك أسري ومخاطر نفسية كبيرة.
مسؤولية إعلامية وأخلاقية
ما قام به ميرا وأحمد بعد زواجهما لا يُعدّ مجرد "استثمار شخصي"، بل سلوك يفتقر إلى المسؤولية الأخلاقية تجاه مجتمعهم، والمتابعين الذين تفاعلوا معهم بناءً على تعاطف إنساني. إذ أن تسويق قصتهما عبر إعلانات تجميل وأزياء حوّل الاهتمام إلى مادة استهلاكية، وعمّق الفجوة بين واقعهم المعقّد والمحتوى السطحي الذي باتوا يقدّمونه.
لقد كان بإمكانهما التعامل مع القضية بما يحترم حساسيتها الاجتماعية، وتجنب تسليعها، لكنّ الخيار الذي سلكاه سحب من قصتهما أي معنى حقيقي، وأفقدهما المصداقية. وفي ظل واقع اجتماعي هشّ، تبدو الدعوة إلى الوعي الإعلامي والمسؤولية الأخلاقية في طرح القضايا الشخصية، خاصة تلك المتصلة بالهويات الدينية والعائلية، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. فالمجتمع السوري، الذي لم يلتئم بعد من جراحه، لا يحتمل المزيد من الانقسام المغلّف بالمحتوى الترفيهي، ولا المتاجرة بقضاياه باسم الحب أو الحرية أو "الترند".
بحث وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى، مع سفير مملكة البحرين في دمشق وحيد مبارك سيار، سبل تطوير التعاون الإعلامي بين البلدين، وذلك خلال لقاء رسمي عُقد في العاصمة السورية، ركّز على توطيد العلاقات الثنائية في المجال الإعلامي والثقافي.
وخلال اللقاء، عبّر السفير البحريني عن تمنياته للشعب السوري بالسلام والاستقرار، مشيداً بغنى النسيج الحضاري والديني في سوريا، وواصفاً إياه بأنه "ركيزة قوة حضارية"، مشدداً على أن التعايش والتسامح بين مكونات المجتمع السوري أمر متجذر بالفطرة، لا يحتاج إلى أطر تنظيمية أو مؤسسات، وهو ما يعكس، وفق تعبيره، عمق التجربة السورية في التنوع والاندماج الاجتماعي.
من جهته، ثمّن الوزير المصطفى المواقف البحرينية الداعمة لسوريا وشعبها، مشيداً بمواقف العاهل البحريني وتضامن بلاده خلال سنوات الحرب، وأبدى إعجابه بالتجربة البحرينية في مجال حرية الإعلام، معرباً عن رغبة وزارته بالاستفادة منها في إطار خطط تطوير الإعلام السوري.
وأكد الوزير المصطفى أن الوزارة تسعى لتكثيف تبادل الزيارات مع المؤسسات الإعلامية البحرينية، مع التوجه لتوقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة الإعلامية بين الجانبين، بما يسهم في بناء بيئة إعلامية مزدهرة ومتطورة في سوريا الجديدة.
وتطرق الوزير خلال اللقاء إلى جهود الوزارة في إعادة بناء الصورة الذهنية لسوريا على المستوى الخارجي، مشيراً إلى مبادرة إعداد مدونة أخلاق مهنية تُشرك فيها الاتحادات والنقابات الصحفية والعاملين في القطاع الإعلامي، بهدف ضبط الأداء المهني وتعزيز مصداقية المحتوى.
كما حذّر الوزير من تصاعد ما وصفه بـ"الحرب الإلكترونية المنظمة" ضد سوريا، مشيراً إلى رصد أكثر من 250 ألف حساب وهمي يستهدف بث معلومات كاذبة ومضللة حول الواقع السوري، في محاولة للتأثير على الرأي العام وتشويه صورة البلاد في الخارج. وأكد أن الشعب السوري، بما راكمه من وعي خلال سنوات الثورة، بات محصّناً ضد حملات التجييش الطائفي والمناطقي.
وفي ختام اللقاء، عبّر وزير الإعلام عن تطلعه لعقد اجتماع قريب مع نظيره البحريني، تمهيداً لإطلاق شراكة إعلامية استراتيجية تقوم على تبادل الخبرات، وتطوير منظومات الإعلام بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين.
توجّه الرئيس السوري أحمد الشرع إلى مدينة سكاريا التركية بعد سلسلة لقاءات رفيعة في مدينة إسطنبول، حيث زار ليلاً مصنع “تانك باليت” (Tank Palet) التابع لشركة BMC في منطقة أريفية المتخصص بصناعة الدبابات، بمرافقة وزير الدفاع التركي يشار غولر.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة Sakarya Yenihaber، فإن زيارة الشرع جاءت بعد لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قصر دولمة بهتشه بإسطنبول، بحضور كل من رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن، ووزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع التركي، إلى جانب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وووزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة.
وحسب الصحيفة التركية، فقد رافق الرئيس الشرع خلال جولته في المصنع والي سكاريا رحمي دوغان، ورئيس بلدية المدينة يوسف أليمدار، وعدد من المسؤولين الأتراك.
وذكرت الصفيحة أن الشرع تفقّد خطوط إنتاج دبابات “ألتاي” (Altay)، إلى جانب المحركات العسكرية التي يتم تصنيعها في المنشأة، دون أن تُنشر أي صور رسمية للزيارة حتى الآن.
وفي ختام الجولة، أقام الشرع مأدبة عشاء خاصة في فندق بمنطقة سابانجا قبل أن يغادر المدينة، وسط تكتم إعلامي لافت وعدم صدور أي بيان رسمي عن تفاصيل الزيارة.
تأتي هذه الجولة بعد أيام من رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن سوريا، ما يُتيح أمام الحكومة السورية الجديدة بقيادة الشرع فرصًا استراتيجية لإعادة بناء القدرات الدفاعية والاقتصادية للبلاد، وسط اهتمام تركي-إقليمي واضح بمسار إعادة الإعمار.
كما تعكس الزيارة تطورًا لافتًا في العلاقات الثنائية بين دمشق وأنقرة، خاصة في ظل التفاهمات الجديدة حول “قسد”، واتفاق الاندماج العسكري الموقّع في مارس، والانفتاح المتزايد على تحالفات أمنية واقتصادية بديلة عن تلك التي سادت في مرحلة النظام السابق.
بحث وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور مروان الحلبي، مع وفد من الجمعية الطبية السورية الأميركية (SAMS)، مشروع إنشاء مدينة طبية متكاملة في ريف دمشق، وذلك خلال اجتماع عُقد اليوم في مقر الوزارة، بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية، الدكتور عبد الفتاح الشعار، وعدد من أعضاء الوفد.
وأكد الوزير الحلبي خلال اللقاء أن المشروع يمثل خطوة استراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة في قطاعي الصحة والتعليم، معبّراً عن استعداد الوزارة لتقديم كل أشكال الدعم اللازم، بالتنسيق مع وزارة الصحة، ولا سيما في ظل التغيّرات السياسية وتخفيف العقوبات، ما يتيح توسيع الشراكات مع المنظمات الدولية والمجتمع المدني.
ونوّه الحلبي بدور الجمعية في دعم المستشفيات التعليمية، مشيراً إلى أن هذه المشافي قدّمت خلال العام الماضي أكثر من 12 مليون خدمة طبية، من بينها 117 ألف عملية جراحية، واصفاً "سامز" بأنها شريك فعّال في دعم النظام الصحي والتعليمي الوطني.
من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية، عبد الفتاح الشعار، أن اختيار ريف دمشق كموقع للمشروع يعود إلى موقعه الاستراتيجي الذي يجعله نقطة وصل بين الجنوب والشمال السوري، لافتاً إلى أن الجمعية تُشرف حالياً على 47 منشأة طبية في شمال سوريا، وتدير برامج متخصصة في معالجة السرطان، أمراض القلب، والعناية المركزة، إلى جانب معهد مخصّص للتعليم والتدريب الطبي.
وقدم المهندس مراد درويش، مدير المشروع، عرضاً أولياً للمخطط العمراني للمدينة، موضحاً أنها ستضم منشآت طبية وتعليمية وسكنية، وستُقام وفق معايير عالمية مستوحاة من تجارب ناجحة في تركيا والولايات المتحدة، مع إمكانية نقل التجربة إلى محافظات أخرى مستقبلاً.
ويأتي هذا المشروع في سياق رؤية الجمعية، وهي منظمة طبية غير ربحية تأسست عام 1998، لتوفير خدمات صحية وتعليمية طويلة الأمد في سوريا والمناطق المتضررة من الأزمات، وتعزيز جودة الرعاية الصحية بما يتماشى مع المعايير الدولية.
وكانت "سامز" قد نظّمت في شباط الماضي ورشة عمل موسعة في دمشق بعنوان "فهم الاحتياجات والتحديات والفرص في قطاع الصحة في سوريا"، بالتعاون مع وزارة الصحة السورية في إدارتها الجديدة.
واستعرضت الورشة رؤى استراتيجية لتطوير القطاع الصحي، مستفيدة من التجربة السورية في الشمال، ولا سيما في إدلب، حيث طُبّقت نماذج متقدمة شملت الرعاية الصحية الأولية، العلاج النفسي، خدمات علاج الأورام، دعم الأشخاص ذوي الإعاقات، تركيب الأطراف الصناعية، والرعاية الصحية للأطفال والرضّع.
ويُتوقّع أن يشكّل مشروع المدينة الطبية في ريف دمشق نقلة نوعية في تطوير الخدمات الصحية والتعليمية، ويعزّز بيئة التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، ضمن رؤية جديدة تستهدف إعادة بناء القطاعات الحيوية في سوريا ما بعد الحرب.
عقدت فعاليات دينية واجتماعية في مدينة السويداء، مساء الأحد، اجتماعاً موسعاً في مضافة آل أبو عسلي، بحضور شيخ عقل الطائفة الدرزية، الشيخ أبو أسامة يوسف جربوع، وممثلين عن عائلات المدينة، وقادة فصائل محلية، وعدد من الشخصيات الدينية والمدنية، وذلك لبحث المستجدات الأمنية والتحديات التي تواجه المحافظة.
وبحسب موقع "السويداء 24"، هدف الاجتماع إلى الوصول إلى موقف موحد من قبل الفعاليات الاجتماعية والدينية، بشأن الفوضى الأمنية المتزايدة داخل المدينة، وخصوصاً ظاهرة انتشار السلاح العشوائي وما تسببه من اضطراب في الحياة العامة.
مسودة قرار مبدئي لتنظيم المرحلة
أفضى الاجتماع إلى صياغة مسودة قرار أولية، تركز على دعم دور الفصائل المحلية في حفظ الأمن مؤقتاً، إلى حين تفعيل الضابطة العدلية وقوى الأمن الداخلي من أبناء المحافظة، على أن تتولى هذه الأجهزة لاحقاً المسؤولية الأمنية بشكل قانوني وتوافقي.
وتضمنت المسودة بنوداً تؤكد رفض مشاريع التقسيم وأي تدخلات خارجية تؤثر سلباً على استقرار المحافظة، كما شددت على ضرورة الحفاظ على الحوار بين جميع القوى الدينية والاجتماعية والسياسية، ونبذ التخوين والإقصاء، والسعي نحو توافق شامل لا يُقصي أي طرف.
مواقف متباينة واستياء من الخطاب التحريضي
وشهد الاجتماع مداخلات متعددة، عبّرت عن استياء عام من أحداث العنف الأخيرة التي طالت مناطق مثل الأشرفية وجرمانا والسويداء، إضافة إلى تصاعد خطاب التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانتقد الحاضرون ما وصفوه بـ"حملات شيطنة" تطال المحافظة، سواء من خلال التكفير واستهداف الرموز المحلية، أو عبر بث خطاب تحريضي داخلي يهدف لإثارة الانقسام، مطالبين بتجريم هذا الخطاب ومحاسبة من يقفون خلفه.
كما شدد أحد المتحدثين على أهمية الالتزام بمفهوم الدولة وسيادة القانون، مع الإشارة إلى اتساع فجوة الثقة مع السلطات الرسمية، مما يستدعي خطوات جدية لإعادة ترميم هذه العلاقة، أبرزها محاسبة المتورطين بالانتهاكات ووقف التحريض الطائفي.
تحضيرات لاجتماعات لاحقة
وأكد المجتمعون على استمرار اللقاءات والمشاورات، تمهيداً لعقد اجتماعات أوسع على مستوى المحافظة، بهدف بلورة صيغة نهائية للقرار تعكس توافقاً حقيقياً، مع التركيز على ضبط الأمن، وتعزيز وحدة الصف، والوقوف بوجه كل ما من شأنه زعزعة الاستقرار أو الترويج لمشاريع تقسيمية مرفوضة من الجميع.
تستعد وزارة الثقافة، عبر مديرية التنمية الثقافية، لإطلاق حملة وطنية بعنوان "اللغة العربية هويّة وانتماء"، تستهدف مختلف المحافظات السورية، من خلال الدوائر والمراكز الثقافية التابعة لها، بهدف تعزيز مكانة اللغة العربية بين الطلاب السوريين العائدين من بلدان اللجوء والاغتراب.
وفي تصريح لصحيفة "الثورة"، أوضح محمد عارف قسوم، مدير التنمية الثقافية، أن آلاف الطلبة السوريين الذين لجؤوا إلى دول مثل تركيا وأوروبا وأمريكا، اضطروا خلال السنوات الماضية إلى متابعة تعليمهم وفق مناهج أجنبية، ما أدى إلى ضعف ملحوظ في مهاراتهم في اللغة العربية، خاصة في القراءة والكتابة.
واعتبر قسوم أن هذا الأمر يشكّل تهديداً حقيقياً على الهوية الثقافية والحضارية العربية، ويزيد من اتساع الفجوة المعرفية بينهم وبين الإرث الثقافي المكتوب الذي ينتمون إليه.
وأشار قسوم إلى أن الحملة ستشمل افتتاح صفوف دراسية في جميع المحافظات السورية، اعتباراً من بدء العطلة الانتصافية، لمساعدة الطلاب على تحسين مهاراتهم في اللغة العربية، تمهيداً لاندماجهم مجدداً في المنظومة التعليمية الوطنية ومناهجها المعتمدة.
وأكد أن مديرية التنمية الثقافية وتعليم الكبار تعمل بالتعاون مع الجهات المعنية على استكمال جميع الاستعدادات الإدارية والفنية اللازمة لضمان نجاح الحملة وتحقيق أهدافها في سد الفجوة التعليمية، واستعادة التواصل بين الأجيال السورية العائدة وإرثها الثقافي واللغوي.
أكد المبعوث الأميركي إلى سوريا في تصريحات نشرتها السفارة الأميركية عبر منصة "X"، أن زمن التدخلات الغربية وفرض الخرائط والوصايات قد انتهى، مشدداً على أن المرحلة المقبلة ستكون لحلول إقليمية تقوم على الشراكات والدبلوماسية المتبادلة والاحترام، لا على الإملاءات أو الهيمنة.
وقال المبعوث: "منذ قرن من الزمان، فرض الغرب خرائط وحدودًا مرسومة، وحكماً أجنبياً، فقد قُسمت المنطقة وفق اتفاقية سايكس بيكو، وقد كلف هذا الخطأ أجيالاً كاملة، ولن نسمح بتكراره مرة أخرى".
وأضاف: "انتهى عصر التدخلات، المستقبل الآن مبني على الشراكات الإقليمية، ومع سقوط نظام الأسد أصبح باب السلام مفتوحاً"، مشيراً إلى أن خطاب الرئيس ترمب في الرياض بتاريخ 13 أيار أكد هذا التوجه، إذ لم يعد الغربيون يحاضرون في المنطقة عن كيفية العيش وإدارة شؤونها.
وأشار إلى أن المأساة السورية وُلدت من الانقسام، أما ولادتها من جديد فيجب أن تكون عبر الكرامة والوحدة والاستثمار في شعبها، معتبراً أن رفع العقوبات عن سوريا هو بداية الباب الذي سيمكّن السوريين من إعادة البناء والانطلاق نحو مستقبل مزدهر.
وختم قائلاً: "نقف اليوم إلى جانب تركيا، والخليج، وأوروبا، ولكن الأهم أننا نقف إلى جانب الشعب السوري لا فوقه، فهذه المرة ليست بجنود ولا حدود وهمية، بل بخيارات سورية مستقلة وشراكات حقيقية".
يُذكر أن المبعوث الأميركي التقى الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في إسطنبول، حيث أعرب الشرع عن تقديره لرفع العقوبات الأميركية، مرحباً بإجراءات تخفيف العقوبات لدعم السلام والازدهار في سوريا.
يتواصل العمل لكشف خيوط الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري خلال سنوات حكم المجرم بشار الأسد، إذ تتعزز المطالب الشعبية بمحاسبة المتورطين في سفك الدماء وتهجير الأهالي، وتظهر يوماً بعد يوم وثائق جديدة تدين شخصيات ومجموعات أمنية وعسكرية كانت تتحرك تحت مظلة "أعمال خيرية"، لتنكشف حقيقتها كمليشيات مارست الإجرام باسم السلطة.
أحدث هذه التوثيقات ما نشرته وزارة الداخلية السورية عبر تسجيل مصور يظهر اعترافات صادمة لأفراد تورطوا في جرائم خطف وقتل وابتزاز، كانت تُدار من مقرات تابعة لما يُعرف بـ"جمعية البستان"، وهي الجمعية التي ترأسها رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، والتي طالما رُوّج لها كجمعية خيرية، ليتبيّن لاحقاً أنها كانت واجهة لتمويل وتسليح عصابات تعمل خارج القانون.
الواجهة الخيرية.. والواقع المسلح
ظهر في التسجيل المصور أحد أفراد هذه العصابات، وهو يشرح تفاصيل عملهم داخل مقر استولوا عليه، قائلاً: "أخذوا هذا المقر، سوروه وأقاموا فيه سواتر، وأصبح نشاطهم العسكري بالكامل هنا، بحيث يكون بعيداً عن الأعين". وأضاف: "تم جلب مجموعة تجيد استخدام الكلور في الهجمات، وكان المقر منطلقاً لكافة العمليات القتالية، بتنسيق مباشر من رامي مخلوف، مروراً بسامي درويش، الذي كان يصدر الأوامر للوحدات القتالية".
اختطاف وتصفية مقابل المال
ربيع صلاح معروف، أحد المشاركين في هذه العمليات، كشف عن دوره ضمن مجموعة يقودها فراس سلطان، مشيراً إلى أن "جمعية البستان" كانت تقدم نفسها كجمعية خيرية، بينما كانت في الحقيقة عبارة عن تنظيم مسلح بقيادة سامر درويش وفراس سلطان، متخصص بالخطف والابتزاز.
قال ربيع، إنهم كانوا يشاركون في العمليات العسكرية بدمشق وريفها، وكان من مهامهم اختطاف المدنيين ومطالبة عائلاتهم بدفع فدية. ومن يرفض الدفع كان يُصفّى بأمر مباشر. وأكد تورطهم في تصفية مدنيين، مثل بسام الصوص الذي قُتل رغم دفع والديه الفدية، إلا أنه اكتشف هوية خاطفيه.
شهادة لأحد الضحايا
وعرض التسجيل شهادة أحمد الطحان، صيدلاني من منطقة المزة، الذي ظهر في مقطع مصور موثق عبر الهاتف. والذي ذكر المجرم ربيع اسمه كواحد من ضحايا الاختطاف. وروى الطحان تفاصيل اختطافه في 26 تشرين الثاني 2011 على يد مجموعة مسلحة تابعة للجمعية، واحتجازه في زنزانة انفرادية لمدة 43 يوماً، حيث تعرض للتجويع والتعذيب، وطُلب من عائلته دفع فدية بقيمة 20 مليون ليرة سورية، خُفضت لاحقاً إلى 15 مليون، لكن العائلة لم تدفع في البداية لاعتقادها أنه معتقل لدى النظام البائد.
مجازر وتعفيش في وضح النهار
من جانبه، أدلى محفوظ محمد محفوظ، قائد مجموعة مكونة من 400 عنصر تابعة لـ"البستان"، بشهادته حول مشاركته في معارك على جبهات دمشق وريفها، خاصة في داريا والمعضمية ووادي بردى. واعترف بإطلاق قذائف هاون على وادي بردى، ثم انتقل إلى "الفرقة الرابعة"، المعروفة بانخراطها في عمليات القتل والتهجير الجماعي.
أما ميسم يوسف، أحد عناصر مجموعة "سوار صايمة"، فقد روى كيف كانت مهماتهم تتضمن الخطف والتعفيش والابتزاز، وشاركوا في جبهات مختلفة منها حلب، الشام، الحجر الأسود، المزة، ومساكن الرازي. واعترف بارتكابهم مجازر، وهو قتل أربعة مدنيين في بساتين الرازي.
المحاسبة آتية
هذه الشهادات ليست إلا غيضاً من فيض مما ارتُكب من جرائم ممنهجة تحت غطاء الدولة ومؤسساتها الصورية. وقد فتحت هذه التوثيقات الباب واسعاً أمام مطالبات شعبية وحقوقية متجددة بمحاسبة كل من تورط في هذه الانتهاكات، بدءاً من رأس النظام، مروراً بالممولين والمنفذين، وصولاً إلى كل من تستر أو شارك في سفك الدم السوري.
شهدت سوريا منذ بداية العام الحالي تسجيل نحو 500 طلب لتأسيس شركات جديدة في قطاعات متعددة، في خطوة تعكس مؤشرات أولية لحراك اقتصادي متجدد، وسط تحركات دولية تهدف لتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.
وقال وزير الاقتصاد والصناعة، "محمد نضال الشعار"، إن سوريا تمتلك فرصاً استثمارية متنوعة في قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات والطاقة والبنية التحتية، مشدداً على أهمية تطوير الإطار التشريعي والمؤسساتي لجعل هذه الفرص واقعية وجاذبة.
وأكد أن الحكومة تعمل على تعديل قانون الاستثمار ومراجعة القوانين الناظمة للبيئة الاقتصادية، بهدف رفع كفاءة الأداء الاقتصادي وتحسين مناخ العمل وتعزيز القدرة التنافسية للمنتج السوري.
وأشار الوزير إلى أن التخفيف التدريجي للعقوبات الأميركية والأوروبية سيفتح الباب أمام تدفقات مالية واستثمارية أكبر، ويسهّل استيراد المواد الأساسية ويعزز استقرار السوق المحلي.
وتأتي هذه التصريحات عقب قرارات أميركية وأوروبية اتُّخذت خلال الأسبوع الماضي، تضمنت خطوات أولية لرفع بعض العقوبات عن دمشق، في إطار دعم جهود إعادة الإعمار والتعافي المبكر.
وفي خطوة لافتة، أعلنت الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترمب، نهاية الأسبوع الماضي، عن إجراءات جديدة تصبّ في اتجاه تخفيف العقوبات الاقتصادية، بالتزامن مع إعلان مشابه من الاتحاد الأوروبي يدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار.
ورغم الإشارات الإيجابية، لا تزال سوريا تواجه تحديات اقتصادية عميقة ناجمة عن الحرب الممتدة منذ 14 عاماً، والتي كبّدت البلاد خسائر تُقدّر بأكثر من 800 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ويعاني الاقتصاد السوري من ضعف في البنية التحتية، وارتفاع في معدلات البطالة، وتدهور القدرة الشرائية للسكان، إضافة إلى نقص حاد في المواد الأساسية. وفي ظل هذه المعطيات، تبدو عودة الشركات والاستثمارات إلى السوق السورية بمثابة نافذة أمل لتحريك عجلة الإنتاج وخلق فرص عمل.
يأتي هذا الحراك الاقتصادي بالتزامن مع انفراج سياسي جزئي على الساحة الإقليمية، ما قد يشكّل بيئة مساعدة لبدء مرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي التدريجي، رغم استمرار التحديات البنيوية.
ويرى مراقبون أن زيادة عدد المشاريع والاستثمارات خلال الأشهر المقبلة ستظل مرهونة بمدى استقرار البيئة القانونية، وفعالية الشراكات الاقتصادية مع الدول المجاورة والداعمة، إضافة إلى قدرة المؤسسات الرسمية على مواكبة هذا الحراك وتوفير الحوافز اللازمة.
ومع اتساع الحديث الرسمي عن التعديل القانوني وتخفيف العقوبات، يترقب الشارع السوري ما إذا كانت هذه الوعود ستتحول إلى تحسينات ملموسة في مستوى المعيشة، بعد سنوات طويلة من التدهور الاقتصادي والانهيار النقدي.
صرّح وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور مروان الحلبي، أن الوزارة استلمت أكثر من 14 ألف طلب إلكتروني للقبول في برامج الدراسات العليا للعام الدراسي الجامعي الحالي، عبر المنصة الرسمية للمفاضلة، مشيراً إلى أن عمليات التدقيق الفني تجري حالياً بدقة عالية، لضمان الشفافية وتكافؤ الفرص في عملية القبول.
وأوضح الحلبي، في تصريح لوكالة سانا، أن الوزارة تعمل حالياً على مفاضلتين أساسيتين: الأولى تتعلق ببرامج الماجستير الأكاديمي ودبلومات التأهيل والتخصص، والثانية بالمفاضلة الموحدة للكليات الطبية، مشيراً إلى أن الفرق الفنية المختصة تتابع العمل على كلا الملفين بالتوازي، وسيتم إعلان النتائج إمّا بشكل متزامن أو متتالٍ، وفقاً لمراحل إنجاز التدقيق الفني لكل مفاضلة.
وأكد وزير التعليم العالي أن مبدأ العدالة والشفافية يشكل أولوية في كل مراحل العمل، داعياً المتقدمين إلى تفهّم الإجراءات التقنية والإدارية المعتمدة. كما شدد على أن فرق الوزارة تواصل عملها على مدار الساعة لضمان إصدار النتائج في أسرع وقت ممكن وبأعلى درجات الدقة والكفاءة.
وزير التعليم العالي يبحث مع "منتدى الوفاق السوري" تعزيز الوعي الجامعي والوحدة المجتمعية
استعرض وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور مروان الحلبي، خلال لقائه وفدًا من "منتدى الوفاق السوري" برئاسة الأستاذ ياسر أحمد عبدو، سبل تفعيل دور الجامعات السورية في دعم الوحدة المجتمعية وتعزيز السلم الأهلي وترسيخ ثقافة الحوار بين فئات الشباب الجامعي.
وجاء اللقاء الذي عقد اليوم في مبنى الوزارة بدمشق، في إطار مساعي الطرفين لتوسيع مجالات التعاون من خلال تنظيم ورشات عمل توعوية، ومناظرات فكرية، ولقاءات طلابية مفتوحة تُعنى بتعزيز قيم التعددية الفكرية، وتقبل الآخر، والانفتاح الثقافي. كما ناقش الطرفان آليات استقطاب طلاب من مختلف المكونات والانتماءات، بما يسهم في بناء بيئة جامعية متماسكة ومتناغمة.
الجامعات فضاء للحوار والانتماء الوطني
وأكد الوزير الحلبي خلال اللقاء أن الجامعات السورية تشكل منصات طبيعية للحوار والانفتاح، وتضطلع بدور جوهري في بناء الإنسان والمجتمع، موضحاً أن دور المؤسسات التعليمية لا يقتصر على تقديم المعرفة، بل يشمل أيضًا ترسيخ الوعي الوطني وتعزيز الانتماء لدى الأجيال الشابة.
وشدد الحلبي على ضرورة دعم جميع المبادرات التي تعزز ثقافة التفاهم والتلاقي، مؤكداً أن تعزيز السلم الأهلي مسؤولية تشاركية تتطلب انخراط الطلبة في فضاءات حوارية مسؤولة.
تشجيع المبادرات الشبابية والنقاش البناء داخل الجامعات
وأشار الوزير إلى أهمية تنشيط المبادرات الطلابية وتوفير منصات فكرية داخل الحرم الجامعي تشجع على التعبير المسؤول والنقاش البنّاء، معرباً عن استعداد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتقديم التسهيلات المطلوبة لإنجاح مثل هذه الفعاليات وتعزيز مشاركتها ضمن الأنشطة الجامعية.
حضور رسمي وتأكيد على التعاون
شهد اللقاء حضور عدد من معاوني الوزير ومدير العلاقات الثقافية في الوزارة، الذين أكدوا بدورهم على أهمية تعزيز الشراكات مع المبادرات المدنية الهادفة، خاصة تلك التي تركز على تفعيل دور الجامعات كمراكز وعي وتفاعل اجتماعي وفكري.
وسبق أن أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي أن قرار رفع العقوبات عن سوريا يعد انتصارًا لإرادة الشعب السوري وصمودهم، ويشكل بداية لمرحلة جديدة من البناء والتعافي الشامل في البلاد.
وفي تصريح لوكالة سانا، أشاد الحلبي بالجهود الدبلوماسية الحثيثة التي بذلتها الحكومة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي لعبه وزير الخارجية أسعد الشيباني. كما شكر المملكة العربية السعودية والدول الشقيقة التي ساهمت في اتخاذ هذا القرار التاريخي، مؤكدًا أن رفع العقوبات يعيد سوريا إلى موقعها الطبيعي على الساحة الدولية.
واعتبر الحلبي أن رفع العقوبات يمثل بارقة أمل حقيقية للشعب السوري الذي صمد لسنوات طويلة في مواجهة الضغوط الاقتصادية والإنسانية التي أثرت على مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك قطاع التعليم العالي. وقال: "نحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والطموحات، وسنواصل العمل مستندين إلى إرادة الشعب وعزيمته".
وأشار الوزير إلى أن قطاع التعليم العالي في سوريا واجه العديد من الصعوبات بسبب الحصار، الأمر الذي أثر على القدرات العلمية والبحثية، بالإضافة إلى آليات التواصل مع المؤسسات الدولية. ومع انتهاء تلك الإجراءات القسرية، يفتح القرار الجديد آفاقًا جديدة لإعادة التأهيل والتطوير، ويضع البلاد أمام مسؤولية وطنية لتعويض ما فات والانطلاق نحو المستقبل بثقة.
كما جدد الحلبي تأكيده على أن الوزارة ماضية في تنفيذ خطة شاملة لتحديث البنية التحتية للجامعات السورية، وتحسين جودة التعليم، وتعزيز الشراكات العلمية والبحثية مع الدول المختلفة، بما يتناسب مع مكانة سوريا الحضارية والعلمية.
وأكد أن الوزارة تعمل على إعادة تأهيل المؤسسات التعليمية المتضررة وتوفير بيئة تحفز الإبداع والبحث العلمي، مشددًا على أن العقل السوري هو الثروة الوطنية الأساسية التي يعوّل عليها في بناء مستقبل سوريا.
وفي ختام حديثه، أشار وزير التعليم العالي إلى أن سوريا تنظر إلى المرحلة القادمة بتفاؤل وثقة، مع قناعة راسخة بأن العلم هو الركيزة الأساسية لأي نهضة حقيقية، وأن الاستثمار في الإنسان هو حجر الأساس لتحقيق التنمية المستدامة.
تعاني مدينة معرة النعمان من غياب أحد أهم الخدمات الحيوية اليومية، في ظل استمرار أزمة الخبز التي تُثقل كاهل السكان العائدين، بعد أكثر من خمسة أشهر على تحرير المدينة من قوات النظام. ومع غياب الفرن الآلي الرسمي، يضطر الأهالي لشراء الخبز من محال البقالة، رغم رداءة جودته وعدم كفايته لتلبية الطلب.
أهالي المدينة يناشدون تشغيل الفرن الآلي
وأكد عدد من السكان في تصريحات محلية أنهم يحصلون على الخبز بصعوبة، وغالباً ما يكون مخبوزاً في الليلة السابقة، ما يؤثر على صلاحيته وجودته. وأوضحوا أن الكميات المتوفرة في السوق تنفد بسرعة، في ظل غياب جهة رسمية تتولى تنظيم آليات التوزيع وضمان استقرار الأسعار والجودة.
وطالب الأهالي الجهات المختصة بالإسراع في إعادة تأهيل وتشغيل الفرن الآلي الحكومي، أو منح تراخيص لأفران خاصة تعمل بإشراف مباشر لتأمين مادة الخبز بجودة وكميات كافية. من جهتها، أشارت مصادر في إدارة المنطقة إلى أن العمل جارٍ لتشغيل الفرن الرسمي، دون تحديد موعد واضح لبدء الإنتاج.
معرة النعمان.. من رماد الحرب إلى نهضة الحياة
تُعد مدينة معرة النعمان إحدى أكثر المناطق تضرراً جراء حملة القصف المكثفة التي شنّها النظام قبل انسحابه، والتي تسببت في دمار واسع للبنية التحتية وتوقف أغلب الخدمات. لكن بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، بدأت موجات العودة إلى المدينة تتزايد، مدفوعة بإرادة مدنية جماعية لإعادة الحياة إلى طبيعتها.
وفي هذا السياق، أُطلقت سلسلة مبادرات مجتمعية لإحياء المدينة، كان أبرزها إعادة تأهيل "مشفى معرة النعمان المركزي" بدعم من منظمة "يداً بيد للإغاثة والتنمية"، ما أسهم في إعادة بعض الخدمات الصحية الأولية إلى المنطقة.
كما بدأت فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) بعملية شاملة لإزالة الأنقاض، عبر تقسيم المدينة إلى 11 قطاعاً وتنظيف أكثر من 70 ألف متر مكعب من الركام، ما مهد الأرضية لعودة تدريجية للحياة الطبيعية.
انتعاش الأسواق وتحرك اقتصادي ناشئ
في مشهد عكس إصرار السكان على استعادة نمط حياتهم، وثّقت منصات محلية بتاريخ 26 نيسان الجاري عودة الأسواق الشعبية للعمل، حيث انتشرت البسطات على جانبي الشوارع، وسط تنظيم مروري لافت، وهو ما شجّع عدداً من المغتربين على التفكير بالعودة إلى مدينتهم.
وفي خطوة تعكس بزوغ دورة اقتصادية ناشئة، بدأ عدد من التجار بإعادة فتح محالهم، بدعم من مشروع مجتمعي جديد حمل اسم "صندوق معرة النعمان الخدمي"، أُطلق بمبادرة من وجهاء المدينة وتجارها. وشرع الصندوق بتنفيذ مشاريع خدمية تشمل تعبيد الطرق، تحسين الصرف الصحي، إنارة الشوارع، وتركيب كاميرات مراقبة.
أزمة الخبز اختبار مبكر لقدرة الدولة على الاستجابة
رغم الزخم الإيجابي الذي تشهده المدينة، تبقى أزمة الخبز أحد أبرز التحديات التي تعكس حاجة الأهالي إلى تدخل عاجل من الدولة الجديدة لضمان الأمن الغذائي وتحقيق الحد الأدنى من الاستقرار المعيشي. فبين جهود الإعمار المتصاعدة، والانقطاعات المتكررة في توفير المواد الأساسية، لا يزال السكان يعيشون مفارقة يومية بين الأمل في البناء ووطأة الاحتياجات الملحة.
تجربة معرة النعمان، بما تحمله من آلام ونجاحات، تجسّد بشكل حقيقي روح الشعب السوري الذي يواصل الكفاح من أجل استعادة وطنه، وتحويل الركام إلى أساساتٍ لنهضة قادمة.