
استنكار واسع عقب إنزال "علم الثورة" من مبنى المحافظة ورفع راية الطائفة الدرزية في السويداء
أثارت الوقفة الاحتجاجية التي نظمت في ساحة الكرامة في مدينة السويداء، ضد السلطات السورية الجديدة في دمشق اليوم، وماأعقبها من قيام بعض الأشخاص بإنزال العلم السوري "علم الثورة" من أعلى مبنى المحافظة ورفع راية الطائفة الدرزية، موجة استياء واستنكار بين أوساط الفعاليات الأهلية في المحافظة الرافضة لهذه الأفعال من قبل أشخاص وتيارات مشبوهة.
ردود فعل محلية على الاحتجاجات
في رد فعل على هذا الحدث، أكدت ريما فليحان، إحدى الفاعليات السياسية في السويداء، على أن "السويداء جزء من سوريا" وأن العلم السوري هو علمهم جميعًا، مشددة على أن رفع الأعلام الطائفية على مبنى الحكومة هو "سلوك غير وطني وغير مقبول". وقالت: "عقلاء السويداء وموطنيها اليوم يجب أن يكونوا صفًا واحدًا ضد أي مشاريع انفصالية تهدد وحدة البلاد".
كما أكدت فليحان أن المعارضة السياسية حق مشروع، لكنها حذرت من الانجرار وراء أي نزعات انفصالية أو ارتهان لقوى خارجية تهدد وحدة سوريا. ودعت إلى احترام التنوع السوري، والعمل على إيجاد حلول من خلال حوار وطني حقيقي وعدالة انتقالية، مشددة على أن "الجيش السوري يجب أن يكون للسوريين فقط، مهمته حماية البلاد والمواطنين جميعًا".
مواقف منتقدة للأعمال الطائفية
من جهتها، أعربت "أليس مفرح" عن رفضها التام لما حدث في ساحة الكرامة، واصفة الموقف بأنه "فعل تحدٍ للوطنيين" وأشارت إلى أن الدعوات الطائفية التي تُرفع في مثل هذه المواقف تضرّ بالمشروع الوطني السوري، مؤكدة أن "التاريخ الوطني السوري هو من يحدد المسار وليس النعرات الطائفية".
وفي منشور آخر على فيسبوك، قالت مفرح إن رفع صور "الشيخ موفق طريف" يعد دعماً للطائفية على حساب المشروع الوطني، مشيرة إلى أن الخطاب الطائفي لا يخدم الوحدة الوطنية بل يعزز الانقسامات.
التوجهات السياسية ورفض التمادي في الخطاب الطائفي
أما بسام بلان، فقد وصف المظاهرة بأنها "مشبوهة" مشيراً إلى أن بعض الأشخاص يسيئون استخدام "مساحة الحرية المتاحة لتمرير شعارات وهتافات لا تمت بصلة للمشروع الوطني". وأضاف أن رفع أي علم غير العلم السوري في هذه التظاهرات هو "استحضار للنعرات الطائفية التي ستؤدي إلى تدمير الوطن".
الدعوات للتمسك بالوحدة الوطنية
على الجانب الآخر، قال نورس حسين عزيز إن "من حق أي شخص أن يختار من يدعمه، لكن لا يمكن لأحد أن يتكلم باسم محافظة كاملة"، مشيراً إلى أن "السويداء جزء من سوريا، ولا يمكن السماح لأي مجموعة أو شخص بتحويلها إلى ساحة لصراع طائفي يهدد وحدة البلاد".
وأكد عزيز أن الغرض من هذه الأفعال لا يتعدى كونها محاولة لتمرير أجندات خارجية، مضيفاً: "إن لم تعجبني الحكومة، عليك العمل مع باقي السوريين على إيجاد نموذج يمثلنا جميعاً كدولة حقيقية".
ردود الفعل الشعبية على الاحتجاجات
في السياق نفسه، اعتبرت حنان معروف أن "إرادة الشعب السوري فوق كل اعتبار"، مشيرة إلى أن رفع رايات طائفية على الأراضي السورية يعرض الاستقرار للخطر. وقالت: "إذا كانت السويداء ستنسحب من سوريا، فسيكون ذلك بداية لفراغ سياسي خطير"، مضيفة أن "إسرائيل قد تدخل في هذه المنطقة مستغلة هذا التمرد".
وأكدت معروف أن الفوضى في السويداء قد تعني "دخول مجموعات مسلحة وزعران وأضرار على الأمن العام"، مشيرة إلى أن "المجتمع السويدي يجب أن يبقى موحدًا ضد تلك المخططات".
مظاهرة مناهضة للحكومة في ساحة الكرامة بالسويداء ومصادر توضح هدف المحتجين
شهدت ساحة الكرامة في مدينة السويداء اليوم الخميس، مظاهرة معارضة للإدارة الجديدة في سوريا، استجابة لدعوات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قالت إنها "ضد سياسات الإدارة"، لكن مصادر من السويداء أوضحت أن معظم المشاركين في التظاهرة هم عناصر من أتباع المجلس العسكري المُشكل حديثًا في السويداء، إلى جانب فصائل مسلحة أخرى معارضة للحكومة في دمشق.
وحمل المتظاهرون رايات التوحيد، ولافتات تعبّر عن رفضهم لسياسات السلطة الجديدة، كان منها "الحكومة المؤقتة لا تسعى إلا للتمسك بالمناصب ولا نراها تبني دولة"، وهتف المتظاهرون لتأييد الشيخ حكمت الهجري، ورفعوا صوره إلى جانب صور الشيخ موفق طريف، وفق ما أفاد موقع السويداء 24.
في السياق، ذكر "مركز إعلام السويداء"، أن المحتجين توجهوا إلى بلدة قنوات شمالي السويداء لزيارة دارة الشيخ حكمت الهجري دعمًا لمواقفه، ولفت المركز إلى أن حملات التظاهر الحالية ضد السلطة في دمشق تُحرَّض عليها عناصر سبق أن خدموا في أمن الدولة، إضافة إلى متورطين فارين من العدالة.
ولفت المركز إلى أن هؤلاء يستغلون مطالب بعض الأحرار العلنية لخلط الأوراق، وتأجيج الصراع، والاختباء تحت شعارات التظاهر والمطالب، بهدف تقويض انتصار الثورة، وفقًا لما رُصد في عشرات التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعثيين وأمنيين من بطانة النظام البائد.
وفي آخر تصريح له، أكد زعيم طائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، رفضه القاطع لأي حديث عن الانفصال، مشدداً على أن مشروع الدروز في سوريا هو مشروع وطني بامتياز، يقوم على وحدة سوريا أرضاً وشعباً.
جاء ذلك خلال لقاء جمعه بوفد من مدينة جرمانا في محافظة السويداء، حيث قال: “مشروعنا واضح وسوري بامتياز، ومن يغرد خارج هذه الأفكار فلسنا بصدد نقاشه”، مضيفاً: “نحن طلاب سلام ونريد العيش بكرامة مع كل شرفاء سوريا بمختلف طوائفها”.
وتابع الهجري: “نحن لم نطلب انفصالاً أو انشقاقاً، نحن سوريون بامتياز، ومن يحافظ على كرامتنا نقف إلى جانبه”. كما شدد على أن مصلحة الطائفة مرتبطة بثوابتها الوطنية، وأنها لن تكون أداة لأي مشروع تقسيمي أو خارجي.
"رجال الكرامة" تؤكد دعمها لعودة الأمن في السويداء وتُدين التحريض لزعزعة الاستقرار
أكدت "حركة رجال الكرامة" في بيان صحفي، أن تعزيز الأمن والاستقرار في محافظة السويداء يمثل أولوية كبيرة، مشيرة إلى أن وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة قامت بتوفير الدعم اللازم لتنفيذ ذلك من خلال إرسال سيارات شرطة وتقديم دعم لوجستي.
التنسيق بين الجهات المحلية ووزارة الداخلية
أوضحت الحركة أنه تم التنسيق بين مجموعة من الفعاليات المحلية في السويداء، مثل حركة رجال الكرامة ومضافة الكرامة وتجمع أحرار جبل العرب، ووزارة الداخلية لتفعيل الأمن العام في المحافظة، وذلك من خلال كوادر محلية من أبناء السويداء.
وأكد البيان أن هذه الخطوة استجابة لمطالب الفعاليات الدينية والاجتماعية التي أكدت على ضرورة أن تكون الكوادر المحلية هي المسؤولة عن حفظ الأمن في المحافظة.
وأفاد البيان أن رغم الجهود المبذولة، تم تداول تسجيلات صوتية منسوبة إلى بعض الأطراف، تحمل تهديدات مباشرة بحرق سيارات الشرطة ومهاجمتها، إلى جانب نشر شائعات لا أساس لها من الصحة. وشدد البيان على أن هذه التهديدات لا تمثل إلا رفضًا لعودة تطبيق القانون، وتؤكد وجود أطراف تسعى إلى عرقلة أي جهود تهدف إلى استعادة الاستقرار.
إدانة التحريض على الفتنة
وأدان البيان بشدة التحريض على الفتنة والتهديدات التي تسعى لزعزعة الاستقرار، مؤكدًا أن إرادة أبناء السويداء ستظل أقوى من أي محاولات لإعادة المحافظة إلى الفوضى والانفلات الأمني.
التزام بتعزيز الاستقرار والمستقبل الآمن
ختامًا، أكد البيان التزام حركة رجال الكرامة الكامل بمساندة الجهود المبذولة لتعزيز الأمن في السويداء، ودعا جميع القوى المجتمعية والمرجعيات المحلية إلى التكاتف والعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر أمانًا وعدالةً لجميع أبناء المحافظة.