لم يكن حلماً بل هدفاً راسخاً .. ثورتنا مستمرة لصون مكتسباتها وبناء سوريا الحرة
لم يكن حلماً بل هدفاً راسخاً دفعنا لأجله الدماء الغالية، سقوط إمبراطورية عائلة الأسد تحت اٌقدام الثوار في الثامن من شهر كانون الأول لعام 2024، سيكون عيداً وطنياً لسوريا الحرة، سوريا التي نطمح لبنائها بقدرات شبابنا وأبناء ثورتنا، نتشارك فيها فرحة النصر اليوم مع كل أطياف الشعب السوري، لتكون سوريا لكل السوريين، ليست حكراً لأحد سواء شارك في هذه الثورة أم كان صامتاً إلا المجرمين ومن تورطت أيديهم بالدماء.
ثورتنا لم تنته، وواهم من يظن أننا حققنا الحلم، نحن بدأئنا في بناء أول لبنة في سوريا التي نطمح لها، سوريا التي يسود فيها العدل، وتتوزع فيها الخيرات، وتكون وطناً للجميع، لا لفئة أو طائفة تحتكرها، فالأسد كان حجرة عثرة كبيرة في الوصول لسوريا الحرة، وسقوطه يعني بداية المعركة الثورية، لصون المكتسبات التي ناضلنا لأجلها قرابة 14 عاماً، وقدمنا فيها الغالي والنفيس لنصل لهذا اليوم.
من هنا نبدأ في وضع حجر الأساس، والنضال لصون ماحققناه من نصر على طاغية العصر، لتكون ثورة السوريين مثلاً تدرسها الأجيال لعقود طويلة، تتعلم من شعبها معنى الصمود والصبر وتحمل كل الخطوب والعثرات للوصول للهدف، بدون تراجع أو انكسار، رغم تآمر كل قوى الشر ومساندة الطاغية، لكن صبر السوريين وتحملهم كان أكبر عائق أمام إعادة تعويم الأسد، فنال السوريون ما أرادو وكسرو شوكة أعتى نظام حارب شعبه بالنار والبارود.
هروب الأسد لايعني الفلات من العقاب، معركتنا الحقوقية مستمرة، في تسجيل كل جرائم الأسد، وإعادة طرحها أمام المحافل الدولية، وستكشف جرائم المعتقلات الكثير الكثير من الجرائم، التي ستلاحق ضباط وقيادات النظام وتقود بهم إلى السجون لنيل العقاب الذي يستحقون، فهؤلاء لامكان لهم في سوريا المستقبل، ولن نسامح ولن نقبل بأنصاف الحلول.
أبناء ثورتنا الحرة، صغاراً وكباراً، شيباً وشباباً، كلاً في مكانه وموقعه وخبراته، من الفلاح إلى الطبيب، لازال الطريق أمامنا طويلاً لنواصل مسيرة ثورتنا، ونحقق مرادنا، ونضمن حقوق أطفالنا في بلدة يسوده العدل، ويكون مثالاً يحتذى به للأجيال والشعوب، فلا تركنوا ولاتستكينو ولا تسلمو للأمر الواقع الذي يفرض خارجياً، حتى لايعود حكم الأسد بوجه جديد، فتضيع دماء شهدائنا، وعذابات معتقلينا.
كتبه: Ahmed Elreslan (أحمد نور)