قدر أمين سر جمعية حماية المستهلك "عبد الرزاق حبزه"، أن تكلفة الفطور السوري المتواضع لعائلة مؤلفة من 5 أشخاص تصل إلى 100 ألف ليرة، أي 3 ملايين ليرة شهرياً.
وأضاف أن ذلك في حال كانت وجبة الفطور مؤلفة من زعتر وبيض وحليب وجبن ولبن مصفى، إضافة إلى الأساسيات الأخرى كالزيت والغاز والخبز والسكر والشاي والسمن، فقط.
ويتراوح سعر البيضة الواحدة بين (200-3000 ليرة، وكيلو الحليب بـ 9 آلاف ليرة، وكيلو السكر بـ 15 ألف ليرة، وكيلو الأجبان يتراوح بين 70-150 ألف ليرة، واللبن المصفى بـ90 ألف ليرة.
وقد أكد "حبزه" أن معظم العائلات أصبحت غير قادرة على تناول هذه الأصناف، ناهيك عن الأصناف التي تم الاستغناء عنها كالمكدوس على سبيل المثال الذي غاب خلال العامين الأخيرين عن معظم الموائد السورية.
وقدر تكلفة المكدوسة الواحدة 700 ليرة، في ظل الغلاء الفاحش للزيت، فقد وصل سعر الكيلو إلى 150 ألف ليرة، ناهيك عن تكاليف الجوز والباذنجان، إضافة إلى بعض أنواع المعلبات التي تم الاستغناء عنها أيضاً.
وذكر أنه إذا قررت الأسرة الاعتماد على الفلافل فقط في وجبة الفطور يصل سعر قرص الفلافل إلى 1500 ليرة، وفي حال تناول الفرد الواحد 4 أقراص فإن التكلفة اليومية للأسرة تصل إلى 30 ألف ليرة، أي إن التكلفة الشهرية لفطور الفلافل فقط تبلغ 900 ألف ليرة".
واعتبر أن استغناء العائلات عن أهم العناصر الرئيسية لوجبة الإفطار منها البروتين الحيواني المهم جداً غذائياً، أدى إلى نقص بالتغذية لدى الأطفال وتخلف عقلي وتأخر بالنمو وقلة بالاستيعاب، إضافة إلى التقزم الذي يعد سمة لأغلبية أطفال المدارس، إضافة إلى التأثير في مستوى الأداء للعاملين.
وتابع، "أعرف آباء يطعمون أطفالهم خبزاً وزيتوناً فقط على الفطور، كما يوجد هناك أسر استغنت عن وجبة الفطور بشكل نهائي، إذ باتت تكتفي بوجبتين فقط يومياً مع إطالة الساعات بين الوجبة والأخرى"، وفق تعبيره.
واعتبر أن الأرقام التي تقول إن الأسرة السورية تحتاج إلى 10 ملايين ليرة شهرياً، هي أرقام حقيقية وغير مبالغ بها، ومن غير المعقول تصنيف الحوالات المالية على أنها مصدر دخل للسوريين، فهي تتجه لفئة محددة من الأسر.
في حين تحصي حكومة النظام عدد أرغفة الخبز التي يستهلكها السوريون، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشونه، وفشل الجهات المعنية في تحسين ظروف المعيشة.
وكان قال مدير عام المؤسسة السورية للمخابز "مؤيد الرفاعي"، إن مخصصات مخابز سوريا من الطحين تبلغ 5400 طن يومياً، تنتج نحو 5.653 ملايين ربطة خبز حوالي 39.6 مليون رغيف خبز يومياً.
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" في تقرير لها، إن كارثة الزلزال المدمر، أعادت تعريف الاستجابة الإنسانية بوصفها انتصاراً لرغبة الحياة رغم الصعوبات والتحديات الكبيرة، خلال 365 يوماً، موضحة أن مأساة السوريين تضاعفت في كل يوم لكن الرغبة في الحياة تبقى هي الأقوى.
ومرّ عام على كارثة الزلزال المدمر، كان عاماً ثقيلاً على السوريين تضاعفت مأساتهم لتجتمع عليهم كارثتا الحرب والزلزال، وكان له أثر مدمر بعد أكثر من 12 عاماً من حرب النظام وروسيا، ففي تمام الساعة 4:17 ضرب زلزال مدمر بلغت قوته 7.8 درجات، مناطق شمالي سوريا وجنوبي تركيا، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات، وعشرات الهزات الارتدادية.
ووفق المؤسسة، لم يقتصر أثر الكارثة على الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات فحسب بل شكلت أيضاً تحديات طويلة الأجل أمام التعافي والصمود في ظل البنية التحتية الهشة وتشريد آلاف العائلات وضعف الاستجابة ومشاريع التعافي واستمرار الهجمات العسكرية والاستنفاد الكبير للقطاع الطبي وتحديات انتشار الأمراض والأوبئة.
وأعادت كارثة الزلزال تعريف الاستجابة الإنسانية بوصفها انتصاراً لرغبة الحياة رغم الصعوبات والتحديات الكبيرة، وكانت ملحمة حقيقية شعبية صنعها العمل الجماعي الذي يعكس عمق العلاقة وتجذّرها بين مؤسسة الدفاع المدني السوري والمجتمعات التي تخدمها.
وقالت المؤسسة، كان فجر السادس من شباط فجراً قاتلاً، وتجلى التحدي الأكبر في الرقعة الجغرافية الواسعة في شمال غربي سوريا وهي الأكثر تأثراً من باقي المناطق السورية، والتي تطلبت استجابة سريعة وطارئة، في ظل واقع صعب تعيشه، وهو ما قام بهِ الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) حيث أعلن حالة الطوارئ القصوى لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض في 182 موقعاً ضمن 60 مجتمعاً، فيه أكثر من 580 مبنى مهدم كلياً وأكثر من 1578 مبنى تهدم بشكل جزئي.
واستطاع متطوعو الدفاع المدني السوري إنقاذ 2950 شخصاً من تحت الأنقاض بينما انتشلوا 2172 ضحية للزلزال، (وتمثل هذا الأرقام استجابة الدفاع المدني السوري للكارثة، ولا تعبر عن جميع الضحايا والمصابين بسبب الكارثة) وشارك في هذه العمليات أكثر من 3000 من كوادر الخوذ البيضاء منهم 2500 متطوع و 300 متطوعة و 200 موظف إداري، مع تعبئة كاملة للآليات الثقيلة والمعدات اللازمة، بالإضافة إلى استئجار عدد من الآليات الثقيلة من الأسواق المحلية.
72 ساعة ذهبية في مواجهة الكارثة
رغم أن عدد الضحايا وحجم الأضرار في شمال غربي سوريا كان الأكبر على مستوى الجغرافية السورية، لم يكن هناك أي تحرك مباشر دولي أو أممي لمساعدة المنطقة المنكوبة، وواجه متطوعو الدفاع المدني السوري، والسكان في شمال غربي سوريا آثار الزلزال المدمر وتمكنوا من الاستجابة وإنقاذ الأرواح، ورغم الازدياد المتواصل في الحاجات الإنسانية في شمال غربي سوريا فقد توقف دخول المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى في الـ 10 من تموز بعد انتهاء التفويض الأممي، بل وأعطت الفرصة لروسيا كي تلعب بالمساعدات الإنسانية كورقة سياسية تبتز بها المجتمع الدولي في أروقة مجلس الأمن رغم وجود النص القانوني الذي يسمح بمرور المساعدات دون الحاجة لقرار من المجلس، وبدلاً من توسيع المساعدات وإدخالها دون أي عوائق لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان، سيطر نظام الأسد على ورقة المساعدات عبر الحدود شريان الحياة الباقي للسوريين بعد أن تسبب في مآسيهم كلها خلال مدة الـ 12 سنة الماضية.
أعمال الدفاع خلال المراحل اللاحقة للزلزال
ومع انجلاء غبار الزلزال بَدَا جلياً أن الكارثة أكبر من أن تتحملها دول، ولكن ورغم الصعوبات والتحديات كان لابد من العمل للتخفيف عن السوريين الذين باتوا يعانون من كارثتين، إحداههما كارثة طبيعية والأخرى كارثة مستمرة بفعل النظام وروسيا وحلفائهم، وفي هذا الإطار وبعد انتهائه من المرحلة الأولى في استجابته للزلازل، والتي شملت البحث والإنقاذ والانتشال، انتقل الدفاع المدني السوري إلى المرحلة الثانية والتي تضمنت فتح الطرق بطول 800 كم ضمن 335 تجمع سكاني، و119 مخيم، وإزالة الأسقف والجدران المعرضة للانهيار للحفاظ على أرواح المدنيين وتسهيل عمليات الاستجابة للطوارئ، بحجم يتجاوز الـ 30 ألف متر مكعب ضمن 125 تجمع سكاني لحماية المدنيين من المخاطر الناتجة عن انهيار الأسقف والجدران في المباني المتضررة والمنشآت العامة والمدارس.
وساعدت فرقنا بتأسيس مراكز الإيواء المؤقتة والبنية التحتية الأساسية لها، حيث تم فرش وتسهيل طرق وأراضي ومخيمات بمساحة 887,146 متر مربع ضمن 396 تجمع سكاني، و503 مخيم.
أما المرحلة الثالثة فقد شملت رفع الأنقاض والتعافي وإعادة التأهيل، وقامت فرق الدفاع المدني السوري بإزالة أكثر من 442 ألف متر مكعب من الأنقاض ضمن 162 تجمعاً سكنياً.
دور المجتمعات المحلية والشركاء
عززت مساهمة المدنيين وسكان المناطق المتضررة من قدرة الدفاع المدني السوري على الاستجابة بشكل أفضل في ضوء التقاعس الدولي وتأخير وصول المساعدات الأممية، التي كان من المفترض أن تصل بعد الكارثة بشكل عاجل وفوري للمساعدة في إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، ولا يمكن إغفال دور شركاء الدفاع المدني السوري من دول مانحة ومنظمات متعاونة أو شريكة في التخفيف عن السوريين وتحسين سبل الاستجابة خاصة في مراحلها المتقدمة، وكان للتحالفات دور مهم في مراحل التعافي وهذا ما أثبتته المشاريع التي تم تنفيذها ضمن شراكات الدفاع المدني السوري مع المنظمات والمؤسسات الإنسانية الأخرى، التي كان في مقدمتها التحالف العملياتي المؤلف من المنتدى السوري والجمعية الطبية السورية الأمريكية، والدفاع المدني السوري والتحالف العملياتي التنفيذي بين الدفاع المدني السوري و الأمين للمساندة الإنسانية.
دور المتطوعات
الزلزال برهن مرة أخرى الدور المهم لمتطوعات الخوذ البيضاء في الاستجابة وكانت المتطوعات جزءاً أساسياً في مراحل الاستجابة جميعها منذ اللحظة الأولى للزلال، فمن عمليات البحث والإنقاذ في أصعب الظروف إلى متابعة أوضاع المنكوبين بالزلزال مروراً بالخدمات التي يقدمنها في مراكز النساء والأسرة ولعبت متطوعات الدفاع المدني السوري دوراً حاسماً في استجابة الزلزال وتخفيف معاناة السوريين المتأثرين بهِ، حيث قدمت متطوعات الخوذ البيضاء عشرات الخدمات الطبية في شمال غربي سوريا، خلال الفترة من 6 شباط 2023 وإلى نهاية العام، واستفاد من هذهِ الخدمات أكثر من 127 ألف مدني بينهم 83 ألف امرأة و31 ألف طفل في 238 مجتمعاً.
مشاريع متعلقة بالتعافي من الزلزال :
نفذ الدفاع المدني السوري مشاريع بنى تحتية نوعية في إطار خطة عمل لتخفيف معاناة المدنيين وتسهيل تأمين أماكن الإيواء للمتضررين من الزلزال ضمن إطار عمليات التعافي وإنعاش المجتمعات المتضررة، من خلال التعاون والتنسيق مع المنظمات والجهات العاملة في شمال غربي سوريا.
إعادة تأهيل الطرق:
إعادة تأهيل و تزفيت طرق في بلدة سرمدا (طريق سرمدا العمود وتفرعاته) بطول إجمالي 5050 متراً.
إعادة تأهيل و وتزفيت طرق في عفرين (طريق عفرين-كفرجنة بطول 9500 متر وطريق جسرعفرين الثالث بطول 1650 متراً) والذي قام به الدفاع المدني السوري عبر التحالف العملياتي المشكل من (المنتدى السوري، الدفاع المدني السوري، الجمعية الطبية السورية الأمريكية).
فرش طريق عين البيضا القندريّة في جرابلس بمحافظة حلب بطول 8500 متر.
إعادة تأهيل مدخل مدينة إدلب الغربي بطول 1400 متر، حيث شمل المشروع الرصف والدهان وتنسيق الحدائق والإضاءة، بهدف تنظيم حركة المرور والحد من مخالفات السير والحوادث المرورية، وتوفير مظهر جمالي.
إعادة تأهيل طريق مدخل مشفى مدينة اعزاز الوطني بطول 140 متر.
إعادة تأهيل شارع السوق في جسر الشغور بطول 235 متراً، شمل ذلك صيانة مصارف مياه الأمطار وتنظيف قنوات تصريف مياه الأمطار، وتركيب بلاط إنترلوك ملون وغرس الأشجار وتركيب أعمدة إنارة شمسية.
إعادة تأهيل و وتزفيت طريق (سرمدا - كفر دريان) بطول إجمالي 3310 متر، بالتعاون مع مؤسسة الشام الإنسانية.
المساهمة في عمليات دعم المجتمعات والعملية التعليمية:
البدء بمشروع إعادة بناء مدرسة خالد بن الوليد في جنديرس والتي تستوعب 4 آلاف طالب.
إعادة تأهيل مدرسة في مارع.
إعادة تأهيل كلية التربية في عفرين المتضررة من الزلزال.
إعادة تأهيل كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في مدينة الباب
أعمال إعادة تأهيل ضمن جامعة حلب الحرة.
إنشاء وتجهيز مركز تمكين مجتمعي في جسر الشغور.
إعادة تأهيل 44 مركزاً من مراكز الدفاع المدني السوري.
أعمال تأهيل دور عبادة، بناء جامع الملند.
قطاع المياه والصرف الصحي:
إعادة تأهيل شبكة مياه الشرب بطول نحو 50 كم متراً وشبكات الصرف الصحي بطول أكثر من 80 كم متراً في كفركرمين - الكمونة في ريف حلب الريف الغربي، والتي تلبي احتياجات حوالي 7000 مأوى كريم للمنكوبين من الزلزال بُنيت على مساحة 200,000 متر مربع.
إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 2,100 متر في مجتمع حوار النهر.
إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 3,050 متراً في مجتمع بابكة.
إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 1,650 متراً في مجتمع البردقلي.
إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 500 متر في مجتمع بنش.
مشاريع قيد التخطيط والتجهيز
مشروع قرية سامز الطبية، وذلك عبر التحالف العملياتي مع الجمعية الطبية السورية الأمريكية، والمنتدى السوري
مشروع لبناء مركز لمعالجة الأورام وذلك عبر التحالف العملياتي التنفيذي مع مؤسسة الامين للمساندة الإنسانية.
مشروع ترميم مدارس متضررة بالزلزال.
مشروع ترميم وإعادة تأهيل مرافق طبية متضررة بالزلزال.
ولم تكن هذه المشاريع تهدف إلى إعادة بناء مرافق أساسية وإعادة تأهيل طرقات وشبكات مياه وصرف صحي فحسب، بل كانت تهدف أيضاً إلى تأمين الاستقرار للسكان وكان هذا الانتقال من الاستجابة الطارئة إلى التخطيط طويل الأجل، ورغم أن المؤسسة كانت تعمل خلال السنوات السابقة على مشاريع خدمية لدعم الصمود المجتمعي والتعافي المبكر للمجتمعات، لكن الاختلاف بعد الزلزال كان كماً ونوعاً بهذه المشاريع والأعمال.
مراكز الإيواء المؤقتة
انتهج النظام وروسيا سياسة التهجير القسري للسوريين خلال السنوات الـ 12 سنة التي سبقت الزلزال، الأمر الذي ترك نحو من مليوني سوري يعيشون في مخيمات تغيب عنها أدنى مقومات الحياة، ثم جاء الزلزال ليترك 40 ألف عائلة أخرى دون مأوى، ليتخذوا من مراكز إيواء بنيت على عجل مسكناً لهم، منها ما بٌني إلى جانب أنقاض منازل الناجين و المنكوبين من الزلزال، وهو ما جعلهم مثلهم مثل أكثر من مليوني مهجّر عرضة لظروف قاسية.
وخلال عام من الزلزال، تعاقب الصيف والشتاء، الحر والبرد على مراكز إيواء منكوبي الزلزال، فغمرتها مياه السيول واقتلعت رياح العواصف خيمها، وضربها الحر، وحاصرتها الحرائق، التي سلبت أرواحاً لناجين من الزلزال، والتهمت خيامهم.
وساعدت فرقنا بتأسيس مراكز الإيواء المؤقتة والبنية التحتية الأساسية لها، حيث تم فرش وتسهيل طرق وأراضي ومخيمات بمساحة 887,146 متر مربع ضمن 396 تجمع سكاني، و503 مخيم.
ويعاني المنكوبين من كارثة الزلزال من فقدان لسبل العيش وغياب مقومات الحياة في مراكز الإيواء وتهديدات انتشار الأمراض وتسرب الأطفال من التعليم.
الهجمات المستمرة
وبينما كان السوريون يحاولون التعافي من أثار الكارثة الثانية والمتمثلة بزلزال شباط المدمر كان الكارثة الأولى متمثلة بحرب نظام الأسد وروسيا والميليشيات الموالية لهم مستمرة، ولم تتوقف آلة الحرب عن سلب أرواح السوريين حيث وثقت فرقنا 1,322 اعتداءً عسكرياً ضمن 189 تجمع سكاني خلال عام 2023، حيث ازدادت وتيرة الاعتداءات العسكرية اعتباراً من شهر آب، كما شهد شهري أيلول وتشرين الأول العدد الأكبر من الاعتداءات، كان نظام الأسد مسؤولاً عن أكثر من 84 % من الاعتداءات، كما كانت القوات الروسية مسؤولة عن 6 % من الاعتداءات، كما كان مصدر 4 % من الاعتداءات مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية، إضافة لعدد من الهجمات مجهولة المصدر.
استهدفت الاعتداءات مختلف المرافق المدنية بغية إيقاع العدد الأكبر من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، حيث طالت النسبة الأكبر من الاعتداءات (53%) الحقول الزراعية، تلتها منازل المدنيين (32%) ثم الطرق (5%)، كما طالت الاعتداءات كذلك المدارس، والمخيمات، والمباني العامة، والأسواق، والمشافي، والمساجد.
انتشل متطوعو الخوذ البيضاء خلال استجابتهم للاعتداءات العسكرية خلال عام 2023 جثامين 173 قتيلاً، من بينهم 24 امرأة و51 طفل، كما أنقذوا 720 مصاباً، من ضمنهم 97 امرأة و233 طفلاً، عانى المتطوعون أثناء عملهم من صعوبات كبيرة في الحركة بسبب رصد الأماكن المستهدفة بطيران الاستطلاع، والخشية من تجدد القصف أو الغارات المزدوجة خصوصاً في حال وجود مصابين تحت الأنقاض، علماً أن المتدربين تلقوا تدريبات خاصة حول آليات التعامل الخاصة مع المصابين، خصوصا النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
واستهدفت قوات النظام السوري خلال حملتها العسكرية في شهر تشرين الأول أربعة من مراكز الدفاع المدني السوري، إذ استهدفت مركز اً في أريحا بتاريخ 5 تشرين الأول، ومركزين في دارة عزة ومدينة ادلب ومركز النساء والأسرة في بلدة سرمين بتاريخ 8 تشرين الأول، دون وقوع إصابات بين المتطوعين.
استهدف قوات النظام أحد فرق الإنقاذ في الدفاع المدني السوري أثناء الاستجابة لقصف مدفعي، مما أدى لاستشهاد قائد الفريق عبد الباسط عبد الخالق وتدمير البيك آب بالكامل بتاريخ 11 تموز، كما أصيب 3 متطوعين بالهجمات في شهر تشرين الأول.
الأعمال الموازية (إطفاء، استجابة لكوارث طبيعية، مخلفات حرب ..)
وبموازاة الأعمال التي قامت بها الخوذ البيضاء استجابة لزلزال الـ 6 شباط، استمر المتطوعون في العمل ضمن محاور المؤسسة الرئيسية الأخرى من خدمات الإسعاف، واستجابة للحرائق بكافة أنواعها و الكوارث الطبيعية وإزالة مخلفات الحرب، وحوادث السير، إضافة إلى أعمال التوعية، وسجلت الخوذ البيضاء بعد الـ 6 شباط 2023 وإلى نهاية العام الماضي تقديم أكثر من 83 ألف خدمة إسعاف استفاد منها من 131 ألف مدني، كما شهدت الفترة نفسها إقامة أكثر من 4350 جلسة توعية استفاد منها 84 ألف مدني، وأكثر من 6200 عملية متعلقة بإزالة مخلفات الحرب تم فيها إزالة أكثر من 930 ذخيرة غير منفجرة، وأيضاً استجابة فرق الخوذ البيضاء لأكثر من 2600 حريقاً راح ضحيتها 19 مدنياً بينهم 13 طفلاً و 3 نساء.
كما نفذت فرق الخوذ البيضاء الآلاف من العمليات الخدمية التي تهدف لتعزيز الصمود المجتمعي المحلي في مئات التجمعات السكنية، والمدن، والبلدات، والقرى، والمخيمات في شمال غربي سوريا، وتنوعت تلك الخدمات من غسيل المدارس والشوارع والحدائق والمنشآت العامة وعمليات حفر جور فنية وأساسات وحفر صيانة كهرباء، وعمليات ردم حُفر آبار مهجورة لتجنب حوادث السقوط، وحفر خط صرف صحي. كما نفذ المتطوعون أعمال تنسيق وتجميل مداخل ومخارج المدن وزرع الأشجار وسقايتها.
تطور قدرة الدفاع المدني السوري منذ الزلزال
لعبت خبرة فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، التي اكتسبتها خلال نحو عقد من الاستجابة للقصف والغارات الجوية التي كان النظام وروسيا يشنها على المدن والبلدات السورية، دوراً مهماً في استجابة أكثر فعّالية خلال الزلزال رغم قلة الإمكانيات وكثرة الصعوبات، كمان إن اتساع الرقعة الجغرافية التي تطلبت الاستجابة، وضعف البنية التحتية جراء الحرب عقّدَ من المهمة لكن لم تجعلها مستحيلة.
أما في الفترة التي أعقبت الزلزال، فقد أخذت استجابة الخوذ البيضاء شكلاً أخر من خلال المشاريع والمشاريع الخدمية وجلسات التوعية وتدريب فرق رديفة من المتطوعين فأصبحت الاستجابة استباقية، كما أظهر الزلزال أهمية التنسيق والتعاون مع المجالس والمجتمعات المحلية، من ناحية أخرى فرض مفهوم إدارة الكارثة/الأزمة نفسه كأحد المكتسبات المعرفية الهامة لكارثة الزلزال.
الصحة النفسية
أطلق الدفاع المدني السوري في شهر آب مشروع الدعم النفسي، سعياً للوصول لمجتمع متعافٍ نفسياً بعد سنوات الحرب وكارثة الزلزال التي تركت أثراً نفسياً وصدمات على مختلف الفئات، ومن خلال برامج المشروع الذي يستهدف الأطفال من خلال معرفة هواياتهم ومواطن القوة والضعف عندهم، وتمكينهم من التعامل مع الآخرين وتكوين العلاقات، والسيدات بجلسات تعزز مفاهيم الطفولة المبكرة، ومجالات النمو الحسية والجسدية والنفسية ورعاية التنشئة، والأمهات من خلال تدريب المهارات الوالدية لتعزيز العلاقات بين الأبناء ووالديهم ويزيد الفرص للأبناء بقدرتهم على التوجه السليم نحو أهدافهم.
استفاد 20,822 شخص، من بينهم 10,231 امرأة و10,528 طفل من جلسات الدعم النفسي، من خلال جلسات فردية وجماعية شملت التعامل مع التوتر، والمهارات الوالدية، والطفولة المبكرة، والأنشطة الترفيهية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
تعزيز المشاركة المجتمعية في الاستجابة للكوارث
أطلق الدفاع المدني السوري مبادرة حيوية لتعزيز المشاركة المجتمعية في الاستجابة للكوارث من خلال تقديم دورات تدريبية تهدف إلى بناء قدرات الاستجابة للكوارث بين السكان في شمال غربي سوريا.
وكان للمشاركة المجتمعية من قبل السكان خلال كارثة الزلزال المدمر في 6 شباط، دور كبير في سرعة الاستجابة وتخطي الكثير من العقبات، وسيكون لبناء قدرات السكان المحليين دور كبير في تعزيز قدرات الاستجابة والمساهمة بشكل فعال في إنقاذ الأرواح، وتم تدريب أكثر من 2800 شاب وشابة على مبادئ إدارة الكوارث والإخلاء والإطفاء والإسعافات الأولية والبحث والإنقاذ والسلامة والوعي بخطر مخلفات الحرب.
تعد المشاركة المجتمعية إحدى العوامل الرئيسية التي تساهم في نجاح المجتمعات في تخطي الكوارث والأزمات، وتسهم في الحفاظ على استمرارية الحياة عن طريق تخطيط وإدارة وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات التي تهدف إلى التعامل مع الكوارث والأزمات وآثارها السلبية المدمرة على المستوى الصحي والاقتصادي والنفسي والاجتماعي، وتأتي المشاركة المجتمعية الفعالة نتيجة لتكاتف المجتمع والعمل لهدف واحد وهو احتواء الأزمة وتخطيها والنجاة منها وتجاوز آثارها المدمرة المادية والمعنوية.
الأثر الطويل للزلزال
عمق الزلزال من معاناة السوريين وضاعف من الكارثة الإنسانية في شمال غربي سوريا، والحدث الذي استمر لثوانٍ خلف أثاراً ستستمر لسنوات، خاصة مع استمرار حرب النظام وروسيا، فما دُمِّرَ لن يُبنى وصواريخ النظام وروسيا تلاحق السوريين، والبناء لا يمكن في منطقة تعاني ويلات حرب طويلة ويتم ابتزاز أهلها بقوت يومهم، وهذا علاوة على سلب الزلزال لألاف الأرواح التي لن تُمحى ذكراها، وسلبت من عشرات الألاف مأواهم الأخير وسيل عيشهم في ظل غياب الأفق الذي يعيدهم ويعيد المهجرين لمنازلهم ويعوضهم بما فقدوا.
عام على الزلزال، لم يكن مجرد انتقال بين تاريخين على التقويم بالنسبة للسوريين، بل عام أثقلت فيه كاهل السوريين كارثتان، حيث جاءت كارثة الزلزال فوق كارثة حرب النظام وروسيا وحلفائهم، لتزيد الأوضاع تعقيداً وصعوبة، وبالرغم من أنه كان عاماً مليئاً بالتحديات والصعوبات، لكن لم تغب فيه رغبة الحياة والأمل بالعدالة، والأماني بعودة السوريين إلى بيوتهم ومنازلهم وإعمار ما دمره الزلزال والحرب.
رابط التقرير الأساسي لدى "مؤسسة الدفاع المدني السوري" من هنا
أدانت كلا من روسيا وايران الضربات الأمريكية في سوريا والعراق والتي استهدفت المليشيات المدعومة من ايران وخلفت العديد من القتلى والجرحى وتدمير منشأت ومستودعات عسكرية.
وطالبت روسيا بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن لمناقشة هذه التطورات، وحذرت من أن هذه الضربات تهدف لدفع أكبر الدول في المنطقة للصراع.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ، الى ان الهجمات الامريكية في سوريا والعراق تستدعي عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي.
كما أدانت وزارة الخارجية الايرانية، أمس السبت الهجمات الامريكية في سوريا والعراق، ووصفتها بـ"المغامرة" وتسهم في تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
وذكر المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني، في بيان نشرته وسائل اعلام، ان الضربات تعد "انتهاكاً لسيادة سوريا والعراق ووحدة اراضيهما".
وطالب كنعاني مجلس الأمن بالتدخل لمنع الهجمات الأمريكية "غير القانونية والأحادية الجانب في المنطقة".
وفي سياق متصل، دعا ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، الى عقد اجتماع في مجلس الامن لمناقشة تهديد السلام والأمن الناجم عن الضربات الأمريكية على سوريا والعراق.
وفي ذات السياق أصدرت وزارة الخارجية في حكومة نظام الأسد، أمس السبت 3 شباط/ فبراير، بياناً علّقت خلاله على القصف الجوي الذي طال مواقع وأهداف إيرانية في سوريا، وذكرت أن القصف الأمريكي "يضاف إلى سجل انتهاكاتها بحق سيادة سوريا".
وحسب خارجية الأسد، فإنّ القصف الذي استهدف مواقع وأهداف للميليشيات الإيرانية "يصبّ في تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط على نحو خطير للغاية"، وربطت الوزارة بين الضربات الجوية وبين داعش واعتبرت أنها تهدف لإحياء نشاطه في المنطقة.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي شن ضربات على 7 منشآت تضمنت أكثر من 85 هدفا في العراق و سوريا، وقال البيت الأبيض إن الأهداف اختيرت لتجنب ضحايا مدنيين و بناء على أدلة دامغة تثبت علاقتها بهجوم الأردن والرد الأميركي بدأ الليلة ولن ينتهي الليلة.
هذا وقدر البيت الأبيض أن الضربات الجوية استغرقت نحو 30 دقيقة، في حين قالت ميليشيات الحرس الثوري الإيراني إنه لا يوجد أي إيراني بين القتلى في الهجمات في سوريا و العراق، وتوعّدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" الميليشيات الإيرانية في سورية والعراق بمزيد من الضربات، وذلك بعد الغارات التي نفذتها الليلة الماضية.
وتأتي الضربات ردا على هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة أمريكية في شمال شرق الأردن في 28 كانون الثاني، مما أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين.
حذر منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل جميع الأطراف في الشرق الأوسط من المزيد من التصعيد، بعد الرد الأمريكي على مقتل جنوده شمال الأردن.
ودعى بوريل إلى تجنب التصعيد في الشرق الأوسط، و على جميع الأطراف المنخرطة في الصراع المتسع في الشرق الأوسط، إلى العمل على منع نشوب صراع أكثر خطورة.
وقال بوريل، على هامش اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل "يجب أن يسعى الجميع إلى تفادي أن يصبح الوضع متفجرا" مضيفا أن الشرق الأوسط "مرجل (مغلاة) قابل للانفجار"،.
وأشار إلى الحرب في غزة والمواجهات على الحدود اللبنانية والقصف في العراق وسوريا والهجمات على سفن في البحر الأحمر. وقال "لهذا السبب ندعو الجميع لمحاولة تجنب التصعيد".
ويسعى الاتحاد الأوروبي لإطلاق مهمة في البحر الأحمر في وقت لاحق هذا الشهر للمساعدة في حماية السفن الدولية من هجمات الحوثيين في اليمن. وقال بوريل إن المهمة ستكون "دفاعية" ولن تنفذ أي هجمات برية في اليمن.
من ناحية أخرى، كانت وزيرة خارجية بلجيكا، حاجة لحبيب، أكثر انتقادا، قائلة إن هناك خطرا حقيقيا من التصعيد في أزمة الشرق الأوسط. وقال وزير خارجية بولندا، رادوسلاف سيكورسكي "لقد لعب وكلاء إيران بالنار لشهور وسنوات وهي الآن تحرقهم".
من جانبها قالت وزير الدولة الألمانية للشؤون الأوروبية آنا لورمان، التي نابت عن وزيرة خارجية بلادها في الاجتماع، "لقد شهدنا وقوع هجمات في الأسابيع القليلة الماضية على القواعد الأمريكية، حيث فقد مواطنون أمريكيون خلالها أرواحهم أيضًا. لقد كان ذلك غير مسؤول".
وكان الجيش الأمريكي قد أعلن مساء الجمعة أنه شن هجمات على أكثر من 85 هدفا في سوريا والعراق، ردا على الهجوم الدموي الذي شنته ميليشيات موالية لإيران وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن.
أعلن دانيال هاغاري، المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أن قواته هاجمت مواقع لحزب الله في سوريا أكثر من 50 مرة منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال هاغاري أمس السبت إنّ الجيش الإسرائيلي استهدف من الأرض والجو أكثر من 50 هدفًا لحزب الله في عموما الأراضي السورية، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي يهاجم البنية التحتية للحزب.
وكانت الطيران الإسرئيلي يوم الجمعة الماضي قد شن فجرا غارات جوية استهدفت موقعا تابعا للميليشيات الايرانية وحزب الله في منطقة عقربا جنوب مدينة دمشق أسفرت حسب وسائل إعلامية ايرانية شبه رسمية عن مقتل مستشار إيراني يعمل مع الحرس الثوري يدعى سعيد علي دادادي.
وأكد هاغاري، أنّ الضربات الإسرائيلية دمرت 150 خلية تابعة لحزب الله في لبنان، وأنه قتل 200 مقاتل، منذ 7 أكتوبر الماضي".
وأشار هاغاري، إن جيش الدفاع الإسرائيلي نشر ثلاث فرق على طول الحدود مع لبنان، بما في ذلك عشرات الآلاف من المقاتلين والقوات النظامية والاحتياطية التابعة للجيش الإسرائيلي - في البر والجو والبحر".
وأضاف المتحدث: "تقوم قوات الجيش بقمع هجمات وحدات حزب الله، على خط الحدود، التي تحاول اختراق إسرائيل، وإطلاق صواريخ مضادة للدبابات على المواقع الاستيطانية والمستوطنات، وإطلاق الصواريخ في الخلف".
ومنذ أحداث 7 أكتوبر، يقوم حزب الله والمليشيات الإيرانية استهدافات شكلية داخل إسرائيل، حيث يقوم حزب الله بإستهداف العواميد وأبراج الاتصالات فقط، بينما تقوم المليشيات الإيرانية بإستهداف مواقع مفتوحة وخالية في الجولان المحتل.
وخلفت الحرب على غزة، حتى السبت "27 ألفا و238 شهيدا و66 ألفا و452 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
كشفت "رابطة نشطاء الثورة في حمص"، اليوم الأحد 4 شباط/ فبراير، عن إحياء الذكرى الثانية عشرة لمجزرة الخالدية التي ارتبكها نظام الأسد المجرم في تاريخ 3_2_2012 في مدينة حمص.
وذكرت أن عدد من نشطاء الثورة بحمص مع مجموعة من نشطاء المحافظات أقاموا فعالية ثورية تضمنت وقفة شعبية تضامنية في ساحة الساعة بمدينة إدلب إحياءً لذكرى مجزرة الخالدية بحمص.
واستذكر النشطاء تلك اللحظات المؤلمة، كما دعوا الى محاسبة المجرمين الذين مازالوا طلقاء، وتخللت الفعالية أناشيد ثورية ورسم لوحة جدارية تصف كيف قصف النظام حي الخالدية بحمص.
ويذكر أن هذه المجزرة راح ضحيتها 52 شهيدا وعشرات الجرحى، وكانت هذه المجزرة نقطة تحول كبيرة في تاريخ الثورة السورية باستخدام النظام مدافع الهاون الثقيلة لقصف الأحياء السكنية الآمنة لأول مرة.
وبدأت المجزرة بعد انتهاء مظاهرة مسائية في الحي، والتي تصادف الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة التي وقعت في شباط عام 1982 على يد الأسد الأب، وجاءت المجزرة بعد عجز نظام الأسد عن إسكات المتظاهرين الذين كانوا يُنشدون للحرّية بشكل شبه يومي في ساحات الحي، فأراد النظام ترهيبهم.
وبعد تطويق الحي بدأت ميليشيات الأسد في فرع المخابرات الجوية ومواقعها في أحياء حمص بقصفه بقذائف الهاون بدءا من الساعة العاشرة مساء، استمر القصف المكثف قرابة ثلاث ساعات، بلغ عدد قذائف الهاون التي سقطت على الحي في ليلة المجزرة ما يقارب 300 قذيفة.
ومنعت سيارات الإسعاف من دخوله، بالتزامن مع محاولات اقتحام الحي واشتباكات بين منشقين وعناصر بعض حواجز الأسد المحيطة به، بسبب انشقاق عدد من عناصر حاجز دوار القاهرة في حي البياضة القريب من الخالدية.
هذا لم يقتصر القصف على حي الخالدية وحده، إنما امتد إلى أحياء أخرى من حمص، منها الإنشاءات وبابا عمرو والبياضة وباب الدريب والسباع بالإضافة إلى أطراف جورة الشياح، وقد أوقع القصف على هذه الأحياء بالمجمل ما لا يقل عن 79 شهيدا.
كرر نظام الأسد القرارات التي تزيد من تفاقم أزمة المحروقات، وما ينتج عنها من أزمات متتابعة على كافة الأصعدة، وقدر مدير فرع مؤسسة تصنيع وتجارة الحبوب في حماة "وليد جاكيش" شديد في عدد العاملين بمختلف مفاصل المؤسسة.
وذكر أن هناك نقص 600 عاملاً في مختلف المواقع منهم 45 سائقاً لنقل القمح والطحين، وأشار إلى أن أهم أسباب النقص، هي الاستقالات بسبب ضعف الراتب وأجور نقل العاملين المقيمين في مناطق بعيدة، ثم التقاعد والتسريح الصحي.
ولفت إلى معاناة كبيرة تواجهها مطاحن حماة وهي انقطاع التيار الكهربائي عنها مرات عدة رغم أنها تُغذى من خط معفى من التقنين، لافتاً أن أي انقطاع يوقف إنتاج الطحين لفترة لا تقل عن ساعة لإعادة إقلاع المطحنة، مشيراً إلى وجود مولدات يقل استخدامها بسبب تكاليف محروقاتها الباهظة.
وكان قدر رئيس نقابة عمال التنمية الزراعية في حماة محمد السويد خروج 327 عاملاً خلال عام 2023 في جهات حكومية عدة يتبع عمالها للنقابة في حماة غالبيتهم استقالات.
وتوقفت حافلات نقل الموظفين عن العمل في دمشق، احتجاجاً على إيقاف تزويدها بالمازوت بالسعر المدعوم، وإلزام أصحابها بالحصول على المادة بسعر التكلفة.
ورفض أصحاب الحافلات التي تقلُ الموظفين إلى مؤسساتهم الاستمرار في عقودهم، نتيجة احتساب ليتر المازوت الواحد لهذه المركبات ب 11.675 ليرة سورية، بدلاً من السعر المدعوم المحدد ب 2000 ليرة سورية.
وذكر مصدر مسؤول في محافظة دمشق أنّه "يتم النظر حالياً وبأسرع ما يمكن بموضوع نقل الموظفين في الجهات الحكومية، وخاصةً بتوقف بعض المتعاقدين مع بعض الجهات غير القادرة حالياً على إبرام عقود وفق التعرفة الجديدة المقررة".
وكشفت مصادر عن تخفيض طلبات المحروقات الواردة إلى السويداء بنسبة 30%، حيث انخفض عدد الطلبات اليومية من 10 إلى 7 طلبات تتوزع على 14 محطة، علما أن السويداء بحاجة 14 طلباً من المازوت يومياً بالحد الأدنى.
وتتزايد حالات الهجرة من مناطق سيطرة النظام بالتوازي مع الاستقالات التي تكون بالجملة، وقال مدير ميناء طرطوس ثائر ونوس بأنه لا تتم أية عمليات هجرة غير شرعية من خلال الشواطئ السورية لأن المخافر ممتدة على طول الشاطئ، في سياق كذب النظام المستمر حيال الهجرة من مناطق سيطرته.
هذا وكرر نظام الأسد رفع أسعار المحروقات والغاز والكهرباء لعدّة مرات خلال الأشهر الماضية، في الوقت الذي يعاني السكان فيه من حالة معيشية متردية، توقفت عن العمل حافلات تنقل موظفين إلى المؤسسات الحكومية بعد إيقاف تزويدها بالمازوت بالسعر المدعوم، وإلزام أصحابها بالحصول على المادة بالسعر الحر، ما دفعهم إلى عدم استكمال عقود نقل الموظفين.
أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان لها، الضربات الجوية الأمريكية على مواقع "الحرس الثوري وفيلق القدس" في سوريا والعراق، واعتبرته تصعيدا خطيراً وتعدّياً على سيادة البلدين العربيين، وتهديدا لأمنهما واستقرار المنطقة.
وقالت "حماس": "ندين بأشد العبارات العدوان الأمريكي على كل من العراق وسوريا، ونعتبره تصعيدا خطيرا، وتعديا على سيادة البلدين العربيين، وتهديدا لأمنهما واستقرار المنطقة، خدمة لأجندة الاحتلال التوسّعية والتغطية على جرائمه المروّعة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
وأضاف البيان: "تتحمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المسؤولية عن تبعات هذا العدوان الغاشم على كل من العراق وسوريا، والذي يصب الزيت على النار"، مؤكدة على أن "المنطقة لن تشهد استقرارا أو سلاما إلا بوقف العدوان الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد شعبنا في قطاع غزة، وإنهاء الاحتلال الصهيوني النازي لأراضينا الفلسطينية والعربية المحتلة".
وشدد "حماس" على ضرورة أن تراجعة واشنطن "سياساتها العدوانية، واحترامها لسيادة الدول ومصالح الشعوب العربية التي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يتعرض له شعبنا من جرائم إبادة تتم على مرأى ومسمع من العالم أجمع".
وكانت أصدرت وزارة الخارجية في حكومة نظام الأسد، اليوم السبت 3 شباط/ فبراير، بياناً علّقت خلاله على القصف الجوي الذي طال مواقع وأهداف إيرانية في سوريا، وذكرت أن القصف الأمريكي "يضاف إلى سجل انتهاكاتها بحق سيادة سوريا".
وحسب خارجية الأسد، فإنّ القصف الذي استهدف مواقع وأهداف للميليشيات الإيرانية "يصبّ في تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط على نحو خطير للغاية"، وربطت الوزارة بين الضربات الجوية وبين داعش واعتبرت أنها تهدف لإحياء نشاطه في المنطقة.
وقالت الوزارة في بيان لها، إنها "ترفض رفضاً قاطعاً كل الذرائع والأكاذيب التي روجت لها الإدارة الأمريكية لتبرير هذا الاعتداء"، وعبرت عن قلقها البالغ إزاء حالة الشلل التي يعاني منها مجلس الأمن الدولي، واستنكرت "الانتهاك الجديد للسيادة السورية".
وأعلنت وزارة الدفاع في حكومة نظام الأسد، عن قصف جوي تعرضت له عدد من المواقع والبلدات في المنطقة الشرقية من سوريا وبالقرب من الحدود السورية ــ العراقية، وأقرت بوجود خسائر بشرية ومادية.
وجاء البيان مماثلاً لرواية النظام السوري عبر وزارة الخارجية من حيث ربط الهجمات الأمريكية بحجة دعم تنظيم داعش، لإعادة إحيائه ذراعاً ميدانياً لها، و"ليس له مبرر سوى محاولة إضعاف قدرة جيش النظام وحلفائه في مجال محاربة الإرهاب"، حسب تعبيرها.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي شن ضربات على 7 منشآت تضمنت أكثر من 85 هدفا في العراق و سوريا، وقال البيت الأبيض إن الأهداف اختيرت لتجنب ضحايا مدنيين و بناء على أدلة دامغة تثبت علاقتها بهجوم الأردن والرد الأميركي بدأ الليلة ولن ينتهي الليلة.
هذا وقدر "البيت الأبيض" أن الضربات الجوية استغرقت نحو 30 دقيقة، في حين قالت ميليشيات الحرس الثوري الإيراني إنه لا يوجد أي إيراني بين القتلى في الهجمات في سوريا و العراق، وتوعّدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" الميليشيات الإيرانية في سورية والعراق بمزيد من الضربات، وذلك بعد الغارات التي نفذتها الليلة الماضية.
ويعتبر الموقف من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، موضع جدل واسع في أوساط أبناء الحراك الثوري من نشطاء وفعاليات ثورية وكتاب ومفكرين وباحثين، جراء العلاقة الوثيقة بين الحركة وقتلة الشعب السوري ممن يطلق عليه اسم "محور المقاومة" الممثل بـ "حزب الله وإيران ونظام الأسد"، إذ يعتبر هذا الموقف تأييد لمن قتل الشعب السوري طيلة عقد وأكثر، رغم أن موقف أبناء الثورة السورية داعم بالمطلق للشعب الفلسطيني ومقاومته في وجه قوى الاحتلال.
تداولت صفحات وحسابات موالية لنظام الأسد، صورة تجمع رأس النظام وزوجته خلال زيارتهما الأخيرة للصين، مرفقة بسيل من الادعاءات حول تنفيذ حملة لمكافحة الفساد تتضمن ملاحقة عدد من الشخصيات الاقتصادية، ورؤوس الأموال، فما حقيقة هذه الحملة وهمية لمكافحة الفساد؟.
وخلال بحث وتتبع أجراه فريق التحرير في شبكة شام الإخبارية، تبين أنّ المنشور متداول منذ سنوات ولا يتعلق بأي إجراءات جديدة، ويأتي تداول المنشور مجدداً بعد الحديث عن ملاحقة النظام لعدد من الشخصيات في سياق تلميع صورته فحسب، لا سيّما وأنه مصدر الفساد الأول في سوريا.
وفي سياق متصل، قال الاقتصادي السوري، "عبد الناصر الجاسم"، مختصرا ما يحدث إن ما يجري أو "يشاع" عن قيادة أسماء الأسد الملقبة بـ"سيدة الجحيم"، زوجة رأس النظام السوري، حملة مكافحة فساد بسورية بـ"حاميها حراميها".
ولفت في حديثه لموقع "العربي الجديد"، إلى أن الفساد الأكبر والإتاوات تتم عبر "مكتبها السري" بالقصر الرئاسي، و أن ما يحدث أخيراً يعود لسببين، الأول التسويق للخارج بأن نظام الأسد نزيه ويكافح الفساد، أما السبب الثاني فيراه بخلافات على المواقع والحصص.
وأكد أن العديد ممن كانوا يعملون لمصلحة النظام، سواء في استيراد وتصدير النفط، من الداخل "الإدارة الذاتية" أو من الخارج، خرجوا عن "بيت الطاعة" فمنهم من يعمل لحسابه الخاص أو يقتطع قسماً من الأرباح ويهربها للخارج.
وذكر أن شراء العقارات والممتلكات الثمينة لبعض هؤلاء بالإمارات العربية المتحدة، فجّر الخلاف وكشف المستور، مشيرا إلى بأن الحملة، وما يروّج لها، لن تفضي إلى أية نتائج، سوى تبديل بعض المواقع وتسويق وجوه جديدة لمواقع حساسة، بعد التعديلات الأمنية الأخيرة.
وأضاف، "رأينا ما قيل عن حملة أسماء الأسد لمكافحة الفساد التي بدأت من المنافذ الحدودية ثم من التجار الحصريين الذين خصّهم النظام ومنذ سنوات، بحصرية استيراد بعض السلع، كالسكر والأرز والقمح والغذائيات المعلبة.
ويقول الاقتصادي السوري، "عماد الدين المصبح"، إن الفساد الذي تقوده "عصابة الأسد" هو أهم عوامل التفقير وتهجير الاستثمارات ورؤوس الأموال، وفي حين ينفي رجل الأعمال السوري، عماد جبر، من محافظة درعا لـ"العربي الجديد" صحة أخبار الحجوزات الاحتياطية وملاحقة كبار التجار.
لافتا إلى أنه المسؤولين الذين كانوا "أهم أدوات نظام الأسد المالية" وأن فرع أمن الدولة بدرعا برئاسة مديّن ندة، تحول إلى مركز إتاوات جنوبي سوريا كما يفعل "فرع الخطيب" بدمشق، فيعتقل رجال أعمال بتهم مختلفة، ولا يفرج عنهم إلا بعد دفع مبالغ كبيرة وبالدولار حصراً.
وكان كثّف النظام السوري، خلال الفترة الأخيرة، من إجراءاته لمكافحة الفساد، في خطوة وصفها مراقبون بأنها وهمية من أجل التسويق للنظام بأنه يسعى إلى الحد من الفساد الذي استشرى في مختلف القطاعات.
وتناقلت وسائل إعلام وتواصل اجتماعي قبل أيام، أنباء عن ترؤس أسماء الأسد حملة مكافحة الفساد، بعد جرد اللجان المالية بالقصر الرئاسي لبيانات تجار وصناعيين "كبار"، وصدرت حجوزات احتياطية وتمت مصادرة أموال، طاولت رجال أعمال ومسؤولين.
منهم رئيس اتحاد كرة القدم السابق، فادي الدباس وزوجته سماح الجابي ورجال أعمال، كما أحيل رئيس إدارة الهلال الأحمر، خالد حبوباتي، للتحقيق بتهم تتعلق أيضاً بـ"الفساد والاستجرار غير المشروع للمال"، وجرت مصادرة أمواله وتحويلها لمصلحة المصرف المركزي.
وشكلت "سيدة الجحيم"، ما يُسمى "المكتب الاقتصادي السري" التابع للقصر الرئاسي، والذي تترأسه عملياً ويضم كلاً من: مدير مؤسسة الأمانة السورية للتنمية، فارس كلاس، ومستشارة رئيس النظام والمسؤولة الإعلامية بالقصر الرئاسي، لونا الشبل.
يضاف إلى ذلك منسقة العلاقات الاقتصادية بين القصر الرئاسي والقطاع الخاص، لينا الكنانة، ومديرة مكتب زوجة الرئيس، دانا بشكور، ومدير شركة ايماتيل، خضر علي طاهر، والمستشار الاقتصادي بالقصر الرئاسي ومدير شركات آل الأسد بسورية ولبنان وبريطانيا والإمارات، يسار إبراهيم.
وقال موقع الحرة الأمريكية إن التقارير الآتية من سوريا، خاصة من رجال الأعمال والتجار، تفيد بأن أسماء الأسد "وعن طريق المكتب الاقتصادي تفرض هيمنتها بشكل متزايد على الاقتصاد منذ 2019 على الأقل"، كما يقول الباحث القانوني، إياد حميد.
ويوضح الباحث أنه المعروف في الأوساط الاقتصادية السورية أن "أسماء هي من تتولى إدارة الاقتصاد من خلال مكتب خاص، ومنذ قصة تقويض رامي مخلوف الشهيرة والاستحواذ على شركة سيريتل".
هذا تذيلت سوريا قائمة ترتيب مؤشر "مدركات الفساد العالمي"، بتسجيلها 13 درجة من أصل مئة، لتحتل مع الصومال آخر دولتين في القائمة، وفق تقرير نشرته منظمة الشفافية الدولية، وكشف التقرير عن فشل معظم الدول العربية في تحسين مواقعها على مؤشر مدركات الفساد.
وكان قدر نظام الأسد، خلال تصريحات صادرة عن رئيس مجلس الوزراء لدى النظام "حسين عرنوس"، أن المبالغ المكتشفة والمطلوب استردادها من قبل إدارات وفروع الجهاز المركزي للرقابة المالية خلال عام 2023 تقدر بما يزيد على 269 مليار ليرة سورية.
وكان قال رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال "جمال القادري"، لدى نظام الأسد إن العامل السوري اليوم لا يحصل على راتب بل على إعانة ومن حقه الحصول على ما يكفي عائلته وهذا الحق كفله له الدستور، وذكر أن الفساد أصبح ضرورة بسبب عدم استطاعة الشخص الحصول على حاجته.
هذا وقال مسؤول في "مرصد الشبكات الاقتصادية والسياسية"، إن "أسماء الأسد" أو "سيدة الجحيم" كما هو معروف عنها في سوريا، زوجة الإرهابي "بشار الأسد" تبرز في منتصف دائرة شبكات الفساد داخل حكومة النظام، كعقدة محورية تنشر أذرعها في كل مكان ممكن أن تحصل من خلاله على الأموال.
أصدرت وكالة النبأ الرسمية الناطقة باسم تنظيم "داعش"، يوم أمس الجمعة، بياناً يوضح عدد عمليات التنظيم في مناطق نفوذه وأشارت إلى أن التنظيم نفذ 5 عمليات في سوريا، أدت إلى مقتل وجرح 13 شخصاً.
وتبنى التنظيم قتل شخص بتهمة العمالة لقوات "قسد"، بلدة الحوايج بمنطقة "ذيبان" بريف دير الزور الشرقي، وذلك وفق بيان رسمي نشره التنظيم تحت مسمى "حصاد الأجناد 428"، الذي يتضمن نتائج هجمات التنظيم أسبوعياً.
وفي سياق متصل، أعلن "داعش"، عن مسؤوليته عن استهداف دورية راجلة من قوات "قسد" في بلدة الحوايج بمنطقة ذيبان بالأسلحة الرشاشة، ما أدى لمقتل عنصر وإصابة عدد منهم، دون أن يحدد عدد الخسائر بصفوف "قسد".
كما تضمنت حصائل التنظيم الأسبوعية تبنى هجوم مسلح نفذه مقاتلون من داعش، طال تمركزا لـ "قسد" قرب حقل الجفرة بمنطقة الحريجي بريف ديرالزور ما أدى لتضرر آلية رباعية الدفع وإصابة عنصرين على الأقل، وفق إعلام التنظيم الرسمي.
ومن دير الزور إلى محافظة الرقة أعلن التنظيم مقتل 3 جواسيس قال إنهم يعملون لصالح قوات "قسد"، معلناً تصفيتهم بعد أسرهم في منطقة "سهلة البنات" شرقي الرقة، يوم الأربعاء الماضي.
وفي الرقة أيضاً، تبنى التنظيم مقتل وإصابة 3 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بهجوم مسلح نفذه مقاتلون من التنظيم طال حاجزا عسكريا في منطقة مزرعة رشيد بريف الرقة الغربي.
هذا وبثت وكالة أعماق التابعة للتنظيم بوقت سابق مشاهد حصلت عليها وقالت إنها تظهر استهداف مقاتلي داعش لميليشيا "قسد" والنظام بمناطق دير الزور وحلب والحسكة، كما بثت مقطعا من موقع الكمين الذي تعرضت له آلية تقلّ عناصر للنظام في بادية "السخنة" شرقي حمص.
وكانت نشرت صحيفة "النبأ"، الناطق باسم التنظيم، ما قالت إنه "حصاد الأجناد"، الذي يظهر نتائج هجمات مقاتلي داعش خلال الأسبوع الأخير في مناطق انتشار خلاياه في سوريا، في ظل عودة لنشاط التنظيم بعد انحسار ملفت خلال الفترة الماضية.
قدر مدير السورية للمخابز لدى نظام الأسد إلى أن تكلفة ربطة الخبز وصلت إلى 7800 ليرة، تباع حالياً للمواطن من منافذ البيع المباشر في المخابز بأقل من ذلك بكثير، وفق تعبيره.
وذكر أن رقم الدعم اليومي للخبز يضل إلى ما يعادل 42 مليار ليرة و بدعم سنوي يفوق 13 تريليون ليرة، عدا عن تكاليف الصيانة والتجديد وأجور العمال والنقل والتوزيع والخسائر والأضرار الجانبية.
وقدر الطاقة الإجمالية للمخابز يومياً حوالي 5300 طن دقيق أي ما يعادل إنتاج 5 ملايين و 600 ألف ربطة يومياً، وزعم أنه رغم تكاليف الدعم تستكمل تحديث خطوط وتأهيل المخابز علما أن ذلك يتم بتمويل منظمات دولية.
وقدر مدير السورية للحبوب سامي هليل أنه يتم تأمين الأقماح محلياً وسد العجز منها من الأقماح المستوردة بالقطع الأجنبي لتأمين حاجة القطر من الدقيق، وقدر أن تركيا وقسد المرتبطة بأمريكا عملوا على استجرار الأقماح من المنطقة الشرقية.
وزعم أن تكلفة الطن الواحد من الدقيق تتجاوز 7,5 ملايين ليرة في الوقت الذي يتم فيه تسليم طن الدقيق للمخابز بسعر 70 ألف ليرة، وهو ما يعد سعراً رمزياً مقارنة مع تكاليف الإنتاج الباهظة المرتبطة بأسعار المواد والمستلزمات الإنتاجية.
وقال إن تزايد الأسعار العالمية ينعكس على تكاليف إنتاج الدقيق يومياً حتى في حالة تأمين أكياس تعبئة الأقماح المحلية الموردة من الفلاحين والتي تسلم لهم بأسعار رمزية، ولم ينس أن يعلق فشل عمل المطاحن والصوامع على شماعة العقوبات الاقتصادية المفروضة على نظام الأسد.
وكان قدر مدير عام المؤسسة السورية للمخابز مؤيد الرفاعي، خلال حديثه لوسائل إعلام تابعة لنظام الأسد اليوم الإثنين، ارتفاع أرقام الدعم السنوي لمادة الخبز لتصل إلى آلاف المليارات من الليرات، وفق تقديراته.
ويأتي حديث النظام عن ارتفاع قيمة الدعم المزعوم، مع كشف مصادر عن اقتراب رفع أسعار الخبز خلال الفترة القادمة، وقدر الرفاعي المخصصات المخابز من الطحين 5400 طن يومياً، تنتج نحو 5.653 ملايين ربطة خبز حوالي 39.6 مليون رغيف خبز يومياً.
وفي كانون الأول الفائت 2023، أعلنت حكومة نظام الأسد رفع سعر الخبز الحر في مناطق سيطرة النظام من 1250 ليرة إلى 3000 ليرة للربطة الواحدة، وتسجل أسعار المادة مستويات غير مسبوقة.
ويتعذر على غالبية المواطنين الحصول عليها من الأفران بسبب الازدحام والطوابير ويتم شرائها بأسعار مضاعفة من السوق المحلية وسط شكاوى من قلة جودة الخبز في مناطق سيطرة النظام.
وكانت نقلت مواقع إخبارية محلية تصريح عن مصدر عامل في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لدى نظام الأسد كشف نية الوزارة رفع أسعار الخبز المدعوم والحر بداية العام 2024، وسط موجة ارتفاع أسعار جديدة تطال كافة المواد الغذائية وغيرها.
رغم أنها مُتبعة منذ نشأتها الأولى (جبهة النصرة) في سجونها، والتي وثقتها العديد من التقارير الحقوقية رغم إنكار الهيئة لها، إلا أن الأحداث الأخيرة المتعلقة باعتقال المئات من كوادر "هيئة تحرير الشام"، بتهم العمالة بينهم قادة بارزون، ومن ثم الإفراج عنهم، أعادت الحديث للواجهة، لتكشف عن استمرار النهج لدى الذراع الأمني في الهيئة، في تطبيق شتى أنواع الممارسات في تعذيب المعتقلين، حتى عناصر الهيئة أنفسهم لم يسلموا منها.
روايات متعددة وصلت لشبكة "شام" عبر عدد من المفرج عنهم من كوادر "هيئة تحرير الشام" في قضية العملاء، أكدوا تعرضهم للتعذيب والإهانة بأصناف شتى، من قبل أمنيين في غالبيتهم مجهولي الهوية، خلال فترة اعتقالهم، كما كشفت المقاطع التي روجت لاستقبال المفرج عنهم من قيادات عدة، عن تعرضهم للضرب والتعذيب، وهذا ما أقره أيضاً "أبو محمد الجولاني" وقال إن هناك أخطاء حصلت في التحقيقات.
ليس الضرب والشبح وحده، والاحتجاز في ظروف غير إنسانية فحسب، بل هناك أصناف عديدة مورست بحق المعتقلين من قيادات الهيئة وعناصرها منهم قادة كبار معروفين، وفق ماقال أحد المفرج عنهم لشبكة "شام"، متحدثاً عن ضرب وتعنيف بالكرباج والشبح والسلاسل، بالتوازي مع إهانات لفظية تطعن في الدين والأعراض، وتهدد بالقتل والتنكيل حتى الموت، أو الاعتراف.
وقال آخر، إنه احتجز في غرفة منفرد صغيرة لأسابيع، ومنع عنه الطعام والماء، حتى أنه منع من أداء الصلوات، وتعرض وفق قوله لأصناف عديدة من التعذيب، منها الترهيب والتهديد بأهله وعائلته، الشبح، التابوت، الدولاب، الصعق بالكهرباء، الماء البارد، وكثير من الأصناف التي تعرض لها لإجباره على الإدلاء بأسماء واعترافات أكد أنه لم يكن على دراية فيها.
وذكر الشاهد (مطالباً بعدم ذكر اسمه) بأنه رصد عمليات تعذيب يومية، وأصوات بكاء وصراخ في الزنازين المجاور، حتى أنه سمع أصوات أطفال صغار ونساء محتجزين في المعتقلات المظلمة التي أعدتها الهيئة ضمن الجبال، وقال إن قيادات بارزة من الهيئة تعرضت لشتى أنواع التعذيب لنزع الاعترافات منها بشكل إجباري.
وأظهرت الفيديوهات لعدد من المفرج عنهم من قيادات الهيئة خلال استقبالهم، عدم قدرتهم على التحرك والمشي، فيما ظهر عدد آخر أنهم في وضع صحي متعب، جراء ما تعرضوا له من تعذيب في السجون، وأكثر ما تحدث عنه الشهود، هو الإهانات اللفظية بالسب بالأعراض والدين والاتهام بالعمالة والخيانة العظمى، التي حللت ممارسة كل أصناف التعذيب بحقهم.
ولم تكن تلك الممارسات بجديدة، فسبق أن تحدث المئات من المعتقلين الذين كتب لهم النجاة من سجون "هيئة تحرير الشام"، عن أصناف عديدة من التعذيب والتنكيل بالمعتقلين في السجون، فيما قضى العشرات منهم، وأخفي مصيرهم وحتى جثثهم، في ظروف ليست إنسانية ولا قانونية، ولا تمد للدين حتى بصلة، في الوقت الذي تواصل فيه الهيئة إنكار التعذيب والادعاء بالمعاملة الحسنة وفق الشريعة، وهو الذي فضحها أمام عناصرها وقياداتها أنفسهم.
وفي تقرير حقوقي سابق، قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إن "هيئة تحرير الشام" تستخدم أساليب تعذيب متعددة ضمن مراكز الاحتجاز التابعة لها، مؤكدة أنها تشابهت إلى حدٍّ ما مع أساليب التعذيب التي يمارسها النظام في مراكز احتجازه، وأن هناك تشابهاً حتى ضمن استراتيجية التعذيب التي تهدف إلى إجبار المحتجز على الاعتراف، وتتم محاكمته بالتالي بناءً على اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب.
ولفت تقرير الشبكة إلى أن الهيئة تمكنت من ابتكار أساليب تعذيب مميزة، وسجلت 22 أسلوب تعذيب، وقد يتعرض المحتجز غالباً لأزيد من أسلوب تعذيب واحد، وزعتها الشبكة إلى ثلاثة أصناف رئيسة وهي( 13 من أساليب التعذيب الجسدي - 8 أساليب تعذيب نفسي - أعمال السخرة).
ومن أساليب التعذيب التي تتبعها "هيئة تحرير الشام" في سجونها، وفق تقرير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" هي كالتالي:
1 - التابوت:
صندوق معدني، يشبه الخزانة، يُثبت إلى جدار، تقدر مساحته بقرابة (170*50) سم وفيه يوضع السجين وتثبَّت يداه نحو الأعلى، ويغلق الباب عليه وأحياناً يتم الضغط على صدر المحتجز عبر ضاغط معدني مكون من قطعة معدنية محدبة يتم ضغطها بواسطة مسمار لولبي يتم التحكم به من خارج الباب، ويبقى المحتجز داخله لساعات أو أيام، وقد استخدمت هيئة تحرير الشام التابوت في مراكز احتجاز شاهين وحارم والعقاب. وبحسب الشهادات التي حصلت عليها الشبكة السورية لحقوق الإنسان من الناجين فقد ألغت الهيئة استخدام التابوت في عمليات التعذيب في عام 2018، وذلك على إثر وفاة عدد من المحتجزين داخله، وبشكل خاص في سجن شاهين، ونعتقد أنه أُلغيَ من سجن شاهين فقط ولم يتسنَ لنا التحقق من إلغائه من كل مراكز الاحتجاز التابعة للهيئة.
2 - الشبح الشاقولي:
تُربط ذراعا المحتجز إلى أسطوانة معدنية مثبتة في مكان مرتفع، ليتأرجح جسده، ويقوم السجان بسحب جسد المحتجز إلى الأسفل، في تعمُّدٍ منه لإيقاع أكبر قدر من الألم والأذية في جسده، وغالباً ما يترك المحتجز على هذه الحال لساعات طويلة أو أيام. ويعتبر هذا الأسلوب مشابه لأسلوب الشبح الذي تستخدمه قوات النظام السوري في مراكز احتجازه، وغالباً ما يترافق الشبح مع ضرب المعتقل/المحتجز أو جلده أو سكب المياه الحارة أو الباردة على جسده.
3 - الملح:
خلال عمليات التعذيب يقوم السجان بملء فم المحتجز بكمية من ملح الطعام، تقدر بـ 100غ تقريباً، ثم يجبره على إغلاق فمه بإحكام مدة 15 دقيقة، ثم يقوم بإجباره على فتح فمه ويغرقه بالماء؛ تتسبب هذه الممارسة بجروح وتورمات في فم المعتقل/ المحتجز، واختناق في أثناء ابتلاعه كميات كبيرة من الملح والماء.
4 - العقرب:
يقوم العنصر المسؤول عن التعذيب بلفِّ ذراع المحتجز اليسرى خلف ظهره من جهة الخاصرة اليسرى، ولفِّ الذراع اليمنى خلف ظهره أيضاً لكن من فوق الكتف الأيمن، وتُسحب الذراعان باتجاه بعضهما البعض وتكبلان بالأصفاد، ويُترك المحتجز مدة ساعة أو أكثر على هذه الوضعية؛ ما يتسبَّب له بآلام مبرحة. أطلق الناجون الذين التقتهم الشبكة السورية لحقوق الإنسان اسم العقرب على هذه الوضعية من التعذيب.
5 - الصعق بالكهرباء:
تشابهت هيئة تحرير الشام مع النظام السوري في الأدوات التي استخدمتها لتعذيب المحتجزين بالصعق بالكهرباء، وتركزت ممارستها لهذا الأسلوب على أعضاء محددة من جسد المحتجز.
تستخدم ملاقط موصولة إلى جهاز تحكم كهربائي، وتثبت الملاقط على المناطق الحساسة والضعيفة من الجسد (الشفاه – الأنف – الأذن – الأعضاء التناسلية – أطراف الأصابع)، وتنتج عن هذه الممارسة آثار كارثية منها ذوبان واحتراق العضو المكهرب؛ ولهذا يُعدُّ هذا الأسلوب من أكثر الأساليب التي ترعب المعتقلين، وقد ذكر ناجون ممن تحدثت معهم الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنهم شاهدوا معتقلين وسجناء فقدوا شحمة الأذن والأنف إثرَ تعرضهم للتعذيب بملاقط الكهرباء.
6 - الدولاب:
وفيه يتم وضع أرجل المحتجز داخل دولاب سيارة وذلك بثني ركبتيه داخل الدولاب ووضع عصا خشبية بين الركبتين الداخلتين في الدولاب وبين الدولاب ذاته، ثم يقلب المحتجز ويضرب على قدميه وبقية أنحاء جسده باستخدام عصا أو كبل كهرباء مُجمع على بعضه بطريقة تزيد من قوته ومتانته، أو أنبوب بلاستيكي.
7- التجويع:
يُحرم المحتجز من جزء أو كامل حصته المعتادة من الطعام، وبحسب ما أخبرنا به ناجون من الاحتجاز فمن كان يتعرض لهذه العقوبة كان يحصل من السجان على رغيف خبز واحد مع قطعة خضار واحدة فقط في اليوم.
8- الضرب:
يُثبَّت المعتقل/المحتجز وتوجَّه إليه ضربات متلاحقة وكثيفة على مختلف أنحاء جسده، ويُمارس الضرب بشكل مستمر مع كل أساليب التعذيب ووضعياته. ويكون بواسطة عصا أو أكبال كهربائية أو بالأيدي والأقدام.
9- ظروف الاحتجاز والتكديس البشري:
بداية يجب التنويه إلى أن جميع مراكز الاحتجاز التي أوردناها (باستثناء سجن إدلب المركزي في مدينة إدلب) هي عبارة عن مبانٍ لمنشآت أخرى، مثل معامل، مبانٍ عسكرية، وغير ذلك، فهي غير مصممة لتكون مراكز احتجاز، وهي في مجملها تفتقر إلى شروط السلامة والتهوية والإنارة، ولكن الأسوأ من ذلك هو الاكتظاظ الشديد الذي تشهده هذه المراكز، وبحسب ما أبلغنا به العديد من الناجين، فقد تم احتجازهم ضمن زنازين بمساحات ضيقة يبلغ متوسط مساحة الزنزانة (6*6)م، وقد تضمُّ قرابة 50 - 65 معتقلاً، كما أن ملابس المعتقل غالباً ما تكون مهترئة بسبب التعذيب، وهذا ما ساهم بشكل أساسي في انتشار الأمراض والأوبئة والعدوى وخاصة التنفسية والجلدية؛ بسبب نقص الأوكسجين، وندرة التَّعرض لأشعة الشمس، هذه الظروف البالغة القسوة هي استراتيجية متبعة من قبل هيئة تحرير الشام من جهة بهدف تعذيب المعتقلين وجعلهم يصابون بشتى أنواع الأمراض، ثم يُهمل علاجهم على نحوٍ مقصود أيضاً، ولعدم قدرتها المادية على توفير مستلزمات ظروف الاحتجاز من جهة أخرى، إذ لا تولي هيئة تحرير الشام أهمية لصرف مواردها على المحتجزين لديها ولتحسين مراكز احتجازها.
وقالت الشبكة إنها رصدت ستة أشكال أساسية ضمن سياق إهمال الرعاية الصحية وظروف الاحتجاز:
10- الحرمان من الحصول على العلاج الطبي:
يُحرم المحتجز من الحصول على العلاج الطبي بشكل كامل أو جزئي، وغالباً ما تتجاهل عناصر الحراسة نداءات الاستغاثة، وفي حال حصل المحتجز على دواء فهو غالباً دواء لا يعالج المرض أو الحالة التي يُعانيها المعتقل، بل تقتصر الأدوية التي قد يحصل عليها المحتجز بشكل عام على المسكنات كالسيتامول أو البنادول، والتي تُعطى لهم من قبل ممرض أو طبيب يزور مركز الاحتجاز في أوقات متفاوتة بحسب استدعائه من قبل إدارة مركز الاحتجاز. وفي غالبية الشهادات التي حصلت عليها الشبكة السورية لحقوق الإنسان من الناجين فإنهم نادراً ما شهدوا على نقل محتجز إلى المشافي باستثناء أولئك الذين يتعرضون لإصابات بطلق ناري في أثناء عملية احتجازهم، فهؤلاء يتم نقلهم ليخضعوا لعمليات جراحية، ثم يتم نقلهم إلى مركز الاحتجاز قبل إتمام علاجهم، وفي بعض الحالات بعد خروجهم من غرفة العمليات مباشرة، ويخضع هؤلاء أيضاً للتحقيق والتعذيب مباشرة بعد وصولهم مركز الاحتجاز.
11- حرمان المعتقل من الاستحمام واستخدام المرحاض ووسائل النظافة:
لا تتناسب أعداد المراحيض مع أعداد المحتجزين في السجون ومراكز الاحتجاز التابعة لهيئة تحرير الشام، ورصدنا أنَّه غالباً ما يُسمح للمحتجزين في الزنزانات المنفردة أو المراكز السرية مشددة الحراسة، غالباً ما يسمح لهم باستخدام المرحاض مرتين في اليوم فقط، وقليلاً ما تتاح للمحتجز فرصة الاستحمام والاغتسال، بعد تكرار طلبه مراراً، وبحسب الشهادات التي حصلت عليها الشبكة السورية لحقوق الإنسان من الناجين فإنَّ المحتجزين كانوا يتذرَّعون بضرورة الاستحمام من أجل إقامة الصلاة؛ وذلك لأن عناصر الحراسة قد تلبي طلبهم بشكل أسرع. ويكون الاستحمام بمياه باردة جداً أو ساخنة جداً، بحسب حالة الطقس، ولا تتوفر مادة الصابون ووسائل النظافة بشكل دائم، وقد يبقى المحتجز من دون استحمام لأشهر طويلة، الأمر الذي يتسبَّب في انتشار الأمراض الجلدية والقمل والجرب بين المعتقلين، إضافة إلى الروائح الكريهة التي تنتشر في الزنزانات.
12- حرمان المعتقل من الوسائد والأغطية والملابس:
تمتنع عناصر هيئة تحرير الشام عن إعطاء المعتقلين/ المحتجزين في مراكز الاحتجاز الكمية الكافية من الوسائد والأغطية، وقد يتشارك معتقلان أو أكثر وسادة واحدة أو غطاءً واحداً، والتي غالباً ما تكون متَّسخة ومهترئة وتحتوي على الطفيليات أو الدماء، إضافة إلى ذلك، يُحرم المعتقل من الحصول على ملابس مناسبة وغالباً ما يرتدي ملابس داخلية فقط؛ نظراً لاهتراء ملابسه أو تمزقها في أثناء عمليات التعذيب أو نزعها عنه عنوةً في أثناء التفتيش؛ وهذه الممارسات جميعها تُعرِّض المعتقلين للبرد القارس في فصل الشتاء، عندما تكون درجات الحرارة في حدودها الدنيا.
13- الحرمان من النوم:
يُحرم المعتقل من النوم لأسباب عديدة، فإما أن يمارَس عليه الحرمان من النوم كأحد أساليب التعذيب وفي جلسات الاستجواب الطويلة، أو أنَّه لا يستطيع النوم بسبب التكديس البشري ضمن الزنزانة الواحدة، حيث تضم الزنزانات عدداً من المعتقلين يفوق طاقتها الاستيعابية؛ ما يحرمهم المساحة الكافية للاستلقاء فيضطرون إلى التناوب على النوم وبالتالي ساعات نوم قليلة لكل معتقل، ناهيك عن التَّرهيب النّفسي الذي يُلم بالمعتقل طيلة مدة اعتقاله ليتركه مصاباً بالأرق.
ومن أساليب التعذيب النفسي وفق الشبكة "أعمال السخرة" حيث تجبر عناصر الهيئة المحتجزين على القيام بأعمال الحفر والسخرة، وفي معظم الأحيان أعمال حفر القبور لدفن الأشخاص الذين تم إعدامهم بمختلف التهم. وبحسب الروايات التي حصلنا عليها فإنَّ الهيئة تمارس هذا الأسلوب بشكل رئيس مع الأسرى من قوات النظام السوري من الطائفة العلوية، والمحتجزين الذين سيواجهون حكم الإعدام.
وكان خلص تقرير "الشبكة السورية" إلى أن "هيئة تحرير الشام" ارتكبت انتهاكات واسعة للقانون الدولي لحقوق الإنسان بحق الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرتها عبر عمليات الخطف والاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب، وعبر الأحكام الجائرة الصادرة عن محاكم لا ترقى بأي حال من الأحوال إلى القواعد الأساسية للمحاكمات العادلة، وقد أظهر التقرير هيمنتها المطلقة على الشرطة والقضاء.
وتحتجز "هيئة تحرير الشام" الآلاف من أبناء الحراك الثوري السوري، في عشرات السجون الأمنية المنتشرة في مناطق ريف إدلب، في غالبيتها سجون تتمتع بالسرية ضمن الجبال، ويشرف عليها الذراع الأمني المقرب من قيادة الهيئة، ترفض الهيئة كل الدعوات لتبييض السجون من المعتقلين على خلفية الحراك الثوري وآرائهم ومواقفهم لاسيما المعارضين لتوجهات وسياسات الهيئة، علاوة عن احتجاز المئات من المهاجرين بينهم نساء وأطفال، دون أن يكون لهؤلاء الحق في الخضوع لقضاء مستقل أو حتى معرفة مصيرهم.