"الهجري" يُجدد دعمه لمطالب "الأحرار والحرائر" المطالبين بالعيش الحر الكريم في السويداء
جدد الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين "الشيخ حكمت الهجري"، دعمه لمطالب "الأحرار والحرائر" المطالبين بالعيش الحر الكريم في السويداء، مؤكداً أنه "لم نرى من القائمين على البلد إلا انفصالهم عن الواقع".
وقال في بيان له: "للاسف الشديد و رغم التردي و الفشل و الفساد المستشري بكل مفاصل الدولة و رغم ما يكابده ابنائنا من معاناة لا تطاق بكل تفاصيل حياتهم فإننا لم نرى من القائمين على البلد الا انفصالهم عن الواقع و كأن لا عمل لهم غير ابتكار أساليب جديدة لنهب المواطنين و التضييق عليهم بأبسط احتياجاتهم و ترهيب كل من يرفع صوته و اصدار الأحكام الباطلة و تلفيق التهم بحق الأحرار و الحرائر".
وأضاف: "من مبدأ ثقتنا بالله عز و جل و ثقتنا بإرادتكم الصلبة و سواعدكم الحرة نجدد اليوم و كل يوم وقوفنا إلى جانبكم و دعم مطالبكم المحقة و توجهاتكم و ثوابتكم الوطنية و نمد ايدينا إلى كل السوريين المطالبين بحقوقهم على ساحة الوطن بمختلف مكوناتهم و الوانهم لنصل و إياهم لغد افضل و وطن مزدهر".
وجدد "الهجري" دعوة للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية للعمل بفعالية أكبر لتطبيق القرارات الدولية و استصدار قرارات جديدة قادرة على وضع حد لمعاناة الشعب السوري.
وسبق أن أعلنت "الهيئة العامة لحراك السويداء السلمي" بعد شهرين من تشكيلها، انطلاق أعمالها رسمياً يوم الخميس الماضي، وذلك من خلال بيان ألقاه عضو اللجنة السياسية في الهيئة، يامن معروف، في مضافة الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، سماحة الشيخ حكمت الهجري.
واستعرض معروف، في البيان التشكيلات الكاملة للجان التي جرى انتخابها وتعيينها، والتي تضم لجاناً قانونية وإعلامية، وأكد أن الهيئة لا تسعى لأن تكون بديلاً عن سلطة الأمر الواقع، بل هي "نتاج حراك وطني يسعى لتحقيق التغيير السياسي استناداً إلى القرارات الأممية، بهدف الانتقال من دولة الاستبداد والفساد إلى دولة ديمقراطية ترتكز على مبدأ المواطنة".
وعبر "الشيخ حكمت الهجري" عن تقديره للجهود المبذولة في تشكيل الهيئة، واصفاً إياها بأنها "مبادرة وطنية تجسد مستوى عالياً من الديمقراطية التي افتقدتها المنطقة لعقود"، وأضاف الشيخ الهجري أنه يدعم كل تحرك وطني صادق يحمل أهدافاً نبيلة تحت "راية الوطن الأم سوريا"، مؤكداً أن الحوار والنقاش هما السبيل الأمثل لإيجاد الحلول ضمن إطار وحدة أبناء الوطن.
ودعا الشيخ إلى التطلع نحو مستقبل الوطن، من خلال تكاتف الجهود وتوحيد الأهداف، مشدداً على أهمية مواجهة الفساد الحقيقي، والعمل على إحياء الروح الوطنية التي تشمل جميع مكونات وأطياف المجتمع السوري.
وتشمل "الهيئة العامة لحراك السويداء السلمي" ممثلين عن نقاط الحراك السلمي، وهي تجمعات من القرى والبلدات التي تشارك في الاحتجاجات السلمية منذ العام الماضي، حيث اختارت تلك النقاط ممثلين للانضمام إلى الهيئة، وفق موقع "السويداء 24".
ورغم بعض الانتقادات، تؤكد الهيئة على أنها لا تدعي احتكار تمثيل محافظة السويداء كما يروج البعض، بل إنها تعتبر نفسها منبثقة عن حراك شعبي غير مسبوق في السويداء، وخطوة من خطوات السوريين نحو الانخراط في العمل السياسي بحرية، بعد عقود من الحرمان من هذا الحق.
لكن هذا المسعى السلمي لم يمر دون مواجهة حملات تشكيك وتخوين، حيث زعمت أصوات محسوبة على السلطة أن إسرائيل تقف وراء إعلان الهيئة، في محاولة لتأليب الرأي العام ضدها. وهي تهمة اعتادت السلطة توجيهها لكل من يعارض الاستبداد والفساد.
ورغم التحديات التي تواجه الهيئة، في ظل تعقيد المشهد السياسي السوري واستمرار هيمنة سلطات الأمر الواقع المدعومة من قوى خارجية كإيران وروسيا والولايات المتحدة وتركيا، فإن "الهيئة العامة لحراك السويداء السلمي" تمثل تجربة فريدة في العمل السياسي داخل سوريا، وتستحق أن تُمنح الفرصة لتقديم صوت مختلف في الساحة السياسية.
في نهاية المطاف، قد لا تحقق الهيئة كل أهدافها في ظل الظروف الحالية، إلا أنها تشكل بداية جديدة في المشهد السياسي السوري، خارج إطار "الحزب القائد" الذي استبدل حاجات الناس بشعارات المقاومة والصمود. إنها تجربة جديدة في بلد كان مجرد التفكير في السياسة فيه قد يودي بصاحبه إلى السجن أو حتى الموت.