أثار افتتاح فندق ضخم قرب مقام السيدة زينب بدمشق، من قبل وزير السياحة في حكومة نظام الأسد وعدد من الشخصيات التابعة للنظام تساؤلات كثيرة حول الهدف من هذا الافتتاح من قبل النظام تحديدا علماً أن المنطقة تقع تحت النفوذ الإيراني ومن المرجح أن الفندق من تنفيذ شركة جهاد البناء الإيرانية التي تنشط في المنطقة.
وقالت وزارة السياحة لدى النظام إنه بإشراف من رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، تم افتتاح فندق رتاج في مدينة السيدة زينب بريف دمشق، المؤلف من 5 طوابق، ولم تكشف الوزارة عن تكلفة المشروع في وقت يهتم إعلام النظام بمثل هذه الفنادق والاستثمارات بحجة دعم السياحية ورفد الاقتصاد.
ورغم تدني الخدمات في مناطق سيطرة نظام الأسد أشاد نظام الأسد "بالخدمات عالية الجودة التي يوفرها الفندق ما ينعكس بالإيجاب على الحركة السياحية في السيدة زينب"، وذكرمحافظ النظام بريف دمشق أنه تم اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها تشجيع الاستثمار في القطاع السياحي في ريف دمشق.
وقد يجيب هذا الافتتاح من قبل شخصيات من نظام الأسد تقرير صحفي نشرته جريدة الشرق الأوسط تعليقا على زيارة نادرة للوفد من النظام السوري إلى منطقة السيدة زينب بريف دمشق الجنوبي، فيما تواصل إيران ترسيخ وتعزيز نفوذها على الصعد كافة.
ونقلت عن مراقبين قولهم إن هذه الزيارة تحمل رسالتين، الأولى، سيادية موجهة من دمشق إلى طهران بأن السيدة زينب منطقة سوريا كباقي مناطق البلاد، والأخرى تريد من خلالها حكومة نظام الأسد أن توحي بأنها تسيطر على المنطقة.
وتروج صفحة الفندق الكثير من الرفاهيات وتنشر شعارات طائفية وتقول إن من مميزات الفندق قربه من مقام السيدة زينب وأنه مطل عليه، وبينما تشهد بداية السوق تشييد أبنية طابقية ضخمة وترميم أخرى، كانت فنادق وجهات أخرى تُجري تحضيرات لإحياء مناسبات طائفية عبر قدور طبخ كبيرة ووضعتها أمام الفنادق.
وفي مارس/ آذار الماضي كشفت مواقع موالية لنظام الأسد عن افتتاح ما يسمى بـ"حزب البعث" لفندق حمل اسم "مدينة الياسمين"، في دمشق بكلفة 8 مليارات ليرة سورية، بالوقت الذي تعيش فيه مناطق سيطرة النظام تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وغلاء الأسعار.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن الفندق تعود ملكيته للبعث، وصرح المسؤول في الحزب "عمار السباعي"، بأن مشروع الفندق "ثمرة تعاون بين حزب البعث والقطاع الخاص الوطني بامتياز كشريك أساسي"، وفق تعبيره.
وتجدر الإشارة إلى أن إعلام النظام يتحدث عن مشاريع استثمارية حيث يطلق نظام الأسد يد شخصيات متنفذة للقيام بهذه المشاريع بما يعود إلى خزينته بالأموال ولا تنعكس هذه المشاريع على تحسن الأوضاع المعيشية والاقتصادية إذ يتجاهل نظام تدهور الاقتصاد المتجدد ويواصل تطبيق المشاريع والقرارات التي تحقق إيرادات مالية إضافية على حساب السكان.
اعتبر "فلاديمير فان ويلجنبرغ" الباحث في "معهد واشنطن"، أن الاشتباكات الأخيرة في دير الزور شرقي سوريا بين قوات "قسد" من جهة، ومقاتلين من "العشائر والمليشيات الرديفة للنظام" من جهة أخرى، تتقاطع مع مصالح دمشق وطهران.
وقال "ويلجنبرغ" إن لدى دمشق وطهران مصلحة متزايدة باستغلال الاضطرابات القبلية في دير الزور لممارسة ضغوط إضافية بالمنطقة، في ظل النزاع المستمر في غزة، وفق مانقلت صحيفة "الشرق الأوسط".
ورجح الباحث أن تكثف الجماعات المدعومة من إيران هجماتها على القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا، إذ من المرجح أن تستمر "قوات العشائر" بتنفيذ هجمات في دير الزور، رغم أنه من المستبعد أن تتمكن من السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد".
وأكد أن نفوذ طهران ودمشق، رغم الجهود الحثيثة من الضفة الغربية من دير الزور لمحاولة إثارة الاضطرابات في المنطقة، ظل محدوداً نوعاً ما في الضفتين الشرقية والشمالية، لأن سكان دير الزور معادون بمعظمهم للسلطات السورية، ويعارضون تمدد وتعاظم الدور الإيراني فيها.
وكانت اتهمت وزارة خارجية النظام في بيان لها، الولايات المتحدة بدعم ميليشيا "قسد الانفصالية"، معتبرة ذلك أنه يمثل أداة رخيصة لتنفيذ مخططاتها المعادية لدمشق، داعية واشنطن للتوقف عن دعمها والانسحاب الفوري من سوريا
وقالت الخارجية في بيان: "شنت قوات ما تسمى "قسد" العميلة للاحتلال الأمريكي هجمات إجرامية على أهلنا في دير الزور والحسكة والقامشلي، إضافة إلى قرى أخرى في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية".
أضاف البيان: "أدت هذه الهجمات الهمجية إلى استشهاد عدد من المواطنين السوريين من بينهم نساء وأطفال. كما قامت طائرات حربية تابعة للقوات الأمريكية بدعم ميليشيا "قسد"، عبر شن عدة غارات استهدفت خلالها المدنيين الأبرياء المدافعين عن عائلاتهم وقراهم وممتلكاتهم".
وأكد البيان على "أن الاحتلال الأمريكي لجزءٍ من الأراضي السورية يمثل انتهاكا صارخا لسيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، وأن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لميليشيات انفصالية عميلة لها يمثل أداة رخيصة لتنفيذ مخططاتها المعادية لسوريا".
وشدد النظام "على أن كل هذه الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية ضد أبنائها في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، بما في ذلك منع وصول المواد الغذائية ومياه الشرب، تهدف إلى مضاعفة معاناة السوريين وإطالة أمد الحرب عليهم"، وفق نص البيان.
وقال إن سوريا تطالب الولايات المتحدة الأمريكية بالتوقف عن هذه الممارسات، والانسحاب الفوري من الأراضي السورية، واحترام إرادة السوريين الرافضين لوجود ودور مثل هذه الميليشيات الانفصالية".
وكانت نشبت مواجهات عنيفة بين مسلحين ينسبون أنفسهم إلى مقاتلي العشائر وبين قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، على عدة محاور أبرزها ذيبان بريف ديرالزور الشرقي، كما امتدت المواجهات فجر اليوم إلى مناطق غربي ديرالزور، وسط موجات نزوح جماعية خوفاً من القصف والاشتباكات المتبادلة.
وتركزت الاشتباكات في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، حيث تعرضت المدينة لقصف بقذائف الهاون من قبل قوات الأسد، مما أدى إلى أضرار مادية فقط، كما هاجمت قوات العشائر نقاط لقسد في بلدة الكبر والهرموشية في ريف دير الزور الغربي ودارت اشتباكات حتى ساعات الصباح.
وفي محيط مدينة الميادين، دارت اشتباكات عنيفة بالقرب من حويجة فحيمان بين قوات العشائر و"قسد"، وسط قصف مدفعي متبادل، تأتي هذه الاشتباكات استمرارًا للهجمات التي بدأت منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء 7 أغسطس.
وأعلن ما يسمى بـ"مجلس ديرالزور العسكري"، لدى "قسد"، في بيان مشترك مع "مجلس هجين العسكري"، عن صد هجوم من قبل "قوات النظام السوري ومرتزقة الدفاع الوطني" على قرى اللطوة، ذيبان، درنج، غرانيج والطيانة, واستطاعت إلحاق خسائر كبيرة بصفوفهم، وفق نص البيان.
وقدر عدد القوات المهاجمة 400 مسلح، وذكرت أنها قتلت 25 مسلحاً للنظام بينهم متزعمون وجرح 10 آخرين، في وقت أقرت بمقتل عنصرين وجرح 10 آخرين بجروح طفيفة، وزعمت أن أهالي المنطقة شاركوا في عمليات المقاومة ورد الهجمات.
في حين أعلن ما يعرف "جيش العشائر"، مقتل قائد لواء البوجامل "فايز العنتر"، خلال اشتباكات مع "قسد" في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، كما أكدت وسائل إعلام محلية مقتل شخصين خلال مداهمة لقوات "قسد"، في بلدة سويدان بنفس المنطقة.
ومع الكشف عن تعثر المفاوضات بين جنرالات من القوات الروسية وضباط من قوات الأسد مع القيادة العامة في قسد، الرامية إلى فك الحصار عن المربعات الأمنيّة في مدينتيّ الحسكة والقامشلي، شهدت المدينة تطورات ميدانية.
وذكرت مصادر محلية إن "قسد" سيطرت على قرية مجيبرة بريف الحسكة وحاجزين لقوات النظام في محيط القرية، وباتت على مشارف فوج كوكب العسكري الذي تتمركز داخله قوات النظام السوري وسط هدوء حذر في المنطقة.
وجاء ذلك بعد تسجيل اشتباكات بالأسلحة الثقيلة حيث انتقلت الاشتباكات إلى محافظة الحسكة، ودارت مواجهات في قرية مجيبرة بمحيط جبل كوكب بين مسلحين وقسد حيث هاجم المسلحون حواجز قسد على طريق الهول، مما دفع قسد لمهاجمة القرية واعتقال عدد من المسلحين، وفق مصادر محلية.
في حين نفى "إبراهيم الهفل" شيخ قبيلة العگيدات مسؤولية قواته بقصف قرية الدحلة وحمل "قسد" المسؤولية عن ذلك، وجاء ذلك قبل تداول أنباء غير مؤكدة تتحدث عن استدعاء الهفل، إلى قاعدة حميميم الروسية في ريف محافظة اللاذقية.
وشنت ميليشيات "قسد"، حملات اعتقالات واسعة تخللها مصادرة آليات بحجة خرق قرار حظر التجوّل، جاءت على خلفية تصاعد التوتر والفوضى في مناطق شرقي ديرالزور، حسبما أفادت به مواقع إخبارية في المنطقة الشرقية.
وقال ناشطون إن "قسد" نصبت عدّة حواجز طيارة، في بلدة الشحيل شرقي ديرالزور، مع تدقيق على هويات المارّة، وكذلك نشرت حواجز طيارة (مؤقتة) في ناحية الصور ومحيطها شمال ديرالزور، معززة بالمصفحات وقوات الكوماندوس.
هذا وصرح مدير المركز الإعلامي لقوات "قسد"، "فرهاد شامي"، أن "هناك عدد من القتلى والجرحى والمعتقلين للنظام السوري بيد قسد في ديرالزور"، وذكر عضو القيادة العامة لدى "قسد"، "لقمان خليل"، أن قوات النظام السوري تشرف بشكل مباشر على الهجمات ضد ديرالزور.
ويخضع جزء من دير الزور منذ سنوات لسيطرة "قسد"، التي تتركز مناطق انتشارها بشكل رئيسي على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتحظى بدعم من التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة.
في حين يسيطر النظام السوري مع ميليشيات تتبع لـ"الحرس الثوري" الإيراني في المقابل على مدن وبلدات المحافظة الواقعة على الضفة الغربية.
ويذكر أن الهجمات التي تنطلق من الغرب إلى الشرق على ضفاف "الفرات" ليست جديدة، فيما تسلط الأحداث الأخيرة الضوء على "الورقة العشائرية" التي باتت تستغلها إيران بقوة في المنطقة المعروفة بطابعها العشائري العربي.
وجذور محاولات الاستغلال هذه نمت قبل عدة سنوات، وتفرعت على نحو أكبر بعد سبتمبر 2023، عندما دخلت "قسد" في صدام مع شيخ قبيلة العكيدات في دير الزور، إبراهيم الهفل، مما اضطر الأخير بعد مواجهات للفرار إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
وكانت اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والرشاشات بين قوات "قسد"، ومجموعات مسلحة تتبع لـ"جيش العشائر"، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى معظمهم من المدنيين، وسط أضرار مادية كبيرة.
وعلى وقع التصعيد الميداني نزح عدد من أهالي بلدات الدحلة وجديد بگارة وإبريهة شرقي ديرالزور باتجاه البادية خلف سكة القطار خوفاً من قصف قوات الأسد، ويأتي هذا النزوح بعد قصف طال بلدة الدحلة ومقتل 11 شخص وإصابة نحو 7 آخرين.
في حين أفادت مصادر بمقتل سيدة و طفلة وإصابة 9 أشخاص بجروح متفاوتة، بينهم 6 أطفال، جراء سقوط قذائف مصدرها "قسد" على بلدة البوليل غرب نهر الفرات وخلّف القصف حركة نزوح لعدد من أهالي بلدتي البوليل والطوب باتجاه البادية خوفاً من تكراره.
وشهدت الأيام الماضية قصفًا متبادلًا بين قوات النظام و"قسد"، حيث استهدفت قوات النظام قرية ابريهة، وردت "قسد" باستهداف قريتي الزباري وسعلو الخاضعتين لسيطرة النظام السوري.
وفي ظل عشوائية القصف المدفعي والصاروخي يأتي ذلك وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بتعمد رمي القذائف من المناطق المأهولة بالسكان ليتسبب الرد بوقوع مجازر يتم استغلالها في تمرير وتعزيز رواية طرف على حساب الآخر.
تواصل قوات الأسد والميليشيات الإيرانية الرديفة، حصارها الخاق للمدنيين في مخيم الركبان على الحدود السورية - الأردنية، في سياسة تجويع لإلزام المدنيين قبول المصالحة والتسويات التي تفرضها سلطات الأسد، وإلزامهم على العودة لمناطقهم رغم المخاطر التي تنتظرهم هناك.
وعبر أهالي المخيم عن سوء أوضاعهم الإنسانية، مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية واستمرار الحصار المفروض على المخيم، وتفرض قوات النظام مبالغ مالية مرتفعة على الشاحنات لعبور المواد الغذائية.
وكثيراً ما طالب قاطنو المخيم بفتح ممر آمن لهم للخروج باتجاه شمال غربي أو شمال شرقي سوريا، في ظل فشل مساعيهم بإقناع الجانب الأردني بفتح نقاط طبية وإدخال مساعدات أممية، في وقت سجل خروج العديد من العائلات باتجاه مناطق النظام ضمن تسويات يفرضها الأخير، دون أي ضمانات من عواقب الاعتقال.
وفي ٣ يوليو ٢٠٢٤، قالت "المنظمة السورية للطوارئ"، في بيان لها، إنها أدخلت مواد غذائية للنازحين في مخيم الركبان، عبر طائرات عسكرية أمريكية، في محاولة لكسر الحصار المفروض على المخيم.
وقال مدير المنظمة "معاذ مصطفى"، إن مساعدات غذائية وزعت على للنازحين في المخيم، منها الطحين والبرغل والعدس والزيت، ولفت إلى أن عمليات التوزيع تواصلت حتى يوم الثلاثاء.
وأضاف مصطفى: "نحن نصل إلى كل فرد في المخيم. نسافر عن طريق الطيران العسكري الأميركي. زرت الركبان سابقاً، وسنتابع العمل في المخيم في الأيام القادمة"، وفق موقع "العربي الجديد".
وكانت دعت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس - غرينفيلد، في كلمة لها أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في سوريا، نظام الأسد إلى التعاون مع مطالبات الأمم المتحدة بإتاحة الوصول التجاري إلى مخيم الركبان والسماح بتوفير المساعدات الإنسانية إلى المدنيين هناك عبر الخطوط"، مردفة: "كما نحث حلفاءنا وشركاءنا على المطالبة بذلك أيضا".
وقالت المسؤولة الأمريكية، إن نظام بشار الأسد، يمنع وصول مساعدات الأمم المتحدة إلى آلاف المدنيين بمخيم الركبان لأربع سنوات، مما وضع سكانه على شفير الكارثة، وأضافت: "نحيي اليوم ذكرى الشهرين لمنع النظام الوصول التجاري إلى هناك، فباتت الكارثة تبدو أقرب من أي وقت مضى".
وأضحت بالقول: "لقد شحت الإمدادات الغذائية والطبية، مما يعرض آلاف المدنيين لخطر تفشي الأمراض وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي أو أسوأ من ذلك"، كما طالبت السفيرة الأميركية بالإبقاء على آخر معبر حدودي يتيح نقل المساعدة إلى شمال سوريا والمهدد بالإغلاق، معربة عن قلقها من مخاطر "تفاقم معاناة" ملايين الأشخاص.
ومنذ بدء الحصار الذي تفرضه قوات الأسد وميليشياتها على مخيم الركبان، يمنع دخول أي من المواد الغذائية والتموينة لآلاف المدنيين المحاصرين في المخيم على الحدود السورية - الأردنية - العراقية، في حين سجل دخول شاحنتين عبر سماسرة للنظام مقابل مبالغ مالية كبيرة خلال الفترة الماضية، لقاء إخراج قطعان من الماشية من المخيم.
وسبق أن تظاهر العشرات من قاطني المخيم، احتجاجاً على تضييق قوات النظام والميليشيات الإيرانية الحصار على المخيّم ومنع دخول المواد الغذائية والدواء إلى القاطنين فيه، ورفعوا لافتات طالبت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة السكان، وتأمين دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى المخيّم، محذرين من وقوع كارثة إنسانية.
وكان نقل عن المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ الدكتور "معاذ مصطفى"، قوله إن المنظمة تعمل بكامل قوتها للضغط من أجل إرسال طائرات مساعدات إلى سكان المخيم، لكنها بانتظار موافقة البيت الأبيض الأميركي ووزارة الخارجية.
ولفت إلى أن المنظمة تضغط لإضافة مادة على قانون ميزانية وزارة الدفاع الأميركية تتضمن دعم العملية القائمة لإيصال الدعم الإنساني إلى نازحي مخيّم الرّكبان عبر المساحة المخصصة في الطائرات العسكرية الأميركية العاملة في المنطقة".
وكشف عن عرقلة موظف في وزارة الخارجية الأميركية، لم يسمه، دخول كادر طبي متخصص إلى جانب مساعدات طبية وغذائية إلى مخيّم الرّكبان، قبل أسابيع، رغم التنسيق مع وزارة الدفاع الأميركية، وهو ما زاد الأوضاع الإنسانية في المخيم سوءاً.
وكان أعلن القائد العام لقوات التحالف في العراق وسوريا الجنرال جويل فاول، عن خطة مستعجلة لإنقاذ سكان مخيّم الرّكبان إضافة إلى خطة طويلة الأمد يجري العمل عليه، دون تقديمه مزيداً من الإيضاحات.
ويأتي في وقت تزداد الأوضاع المعيشيّة في مخيّم الرّكبان سوءاً يوماً بعد يوم، بسبب فقدان معظم المواد الغذائيّة الأساسيّة من سوق المخيّم، وندرة مواد أخرى، وسط تحذيرات من انعكاسات كارثيّة على السكّان، وأعلن المجلس المحلي في مخيم الركبان إزالة خيمة الاعتصام التي كانت بالقرب من قاعدة التنف.
وعلل ذلك لعدم قدرة أهالي المخيم من الوصول إلى مكان الاعتصام ونظرًا للمسافة البعيدة بين مخيم الركبان ومكان وجود خيمة الإعتصام وبسبب عدم توفر المحروقات في المخيم، ومن المنتظر حل المجلس المحلي والإعلان عن تشكيل هيئة سياسية.
وسبق أن تجمع عشرات السكان من المخيم عند الساتر الترابي الذي يفصل بين الأردن وسوريا، وحملوا لافتات كتب عليها "أنقذوا مخيم الركبان من الموت، لا يوجد طعام لا يوجد دواء"، ولافتات حملت تساؤلات "أين المنظمات؟.. أين الأمم المتحدة؟.. أين حقوق الإنسان".
قالت مصادر إعلام محلية في السويداء، إن دوريات أمنية تابعة لمكافحة المخدرات، قدمت من العاصمة دمشق، نفذت عمليتين أمنيتين في مدينة السويداء يوم السبت، نجحت خلالهما في اعتقال تاجر مخدرات بارز، وأصابت الثاني بطلق ناري خلال محاولة اعتقاله، وفق موقع "السويداء 24".
ونقل الموقع عن مصدر أمني قوله، إن دوريات المكافحة، وبمؤازرة جهات أمنية، نفذت كميناً للمدعو أحمد الشيخة المزاودة بالقرب من دوار العنقود، وتمكنت من القبض عليه ومصادرة السيارة التي كان يستقلها، ثم التوجه به إلى العاصمة دمشق.
وأضاف المصدر أن قوى الأمن حاولت توقيف تاجر مخدر.ات آخر يدعى صافي أبو ثليث بعد ملاحقة سيارته التي رفض سائقها التوقف. وأطلقت قوى الأمن النار على السيارة التي لاذ سائقها بالفرار.
فيما أكد مصدر محلي لـ"السويداء 24" أن صافي أبو ثليث لم يكن داخل السيارة، بل كان شخص آخر من آل الحتيتي يبدو أنه كان يحاول التمويه، وكانت تحدثت مصادر عن إسعاف الحتيتي إلى أحد المستشفيات مصاباً بطلق ناري في ساقه بعد ظهر يوم السبت.
ولفت المصدر المحلي إلى انتشار معلومات في أوساط تجار المخدر.ات خلال اليومين الماضيين عن حملة أمنية ستنفذ ضدهم. كما أكد خبر اعتقال أحمد الشيخة، مشيراً إلى أنه كان يستقل سيارة من طراز أفانتي ذات لون أبيض، فيما كانت الدوريات الأمنية مؤلفة من خمس سيارات مدججة بالعناصر.
وينحدر أحمد الشيخة من قرية القصر في ريف السويداء الشمالي الشرقي، وهو من مواليد عام 1996، ويعدّ من أبرز المتهمين بتزعم شبكات للإتجا.ر بالمخدر.ات بين سوريا والأردن. وكانت السويداء 24 قد وثقت خبر اعتقاله من السلطات السورية ثم الإفراج عنه قبل حوالي شهرين، بعد دفعه مبلغاً مالياً كبيراً.
وفي الأسبوع الماضي، وثقت السويداء 24 اعتقال المخابرات العسكرية للمدعو جهاد السعيد من قرية الشعاب في ريف السويداء الشرقي، وهو من المتهمين بتجارة السلا.ح والمخدر.ات بين سوريا والأردن، ويرتبط اسمه بشحنات سلا.ح عمل على تهر.يبها إلى الأردن.
وأشار الموقع إلى أن هذه المعطيات المتسارعة تشير بشكل واضح إلى حملة أمنية مستمرة وغير مسبوقة منذ سنوات طويلة ضد متزعمي شبكات تجارة المخد.رات والسلا.ح جنوب سوريا، في تطور لافت يرتبط بتزايد التنسيق بين سوريا والأردن.
انضم الرباع "معن أسعد"، إلى بقية "عناصر بعثة الأسد" إلى أولمبياد باريس 2024، حيث خرج من المنافسة بنتائج خيبت آمال الموالين والشبيحة ممن روجوا إلى إمكانية تحقيقه ميدالية في هذه المنافسة، ورغم خروجه خالي الوفاض شبّحت عدة شخصيات موالية له.
وانتهت "منافسة الخطف"، بتذيّل "معن أسعد"، الترتيب وأمامه 5 منافسين تصدرهم رباع بحريني الجنسية، يليه جورجي وأرمني وإيراني وعراقي، ومع جمع منافسة الخطف مع "النتر" حل "أسعد"، خامساً، ليغادر المنافسة فاشلاً بالوصول إلى المراكز الثلاثة الأوائل.
وتشير معلومات بأن "أسعد"، أحد مقاتلي ميليشيا الدفاع الوطني بريف حماة، وهو مثال آخر على المجرمين العاملين في القطاع الرياضي لدى النظام، ليضاف إلى كثيرين أبرزهم المقاتل الشبيح "إبراهيم عالمة" الحارس السابق لمنتخب البراميل.
وطالما أثار جدلا كبيرا نتيجة نفوذه الواسع مستغلاً قرابته من شخصيات أمنية وعسكرية، ويردد شعارات طائفية خلال مشاركته الرياضية ويعرف أنه من أشد الموالين لنظام الأسد، وله العديد من المواقف التشبيحية.
وسبق أن رفع صورة شقيقه الذي قتل في صفوف ميليشيات الأسد، وكان التقى مع رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" عقب أولمبياد طوكيو، ورغم هزيمته الأخيرة يرى موالون مشاركة "أسعد" المنحدر من قرية حورات عمورين بريف حماة، إنجاز كبير.
وسبق أن تحولت الميدالية البرونزية الوحيدة لبعثة النظام إلى مادة للسخرية مع تركيز إعلام النظام على حذاء "أسعد"، الذي ظهر مهترئ وقالوا إن بذلك حاز مرتبة عالية مع المقاربة بين حذاءه والحذاء العسكري لقوات جيش النظام الذي يعتبره الموالون رمزا لهم.
وأثارت وسائل إعلام تابعة للنظام سخرية حيث عنونت وكالة أنباء النظام سانا خبر هزيمة "أسعد" بقولها: "الرباع معن أسعد يحقق المركز الخامس بمسابقة رفع الأثقال في أولمبياد باريس".
وكان صرح رئيس الاتحاد الرياضي "فراس معلا"، بأن تم منح الرّباع السوري "معن أسعد"، راتبا قدره 5000 آلاف دولار أمريكي شهريا كونه تلقى عروضا للحصول على جنسيات دول أجنبية مقابل أن يلعب باسمها، وفق زعمه.
ويذكر أن مع إقصاء الرباع "معن أسعد"، يلحق بكامل عناصر بعثة الأسد إلى باريس، ممن خروج بنتائج مذلة دون تحقيق أي إنجاز، وهم "العداءة أليسار يوسف، ولاعب الجودو حسن بيان، والسباح عمر عباس، ولاعب الجمباز ليث نجار"، وعمرو حمشو الذي انسحب قبل المشاركة بحجة إصابة حصانه، ويقتصر انتقاء النظام لهذه الشخصيات حسب الولاء للنظام ولرفع علمه وتلميع صورته حيث يعرف عنه استغلال كافة الجوانب ومنها الرياضة لدعم روايته الكاذبة.
اتهمت وزارة خارجية النظام في بيان لها، الولايات المتحدة بدعم ميليشيا "قسد الانفصالية"، معتبرة ذلك أنه يمثل أداة رخيصة لتنفيذ مخططاتها المعادية لدمشق، داعية واشنطن للتوقف عن دعمها والانسحاب الفوري من سوريا
وقالت الخارجية في بيان: "شنت قوات ما تسمى "قسد" العميلة للاحتلال الأمريكي هجمات إجرامية على أهلنا في دير الزور والحسكة والقامشلي، إضافة إلى قرى أخرى في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية".
أضاف البيان: "أدت هذه الهجمات الهمجية إلى استشهاد عدد من المواطنين السوريين من بينهم نساء وأطفال. كما قامت طائرات حربية تابعة للقوات الأمريكية بدعم ميليشيا "قسد"، عبر شن عدة غارات استهدفت خلالها المدنيين الأبرياء المدافعين عن عائلاتهم وقراهم وممتلكاتهم".
وأكد البيان على "أن الاحتلال الأمريكي لجزءٍ من الأراضي السورية يمثل انتهاكا صارخا لسيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، وأن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لميليشيات انفصالية عميلة لها يمثل أداة رخيصة لتنفيذ مخططاتها المعادية لسوريا".
وشدد النظام "على أن كل هذه الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية ضد أبنائها في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، بما في ذلك منع وصول المواد الغذائية ومياه الشرب، تهدف إلى مضاعفة معاناة السوريين وإطالة أمد الحرب عليهم"، وفق نص البيان.
وقال إن سوريا تطالب الولايات المتحدة الأمريكية بالتوقف عن هذه الممارسات، والانسحاب الفوري من الأراضي السورية، واحترام إرادة السوريين الرافضين لوجود ودور مثل هذه الميليشيات الانفصالية".
وكانت نشبت مواجهات عنيفة بين مسلحين ينسبون أنفسهم إلى مقاتلي العشائر وبين قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، على عدة محاور أبرزها ذيبان بريف ديرالزور الشرقي، كما امتدت المواجهات فجر اليوم إلى مناطق غربي ديرالزور، وسط موجات نزوح جماعية خوفاً من القصف والاشتباكات المتبادلة.
وتركزت الاشتباكات في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، حيث تعرضت المدينة لقصف بقذائف الهاون من قبل قوات الأسد، مما أدى إلى أضرار مادية فقط، كما هاجمت قوات العشائر نقاط لقسد في بلدة الكبر والهرموشية في ريف دير الزور الغربي ودارت اشتباكات حتى ساعات الصباح.
وفي محيط مدينة الميادين، دارت اشتباكات عنيفة بالقرب من حويجة فحيمان بين قوات العشائر و"قسد"، وسط قصف مدفعي متبادل، تأتي هذه الاشتباكات استمرارًا للهجمات التي بدأت منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء 7 أغسطس.
وأعلن ما يسمى بـ"مجلس ديرالزور العسكري"، لدى "قسد"، في بيان مشترك مع "مجلس هجين العسكري"، عن صد هجوم من قبل "قوات النظام السوري ومرتزقة الدفاع الوطني" على قرى اللطوة، ذيبان، درنج، غرانيج والطيانة, واستطاعت إلحاق خسائر كبيرة بصفوفهم، وفق نص البيان.
وقدر عدد القوات المهاجمة 400 مسلح، وذكرت أنها قتلت 25 مسلحاً للنظام بينهم متزعمون وجرح 10 آخرين، في وقت أقرت بمقتل عنصرين وجرح 10 آخرين بجروح طفيفة، وزعمت أن أهالي المنطقة شاركوا في عمليات المقاومة ورد الهجمات.
في حين أعلن ما يعرف "جيش العشائر"، مقتل قائد لواء البوجامل "فايز العنتر"، خلال اشتباكات مع "قسد" في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، كما أكدت وسائل إعلام محلية مقتل شخصين خلال مداهمة لقوات "قسد"، في بلدة سويدان بنفس المنطقة.
ومع الكشف عن تعثر المفاوضات بين جنرالات من القوات الروسية وضباط من قوات الأسد مع القيادة العامة في قسد، الرامية إلى فك الحصار عن المربعات الأمنيّة في مدينتيّ الحسكة والقامشلي، شهدت المدينة تطورات ميدانية.
وذكرت مصادر محلية إن "قسد" سيطرت على قرية مجيبرة بريف الحسكة وحاجزين لقوات النظام في محيط القرية، وباتت على مشارف فوج كوكب العسكري الذي تتمركز داخله قوات النظام السوري وسط هدوء حذر في المنطقة.
وجاء ذلك بعد تسجيل اشتباكات بالأسلحة الثقيلة حيث انتقلت الاشتباكات إلى محافظة الحسكة، ودارت مواجهات في قرية مجيبرة بمحيط جبل كوكب بين مسلحين وقسد حيث هاجم المسلحون حواجز قسد على طريق الهول، مما دفع قسد لمهاجمة القرية واعتقال عدد من المسلحين، وفق مصادر محلية.
في حين نفى "إبراهيم الهفل" شيخ قبيلة العگيدات مسؤولية قواته بقصف قرية الدحلة وحمل "قسد" المسؤولية عن ذلك، وجاء ذلك قبل تداول أنباء غير مؤكدة تتحدث عن استدعاء الهفل، إلى قاعدة حميميم الروسية في ريف محافظة اللاذقية.
وشنت ميليشيات "قسد"، حملات اعتقالات واسعة تخللها مصادرة آليات بحجة خرق قرار حظر التجوّل، جاءت على خلفية تصاعد التوتر والفوضى في مناطق شرقي ديرالزور، حسبما أفادت به مواقع إخبارية في المنطقة الشرقية.
وقال ناشطون إن "قسد" نصبت عدّة حواجز طيارة، في بلدة الشحيل شرقي ديرالزور، مع تدقيق على هويات المارّة، وكذلك نشرت حواجز طيارة (مؤقتة) في ناحية الصور ومحيطها شمال ديرالزور، معززة بالمصفحات وقوات الكوماندوس.
هذا وصرح مدير المركز الإعلامي لقوات "قسد"، "فرهاد شامي"، أن "هناك عدد من القتلى والجرحى والمعتقلين للنظام السوري بيد قسد في ديرالزور"، وذكر عضو القيادة العامة لدى "قسد"، "لقمان خليل"، أن قوات النظام السوري تشرف بشكل مباشر على الهجمات ضد ديرالزور.
ويخضع جزء من دير الزور منذ سنوات لسيطرة "قسد"، التي تتركز مناطق انتشارها بشكل رئيسي على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتحظى بدعم من التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة.
في حين يسيطر النظام السوري مع ميليشيات تتبع لـ"الحرس الثوري" الإيراني في المقابل على مدن وبلدات المحافظة الواقعة على الضفة الغربية.
ويذكر أن الهجمات التي تنطلق من الغرب إلى الشرق على ضفاف "الفرات" ليست جديدة، فيما تسلط الأحداث الأخيرة الضوء على "الورقة العشائرية" التي باتت تستغلها إيران بقوة في المنطقة المعروفة بطابعها العشائري العربي.
وجذور محاولات الاستغلال هذه نمت قبل عدة سنوات، وتفرعت على نحو أكبر بعد سبتمبر 2023، عندما دخلت "قسد" في صدام مع شيخ قبيلة العكيدات في دير الزور، إبراهيم الهفل، مما اضطر الأخير بعد مواجهات للفرار إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
وكانت اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والرشاشات بين قوات "قسد"، ومجموعات مسلحة تتبع لـ"جيش العشائر"، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى معظمهم من المدنيين، وسط أضرار مادية كبيرة.
وعلى وقع التصعيد الميداني نزح عدد من أهالي بلدات الدحلة وجديد بگارة وإبريهة شرقي ديرالزور باتجاه البادية خلف سكة القطار خوفاً من قصف قوات الأسد، ويأتي هذا النزوح بعد قصف طال بلدة الدحلة ومقتل 11 شخص وإصابة نحو 7 آخرين.
في حين أفادت مصادر بمقتل سيدة و طفلة وإصابة 9 أشخاص بجروح متفاوتة، بينهم 6 أطفال، جراء سقوط قذائف مصدرها "قسد" على بلدة البوليل غرب نهر الفرات وخلّف القصف حركة نزوح لعدد من أهالي بلدتي البوليل والطوب باتجاه البادية خوفاً من تكراره.
وشهدت الأيام الماضية قصفًا متبادلًا بين قوات النظام و"قسد"، حيث استهدفت قوات النظام قرية ابريهة، وردت "قسد" باستهداف قريتي الزباري وسعلو الخاضعتين لسيطرة النظام السوري.
وفي ظل عشوائية القصف المدفعي والصاروخي يأتي ذلك وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بتعمد رمي القذائف من المناطق المأهولة بالسكان ليتسبب الرد بوقوع مجازر يتم استغلالها في تمرير وتعزيز رواية طرف على حساب الآخر.
قالت وسائل إعلام أمريكية، إن الولايات المتحدة الأمريكية بصدد إرسال فوج مدفعية ميداني إلى سوريا والعراق، قوامه 230 جندياً من الحرس الوطني من وحدة فوج المدفعية الميدانية 218، بهدف تقديم دعم مدفعي للقوات الأميركية وشركائها في التحالف الدولي.
وفق موقع KGW الأمريكي، فإن خدمة فوج المدفعية الميدانية 218 ستستمر في سوريا والعراق لمدة عام، وقبل التوجه إلى سوريا والعراق، سيخضع الجنود لتدريب مكثف في قاعدة فورت سيل في أوكلاهوما، حيث سيتقنون مهارات في عمليات الدفاع ضد الصواريخ والمدفعية والطائرات بدون طيار.
ويأتي إرسال الوحدة المدفعية في ظل تصعيد متواصل بين إيران وميليشياتها وإسرائيل في المنطقة، وبشكل خاص عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في طهران، الذي توعدت إيران بالرد على مقتله.
وفق وقت سابق، نقلت وكالة أنباء "رويترز" عن مسؤول أمريكي ذكر أنه "طلب عدم الكشف عن هويته"، قوله إن "القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا تعرضت لهجوم بطائرة بدون طيار"، دون تحديد مكان الموقع المستهدف.
وقال المسؤول إن يوم أمس الجمعة تعرضت قوات أمريكية لهجوم بواسطة طائرة بدون طيار، مشيراً إلى أنّ التقارير الأولية لا تشير إلى وقوع إصابات، لكن التقييمات مستمرة حول الأضرار المحتملة.
وأعلن مسؤول في "البيت الأبيض" الأمريكي، أن نشر قدرات عسكرية أمريكية إضافية في الشرق الأوسط، "إجراء دفاعي" يهدف بشكل عام إلى "خفض حدة التوتر في المنطقة، وتجنب صراع إقليمي".
وقال "جوناثان فاينر" نائب مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي، إن الخطوة تهدف أيضاً إلى "الردع"، وصد الهجمات"، ولفت إلى أن الولايات المتحدة "تريد أن تكون مستعدة، في حالة تفاقم هذا الوضع مرة أخرى".
يأتي ذلك في وقت يتوقع أن تبادر إيران لشن هجمات ضد "إسرائيل" رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية" في طهران.
وأوضح فاينر، في حديث لشبكة "سي.بي.أس"، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تستعدان لكل الاحتمالات، ولفا إلى أن المنطقة تجنبت تصعيداً كبيراً قبل نحو أربعة أشهر، "عندما شنت إيران هجوماً على إسرائيل بطائرات مسيرة وصواريخ، رداً على ما قالت إنها ضربة إسرائيلية على قنصليتها في دمشق".
وكانت قالت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، إن الوزير لويد أوستن، يقود عملية نشر قوات أمريكية إضافية في الشرق الأوسط، مع استعداد المنطقة للرد الإيراني، وبينت نائبة المتحدث باسم "بنتاغون"، سابرينا سينغ، أن نشر قوات عسكرية إضافية في الشرق الأوسط يعني زيادة عدد الأفراد، ولكن لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن الحجم الدقيق للوحدات المحددة.
وأوضحت سينغ، أن أوستن أمر حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" باستبدال نظيرتها "ثيودور روزفلت"، التي تعمل حالياً في خليج عمان، فضلاً عن إرسال مدمرات وطرادات إلى الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، قادرة على التصدي للصواريخ الباليستية.
ولفتت إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية أمرت بنشر سرب مقاتلات حربية في المنطقة، بهدف توفير دعم معزز للدفاع الإسرائيلي، وضمان استعداد الولايات المتحدة للرد على الأزمة الناشئة بعد اغتيال هنية.
وفي شهر إبريل الفائت، شُغل العالم أجمع بالضربات الصاروخية وعبر الطائرات المسيرة التي نفذتها إيران ضد الأراضي المحتلة في فلسطين، وتأخر الرد الإيراني لقرابة 14 يوماً بعد استهداف "إسرائيل" قنصليتها في دمشق، وقتل عدد من كبار قادتها، وكانت فرصة إيرانية لخوض غمار "بازار سياسي" مع الدول الغربية، وأثبت الرد الذي نفذته إيران لأول مرة من أراضيها ضد "إٍسرائيل" أنه كان مسرحية هزلية، لم يكن بحجم الوقع الإعلامي على الأرض.
ولم يتعد الرد الإيراني على قصف قنصليتها - وفق متابعين - (استعراض العضلات الإيرانية وكسب المعركة إعلامياً) بهجوم واسع النطاق بالمسيرات والصواريخ التي لم يصل الجزء الأكبر منها لهدفة، قبل أن تسارع بعثة إيران في الأمم المتحدة لطمأنة المجتمع الدولي وتُعلن انتهاء الرد قبل وصل طائراتها وصواريخها لحدود الأراضي المحتلة.
نشبت مواجهات عنيفة بين مسلحين ينسبون أنفسهم إلى مقاتلي العشائر وبين قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، على عدة محاور أبرزها ذيبان بريف ديرالزور الشرقي، كما امتدت المواجهات فجر اليوم إلى مناطق غربي ديرالزور، وسط موجات نزوح جماعية خوفاً من القصف والاشتباكات المتبادلة.
وتركزت الاشتباكات في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، حيث تعرضت المدينة لقصف بقذائف الهاون من قبل قوات الأسد، مما أدى إلى أضرار مادية فقط، كما هاجمت قوات العشائر نقاط لقسد في بلدة الكبر والهرموشية في ريف دير الزور الغربي ودارت اشتباكات حتى ساعات الصباح.
وفي محيط مدينة الميادين، دارت اشتباكات عنيفة بالقرب من حويجة فحيمان بين قوات العشائر و"قسد"، وسط قصف مدفعي متبادل، تأتي هذه الاشتباكات استمرارًا للهجمات التي بدأت منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء 7 أغسطس.
أعلن ما يسمى بـ"مجلس ديرالزور العسكري"، لدى "قسد"، في بيان مشترك مع "مجلس هجين العسكري"، عن صد هجوم من قبل "قوات النظام السوري ومرتزقة الدفاع الوطني" على قرى اللطوة، ذيبان، درنج، غرانيج والطيانة, واستطاعت إلحاق خسائر كبيرة بصفوفهم، وفق نص البيان.
وقدر عدد القوات المهاجمة 400 مسلح، وذكرت أنها قتلت 25 مسلحاً للنظام بينهم متزعمون وجرح 10 آخرين، في وقت أقرت بمقتل عنصرين وجرح 10 آخرين بجروح طفيفة، وزعمت أن أهالي المنطقة شاركوا في عمليات المقاومة ورد الهجمات.
في حين أعلن ما يعرف "جيش العشائر"، مقتل قائد لواء البوجامل "فايز العنتر"، خلال اشتباكات مع "قسد" في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، كما أكدت وسائل إعلام محلية مقتل شخصين خلال مداهمة لقوات "قسد"، في بلدة سويدان بنفس المنطقة.
ومع الكشف عن تعثر المفاوضات بين جنرالات من القوات الروسية وضباط من قوات الأسد مع القيادة العامة في قسد، الرامية إلى فك الحصار عن المربعات الأمنيّة في مدينتيّ الحسكة والقامشلي، شهدت المدينة تطورات ميدانية.
وذكرت مصادر محلية إن "قسد" سيطرت على قرية مجيبرة بريف الحسكة وحاجزين لقوات النظام في محيط القرية، وباتت على مشارف فوج كوكب العسكري الذي تتمركز داخله قوات النظام السوري وسط هدوء حذر في المنطقة.
وجاء ذلك بعد تسجيل اشتباكات بالأسلحة الثقيلة حيث انتقلت الاشتباكات إلى محافظة الحسكة، ودارت مواجهات في قرية مجيبرة بمحيط جبل كوكب بين مسلحين وقسد حيث هاجم المسلحون حواجز قسد على طريق الهول، مما دفع قسد لمهاجمة القرية واعتقال عدد من المسلحين، وفق مصادر محلية.
في حين نفى "إبراهيم الهفل" شيخ قبيلة العگيدات مسؤولية قواته بقصف قرية الدحلة وحمل "قسد" المسؤولية عن ذلك، وجاء ذلك قبل تداول أنباء غير مؤكدة تتحدث عن استدعاء الهفل، إلى قاعدة حميميم الروسية في ريف محافظة اللاذقية.
ويوم أمس شنت ميليشيات "قسد"، حملات اعتقالات واسعة تخللها مصادرة آليات بحجة خرق قرار حظر التجوّل، جاءت على خلفية تصاعد التوتر والفوضى في مناطق شرقي ديرالزور، حسبما أفادت به مواقع إخبارية في المنطقة الشرقية.
وقال ناشطون إن "قسد" نصبت عدّة حواجز طيارة، في بلدة الشحيل شرقي ديرالزور، مع تدقيق على هويات المارّة، وكذلك نشرت حواجز طيارة (مؤقتة) في ناحية الصور ومحيطها شمال ديرالزور، معززة بالمصفحات وقوات الكوماندوس.
هذا وصرح مدير المركز الإعلامي لقوات "قسد"، "فرهاد شامي"، أن "هناك عدد من القتلى والجرحى والمعتقلين للنظام السوري بيد قسد في ديرالزور"، وذكر عضو القيادة العامة لدى "قسد"، "لقمان خليل"، أن قوات النظام السوري تشرف بشكل مباشر على الهجمات ضد ديرالزور.
ويخضع جزء من دير الزور منذ سنوات لسيطرة "قسد"، التي تتركز مناطق انتشارها بشكل رئيسي على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتحظى بدعم من التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة.
في حين يسيطر النظام السوري مع ميليشيات تتبع لـ"الحرس الثوري" الإيراني في المقابل على مدن وبلدات المحافظة الواقعة على الضفة الغربية.
ويذكر أن الهجمات التي تنطلق من الغرب إلى الشرق على ضفاف "الفرات" ليست جديدة، فيما تسلط الأحداث الأخيرة الضوء على "الورقة العشائرية" التي باتت تستغلها إيران بقوة في المنطقة المعروفة بطابعها العشائري العربي.
وجذور محاولات الاستغلال هذه نمت قبل عدة سنوات، وتفرعت على نحو أكبر بعد سبتمبر 2023، عندما دخلت "قسد" في صدام مع شيخ قبيلة العكيدات في دير الزور، إبراهيم الهفل، مما اضطر الأخير بعد مواجهات للفرار إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
وكانت اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والرشاشات بين قوات "قسد"، ومجموعات مسلحة تتبع لـ"جيش العشائر"، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى معظمهم من المدنيين، وسط أضرار مادية كبيرة.
وعلى وقع التصعيد الميداني نزح عدد من أهالي بلدات الدحلة وجديد بگارة وإبريهة شرقي ديرالزور باتجاه البادية خلف سكة القطار خوفاً من قصف قوات الأسد، ويأتي هذا النزوح بعد قصف طال بلدة الدحلة ومقتل 11 شخص وإصابة نحو 7 آخرين.
في حين أفادت مصادر بمقتل سيدة و طفلة وإصابة 9 أشخاص بجروح متفاوتة، بينهم 6 أطفال، جراء سقوط قذائف مصدرها "قسد" على بلدة البوليل غرب نهر الفرات وخلّف القصف حركة نزوح لعدد من أهالي بلدتي البوليل والطوب باتجاه البادية خوفاً من تكراره.
وشهدت الأيام الماضية قصفًا متبادلًا بين قوات النظام و"قسد"، حيث استهدفت قوات النظام قرية ابريهة، وردت "قسد" باستهداف قريتي الزباري وسعلو الخاضعتين لسيطرة النظام السوري.
وفي ظل عشوائية القصف المدفعي والصاروخي يأتي ذلك وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بتعمد رمي القذائف من المناطق المأهولة بالسكان ليتسبب الرد بوقوع مجازر يتم استغلالها في تمرير وتعزيز رواية طرف على حساب الآخر.
أصدر عدد من النشطاء والإعلاميين من أبناء محافظة ديرالزور، بيانا استنكروا فيه المجازر الحاصلة بحق المدنيين بريف ديرالزور على يد قوات الأسد وقسد، نتيجة قصف متبادل على طرفي نهر الفرات شرقي ديرالزور.
واستنكر النشطاء في بيان لهم، المجازر المرتكبة بحق المدنيين في بلدتي الدحلة والبوليل، من كافة أطراف الصراع وطالبوا بتحييدهم عن المعارك الحاصلة بين كافة الأطراف والتي لاعلاقة لهم بها، في إشارة إلى التوترات الحاصلة شرقي ديرالزور.
كما طالبوا المجتمع الدولي والتحالف الدولي بالتدخل لإيقاف حمام الدم الذي تشهده المحافظة باعتبار التحالف الدولي هو من تقع عليه المسؤولية الأخلاقية في حماية المدنيين التي يتواجد بها.
ودعا الضغط على "قسد"، لإشراك أبناء المنطقة في إدارة مناطقهم لمنع أي محاولة لضرب الاستقرار بحجة ظلم المكون العربي، كما دعوا لمنع أي محاولة تصفية حسابات وصراعات دولية وإقليمية على حساب دماء المدنيين.
وأضاف البيان أنه إذ يدين استهداف المدنيين من قبل جميع الأطراف، يدعو أبناء المنطقة في كافة الأطراف عدم المشاركة في قتل أهلهم حتى لا تنزلق المنطقة لصراع عشائري لاتحمد عقباه.
كما استنكر زج اسم العشائر في عمل مليشياوي تابع لإيران وإن كان بعض أفرادها هم من أبناء العشائر إلا أنهم لايمثلون إلا أنفسهم"، وقال ناشطون إن إيران تهدف إلى خلق حالة من الفوضى و"قسد" تتحمل مسؤولية كبيرة بشأن ما يحدث بمناطق سيطرتها.
وعلى وقع التصعيد الميداني نزح عدد من أهالي بلدات الدحلة وجديد بگارة وإبريهة شرقي ديرالزور باتجاه البادية خلف سكة القطار خوفاً من قصف قوات الأسد، ويأتي هذا النزوح بعد قصف طال بلدة الدحلة ومقتل 11 شخص وإصابة نحو 7 آخرين.
في حين أفادت مصادر بمقتل سيدة و طفلة وإصابة 9 أشخاص بجروح متفاوتة، بينهم 6 أطفال، جراء سقوط قذائف مصدرها "قسد" على بلدة البوليل غرب نهر الفرات وخلّف القصف حركة نزوح لعدد من أهالي بلدتي البوليل والطوب باتجاه البادية خوفاً من تكراره.
وشهد يوم أمس قصفًا متبادلًا بين قوات النظام و"قسد"، حيث استهدفت قوات النظام قرية ابريهة، وردت "قسد" باستهداف قريتي الزباري وسعلو الخاضعتين لسيطرة النظام السوري.
الجدير ذكره أن وسائل إعلام "قسد" قامت بتغطية أحداث المجزرة متناسية أنها كانت ذريعة لعصابات الأسد لقصف البلدة وإيقاع مذبحة فظيعة، وبين تجاذبات وعداوات قسد وعصابات الأسد يبقى المدنيين في ديرالزور هم الضحية الوحيدة، كما لم تتطرق "قسد" لمجزرة البوليل التي ارتكبتها بقصف مدفعي.
أعادت حكومة نظام الأسد، فتح الطريق الذي يربط بين دوار فلسطين في مخيم اليرموك وبلدة يلدا عبر قوس يلدا، قهوة أبو صياح، وجامع أمهات المؤمنين، في حدث اعتبر مهماً لأبناء المنطقة، وذلك بعد قرابة 12 عاماً من إغلاق هذا الطريق الحيوي.
ويتيح هذا الطريق التنقل بالسيارات والآليات وأيضاً سيراً على الأقدام، ما يعد نقلة نوعية في تحسين التواصل بين أهالي المخيم ومحيطه، خاصة مع الأهل والأصدقاء والجيران في يلدا، وفق "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا".
واعتبر نشطاء من أبناء المخيم، أن فتح هذا الطريق سيسهم بشكل كبير في تحسين الأوضاع المعيشية داخل مخيم اليرموك، حيث كانت الحواجز الترابية والخرسانية تعيق حركة التنقل والتجارة بين المنطقتين، مما فاقم معاناة السكان.
وكانت سلطات الأسد أزالت الساتر الترابي الذي كان يفصل بين حي التضامن وشارع فلسطين في المخيم، واستبدلته بخرسانة إسمنتية في خطوة تمهيدية لإعادة افتتاح سوق الخضار، أحد أهم مصادر الرزق للأهالي.
وأشار بعض سكان المخيم إلى أن الحواجز الأسمنتية كانت تشكل عقبة أمام حركتهم اليومية، وأعربوا عن أملهم في تنفيذ قرار إزالة جميع السواتر داخل المخيم، ورغم القرارات المتكررة بهذا الشأن، إلا أن الجهات الأمنية السورية كانت تؤجل التنفيذ.
يذكر أن مخيم اليرموك عانى خلال سنوات الحرب من اشتباكات عنيفة بين قوات الأسد وفصائل الثوار، كذلك تنظيم داعش، مما أدى إلى دمار كبير في المخيم وتشريد معظم سكانه، وفي عام 2018، استعادت قوات الأسد السيطرة على المخيم، وبدأت منذ ذلك الحين عودة الأهالي بشكل تدريجي في ظل عقبات كبيرة تعترض حياتهم هناك.
نعت صفحات إخبارية موالية لنظام الأسد، العميد الركن "أحمد جعفر أسعد"، إثر انفجار لغم في محافظة دير الزور يتحدر القتيل من قرية الفروخية في بانياس بريف محافظة طرطوس غربي سوريا.
في حين نعى موالون للنظام العميد "عبد الله محمد نقشي"، وقالت إنه دفن يوم الخميس الماضي 8 آب/ أغسطس في مقبرة بلدة فليطة بمنطقة القلمون بريف دمشق، بعد وفاته داخل مشفى يبرود بظروف صحية.
وذكرت مصادر أن العميد من مرتبات اللواء 165 في الفرقة 18 دبابات بحمص وله سجل حافل بالإجرام بحق الشعب السوري منذ انطلاق الثورة، وكان أحد المسؤولين عن قصف حي بابا عمرو بحمص.
وكانت قامت الفرقة بنشر الحواجز بحمص وارتكبت المئات من المجازر بحق المدنيين، بتوجيهات مباشرة من اللواء "وجيه محمود" الذي أمر ضباطه وعناصره باستخدام الأسلحة الثقيلة في قصف مواقع آهلة بالسكان.
إلى ذلك قتل الملازم "سليمان ياسين سليمان"، ونظيره "حسن مظهر ناصر"، وكذلك "فادي زياد عدامه" على محاور ريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي، وسط مقتل وجرح عدد من ميليشيات الأسد بعمليات قنص شمال غربي سوريا.
فيما قتل الرائد "غانم بسام العلي" والعقيد "عيسى حسن شحود" الذي تم تشييعه اليوم مشفى تشرين العسكري والنقيب "يزن عماد صارم"، والملازم "محمد خير حميد خلف" و"سلمان علي نظامي"، حيث قتلا على جبهات إدلب واللاذقية، وكان لقي المساعد فراس علان مصرعه بظروف غامضة.
وتجدر الإشارة إلى أن ميليشيات النظام تتكبد قتلى وجرحى بينهم ضباط وقادة عسكريين بشكل متكرر، وتتوزع أبرزها على جبهات إدلب وحلب واللاذقية، علاوة على الهجمات والانفجارات التي تطال مواقع وأرتال عسكرية في عموم البادية السورية.
شن المدير السابق لقناة الإخبارية السورية التابعة لنظام الأسد "مضر إبراهيم"، والممثل الداعم للأسد "معن عبد الحق"، هجوماً إعلامياً على الكاتب "محمد هويدي"، بتهمة العمالة للعدو الإسرائيلي بعد خروجه على محطات إسرائيلية فيما رد الأخير بهجوم مماثل شمل منشورات وسجالات كثيرة.
وفي التفاصيل، بدأت القصة عندما تحاور الكاتب "هويدي"، مع "إبراهيم، وعبدالحق"، ضمن مساحة صوتية على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) ونشب سجال حاد بينهم، حيث بادر "هويدي" بالتهديد باللجوء إلى القضاء السوري لرفع دعوى ضد المسؤول الإعلامي السابق والممثل الموالي لنظام الأسد.
وحسب منشورات "إبراهيم"، فإن "الكاتب المتصهين" عميل للاحتلال، وسيرد عليه عبر القضاء الذي توعد به، وحمل إعلام النظام مسؤولية تلميع شخصية مثل "هويدي"، وتوعد بنشر فضائح تتعلق بمقتل العميد تيسير كحيلة رئيس فرع الأمن السياسي في الرقة، ملمحاً إلى ضلوع "هويدي" بالعملية عام 2013.
وكذلك توعد بملاحقته بما يتعلق بظهوره على قناة إسرائيلية، واستدعى العديد من مواقف و تغريدات سابقة للكاتب، فيما رد "هويدي" بقوله إن "عدم نقل الإعلام السوري لخطاب نصر الله ليس قراراً بيد وزير الإعلام، بل هو توجيه من القيادة العليا، وهذا أمر معروف حتى عند أصغر موظف بالوزارة".
وأضاف، لكن يبدو أن قرار القيادة لم يعجب (أيتام لونا)، ورغم رحيلها، فقد تركت خلفها عملاء للصهاينة بيننا يعطون العدو الصهيوني احداثيات ليقصفها ثم يتهمون الآخرين بالعمالة هزلت"، وفق تغريدة له اليوم السبت.
وبث "عبد الحق"، منشورات وتسجيلات مصورة ناشد وزير الإعلام في حكومة نظام الأسد "بطرس حلاق"، باتخاذ عقوبات بحق "هويدي" الذي قال إنه ضيف متكرر على وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد، بما فيها "الإخبارية السورية" ووكالة الأنباء الرسمية "سانا".
واتهم "هويدي" بالعمالة لصالح إسرائيل، ويقوم ببث معلومات حول توجيه من رأس النظام إلى وسائل الإعلام يقضي بعدم بث خطاب الأمين العام لحزب الله "حسن نصرالله"، وطالب بمحاسبته إضافة إلى محاسبة "علاء أصفري" الذي ظهر مع ضيف إسرائيلي سابقا.
وفي رد على الممثل "معن عبد الحق"، قال "هويدي"، إن "صطيف الأعمى يعترض على قرار الدولة بعدم نقل خطاب الأمين العام لحزب الله، ولأنه أجبن من أن يتجرأ على مهاجمة الدولة، فهو يهاجمني أنا"، على حد قوله.
وتبادل الطرفين كلمات نابية ومصطلحات سوقية لا يمكن ذكرها في سياق التقرير حيث بلغت الشتائم المتبادلة مستويات تعبر عن مستوى عقلية الشخصيات الإعلامية الموالية لنظام الأسد، وسط خصومات متصاعدة واستمرار السجال والتشبيح المتبادل.
وساند كلاً من "إبراهيم، وعبدالحق"، العديد من الشخصيات التشبيحية منهم المحامي "باسل ديوب"، الذي قال إن "تطاول حثالات التطبيع والعمالة بعد دعمهم من وزارة الفشل الذريع يسأل عنه من بيده الوزارة"، ونشر المسؤول في حزب البعث "سمير خضر" منشورا موجها لوزير الإعلام لدى نظام الأسد.
وقال إن "محمد هويدي، الذي يصول ويجول على شاشات الإعلام السوري ووكالة سانا للأنباء، محللاً سياسياً في الشأن العام منذ حوالي العام ونصف، ظهر على تلفزيون إسرائيلي عام 2019، وعمل لاحقا ناطقاً إعلامياً عن ميليشا "قسد".
وسبق أن قال في 2017 إن إسرائيل دولة الاحتلال أشرف مليون مرة من النظام السوري، وأن اعتقال الفتاة الفلسطينية عهد التميمي على يد إسرائيل أقل وحشية من نظام الممانعة، وفي 2018 قال إن بشار مجرم دعا أمريكا لعدم الاكتفاء بضربه وقصف الضاحية الجنوبية.
وقالت الإعلامية "ديما صارم" إنه على وزارة الإعلام السورية توضيح ظهور العميل محمد هويدي على المحطات السورية كمحلل سياسي واستراتيجي وطني، وقالت "هنادي جرجس" إن القضاء السوري سيقوم بمحاسبته على الظهور على قناة إسرائيلية.
وكانت أصدرت وزارة الإعلام في حكومة نظام الأسد، بياناً قالت إنه للتوضيح بأن هناك خللاً واضحاً في التنسيق تسبب في استضافة الاخبارية لشخصية مشبوهة، وذلك بعد جدل حول استضافة تلفزيون النظام كاتباً مصرياً وصف بأنه أبرز وجوه التطبيع مع "إسرائيل".
وأصدرت إدارة قناة الإخبارية السورية التابعة لنظام الأسد، بوقت سابق بياناً بررت خلاله استضافة ما وصفه موالون للنظام بأنه "رمز التطبيع"، قبل أن تقوم القناة بحذف الحلقة، كما برر تلفزيون النظام إجراء بث مباشر لصالح قناة إسرائيلية من سوق الحميدية بدمشق.
وقال المسؤول الإعلامي لدى النظام "يونس خلف"، إن البيان الذي صدر عن الإخبارية سواء بتوجيه من السيد الوزير أو من غيره ليس أكثر من ترحيل للمسؤوليات وطمس حقيقة الخطأ الاستراتيجي الذي حصل، وهو استضافة المتصهين الموسادي يوسف زيدان.
وجاء بيان القناة بعد جدل واسع ومنشورات هجومية قادها "مضر إبراهيم" المدير السابق لقناة "الإخبارية السورية"، إضافة إلى الممثل الداعم للأسد "معن عبد الحق"، وغيرهم الكثير ممن وجه اتهامات لإعلام النظام بتنفيذ صفقات تطبيعية تحت الطاولة، ضمن مسار إماراتي للتطبيع مع إسرائيل.
وقال "إبراهيم" تعليقا على بيان الإخبارية السورية إنه "بيان ساقط يصر على الخطأ بخطايا وتبريرات أسوأ"، وأضاف، كفاكم تخبطاً في الخطأ، فقط قولوا أخطأنا فلن يقيم الحد عليكم أحد، وذكر أن هذا التراجع بعد دفاع الوزير عن الحلقة أمام من تواصلوا معه، أليس إقراراً بخطأ يستحق اعتذاراً.
فيما نقلت القناة الإسرائيلية "i24News"، بثا مباشرا من العاصمة السورية دمشق خلال عيد الأضحى، عبر اتصال مع صحفي فنزويلي يدعى خوسيه إنريكي روبلز، الأمر الذي برره تلفزيون النظام بتقرير مصور قال خلاله إن أي شخص يملك هاتف يمكنه البث.
وعنونت القناة التقرير "من تل أبيب إلى دمشق مقابلة قناة i24news مع صحفي في سوق دمشق"، وتحدث الصحفي الفنزويلي من سوق الحميدية، حيث تمت دعوته لتغطية خط طيران جديد بين كاراكاس ودمشق، وحسب إعلام النظام فإن الصحفي استغل العلاقة القوية بين فنزويلا وسوريا، كما تمت استضافة شخصية مطبعة أخرى.
وفي عام 2018 تحدثت مصادر إعلامية بأن من الأسباب التي أدت الى اقالة وزير الإعلام السوري محمد رامز ترجمان وتعيين عماد سارة محله، كانت لمعاقبته على تسهيله دخول صحافي إسرائيلي الى سوريا، وذكرت أن اقالة وزير الدفاع بسبب تورطه في قضية فساد كبرى.
هذا ويبدو أن عاصفة من الجدل والسجال دارت في تلفزيون النظام القائم على المحسوبيات والتشبيح حيث أعلن المذيع الداعم للأسد "نوار صقر" استقالته كذلك من قناة الإخبارية، دون أن يفصح عن الأسباب التي دفعته لذلك، وذكر أنه يتجه لتجربة أخرى في مكان آخر.