فاروق قاسم الحمادي.. من تاجر بمعاناة المعتقلين إلى معتقل لدى الأمن الداخلي في درعا
فاروق قاسم الحمادي.. من تاجر بمعاناة المعتقلين إلى معتقل لدى الأمن الداخلي في درعا
● أخبار سورية ٢٧ فبراير ٢٠٢٥

فاروق قاسم الحمادي.. من تاجر بمعاناة المعتقلين إلى معتقل لدى الأمن الداخلي في درعا

تمكنت قوى الأمن الداخلي في درعا من إلقاء القبض على فاروق قاسم الحمادي، وذلك بعد عمليات رصد وتحري دقيقة. ويعد الحمادي شخصية بارزة في المنطقة، حيث كان عضوًا في مجلس الشعب السوري سابقًا، واشتهر بتعاونه مع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام البائد.

وبحسب المعلومات المتوفرة، فقد كان الحمادي عضوًا في مكتب مصالحات المنطقة الجنوبية، وينحدر من مدينة انخل، كما تشير التقارير إلى تورطه في تجارة المخدرات.
 
وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار في درعا، وملاحقة العناصر المتورطة في قضايا جنائية أو ذات صلة بانتهاكات سابقة.

ويعد الحمادي أحد الأسماء البارزة في مشهد الفساد السياسي والاقتصادي في درعا، حيث شغل عضوية مجلس الشعب السوري لعدة دورات، وكان من المقربين من أركان النظام البائد، واستغل نفوذه وعلاقاته لتحقيق مكاسب شخصية على حساب أهالي المحافظة.

لم يكن الحمادي مجرد مسؤول فاسد، بل تحول إلى سمسار في أوجاع أهالي المعتقلين، حيث استغل حاجة العائلات التي تبحث عن أبنائها المعتقلين في سجون النظام، وابتزها ماليًا عبر وعود بالإفراج عنهم مقابل مبالغ مالية طائلة.

وتكشف شهادات العديد من الأسر أنه كان يعقد صفقات سرية مع ضباط النظام، بحيث يتلقى الأموال من ذوي المعتقلين، في حين أن الإفراج عنهم لم يكن مضمونًا، بل كان مجرد لعبة يستغلها لجني المزيد من المال.

وأكد نشطاء لشبكة شام، أن للحمادي مكتبا في منطقة صحنايا بدمشق لتلقي طلبات أهالي المعتقلين، بحيث ياخذ مبالغ طائلة جدا، مقابل إعطائهم معلومات عن ذويهم، فقد كان دائما ما يكذب عليهم بالقول أن المعتقل قد مات تحت التعذيب، بعد استغلالهم مرات ومرات بوعود كاذبة أنه يعمل على إطلاق سراحهم.

لم يكتفِ الحمادي بالمتاجرة بمصير المعتقلين، بل لعب دورًا استخباراتيًا خطيرًا، حيث كان مسؤولًا عن تقديم تقارير أمنية تسببت في اعتقال العشرات من أبناء درعا، مستغلًا موقعه وعلاقاته داخل أجهزة النظام الأمنية، وكانت هذه التقارير تؤدي إلى مداهمات واعتقالات طالت شبانًا ونشطاء، بل حتى شخصيات لم تكن لها علاقة بالعمل السياسي أو العسكري، ما جعله أحد أخطر المتعاونين مع الأجهزة الأمنية القمعية في درعا.

كان الحمادي واحدًا من الشخصيات الغارقة في الفساد المالي، حيث تورط في صفقات ومشاريع مشتركة مع كبار مسؤولي نظام الأسد، في تجارة المخدرات وغسيل الأموال، واستغل نفوذه السياسي والاقتصادي لتعزيز ثروته.

بعد سقوط النظام، لم يتوقف الحمادي عن محاولاته لتعزيز نفوذه، حيث حاول تشكيل ميليشيا تابعة له، مستعينًا بأقاربه وبعض الشخصيات الموالية له، بهدف حمايته في مدينة انخل، إلا أن الجهود الأمنية في درعا بعد التحرير عملت على تحجيم هذه المحاولات، حيث تم تفكيك البنية التي كان يسعى إلى تشكيلها تدريجيًا، وصولًا إلى اعتقاله أخيرًا.

جاء اعتقال فاروق الحمادي ليشكل ضربة قاصمة لرموز النظام السابق في درعا، حيث يمثل سقوطه رسالة واضحة بأن كل من تاجر بمعاناة الشعب السوري، أو لعب دورًا في استمرار القمع والفساد، لن يكون بمأمن من المحاسبة.

وباعتقاله، تنطوي صفحة أحد أبرز الوجوه التي استغلت دماء وأوجاع السوريين لتحقيق مكاسب شخصية، في وقت يتطلع فيه أبناء درعا وسوريا عمومًا إلى بناء مستقبل جديد خالٍ من الفساد والاستبداد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ