الشيباني أمام مجلس حقوق الإنسان: مفوضية عليا للمفقودين وعدالة انتقالية لسوريا جديدة
الشيباني أمام مجلس حقوق الإنسان: مفوضية عليا للمفقودين وعدالة انتقالية لسوريا جديدة
● أخبار سورية ٢٧ فبراير ٢٠٢٥

الشيباني أمام مجلس حقوق الإنسان: مفوضية عليا للمفقودين وعدالة انتقالية لسوريا جديدة

أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن إنشاء مفوضية عليا للنظر في قضايا المفقودين والمختفين قسرًا، مؤكدًا التزام الحكومة السورية الجديدة بتحقيق العدالة الانتقالية وضمان حقوق الضحايا والمفقودين والأحياء.

وفي كلمته المصوّرة، استعرض الشيباني الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الشعب السوري خلال العقود الماضية، مشددًا على أن سوريا “عانت لأكثر من خمسة عقود من الاستبداد، حيث استخدم نظام الأسد البراميل المتفجرة، والأسلحة الكيميائية، والذخائر العنقودية، والأسلحة الحارقة ضد المدنيين”.

وقال الشيباني: “تحقيق العدالة الانتقالية بحق الجرائم التي ارتُكبت خلال العقد والنصف الماضيين ليست بالمهمة السهلة، لكننا ملتزمون بالسعي إلى العدالة، ومكافحة الإفلات من العقاب”. وأشار إلى أن الحكومة السورية الجديدة سمحت للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بالدخول إلى سوريا بعد أن كان النظام السابق يمنعها، كما استقبلت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في زيارة تاريخية، وتم الاتفاق معها على خريطة طريق للتعاون المستقبلي”.

مفوضية عليا للمفقودين ومعاناة العائلات

كشف الشيباني عن تأسيس “مفوضية عليا للنظر في قضية المفقودين والمختفين قسرًا”، مؤكدًا أن غياب الأحباب “عذاب شديد لا يطيقه إنسان”، وأن جميع العائلات السورية تقريبًا مرت بهذه التجربة الأليمة.

وأوضح أن هذه الخطوة تأتي استجابةً للمطالبات المتكررة من عائلات المفقودين والمجتمع المدني، مؤكدًا أن الحكومة “ملتزمة بالكشف عن مصير المعتقلين والمفقودين، وجبر ضرر عائلاتهم، وضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات”.

أكد الشيباني أن سوريا بحاجة إلى إصلاحات جذرية تضمن عدم تكرار ممارسات الماضي، مشيرًا إلى أن الشعب السوري يستحق وطنًا يُصان فيه حقوقه، ويُسمع صوته، وتحفظ كرامته.

وأضاف: “رغم معاناة السوريين المستمرة طوال 14 عامًا، فإن المجتمع الدولي لم يتمكن من وقف النزيف السوري”، داعيًا المجتمع الدولي إلى “الوقوف مع الشعب السوري، ودعم كفاحه من أجل العدالة والكرامة”.

المطالبة برفع العقوبات لإعادة بناء سوريا

انتقد الشيباني استمرار العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، معتبرًا أنها “لم تعد مبررة بعد سقوط النظام السابق، بل باتت تعيق جهود إعادة البناء، وتفاقم الأزمة الاقتصادية، وتمنع عودة اللاجئين”.

وشدد على أن “المجتمع الدولي أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء الثقة مع الشعب السوري”، مشيرًا إلى أن هذه الفرصة “محدودة زمنيًا، وآمل أن تُغتنم سريعًا”.

توجه نحو عدالة انتقالية شاملة

اختتم الشيباني كلمته بالتأكيد على أن سوريا “على أعتاب مرحلة جديدة انتصرت فيها إرادة شعبها، وبدأت شمس الإنسانية تعود إليها من جديد”، معربًا عن تطلعه إلى “دعم المجتمع الدولي لوطن حر ينهض من تحت ركام حرب وحشية وقمع مديد، لأحد أكثر الأنظمة السلطوية في التاريخ الحديث”.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ