طيلة السنوات الماضية، استخدم الجولاني "البراغماتي الشخصية" والمتقلب والمتبدل بأوجه عدة الكثير من الوسائل لإرهاق الحاضنة الشعبية بقبضته الأمنية التي سلطتها على المناطق المحررة، فحارب الفصائل وشوه صورة الجيش الحر وتغلب على الجميع وسيطر على المناطق وفرض حكومته بقوة السلاح وأرهق الشعب بالأتاوات والاعتقالات ولاحق الكثير منهم، ليفرغ جل المناطق من أبنائها وثوارها ويزج بالكثير منهم في السجون التي لاتزال تمتلئ بآلاف المعتقلين، قبل أن يدرك فشل مشروعه والنهج الذي اتبعه لتمكين نفوذه رغم تبدل الرايات والأسماء التي استخدمها لتحقيق ذلك ....
ومع سقوط المناطق - التي يتحمل الجولاني شخصياً والجوقة المحيطة به - المسؤولية الأكبر عن ذلك كونه هو من حارب فصائلها وهجر شبابها وولى نفسه وصياً عليها ثم تركها لقمة سائغة للنظام وروسيا، يحاول الجولاني لمرة جديدة تدعيم شعبيته المنهارة، لتبرير ماحصل ومحاولة توجيه رسائل جديدة بوجه وعقلية جديدة متبدلة.
سلسلة لقاءات ورسائل وجهها الجولاني للداخل والخارج في المرحلة الماضية، وكان القائد الوحيد الذي كثف لقاءاته مع الفعاليات الشعبية والنشطاء والفعاليات الثورية في الداخل، محاولاً تبرير ماجرى، وإقناعهم بالتوجه الجديد المتبدل للهيئة والذي بات يقترب أكثر من الاعتدال المفرط وفق تعبير البعض.
هذه السياسية وفق متابعين تنم عن نية واضحة للجولاني للاستمرار في تملك المنطقة واستخدام قناع جديد بوجه معتدل تماماً هذه المرة، للاستمرار، بعد سلسلة خطوات اتخذها لضمان تحقيق اعتداله، ضحى فيها بالكثير من الشخصيات التي شاركته بحروبه وكانت سنداً له في تغلبه على الفصائل قبل أن يتخلى عنهم.
ورغم كل مايقوم به الجولاني إلا أن شعبيته باتت في الحضيض وبات غير مقبولاً شعبياً، وهذا مايفرض عليه أن يحافظ على قبضته الأمنية التي أرهقت الحاضنة ولاتزال تمارس التسلط والتخويف، والترهيب لضمان البقاء، في مشهد لايختلف عما تقوم به الأنظمة الاستبدادية وأبرزها نظام الأسد.
وعمل الجولاني خلال السنوات الماضية على تمكين الهيئة عبر كوادرها في جميع المؤسسات المدنية في المناطق المحررة، على جميع المستويات الأمنية والخدمية والتعليمية والمجالس المحلية، تصلها لمرحلة أن تتسلم الكوادر المحسوبة عليها جميع مفاصل الإدارة المدنية والأمنية في المنطقة.
وعملت الهيئة وفق مخطط مدروس لتهيئة كوادرها ليكونوا هم القوة الأكبر مدنياً من خلال وسائل عدة منها تسجيل المئات من كوادرها ضمن المعاهد والجامعات التي تديرها في إدلب، وتخريجهم بشهادات دراسية تمكنهم من الدخول في مؤسسات الدولة، إضافة لتوظيف جل عناصرهم في المؤسسات المدنية التابعة لحكومة الإنقاذ والإدارات المدنية، وتمكين يد المحسوبية عليها في المجالس المحلية.
يضاف لذلك الاختراق الكبير الذي قامت به الهيئة للمنظمات المحلية والمؤسسات الإغاثية عبر فرض شخصيات تتبع لها في مواقع إدارية، تتيح لهم لاحقاً لتوظيف كوادر جديدة من الهيئة، وكذلك بناء كيان اقتصادي كبير من خلال السيطرة على المعابر وسوق الصرف وتجارة المحروقات والدخان والغاز والقمح والأسواق العامة في المدن والبلدات، وتملك العقارات والأملاك العامة وتكريسها لصالحها.
كل هذه المساعي باتت في الطور الأخير من تنفيذ مخططها، وجل الرافضين لخطة الهيئة هذه باتوا خارج ملاكها ضمن فصائل أخرى، حيث ستكون قيادة الهيئة الحالية كخلية تعمل في الظل وتدير الحكم مدنياً في المحرر وفق التصور الذي تريد وتسعى له بواجهات مدنية كبيرة تدرك جيداً أنها ستكون نواة حكم وإدارة المنطقة مهما كانت القوة المسيطرة فيها والتي لن تستطيع اختراق هذه "الدول العميقة" فيها.
أعلن النظام السوري قبل يومين تعليق الرحلات مع كل من العراق والأردن لمدة شهر و"الدول التي أعلنت حالة الوباء" لمدة شهرين، وذلك في إطار مكافحة تفشي فيروس كورونا في البلاد وإجراء الحجر الصحي للقادمين من هذه الدول لمدة 14 يوما.
من جانبها أعلنت الأردن يوم أمس عن إجراءات جديدة تم اتخاذها وتتعلق بالسفر، وتشمل وقف السفر من وإلى لبنان، ووقف السفر من وإلى سوريا باستثناء الشاحنات، وإغلاق المعبر الشمالي وجسر الملك حسين والمعبر الجنوبي أمام حركة الركّاب المغادرين والقادمين، حيث يستثنى من ذلك الوفود الرسميّة والمعنيون بوسائل نقل البضائع والعمّال الأردنيون المُستخدمون للمعبر الجنوبي.
وبرر وزير الصحة الأردني سعد جابر سبب إدراج سوريا على قائمة المنع رغم عدم تسجيل أي إصابات فيها: “نعتقد أنه لربما هناك حالات نتيجة الوضع الصحي في سوريا وهو إجراء احترازي أكثر من أي شيء آخر".
وقال جابر إن الأردن سيسمح “للأردنيين” القادمين إلى المملكة من تلك الدول المعلن عنها، بالدخول شريطة خضوعهم للإجراءات الاحترازية التي تطبقها وزارة الصحة الاردنية بما في ذلك الحجر المنزلي الذاتي لمدة 14 يوما.
وبين الوزير الأردني أن القرارات استثنت البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والأجانب والمستثمرين والمقيمين على أراضي المملكة، عند تطبيق هذه الإجراءات، شريطة أيضا خضوعهم لإجراءات وزارة الصحة.
وفي سياق متصل أفاد موقع "فرات بوست" المحلي بأنّ مناطق سيطرة ميليشيات النظام في محافظة دير الزور شرقي البلاد تشهد في الأونة الأخيرة تفادي السكان الاقتراب من تجمعات الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً.
ووفقاً للمعلومات التي أوردها الموقع ذاته فإنّ السكان المدنيين يعملون على تجنب الاقتراب و الاحتكاك المباشر مع الميليشيات العراقية و الإيرانية و الزوار الشيعة خشية من فيروس "كورونا"، الذي تفشى في إيران بشكل كبير.
وسبق أنّ نشر الموقع المحلي تفاصيل حصرية نقلاً عن مصادره التي أكدت دخول حافلات تقل حجاج شيعة، وذلك عبر معبر البوكمال الحدودي مع العراق شرقي دير الزور، ليتبين لاحقاً أن أحدهم مصاب بـ "كورونا" القاتل.
وتشير المصادر ذاتها إلى أن الموكب الذي يضم الحجاج الشيعة يتألف من تسعة حافلات، فيما عادت الحالة المصابة إلى العاصمة العراقية بغداد، وسط حالة من التوتر بين ميليشيات النظام ونظيرتها من "الحشد الشعبي" التي شهدتها المنطقة حيث أنّ معظم الركاب رفضوا قرار العودة.
يأتي ذلك في ظلِّ توافد الميليشيات الإيرانية إلى سوريا عبر المعابر البرية لا سيّما البوكمال شرقاً والمعابر على الحدود اللبنانية غرباً، وسط الحديث عن قرار إيراني يقضي يمنع إغلاق تلك المعابر الحدودية بين الطرفين، إذ وثقت جهات محلية دخول 4 حافلات، السبت الفائت و8 حافلات أمس الأحد، على متنها ركاب من الميليشيات التابعة لإيران.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، هيدن هالدورسون، إن سوريا لم تؤكد بعد أي حالات إصابة بالفيروس المستجد، لكن "أنظمتها الصحية الهشة قد لا تملك القدرة على اكتشاف الوباء".
ويعتبر خطر تفشي المرض في سوريا مرتفع جدا، خاصة في شمال غرب سوريا، حيث يوجد ثلاثة ملايين شخص محاصرين في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، وقد وعدت الولايات المتحدة بتخصيص 108 ملايين دولار لمساعدة المدنيين في إدلب، إثر زيارة لمسؤولين ِأميركيين هي الأولى من نوعها للمنطقة.
وأكد هالدورسون، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن منظمة الصحة العالمية مضطرة لمساعدة المتضررين عبر الحدود، لأنها غير قادرة على تقديم الخدمات من الأراضي التي تسيطر عليها حكومة النظام.
وقال إن عمليات "تدريب العاملين في المجال الصحي تتم بالتوازي مع تجهيز مختبرات في كل من إدلب وأنقرة لتشخيص الفيروس بشكل آمن"، وعلى الرغم من توقف القتال في إدلب، إلا أن المخاوف من تجدده لا تزال قائمة.
تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لصناديق خشبية وصلت على متن طائرة عراقية إلى العاصمة السورية دمشق مؤخراً، تتضمن ما سُمي بـ "شباك المرقد الزينبي"، بحماية ميليشيات شيعية إلى أنّ وصل "الشباك" إلى دمشق.
وأقرت صفحات مقربة من الميليشيات الشيعية بأنّ الـ "شباك المقدس"، رافقته عناصر ميليشيات "العباس" الطائفية وذلك إلى جانب إشراف قيادة العمليات المشتركة المعروفة بـ "الحشد الشعبي"، المدعوم إيرانياً.
وتزعم المصادر ذاتها أن هذا الإجراء يعد مساهمة لدعم جهود إعادة الإعمار لضاحية دمشق "الغوطة الشرقية التي دمرتها الميليشيات الطائفية متعددة الجنسيات"، مشيرةً إلى أن تصنيع "الشباك" تم في العراق فيما تدعي أن تكلفة الشباك بلغت نحو أربعة ملايين دولار أمريكي، دون التحقق من صحة الإدعاء.
وبحسب وكالة "تسنيم" شبه الرسمية التي تتخذ من العاصمة الإيرانية طهران مقراً لها، فإنّ وفداً إيرانياً وصفته بأنه "رفيع المستوى" حضر ما أسمته حفل إزاحة الستار عن تاج شبّاك ضريح السيدة زينب، مشيرةً إلى تصنيعه في قسم صناعة شبابيك الأضرحة الخاصة بـ "العتبة العبّاسية"، التابعة لإيران والتي تنشط في مناطق سيطرة ميليشيات النظام.
وكشفت الوكالة عن شخصيات من الوفد عرف منها ممثل المرشد الإيراني في سوريا المدعو "أبو الفضل طباطبائي"، ومسؤول إيراني في ميليشيات العباس يدعى "عدنان الموسوي"، ويشغل منصب الأمين العام للأضرحة بضواحي دمشق، إلى جانب عدد من المعمّين الشيعة، حسبما ظهر في صور بثتها الوكالة الإيرانية "تسنيم".
وسبق أنّ نشرت الوكالات الإعلامية الإيرانية صورة تظهر كلاً من أبو الفضل طباطبائي ممثل المرشد الإيراني في سوريا و العميد الإيراني "فرهاد دبيريان"، الذي لقي مصرعه في ظروف غامضة بالعاصمة السوريّة دمشق، إذ كان يشغل منصباً قيادياً ويعد المسؤول عن بلدية "السيدة زينب"، المنطقة التي شهدت عملية الاغتيال، مؤخراً.
وسجلت ميليشيات إيران دوراً إجرامياً بارزاً بحق الشعب السوري خلال السنوات الماضية، ولا يزال مستمر حيث تشارك بعشرات الميليشيات في دعم نظام الأسد ضد إرادة الشعب السوري المتطلع للحرية، في وقت تعمل على الهيمنية دينياً واقتصادياً وعسكرياً في مناطق عديدة بسوريا.
يشار إلى أنّ الميليشيات الإيرانية اتخذت من المراقد والأضرحة التاريخية والدينية شماعة لتعلق عليها أسباب تدخلها الطائفي إلى جانب نظام الأسد المجرم، في وقت باتت الطقوس والممارسات الإيرانية تظهر ضمن معالم المناطق الخاضعة للنفوذ الإيراني لا سيّما دمشق العاصمة والمحافظات الشرقية من البلاد.
طالبت جماعة الإخوان المسلمون في سوريا ببيان اليوم، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في وقف آلة القتل الهمجية التي يستخدمها الروس والإيرانيون والنظام، التي سببت مآسٍ إنسانية ودماراً بسوريا، لم يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
وأكد البيان أن المنطقة لن تستقر إلا بانتقال سياسي في سورية، لا مكان فيه لبشار الأسد وعصابته، معتبرة أن اتفاق أردوغان - بوتين الأخير ما هو إلا محاولة من الرئيس أردوغان لوقف نزيف الدماء في الشمال السوري، لكن النظام الذي اعتاد الغدر وسفك الدماء سيحاول خرق الاتفاق وبسط سيطرته على هذه المناطق، والفشل في ذلك حليفه بإذن الله.
وعبرت الجماعة عن تعاطفها المطلق مع النازحين والمهجرين من أبناء الشعب السوري، ولفتت إلى أنها تبذل الوسع والطاقة للقيام بواجبها لإغاثة وخدمة المدنيين، منبهة المدنيين لمكائد الحرب النفسية والآلة الإعلامية المضللة التي يستخدمها أعداء هذا الشعب للنيل من صموده وعزيمته.
وحييت الجماعة "الصمود الأسطوري لهذا الشعب البطل، ونُكبر تحديه لآلة القتل الروسية الإيرانية الأسدية، وأملنا كبير بقدوم الفرج والنصر من الله سبحانه وتعالى ناصر المظلومين وقاهر الجبارين"
وثمنت "وقوف تركيا المشرف حكومة وشعباً إلى جانب الشعب السوري في محنته بمواجهة الطاغية المستبد الذي باع البلاد وشرد العباد، وتركيا اليوم في نصرتها للثورة السورية، تؤدي الواجب الذي قصر المجتمع الدولي عن القيام به، وتدافع عن أمنها وتصون القيم الأخلاقية والإنسانية التي أشاح العالم بوجهه عنها".
وأكدت "وحدة الشعبين السوري والتركي، وعمق روابطهما التاريخية، فالدم السوري الذي سال في معركة جنق قلعه هو نفسه الدم التركي الذي يسيل اليوم في إدلب، ودخول القوات التركية هو الجواب الرادع لنظام بشار الأسد الذي يقتل الشعب السوري ويهدد الأمن القومي التركي ويلعب باستقرار المنطقة برمتها".
كما حيت الجماعة "دولتي قطر والكويت الشقيقتين على موقفهما من قضية الشعب السوري، وعلى جهودهما الإنسانية لتخفيف معاناته، وعونه على الاستمرار في كفاحه من أجل حريته وكرامته".
ولفتت إلى أن العالم يتابع منذ تسع سنوات المأساة الإنسانية والملحمة البطولية التي يخوضها الشعب السوري ليستعيد حريته وكرامته، مُقدماً مليوناً من الشهداء وملايين اللاجئين والنازحين، وطالبت الشباب السوري في تركيا وسائر بلاد المهجر الالتحاق بالجيش الوطني السوري الذي ينسق مع الجيش التركي في هذه المعركة المصيرية العادلة، وفق البيان.
قال منسقو استجابة سوريا في بيان اليوم، إن الآلاف من طالبي اللجوء يستمرون بالإنتظار في المنطقة العازلة بين بوابات Pazarkule - Kastanies الحدودية في يومهم الثالث عشر، على أمل أن تفتح اليونان بواباتها.
ولفت إلى أن المهاجرين الواصلين الجدد لايزالون في مراكز الاحتجاز اليونانية في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية ، فلا رعاية ولا حقوق ولا حتى اهتمام في الأطفال الذين يعيشون بأقفاص وأماكن لا تليق بمكانة الدول الأوروبية إنسانياً.
وطالب منسقو استجابة سوريا التحلي بالهدوء والتخفيف من حدة التوترات القائمة على الحدود التركية مع الاتحاد الأوروبي وذلك في ضوء التحركات الحالية المتزايدة للاجئين وطالبو اللجوء.
ولفت إلى أن اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئ ولا قانون اللاجئين في الاتحاد الأوروبي لاتوفر أي أساس قانوني لتعليق تلقي طلبات اللجوء، ولايمكن تعليق حق اللجوء المعترف به دولياً والمتمثل في طلب اللجوء ومبدأ عدم الإعادة القسرية والذي تم التأكيد عليه أيضاً في قانون الإتحاد الأوروبي.
وأكد البيان أن مراجعة الاتفاق الخاص باللاجئين الذي تم توقيعه في 18 مارس 2016 بين تركيا والاتحاد الأوروبي السبيل الوحيد للتخلص من التوترات الحاصلة نتيجة أزمة اللاجئين على الحدود التركية اليونانية.
وطالب اليونان وباعتبارها إحدى دول الاتحاد الأوروبي، العمل على فتح الحدود لاستقبال اللاجئين، وطالب الاتحاد الأوروبي بتحمل مسؤولياته بشكل كامل اتجاه اللاجئين على اعتبار أنه لم يقدم أي مقترح فعال أو حقيقي لإنهاء الملف السوري خلال السنوات الماضية.
وشدد أنه لجميع الدول الحق في السيطرة على حدودها وإدارة التحركات غير النظامية، ولكن في الوقت نفسه يجب أن تمتنع عن استخدام أي نوع من أنواع العنف أو الإعادة القسرية وأن يكون لديها أنظمة للتعامل مع طلبات اللجوء بطريقة منظمة.
وأكد على ضرورة الحفاظ على الدعم الدولي لتركيا، وهي التي تستضيف حالياً ملايين اللاجئين، وتكثيفه لتأمين الاحتياجات الإنسانية العاجلة لملايين النازحين داخلياً واللاجئين في تركيا.
وختم بالتأكيد على أن الوضع على الحدود الغربية لتركيا واليونان وتحركات عدة آلاف من الأشخاص من الأمور التي تثير القلق، فإن الكارثة الإنسانية الجارية في شمال غرب سوريا والاحتياجات الإنسانية الهائلة في إدلب لحوالي مليون شخص من النازحين داخلياً ما زالت تتطلب عملاً عاجلاً، والعمل على زيادة المساعدات الإنسانية للجهات الإنسانية العاملة في المنطقة.
فند الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الدفاع التركي في تصريحات مشتركة اليوم، بعد الغموض الذي يكتنف ملف الطريق الدولي "M4" ضمن الاتفاق التركي الروسي، متحدثين عن دوريات مشتركة فقط مع روسيا، خلافاً لما صرح به وزير الخارجية يوم أمس عن إشراف روسي كامل جنوب الطريق.
وقال وزير الدفاع التركي، إن بلاده تواصل العمل مع الجانب الروسي من أجل التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في إدلب، لافتاً إلى أن المباحثات مع الوفد الروسي تسير بشكل إيجابي وبناء وننتظر من روسيا الالتزام بتعهداتها.
ولفت الوزير التركي إلى أن بلاده وروسيا تخططان وتعملان من أجل البدء بتسيير الدوريات المشتركة (مع الروس) على الطريق الدولي "إم 4" بسوريا في 15 مارس.
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "استطعنا إيقاف النظام المجرم عن مهاجمة المدنيين في إدلب، وخطواتنا في إدلب ساهمت في حماية حياة ملايين الأبرياء السوريين، وأن الخطوات التي اتخذناها في إدلب هي لحماية أمننا القومي".
وأكد أر دوغان أن أي اعتداء على نقاط المراقبة التركية في إدلب سيواجه برد قوي، في وقت لفت إلى أن التدابير التي تم التوصل إليها مع موسكو بشأن إدلب هي إجراءات مؤقتة، وأوضح أن "من أهم أولوياتنا تأمين نقاط المراقبة وسنرد على أي هجوم بالمثل وبأضعاف"
وهدد الرئيس التركي بأن تركيا لن تتوانى عن القيام بعمليات عسكرية أخرى في إدلب إذا لم يتم الالتزام بوقف إطلاق النار، في وقت قال وزير الخارجية التركي، إن بلاده تعمل على تحويل وقف إطلاق النار في إدلب من مؤقت إلى دائم.
وكان كشف تصريح مفاجئ وصادم لوزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، عن تخلي تركيا عن مناطق جبل الزاوية وأريحا وسهل الغاب، بعد تصريح له نقلته "الأناضول" عن أن جنوب الطريق الدولي "M4" سيخضع للرقابة الروسية وشماله سيكون تحت رقابة القوات التركية.
ومن شأن التصريح هذا، تمكين روسيا من السيطرة على الطريقين الدوليين كاملاً "M4 و M5"، وبالتالي إعطاء النظام وروسيا مجالاً للسيطرة على مساحات واسعة من جبل الزاوية وأريحا وجسر الشغور وسهل الغاب.
وقال أوغلو ن بلاده تواصل العمل من أجل وقف إطلاق نار دائم في إدلب، في حين لفت إلى أن "جنوب الطريق الدولي "M4" سيخضع للرقابة الروسية وشماله سيكون تحت رقابتنا"، وهذا لايتوافق مع التصريحات التركية السابقة في ضرورة انسحاب النظام لما بعد نقاط المراقبة التركية.
يأتي ذلك في وقت يعيش الآلاف من أهالي قرى وبلدات جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، حالة ترقب وانتظار لمعرفة مصير منطقتهم، ضمن الاتفاق الروسي التركي، كون المنطقة واقعة جنوب الطريق الدولي "M4"، ولامعلومات عن تفاصيل الاتفاق حولها.
وسبق أن أكد نشطاء من ريف إدلب المحرر في بيان، إنه منذ بداية إعلان الاتفاق "التركي الروسي" الأخير حول وقف إطلاق النار شمال غرب سوريا، شاب الاتفاق المذكور غموض كبير في مصير المنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولي "M4"، تتضمن مناطق "جبل الزاوية وأريحا وجسر الشغور وسهل الغاب"، وحتى اليوم لم تتوضح تفاصيل ذلك الاتفاق حولها.
وأكد النشطاء وفعاليات ثورية أخرى في بيان صدر عنهم، وتداوله النشطاء على صفحاتهم ومواقع التواصل، رفضهم القاطع لسلخ أي منطقة محررة من أهلها، وتسليمها للنظام وروسيا بموجب أي اتفاق، مطالبين الجانب التركي بدعم الفصائل المقاتلة لاستعادة ماتم احتلاله مؤخراً، لضمان عودة المدنيين إليها.
كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن أن بلاده ستستضيف قمة في اسطنبول يوم 17 مارس مع قادة فرنسا وألمانيا، وربما بريطانيا، لمناقشة قضية المهاجرين، حيث باتت هذه القضية هي الشغل الشاغل لدور أروربا مع فتح الحدود التركية أمامهم.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن الرئيس التركي قوله: "سألتقي ميركل وماكرون الثلاثاء (17 مارس) في إسطنبول، وإن استطاع جونسون الحضور فإن القمة ستكون رباعية"، لافتاً إلى أن تركيا لا تفكر حاليا في إغلاق معابرها الحدودية مع أوروبا، ويتعين على اليونان فتح معابرها.
وقال أردوغان للصحفيين على متن طائرته أثناء العودة من بروكسل: "على اليونان إدراك أن تعاملها مع طالبي اللجوء المحتشدين على حدودها يعتبر بمثابة جريمة وسنحاسبها على ذلك".
وكانت أنقرة سمحت مؤخرا للمهاجرين المقيمين في الأراضي التركية بعبور حدودها مع اليونان، في خطوة وصفها مراقبون بأنها وسيلة ضغط لأنقرة على الدول الأوروبية لحملها على دعم تركيا في موقفها إزاء الوضع في محافظة إدلب.
وأثار قرار تركيا هذا أزمة جديدة في علاقاتها مع اليونان المجاورة، التي أعلن رئيس وزرائها، كيرياكوس ميتسوتاكيس، الجمعة الماضي، عن "موت" الاتفاق بشأن الهجرة، الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع تركيا في العام 2016، للحد من تدفق المهاجرين إلى أراضيه. وواجهت سياسة أنقرة في هذه المسألة انتقادات من قبل قادة الكتلة الأوروبية.
كشفت مصادر إعلامية متطابقة عن استشهاد طفل وإصابة أربعة آخرين على الأقل برصاص حاجز للأمن العسكري في مدينة "الكسوة" بريف دمشق الغربي.
ونقل موقع "صوت العاصمة"، عن مصادره أنّ ميليشيات النظام أطلقت النار بشكل كثيف عصر أمس الثلاثاء وسط مدينة "الكسوة" بريف دمشق الغربي، انطلاقاً من أحد مواقعها قرب مقر شعبة حزب البعث التابع الداعم للأسد.
فيما أفادت مصادر أهلية بأن حادثة إطلاق النار تزامنت مع إصدار النتائج الجديدة لانتخابات أعضاء الشعب والفروع التابعة لحزب البعث في ريف دمشق، بعد إعادتها نتيجة خلاف حاصل بين الأعضاء على نتيجة الانتخابات السابقة، حسبما ورد في تقرير "صوت العاصمة".
وتناقل ناشطون توضيحاً للحادثة يؤكد وفاة طالب في الصف الثامن وإصابة اثنين آخرين، في وقت ادعت عناصر النظام أنها كانت تطلق النار على شاب هرب من الحاجز عندما اخبروه انه مطلوب للاحتياط، دون الكشف عن هوية اسم الطفل ونظرائه الجرحى، هذا ونشر ناشطون صورة للضحية.
في حين أفادت مصادر محلية بأن الرصاص صادر عن حاجز تابع للأمن العسكري، يُعرف باسم "حاجز الشعبة"، والمتمركز عند مدخل مقر حزب البعث في المدينة، وليس من داخل المقر، مشيرةً إلى أن الحادثة وقعت بالتزامن مع خروج طلاب المدارس من دوامهم المدرسي.
يشار إلى أنّ حواجز ميليشيات النظام تقطع أوصال المناطق الخاضعة لسيطرتها، الأمر الذي ينافي مزاعمها عودة الحياة الطبيعية إلى تلك المناطق في وقت تقتصر مهمة تلك الحواجز على إجراء عمليات الاعتقال التعسفي والتضييق على المدنيين، وصولاً إلى الكشف عن ظاهرة حوادث السير التي تتسبب بها الحواجز المنتشرة عند مفترقات الطرق المخصصة للسير السريع.
كشفت محكمة ألمانية، يوم أمس الثلاثاء، عن أن جلسات محاكمة ضابطي مخابرات سوريين سابقين متهمين بالمشاركة في "جرائم ضد الإنسانية" ستبدأ في أبريل المقبل، ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في 23 أبريل في مدينة كوبلنتس بغرب ألمانيا، ويتوقع أن تستمر حتى أغسطس على الأقل.
ويواجه ضابط المخابرات السوري السابق، أنور رسلان، البالغ 57 سنة، تهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية واغتصاب، إضافة إلى 58 تهمة قتل، في حين أن الضابط السابق الآخر، إياد الغريب، البالغ 43 سنة، متهم بالتواطؤ في هذه الجرائم.
وقاد أنور رسلان قسم التحقيقات في "الفرع 231" التابع للمخابرات السورية، الذي أدار سجنا في منطقة دمشق. ويقول الادعاء العام أن هذا الضابط شارك في تعذيب سجناء بين أبريل 2011 وسبتمبر 2012 قبل انشقاقه.
وأشارت المحكمة في بيان لها إلى لائحة اتهام تفيد بأن نحو 4 آلاف سجين تعرضوا لـ"الضرب والركل والصعق بالكهرباء" في سجن الفرع 231 تحت إشراف رسلان. وأكد وجود معلومات حول "حالة اغتصاب واعتداء جنسي واحدة على الأقل".
ويعتقد الادعاء أن "رسلان كان على دراية بمستوى التعذيب، ما يعني أنه كان يعلم أيضا بأن السجناء يموتون نتيجة للعنف الشديد"، أما إياد الغريب فمتهم باحتجاز متظاهرين معارضين للحكومة واقتيادهم إلى السجون حيث "تعرضوا لتعذيب وحشي".
وكان الضابطان السابقان قد فرا بعد ذلك إلى ألمانيا، قبل أن يتم القبض عليهما في فبراير 2019 نتيجة تحقيق فرنسي ألماني مشترك، وعلى الرغم من أن المتهمين مواطنان سوريان، إلا أنهما سيحاكمان بموجب مبدأ العدالة الدولية الذي يسمح لدولة أجنبية بمقاضاة مرتكبي جرائم ضد الإنسانية.
وتأتي هذه المحاكمة في ألمانيا على أعقاب سلسلة من الشكاوى المقدمة في العديد من الدول الأوروبية من قبل ضحايا التعذيب، بدعم من محامين تابعين لـ"المركز الأوروبي للحقوق الدستورية والإنسانية"، ومن المتوقع مشاركة نحو 16 سوريا في المحاكمة كمدعين وكشهود.
حلب::
انفجرت عبوة ناسفة في مدينة عفرين استهدفت سيارة رئيس الهيئة الشرعية وقاضي محكمة مدينة دوما سابقاً والعامل في جيش الإسلام، الشيخ أبو ياسر شيخ، ما أدى لمقتله، كما انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة بسيارة في مدينة الباب بالريف الشرقي وأدت لسقوط إصابة واحدة فقط.
حاولت قوات الأسد التسلل والتقدم على محور قرية كفرتعال بالريف الغربي، وتم صدها من قبل فصائل الثوار، وذلك في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار.
تعرضت أطراف مدينة إعزاز بالريف الشمالي لقصف بقذائف الهاون من قبل قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، دون وقوع أي إصابات.
حماة::
تعرضت بلدة السرمانية بالريف الغربي لقصف بعدة قذائف من قبل قوات الأسد، وذلك في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار.
درعا::
استهدف مجهولون مقرا لقوات الأسد في مدينة داعل، وحاجزاً عسكرياً غربي المدينة بالأسلحة الرشاشة، وسط توتر ساد المنطقة.
ديرالزور::
استهدف مجهولون أحد حواجز "قسد" في قرية كشة بالريف الشمالي بالأسلحة الرشاشة.
شنت "قسد" مدعومة بقوات التحالف الدولي حملة مداهمات في قريتي العزبة وغريبة شرقية، واعتقلت خلالها بعض الأشخاص الذين ينتمون لتنظيم الدولة سابقاً.
شهدت سماء المنطقة الواقعة بين حقل العمر النفطي ومدينة الشحيل ومحيطها بالريف الشرقي تحليقا مكثفا للطيران المروحي التابع للتحالف الدولي.
الرقة::
استهدف الجيش الوطني السوري بقذائف المدفعية معاقل "قسد" في محيط مدينة عين عيسى بالريف الشمالي.
تمكن الجيش الوطني من إسقاط طائرة استطلاع روسية بالقرب من صوامع الدهليز بريف مدينة سلوك بالريف الشمالي.
الحسكة::
استهدف مجهولون محطة لنقل النفط بمنطقة السويدية بالريف الشمالي الشرقي، ما أدى لاندلاع النيران فيها.
قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن اتفاقية وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه تركيا وروسيا، الأسبوع الماضي، قللت من مستوى الأعمال القتالية بشكل عام شمال غربي سوريا.
وأوضح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيرش، في بيان، أن "اتفاقية وقف إطلاق النار الروسية التركية المعمول بها الآن، قللت من مستوى الأعمال القتالية بشكل عام".
وأشار دوجاريك، إلى "أنه تم الإبلاغ، الإثنين، عن قصف على طول الخطوط الأمامية في عدة مواقع، بما في ذلك حول بلدة في حلب (لم يسمها)"، وأعرب عن "قلق الأمم المتحدة العميق إزاء سلامة وحماية ملايين المدنيين في شمال غربي سوريا".
وكان الرئيسان الروسي بوتين والتركي أردوغان التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار على خط التماس شمال غرب سوريا، في وقت لم يتضمن الاتفاق أي انسحاب للنظام من المناطق التي سيطر عليها مؤخراً، علما أن قوات الأسد خرقت الاتفاق في أرياف إدلب وحلب وحماة.
حمّل وزير بريطاني، نظام الأسد وروسيا مسؤولية اندلاع أزمة طالبي اللجوء الأخيرة، مؤكدا أن السبب وراء ذلك هو هجماتهما خصوصاً على إدلب، وجاء ذلك في كلمة ألقاها وزير الدولة لشؤون التطورات الدولية، نايجل أدامز، الثلاثاء، في مجلس العموم البريطاني.
وشدد أدامز على أن "الأحداث العنيفة الأخيرة في المنطقة دفعت الملايين من طالبي اللجوء إلى تركيا وما بعد تركيا"، معربا عن قلقه الكبير من الوضع على حدود اليونان.
وأشار إلى أهمية الحوار في هذه المرحلة، مبديا سروره من اللقاءات التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين، في بروكسل، مضيفا: نعترف بالكرم الذي أظهرته تركيا وبالأعباء التي تتحملها في دعم ملايين اللاجئين الفارين من الحرب الداخلية في سوريا.
وأردف: "السبب الرئيسي للهجرة يكمن في طبيعة النظام السوري المتهورة والقاسية، إضافة إلى الاعتداءات الروسية في إدلب".
وأكد أدامز أن بلاده تدعم الحوار السياسي من أجل إنهاء الحرب في سوريا بشكل نهائي، مبديا سروره من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت له تركيا مع روسيا.
ودعا أدامز نظام الأسد وداعميه إلى المشاركة بحسن نية في اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، لدعم مسار السلام في البلاد.