
بسبب كورونا.. الحدود السورية الأردنية مغلقة
أعلن النظام السوري قبل يومين تعليق الرحلات مع كل من العراق والأردن لمدة شهر و"الدول التي أعلنت حالة الوباء" لمدة شهرين، وذلك في إطار مكافحة تفشي فيروس كورونا في البلاد وإجراء الحجر الصحي للقادمين من هذه الدول لمدة 14 يوما.
من جانبها أعلنت الأردن يوم أمس عن إجراءات جديدة تم اتخاذها وتتعلق بالسفر، وتشمل وقف السفر من وإلى لبنان، ووقف السفر من وإلى سوريا باستثناء الشاحنات، وإغلاق المعبر الشمالي وجسر الملك حسين والمعبر الجنوبي أمام حركة الركّاب المغادرين والقادمين، حيث يستثنى من ذلك الوفود الرسميّة والمعنيون بوسائل نقل البضائع والعمّال الأردنيون المُستخدمون للمعبر الجنوبي.
وبرر وزير الصحة الأردني سعد جابر سبب إدراج سوريا على قائمة المنع رغم عدم تسجيل أي إصابات فيها: “نعتقد أنه لربما هناك حالات نتيجة الوضع الصحي في سوريا وهو إجراء احترازي أكثر من أي شيء آخر".
وقال جابر إن الأردن سيسمح “للأردنيين” القادمين إلى المملكة من تلك الدول المعلن عنها، بالدخول شريطة خضوعهم للإجراءات الاحترازية التي تطبقها وزارة الصحة الاردنية بما في ذلك الحجر المنزلي الذاتي لمدة 14 يوما.
وبين الوزير الأردني أن القرارات استثنت البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والأجانب والمستثمرين والمقيمين على أراضي المملكة، عند تطبيق هذه الإجراءات، شريطة أيضا خضوعهم لإجراءات وزارة الصحة.
وفي سياق متصل أفاد موقع "فرات بوست" المحلي بأنّ مناطق سيطرة ميليشيات النظام في محافظة دير الزور شرقي البلاد تشهد في الأونة الأخيرة تفادي السكان الاقتراب من تجمعات الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً.
ووفقاً للمعلومات التي أوردها الموقع ذاته فإنّ السكان المدنيين يعملون على تجنب الاقتراب و الاحتكاك المباشر مع الميليشيات العراقية و الإيرانية و الزوار الشيعة خشية من فيروس "كورونا"، الذي تفشى في إيران بشكل كبير.
وسبق أنّ نشر الموقع المحلي تفاصيل حصرية نقلاً عن مصادره التي أكدت دخول حافلات تقل حجاج شيعة، وذلك عبر معبر البوكمال الحدودي مع العراق شرقي دير الزور، ليتبين لاحقاً أن أحدهم مصاب بـ "كورونا" القاتل.
وتشير المصادر ذاتها إلى أن الموكب الذي يضم الحجاج الشيعة يتألف من تسعة حافلات، فيما عادت الحالة المصابة إلى العاصمة العراقية بغداد، وسط حالة من التوتر بين ميليشيات النظام ونظيرتها من "الحشد الشعبي" التي شهدتها المنطقة حيث أنّ معظم الركاب رفضوا قرار العودة.
يأتي ذلك في ظلِّ توافد الميليشيات الإيرانية إلى سوريا عبر المعابر البرية لا سيّما البوكمال شرقاً والمعابر على الحدود اللبنانية غرباً، وسط الحديث عن قرار إيراني يقضي يمنع إغلاق تلك المعابر الحدودية بين الطرفين، إذ وثقت جهات محلية دخول 4 حافلات، السبت الفائت و8 حافلات أمس الأحد، على متنها ركاب من الميليشيات التابعة لإيران.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، هيدن هالدورسون، إن سوريا لم تؤكد بعد أي حالات إصابة بالفيروس المستجد، لكن "أنظمتها الصحية الهشة قد لا تملك القدرة على اكتشاف الوباء".
ويعتبر خطر تفشي المرض في سوريا مرتفع جدا، خاصة في شمال غرب سوريا، حيث يوجد ثلاثة ملايين شخص محاصرين في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، وقد وعدت الولايات المتحدة بتخصيص 108 ملايين دولار لمساعدة المدنيين في إدلب، إثر زيارة لمسؤولين ِأميركيين هي الأولى من نوعها للمنطقة.
وأكد هالدورسون، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن منظمة الصحة العالمية مضطرة لمساعدة المتضررين عبر الحدود، لأنها غير قادرة على تقديم الخدمات من الأراضي التي تسيطر عليها حكومة النظام.
وقال إن عمليات "تدريب العاملين في المجال الصحي تتم بالتوازي مع تجهيز مختبرات في كل من إدلب وأنقرة لتشخيص الفيروس بشكل آمن"، وعلى الرغم من توقف القتال في إدلب، إلا أن المخاوف من تجدده لا تزال قائمة.