أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك أن خارطة الطريق التي تم الإعلان عنها لحل أزمة محافظة السويداء تشكّل مساراً يمكن لأجيال السوريين القادمة أن تسلكه، وكتب في منشور عبر منصة "إكس": "المصالحة تبدأ بخطوة واحدة.. وفي السويداء هذه الخريطة لا ترسم فقط عملية الشفاء، بل ترسم مساراً يمكن لأجيال السوريين القادمة أن يسلكوه وهم يبنون أمة تتسم بالمساواة في الحقوق والواجبات المشتركة للجميع".
اجتماع ثلاثي في دمشق
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية قد أعلنت أن دمشق استضافت اجتماعاً ضم وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي توم باراك، وذلك استكمالاً للمباحثات التي جرت في عمّان بتاريخ 19 يوليو و12 أغسطس 2025 حول تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء ووضع حلول شاملة للأزمة.
وأوضح البيان أن الاجتماع أقرّ خارطة طريق تقوم على وحدة الأراضي السورية وضمان المساواة في الحقوق والواجبات لجميع المواطنين، مؤكداً أن السويداء جزء أصيل من سوريا ومستقبلها ولا مستقبل لها خارجها.
أبرز بنود خارطة الطريق
شملت الخطة استكمال إطلاق سراح جميع المحتجزين والمخطوفين وتحديد المفقودين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بالتعاون مع الحكومة السورية، وإنهاء أي تدخل خارجي في المحافظة. كما نصت على تسهيل الوصول إلى الأدلة الخاصة بجرائم القتل، والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية لضمان المساءلة القانونية، ومحاسبة المتورطين عبر آليات قضائية سورية.
وتتضمن البنود أيضاً سحب المقاتلين المدنيين من حدود المحافظة ونشر قوات شرطة مؤهلة، ودعم جهود الصليب الأحمر في الإفراج عن المحتجزين وتسريع عمليات التبادل، فضلاً عن إعادة بناء القرى والبلدات المتضررة وتسهيل عودة النازحين، وإعادة الخدمات الأساسية تدريجياً، ونشر قوات محلية من وزارة الداخلية لتأمين الطرق وحركة التجارة. كما تشمل كشف مصير المفقودين وإطلاق مسار مصالحة داخلية يشارك فيه أبناء السويداء بمختلف مكوناتهم.
التزامات دولية داعمة
أكد البيان أن الولايات المتحدة والأردن يدعمان هذه الخطوات، وسيتم إنشاء آلية مراقبة مشتركة تضمن احترام سيادة سوريا أثناء تنفيذ الخطة، مع التركيز على إنهاء خطاب الكراهية والطائفية، وبناء الثقة بين المكونات المحلية، ودمج المحافظة في مؤسسات الدولة السورية.
ترحيب عربي ودولي واسع
لاقى الإعلان السوري اعتماد خارطة الطريق ترحيباً عربياً ودولياً واسعاً، إذ اعتبر خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار في الجنوب السوري وترسيخ الوحدة الوطنية، ورحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالخطة، مؤكداً أنها تمثل خطوة جوهرية على طريق استقرار الأوضاع في جنوب سوريا وتعزيز الأمن الإقليمي.
كما أشادت وزارة الخارجية السعودية في بيانها الرسمي بالاتفاق، مثمنةً جهود الأردن والولايات المتحدة للوصول إليه، ومؤكدة دعم المملكة الكامل لاستقرار سوريا ووحدة أراضيها،وفي السياق نفسه، رحبت وزارة الخارجية الكويتية باعتماد الخطة واعتبرتها دعماً لاستقرار جنوب سوريا، مجددة موقفها الداعم للمبادرات الرامية إلى تعزيز الأمن والسلام في البلاد وصون سيادتها.
أما وزارة الخارجية القطرية فأكدت أن الاتفاق الثلاثي يشكل خطوة مهمة تترجم الإرادة الجماعية لبناء مستقبل سوريا الجديدة وتوطيد الأمن والسلام في المنطقة، داعية إلى البناء على هذا التفاهم وتنفيذ خطوات عملية تفضي إلى استقرار شامل.
بهذا، تتحول خارطة الطريق الجديدة من مجرد اتفاق سياسي إلى إطار عملي يفتح الباب أمام عودة الحياة الطبيعية إلى السويداء، ويعيد التأكيد على وحدة سوريا واستقلالها، في ظل دعم عربي ودولي يضع الأزمة السورية على مسار جديد يوازن بين العدالة والمصالحة والاستقرار.
في مشهد مؤثر من غزة، ظهرت سيدة وهي تودّع منزلها وتقبّله قبل أن تغادره برفقة عائلتها، مشهد هزّ مشاعر المتابعين لأنه يلخّص مأساة إنسانية يعيشها سكان المدينة يومياً؛ مأساة ترك البيت الذي نشأ فيه الإنسان ومغادرته قسراً بسبب ظروف الحرب، هذه التجربة المؤلمة لا يفهمها إلا من ذاق مرارتها بنفسه، وأجبر على الرحيل تحت وقع النزاعات والدمار.
ألم النزوح المشترك
ليست هذه اللحظة حكراً على غزة وحدها؛ فهي تعكس واقعاً عاشه ملايين المدنيين في دول عربية شهدت حروباً ونزاعات، وفي مقدمتها سوريا، حيث أُجبر الأهالي على ترك قراهم ومدنهم تحت القصف وبطش نظام الأسد البائد، آلاف العائلات السورية تناثرت في المخيمات والمدن شمال البلاد وفي دول عربية وأوروبية، تنتظر بفارغ الصبر لحظة العودة إلى بيوتها وأماكن نشأتها.
على مدى السنوات الماضية، ظل هؤلاء السوريون يبحثون بين الصور والفيديوهات على مواقع التواصل عن بيوتهم المدمرة أو المفقودة، علّهم يجدون لقطة أو مشهداً يربطهم بذكرياتهم وحنينهم إلى المكان الذي تربّوا فيه.
من المعاناة إلى الأمل
استمرت هذه المعاناة لأكثر من عقد حتى بدأت القرى والمدن تعود إلى أصحابها تدريجياً بعد سقوط نظام الأسد الذي أحكم قبضته على البلاد لعقود، لتثبت هذه التجربة أن الحق يصمد في النهاية وأن الظلم لا يدوم، وتمنح العائلات فرصة لاستعادة جزء من حياتها وذكرياتها.
تضامن السوريين مع أهالي غزة
اليوم، كلما انتشرت مقاطع من فلسطين عن النزوح أو الدمار أو موت الأطفال، يتفاعل السوريون معها بحرارة، وتعكس تعليقاتهم على منصات التواصل الاجتماعي عمق شعورهم وتضامنهم الصادق لأنهم عاشوا تجربة مشابهة خلال سنوات الثورة السورية ضد نظام آل الأسد.
ومع عودة السوريين تدريجياً إلى أراضيهم بعد انتصار الثورة، يتمنون لأهالي غزة أن يعودوا إلى بيوتهم وأن تتوقف الحرب في بلادهم، وأن يستعيد كل غائب بيته وينتصر على عدوه، لتبقى فلسطين حرّة عربية كما يتمنّون.
هذا التلاقي في المعاناة بين غزة وسوريا يعيد رسم صورة جديدة للتضامن الشعبي العربي ويؤكد أن مشهد وداع البيوت ليس نهاية الحكاية، بل قد يكون بداية طريق نحو العودة والانتصار والحرية.
عقدت وزارة النقل اجتماعًا موسعًا برئاسة الوزير الدكتور يعرب بدر، وبحضور الاتحاد التعاوني للنقل وعدد من سائقي ومالكي شاحنات البضائع من مختلف المحافظات، لبحث واقع قطاع النقل البري وما يواجهه من تحديات، إضافة إلى مناقشة سبل تطويره وتنظيمه بما يحقق الكفاءة والعدالة.
وأكدت الوزارة خلال الاجتماع حرصها على دعم هذا القطاع الحيوي وتعزيز التواصل المباشر مع العاملين فيه، مشددة على الاستمرار في تطوير البنية التنظيمية بما يضمن بيئة نقل مستقرة ومتوازنة، مع الاستجابة للمطالب المطروحة من قبل العاملين في الميدان.
وتركزت مداخلات السائقين والمالكين حول ضرورة إعادة تفعيل مكاتب الدور وإلغاء حرية النقل العشوائية، والعمل على حصر الحمولات عبر المكاتب الرسمية بعيدًا عن السماسرة. كما طُرحت مقترحات بخصوص تفعيل النقابات وتعزيز التعاون المؤسسي مع الاتحاد، إلى جانب تشكيل لجنة خاصة لتسعير أجور النقل بشكل منصف، وتفعيل ساحات التبادل التجاري في المعابر الحدودية. وطالب المشاركون أيضًا بضرورة تسجيل جميع الشاحنات في مكاتب البضائع وإنشاء صندوق تعاوني لتعويض المتضررين من العاملين في القطاع.
من جانبه، أوضح الوزير بدر أن بعض هذه المطالب يجري العمل على معالجتها بالفعل، بينما لا تزال أخرى قيد الدراسة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، لافتًا إلى التحضير لاجتماع مشترك سيضم ممثلين عن وزارة الاقتصاد وهيئة المنافذ والمعابر والاتحاد التعاوني للنقل، بهدف إعادة تفعيل مكاتب الدور ووضع خطة تنظيمية شاملة لقطاع النقل البري.
وشارك في الاجتماع كل من معاون الوزير لشؤون النقل البري محمد رحال، ومدير تنظيم نقل البضائع خالد كسحة، ومعاونه عبد القادر شيخو، إلى جانب ممثلين عن الجمعيات والاتحادات المعنية.
يعاني الأهالي في مدينة جرمانا بريف دمشق من مشكلة مزمنة تتعلق بتراكم القمامة والنفايات على أطراف الشوارع، حتى بات من النادر رؤية المكان نظيفاً. فأصبح مشهد النفايات جزءاً من الحياة اليومية للسكان، في ظلّ غياب حلول جذرية تضع حداً لهذه الظاهرة المستمرة.
حاويات ممتلئة وروائح مزعجة
في كل مرة يمر فيها السكان بالقرب من الحاويات، يواجهون مشهداً متكرراً من الاكتظاظ؛ حيث تفيض أكياس القمامة من الحاويات الممتلئة، وتتسرب منها روائح كريهة تنتشر في الجو. هذا الوضع يساهم في اجتذاب الحشرات وانتشار القوارض، بينما تُلاحظ كميات من الذباب فوق بقايا الطعام المكشوف.
آثار بيئية وصحية مقلقة
يصف سكان جرمانا مشهد تراكم القمامة وبقايا الطعام بأنه مصدر إزعاج بصري وقلق صحي متزايد، مؤكدين أن هذه المشكلة أصبحت من أبرز التحديات اليومية في المدينة. ويحذر الأهالي من تدهور الوضع البيئي وتأثيره على الصحة العامة، في ظلّ غياب الاستجابة من الجهات المعنية، ويأملون أن تلقى مطالبهم صدى لدى المسؤولين.
جهود جزئية لا تكفي
بحسب شهادات عدد من الأهالي، فإن البلدية تمر بشكل دوري لترحيل القمامة الموجودة داخل الحاويات، إلا أن هذه العملية لا تشمل النفايات المتجمعة حولها. وغالباً ما تعود القمامة إلى التكدس مجدداً خلال وقت قصير، ما يُشعر السكان بالإحباط، ويدفع بعضهم إلى التساؤل عن جدوى هذه الجهود المحدودة.
"النبّاشون" جزء من المشكلة
يؤكد الأهالي أن "النبّاشين" – وهم أفراد يقومون بتفتيش أكياس القمامة بحثاً عن مواد قابلة للبيع أو إعادة الاستخدام – يساهمون في تفاقم المشكلة، إذ يفتحون الأكياس المغلقة، ويُخرجون منها ما يريدون، تاركين بقية النفايات مبعثرة على الأرض، ما يؤدي إلى زيادة انتشار الأوساخ وصعوبة تنظيف المكان بشكل كامل.
توزيع الحاويات لا يلبي الحاجة
يرى العديد من السكان أن سوء التخطيط في توزيع حاويات النفايات يُعدّ من الأسباب الرئيسة وراء تفاقم الأزمة. ويعبّر البعض عن استيائهم من كون الحاويات "بعيدة جداً" عن منازلهم، ما يدفع بعض الأهالي إلى إلقاء القمامة في زوايا الحارات أو قرب مداخل الأبنية، بدلاً من الوصول إلى أقرب حاوية.
النفايات.. خطر صحي متصاعد
تُحذّر مصادر طبية من أن تراكم النفايات يوفّر بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا والحشرات والقوارض، ما قد يؤدي إلى انتشار أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد والتهاب الكبد. كما تشير إلى أن الروائح والغازات المنبعثة من النفايات قد تسبب مشكلات تنفسية وأمراضاً جلدية، خصوصاً لدى الأطفال وكبار السن.
مطالب السكان: حلول واقعية قبل فوات الأوان
يطالب أهالي جرمانا الجهات المعنية بالتحرك العاجل لوضع حد لأزمة النفايات، مؤكدين أن الحل يجب أن يكون جذرياً لا مؤقتاً، ويشددون على أهمية توزيع الحاويات بشكل عادل يغطي مختلف الأحياء، بدلاً من تركيزها في أماكن محدة، بالإضافة إلى ضرورة جمع النفايات بشكل يومي للحد من تراكمها.
كما يعبر الأهالي عن قلقهم من تفاقم الفوضى بسبب "النباشين"، الذين يفتحون الأكياس ويبعثرون محتوياتها، مما يزيد من انتشار التلوث، ويؤكدون أن أي حل يجب أن يكون مستداماً ويأخذ بعين الاعتبار الأبعاد البيئية والصحية على المدى الطويل.
حظي إعلان الجمهورية العربية السورية اعتماد خارطة طريق شاملة لحل الأزمة في محافظة السويداء بترحيب واسع عربياً ودولياً، اعتُبر خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار في الجنوب السوري وترسيخ الوحدة الوطنية.
رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط باعتماد الخارطة، مؤكداً أنها تمثل خطوة جوهرية على طريق استقرار الأوضاع في جنوب سوريا وتعزيز الأمن الإقليمي.
وفي بيان رسمي، أشادت وزارة الخارجية السعودية بإعلان دمشق التوصل إلى خريطة الطريق، مثمنةً الجهود التي بذلتها المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية للوصول إلى هذا الاتفاق، ومؤكدة دعم المملكة الكامل لاستقرار سوريا ووحدة أراضيها.
كما أصدرت وزارة الخارجية الكويتية بياناً رحبت فيه باعتماد خارطة الطريق واستقرار جنوب سوريا، مجددةً موقف الكويت الداعم لجميع المبادرات الرامية إلى تعزيز الأمن والسلام في سوريا وصون سيادتها ووحدة ترابها الوطني.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية القطرية أن الاتفاق بين سوريا والأردن والولايات المتحدة الأمريكية يشكل خطوة مهمة تترجم الإرادة الجماعية لبناء مستقبل سوريا الجديدة وتوطيد الأمن والسلام في المنطقة، مشيرةً إلى أهمية البناء على هذا التفاهم لتنفيذ خطوات عملية تفضي إلى استقرار شامل.
وجاء ذلك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر صحفي مشترك في دمشق ضم وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أسعد حسن الشيباني، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، حيث شدد المجتمعون على أن خارطة الطريق تمثل التزاماً جماعياً بدعم الأمن والاستقرار في الجنوب السوري وإنهاء جميع مظاهر التوتر.
أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في وقت سابق عن اعتماد خارطة طريق شاملة لحل أزمة السويداء، وذلك عقب اجتماعات ثلاثية عُقدت في العاصمة الأردنية عمّان يومي 12 و19 تموز 2025 بمشاركة سوريا والأردن والولايات المتحدة الأمريكية.
وتهدف الخارطة إلى إنهاء حالة التوتر التي شهدتها المحافظة وإعادة دمجها بشكل كامل في الدولة السورية، بما يعزز وحدة البلاد ويكرّس سيادتها على كامل أراضيها.
وتتضمن الخارطة مجموعة من الإجراءات العاجلة، من بينها سحب جميع المقاتلين المدنيين من الحدود الإدارية للمحافظة ونشر قوات شرطة مؤهلة ومنضبطة مكانهم لضمان الأمن والاستقرار.
كما نصّت على إطلاق سراح المحتجزين والمخطوفين واستكمال إحصاء المفقودين بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إضافة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتمكين السكان من العودة الآمنة إلى قراهم ومنازلهم.
وشملت البنود أيضاً إعادة بناء القرى المتضررة والبنية التحتية، وتقديم الدعم اللازم لاستعادة الخدمات الأساسية، إلى جانب طرح مشروع وطني شامل يركز على الوحدة الوطنية، والتعددية السياسية، والمساواة بين جميع السوريين، بما يعزز الاندماج الكامل للمحافظة في مؤسسات الدولة السورية.
كما أكدت الخارطة على ضمان تدفق المساعدات الإنسانية وإيصالها بشكل منظم وشفاف بالتنسيق مع المجتمع الدولي، إضافة إلى وضع خطط للتعافي الاقتصادي والاجتماعي وتوفير فرص العمل لسكان المحافظة، بما يساهم في تعزيز الاستقرار المستدام في الجنوب السوري
أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية بياناً أكدت فيه أنّ دمشق استضافت اليوم اجتماعاً ثلاثياً ضم وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، وذلك استكمالاً للمباحثات التي استضافتها عمّان في 19 يوليو و12 أغسطس 2025 حول تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء ووضع حلول شاملة للأزمة هناك.
وأوضح البيان أنّ الاجتماع اعتمد خارطة طريق لحل الأزمة في السويداء على أساس وحدة الأراضي السورية وحقوق جميع المواطنين، مؤكداً أنّ السويداء جزء أصيل من سوريا ومستقبلها ولا مستقبل لها خارجها، وأنّ أبناء المحافظة مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات مع كل السوريين.
أبرز بنود خارطة الطريق، تتضمن استكمال إطلاق سراح جميع المحتجزين والمخطوفين وتعداد المفقودين وتحديدهم، وإدارة تدفق المساعدات للمحافظة بالتعاون مع الحكومة السورية وضمان استمرارها، و إنهاء التدخل الخارجي في السويداء والتأكيد على أنّ المحافظة جزء لا يتجزأ من سوريا.
كذلك تتضمن تسهيل الوصول إلى الأدلة بما في ذلك الجثث وشهادات الشهود وكاميرات المراقبة في المناطق التي شهدت عمليات قتل، والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا لضمان المساءلة القانونية، ومحاسبة كل من ثبت ارتكابه انتهاكات عبر آليات قضائية سورية بالتنسيق مع الحكومة.
علاوة عن سحب جميع المقاتلين المدنيين من الحدود الإدارية للمحافظة ونشر قوات شرطة مؤهلة ومنضبطة على الحدود، ودعم جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر لاستكمال إطلاق المحتجزين وتسريع عمليات التبادل، والبدء بإعادة بناء القرى والبلدات المتضررة وتسهيل عودة النازحين.
وتشمل إعادة الخدمات الأساسية تدريجياً ونشر قوات محلية من وزارة الداخلية لتأمين الطرق وحركة التجارة، وكشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم من جميع الأطراف، وإطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء السويداء بمختلف مكوناتهم تحت إشراف الدولة.
التزامات دولية داعمة
أكد البيان أنّ الولايات المتحدة والأردن يدعمان هذه الخطوات ويقدمان الدعم اللازم لجهود الحكومة السورية في إعادة الاستقرار، كما سيجري إنشاء آلية مراقبة مشتركة بين سوريا والأردن والولايات المتحدة لضمان احترام سيادة سوريا أثناء تطبيق خارطة الطريق.
وأشار إلى أنّ الخطة تهدف أيضاً إلى إنهاء خطاب الكراهية والطائفية، وإعادة بناء الثقة بين المكونات المحلية، وتحقيق اندماج كامل للمحافظة في مؤسسات الدولة السورية.
واختتمت وزارة الخارجية السورية بيانها بالتأكيد على أنّ هذه الخطوات تمثل التزاماً جماعياً لدعم مستقبل سوريا وفق نهج بناء وعملي، وعلى أنّ نجاح هذه الخارطة يتطلب تعاون جميع الأطراف لتجاوز آثار الأزمة، وإعادة الحياة الطبيعية إلى السويداء في إطار سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدتها الوطنية.
أعلنت وزارة الخارجية السورية أن دمشق تعمل بالتنسيق مع واشنطن للتوصل إلى تفاهمات أمنية مع إسرائيل، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية شاملة لتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، أنه تم الاتفاق مع كل من الأردن والولايات المتحدة على اعتماد منهجية شاملة لتجاوز أزمة السويداء، مشددة على أن المحافظة جزء أصيل من سوريا ولا مستقبل لها خارجها.
وأشار البيان إلى أن التفاهمات تتضمن تنفيذ خطوات عاجلة أبرزها سحب جميع المقاتلين المدنيين من حدود السويداء، واستبدالهم بعناصر منضبطة تابعة للدولة، بما يضمن استعادة الأمن والنظام العام في المنطقة.
كما أعلنت الخارجية عن طرح مشروع وطني يركز على تعزيز الوحدة الوطنية والتعددية والمساواة بين جميع السوريين، باعتباره إطاراً جامعاً يضمن مشاركة كل المكونات في صياغة مستقبل البلاد.
تشهد محافظة السويداء منذ أشهر سلسلة من التوترات الأمنية والاجتماعية الناتجة عن خلافات محلية بين بعض المجموعات المسلحة والعشائر، ما دفع الحكومة السورية إلى إطلاق حوار واسع مع وجهاء المحافظة وممثلي القوى الاجتماعية لاحتواء الموقف. وخلال الأسابيع الماضية، شاركت وفود أميركية وأردنية في اجتماعات رفيعة المستوى بدمشق لبحث آلية ضبط الحدود ومنع التسلل، وضمان حماية المدنيين، بالتوازي مع خطوات حكومية لإعادة الخدمات الأساسية وتشجيع عودة مؤسسات الدولة للعمل بكامل طاقتها.
تأتي هذه التحركات في ظل تأكيد القيادة السورية أن السويداء تمثل نموذجاً للتنوع الوطني السوري وأن استقرارها يشكل أولوية للحكومة في المرحلة المقبلة
أكد المدير العام لهيئة الطاقة الذرية السورية، مضر العكلة، خلال كلمته في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد في فيينا، أن سوريا قدّمت كل التسهيلات الممكنة لإغلاق الملفات القديمة التي ورثتها البلاد من مراحل سابقة، مشدداً على ضرورة إنهاء النقاشات المتعلقة بهذه الملفات التي استُغلت سياسياً لسنوات طويلة دون نتائج عملية.
وأوضح العكلة أن حجم التحديات التي تواجه سوريا نتيجة الحرب كبير، بدءاً من الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية مروراً بالضغوط الاقتصادية والاعتداءات المتكررة على المنشآت الحيوية، مؤكداً أن سوريا ماضية بإرادة قوية نحو إعادة الإعمار وتحقيق التنمية، وداعياً الدول الأعضاء في الوكالة إلى دعم الجهود الوطنية الرامية للتعافي وإعادة البناء.
وأعرب المدير العام عن تقدير سوريا للوكالة الدولية والدول الداعمة لبرامج التعاون التقني، مثمناً مبادرة “أشعة الأمل” التي ساهمت في تجهيز أحد المستشفيات التخصصية في سوريا، إضافة إلى برامج التدريب وبناء القدرات التي أسهمت في تطوير الكفاءات الوطنية.
وأشار العكلة إلى أن سوريا تتبنى نهجاً ثابتاً في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بهدف تسخير الطاقة النووية في خدمة التنمية المستدامة، والمساهمة في جهود التعافي الوطني، وترسيخ مكانتها كشريك مسؤول وفاعل في المجتمع الدولي
بحث وزير الصحة الدكتور مصعب العلي اليوم مع وفد من الاتحاد الأوروبي برئاسة رئيس بعثة الاتحاد مايكل أونماخت، آفاق التعاون لتعزيز القطاع الصحي في سوريا ومواجهة التحديات الحالية.
تطوير المرافق الصحية والتحول الرقمي
الاجتماع الذي عُقد في مقر الوزارة بدمشق تناول خطط إعادة تأهيل المرافق الصحية وتجهيزها بمعدات حديثة، إضافة إلى أهمية إدخال التحول الرقمي لتحسين جودة الخدمات وتسهيل عمل الكوادر الطبية وتوفير الوقت على المرضى.
كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز الأمن الدوائي وتطوير صناعة الدواء المحلية، وإنشاء وحدة طوارئ صحية جديدة لمكافحة الإنتانات والجوائح، إلى جانب البحث عن مصادر تمويل مستدامة لدعم الخدمات الصحية.
رؤية الوزارة وتعاون الاتحاد الأوروبي
الوزير العلي أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي كان من أوائل الشركاء المتعاونين مع الحكومة السورية، مستعرضاً برامج الوزارة وخططها لتطوير الخدمات الصحية، مع التركيز على الفئات الأكثر حاجة مثل كبار السن والحوامل والأطفال ومرضى السرطان، إضافة إلى رفع كفاءة الكوادر الصحية وتحسين مستوى التعليم والتدريب الطبي.
من جانبه، أكد مايكل أونماخت أهمية استمرار الحوار مع سوريا وتعزيز الشفافية، مشيراً إلى استعداد الاتحاد الأوروبي لوضع برنامج لدعم الخدمات الصحية وتلبية احتياجات الوزارة بشكل عملي وفعّال.
حضر الاجتماع معاون وزير الصحة حسين الخطيب، ومدير التخطيط والتعاون الدولي زهير قراط، وعدد من المديرين والمعنيين في الوزارة
شهدت الأسواق السورية اليوم الثلاثاء 16 أيلول تذبذباً في أسعار الصرف، حيث سجل الدولار في دمشق وحلب وإدلب سعراً موحداً عند 11,550 ليرة للشراء و11,600 ليرة للمبيع، فيما ارتفع السعر في الحسكة إلى 11,700 ليرة للشراء و11,750 ليرة للمبيع.
أما السعر الرسمي الصادر عن مصرف سوريا المركزي فقد استقر عند 11,000 ليرة للشراء و11,110 ليرة للمبيع، ما يعكس فجوة واضحة بين السعرين الرسمي والموازي.
في الأسواق العالمية، واصل الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة، مدعوماً بتراجع الدولار وعوائد السندات الأميركية، وسط ترقب الأسواق لقرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وقد تجاوز سعر الأونصة حاجز 3,685 دولاراً، وهو أعلى مستوى تاريخي، في ظل توقعات مؤسسة "غولدمان ساكس" بإمكانية اقتراب المعدن الأصفر من مستوى 5,000 دولار في حال تحول 1% من الاستثمارات في السندات إليه.
على الصعيد المحلي، أعلنت وزارة النقل السورية عن طرح مزايدات علنية لاستثمار عدد من العقارات العائدة للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي، استناداً إلى أحكام دفتر الشروط الخاص، في خطوة تهدف لتعزيز موارد المؤسسة واستقطاب استثمارات جديدة.
وفي سياق متصل، شهدت سوق دمشق للأوراق المالية نشاطاً ملحوظاً خلال جلسة اليوم، مدفوعاً بحركة نشطة في قطاع البنوك، حيث ارتفع مؤشر DWX بنسبة 0.27% مسجلاً 168,206.86 نقطة، وصعد مؤشر DLX بنسبة 0.22% ليغلق عند 21,068.67 نقطة، فيما ارتفع مؤشر DIX بنسبة 0.16% ليصل إلى 2,823.64 نقطة.
وبلغت قيمة التداولات أكثر من ملياري ليرة سورية موزعة على 425 صفقة، من بينها صفقة ضخمة تجاوزت قيمتها 500 مليون ليرة وقد استحوذ قطاع البنوك على الحصة الأكبر من التداولات بقيمة تقارب 1.99 مليار ليرة سورية.
بينما جاءت مساهمة قطاع التأمين والخدمات والصناعة بأرقام متواضعة نسبياً، وغابت الحركة عن قطاعات الاتصالات والسندات الحكومية وتصدر بنك الشرق قائمة الرابحين يليه بنك الائتمان الأهلي ثم بنك البركة-سورية وبنك بيمو السعودي الفرنسي.
في الجانب المعيشي، سلطت صحيفة "الحرية" الرسمية الضوء على فجوة متزايدة بين دخل الأسرة السورية واحتياجاتها الشهرية، مشيرة إلى أن متوسط الإنفاق المطلوب يتراوح بين 9 و12 مليون ليرة شهرياً، بينما لا يتجاوز متوسط الدخل المتاح 3.5 ملايين ليرة، ما يعني وجود عجز يتخطى 60% من سلة الحاجات الأساسية.
وأشارت التقديرات إلى أن الإنفاق على الغذاء وحده يستحوذ على نحو 40% من دخل الأسرة، وهو معدل مرتفع مقارنة بالمؤشرات العالمية التي تفترض أن لا يتجاوز هذا البند ربع الإنفاق الكلي.
من جهة أخرى، ارتفعت أسعار الوجبات السريعة بشكل ملحوظ في الأسواق السورية، مدفوعة بارتفاع أسعار الفروج واللحوم البيضاء، إضافة إلى زيادة تكاليف الكهرباء والغاز واليد العاملة والمواد الأولية.
فقد ارتفع سعر الفروج المشوي إلى 100 ألف ليرة، ووجبة البروستد إلى 115 ألف ليرة، فيما وصل كيلو الشاورما إلى 150 ألف ليرة كما ارتفعت أسعار السندويشات، حيث سجلت سندويشة الشاورما 20 ألف ليرة، وسندويشة الكريسبي والزنجر 45 ألف ليرة، وصحن البطاطا 35 ألف ليرة وسندويشة الفلافل 8 آلاف ليرة.
هذه الزيادة التي قاربت 20% أثارت استياء المستهلكين، في وقت لوحظ فيه تفاوت كبير في الأسعار بين مطعم وآخر وغياب شبه كامل للرقابة، ما زاد من الأعباء المعيشية للأسر.
وكان أصدر البنك الدولي تقريراً جديداً تضمن مراجعة إيجابية لتوقعات النمو الاقتصادي في ثماني دول عربية، من بينها سوريا، التي ظهرت مجدداً في بيانات البنك للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاماً.
يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.
أثار إعلان الصحفي الرياضي المعروف بمواقفه المؤيدة للنظام البائد، "مازن الهندي"، عن انضمامه إلى قناة الكأس الرياضية القطرية كمراسل في سوريا، ردود فعل غاضبة بين متابعي الشأن الرياضي، الذين دعوا إدارة القناة إلى إعادة النظر في تعيينه نظراً لتاريخه المهني المرتبط بالدعم العلني للنظام السابق.
وفي منشور على صفحته الرسمية في فيسبوك، أعلن "الهندي" عن بدء رحلته الجديدة مع القناة، قائلاً إنه بدأ بتغطية الجمعية العمومية الاستثنائية للاتحاد السوري لكرة القدم، موجهاً دعوات لمتابعيه بالتوفيق في مهمته الجديدة، وفق نص المنشور.
وأثار تعيين "الهندي" الجدل بشكل خاص، نظراً لتاريخه المهني الذي شمل عدة مناصب حساسة أبرزه ناطق الإعلام باسم اتحاد كرة القدم السوري، منسق ما يُعرف بـ"منتخب البرميل" (وهي التسمية التي رافقت منتخب سوريا خلال فترة حكم النظام السابق)، مدير المكتب الإعلامي لنادي الوحدة، مقدم برامج في إذاعة فرح FM، ومراسل قناة الدنيا الموالية للنظام البائد، إلى جانب عمله في موقع Win Win.
ويشمل تاريخ الهندي أيضاً سجلاً أمنيًا مثيراً للجدل ففي 30 تشرين الثاني 2020، اعتقل فرع "الأمن الجنائي" في دمشق الهندي بعد شكوى تقدم بها رئيس اتحاد كرة القدم آنذاك العميد حاتم الغايب، بتهمة "التحريض ضد المنتخب الوطني".
وفي وقت لاحق، أفاد صحفيون أنه محكوم أمام القضاء العسكري كونه عنصرًا في جيش النظام البائد، بحسب ما ذكر الصحفي الرياضي "مازن الريس".
وكما شهدت مسيرته الأخيرة في الاتحاد الرياضي السوري إجراءات استثنائية ضده حيث أصدر رئيس الاتحاد الرياضي العام، سابقا "فراس معلا"، قرارًا بمنع الهندي من دخول أي منشأة رياضية تابعة للاتحاد وعدم التعامل معه نهائيًا، فيما سبق أن صدر قرار عام 2016 بمنعه من دخول أي ملعب كرة قدم لحضور أي نشاط تحت إشراف الاتحاد.
هذا وأثار تعيين الهندي في قناة الكأس جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفه متابعون بأنه "تطبيع إعلامي مع رموز النظام السابق مطالبين إدارة القناة بتوضيح موقفها من هذه الخطوة قبل استمرار التعاون معه.
عقد وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني مؤتمراً صحفياً مشتركاً في دمشق مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، استعرض فيه المجتمعون الخطوات العملية المتفق عليها لتجاوز أحداث السويداء وإعادة الاستقرار إلى المحافظة.
الشيباني: خارطة طريق سورية بدعم أردني – أمريكي
قال الوزير الشيباني إن محافظة السويداء شهدت أحداثاً أليمة تركت أثرها في قلب كل بيت سوري، مؤكداً أن الألم السوري واحد، وأن التجارب أثبتت أن لا علاج للجراح إلا بعودة السوريين للجلوس معاً وتضميد جراحهم بأيديهم وفتح صفحة جديدة قوامها الوحدة والمصالحة والمصير المشترك.
وأوضح أنّ الحكومة السورية وضعت خارطة طريق واضحة للعمل تكفل الحقوق وتدعم العدالة وتعزز الصلح المجتمعي وتفتح الطريق أمام تضميد الجراح التي آن لها أن تلتئم.
وبيّن الشيباني أن هذه الخارطة تقوم على خطوات عملية بدعم الأردن والولايات المتحدة، أولها محاسبة كل من اعتدى على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق الكامل مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي، وثانيها ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون انقطاع، وثالثها تعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات وتسهيل عودة النازحين، ورابعها إعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية.
أما البند الخامس، فهو نشر قوات محلية من وزارة الداخلية لحماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة، وسادسها العمل على كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم من جميع الأطراف، وأخيراً إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء السويداء بجميع مكوناتهم. وختم قائلاً إن السويداء لجميع أبنائها والحكومة تعمل على إعادة الحياة الطبيعية إليها بعيداً عن الخلافات والنعرات.
الصفدي: وحدة سوريا واستقرارها ضمان للمنطقة
من جهته، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن وحدة سوريا وأمنها واستقرارها ركيزة أساسية من أمن واستقرار المنطقة، قائلاً: "نريد لسوريا أن تستقر وتنهض وتعيد البناء بعد سنوات من الدمار والمعاناة التي عاشها الشعب السوري والبدء بخطوات عملية نحو مستقبل مشرق لكل السوريين".
وشدّد على أنّ الأحداث التي شهدتها السويداء مأساوية ولا بد من تجاوزها، مؤكداً على ضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات الإنسانية وإيصال المساعدات الإنسانية.
وأضاف الصفدي أن أمن جنوب سوريا هو امتداد لأمن الأردن وأن استقراره ضرورة لاستقرار المملكة، مديناً الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية ومطالباً بوقفها، مشيراً إلى أنّ الخطة السورية الأردنية الأمريكية لتجاوز أحداث السويداء تأتي تحت سقف وحدة سوريا واستقرارها.
وختم بالقول إن إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي تريد تقسيم سوريا لأنها لا تريد لها أن تستقر، مؤكداً أنّ رفض تقسيم سوريا موقف عربي ودولي مشترك وأن سوريا الآمنة المستقرة ضمان لأمن واستقرار المنطقة.
باراك: التزام أمريكي بدعم خارطة الطريق
بدوره، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك إن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة الحكومة السورية وتدعم جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار، موضحاً أنّ بلاده تعاونت مع سوريا والأردن في التوصل إلى خارطة طريق حول السويداء. وأشاد بالخطوات العملية التاريخية التي اتخذتها الحكومة السورية لضمان السلم الأهلي، مؤكداً أن الاستقرار في سوريا يتحقق بالتعاون والتنسيق بين أبناء الوطن من خلال بناء الثقة والأمل والتسامح.
وكان وصل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم إلى دمشق في زيارة رسمية تهدف إلى بحث تثبيت وقف إطلاق النار وحل أزمة محافظة السويداء، وذلك ضمن اجتماع ثلاثي يضم الجانبين السوري والأمريكي في خطوة تعكس تصاعد الجهود الدبلوماسية لمعالجة الوضع المتأزم في جنوب سوريا.