تجددت الاشتباكات بين "أحرار وتحرير الشام" في عدة مناطق بريف إدلب، وسط مماطلة من تحرير الشام في الرد على المبادرة التي طرحها الشرعيون للحل، ومواصلة حشد الأرتال والتقدم في عدة مناطق على حساب أحرار الشام.
وأفادت مصادر ميدانية أن تحرير الشام وبعد سيطرتها بمساعدة فصيل التركستان على مدينة سلقين حشدت أرتال عديدة وتمكنت من التوسع في منطقة إسقاط بريف إدلب الغربي، فيما تواصل حشد الأرتال في ريف معرة النعمان الشرقي، ترافقت مع اشتباكات في حرش بينين وأطراف قرية المغارة بجبل الزاوية بين الطرفين.
ولم يصدر حتى الآن أي رد رسمي من تحرير الشام على المبادرة التي طرحها شرعيون من أجل وقف الاقتتال بين الطرفين، وإيجاد حل شامل للصراع الحاصل، حيث أعلنت حركة أحرار الشأم الإسلامية، موافقتها على المبادرة، على أن تستمر في رد أي هجوم عليها في حال حصوله قبل رد الطرف الآخر المتمثل بهيئة تحرير الشام.
وسبق بيان أحرار الشام الإعلام بشكل منفرد من كل من القائد العسكري في تحرير الشام بشكل "أبو صالح الطحان، وقائد حركة نور الدين الزنكي "توفيق شهاب الدين" موافقتهما على المبادرة، فيما لم يصدر أي رد رسمي عن قيادة هيئة تحرير الشام،أيضاً أعلن فصيل أجناد الشام موافقته على المبادرة وعدد من الشخصيات الشرعية وعلماء دين.
واتهمت مصادر عسكرية عدة تحرير الشام بالمماطلة على الرد على مبادرة الحل، على غرار مافعلت إبان هجومها على عدد من الفصائل الأخرى سابقاً والتي لم تستجب فيها لأي دعوات لحل الخلافات ضمن الأطر الشرعية وماطلت فيها حتى إنهاء الفصيل.
ارتكبت الطائرات الروسية أمس الأربعاء مجزرة بحق المدنيين في ريف ديرالزور الغربي، حيث استهدفت بلدة عياش بعدة غارات ما أدى لارتكاب مجزرة راح ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح.
وأشار ناشطون إلى أن الطائرات الروسية أغارت على البلدة، ما أدى لحدوث مجزرة مروعة راح ضحيتها 15 شهيدا وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين.
ولفت ناشطون إلى أن عشرة شهداء هم من عائلة واحدة، علما أن الخمسة شهداء الباقون من نازحي ريف حلب الشرقي.
وكانت الطائرات الحربية الروسية قد استهدفت في ظهيرة يوم الجمعة الموافق للرابع عشر من الشهر الجاري حصادة زراعية في بلدة الصالحية الواقعة على مدخل مدينة دير الزور، ما أدى لسقوط سبعة شهداء و عدد من الجرحى.
والجدير بالذكر أن المدنيين في مدينة ديرالزور وريفها يعانون من قصف طائرات التحالف الدولي وإجرام تنظيم الدولة ونظام الأسد وحليفه الروسي في آن واحد، حيث يفرض تنظيم الدولة حصارا خانقا على أحياء مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، ويعاني المدنيين بشكل رئيسي من تبعات الحصار، إذ أن المساعدات تصل لقوات الأسد عن طريق طائرات اليوشن، وتقوم بحرمان المدنيين من غالبيتها.
وفي المقابل تتعرض منازل المدنيين في الأحياء والمدن والبلدات الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة لقصف جوي ومدفعي وصاروخي بين الحين والآخر بحجة مكافحة ومحاربة التنظيم، إلا أن الاستهداف يكون مركز على منازل المدنيين وتجمعاتهم.
وتتعرض المدن والقرى الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في ريف ديرالزور الشرقي خصوصا من قصف عنيف متواصل من طائرات التحالف الدولي.
أعلنت حركة أحرار الشأم الإسلامية، موفقتها على المبادرة الصادرة عن عدد من الشرعيين بما يتعلق بإنهاء الاقتتال الحاصل بين أحرار الشام وهيئة تحرير الشام في إدلب، على أن تستمر في رد أي هجوم عليها في حال حصوله قبل رد الطرف الآخر المتمثل بهيئة تحرير الشام.
وسبق بيان أحرار الشام الإعلام بشكل منفرد من كل من القائد العسكري في تحرير الشام بشكل "أبو صالح الطحان، وقائد حركة نور الدين الزنكي "توفيق شهاب الدين" موافقتهما على المبادرة، فيما لم يصدر أي رد رسمي عن قيادة هيئة تحرير الشام.
وطرح عدد من الشرعيين من أحرار وتحرير الشام، مبادرة لإنهاء حالة الصراع الدائر بين الطرفين في إدلب، وذلك "حرصاً منهم على حقن دماء المسلمين وحفظ الساحة من ضياعها في أتون الاقتتال وتغليب منطق الحوار والاحتكام للشرع".
ودعا الشرعيون أطراف النزاع إلى وقف الأعمال القتالية اعتباراً من الساعة الثانية عشر ليلاً ليوم الأربعاء ۱۹ تموز ۱۷ ۲۰، على أن يقوم كل طرف من أطراف النزاع بتفويض ثلاثة أشخاص مخولين باتخاذ القرار نيابة عن فصيله.
كما تضمنت المبادرة أن يتوافق الطرفان على ثلاثة أسماء من المستقلين ليكونوا مرجحاً حال الخلاف، حيث يجتمع المفوضون من الفصلين مع المستقلين لحل الخلاف بين الطرفين ووضع رؤية ملزمة وشاملة تراعي من خلالها الحقوق السياسية والعسكرية والمدنية للأطراف جميعا خلال سبعة أيام من تاريخ البدء.
ودعا الشرعيون كلاً من هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية للمسارعة إلى إعلان الموافقة على المبادرة، موقعاً عليها كلاً من "الشيخ أبو محمد الصادق، الشيخ عبد الرزاق المهدي، والشيخ أبو حمزة المصري".
طرح عدد من الشرعيين من أحرار وتحرير الشام، مبادرة لإنهاء حالة الصراع الدائر بين الطرفين في إدلب، وذلك "حرصاً منهم على حقن دماء المسلمين وحفظ الساحة من ضياعها في أتون الاقتتال وتغليب منطق الحوار والاحتكام للشرع".
ودعا الشرعيون أطراف النزاع إلى وقف الأعمال القتالية اعتباراً من الساعة الثانية عشر ليلاً ليوم الأربعاء ۱۹ تموز ۱۷ ۲۰، على أن يقوم كل طرف من أطراف النزاع بتفويض ثلاثة أشخاص مخولين باتخاذ القرار نيابة عن فصيله.
كما تضمنت المبادرة أن يتوافق الطرفان على ثلاثة أسماء من المستقلين ليكونوا مرجحاً حال الخلاف، حيث يجتمع المفوضون من الفصلين مع المستقلين لحل الخلاف بين الطرفين ووضع رؤية ملزمة وشاملة تراعي من خلالها الحقوق السياسية والعسكرية والمدنية للأطراف جميعا خلال سبعة أيام من تاريخ البدء.
ودعا الشرعيون كلاً من هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية للمسارعة إلى إعلان الموافقة على المبادرة، موقعاً عليها كلاً من "الشيخ أبو محمد الصادق، الشيخ عبد الرزاق المهدي، والشيخ أبو حمزة المصري".
وفي اول رد على البيان علق القائد العسكري في هيئة تحرير الشام "أبو صالح طحان" عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" بالقول " نشد على أيدي إخواننا من طلاب العلم عسى الله أن يكف بأس كل ذي بأس عن أخيه، و نسأل الله ان يحقن دماء المسلمين".
نفى الشيخ "عبد الله المحيسني" الشرعي في هيئة تحرير الشام، أي علاقة للمجلس الشرعي في الهيئة بإصدار فتاوى بجواز قتال أحرار الشام، أو أي علاقة للمجلس الشرعي والذي يعتبر أحد أعضائه بالبيان الصادر عن المجلس الشرعي في الهيئة والذي جاء رداً على بيان المجلس الإسلامي السوري.
وقال "المحيسني" عبر قناته على "تلغرام" "اللهم إني أشهدك وملائكتك ومن تصله كلماتي والناس أجمعين .. أني لا أبيح للشباب المسلم هذا القتال ولا أفتيه بل أحرمه، وإنني كمهاجر تركت الأهل والولد وجئت لنصرة أهل الشام آليت على نفسي أن لا أخوض في قتال داخلي إلا بالسعي للإصلاح".
وأضاف "المحيسني" كتبت هذه الكلمات والقلب يتحسر ألماً وحرقة، حتى لا أكون قد غررت بشباب مسلم ليجاهد ثم يقتل على يد المسلمين وأخشى أن يأتي يوم القيامة يحسب أنه شهيدا وهو عند الله ليس بشهيد".
وأكد "المحيسني" أنه لم تصدر أي فتوى عن المجلس الشرعي بجواز القتال قائلاً " ولقد سألت الشيخ أبي الحارث المصري باعتباره رئيس لجنة الفتوى فقلت يا شيخ : هل صدر منك أو من المجلس الشرعي فتوى بجواز القتال فقال لي لا ، وطلب مني نقل ذلك عنه".
وتابع " وأما عن البيان الأخير الذي صدر باسم المجلس الشرعي ( رداً على المجلس الإسلامي ) فلم نسمع عنه إلا بالإعلام وكنت جالسا وبجواري الشيخ أبي الحارث ففوجئنا بالبيان يصدر باسم المجلس".
واللافت في كلام المحيسني أنه عرف نفسه في ختام حديثه باسم " عبدالله محمد المحيسني طالب علم مهاجر لنصرة أهل الشام" إذ لم يعرف عن نفسه بأي صفة رسمية ضمن هيئة تحرير الشام.
الرد جاء سريعاً على لسان الناطق باسم الهيئة الإعلامي لتحرير الشام "عماد الدين مجاهد" على كلام الشيخ المحيسني بالقول " للهيئة صفحاتها الرسمية التي تنشر مواقف قيادتها ومجلس شوراها وكل ما يتم نشره عبر الصفحات الشخصية لا يمثل إلا رأي أصحابها وتوجهاتهم".
وكانت مصادر عسكرية أكدت لـ "شام" "طلبت عدم ذكر اسمها" في تقرير سابق أن خلافاً كبيراً على مستويات عالية شرعية وعسكرية داخل هيئة تحرير الشام في مسألة قتال الأحرار، حيث يصر أبو محمد الجولاني وأبو عبد الله عطوني وأبو يوسف حلفايا قائد قاطع حماة، والشرعيين" الفرغلي- أبو اليقظان- أبو شعيب" على توجيه ضربة موجعة لأحرار الشام ومحاولة تفكيكها وقطع أوصالها في إدلب، بينما يرفض الشيخ المحيسني وأبو الحارث المصري أي اقتتال.
اتهمت الخارجية الأمريكية، إيران بأنها "الداعم الأكبر عالميا للإرهاب"، معتبرة أن "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني قام بدور مزعزع للاستقرار في سوريا.
ووصفت الخارجية الأمريكية "فيلق القدس" بأنه يمثل "الآلية الأساسية لإيران لتنمية الإرهاب ودعمهم في الخارج".
وقالت الخارجية الأمريكية، في تقريرها السنوي، اليوم الأربعاء، إن "إيران ما زالت، خلال العام 2016، دولة محورية ممولة للإرهاب، وتستمر المجموعات المدعومة من قبل إيران قادرة على تهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها".
وأشار التقرير إلى أن "فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية الإيراني، بالتعاون مع شركاء إيران وحلفائها ووكلائها، استمر في القيام بدور مزعزع في النزاعات العسكرية في العراق وسوريا واليمن".
ويقاتل فيلق القدس، بقيادة "قاسم سليماني"، ضد الثورة السورية، لدعم نظام الأسد، في سوريا ويجند مرتزقة من الميليشيات الأفغانية والعراقية للقتال معه.
قال وزير الخارجية الإيراني، "محمد جواد ظريف"، اليوم الأربعاء، إن "بشار الأسد ليس مجنونًا حتى يستخدم السلاح الكيماوي ضد معارضيه".
واعتبر ظريف على هامش اجتماع القمة المنعقد في المجلس الاقتصادي والاجتماعي لمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك، أنه "لم يعد من أولويات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاحة الأسد عن السلطة".
وجاءت تصريحات ظريف، رداً على تقارير غربية تحدثت عن استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي، في 4 من إبريل/نيسان الماضي، في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب ما أودى بحياة حوالي 100 مدني معظمهم من الأطفال، ونحو 400 مصاب.
وطالب ظريف بتقديم أدلة تؤكد استخدام قوات الأسد للأسلحة الكيماوية في تلك الفترة، قائلًا "ما هو السبب ليستخدم الأسد الأسلحة الكيماوية بعد يوم واحد من تصريحات ترامب، التي قال فيها إن إسقاط الأسد لم يصبح أولوية بالنسبة لأمريكا".
أعلنت عدة مؤسسات قضائية في عدة محافظات سورية على الاتفاق على نظام قضائي واحد برئاسة القاضي "محمد دراش".
واتفقت المؤسسات على أن يكون المجلس القضائي تحت اسم "مجلس القضاء الأعلى في سوريا"، علما أن المؤسسات التي أجمعت على ذلك هي مجلس القضاء الأعلى في الغوطة الشرقية ومحكمة دار العدل في حوران والهيئة الإسلامية للقضاء ومجلس القضاء الأعلى في حلب.
وشددت المؤسسات المذكورة على أن المجلس الجديد سيعمل بمرجعية القانون العربي الموحد وتعديلاته.
وأكدت المؤسسات عبر بيان صادر عن المجلس الجديد على أن الهدف السامي لهذه الثورة المباركة والمتمثل بإنهاء الظلم والطغيان وإقامة دولة العدل والقانون لا يكون إلا بجهاز قضائي واحد يتمتع بالاستقلالية والشفافية والذي يحكم به على القوي قبل الضعيف رفعة لسلطة القانون وإحقاقا للعدل بين الناس.
ودعا المجلس المشكل كافة المؤسسات القضائية في الثورة للالتحاق بهذا المشروع لتلبية تطلعات الشعب السوري لتكون قدوة ومثالا لكافة مؤسسات الثورة في عملية بناء المؤسسات في سوريا المستقبل.
والجدير بالذكر أن حركة أحرار الشام الإسلامية أعلنت في الثامن عشر من الشهر الماضي رسمياً، اعتماد القانون العربي الموحّد في جميع المحاكم التابعة للهيئة القضائية في الحركة أحرار الشام، في خطوة جديدة، وتطور لافت في سياستها.
وسبق في اعتماد القانون العربي الموحد "محكمة دار العدل في حوران والمجلس الأعلى في الغوطة الشرقيةومجلس القضاء الأعلى في حلب.
وكان " المجلس الإسلامي السوري" ارتأى في دراسة عن القانون العربي الموحد أصدرها في الثاني من شهر حزيران 2015 اعتماد القانون العربي أساسا للقضاء في المحاكم الشرعية في سوريا ولا يحاد عنه إلا إذا خالف النصوص الصريحة من الكتاب والسنة والإجماع، وإذا خولف يكون بقرار من مجلس قضائي يمثل الهيئات الشرعية في سوريا.
تداولت مصادر ميدانية في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، خبراً عن خروج رتل كبير لفصيل التركستان من المدينة معززاً بعناصر وأليات، في حين تحدثت مصادر أخرى عن دخوله مدعوماً بدبابات وعربات ثقيلة، إلى مدينة سلقين، حيث قام بمساندة تحرير الشام في استعادة السيطرة على المدينة بعد اشتباكات مع أحرار الشام.
وشهدت مدينة سلقين صباح اليوم اشتباكات عنيفة بين أحرار الشام وتحرير الشام، أفضت لانسحاب الأخير من المدينة، وسيطرة الحركة على مبنى المخفر والمحكمة وجميع حواجز الهيئة داخل المدينة، قبل أن تستقدم الهيئة تعزيزات كبيرة، عملت على استعادة السيطرة كاملة على المدينة، وانسحاب أحرار الشام باتجاه منطقة أرمناز.
وكانت أفادت مصادر ميدانية لشبكة "شام" الإخبارية قبل أيام عن تحركات مريبة لهيئة تحرير الشام في ريف إدلب الغربي، لاسيما منطقة جسر الشغور، حيث عمدت الهيئة لتسليم كامل المدينة لفصيل التركستان، وسحب أكثر من ثمانين بالمئة من ثقلها العسكري في المدينة باتجاه منطقة بسنقول على مشارف جبل الزاوية من الجهة الشمالية الغربية، قبل أن تعاود الهيئة دخول المدينة مرة أخرى والعودة لحواجزها.
ولطالما حاول فصيل التركستان الحفاظ على حياديته خلال سلسلة الصراعات السابقة بين تحرير الشام والفصائل الأخرى، وكان يدخل كقوات لفض النزاعات بين الفصائل كفصيل لاقى قبول من الجميع، نظراً لقلة خلافاته مع الفصائل والتزام مقاتليه الجبهات مع قوات الأسد، لعب دوراً فاعلاً في وقف الاقتتال بين أحرار الشام وجند الأقصى في جبل الزاوية، ولعبد دوراً هاماً في قتال الهيئة للواء الأقصى بريف إدلب الجنوبي.
مزقت عناصر تابعة لهيئة تحرير الشام اليوم، أعلام الثورة السورية التي رفعت مؤخراً في العديد من مناطق إدلب، وذلك بعد سيطرتها عليها وانسحاب حركة أحرار الشام، حيث رصد ناشطون العديد من الصور التي توثق قيام عناصر الهيئة بإنزال "علم الثورة السورية" وتمزيقه ودهشه تحت أقدامهم.
الصور الواردة والتي أكدها ناشطون بشكل لا يقبل الترجيح، نفتها تحرير الشام عبر وكالتها "إباء" التي نقلت عن مسؤول في الهيئة لم تحدد اسمه نفيه لصحة الصور التي نشرت، معلقاً على الأمر بالقول: "إنَّ رفع راية الثورة هو أمر اجتهادي، والراية هي الغاية وليست اللون والشكل، وإن صحت نسبته للهيئة فستتم مساءلته وإحالته للقضاء الداخلي".
وليست المرة الأولى التي يقوم بها عناصر تحرير الشام بتمزيق علم الثورة السورية حيث قام العديد من عناصر الهيئة بتمزيق رايات الثورة وسط مدينة إدلب وفي معرة النعمان، كما قام عناصر تابعين لهيئة تحرير الشام بالأمس بإنزال عدد من الأعلام "علم الثورة" في مناطق عدة بعد رفعها من قبل المدنيين بمظاهرات شعبية، تلا ذلك رفع أعلام سوداء في عدة مواقع بمدينة إدلب ليلاً، ثم إطلاق النار اليوم على شاب حاول رفع علم الثورة السورية في ساحة الساعة وسط مدينة إدلب أدت لإصابة الشاب ومدنيين آخرين بينهم طفل.
ولعل "قضية العلم" التي أخذت بعداً كبيراً في الصراع، فأحرار الشام حسب البعض كانت أول فصيل يرفع علم مغاير لعلم الثورة الذي اجتمعت حوله كل أطياف الثورة السورية من كل المحافظات، ثم عادت بعد سبع سنوات لتعلن أنها كانت على خطأ وتسعى لتصحيح المسار وتبني العلم من جديد، بمشاركة الفعاليات الشعبية.
هذا الأمر اعتبره مناصري الهيئة استفزازياً حيث أنها ترفض الاعتراف بعلم الثورة ورفعه في المناطق المحررة التي تسيطر عليها، ولعل ما فرضه جيش الفتح لأشهر طويلة من منع رفع علم الثورة في مدينة إدلب كان ورائه هذا التعنت من تحرير الشام في رفض العلم، إضافة لسلسلة طويلة من التعديات على العلم وحرقه ورفض رفعه في مناطق عدة.
ومع الحملة المستمرة لرفع علم الثورة السورية في مناطق إدلب من قبل الفعاليات المدنية، عاد التوتر قبل أين يهدأ بين الطرفين، حيث تشارك أحرار الشام ومناصريها مع فئات الشعب في رفع أعلام الثورة في مناطق عدة من المحافظة في محاولة لإحياء روح الثورة الأولى ، لقي الأمر تفاعل جماهيري كبير، ورفع العلم في العديد من المناطق والمدن والبلدات، إلا أن الأمر لم يرق للطرف المقابل والتي أرسلت من يزيل العلم ويحرقه تارة ويرفع راية أخرى مكانها تارة أخرى، وصل الأمر بعد الاشتباكات مع أحرار الشام لدهس العلم وتمزيقه في مناطق عدة.
ويشكل علم الثورة رمزية كبيرة لجماهير الثورة، باعتباره الراية الأولى التي رفعت في الحراك السلمي بداية عام 2011 لتمييز المظاهرات الشعبية ضد الأسد عن المسيرات المؤيدة للأسد والتي كانت ترفع علم النظام، حيث اختارت الجماهير علم الاستقلال كشعار ورمزية للثورة السورية، كفنت به جثامين الشهداء، وحظي بالتفاف جميع الجماهير الثائرة حول هذه الراية منذ سبع سنوات مضت حتى اليوم.
ومع بدء الحراك المسلح وفي بداياته كان علم الثورة السورية حاضراً مع ظهور أول كيان عسكري باسم الجيش السوري الحر، حيث اعتبر علم الثورة راية رسمية لفصائل الثوار جميعاً، قبل أن تتعدد الرايات وتتشتت التوجهات، ويغدوا علم الثورة محارباً من جهات عدة، ينظرون إليه على انه يمثل فصائل عملية وفاسدة، بعد أن تبنى العلم بعض الفصائل التي لفظتها الثورة كجيش الثوار وبعض الفصائل العملية للقوات الانفصالية الكردية، وجد في ذلك البعض حجة لإنهاء علم الثورة ومنع تداوله في المظاهرات الشعبية.
ورغم كل التضييق الذي مورس لمنع رفع علم الثورة إلا أنه بقي حاضراً في المظاهرات الشعبية، وفي تشييع الشهداء، وضمن مؤسسات الثورة، وفي قلوب الثائرين، الذين ناضلوا وواصلوا إصرارهم وتأكيدهم على ان هذه الراية هي رمز كبير للثورة السورية وللحراك السلمي، لن تطفئها جميع الرايات التي رفعت فيما بعد، والتي بها تشتت القوى والفصائل، إلا أن راية الثورة لم تكن غائبة بل بقيت تركز لسنين الثورة الأولى والوحدة والحرية والاستقلال من الاستبداد.
ومع تزايد الوعي الشعبي وإدراك الجماهير الشعبية لضرورة التوحد، والعودة لسنين الثورة في أوج قوتها قبل أن تتعدد الرايات، عادت البهجة في المظاهرات الشعبية وعاد علم الثورة ليرفرف خفاقاً في ربوع المناطق المحررة، ترافق ذلك مع إدراك عدد من الفصائل بضرورة العودة لرمزية الشعب الأولى في علم الثورة، والاعتراف به كراية رسمية لا يمكن تجاهلها أو إنكارها.
علم الثورة السورية هو لكل السوريين ولكل حر ثائر على الاستبداد والاستعباد، من جميع القوى والطوائف والتيارات التي رفضت حكم الأسد بعد سنين الظلم، وثارت ضده، متخذة من راية استقلال سوريا من المستعمر رمزاً لحراكها وصمود أبنائها، وكفن شهدائها، ولا يرمز لمن تسلق باسم هذا العلم على حساب دماء الشعب السوري أي كان عسكرياً أو مديناً ولا يقبل الشعب السوري أن يفاوض على رمزيته، التي حملها علم الثورة طيلة سبع سنوات مرت، ليكون راية خفاقة في ساحة العباسيين وسط العاصمة دمشق..
تصاعدت حدة الاشتباكات والتوتر بين فصيلي "أحرار وتحرير الشام" في ريف إدلب وانتقلت من جبل الزاوية والريف الجنوبي إلى سراقب وسلقين وسرمدا حارم والدانا وعدة مناطق أخرى، خلفت قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، وسط حالة شلل للشارع العام وتوقف الحركة بين جميع مناطق المحافظة.
واندلعت اشتباكات فجراً بين الطرفين في مدينة سرمدا وسراقب والدانا بريف إدلب الشمالي، و أطراف قرية المغارة سقط خلالها خمسة قتلى من الطرفين، وفي حزارين وأطراف الهبيط وحرش بينين في جبل الزاوية، وحارم وسلقين في الريف الغربي، خلفت قتلى وجرحى من عناصر الطرفين، وعدة ضحايا مدنيين بينهم طفل من قرية شنان.
وتنوعت السيطرة لكلا الطرفين حسب المنطقة والقوة العسكرية لكل طرف في مناطق الاشتباك حيث سيطرت هيئة تحرير الشام على عدة مناطق منها حزارين سرعان ما انسحبت منها بعد مظاهرة كبيرة للأهالي طالبت بتحييد البلدة، وسيطرت على بلدة الهبيط ومدينة حارم ومدينة الدانا واستعادت السيطرة على مواقعها على أطراف مدينة سرمدا، كما سيطرت مؤخراً على مدينة سراقب وسلقين.
في المقابل سيطرت حركة أحرار الشام على مدينة سلقين سرعان ما خسرتها، ومنطقة جبل شحشبو بريف إدلب الجنوبي، والأتارب بريف حلب، بالإضافة لبلدة أرمناز التي تعرض مقر للحركة فيها لاستهداف بسيارة مفخخة خلف ثلاثة ضحايا من عناصر الحركة ومدني، وانسحبت من سراقب وحزارين وإبلين، في حين لم تحقق الاشتباكات في حرش بينين أي تقدم لأي طرف، مع استمرار التوتر والاشتباكات بشكل متقطع في عدة مناطق أخرى.
وعلى صعيد الحراك الشعبي أصدرت العديد من المدن والبلدات بيانات تطالب الطرفين بوقف الاقتتال وتحييد مناطقها عن دائرة الصراع، منها كفرنبل وحزارين وحيش ودارة عزة ومعرة حرمة، فيما خرجت مظاهرات شعبية ضد الاقتتال في حاس ومدينة إدلب وكفرنبل وحزارين ومعرة حرمة وسراقب تعرضت الأخيرة لاستهداف بقذائف الهاون دون أي اشتباكات.
وشهدت جميع مناطق ريف إدلب شلل كامل للأسواق التجارية والطرقات العامة والفرعية، وسط حالة تخوف كبيرة بين المدنيين جراء تمدد الاشتباكات وانتقالها لمناطق أخرى في المحافظة، واستخدام الفصائل الأسلحة الثقيلة في الاشتباكات الدائرة بينهم.
عتبر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا المنعقد بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن في 7 تموز/ يوليو، يشكل تطورا جديدا هاما في الحرب السورية.
وقال المعهد في تقرير نشره، تحت عنوان "وقف إطلاق النار والمصالح الأمريكية على الحدود الأردنية السورية"، أن اتفاق وقف إطلاق النار يعيق تقدم المليشيات الشيعية التي يقودها حزب الله اللبناني حول درعا وجنوب غرب سوريا، لكنه لا يشمل آليات لإخراج هذه القوات.
وأكد التقرير أن إسرائيل والأردن تريدان منع إيران من إنشاء موطئ قدم لها على الحدود، مؤكدا أن إدارة ترامب ينبغي عليها وضع خط أحمر على نشر إيران لقواتها في الجنوب.
وتابع المعهد "ولتحقيق ذلك، يتعين على واشنطن إعلام كل من موسكو ودمشق وطهران بأن أي عملية جوية أو برية يشنها النظام أو إيران في منطقة وقف إطلاق النار سوف تُعتبر تهديدا للقوات الأمريكية وستواجَه بالرد الجوي المناسب".
ولفت التقرير إلى تزايد قلق الأردن من أن تتجه المليشيات الشيعية الموالية لنظام الأسد والمدعومة من إيران جنوبا، مشيراً الى أن "من شأن الاتفاق أن يحول دون مثل هذا الانتشار، إلا أن الأحداث السابقة تشير إلى أنّ المليشيات المدعومة من إيران لم تكن ملزمة بالصفقات الروسية. وكما حصل في شرق سوريا، فإذا عمدت إيران ووكلاؤها إلى نشر قواتهم في هذه المنطقة، فإن مثل هذا التطور قد يثير ردا من الولايات المتحدة أو إسرائيل".
وقال التقرير: "إن الحد من انتشار القوات المدعومة من إيران في الجنوب من خلال توجيه ضربات جوية محدودة قد يجعل إيران أكثر حذرا في الشرق، الأمر الذي يساعد على تجنب التصعيد في تلك المنطقة. وبالفعل، إذا لم تتخذ واشنطن مثل هذه الخطوة، فهناك احتمال كبير بأن تقوم إسرائيل بهذه المهمة".
وأكد التقرير أن "إيران وحزب الله لن يكونا ملزمين بتقييد العمليات العسكرية في مناطق أخرى في سوريا، حتى لو كانا يلتزمان بهدنة جنوب سوريا، وبالفعل، قد يسعى حزب الله وغيره من المليشيات الشيعية إلى استغلال هذه الفترة، خاصة بالنظر إلى تركيز واشنطن الضيق على ما يبدو على الهجوم في الرقة وتثبيت تحرير الموصل
وأكد المعهد أن أولى أولى أولويات إيران في سوريا تتمثل في الحفاظ على نظام الأسد وحماية دمشق وضواحيها، واسترجاع دير الزور من تنظيم الدولة، وفي نهاية المطاف إنشاء الجسر البري الذي تتبجح به بين سوريا والعراق وصولاً إلى لبنان. وإذا سكتت الولايات المتحدة عن نشر المليشيات الشيعية في دير الزور، والعمليات في الغوطة الشرقية، وتطهير جيوب المتمردين المتبقية حول دمشق، واحتواء المتمردين الجنوبيين في درعا، فقد تتخلى إيران فعلاً عن محاولة الاستيلاء على درعا في الوقت الحالي