
عناصر تحرير الشام يمزقون ويدهسون "علم الثورة" بإدلب والهيئة تنفي صحة الصور ... فمن فعلها ...!؟
مزقت عناصر تابعة لهيئة تحرير الشام اليوم، أعلام الثورة السورية التي رفعت مؤخراً في العديد من مناطق إدلب، وذلك بعد سيطرتها عليها وانسحاب حركة أحرار الشام، حيث رصد ناشطون العديد من الصور التي توثق قيام عناصر الهيئة بإنزال "علم الثورة السورية" وتمزيقه ودهشه تحت أقدامهم.
الصور الواردة والتي أكدها ناشطون بشكل لا يقبل الترجيح، نفتها تحرير الشام عبر وكالتها "إباء" التي نقلت عن مسؤول في الهيئة لم تحدد اسمه نفيه لصحة الصور التي نشرت، معلقاً على الأمر بالقول: "إنَّ رفع راية الثورة هو أمر اجتهادي، والراية هي الغاية وليست اللون والشكل، وإن صحت نسبته للهيئة فستتم مساءلته وإحالته للقضاء الداخلي".
وليست المرة الأولى التي يقوم بها عناصر تحرير الشام بتمزيق علم الثورة السورية حيث قام العديد من عناصر الهيئة بتمزيق رايات الثورة وسط مدينة إدلب وفي معرة النعمان، كما قام عناصر تابعين لهيئة تحرير الشام بالأمس بإنزال عدد من الأعلام "علم الثورة" في مناطق عدة بعد رفعها من قبل المدنيين بمظاهرات شعبية، تلا ذلك رفع أعلام سوداء في عدة مواقع بمدينة إدلب ليلاً، ثم إطلاق النار اليوم على شاب حاول رفع علم الثورة السورية في ساحة الساعة وسط مدينة إدلب أدت لإصابة الشاب ومدنيين آخرين بينهم طفل.
ولعل "قضية العلم" التي أخذت بعداً كبيراً في الصراع، فأحرار الشام حسب البعض كانت أول فصيل يرفع علم مغاير لعلم الثورة الذي اجتمعت حوله كل أطياف الثورة السورية من كل المحافظات، ثم عادت بعد سبع سنوات لتعلن أنها كانت على خطأ وتسعى لتصحيح المسار وتبني العلم من جديد، بمشاركة الفعاليات الشعبية.
هذا الأمر اعتبره مناصري الهيئة استفزازياً حيث أنها ترفض الاعتراف بعلم الثورة ورفعه في المناطق المحررة التي تسيطر عليها، ولعل ما فرضه جيش الفتح لأشهر طويلة من منع رفع علم الثورة في مدينة إدلب كان ورائه هذا التعنت من تحرير الشام في رفض العلم، إضافة لسلسلة طويلة من التعديات على العلم وحرقه ورفض رفعه في مناطق عدة.
ومع الحملة المستمرة لرفع علم الثورة السورية في مناطق إدلب من قبل الفعاليات المدنية، عاد التوتر قبل أين يهدأ بين الطرفين، حيث تشارك أحرار الشام ومناصريها مع فئات الشعب في رفع أعلام الثورة في مناطق عدة من المحافظة في محاولة لإحياء روح الثورة الأولى ، لقي الأمر تفاعل جماهيري كبير، ورفع العلم في العديد من المناطق والمدن والبلدات، إلا أن الأمر لم يرق للطرف المقابل والتي أرسلت من يزيل العلم ويحرقه تارة ويرفع راية أخرى مكانها تارة أخرى، وصل الأمر بعد الاشتباكات مع أحرار الشام لدهس العلم وتمزيقه في مناطق عدة.
ويشكل علم الثورة رمزية كبيرة لجماهير الثورة، باعتباره الراية الأولى التي رفعت في الحراك السلمي بداية عام 2011 لتمييز المظاهرات الشعبية ضد الأسد عن المسيرات المؤيدة للأسد والتي كانت ترفع علم النظام، حيث اختارت الجماهير علم الاستقلال كشعار ورمزية للثورة السورية، كفنت به جثامين الشهداء، وحظي بالتفاف جميع الجماهير الثائرة حول هذه الراية منذ سبع سنوات مضت حتى اليوم.
ومع بدء الحراك المسلح وفي بداياته كان علم الثورة السورية حاضراً مع ظهور أول كيان عسكري باسم الجيش السوري الحر، حيث اعتبر علم الثورة راية رسمية لفصائل الثوار جميعاً، قبل أن تتعدد الرايات وتتشتت التوجهات، ويغدوا علم الثورة محارباً من جهات عدة، ينظرون إليه على انه يمثل فصائل عملية وفاسدة، بعد أن تبنى العلم بعض الفصائل التي لفظتها الثورة كجيش الثوار وبعض الفصائل العملية للقوات الانفصالية الكردية، وجد في ذلك البعض حجة لإنهاء علم الثورة ومنع تداوله في المظاهرات الشعبية.
ورغم كل التضييق الذي مورس لمنع رفع علم الثورة إلا أنه بقي حاضراً في المظاهرات الشعبية، وفي تشييع الشهداء، وضمن مؤسسات الثورة، وفي قلوب الثائرين، الذين ناضلوا وواصلوا إصرارهم وتأكيدهم على ان هذه الراية هي رمز كبير للثورة السورية وللحراك السلمي، لن تطفئها جميع الرايات التي رفعت فيما بعد، والتي بها تشتت القوى والفصائل، إلا أن راية الثورة لم تكن غائبة بل بقيت تركز لسنين الثورة الأولى والوحدة والحرية والاستقلال من الاستبداد.
ومع تزايد الوعي الشعبي وإدراك الجماهير الشعبية لضرورة التوحد، والعودة لسنين الثورة في أوج قوتها قبل أن تتعدد الرايات، عادت البهجة في المظاهرات الشعبية وعاد علم الثورة ليرفرف خفاقاً في ربوع المناطق المحررة، ترافق ذلك مع إدراك عدد من الفصائل بضرورة العودة لرمزية الشعب الأولى في علم الثورة، والاعتراف به كراية رسمية لا يمكن تجاهلها أو إنكارها.
علم الثورة السورية هو لكل السوريين ولكل حر ثائر على الاستبداد والاستعباد، من جميع القوى والطوائف والتيارات التي رفضت حكم الأسد بعد سنين الظلم، وثارت ضده، متخذة من راية استقلال سوريا من المستعمر رمزاً لحراكها وصمود أبنائها، وكفن شهدائها، ولا يرمز لمن تسلق باسم هذا العلم على حساب دماء الشعب السوري أي كان عسكرياً أو مديناً ولا يقبل الشعب السوري أن يفاوض على رمزيته، التي حملها علم الثورة طيلة سبع سنوات مرت، ليكون راية خفاقة في ساحة العباسيين وسط العاصمة دمشق..