قالت مصادر ميدانية في ريف حلب الشمالي اليوم، إن ميليشيات قسد الانفصالية تمنع العائلات النازحة إلى منطقة عفرين لاسيما العربية من الخروج من المنطقة باتجاه ريف حلب الشمالي أو الغربي أو حتى مناطق سيطرة قوات الأسد، وسط مخاوف أبداها نشطاء من استخدام هذه العائلات كدروع بشرية.
وذكرت المصادر أن ميليشيات قسد رفضت السماح لأي من العائلات من الخروج من منطقة عفرين، لاسيما بعد تعرض عدة مناطق حدودية مع تركيا لقصف مدفعي بالأمس وتصاعد التصريحات التركية لشن عملية عسكرية في عفرين، في حين سمحت لعائلات من ذوي الميليشيات وقادتها بالتوجه إلي حي الشيخ مقصود داخل مدينة حلب.
وكانت شهدت منطقة عفرين حركة نزوح كبيرة وافدة إليها لألاف المهجرين من بلدات ريف حلب الشمالي والشرقي وريفي الرقة ودير الزور، وسكنت في عدة مناطق ضمن مخيمات أو منازل مدنية.
يأتي هذا مع تحضيرات عسكرية للقوات التركية وفصائل الجيش السوري الحر لشن عملية عسكرية ضد الميليشيات الانفصالية في عفرين بعد تصاعد المخاوف التركية من تمدد خطر هذه الميليشيات التي استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة خلال الأيام الماضية من منطقة منبج وريف الرقة إلى عفرين عبرت هذه الأرتال ضمن مسافات كبيرة خاضعة لسيطرة قوات الأسد شرقي حلب.
يواصل الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد منذ 24 يوماً حملة القصف الجوي على مجن وبلدات ريف إدلب لاسيما الشرقية والجنوبية، موقعة المزيد من الضحايا المدنيين، مع تصاعد استخدام الطيران الحربي الروسي للأسلحة المحرمة دولياً في قصف المناطق المدنية.
وقال نشطاء بإدلب إن الطيران الحربي الروسي يواصل غاراته على المناطق المدنية على الرغم من الجو العاصف والماطر الذي تتعرض له المحافظة، حيث استهدف بعشرات الغارات الجوية مدن وبلدات سراقب ومعرة النعمان ومعصران ومعرشمارين وخان شيخون وتل مرديخ ومعارة النعسان موقعاً ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى في معرة النعمان واستشهاد طفل ووقوع إصابات بالسلاح الحارق في سراقب جلهم أطفال.
وذكر المصدر أن الطيران الحربي الروسي صعد من استخدامه الأسلحة المحرمة دولياً في قصف المناطق المدنية لاسيما الصواريخ العنقودية والحارقة والفوسفور والتي طالت العديد من المناطق ليلاً سببت حرائق كبيرة إضافة لإصابات بين المدنيين.
وتتعرض محافظة إدلب منذ 24 يوماً لهجمة جوية عنيفة من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد تزامنت مع شن هجوم عسكري لقواتها باتجاه ريف إدلب الشرقي، وعلى الرغم من توقف المعارك منذ أيام إلا ان القصف والغارات لاتزال مستمرة.
حذرت حكومة الأسد اليوم الخميس تركيا من شن عملية عسكرية في منطقة عفرين بشمال غرب البلاد وقالت إن دفاعاتها الجوية مستعدة للتصدي لمثل هذا الهجوم.
وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية ”نحذر القيادة التركية أنه في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في منطقة عفرين فإن ذلك سيعتبر عملا عدوانيا من قبل الجيش التركي“.
وأضاف ”ننبه إلى أن قوات الدفاع الجوية السورية استعادت قوتها الكاملة وهي جاهزة لتدمير الأهداف الجوية التركية في سماء الجمهورية العربية السورية، وهذا يعني أنه في حال اعتداء الطيران التركي على سوريا فيجب عليه ألا يعتبر نفسه في نزهة“.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في حديث لشبكة (سي.إن.إن ترك) يوم الخميس إن تركيا ستتدخل في منطقتي عفرين ومنبج في سوريا للتصدي لوحدات حماية الشعب الكردية.
وقال المقداد إن وجود أي قوات تركية على الأراضي السورية غير مقبول على الإطلاق وإن أي عمل عسكري من جانب أنقرة سيعقد دورها كطرف في الجهود الدبلوماسية ويضعها على نفس مستوى الجماعات الإرهابية.
أعرب السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف عن استعداد موسكو لزيادة التعاون مع الولايات المتحدة لصالح التسوية السلمية في سوريا على أساس القوانين الدولية، يأتي ذلك بينما دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا أمس الأربعاء كلا من النظام والمعارضة لحضور اجتماع خاص في فيينا الأسبوع القادم حيث سيجري التفاوض على تعديل الدستور قبل استئناف مفاوضات جنيف.
وقال أنتونوف بحسب "الجزيرة" إن موسكو انطلاقا من استعدادها للتعاون بالشأن السوري وجهت دعوات إلى الولايات المتحدة والأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن الدولي للمشاركة بصفة مراقبين في مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر عقده في مدينة سوتشي الروسية يومي 29 و30 يناير/كانون الثاني الجاري.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن بلاده تدعو اللاعبين الدوليين والإقليميين ممن لديهم تأثير على الوضع في سوريا لدعم مؤتمر الحوار الوطني السوري.
وكان ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا قال إن الكلمة ستعطى للجميع في مؤتمر سوتشي، النظام والمعارضة الداخلية والخارجية والمسلحة، بينما لم يخطط لإلقاء كلمات من قبل ممثلي الدول الضامنة لمسار أستانا (تركيا وروسيا وايران).
توّجه رئيس الأركان التركي الفريق الأول، خلوصي آكار، إلى العاصمة الروسية موسكو، اليوم الخميس، للقاء نظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف.
وقالت رئاسة الأركان التركية، في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إن آكار غادر إلى روسيا اليوم، برفقة رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان.
وأوضح البيان أن رئيس الأركان سيبحث مع نظيره الروسي بموسكو، القضايا الأمنية الإقليمية وآخر التطورات في سوريا ومسار مفاوضات أستانة وجنيف
تأتي هذه الزيارة مع تحضيرات عسكرية للقوات التركية وفصائل الجيش السوري الحر لشن عملية عسكرية ضد الميليشيات الانفصالية في عفرين بعد تصاعد المخاوف التركية من تمدد خطر هذه الميليشيات التي استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة خلال الأيام الماضية من منطقة منبج وريف الرقة إلى عفرين عبرت هذه الأرتال ضمن مسافات كبيرة خاضعة لسيطرة قوات الأسد شرقي حلب.
وكانت أكدت تركيا الأربعاء أنها لن تسمح بإنشاء "ممر إرهابي" عند الحدود مع سوريا، وواصلت إرسال التعزيزات في انتظار "ساعة الصفر" لبدء عملية عسكرية مشتركة مع المعارضة السورية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين شمال غرب حلب، بينما قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن بلاده تتفهم مخاوف أنقرة.
التقى رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري والوفد المرافق له، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، في قصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس.
وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة أوروبية تقوم بها الهيئة، استعداداً لجولة المفاوضات القادمة التي تجري الأسبوع المقبل في العاصمة النمساوية فيينا.
وأكد الحريري خلال لقائه الرئيس الفرنسي أن الهيئة تسعى جاهدة لتطبيق القرارات الدولية من خلال تحقيق الانتقال السياسي الحقيقي في سورية، وفق بيان جنيف والقرار ٢٢٥٤.
فيما اعتبر أن روسيا تقف بوجه جميع المبادرات الدولية لإيجاد الحل في سورية، ومنها مؤتمر "سوتشي"، مشدداً على أن وضع الشروط المسبقة وقصف المدن والبلدات هو من يقوض العملية السياسية ويمنعها من التقدم.
ولفت الحريري إلى أن روسيا تسعى لعقد مؤتمر "سوتشي" لتحقيق مالم تستطيع تحقيقه في المحادثات التي عقدت سابقا في العاصمة الكازاخية آستانة.
ويلتقي وفد الهيئة اليوم الخميس، وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، في العاصمة الإيطالية روما، فيما ينتقل غدا إلى العاصمة الألمانية برلين.
من جهته أكد الرئيس الفرنسي على مواصلة دعم بلاده للعملية السياسية الجارية في جنيف، مشدداً على أن عملية إعادة الإعمار لن يشارك فيها الاتحاد الأوروبي قبل بدء المرحلة الانتقالية الخالية من حكم الأسد.
أعلنت الأمم المتحدة الأربعاء أنها ستستضيف جولة جديدة من محادثات السلام حول سوريا في فيينا الأسبوع المقبل، قبل أيام من افتتاح مؤتمر تنظمه روسيا حول سبل إنهاء الحرب.
وسيلي المحادثات المرتقبة في 25 و26 كانون الثاني/يناير في فيينا، مؤتمر سلام يعقد في منتجع سوتشي البحري الروسي في 29 و30 من الشهر نفسه في محاولة لإيجاد تسوية للقضية السورية المستمرة منذ نحو سبع سنوات.
وقالت الأمم المتحدة ان المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا "يتوقع أن تحضر الوفود الى فيينا وهي جاهزة لعمل جوهري معه".
وأضافت أن "أي مبادرة سياسية من قبل الأطراف الدوليين يجب أن تقيم انطلاقا من قدرتها على المساهمة في دعم عملية جنيف السياسية التي تتولى الأمم المتحدة رعايتها والتطبيق الكامل للقرار 2254"، وهو خارطة طريق لإنهاء النزاع اعدت في العام 2015.
وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الأربعاء بخطاب القاه حول سوريا في كاليفورنيا "يجب على روسيا تصعيد الضغط على النظام السوري ليس فقط من اجل ان يحضر" الى الجولة الجديدة من المحادثات "بل أيضا من أجل أن يشارك بشكل صادق بجهود الأمم المتحدة وأن يُنفّذ القرارات التي سيتم اتخاذها"، مشددا في هذا السياق على أن لروسيا "دورا مهما بإقناع" النظام.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا يوم الأربعاء إنه دعا حكومة الأسد والمعارضة إلى اجتماع خاص في فيينا الأسبوع القادم، في بيان أن الاجتماع المزمع في 25 و26 يناير كانون الثاني سيركز على القضايا الدستورية في سوريا؟
وأضاف البيان ”يتطلع المبعوث الخاص إلى مشاركة الوفدين في هذا الاجتماع الخاص، ويتوقع أن يأتي الوفدان إلى فيينا على استعداد للدخول في حوار موضوعي معه ومع فريقه مع التركيز بشكل خاص على حزمة القضايا المتعلقة بالدستور من أجل التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254 ...“
رغم التعزيزات العسكرية التركية المستمرة على الحدود مع سورية، والتصريحات الحربية من قبل المسؤولين الأتراك حول رفض الخطط الأميركية لتشكيل قوات حدودية بالاعتماد على قوات حزب "الاتحاد الديمقراطي"، إلا أن الأمور لا تزال معقّدة أمام عملية تركية في عفرين السورية، مع استمرار أنقرة في اتصالاتها مع واشنطن وموسكو للحصول على ضوء أخضر لهذه العملية.
" وأعاد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، التشديد على أن بلاده "سترد على الهجمات التي يشنها إرهابيو حزب الاتحاد الديمقراطي الموجودين في عفرين، ضد قواتنا الاستطلاعية في إدلب، وضد جنودنا في منطقة درع الفرات، وضد عناصر جيش سورية الحر، وأيضاً تلك التي تستهدف تركيا" بحسب تقرير لـ "العربي الجديد"
وقال جاووش أوغلو، في تصريحات صحافية عقب لقاء جمعه مساء الثلاثاء بنظيره الأميركي ريكس تيلرسون في مدينة فانكوفر الكندية: "شددنا على ضرورة عدم معارضة أي جهة لما ستقوم به تركيا في هذا الشأن. فالتدابير التي نعتزم اتخاذها بحق الاتحاد الديمقراطي لن تكون مقتصرة على عفرين فحسب، فهناك منبج وشرقي الفرات أيضاً".
وحذّر الوزير التركي نظيره الأميركي من خطورة القوة الأمنية الحدودية التي تخطط واشنطن لتشكيلها، معلناً أنه نقل لنظيره الأميركي بكل وضوح مخاوف تركيا من تشكيل تلك القوة، مضيفاً أن "تشكيل قوة كهذه، أمر من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات التركية الأميركية بشكل لا رجعة فيه".
جاء ذلك بعدما توالت تصريحات أميركية في هذا الشأن، يوم الثلاثاء، سواء من وزارة الدفاع الأميركية، التي أكدت أن منطقة عفرين ليست ضمن عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، أو من الخارجية الأميركية التي أكدت عمق التحالف بين واشنطن وأنقرة. وبينما فهم البعض هذه التصريحات على أنها ضوء أخضر أميركي للعملية التركية في عفرين، عبّر آخرون عن شكوكهم حيال ذلك، معتبرين أنها ليست إلا محاولة أميركية لتخفيف الضغوط التركية، ورمي الكرة في الملعب الروسي، في إطار صراع النفوذ بين واشنطن وموسكو في سورية.
وعلمت "العربي الجديد" من مصدر تركي مطلع، أن الاتصالات بين أنقرة وموسكو لا زالت مستمرة، إذ إن الأخيرة لم تمنح بعد الضوء الأخضر للعملية التركية في عفرين، وذلك في إطار استمرار مشاوراتها مع الأميركيين لتحقيق أكبر المكاسب السياسية من العملية من الجانب التركي، إذ إن سيطرة الأتراك على عفرين ستكون على حساب النفوذ الروسي في سورية.
وقال المصدر إن "المشاورات تستمر مع موسكو، التي بدورها تواصل مشاوراتها مع واشنطن حول عملية عفرين والمكاسب السياسية التي ستحققها الإدارة الروسية من العملية"، كاشفاً عن أن "المطروح الآن عملية عسكرية تركية محدودة في مناطق سيطرة العمال الكردستاني في عفرين وريف حلب الشمالي، تنتهي بحصار الأخير في مدينة عفرين والسيطرة على مناطق ريف حلب الشمالي في تل رفعت"، مضيفاً: "مقابل ذلك يساومنا الروس على إيجاد صيغة لحضور حزب الاتحاد الديمقراطي مؤتمر سوتشي، صيغة لا تتضمن الاعتراف بمناطق الإدارة الذاتية التي أعلنها الأخير من طرف واحد، بما يحقق الهدف الروسي من مؤتمر سوتشي الذي لا زال متعثراً، بمنحه يداً عليا على حساب مفاوضات جنيف، من خلال جمع أحد أهم طرفين الآن في الحرب السورية، أي الاتحاد الديمقراطي والنظام السوري، ولكن وفق الشروط التي سيضعها النظام والتي لا تتضمن الفيدرالية بأي حال من الأحوال، وكذلك تتحقق أهداف واشنطن بإيجاد صيغة لمشاركة حليفها في مفاوضات السلام، بينما تستمر بالتخلي عن المعارضة السورية في الجنوب والشمال السوري".
وأكد المصدر أن "الأمور لا تزال معقدة ومن المفترض أن يتم حسمها خلال أيام، من خلال الموقف الأميركي من سوتشي والذي يبدو أن الإدارة الأميركية ترفضه بشكل قاطع حتى الآن وتسعى لتمثيل الاتحاد الديمقراطي في جنيف، بينما لا تزال أنقرة متمسكة برفض منح الاتحاد الديمقراطي أي شرعية".
وعلى الرغم من الصفقة التركية الروسية الخاصة بتبادل مناطق النفوذ، بمنح أنقرة أجزاء من ريف حلب وإدلب وحماة مقابل الحصول على عفرين، إلا أنه بدا أن أنقرة لم تتمكن من الإيفاء بالتزاماتها بالاتفاق، لناحية نشر 20 نقطة مراقبة في محافظة إدلب، وفق تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق، والذي دعا أنقرة لإتمام نشر نقاط المراقبة وضرب "هيئة تحرير الشام".
في غضون ذلك، تستمر المفاوضات التركية الأميركية، سواء على المستوى العسكري أو على المستوى الدبلوماسي، على الرغم من الانتقادات الشديدة التي يستمر المسؤولون الأتراك بتوجيهها للسياسات الأميركية في المنطقة. ووفق المصدر التركي، فإن "أنقرة تعمل على دفع واشنطن للتراجع عن قرارها بتشكيل قوات حرس الحدود، أو على الأقل لإعادة النظر في الخطة، لجهة تعداد هذه القوات وأماكن انتشارها وتدريبات مقاتليها، والأهم في الأمر يتمحور حول قيادة هذه القوات، ودور العرب فيها، إذ ترفض أنقرة وتحت أي ظرف، أن تكون قيادة هذه القوات على غرار قوات سورية الديمقراطية بيد العمال الكردستاني، أو أن تنتشر على الحدود التركية".
وعلى الرغم من أن المشكلة التركية تقع في شرق الفرات وبالذات في مناطق سيطرة الولايات المتحدة التي تدير عمليات دعم وتسليح الموالين لـ"العمال الكردستاني"، إلا أن الأنظار التركية تتجه إلى الغرب وتحديداً إلى عفرين، والتي تعد الحلقة الأضعف في مناطق سيطرة "العمال الكردستاني" في سورية، ومضبوطة بشكل كبير بحسب التفاهمات التركية الروسية، ومن خلال محاصرة الأتراك لها من كل الجهات، باستثناء ممر يصلها بمناطق سيطرة نظام بشار الأسد، إذ يبدو أن الأتراك يستهدفون استنزاف "الاتحاد الديمقراطي" في عفرين، وكذلك إضعاف موقفه أمام النظام السوري.
" ويرى مراقبون أن عملية عفرين ليست مهمة فقط لكونها حلقة في إطار الاستراتيجية التركية لضرب عدو الجمهورية التركية اللدود في سورية، ولكنها أيضاً مهمة للإدارة التركية في إطار حملتها الانتخابية البرلمانية والرئاسية المهمة في عام 2019، والتي بدأت حملاتها بشكل أو بآخر.
وفي هذا السياق، برز تخوّف كردي من اقتراب هذه العملية، إذ ناشد حزب "الاتحاد الديمقراطي" قوى العالم التحرك لمنع القصف التركي لمنطقة عفرين. وأكد في بيان، أمس الأربعاء، "أن عفرين لن تكون لوحدها؛ فكل مدن وقرى "روج آفا" وشمال وشرق سورية على أهبة الاستعداد للوقوف صفاً واحداً في وجه من يقف ضد إرادة الشعوب ومطالبها المشروعة". وطالب "المجتمع العالمي والأسرة الدولية وكافة منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والقانونية بتحمل مسؤولياتها تجاه أكثر من مليون من الأهالي يقطنون عفرين". كما حث الأمم المتحدة على التحرك فوراً لتحويل المناطق الكردية في شمال وشرق سورية إلى منطقة آمنة، وقال إن "النظام التركي بات في معرض المُهَدِّدِ لأي حل للأزمة السورية".
أصيب الدكتور "مصطفى جيعان" بجروح وتعرضت سيارتي إسعاف تابعتين لمشفى مدينة الدانا الجراحي ليلاً لاستهداف بقنابل زرعها مجهولين تسبب بتضررهما بأضرار مادية كبيرة.
وقال نشطاء من إدلب إن مجهولين وضعوا قنابل متفجرة في موقع مخصص لسيارات الإسعاف التابعة لمشفى الدانا في منطقة بير الجيعان على الطريق الزراعي الواصل بين مدينتي سرمدا والدانا، حيث تعرضت السيارتين لأضرار مادية كبيرة جراء تفجير القنابل، كما أصيب طبيب جراء الانفجار الثاني بعد وصوله للموقع.
وتشهد بلدات ريف إدلب عمليات تفجير واستهداف متكررة من قبل خلايا نائمة في المنطقة تعمل على زعزعة الأمن من خلال تفجيرات باتت شبه يومية تستهدف الفصائل وكوادرها والسيارات المدنية لم تسلم سيارات الإسعاف من هذا الاستهداف.
تتواصل عمليات القصف المدفعي بشكل متقطع من الجانب التركي باتجاه مواقع الميليشيات الانفصالية في عفرين، بالتزامن مع تصاعد اللهجة الرسمية التركية التي تحضر لعملية واسعة النطاق في المنطقة.
وأكد نشطاء من ريفي إدلب وحلب أن انفجارات عديدة سمع صداها في المنطقة جراء استهداف المدفعية التركية لمواقع الميليشيات الانفصالية في منطقة عفرين، حيث شهدت ساعات الليل وصباح اليوم سقوط العديد من القذائف الثقيلة في المنطقة مصدرها القوات التركية.
وأعلنت غرفة عمليات أهل الديار عن استهدافها ليلاً اجتماع لقيادات من الميليشيات الانفصالية في معسكر كفرجنة شمالي حلب وتحقيق إصابات عديدة بعد استهدافها بقذائف الهاون، حيث رصد توجه العديد من سيارات الإسعاف للمنطقة.
وتتحضر القوات التركية وفصائل الجيش السوري الحر لشن عملية عسكرية ضد الميليشيات الانفصالية في عفرين بعد تصاعد المخاوف التركية من تمدد خطر هذه الميليشيات التي استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة خلال الأيام الماضية من منطقة منبج وريف الرقة إلى عفرين عبرت هذه الأرتال ضمن مسافات كبيرة خاضعة لسيطرة قوات الأسد شرقي حلب.
بدأت تتضح ملامح سياسة أميركية جديدة في سورية تشمل تعزيز وسائل التفاوض مع روسيا، وتطرح حلاً شاملاً يجنّب التوصل إلى «سلام زائف» تعدّ له موسكو، وانخراطاً فعلياً في العملية السياسية والتطورات الميدانية، إضافةً إلى اعتبار سورية المسرح الرئيس لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، كما نقل ديبلوماسيون غربيون في نيويورك على تواصل دائم مع واشنطن.
وأوضح ديبلوماسي غربي مطّلع أن الانخراط الأميركي في الملف السوري يتبع تقويماً مختلفاً تماماً عما كان عليه قبل شهرين، من جهة مستوى الانخراط أو المضمون السياسي للرؤية الأميركية للحل في سورية، بحسب تقرير لجريدة "الحياة"
وانطلق التقويم من اعتبار سورية «المسرح الرئيس لكبح التوسع الإيراني، حيث يتجلى دور طهران في أخطر صوره في المنطقة»، مع التشديد على أن أي حل سياسي في سورية «يجب أن يقوم على دعائم ثلاث هي الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا، ما يتطلب موازنة الدينامية الروسية- الإقليمية في سورية عبر دينامية دولية- إقليمية في مقابل مسار آستانة».
ويندرج ضمن هذه الأولوية الأميركية العمل الميداني الذي يشمل «دعم 30 ألف جندي في شمال سورية وتسليحهم، ما يستهدف أولاً قطع الطريق على الامتداد الإيراني إلى المتوسط». ووفق هذا التقويم، فإن أميركا «مستعدة لممارسة ضغوط على نقاط النفوذ الإيراني في المنطقة، بدءاً من دور طهران في سورية ومنعها من تحقيق التواصل الجغرافي نحو الساحل الشرقي للمتوسط».
وعلى المستوى السياسي، قال ديبلوماسي غربي من دولة «صديقة» للولايات المتحدة إن واشنطن تعدّ ورقة عمل في شأن تصور الحل السياسي في سورية، بعد اجتماع خماسي استضافته العاصمة الأميركية ضمّ مندوبي فرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية والأردن السبت الماضي.
وأوضح أن «تشكيل هذه المجموعة الدولية الإقليمية يهدف أولاً إلى الموازنة مع التحرك الروسي على مسار آستانة، بهدف أن تكون المجموعة الخماسية عنصراً مقابلاً للمجموعة الروسية- التركية- الإيرانية الثلاثية، وتشمل لاعبين دوليين أساسيين إلى جانب دولتين عربيّتين أساسيتين». واعتبر أن هذا التحرك يهدف إلى «تعزيز مواقع التفاوض بما يدعم مسار جنيف ودفعه نحو انتقال سياسي فعلي في سورية».
ورأى ديبلوماسي غربي آخر أن تنسيق واشنطن عمل المجموعة الخماسية «لا بد وأن يصب في خانة قيادة تصوّرٍ للحل في سورية يتسم أولاً بالشمولية، لأن الطرح الروسي وفق ما بدا جلياً حتى الآن مقدمة لسلام زائف».
وشدد في هذا الإطار على ضرورة «تأمين انخراط المكون السني في سورية بشكل جدي في أي حل سياسي، وإلا نكون أمام سيناريو كارثي قصير النظر قد يعيد إحياء التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش ولو بتسميات جديدة».
أكدت تركيا الأربعاء أنها لن تسمح بإنشاء "ممر إرهابي" عند الحدود مع سوريا، وواصلت إرسال التعزيزات في انتظار "ساعة الصفر" لبدء عملية عسكرية مشتركة مع المعارضة السورية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين شمال غرب حلب، بينما قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن بلاده تتفهم مخاوف أنقرة.
وأفاد مراسل الجزيرة في أنقرة بأن مجلس الأمن القومي التركي أصدر بيانا عقب اجتماعه برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان؛ أكد فيه أن تركيا لن تسمح بإنشاء ممر إرهابي وتأسيس جيش إرهابي عند حدوده.
وكان البيان يشير بذلك إلى إعلان التحالف تشكيل قوة قوامها ثلاثون ألف مقاتل بقيادة الوحدات الكردية لنشرها شمالي سوريا على حدود تركيا والعراق وعلى نهر الفرات، وهو الخط الذي يفصل بين قوات سوريا الديمقراطية وبين كل من قوات النظام والروس والمعارضة السورية.
وأضاف أن تركيا ستتخذ كل التدابير اللازمة لمنع حدوث ذلك، متهما بعض حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بتسليح هؤلاء الإرهابيين، في إشارة إلى دعم واشنطن للوحدات الكردية بالأسلحة بحجة مكافحة تنظيم الدولة.
وبالنسبة لعملية عفرين التي أكد أردوغان أنها ستبدأ خلال أيام، وأكد البيان أن تركيا ستقوم بكل ما يلزم لمواجهة أي تهديد يستهدفها. وعبر مجلس الأمن القومي التركي عن أسفه لاعتبار دولة حليفة من وصفهم بالإرهابيين شركاء لها دون مراعاة أمن تركيا، وطالب بضرورة جمع الأسلحة التي منحتها واشنطن للوحدات الكردية.
وبالتزامن مع بيان المجلس، أرسل الجيش التركي تعزيزات من عدة ولايات إلى ولاية هاتاي جنوبي تركيا، ترقبا للعملية العسكرية المحتملة ضد الوحدات الكردية. وقد أفادت مصادر للجزيرة بأن مسؤولين عسكريين أتراكا اجتمعوا بقادة من المعارضة السورية المسلحة تحضيرا للهجوم على مواقع ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية في مدينة عفرين.
من جهتها نقلت وكالة دوغان التركية للأنباء عن مصادر في المعارضة السورية أن ثلاثة آلاف من عناصر الجيش السوري الحر ينتظرون أوامر من تركيا لبدء العملية العسكرية. كما أوردت وسائل إعلام تركية أنه طُلب من الطواقم الطبية في مدينة كليس الحدودية بعدم أخذ إجازات، وذلك بينما نُقل عن متحدث باسم الحكومة التركية أن موعد العملية سري، وستبدأ دون سابق إنذار.
وتعليقا على الغضب الذي عبرت عنه أنقرة تجاه واشنطن بعد إعلان التحالف الدولي عن تشكيل قوة حدودية بقيادة الأكراد شمالي سوريا، قال وزير الخارجية الأميركي الأربعاء إن بلاده "تسمع وتأخذ بجدية" مخاوف تركيا على أمنها القومي.
وأضاف تيلرسون في كلمة ألقاها بجامعة في كاليفورنيا عن إستراتيجية إدارة الرئيس ترمب في سوريا مستقبلا، أن الولايات المتحدة ستحافظ على وجود عسكري هناك حتى انتهاء تهديد تنظيم الدولة.
وتابع أن هذه الإستراتيجية تتضمن إلى حد بعيد زيادة العمل الدبلوماسي، وتتسم بمبادرات لإرساء الاستقرار وتركيز جديد على الحل السياسي.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أجرى اتصالا هاتفيا مع تيلرسون أكد خلاله أن تركيا سترد على أي هجوم لوحدات حماية الشعب الكردية يستهدف جنودها أو أفراد الجيش السوري الحر في إدلب ومنطقة درع الفرات (ريف حلب الشمالي). وأكد أن التدابير التي ستتخذها بلاده ضد هذه الوحدات لن تقتصر على منطقة عفرين، بل ستشمل منطقة منبج وشرق الفرات أيضا.
وفي سياق متصل عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اجتماعا مع سفراء دول عربية وممثلي جامعة الدول العربية في موسكو. وقالت الخارجية الروسية إن لافروف بحث كذلك في اتصال هاتفي مع نظيره التركي ضرورة الامتثال لاتفاق خفض التصعيد في سوريا، الذي تم التوصل إليه العام الماضي في إطار مفاوضات أستانا