حذر وزير الخارجية التركي، "مولود تشاوش أوغلو"، نظيره الأمريكي، "ريكس تيلرسون"، من خطورة تشكيل القوة الأمنية الحدودية شمالي سوريا، بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري.
وقال تشاوش أوغلو، في تصريحات صحفية أدلى بها الوزير التركي، عقب لقاء جمعه، مساء الثلاثاء، بتيلرسون على هامش أعمال الاجتماع الوزاري الدولي، إنه نقل للوزير الأمريكي بكل وضوح مخاوف تركيا من تشكيل تلك القوة، مشدداً على أن تشكيل قوة كهذه، أمر من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات التركية الأمريكية بشكل لا رجعة فيه.
من جهته رد الرئيس الأمريكي على التحذيرات، بضرورة عدم الاعتماد على الأخبار التي تنشرها الصحف(بشأن التحركات الأمريكية في سوريا).
فرد تشاوش أوغلو عليه مؤكدًا له أن تلك الأخبار ليس مصدرها الصحف فحسب، وإنما تصريحات لبعض القادة الأمريكيين، مضيفًا "وقلت له إننا لا نرغب في وصول علاقاتنا لهذه الدرجة، لكن إذا حدث ذلك فسيكون هناك مقابل خطير جدًا".
واستطرد الوزير التركي "شددنا على ضرورة عدم معارضة أية جهة لما ستقوم به تركيا في هذا الشأن. فالتدابير التي نعتزم اتخاذها بحق (ي ب ك/بي كا كا) الإرهابيين لن تكون مقتصرة على عفرين فحسب، فهناك منبج وشرقي الفرات أيضاً"
وفي ذات السياق، أوضح تشاوش أوغلو أنه التقى وزير الدفاع الأمريكي، "جيمس ماتيس"، مساء الإثنين، وأنهما تناولا القضية السورية، ومسألة الوحدات الأمنية الحدودية، والعملية العسكرية التركية المرتقبة في عفرين.
وذكر تشاوش أوغلو أن وزير الدفاع الأمريكي "طلب منا عدم تصديق الأخبار التي تنشر (بخصوص تكوين جيش شمالي سوريا) وشدد على أنه يتابع الأمر بنفسه، وسيبقى على اتصال معنا".
تتوسع مساحة السيطرة لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية في منطقة ريف حلب الجنوبي الشرقي، وصلت مؤخراً لتلال استراتيجية في المنطقة أبرزها تلة الشهيد وأبو رويل وقرى البطرانة وعوينات كبيرة وصغيرة، في سعيها للسيطرة على كامل منطقة ريف حلب الجنوبي والتوسع باتجاه منطقة أبو الظهور بريف إدلب الشرقي والتي باتت على بعد بضع كيلوا مترات منها.
وأحكمت قوات الأسد والميليشيات الإيرانية سيطرتها على أكثر من 200 قرية بريف حلب الجنوبي، بعد أن كانت تخضع سابقاً لسيطرة هيئة تحرير الشام، والتي انسحبت منها قبل أكثر من أسبوع، في حين لايزال عدد من أبناء المنطقة يحاولون التصدي لتقدم الميليشيات الإيرانية على قراهم.
وبسيطرة قوات الأسد والميليشيات على التلال الاستراتيجية في المنطقة يتيح لها التوسع والسيطرة ناريا على القرى والبلدات التي تحاول التوسع فيها متجهة إلى منطقة أبو الظهور للوصول للمطار العسكري من جهة ريف حلب بعد تعثر وصولها وتوقف قواتها شمالي سنجار بريف إدلب الشرقي.
ويطال هيئة تحرير الشام اتهامات كبيرة بالانسحاب من الريفين الشرقي لحماة وحلب كون هذه المناطق كانت تخضع لسيطرتها منذ أكثر من عامين، وهي التي منعت الفصائل من التمركز في فيها وكانت بعد استراتيجي لها، قبل أن تخليها بشكل كامل من السلاح الثقيل خوفاً من الاستنزاف، استغلت قوات الأسد الفرصة وسيطرت على عشرات القرى في جبل الحص وريفي إدلب وحماة.
يستغل عناصر تنظيم الدولة المتواجدين بريف حماة وإدلب الشرقيين، انشغال الفصائل في التصدي لهجمات قوات الأسد والميليشيات الإيرانية على جبهات أبو الظهور وريف إدلب الجنوبي، وعدم اعتراض طريقها من قبل قوات النظام أو قصف مواقعها من الطيران الروسي، لتوسيع دائرة سيطرتهم في ذات الريف وتدخل أكثر من 30 قرية، بالتوازي مع مناطق سيطرة قوات الأسد وصولاً إلى الريف الشرقي لمدينة سنجار.
ونقلت مصادر ميدانية بريف إدلب الشرقي أن عناصر تنظيم الدولة سيطرت خلال الأيام الماضية على قرى جديدة بريف إدلب الشرقي في الريف الشرقي لمدينة سنجار ضمن العمق الذي تتمركز فيه قوات الأسد دون أي اشتباك بين الطرفين، في الوقت الذي يعلن فيه التنظيم السيطرة على أسلحة وذخائر لقوات الأسد والذي أرجعه المصدر لدعم التنظيم بشكل غير مباشر بالسلاح للاستمرار في التقدم.
وسيطرت قبل يومين عناصر التنظيم على قرى"جب الصفا، عب القناة، مرامي ابن هلال، أبو حيايا، الملولح، لويبدة، جب العثمان، مسعدة، عزيزة، جب الرمان، تل حلاوة، بارودية، جب الحنطة، طرفاوي، رسم البرجس، خيرية كبيرة، الثلجية، غزيلة، الهرش، تل الشور، مليحة كبيرة"، دون تعرض عناصر التنظيم لأي غارات او هجمات من الطيران الحربي الروسي أو طيران الأسد، خلافاً للمناطق التي تخضع لسيطرة الفصائل.
وأولى أعمال التنظيم في القرى التي يسيطر عليها والتي هجرها أهلها منذ عدة اشهر هرباً من القصف والمعارك، هو تدمير شواهد القبور المرتفعة على أنها شرك بالله، حيث تجوب عناصر التنظيم المقابر وتقوم بكسر القبور وتحطيمها.
مصدر عسكري قال لـ "شام" في وقت سابق إن أكثر من ثلاثة أشهر مضت على دخول عناصر تنظيم الدولة إلى ريف حماة الشرقي بالتنسيق مع قوات الأسد وروسيا، والتي مكنتهم من عبور مناطق سيطرتها في منطقة السعن قادمين من عقيربات، كما سهلت عبور العناصر الهاربة من دير الزور والبادية ومنطقة السخنة وصولاً لريف حماة الشرقي، لافتاً إلى أنه وحتى اليوم لم يصطدم عناصر التنظيم مع قوات الأسد رغم وجود مسافات كبيرة لخطوط التماس بين الطرفين.
وأضاف المصدر أن عناصر تنظيم الدولة ساندت قوات الأسد والميليشيات طوال الفترة الماضية وحصلت على إمداد بالسلاح منهم لمرات عدة بعد أن قوضت هيئة تحرير الشام قوتهم في أول مرحلة من دخولهم للمنطقة، قبل أن يستعيدوا قوتهم وتصلهم دفعات جديدة من السلاح والعتاد والعناصر عبر مناطق النظام، تلا ذلك تقدمها على حساب الفصائل وتبادل السيطرة بينها وبين قوات الأسد في مناطق عدة، لتبدأ مؤخراً الإعلان من طرف تنظيم الدولة عن قتل وأسر عناصر للنظام دون أي رد من الطرف الأخر.
وأكد المصدر أن المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة لم تتعرض لأي غارات جوية روسية خلافاً لما تدعي القوات الروسية في أنها تستهدف مناطق سيطرة التنظيم، بل على العكس تماماً فقد مهدت الطائرات الروسية للتنظيم مرات عدة جواً ليتقدم على حساب هيئة تحرير الشام.
ولفت المصدر لـ "شام" إلى أن عناصر تنظيم الدولة استغلت تقدم قوات الأسد على خط سكة الحديد مؤخراً وسيطرت على نقاط وقرى عدة في ريف حماة الشرقي في منطقة قصر ابن وردان، وصولاً إلى قلعة الحوايس وطرفة ومشارف أبو خنادق شمالاً بمحاذاة مناطق سيطرة قوات الأسد.
وحذر المصدر العسكري من استمرار روسيا في استخدام عناصر تنظيم الدولة كورقة بيدها لتحافظ على تدخلها في المنطقة من خلال الادعاء بمحاربة الإرهاب بعد أن سهلت دخولهم لريف حماة الشرقي، والأن بدأت تستخدمهم في اللعب في منطقة مطار أبو الظهور، ولربما تسهل عبورهم لمناطق غربي سكة الحديد بحسب المصدر.
هدد قائد وحدات حماية الشعب الكردي، "سيبان حمو"، بتطهير المنطقة من مصائب تركيا، رداً على إعلان الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، أمس الثلاثاء بأن قواته ستخنق قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري.
وقال حمو في مقابلة نشرتها "وكالة فرات الإخبارية" الموالية للأكراد، امس الثلاثاء، إن قواته "جاهزة للدفاع عن روج آفا، وعفرين تحديداً، كائناً من كان القائم بالهجوم" على هذه المنطقة الكردية في شمال سوريا، والتي يسميها الأكراد "روج آفا" أي "غرب كردستان".
وقال حمو إن "وحداته ستتمكن من تطهير المنطقة مما سمّاه مصائب أردوغان، كما تمكنت سابقاً من تطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي. هكذا ستكون الحرب في عفرين"، متابعاً "سنُفشل مخططات أردوغان القذرة، وسنحوّل تلك المخططات إلى مكتسبات كبيرة لشعوب المنطقة".
ورأى حمو إنه ليس بمقدور تركيا القيام بهجومٍ على عفرين إذا لم توافق عليه كل من روسيا وإيران والولايات المتحدة ونظام الأسد، مشيرا إلى أن القانون الدولي لن يسمح بمثل هذا الهجوم، ومؤكدا أن "كلّ القوانين والأعراف الدولية لا تسمح بذلك".
وأضاف "إذا ما تمّ الهجوم على عفرين، فإنّ الشعب الكردي سيطالب كلّ تلك الدول بتحمّل مسؤولياتها".
وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة أعلن، يوم الأحد، عن تشكيل قوة أمنية حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شمال وشرق سوريا، بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية.
وطالب أردوغان الولايات المتحدة بعدم التدخل بين بلاده وبين التنظيمات الارهابية، معلناً استعداد اقوات المسلّحة التركية لعملية في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد بشمال غرب سوريا وبلدة منبج.
قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت إن "كل نشاط نقوم به مع قوات سوريا الديمقراطية يتعلق بالشأن الداخلي لسوريا".
جاء ذلك في تصريحات أدلت بها "نويرت" الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي حول سوريا.
وبخصوص التصريحات التركية بشأن حزب العمال الكردستاني "بي واي دي" وحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" اعتبرت ناورت أن "تركيا دولة مهمة ولها قيمة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)"، بحسب وكالة الأناضول.
وأضافت أن سبب تواجد الولايات المتحدة الأمريكية بسوريا هو القضاء على تنظيم الدولة الإرهابي.
من جهة ثانية أكدت ناورت أن وزير خارجية بلادها ريكس تيلرسون الموجود حاليا في كندا للمشاركة في قمة وزراء خارجية الدول التي تجتمع من أجل الأمن والاستقرار بشبه الجزيرة الكورية، سيلتقي في وقت لاحق الثلاثاء نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.
قال "أبو محمد الجولاني" القائد الهام لهيئة تحرير الشام، إن المرحلة الحالية من عمر الثورة السورية حرجة أعدتها المؤتمرات والمؤامرات، وأن الهيئة حذرت من محاولات اغتيال الثورة مرات ومرات وقاطعت ومنعت ذلك بالكلام والأفعال منعاً لجر الثورة لمستنقع التنازلات وبيعها في سوق التسويات التي تبعدها كل البعد عن الأهداف التي ينشدها السوريين وقاموا من أجلها.
وأضاف الجولاني في كلمة صوتية بثت له اليوم أن أخطر تلك المسارات كان مسار أستانة الذي رفضته الهيئة قولاً وعملاً، لافتاً إلى أن هذا المسار نجح في إسباغ الشرعية على المحتل الروسي واعتباره جزءاً من الحل السياسي وجعله الضامن لوقف إطلاق القصف في الجرائم التي يعاون النظام على ارتكابها.
وبين أن الروس والإيرانيون نجحوا في إرغام الكثير من الفصائل على تجميد الجبهات ترغيباً وترهيباً، وصل الأمر لشن حملات إعلامية على الهيئة أمام كل عمل عسكري قامت به وبات العمل العسكري ضد النظام جرماً يستهل البعض لكشف خطط المعركة، في الوقت الذي يستمر النظام في العمل العسكري مع حلفائه من الروس والإيرانيين.
وتابع الجولاني أن الأيام مضت ورضي كل من حضر المؤتمر منذ جولته الأولى إلى الثامنة بورقة اتفاق نصت على تقسيم منطقة الشمال إلى مناطق ذات نفوذ تركي وأخرى ذات نفوذ روسي وقد تم التخلي كلياً عن مناطق شرقي السكة واعتبارها خارج مناطق خفض التصعيد، الأمر الذي يمنح النظام وحلفائه حق الهجوم عليها واستردادها بأي وسيلة لأنها من حقه بحسب أستانة، ويمنع الفصائل المشاركة هناك من القتال والدفاع.
وأكد الجولاني أن هيئة تحرير الشام رفضت اتفاق التقسيم الموقع في أستانة وانها أبلغت بذلك الجانب التركي، كذلك الرفض التام لأستانة ونتائجها في الإعلام، لافتاً أنه وبحسب أستانة أن للنظام الحق في كل مايرتكبه من جرائم من قصف وقتل شرقي السكة، كونه لم يخرق اتفاق خفض التصعيد، وأنهم مرروا كلمة خفض التصعيد على البسطاء، والتي لاتعني بأي شكل من الأشكال وقف القتال، وإنهائه.
وأوضح الجولاني أن من وقع على اتفاق أستانة جمع ممكن حمل السلاح يوماً ليسمح بهذا التوقيع لأعداء الأمة أن يقصفوا ويقتلوا متى شاؤوا، وبغطاء قانوني واعتراف لهم بذلك، من قبل من أسبغ الشرعية على اتفاق استانة، مبيناً أن الهيئة والمدنيين دفعوا لقاء ذلك عشرات الشهداء، ومئات الجرحى ومئتي ألف نازح تركوا ديارهم، دفعوا ثمن طيش من وقع على اتفاق لا يملك من تنفيذه إلا القلم الذي وقع به.
ولفت الجولاني في كلمته إلى أن مسار أستانة شمل كذلك إدخال نقاط مراقبة تركية تنتشر في الشمال المحرر في المنطقة "أ " بحسب الاتفاق، مؤكداً رفض الهيئة لهذا التدخل كونه لا يصب في مسلحة استمرار الجهاد الشامي، بل يضعف الروح الثورية والقتالية لدى الفصائل وكونه لا يحمل ضمانات أن لا تسلم المنطقة لاحقاً للنظام بناء على اتفاقيات جديدة.
وذكر الجولاني أن الهيئة تمكنت من التوصل لصيغة تجنب المدنيين حرباً لا تصب في صالحهم، الأمر الذي امتعض منه النظام وروسيا اللذين يعولان على الصدام مع الأتراك، مادعاهم للجوء لخطة بعد فشل مسعاهم من خلال السماح في أول تشرين الأول لمجموعات من عناصر تنظيم الدولة بسلاحهم وعتادهم إلى ريف حماة الشرقي لتكون معركة جديدة تصدت لها هيئة تحرير الشام في قتال قوات النظام وجماعة الدولة دفعاً عن الشمال المحرر.
وأردف الجولاني أن عناصر تنظيم الدولة كانوا بمثابة رديف للنظام في هجمته وسبباً مباشراً لسقوط تلك المناطق، وقبل أن تكسر هيئة تحرير الشام شوكتهم أزرهم النظام مرة أخرى بحملته العسكرية على جبهات ريف حماة الشرقي وبتغطية الطيران الروسي، لافتاً إلى أن المعركة مستمرة منذ ثلاثة أشهر بين كر وفر دافعت الهيئة عن المناطق بكل ما استطاعت وانسحبت من أخرى تبعاً للتكتيكات العسكرية.
وقال الجولاني إن مئة يوم مرت والهيئة تخوض معركة من أشد المعارك تكبد فيها النظام خسائر فادحة بلغة قرابة ألف قتيل ودمرت عشرات الأليات والمجنزرات، كما أسقطت طائرتين للسلاح الجوي، ترافق ذلك مع تكتيم إعلامي ورضا إقليمي مؤكد أن محاولات النظام والسيطرة على شرقي السكة مما تم الاتفاق عليه، وأن تبيان ما سبق هو جزء من حق الشعب الصابر ليعلم الجميع الحقيقة ويتحمل كلاً مسؤولياته.
وأضاف أن المعركة الأخيرة أثبتت أن هناك خطوطاً جغرافية حمراء تمنع بعض الفصائل من تجاوز خطوط الاتفاق، وأن الهيئة تحملت مع من أسماهم الصادقين من بعض الفصائل التي رفضت الاتفاق، داعياً الفصائل جميعاً للوقف صفاً واحداً في الميدان، مبدياً الاستعداد لتسوية كل الأمور في الداخل بعيداً عن المشاريع والأجندات الداخلية، والاستعداد لكل ما يصب في مصلحة الساحة الشامية.
وأكد الجولاني أن هيئة تحرير الشام لم تشارك أو توقع على أي مؤتمر من المؤتمرات وترى أنها لاتصب في مصلحة أهل الشام، وأنها ستعمل بكافة الوسائل الشرعية الممكنة لحماية المدنيين حتى إسقاط النظام، معتبراً أن هيئة تحرير الشام جزء من ثورة أهل الشام وأنها لن تكون عائقاً في وجه مصالح أهل الشام، مبيداً استعدادها للتصالح مع الجميع وفتح صفحة جديدة عبر مصالحة شاملة تبدأ بجلسات الصلح وتنفيذ الاتفاقات والتعهدات.
وأشار الجولاني إلى أن الهيئة تعمل بكل ما أمكنت على كسر قيد الأسرى بما تملك من أوراق عسكرية وسياسية، مبيناً أن للمهجرين والمشردين حق عليها أن تعيدهم إلى ديارهم، موجها كلمته لمقاتلي هيئة تحرير الشام محيياً ماقدموه من تضحيات ومشيداً بما تقدمه الفصائل في الغوطة الشرقية من انتصارات.
كثف عملاء نظام الأسد وتنظيم الدولة على حد سواء من عملياتهم في مدينة درعا، والتي استهدفت في غالبيتها قيادات عسكرية بارزة في غرفة عمليات البنيان المرصوص، في سعي واضح للنيل من تماسك وقوة أبرز جسم عسكري في الجنوب السوري.
فمنذ أيام قام مجهولون باغتيال القيادي في فرقة 18 آذار "أبو محمد رداد" أحد أبرز مكونات البنيان المرصوص عن طريق اطلاق الرصاص عليه أمام منزله في مدينة درعا، سبقه بعدة أيام اغتيال قائد لواء المتوكلون، والقيادي في غرفة عمليات البنيان المرصوص أبو حذيفة الشامي بتفجير عبوة ناسفة بسيارته.
الناطق الإعلامي باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص "أبو شيماء" قال في حديث لـ "شام" بأن الغرفة تعتبر تجربة نوعية وبارزة في الجنوب السوري، تمكنت من وأد الخلافات بين الفصائل في مواجهة قوات النظام وحلفائه، الأمر الذي أدى إلى تحول قياداتها إلى أهداف استراتيجية لعملاء النظام".
وأوضح أبو شيماء بأن البنيان تعمل بشكل يومي وعلى مدار الساعة لتعزيز قدراتها على جبهات نظام الأسد من ناحية، وللحد من فعالية خلايا النظام من ناحية أخرى، وتم إلقاء القبض على معظم أفراد والعمل مستمر لإنهاء تلك السرطانات في مدينة درعا، ولكن عمل الغرفة مقتصر على المدينة وبعض المناطق المحيطة بها مما لا يسمح بسهولة الوصول إلى كافة المطلوبين، ولكن هناك تعاون كبير مع جميع الفصائل، راجياً أن يزداد بالفترة القادمة.
وأشار أبو شيماء إلى أن الوضع الحساس لمدينة درعا من الناحية العسكرية هو سبب رئيس في تحول القيادات العسكرية فيها إلى أهداف، خاصة في ظل الصمود الكبير الذي أظهروه خلال محاولة اقتحام قوات النظام الأخيرة للمدينة منذ شهور.
وبدوره قال الناشط الإعلامي والمحامي في محافظة درعا "عبد المنعم الخليل" في حديثه عن تجربة البنيان المرصوص أن "البنيان المرصوص تجربة فريدة من نوعها في الثورة السورية حيث إنها اتسمت بالصدق والإخلاص والشجاعة والخبرة والعمل المنظم والتخطيط والإعداد الجيد، ناهيك عن السرية التي هي عماد نجاحها، وليس من الصعوبة، تعميم هذه التجربة في حوران، أو في أنحاء وطننا الحبيب سوريا، فهي فقط تحتاج إلى رجال عقدوا العزم والإيمان أن يكونوا يدا واحدة كالبنيان المرصوص".
وأضاف الخليل "تخطيط النظام لاغتيال القادة ليس وليد هذه المرحلة وحسب، إنما هو يحاك منذ أيام الثورة الأولى ولم ولن يدخر النظام أي فرصة لضرب واغتيال أي من القادة، سواء كنا في معركة أم في مرحلة هدوء معه، ولو استطاع اغتيال القادة دفعة واحدة لما توانى عن هذا الأمر لحظة".
وأوضح الخليل أنه "على الحاضنة الشعبية للثورة أن تكون رديفا للجيش الحر بنشر الوعي عن خطورة العملاء وما يحيكه النظام للثورة والثوار، وعليها إبلاغ السلطات عن أي شخص تشتبه فيه وخصوصا على الطرقات العامة والمتاخمة لمناطق سيطرة النظام، أو أي شخص غريب عن المنطقة يمشي في أماكن تواجد مقرات الفصائل أو بيوت القادة".
وتشهد المنطقة الجنوبية من سوريا عمليات اغتيال لقيادات عسكرية وثوار بشكل مستمر، حيث بلغت حصيلة شهداء العبوات 161 شهيد خلال الستة أشهر الماضية، من بينهم قيادات بارزة، فيما خسرت البنيان بالعبوات الناسفة العديد من القيادات من أهمهم القائد العسكري للغرفة حسام أبازيد "حسام الحاجة" منذ حوالي العام، قال النظام أنه يقف وراءها في ذلك الوقت.
انتشرت مخيمات الموت، عقب بدء الهجوم على مدينة الرقة وريفها في محيط الرقة، لينتقل المدنيون من سوط التنظيم، إلى ذل القوات الانفصالية الحاقدة، وكأنه لزاماً عليهم أنّ يدفعوا ثمن أحقاد العالم أجمع، مخيمات لا ترقى لمستوى العيش الإنساني، غابت عنها أدنى مقومات العيش، والحياة الكريمة، فما كان “تحريرهم” إلا استكمالاً لمسلسل الموت المنظم الذي يتعرض له أهل الرقة بأدوات وشخوص مختلفة.
ومن تلك المخيمات بحسب تقرير لـ "الرقة تذبح بصمت" “مخيم الطويحينة”، الواقع شمال غرب مدينة الطبقة بحوالي ٢٠ كم، والذي تم إنشاءه في الربع الأول من عام ٢٠١٧، مخصصاً لحوالي ١٥ ألف نازح، معظمهم من أهالي ريف حماة الشرقي، والذين نزحوا خوفاً من بطش قوات الأسد وميليشياته، بعد تقدمهم وسيطرتهم على قراهم.
هذا ويعاني سكان مخيم الطويحينة، كما يعاني كلّ سكان مخيمات الرقة، من ظروف إنسانية صعبة، قابعين في خيام بلاستيكية لا تقييهم برد الشتاء ولا حر الصيف، كما يفتقر المخيم لتوافر التيار الكهربائي، إضافة عن عدم وجود مياه شرب صالحة للاستخدام البشري، حيث يعتمد أهالي المخيم على صهاريج المياه والبراميل، ناهيك عن النقص الحاد في الخدمات الطبية الأساسية.
وفي ظل انخفاض درجات الحرارة شتاءً، ازدادت معاناة الأهالي داخل المخيم، حيث يعتمدون على قطع أغصان الشجر بما هو متوفر لديهم، وإشعالها بهدف التدفئة واستخدامها في الطهي.
وقد وجه أهالي المخيم، العديد من النداءات الإنسانية لـ “مجلس الرقة المدني” التابع لمليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، لتحسين وضع المخيم، إلا أنّ كلّ تلك النداءات كانت دون ردٍ من قبل السلطات القائمة، حيث ينشغل المجلس بإقامة احتفاليات الدبكة، والتقاط الصور مع عناصر تنظيم الدولة الإرهابي المُطلق سراحهم.
وفي سياق متصل، فقد تم تسجيل العديد من الإصابات بأمراض جلدية وأمراض معدية كـ “الجدري، الحصبة واللشمانيا” نتيجة الإهمال الصحي، وعدم توفر مستوصف أو نقطة طبية لتلبية حاجات قاطني مخيم الطويحينة.
هذا ويوجد في محافظة الرقة، أكثر من ١٠ مخيمات تحتوي قرابة ١٥٠ ألف مدني نازح من المدينة وريفها، وأرياف حلب وحماة ودير الزور، والصفحة المشتركة بينها عدم توفر أبسط مقومات العيش، ما ينذر بكارثة إنسانية في ظل الإهمال المتعمد من قبل مليشيا قسد المسيطرة ومجالسها المحلية.
قالت إيران اليوم الثلاثاء إن تشكيل قوة جديدة مدعومة من الولايات المتحدة أمريكا وقوامها 30 ألف فرد داخل سوريا ”سيؤجج نيران الحرب“، ويماثل الموقف الإيراني رد الفعل العنيف من جانب سوريا وتركيا وروسيا على الخطة.
ويوم الأحد قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه يعمل مع فصائل سورية حليفة له، خاصة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، لتشكيل قوة ستعمل على امتداد الحدود مع تركيا والعراق وكذلك داخل سوريا، بحسب "رويترز".
وقال بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن تلك القوة ستشعل التوترات في سوريا، وتدعم إيران الأسد في الحرب الأهلية المستمرة منذ قرابة سبع سنوات ضد قوات المعارضة ومقاتلي تنظيم الدولة بإرسال الأسلحة والجنود.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن قاسمي قوله ”إعلان الولايات المتحدة عن قوة حدودية جديدة في سوريا تدخل واضح في الشؤون الداخلية لهذا البلد“، وطالب قاسمي كل القوات الأمريكية بمغادرة سوريا فورا.
أعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أن منطقة عفرين التي تخطط تركيا لتنفيذ عملية عسكرية فيها، تقع خارج نطاق مسؤولياته.
جاء ذلك في تصريح صحفي للمتحدث باسم التحالف الدولي، ريان ديلون، اليوم الثلاثاء، مجيبا عن سؤال حول ما إذا كان التحالف يدعم عملية أنقرة ضد ميليشيات "بي كي كي / واي بي جي" في سوريا.
وقال ديلون: "إن منطقة العملية التركية تقع خارج نطاق مسؤولية التحالف"، حسب ما أوردت وكالة "RT".
وديلون، الذي يشارك حاليا في أعمال اجتماع اللجنة العسكرية لحلف الناتو المنعقد في بروكسل اليوم ويوم غد الأربعاء، أكد أن الوضع العسكري على الحدود التركية السورية سيكون موضع بحث في الاجتماع.
وسبق أن أعلن رئيس هيئة الأركان العامة التركية، خلوصي آكار، الذي يحضر اجتماع الناتو أيضا، أن بلاده لن تسمح بتسليح "وحدات حماية الشعب" الكردية "واي بي جي" في سوريا، باعتبارها امتدادا سوريا لـ"حزب العمال الكردستاني" المصنف إرهابيا في تركيا، داعياً دول الناتو إلى عدم التمييز بين "التنظيمات الإرهابية".
ويوم الاثنين، دعا البنتاغون الأطراف إلى تخفيف حدة التوتر على الحدود التركية السورية، مؤكدا في الوقت نفسه أن "وحدات حماية الشعب" الكردية "شريك لا غنى عنه" في عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة بسوريا.
وتوعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، بأن قوات بلاده ستدمر قريبا أوكار الإرهابيين في سوريا، بدءا من مدينتي عفرين ومنبج، في ريف محافظة حلب الشمالي، جاءت تصريحات أردوغان في كلمة ألقاها أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، بمقر البرلمان التركي في العاصمة أنقرة.
وشدد أردوغان على أنه ما من أحد سيتمكن من عرقلة تركيا في مساعيها الرامية إلى مكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا.
وفي السياق ذاته أضاف الرئيس التركي، "أولئك الذين يتظاهرون بالتحالف معنا ويحاولون في الوقت نفسه طعننا من الخلف، لن يستطيعوا عرقلة مكافحتنا للتنظيمات الإرهابية".
قدم رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور نصر الحريري، إحاطة داخل البرلمان البريطاني حول القضية السورية وتفاعلاتها، أكد فيها على دور المملكة والاتحاد الأوروبي في ممارسة الضغوط على روسيا وإيران لإلزام النظام بتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري.
كما اجتمع رئيس هيئة التفاوض والوفد المرافق له اليوم الثلاثاء، مع وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اليستر برت، ونائب مستشار الأمن القومي البريطاني، كريستيان تيرنر.
وبحث الطرفان دور بريطانيا داخل مجموعة أصدقاء سورية، وسبل تفعيل دور المجموعة، من خلال استخدام الدول الأعضاء فيها نفوذهم للدفع بالعملية السياسية والتفاوضية نحو الأمام لإيجاد حل للقضية السورية وفق بيان جنيف والقرار ٢٢٥٤.
من جهتها جدّدت بريطانيا تأكيد دعمها لهيئة التفاوض، وجهودها في الوصول إلى حل للقضية السورية، مشدّدة في الوقت ذاته على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية من أجل إنهاء معاناة السوريين التي طال أمدها، وذلك من خلال عملية انتقالية حقيقية وفقا لبيان جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وقالت روز غرفيثز، المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية باللغة العربية، في لندن: إن "الزيارة التي تقوم بها هيئة التفاوض للمعارضة السورية هي جزء من جهود المملكة المتحدة للعمل مع السوريين والشركاء الدوليين لدعم الحل السياسي للصراع في سورية".
وأكدّت أن "هيئة التفاوض السورية هي شريك مهم في تلك الجهود لما تتحلى به من مصداقية، وكذلك بحكم صلتها القوية مع الشعب السوري، بالإضافة إلى التزامها القوي بالمساعدة على إنهاء معاناة السوريين".
وأضافت غرفيثز: "نحن نتفق مع المعارضة السورية بأن السبيل الوحيد للتوصل إلى حل مستدام في سورية هو من خلال عملية انتقالية سياسية حقيقية وفق بيان جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي ٢٢٥٤، كما ندعم عملية جنيف التي تشرف عليها الأمم المتحدة لتحقيق ذلك وندعو جميع الأطراف للإسهام في نجاحها من خلال التحلي بالبراغماتية والمرونة".
كما أكدت أن هيئة التفاوض انخرطت بشكل جاد في العملية التفاوضية، وكذلك بحسن نية وبدون شروط مسبقة"، مشيرة إلى أن عملية تفاوضية ناجحة تحتاج إلى جانبين ، ونظام الأسد مستمر في عرقلة جهود التوصل إلى حل سياسي، لا سيما من خلال رفضه لإجراء مفاوضات مباشرة".
أعلن المكتب الإعلامي لمدينة حمورية عن احصائياتهم لاستمرار القصف على المدينة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من الحملة الهمجية لقوات الأسد.
وذكر المكتب أن قوات الأسد ارتكبت ثلاثة مجازر بحق المدنيين العزل في مدينة كفربطنا غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك نتيجة الاستهداف المستمر للمدينة بكافة أنواع الأسلحة، بالإضافة إلى أن عدد الجرحى بلغ 157 جريح بينهم حالات خطرة.
فيما نقل المركز أن قوات الأسد قصفت مدينة حمورية بأكثر من 28 قذيفة مدفعية، وصاروخين عنقوديين، و15 غارة جوية بالصواريخ شديدة الانفجار، وبلغ عدد المنازل المدمرة بشكل كامل 42، و175 تعرضت لدمار جزئي.
وتتعرض الغوطة الشرقية لحملة قصف عنيف من قبل قوات الأسد، بكافة أنواع الأسلحة، بينها صواريخ متوسطة المدى عنقودية، وذلك في ظل استمرار المعارك في محيط إدارة المركبات في مدينة حرستا، ضمن معركة بأنهم ظلموا التي أطلقها الثوار لتحرير الإدارة.