استغل عناصر تنظيم الدولة المتواجدين بريف حماة الشرقي، انشغال الفصائل في التصدي لهجمات قوات الأسد والميليشيات الإيرانية على جبهات أبو الظهور وريف إدلب الجنوبي، لتوسيع دائرة سيطرتهم في ذات الريف، حيث دخلوا قرابة 22 قرية جديدة، بالتوازي مع مناطق سيطرة قوات الأسد وصولاً إلى مشارف قرية أبو خنادق.
ونقلت مصادر ميدانية بريف حماة أن عناصر تنظيم الدولة سيطروا خلال الأيام الماضية على قرى "جب الصفا، عب القناة، مرامي ابن هلال، أبو حيايا، الملولح، لويبدة، جب العثمان، مسعدة، عزيزة، جب الرمان، تل حلاوة، بارودية، جب الحنطة، طرفاوي، رسم البرجس، خيرية كبيرة، الثلجية، غزيلة، الهرش، تل الشور، مليحة كبيرة"، دون تعرض عناصر التنظيم لأي غارات أو هجمات من الطيران الحربي الروسي أو طيران الأسد، خلافاً للمناطق التي تخضع لسيطرة الفصائل.
مصدر عسكري قال لـ "شام" إن أكثر من ثلاثة أشهر مضت على دخول عناصر تنظيم الدولة إلى ريف حماة الشرقي بالتنسيق مع قوات الأسد وروسيا، والتي مكنتهم من عبور مناطق سيطرتها في منطقة السعن قادمين من عقيربات، كما سهلت عبور العناصر الهاربة من دير الزور والبادية ومنطقة السخنة وصولاً لريف حماة الشرقي، لافتاً إلى أنه وحتى اليوم لم يصطدم عناصر التنظيم مع قوات الأسد رغم وجود مسافات كبيرة لخطوط التماس بين الطرفين.
وأضاف المصدر أن عناصر تنظيم الدولة ساندوا قوات الأسد والميليشيات طوال الفترة الماضية وحصلوا على إمداد بالسلاح منهم لمرات عدة بعد أن قوضت هيئة تحرير الشام قوتهم في أول مرحلة من دخولهم للمنطقة، قبل أن يستعيدوا قوتهم وتصلهم دفعات جديدة من السلاح والعتاد والعناصر عبر مناطق النظام، تلا ذلك تقدمهم على حساب الفصائل وتبادل السيطرة بينهم وبين قوات الأسد في مناطق عدة، لتبدأ مؤخراً الإعلان من طرف تنظيم الدولة عن قتل وأسر عناصر للنظام دون أي رد من الطرف الأخر.
وأكد المصدر أن المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة لم تتعرض لأي غارات جوية روسية خلافاً لما تدعي القوات الروسية في أنها تستهدف مناطق سيطرة التنظيم، بل على العكس تماماً فقد مهدت الطائرات الروسية للتنظيم مرات عدة جواً ليتقدم على حساب هيئة تحرير الشام.
ولفت المصدر لـ "شام" إلى أن عناصر تنظيم الدولة استغلوا تقدم قوات الأسد على خط سكة الحديد مؤخراً وسيطروا على نقاط وقرى عدة في ريف حماة الشرقي في منطقة قصر ابن وردان، وصولاً إلى قلعة الحوايس وطرفة ومشارف أبو خنادق شمالاً بمحاذاة مناطق سيطرة قوات الأسد.
وحذر المصدر العسكري من استمرار روسيا في استخدام عناصر تنظيم الدولة كورقة بيدها لتحافظ على تدخلها في المنطقة من خلال الادعاء بمحاربة الإرهاب بعد أن سهلت دخولهم لريف حماة الشرقي، والأن بدأت تستخدمهم في اللعب في منطقة مطار أبو الظهور، ولربما تسهل عبورهم لمناطق غربي سكة الحديد بحسب المصدر.
أطلقت عدة جهات حملة لجمع تبرعات لأهالي حيط المحاصرين من قبل تنظيم الدولة بريف درعا الغربي، وذلك بهدف المساهمة في فتح طريق عبر الوادي من بلدة حيط إلى بلدة زيزون بريف درعا.
تأتي هذه الحملة بعد دخول فصل الشتاء، وتضرر الطريق الذي فتحته غرفة عمليات صد البغاة عبر الوادي بفعل الأمطار.
حيث تمكنت غرفة صد البغاة من فتح طريق عبر وادي اليرموك من بلدة حيط، إلى بلدة زيزون بريف درعا الغربي، والذي يعتبر الطريق الوحيد لإدخال المواد الغذائية، وإخلاء الجرحى من البلدة المحاصرة.
القيادي في غرفة عمليات صد البغاة "أبو حمزة حيط" قال لشام أن عملية فتح الطريق كانت شاقا للغاية، كون المطلوب هو عملية ترميم لطريق قديم شديد الصعوبة، في وادي يتميز بإنحدار جانبيه.
ونقل القيادي "عن تمكن الغرفة من اكمال طريق وادي حيط الجديد وترميمه للمساهمة في التخفيف من العبء والمشقة على المدنيين الذين يضطرون لعبور الوادي للخروج من القرية".
وأضاف أبو حمزة "يعتبر الطريق الشريان الوحيد لقرية حيط, وامكانية الاستغناء عنه مستحيلة, فهو طريق الأمداد الطبي والغذائي وإخلاء الجرحى وتزويد البلدة بالمحروقات, ولا بديل عنه إلا تحرير قرية جلين التي يسيطر عليها تنظيم الدولة حاليا".
واوضح أبو حمزة "وساهم الطريق الجديد بالتخفيف نوعا ما من معاناة اهالي قرية حيط بعد ان استهدف تنظيم الدولة طريق الوادي القديم بالصواريخ الموجهة والرشاشات الثقيلة".
وشهدت المنطقة الجنوبي الغربية من محافظة درعا فشل الفصائل في عدة مناسبات فك الحصار عن بلدة حيط، وفتح الطريق إليها، إذ تمكن تنظيم الدولة من صد جميع محاولات اقتحام الفصائل في ظل عدم وجود جدية من عدد كبير من الفصائل للمشاركة في المعركة.
ويشرف على الحملة المجلس المحلي لمدينة حيط، ومجلس محافظة درعا الحرة، محددين مدة الحملة بالانتهاء من جمع المبلغ المطلوب بتكلفة 10 مليون ليرة سوريا، حيث شارك في إطلاق الحملة كل مجلس حيط الصامدة، مجلس محافظة درعا الحرة، ودار العدل في حوران، وهيئة الإصلاح في حوران، والهيئة الإسلامية الموحدة.
أكد "مصطفى سيجري" مسؤول المكتب السياسي في لواء المعتصم، أن الهدف من زيارة وفد فصائل الجيش السوري الحر إلى الولايات المتحدة هو تعزيز التعاون بين الجيش السوري الحر و الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على الإرهاب، ومواجهة النفوذ الإيراني في سوريا وطرد ميليشيات حزب الله والميليشيات الإيرانية، وإعادة دعم فصائل الجيش السوري الحر.
وأضاف سيجري في حديث لـ "شام" أن قطع الطريق على الروس في محاولاتهم فرض سوتشي على السوريين وإعادة إنتاج الأسد كان على أبرز محادثات الوفد الذي يمثل فصائل الجيش السوري الحر.
وبين سيجري أن وفد الجيش الحر عقد عدة اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين في الكونغرس الأميركي ومجلس الشيوخ، ومراكز دراسات لها تأثير كبير على صناعة القرار في واشنطن، وأن اللقاءات ماتزال مستمرة وستشمل البنتاغون والخارجية والأمن القومي والبيت الأبيض.
وأشار سيجري لـ "شام" أن السوريين دائماً هم الحلقة الأضعف ودائما يدفعون ثمن الخلافات الدولية والإقليمية وحتى العربية، لافتاً إلى أن رسالة الجيش الحر كانت واضحة وأنهم يعملون من أجل سوريا واحدة موحدة وبناء دولة العدل والقانون ولإسقاط الأسد وطرد الميليشيات الإيرانية والتنظيمات الإرهابية.
قال رئيس الأركان التركي، خلوصي أكار، إن أنقرة لا يمكن أن تسمح بدعم وتسليح تنظيم "ي ب ك" الإرهابي، الذي ثبت بالأدلة القاطعة أنه امتداد لمنظمة "بي كا كا الإرهابية"، في سوريا.
جاء ذلك في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لرؤساء أركان اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي الناتو، في العاصمة البلجيكية بروكسل، حسبما نقل مراسل الأناضول، عن مصادر مطلعة.
وأكد أكار بحسب "الأناضول" ضرورة عدم قيام الناتو بالتمييز بين المنظمات الإرهابية، عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن مكافحة تنظيمات مثل "بي كا كا/ ب ي د/ ي ب ك" و"فتح الله غولن" الإرهابية، هامة بنفس درجة أهمية مكافحة "داعش".
وأردف قائلا: "لا يمكن أن نسمح ولن نسمح بدعم وتسليح تنظيم ي ب ك الإرهابي الذي ثبت بالأدلة القاطعة أنه امتداد لمنظمة بي كا كا، تحت مسمى (شريك عملياتي)، ونأمل العدول عن هذا الخطأ بأسرع وقت"، مؤكداً على حزم تركيا في مكافحة المنظمات الإرهابية بكل وضوح.
نظّم مركز التأهيل والعلاج الفيزيائي، التابع لمديرية الصحة في محافظة إدلب السورية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، مباراة كروية، شارك فيها عدد من المصابين خلال هجمات قوات الأسد على مناطقهم.
وأقيمت المباراة الودية؛ بهدف رفع معنويات المصابين، وتشجيعهم ودمجهم مجدداً بالمجتمع، وقبيل بدء المباراة، خرج لاعبو الفريقين إلى أرضية الملعب، وأجروا تمارين الإحماء، والتقطوا الصور التذكارية.
وقال أحد مسؤولي مركز التأهيل والعلاج الفيزيائي، يُدعى محمد ماري، لوكالة "الأناضول"، إن المركز يقدّم خدماته العلاجية للمرضى مجاناً، موضحاً أن المباراة التي نظموها رفعت من معنويات المصابين، وأن المركز يهدف من خلال هذه الفعاليات إلى إعادة جعل المصابين أفراداً فعّالين في المجتمع.
من جانبه، قال اللاعب يوسف عبد القادر (26 عاماً)، إنه يخوض أول مباراة له بعد فقده ساقه في إحدى الهجمات التي شنتها قوات النظام على إدلب، مشيراً إلى أنه يسعى من خلال التدريبات وممارسة الرياضة، إلى استعادة نشاطه السابق.
تجدر الإشارة إلى أن هجمات قوات الأسد على مختلف المناطق أسفرت عن مئات الآلاف من الضحايا والجرحى والمصابين، فضلاً عن ملايين النازحين والمشردين.
جريمة أخرى تعرّي النظام السوري لتؤكد- مثلما فعلت آلاف المرات- أن الحرب التي يقودها بشار الأسد تفتك بالأطفال، وتنتهك براءتهم.
أويس العتقي، طفل في السادسة من العمر، لا يفقه من الحياة سوى اللعب والمشاكسة البريئة، مثلما هي طبيعة من هم في سنه، لكنه في كل حال يعلم جيداً أن حرباً تنتهك حلمه في اللهو والمرح؛ فالطائرات التي لا يعلم لماذا تفتك بصواريخها أحياء يسكنها مدنيون همّهم تدبير معيشتهم اليومية، دائماً ما تمنع الصغار من مواصلة اللعب، بحسب تقرير لـ" الخليج أونلاين".
أويس التحق بضحايا نظام الأسد مع سرب الأطفال الذين فقدوا أعضاءهم، وتوقفوا عن مواصلة أحلام الطفولة، الطفل السوري الذي لم يتجاوز بعدُ ست سنوات، تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوره ومقاطع فيديو له، ظهر فيها يتألم بشدة؛ إذ فقد عينيه. كان يبكي وينادي أمه، طالباً منها أن تنقذه مما يشعر به من وجع.
لكنه، وبرغم عمره الصغير، كان لسانه يلهج بذكر الله وهو يصرخ باكياً متألماً: "يا الله، يا الله" بل وعلى الرغم من ألم الإصابة الذي يسيطر عليه، والصدمة التي يعيشها، قال وهو يبكي: "الحمد لله"؛ حين سأله أحدهم داخل المشفى عن حاله.
حكاية أويس العتقي ليست جديدة؛ فهي تنتمي لمسلسل الرعب الذي استهدف أطفالاً سوريين قبله، فقتل منهم بعنف وأعاق آخرين، لكن أويساً كانت إصابته من النوع النادر، حيث فقد البصر وكان وجهه مؤلماً لمن يشاهده.
الطفل أويس، ينحدر من مدينة حرستا بريف دمشق، ويبلغ من العمر 6 سنوات، تعرض للإصابة برأسه نتيجة غارة جوية لطيران النظام الحربي استهدفت منزلهم، وهو يعاني أيضاً من كسر في الجمجمة، حيث تم تفريغ العينين مع صنع أجفان وزرع كرات بلاستيكية بدلاً عنهما؛ إذ لم يعد مبصراً.
ووفقاً لما نقلته وسائل إعلام عن حالة الطفل السوري، فإنه بحاجة إلى عملية ترقيع في الجمجمة ولكن العملية مؤجلة الآن بسبب خروج سائل من عينيه، حالة أويس تُذَكر بالطفل كريم، الذي فقد والدته وإحدى عينيه وكسرت جمجمته، في قصف لقوات النظام السوري استهدف الغوطة الشرقية المحاصرة في نوفمبر 2017.
الرضيع "كريم" (شهران)، الذي يعيش في غوطة دمشق الشرقية، أصيب بعد شهر من ولادته بقصف مدفعي لنظام الأسد على سوق بلدة حمورية، وبينما كان مع والدته وقع القصف، فقتلت وأصيب هو بجراح خطرة، فقد على إثرها إحدى عينيه، وأصيب بكسر في الجمجمة، ويعيش كريم الآن في بلدة "بيت سوى" التي نزحت إليها عائلته في الغوطة.
وللفت الأنظار إلى الوضع الإنساني المأساوي في سوريا، دشن نشطاء حملة عبروا من خلالها عن تضامنهم مع "كريم" بنشر صور لأنفسهم مغطين أعينهم اليسرى بأيديهم، في إشارة إلى تلك التي فقدها الطفل، وإرفاق تلك الصور بوسم #SolidaritywithKarim (التضامن مع كريم).
ولاقت الحملة تفاعلاً واسعاً شارك فيها شخصيات مهمة على مستوى العالم، وفاق عدد المتفاعلين مع الحملة خمسة ملايين مستخدم، وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت، في مارس 2017، أن 30% ممن يعانون من إصابات بسبب الحرب في الغوطة الشرقية، هم أطفال تحت سن الـ"15".
وأشارت إلى أن الوضع الصحي في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق متدهور جداً؛ حيث يعيش 300 ألف شخص تحت الحصار، في ظل توقف المستشفيات الثلاثة الرئيسية فيها عن العمل، مطالبة بالسماح بدخول مساعدات وإجلاء المصابين من ذوي الحالات الحرجة.
دعت منظمات من المجتمع المدني ومجالس محليّة للتوقيع على بيان إزاء القصف الهمجي على محافظة إدلب في ظل استمرار القصف اليومي منذ 22 يوماً تتشارك فيه الطائرات الحربية الروسية وطائرات الأسد، موقعاً العشرات من الضحايا والجرحى، ومتسببة بحركة نزوح هي الأكبر في المنطقة.
وجاء في البيان بعد تطاولِ قصفه البربري الهمجي على محافظة إدلب, بالتزامن مع استمرار قصف الضامن الروسي الوحشي واستهداف مناطق المدنيين والمنشآت الحيوية ، حيث خلف قصف النظام وحلفاؤهُ بحسب "الدفاع المدني السوري" أكثر من ١٧٥ شهيداً جُلُّهم من المدنيين بينهم أكثر من 50 طفلا و ٣ عناصر من الدفاع المدني.
كما تسبب القصف بتهجير ما يزيد عن 250 ألف مدني من المناطق المستهدفة بالقصف وتقدم قوات النظام إليها، حيث يعاني هؤلاء النازحون من أوضاع إنسانية مأساوية في ظل ضعف الاستجابة الدولية مقارنه بأعداد النازحين والمتزايدة بشكل مهول يصعب التنبؤ بحجمه في ظل اتباع سياسة الأرض المحروقة، في الوقت الذي تصنف به المنطقة بأنها منطقة خفض تصعيد، وتأوي آلاف الأسر المهجرة من مختلف المناطق السورية.
ودعت الفعاليات إلى إدانة هذه العمليات العسكرية الوحشية والتي تأتي في ظل صمتٍ دوليٍّ مُريب هو أشبهُ بضوءٍ أخضر ينالُ النظامُ فيه وحلفاؤهُ من إرادة السوريين وعزيمتهم وسعيهم للحرية وحقّ العيش.
ويطالب البيان الحكومة التركية بتحمل مسؤولياتها كونها أحد ضامني اتفاق مناطق خفض التصعيد، كما يحمل الأمم المتّحدة ومنظمة دول التعاون الإسلامي والجامعة العربية مسؤولية أرواح الأبرياء التي تُزهق والتهجير الممنهج للسكان من مناطقهم ونُطالب الضمير العربي والعالمي بالتحرّك الفوريّ لإيقاف آلة البطش هذه، والسعي الجاد المسؤول لحماية المدنيين وتحييدهم عن القصف والاستهداف.
كما يشمل الدعوة إلى إجراءاتٍ حقيقية على الأرض تتضمّن أفعالاً وليس أقوالاً تكفل بنتيجتها حماية المدنيين وتمكينهم ومساعدتهم على تجاوز آثار الدمار الذي استحلّ الأرض وسلب الحياة ودمّر البقية المتبقّية من مقدّرات العيش.
تواجه محافظة إدلب لاسيما ريف المحافظة الجنوبي والشرقي منذ 22 يوماً حملة قصف جوية عنيفة من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد، أرهقت المدنيين وتسببت باستشهاد وجرح المئات منهم، إضافة لإجبارها أكثر من 300 ألف مدني على النزوح من منازلهم والمخيمات التي تأويهم بحثاً عن ملاذ أمن وسط أوضاع إنسانية مأساوية.
بدأت الحملة الأخيرة من القصف الجوي في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول من عام 2017 الماضي، بعد سلسلة حملات جوية من القصف طالت ريفي حماة وإدلب الشرقيين، لتتوسع في هذا التاريخ دائرة القصف باتجاه ريف إدلب الجنوبي والشرقي أي المناطق الواقعة شرقي خط الاتستراد الدولي حلب - دمشق.
صعد الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد المروحي والحربي خلال هذه الفترة من القصف الجوي بالصواريخ الارتجاجية والمتفجرة، والبراميل والأسطوانات المتفجرة والحاويات الكبيرة، إضافة لاستخدام الطيران الروسي صواريخ حارقة جديدة في قصف المناطق المدنية تخترق طبقات عدة من البناء سرعان ما تنفجر بعد وصولها للأرض وتشعل النيران بشكل كبير في الموقع وتتسبب بحرائق هائلة، استخدمته في بلدات عدة أبرزها خان شيخون وخلفت مجزرة بحق عائلة كاملة حرقاً.
وتركز القصف المروحي بالبراميل المتفجرة وكذلك الطيران الحربي على المناطق التي تأوي نازحين أو المخيمات الحديثة ومناطق تجمع النازحين لاسيما في ريف معرة النعمان الشرقي، دفعتهم لحركة نزوح جديدة بعد أن نزحوا سابقاً لمرات عدة من ريف حماة الشرقي إلى منطقة سنجار وأبو الظهور ومن ثم إلى ريف معرة النعمان الشرقي، لتزيد من معاناتهم وتعيد تهجيرهم باتجاه الريف الشمالي للمحافظة.
ووثق نشطاء استشهاد أكثر من 170 شهيداً من المدنيين خلال الحملة الأخيرة بينهم 50 طفلاً وأكثر من 45 امرأة، جراء القصف المتواصل من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد، إضافة لتسجيل عشرة مجازر متتالية في "خان شيخون، تل الطوكان، جرجناز، خان السبل، المشيرفة، مزرعة الفعلول، وطبيش وكذلك تفجير مدينة إدلب الذي رجح أنه ناتج عن قصف روسي.
ومع استمرار القصف تتزايد حركة النزوح بشكل كبير وصلت الإحصائية الأخيرة لمنسقي الاستجابة في الشمال السوري قرابة 309565 شخصاً، يتوزعون على 379 نقطة في ريف إدلب، يتضمن تعداد العائلات 55465 عائلة هجرت من منازلها، ينقسمون إلى 56845 رجلاً، و 67292 امرأة، و 90820 طفل، و94608 طفلة، فيما لاتزال عمليات الإحصاء مستمرة لتوثيق جميع الهاربين من جحيم القصف اليومي على مناطقهم بفعل القصف الحربي الروسي وطيران الأسد.
وتعاني العائلات من أوضاع إنسانية مأساوية وصعوبات جمة تواجهها في إيجاد ملكان للإقامة سواء في مخيمات أو منازل مدنية أو مزارع أو ضمن شوادر وخيم تصنعها لنفسها وتقطنها ضمن المناطق المحررة، فيما تعمل بعض المنظمات الإنسانية لاسيما التركية ممثلة بـ ihh و الهلال الأحمر التركي وعدة منظمات أخرى على بناء مخيمات جديدة والعمل على تأمين بعض ماتستطيع من مواد غذائية.
كما تعمل المنظمات المحلية والمجالس المحلية والدفاع المدني السوري على تأمين العائلات التي لجأت للقرى والبلدات في ريف إدلب لاسيما جبل الزاوية والريف الغربي ومدينة إدلب و ما حولها، لتأمين منازل لهذه العائلات وتقديم بعض الخدمات التي يمكنها تقديمها لها.
ورغم النداءات التي وجهتها الفعاليات المدنية والنشطاء والحراك السياسي المستمر إلا أن الطيران الحربي الروسي يواصل استهدافه المناطق المدنية في ريف إدلب، تزامناً مع المعارك الدائرة بريفي المحافظة الجنوبي والشرقي بين فصائل الثوار وقوات الأسد والميليشيات الإيرانية.
أكد وزير الخارجية السعودي، "عادل الجبير"، اليوم الثلاثاء، ان إيران هي المصدر الأكبر للخطر في المنطقة، بسبب دورها في سوريا ولبنان واليمن .
وقال نظيره البلجيكي، "ديدييه رينديرز" في اجتماع جمعهما في بروكسل، "نأمل أن يبدي النظام السوري رغبة حقيقية بالتفاوض".
ومن المقرر أن تنعقد مفاوضات جنيف، بجولتها التاسعة، في 21 من كانون الثاني/يناير الجاري، تحت إشراف الامم المتحدة، على ان تستمر لثلاثة ايام، وانعقدت الجولة الثامنة من محادثات جنيف في مطلع كانون الاول/ ديسمبر الماضي، والتي فشلت في تحقيق اي تقدم، بسبب ممالطلة نظام الأسد.
أكد الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، اليوم ااثلاثاء، أن العملية العسكرية بعفرين سيدعمها مقاتلون من المعارضة السورية، دون أن يحدد الفصائل المشاركة.
وتوعد الرئيس التركي يوم أمس، بخنق قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، المدعومة من الولايات المتحدة، مؤكدا أن القوات المسلحة التركية ستقوم باللازمة بما يتعلق بعفرين ومنبج، مشيراً الى أنه "قد أنهينا الاستعداد للأمر، وسنتخذ الخطوات اللازمة".
وندد أردوغان، بدعم الولايات المتحدة للقوات الكريدة، قائلا "تُصر دولة نَصِفُها بأنها حليف (أمريكا) على تشكيل جيش ترويع على حدودنا.
و تواصل مدفعية القوات التركية قصفها على أطراف عفرين، وذلك تمهيداً لدخول القوات العسكرية ميدان المعركة قريبا، وتستمر تركيا في ارسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى الحدود مع سوريا، وضمت التعزيزات الجديدة رتلا عسكريا مؤلفا من 20 آلية إلى قضاء قيزيل تابه بولاية ماردين جنوب البلاد، على أن تنتقل بعد ذلك إلى ولاية شانلي أورفة المحاذية للحدود مع سوريا لتنضم إلى باقي الوحدات على الحدود.
قبل ذلك أرسلت تركيا تعزيزات عسكرية، تتضمن مدرعات وجنودا وعربات نقل إلى وحداتها المنتشرة على الحدود مع سوريا في ولاية غازي عنتاب، جنوب البلاد.
استهدف الطيران الحربي الروسي الأطراف الشمالية لمدينة خان شيخون اليوم، موقعاً مجزرة جديدة بحق المدنيين العزل، تضاف لسلسلة المجازر اليومية التي يرتكبها الطيران الروسي في اليوم الثالث والعشرين للحملة الجوية المستمرة على إدلب.
وقال نشطاء من إدلب إن الطيران الحربي الروسي استهدف منازل مدنية في قرية طبيش شمالي مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، ما أدى لاستشهاد سبعة مدنيين بينهم ستة أطفال وامرأة وجرح عدد أخر، إضافة لدمار كبير في المنازل السكنية.
وركز الطيران الحربي الروسي استهدافه للمناطق المدنية وتجمعات النازحين بشكل كثيف خلال الحملة المستمرة، طال القصف ليلاً مدينة معرة النعمان وبلدات الغدفة وداديخ وأطراف مدينة خان شيخون مستخدماً الأسلحة المحرمة دولياً لاسيما الحارقة.
استشهد أربعة عناصر من الجيش الحر بريف درعا الشمالي صباح اليوم بعد تعرض سيارتهم لقصف من قبل قوات الأسد.
ونقل ناشطون عن تعرض أحد سيارات الجيش السوري الحر للاستهداف المباشر بقذائف الدبابات على الطريق الواصل بين بلدتي كريم الجنوبي وشعارة في منطقة اللجاة اسفرت عن استشهاد أربعة من عناصر الحر على الفور.
وفي السياق ذاته تعرضت سيارة للجيش الحر في مدينة درعا لانفجار عبوة ناسفة مزروعة على الطريق أدت لإصابة سائقها بجراح خطيرة تم نقله إلى المشافي الميداني لتقلي العلاج.
يذكر أن محافظة درعا شهدت ارتقاء شهيدين من الجيش الحر بنيران قوات الأسد خلال اليومين الماضيين، أحدهم في بقصف دبابة في تل عنتر بريف درعا الشمالي، والاخر في حي المنشية بقصف مدفعي.