
الحيوان "الأسد" على طاولة التفاوض الروسية - الأمريكية .. فهل تنهي روسيا دوره تجنباً لضربة عسكرية ..!؟
تتعقد طبيعة المرحلة في تاريخ القضية السورية مع تصاعد حدة التصريحات والحشد الدولي ضد رأس النظام في سوريا بشار الأسد بعد أن أمعن لسنوات طويلة في قتل الشعب السوري وتجاوز كل القرارات الدولية والقوانين التي تحد من استخدام الأسلحة ضد المدنيين العزل بمساندة كبيرة من الحلفاء الدوليين أبرزهم روسيا.
ولطالما قدمت روسيا الدعم بشكل كبير عسكرياً ولوجستياً ومادياً للحفاظ على مكتسباتها في سوريا وتمكين قبضتها وأنقذت الأسد في 2015 من سقوط محتم بعد أن تمكنت فصائل الثوار حينها من السيطرة على مساحات كبيرة وتقويض قوة الأسد وتشتيت قدراته رغم مساندته من إيران وميليشياتها إلا أن روسيا سعت بكامل قواتها وأنقذت الأسد من السقوط مقدمة له الدعم العسكري لاستعادة زمام المبادرة والسيطرة.
وخلال المرحلة الماضية حصلت روسيا على امتيازات كبيرة في سوريا سواء في العقود طويلة الأمد التي وقعتها لتملك قاعدة بحرية على البحر المتوسط في طرطوس وقاعدة عسكرية في حميميم وكذلك في تدمر ومواقع أخرى، وامتيازات كبيرة في التنقيب عن النفط والفوسفات لاسيما في تدمر، وسط تنافس حاد مع الولايات المتحدة لنيل حصتها من نفط دير الزور.
ومع إدراك روسيا أن الأسد تجاوز كل الحدود المسموح لها دولياً لاسيما بعد تكراره استخدام الكيماوي في دوما مؤخراً، ودفع روسيا لمواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي المصر بتحالف امريكي على توجيه ضربة تأديبية للنظام ووقف تماديه، تشير التحليلات الواردة إلى أن تفاهمات روسية - أمريكية باتت على طاولة التفاوض بوساطة دول عدة منها تركيا قد تطيح بالأسد إلى غير رجعة.
وتلمح المصادر إلى إمكانية نجاح روسيا في تفادي المواجهة عسكرياً مع الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا من خلال عرض تنحية الأسد وتسليم شخصية مقبولة أخرى مكانه، وإخراج الأسد ككبش فداء للمجتمع الدولي ربما دون محاكمة عن جرائمه، وبذلك تهدئ روعة ترامب الغاضبة وتفتح المجال لتفاهم جديد يرسم خريطة المنطقة عسكرياً وينهي السجال الحاصل في سوريا سياسياً مع ضمان روسيا أن تكون الشخصية البديلة عن الأسد من طرفها.
وذكرت المصادر أن تعثر التوصل لاتفاق تفاوضي بين الولايات المتحدة وروسيا قد يعيد الملف للبداية وتعيد التهديدات الأمريكية لمرحلة التنفيذ وتوجيه الضربة بتحالف دولي قد تعزف روسيا عن الرد لعدم الدخول في مواجهة عسكرية قد تقود لحرب عالمية ثالثة، ولربما يتم التفاهم على حل وسطي يبقى الأسد وبضربة مخدرة وتفاهم غير معلن تنهي كل ماسبق من توقعات وتهديدات وهذا ما ستبينه الأيام القادمة بحسب المصدر.