
ترامب يتراجع عن تغريداته وماكرون لن نسمح بالتصعيد وأردوغان يتصل بترامب وبوتين ... فإلى أين تتجه البوصلة الدولية ..!؟
تراجع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن تصريحاته السابقة فيما يتعلق بتوجيه ضربة عسكرية وشيكة للنظام في سوريا رداً على مجزرة الكيماوي في دوما بالغوطة الشرقية، وقال في تغريدات جديدة اليوم عبر "تويتر" إنه لم يقل أبدا متى سيقع هجوم على سوريا قد يكون قريبا جدا أو لا.
ولم يلبث أن تغنى ترامب بما حققته الولايات المتحدة مما أسماه "عمل عظيم" في التخلص من تنظيم الدولة في سوريا خلال فترة إدارته.
الرئيس الفرنسي ماكرون أيضاَ قال في تصريحات اليوم إن فرنسا لديها أدلة على تورط نظام الأسد في استخدام الأسلحة الكيمائية، وأن اتخاذ القرار بشأن توجيه ضربة لسوريا ستتم عند التحقق من كامل المعلومات وأنه سيتم في الوقت الذي يختاروه، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن فرنسا لن تسمح بتصعيد الوضع في المنطقة.
وفي السياق فقد أكدت الخارجية الألمانية أنها لم تتلق أي طلب من واشنطن للمشاركة في ضربة عسكرية في سوريا، كما أنه وحسب معلومات وزير الخارجية فإنه لم يتخذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا حتى الآن.
ومن ناحيتها أضافت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن ألمانيا لن تشارك في أي ضربات على سوريا، ودعت إلى اتخاذ موقف دولي موحد، حيث أنه من الصعب ألا نفعل شيئا، وأكدت أنه من الواضخ أن النظام السوري لم يدمر مخزونه من الأسلحة الكيمياوية.
طيار منشق عن جيش الأسد شكك في حديث سابق لـ شام في التهديدات الأمريكية لنظام الأسد، مؤكداً أنها لم تأت لمعاقبة الأسد على استخدام السلاح الكيماوي بقدر ماهي حجة أمريكية للضغط على روسيا وتصفية الحسابات التي تصاعدت بين الطرفين لاسيما فيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية وملفات عديدة منها التنافس على النفوذ في سوريا، بدفع من رغبة أمريكية لتقويض النفوذ الروسي في المنطقة.
بدورها صحيفة تايمز البريطانية، حذرت من عدم تنفيذ ترمب تهديده القوي للأسد والذي سيكلفه كثيرا في مصداقيته، لكنها أضافت أن الهجوم الغربي الذي يُعتقد أنه وشيك يجب ألا يكون مندفعا وأن يضمن إضعافا مذلا للأسد بحيث لا يستطيع تكرار استخدامه للسلاح الكيميائي.
وقال السيناتور الأمريكي بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الأجنبية، إنه يخشى ألا يحصل ما توعّد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتغريدة حول "استعداد" روسيا حول استهداف سوريا بـ "صواريخ ذكية"، وأضاف بحسب (CNN) "قلقي الوحيد هو ألا يحصل ذلك لأن العديد من الأمور يعلن عنها لكنها لا تطبق أبداً.".
وفي خضم التصريحات، أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" اليوم، أنه تناقش مع ترمب في اتصال هاتفي كيفية وقف الهجمات الكيميائية في سوريا، لافتاً إلى أنه سيناقش بوتين في ذات الأمر لاحقاً.
ومع إدراك روسيا أن الأسد تجاوز كل الحدود المسموح لها دولياً لاسيما بعد تكراره استخدام الكيماوي في دوما مؤخراً، ودفع روسيا لمواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي المصر بتحالف أمريكي على توجيه ضربة تأديبية للنظام ووقف تماديه، تشير التحليلات الواردة إلى أن تفاهمات روسية - أمريكية باتت على طاولة التفاوض بوساطة دول عدة منها تركيا قد تطيح بالأسد إلى غير رجعة.