الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
١٧ يونيو ٢٠٢٥
وسط تحذيرات من تزايد ضحايا الألغام.. مقتل شابين بانفجار لغم أرضي في بادية السويداء

قُتل شابان مدنيان اليوم الاثنين، إثر انفجار لغم أرضي أثناء مرورهما على دراجة نارية قرب تل أبو غانم، في منطقة قاع البنات شرق بادية السويداء، في حادثة جديدة تعكس تصاعد خطر الألغام في المناطق الصحراوية المحاذية لتلول الصفا.

وذكرت مصادر محلية أن الشابين، وهما قاسم عواد وأحمد مطاوع من أبناء بلدة جديدة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، كانا في طريقهما على متن دراجة نارية عندما انفجر بهما لغم مزروع، ما أدى إلى مقتلهما على الفور.

ورجّحت المصادر أن الشابين كانا في مهمة تنقيب غير قانونية عن الآثار، وهي ظاهرة بدأت تنتشر مؤخراً في البادية السورية، مدفوعة بشائعات حول وجود دفائن أثرية وذهب، ما يدفع العديد من المدنيين إلى المجازفة بأرواحهم في مناطق ملغّمة.

وأشارت المصادر إلى أن محيط تل أبو غانم، وكذلك المناطق الممتدة إلى تلول الصفا، لا تزال مليئة بالألغام والعبوات الناسفة التي خلّفتها المعارك السابقة مع تنظيم داعش، محذرة من التوجه إلى تلك المناطق دون تنسيق مع الجهات المختصة.

وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة متكررة من الانفجارات التي أودت بحياة مدنيين، في ظل غياب خطة وطنية شاملة لتطهير الأراضي من الألغام. وتشير إحصائيات اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تسجيل أكثر من 500 إصابة نتيجة انفجارات ألغام وذخائر غير منفجرة منذ مطلع عام 2025 وحتى نهاية آذار، مقارنة بـ900 إصابة و380 وفاة خلال عام 2024.

وبحسب بيان صدر عن اللجنة بتاريخ 4 أيار الماضي، فقد بلغ عدد الإصابات الناتجة عن الألغام والذخائر غير المنفجرة 748 حالة بين كانون الأول 2024 وآذار 2025، أكثر من 500 منها منذ بداية العام الحالي، ما يعكس تصاعداً حاداً يستدعي تحركاً عاجلاً من الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية.

في ظل هذا التصاعد الخطير، جددت منظمات محلية ودولية دعوتها للسلطات السورية والجهات المعنية إلى تكثيف جهود إزالة الألغام، وإطلاق حملات توعية مجتمعية تحذّر من مخاطر التنقل العشوائي والتنقيب في المناطق الخطرة.

ويظل خطر الألغام والذخائر المتفجرة من أبرز التحديات الأمنية والإنسانية التي تواجه المواطنين في سوريا، خاصة في المناطق التي كانت مسرحاً للنزاع، وسط مطالب متزايدة بتأمين هذه المناطق وتقديم الدعم للضحايا وعائلاتهم.

اقرأ المزيد
١٧ يونيو ٢٠٢٥
اتصال هاتفي بين وزيري خارجية سوريا وألمانيا يبحث تعزيز العلاقات الثنائية

أجرى وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية، السيد أسعد حسن الشيباني، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الألماني يويهان فادهفول، ناقشا خلاله مستجدات العلاقات الثنائية بين دمشق وبرلين، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وفي مستهل الاتصال، هنأ الوزير الشيباني نظيره الألماني على توليه منصبه الجديد، معبراً عن تطلع سوريا لتطوير علاقات التعاون الدبلوماسي مع ألمانيا، لا سيما في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة. من جانبه، أكد الوزير الألماني التزام بلاده بدعم جهود الاستقرار في سوريا والعمل على تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين.

تطرق الجانبان إلى تطورات التصعيد الأخير في الشرق الأوسط، لا سيما العدوان الإسرائيلي على غزة، واستهداف المدنيين وتدمير البنى التحتية. وأعرب الشيباني عن إدانة سوريا الشديدة للهجمات، مشيراً إلى ضرورة وقف الانتهاكات فوراً. بينما شدد الوزير الألماني على أهمية السعي لدبلوماسية فعالة تضمن التهدئة وتحقيق الاستقرار الإقليمي.

اتفق الطرفان على إطلاق خطوات جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي، من خلال تأسيس مجلس تنسيقي اقتصادي سوري ألماني يهدف إلى تسهيل التبادل التجاري والاستثماري، وفتح آفاق جديدة لدعم مشاريع إعادة الإعمار والتنمية. كما نوقشت إمكانية تمكين الاقتصاد السوري من العودة التدريجية إلى الأسواق العالمية.

تناول الاتصال أيضاً أهمية تطوير العلاقات بين سوريا والاتحاد الأوروبي، وناقش الوزيران إمكانية إطلاق حوار سياسي بين دمشق وبروكسل، مع التركيز على توسيع الشراكات الاقتصادية والدبلوماسية. وأبدى الوزير الألماني استعداد بلاده لدعم الجهود السورية لتعزيز التعاون وفق المبادئ الدولية.

في ختام الاتصال، أكد الوزيران على أهمية الاستمرار في التواصل والتنسيق خلال المرحلة المقبلة، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز فرص الاستقرار السياسي والاقتصادي في سوريا. كما وعد الوزير الألماني بزيارة دمشق في وقت قريب لمتابعة الخطوات المتفق عليها.

ويأتي هذا الاتصال في إطار الجهود السورية لتعزيز انفتاحها الدبلوماسي مع الشركاء الأوروبيين، في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، ودعم خطط التعافي السياسي والاقتصادي للبلاد.

اقرأ المزيد
١٧ يونيو ٢٠٢٥
سوريا تستعرض تحديات الأمن الغذائي في ورشة للبنك الدولي عبر تقنية "الزوم"

شاركت وزارة الزراعة السورية في ورشة إقليمية نظمها البنك الدولي حول الأمن الغذائي والتغذية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي انعقدت في مصر يومي 17 و18 حزيران الجاري، وذلك بمشاركة افتراضية لمعاون وزير الزراعة للشؤون الإدارية المهندس باسل السويدان عبر تقنية الزوم.

وخلال مداخلته، عرض "السويدان"، أبرز التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي في سوريا، مشيراً إلى تراجع المساحات المزروعة بأكثر من 30%، وانخفاض إنتاج المحاصيل الاستراتيجية، نتيجة تضرر البنى التحتية، وشح الوقود، ونقص مستلزمات الإنتاج، إضافة إلى التأثيرات المتزايدة للتغير المناخي.

كما قدّم "السويدان"، تصوراً لخطوات المرحلة المقبلة في سبيل تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز استدامة الإنتاج الزراعي في ظل الظروف الراهنة، ويُذكر أن الورشة تهدف إلى تبادل الخبرات الإقليمية وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي في المنطقة.

وكان عقد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور "أمجد بدر" اجتماعاً مع عدد من ممثلي الجهات الحكومية المعنية، بحضور معاون الوزير للشؤون النباتية، ومديري المؤسسات والهيئات و مركز السياسات الزراعية وعدد من المدراء المركزيين المعنين في الوزارة، بهدف وضع رؤية استراتيجية إسعافية لإدارة حالة الجفاف والحد من هدر المياه، من خلال إعداد دراسة متكاملة تتضمن إجراءات عاجلة ومستدامة.

وشدد على أهمية سنّ التشريعات اللازمة لتنظيم استخدام الموارد المائية، وتفعيل منظومة الإنذار المبكر لرصد حالات الجفاف والتعامل معها بفعالية. كما دعا إلى اعتماد أصناف زراعية مقاومة للجفاف، ونقل التقنيات الزراعية الحديثة إلى المزارعين، إضافة الى دراسة إمكانية إعادة تدوير المياه واستخدامها بشكل آمن وفعّال.

وأكد ضرورة تكثيف برامج التوعية والإرشاد الزراعي لترشيد استخدام المياه وضبط الاحتياج المائي، ووضع ضوابط للحد من استنزاف المياه الجوفية بما يضمن استدامة الموارد المائية، وفي ضوء المتغيرات التي يشهدها السوق الزراعي المحلي، أكد وزير الزراعة على متابعة ما يطرأ من تحديات تؤثر على استقرار القطاع الزراعي.

اقرأ المزيد
١٧ يونيو ٢٠٢٥
الولايات المتحدة تؤكد دعمها لعودة النازحين السوريين وتسهيل مغادرة 42 عائلة من مخيم الهول

جددت السفارة الأميركية في سوريا التزام واشنطن بدعم عملية انتقال مسؤولة لإدارة المخيمات في شمال شرق سوريا إلى الحكومة السورية الجديدة، وضمان العودة الطوعية والآمنة للنازحين السوريين إلى مناطقهم.

وأعلنت السفارة، في بيان عبر حسابها الرسمي، أن 42 عائلة سورية، تضم 178 شخصاً، غادرت مخيم الهول بتاريخ 15 حزيران، ضمن عملية عودة منظمة إلى مجتمعاتهم الأصلية المنتشرة في مختلف أنحاء سوريا.

وأكدت السفارة أن هذه الخطوة جاءت بدعم مباشر من الولايات المتحدة، وبالتنسيق الوثيق مع إدارة المخيم، والسلطات المحلية، ووحدة دعم الاستقرار (StabUnit)، إحدى الجهات المدنية الشريكة في عملية تسهيل العودة.

وكانت غادرت يوم الأحد 15 حزيران/يونيو، دفعة تضم 178 شخصاً من ذوي الأمراض المزمنة والحالات الإنسانية مخيم الهول في ريف الحسكة، متجهة إلى مدينة حلب، في إطار مبادرة حملت اسم “قافلة الأمل”، وبدعم من منظمات محلية ودولية.

وتوزعت الدفعة الجديدة على 42 أسرة، وتم تنظيمها بإشراف إدارة المخيم، والإدارة الذاتية، وبمشاركة المركز السوري للأبحاث والدراسات، ووحدة دعم الاستقرار في حلب، وبدعم مباشر من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وبحسب بيان رسمي قرأته الرئيسة المشتركة لمخيم الهول، جيهان حنان، فإن هذه الخطوة تأتي استناداً إلى قرار صادر عن الإدارة الذاتية بتاريخ 23 كانون الثاني 2025، يقضي بالسماح بعودة السوريين إلى مناطقهم الأصلية، على أن تكون هذه العودة طوعية بالكامل، دون تعرّض النازحين لأي ضغط أو إكراه.

وذكر البيان أن التحضيرات لتنفيذ هذه الدفعة استغرقت أكثر من ثلاثة أشهر من التنسيق مع مفوضية اللاجئين، فروعها في دمشق وقامشلي، ومع عدد من المنظمات المحلية العاملة في الشمال السوري، مشيراً إلى أن الأولوية في هذه المرحلة خُصّصت للفئات الأشد حاجة، ولا سيما أصحاب الأمراض المزمنة والظروف الإنسانية الخاصة.

وأكدت إدارة المخيم في بيانها أن التنسيق مستمر مع الجهات المعنية لضمان عودة آمنة وكريمة لجميع النازحين إلى مناطقهم الأصلية، مع التشديد على احترام الإرادة الحرة للنازحين وحماية كرامتهم.

إلى ذلك، تواصل فرق الهلال الأحمر العربي السوري في محافظة الحسكة تقديم الخدمات الأساسية للسكان، لا سيما في مجالات الإسعاف والطوارئ والرعاية الطبية في مشفى مخيم الهول، الذي يشترك الهلال الأحمر في تشغيله مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وذكر رئيس مجلس إدارة الفرع، خضر مطلق الظاهر، أن المستشفى قدّم خلال عام 2024 خدمات نوعية شملت آلاف الجلسات والعلاجات، بينها أكثر من ألفي جلسة فيزيائية، ومئات العمليات الجراحية، وتركيب الأطراف الصناعية، فضلاً عن جلسات الدعم النفسي، والتحاليل المخبرية، والعلاجات السنية.

وأكد الظاهر أن فرق الهلال الأحمر مستمرة في تلقي البلاغات وتقديم الدعم من خلال وحدة الإسعاف، إضافة إلى استمرار عمل المستوصف الجديد في مدينة الحسكة، الذي اُفتتح مؤخراً لتوسيع نطاق الخدمات الطبية في الأحياء السكنية.

ويُشار إلى أن مخيم الهول لا يزال يؤوي ما يقارب 11 ألف نازح، موزّعين على نحو 2100 أسرة، أغلبهم من مناطق شرقي سوريا التي شهدت معارك ضد تنظيم داعش أو موجات نزوح جراء الظروف الأمنية والإنسانية خلال السنوات الماضية.

 

اقرأ المزيد
١٧ يونيو ٢٠٢٥
تكريماً لمسيرته.. ملعب حمص يحمل اسم الشهيد عبد الباسط الساروت بقرار رسمي

أصدر وزير الرياضة والشباب، في الحكومة السورية "محمد سامح حامض"، قراراً يقضي بتسمية ملعب كرة القدم في مدينة حمص باسم الشهيد عبد الباسط الساروت، حارس مرمى منتخب سوريا للشباب ونادي الكرامة، وأحد أبرز رموز الثورة السورية.

ويأتي هذا القرار تكريماً لروح الشهيد الساروت، ابن مدينة حمص، الذي شكّل خلال مسيرته الرياضية والوطنية رمزاً للبطولة والتضحية، وترك أثراً عميقاً في وجدان السوريين، باعتباره أحد الوجوه الشبابية التي جمعت بين التألق في الملاعب والنضال في الميادين.

ونص القرار على اعتماد الاسم الجديد في جميع المخاطبات الرسمية واللافتات التعريفية والأنشطة الرياضية والإعلامية التي تُقام في الملعب، ليُصبح اسمه الرسمي "ملعب الشهيد عبد الباسط الساروت".

كما كلفت وزارة الرياضة مديرية الرياضة والشباب في محافظة حمص بالتنسيق مع مجلس المدينة والجهات المعنية، من أجل تركيب اللوحات التعريفية الجديدة، وتنظيم فعالية رسمية بحضور ذوي الشهيد، بما يليق بمكانته في ذاكرة المدينة والوطن.

ويُعد هذا القرار بادرة رمزية تعكس اعتراف الدولة بتضحيات الشباب السوري، وتخليداً لمسيرة الساروت الذي تحوّل إلى أيقونة وطنية، جمعت بين الانتماء الرياضي والالتزام بالقضية العادلة لشعبه.

وودعت الثورة السورية يوم السبت الثامن من شهر حزيران لعام 2019 رمزاً من رموزها ممن خطوا بدمائهم وبطولاتهم وثباتهم درب التحرير الطويل الذي قدمت فيه ثورة الأحرار في سوريا عشرات آلاف الشهداء الأبرار، ليلتحق بركب من سبقه منشدها وأيقونتها وحارسها "عبد الباسط الساروت" شامخاً مقاتلاً وثائراً على نظام الأسد وزبانيته.

"عبد الباسط الساروت" اسم تعدى حدود الوطن السوري، وعرف في كل بلاد العالم، وصدح صوته في المظاهرات السلمية منذ بداياتها ولا زالت تتردد أهازيجه وأناشيده وعباراته في المظاهرات السلمية في الساحات والمحافل الثورية، خلدها بصوته وحسه الثوري لتبقى بعده شاهداً على نضاله في وجه النظام وحلفائه.

ويذكر أن  محافظ حمص "عبد الرحمن الأعمى" عبر  منصة إكس، "تويتر سابقًا" إنه "في ذكرى رحيل من غنّى للحرية وصدح بصوت الثورة، قررنا تخليد مسيرته وتضحيته بإطلاق اسمه على "ملعب بابا عمرو" في حمص، حيث تم رفع طلب رسمي إلى وزارة الرياضة لاعتماد الاسم: "ملعب الشهيد عبدالباسط الساروت".

اقرأ المزيد
١٧ يونيو ٢٠٢٥
نشطاء يستنكرون تماهي القضاء في ملاحقة إعلاميي النظام البائد بحلب

استنكر نشطاء إعلاميون وحقوقيون ما وصفوه بحالة "التماهي" التي يبديها القضاء في محافظة حلب تجاه دعاوى موثقة ضد إعلاميين كانوا يعملون لصالح مؤسسات النظام البائد، رغم توافر الأدلة والوثائق التي تُدينهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات إعلامية جسيمة.

وذكر النشطاء أن الدعوى، التي مضى عليها أكثر من أربعة أشهر، تتضمن أسماء كاملة مرفقة بصور وفيديوهات توثق تحريض هؤلاء الإعلاميين على القتل، وتزوير الحقائق، والترويج لخطاب الكراهية، إلى جانب ذكر المؤسسات الإعلامية التي ينتمون إليها.

ورغم ذلك، فوجئ مقدمو الدعوى بطلبات وصفت بـ"التعجيزية" من النيابة العامة، شملت معلومات لا علاقة لها بجوهر القضية، مثل اسم الأب، واسم الأم، ورقم الهاتف، والعنوان الكامل، في خطوة فسّرها الناشطون على أنها محاولة للتأخير والمماطلة المتعمدة.

في المقابل، أشار النشطاء إلى أن القضاء في مدينة حمص أبدى تجاوبًا فوريًا مع دعوى تقدمت بها الشبيحة "هبة صبوح"، ضد 12 ناشطًا إعلاميًا، رغم غياب المعلومات الأساسية عن المتهمين، وقد تم على إثرها استدعاء إعلاميين استنادًا فقط إلى محادثات عبر تطبيق "واتساب"، بتهمة التشهير.

هذا واعتبر النشطاء أن هذه الحادثة تكشف ازدواجية المعايير القضائية، حيث يُعامل الإعلاميون الموالون للنظام بـ"اللين والتغاضي"، بينما يُلاحق الناشطون المستقلون بسرعة وصرامة، حتى دون توفر الحد الأدنى من الأدلة أو الإجراءات القانونية السليمة، وفق تعبيرهم.

وفي أيار الماضي أطلق ناشطون وثوّار من مدينة حلب حملة إلكترونية تحت وسم "القصر_العدلي_عدو"، رفضاً لاستمرار وجود قضاة ومحامين داخل مؤسسة القضاء، ممن ارتبطوا سابقاً بمنظومة النظام البائد، وكانوا جزءاً من أدواته القمعية.

وقال منظّمو الحملة إن هذه الخطوة تأتي انطلاقاً من "المسؤولية الثورية والإعلامية، ووفاءً لدماء الشهداء والمعتقلين وضحايا الظلم"، مؤكدين أن مؤسسات العدالة لا يمكن أن تُدار بأدوات النظام الذي شرعن القمع واستباح كرامة الإنسان.

وعبّر ناشطون عن تطلعهم إلى مرحلة جدية من المحاسبة الشاملة لكل من ارتكب انتهاكات بحق السوريين خلال عهد النظام المخلوع، سواء من الأجهزة الأمنية أو القضائية، مؤكدين أن التغاضي عن هذه الأسماء سيُفقد الدولة الجديدة مصداقيتها في أعين من دفعوا أثماناً باهظة في سبيل الحرية والكرامة.

وأكدت تعليقات أخرى أن "الكثير من رموز القمع ما زالوا طلقاء، يمارسون وظائفهم، بل ويُمنح بعضهم مناصب جديدة"، وهو ما وصفه ناشطون بأنه "تهديد حقيقي لمسار العدالة الانتقالية"، داعين إلى تشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق ومتابعة ملفات القضاة المتورطين بجرائم ضد الإنسانية.

وكانت أوقفت إدارة الأمن الداخلي في محافظة دير الزور، المدعو "مجد العيسى"، وهو إعلامي حربي سابق في صفوف "ميليشيا الدفاع الوطني"، وذلك بعد تورطه في توثيق وتبرير انتهاكات ارتكبت بحق مدنيين خلال سنوات الثورة السورية.

وسبق ذلك إلقاء القبض على الشبيح "جميل قزلو"، أحد أبرز عناصر ميليشيا "الدفاع الوطني" والناشط كمراسل حربي ضمن صفوفها، وذلك خلال عملية أمنية جرت في حي التضامن بالعاصمة دمشق.

وكانت أكدت وزارة الإعلام عبر معرفاتها الرسمية، على إخضاع جميع الإعلاميين الحربيين ممن شاركوا في حرب النظام المجرم الساقط ضد الشعب السوري، لمحاكمة عادلة.

ولم يعجب القرار الإعلاميين المتلونين ممن دعموا نظام الأسد البائد، نظرا إلى دورهم المفضوح في مساندة النظام حتى اللحظات الأخيرة من سقوطه على يد الثوار، وحتى الأمس القريب كان عدد من الإعلاميين الموالين من أشد المدافعين عن نظامهم عبر صفحاتهم الرسمية.

وذكرت وزارة الإعلام أن "جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءاً من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط، وساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه ومجازره ضد الشعب السوري".

وشددت على أن "الإعلاميين الحربيين"، سيخضعون للمحاكمة العادلة ضمن إطار العدالة الانتقالية، التي تهدف إلى تحقيق الإنصاف ومحاسبة كل من تورط في انتهاكات جسيمة بحق أبناء الشعب السوري.

وتجدر الإشارة إلى أن جميع الإعلاميين العاملين في مؤسسات النظام سابقا كانوا يعلنون الولاء له وسط تشبيح منقطع النظير، ومع انتصار الثورة السورية بدء عدد منهم محاولة ركوب الموجة، وهناك أسماء بارزة عرفت بدعم نظام الأسد والمشاركة في سفك الدم السوري، مثل "كنانة علوش، صهيب المصري، شادي حلوة" وغيرهم.

اقرأ المزيد
١٧ يونيو ٢٠٢٥
أول دكتوراه نقدية في التفسير العلمي للقرآن بجامعة دمشق: أطروحة نوعية حول خلق الإنسان الجسدي

منحت كلية الشريعة في جامعة دمشق اليوم أول درجة دكتوراه ذات طابع نقدي في حقل التفسير العلمي للقرآن الكريم، عن أطروحة بعنوان: "التفسير العلمي لخلق الإنسان الجسدي في القرآن الكريم في العصر الحديث – دراسة تحليلية نقدية".

وقد أعدّ الرسالة الباحث أحمد شرف الدين برهان، بإشراف الأستاذ الدكتور عبد العزيز حاجي، وبمشاركة الأستاذ الدكتور مروان الحلبي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وأستاذ علم الجنين في كلية الطب بجامعة دمشق.

وتُعد هذه الأطروحة إنجازاً نوعياً في مسار الدراسات التفسيرية الحديثة، إذ تطرقت إلى الأقوال المعاصرة المتعلقة بخلق الإنسان الجسدي، عبر دراسة تحليلية نقدية تهدف إلى التمييز بين ما يُقبل منها علمياً وشرعياً وما ينبغي رده.

وتميّزت الرسالة بمنهجها العلمي الرصين، حيث تجاوزت الأسلوب الوصفي أو التجميعي، لتُقدّم رؤية تقييمية لطروحات العصر الحديث، في محاولة لإعادة النظر فيها بمنهجية علمية دقيقة.

وجرت مناقشة الرسالة بحضور وزير التعليم العالي الدكتور مروان الحلبي، ورئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان، إلى جانب نخبة من أعضاء الهيئة التدريسية ولفيف من المهتمين بالبحث العلمي والدراسات الدينية.

وفي ختام المناقشة، نالت الأطروحة درجة الشرف بتقدير 95، تتويجاً لجهود بحثية معمقة تشكل إضافة جديدة للمكتبة القرآنية المعاصرة، وتفتح أفقاً واعداً أمام التكامل بين العلم الحديث والنصوص الشرعية.

اقرأ المزيد
١٧ يونيو ٢٠٢٥
وفق شروط.. الطوارئ والكوارث تستقبل طلبات العودة للمنقطعين عن العمل منذ 2011

أصدرت وزارة "الطوارئ وإدارة الكوارث" في الحكومة السورية يوم الثلاثاء 17 حزيران/ يونيو، القرار رقم (35) الذي نص استقبال طلبات العودة للمنقطعين عن العمل بسبب الثورة السورية.

وحمل القرار توقيع وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، "رائد الصالح"، ونصت المادة الأولى منه أن "تبدأ اللجان المشكلة في مديريات الطوارئ وإدارة الكوارث باستقبال طلبات العودة للمنقطعين عن العمل بسبب الثورة وفق شروط محددة".

وتمثلت الشروط الواردة عبر القرار بـ"أن يكون المتقدم من العاملين السابقين في أفواج الإطفاء أو الدفاع المدني"، إضافة إلى "أن لا يكون قد صدر بحقه حكم قضائي قطعي بجناية أو جرم شائن"، وحددت الوزارة استقبال الطلبات لغاية 15 تموز القادم.

وبدأت وزارة الإدارة المحلية والبيئة في الحكومة السورية بإجراء مقابلات مع الموظفين المفصولين سابقاً بسبب مواقفهم المشرفة حيث تم فصلهم على يد نظام الأسد البائد لوقوفهم مع الثورة السورية المنتصرة.

ويأتي ذلك في إطار خطة حكومية معلنة بشكل رسمي و تهدف إلى إنصاف الموظفين المفصولين وإعادة تقييم ملفاتهم الوظيفية، تماشياً مع التوجه العام للدولة بعد إسقاط النظام البائد.

وذكر المكتب الإعلامي في الوزارة أن عدد الموظفين الذين تم فصلهم تعسفياً على مستوى المحافظات بلغ 5,622 موظفاً، مؤكداً التزام الوزارة بإعادة دمج الكوادر المتضررة ضمن مؤسسات الدولة، استناداً إلى الإجراءات القانونية والمعايير الإدارية المعتمدة.

وتُعد هذه الخطوة امتداداً لسلسلة من الإجراءات المتخذة في عدد من الوزارات لإعادة العاملين الذين فُصلوا بشكل مجحف خلال سنوات الحرب، لأسباب تتعلق بمواقفهم السياسية أو مشاركتهم في الثورة السورية.

وكانت وزارة التنمية الإدارية قد باشرت في 25 نيسان الماضي خطوات تنفيذية لإعادة العاملين المفصولين، في حين أعلنت الهيئة العامة للنفط والثروة المعدنية مطلع أيار الجاري عن فتح باب استقبال طلبات الموظفين المفصولين سابقاً نتيجة ممارسات النظام البائد، تمهيداً لإعادتهم إلى العمل.

وتؤكد الجهات الحكومية أن هذه الإجراءات تأتي في سياق إصلاحي يرمي إلى تصحيح المظالم الوظيفية التي تسببت بها تقارير أمنية كيدية أو أحكام تعسفية صدرت بحق موظفين تم تهجيرهم أو نزحوا قسراً عن مناطقهم، مشيرة إلى أن عملية إعادة المفصولين تسير وفق خطة شاملة تشمل مختلف القطاعات والمؤسسات.

وأكد مصدر عامل في وزارة التنمية الإدارية" أن الحكومة السورية لا تزال بصدد دراسة ملفات الموظفين المسرحين تعسفياً من قبل النظام السابق، مشيراً إلى إجراءات جديدة ستطاول هذا الملف من بينها العمل على إعادة قسم من الموظفين إلى وظائفهم الحكومية، لكن ضمن خطة تدريجية تعمل عليها الوزارات المعنية.

وأكد المصدر عدم وجود رقم محدد حول تعداد الموظفين الذين سرحهم النظام السابق على مدار عقد وأربع سنوات من الثورة، لكن يبدو أن الرقم كبير جداً ويصل إلى عشرات آلاف الموظفين، وفق "اقتصاد" المحلي.

وكانت وزارة التنمية الإدارية أكدت إنجازها دراسة تهدف إلى إعادة العاملين المفصولين من وظائفهم بسبب مشاركتهم في الثورة، وذلك استناداً إلى معايير واضحة وشفافة، بدأ تطبيقها فعلياً في وزارة التربية والتعليم.

وأفاد المصدر أنه نظراً للعدد الكبير للموظفين المفصولين تعسفياً، فإن قرارات العودة لن تشمل الجميع على الأغلب، إلا إذا حدثت شواغر وظيفية في مؤسسات الدولة.

وبخصوص المستحقات السابقة للموظفين المفصولين، أكد أنه جرى بحث هذه القضية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، دون التوصل إلى قرار حاسم يخصها، لافتاً إلى أن المتاعب المالية وإفلاس الخزانة العامة قد يعيقان صدور قرار من هذا النوع.

هذا وشددت وزارة التنمية الإدارية على أن عملية معالجة الملفات تسير بعدالة وشفافية تامة، وأن جميع المحافظات والجهات مشمولة دون استثناء، ونُهيب بالجميع عدم الالتفات إلى الإشاعات المغرضة التي تهدف إلى التشويش على الجهود المبذولة لإنصاف المفصولين وإعادتهم إلى مواقعهم الوظيفية.

اقرأ المزيد
١٧ يونيو ٢٠٢٥
الألغام تحصد أرواح المدنيين مجدداً.. قتلى في السويداء وجرحى بريف حمص

قُتل شابان مدنيان يوم الثلاثاء 17 حزيران / يونيو 2025، جراء انفجار لغم أرضي أثناء مرورهما على دراجة نارية في طريق تل أبو غانم شرق منطقة قاع البنات في بادية السويداء جنوبي سوريا، فيما أسفر انفجار مماثل يوم أمس عن سقوط جرحى مدنيين بريف حمص الشرقي.

وفي التفاصيل ذكرت مصادر محلية لموقع "السويداء 24" أن الضحيتين، "كاسم عواد وأحمد مطاوع"، ينحدران من قرية جديدة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وكانا على ما يبدو في رحلة تنقيب عن الآثار حين وقع الانفجار.

وأشارت المصادر إلى أن منطقة تل أبو غانم، ومعظم المناطق المحيطة بها قرب تلول الصفا، تنتشر فيها كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة، نتيجة كونها ساحة سابقة لعمليات عسكرية ضد تنظيم داعش، كما حذّرت من الشائعات المتداولة عن وجود كنوز وآثار في تلك البقاع، والتي تدفع البعض للمخاطرة بأرواحهم والتوغل في مناطق غير آمنة.

وفي حادثة مماثلة وقعت يوم أمس الاثنين 16 حزيران، أصيب مدنيان من أبناء مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، جراء انفجار لغم أرضي قرب منطقة بير فايز، على طريق روض الوحش غرب المدينة بنحو 10 كم وتم إسعاف المصابين إلى مشفى الوليد في مدينة حمص، وسط معلومات عن أن أحدهما في حالة حرجة.

وتواصل فرق الدفاع المدني السوري العمل على الحد من مخاطر مخلفات الحرب التي تركها نظام الأسد وحلفاؤه على مساحات شاسعة من الأراضي السورية. ومن أبرز جهودها خلال تحديد الحقول الملوثة، حيث حددت الفرق 117 حقل ألغام ونقاط ملوثة في محافظات إدلب، حلب، حماة، اللاذقية، ودير الزور، مع وضع علامات تحذيرية لتحذير السكان.

وتقوم فرق الدفاع بإتلاف الذخائر غير المنفجرة، وتمكنت الفرق من إتلاف 822 ذخيرة غير منفجرة، معظمها قنابل عنقودية، وتحذر الفرق السكان من الاقتراب من المناطق الملوثة نظرًا لعدم توفر إمكانيات متخصصة لإزالة الألغام بشكل كامل. 

وتؤدي الألغام والذخائر غير المنفجرة إلى خسائر بشرية كبيرة، حيث تترك الإصابات غالبًا عاهات دائمة، وتؤدي إلى نزوح داخلي بسبب الخوف وانعدام الأمان كما أن هذه المخلفات تعيق عودة المهجرين إلى قراهم ومزارعهم، مما يعرقل النشاط الزراعي والاقتصادي في المناطق المتضررة.  

يؤكد استمرار هذه الحوادث الحاجة الملحة لتكثيف الجهود الدولية والمحلية لإزالة الألغام ومخلفات الحرب، بهدف حماية أرواح المدنيين وإعادة تأهيل المناطق المتضررة لتحقيق الاستقرار والتنمية.

هذا وتشكل مخلفات الحرب، بما فيها الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، أحد أبرز التحديات التي تهدد حياة السوريين وتفاقم معاناتهم الإنسانية، حيث تنتشر هذه المخلفات على مساحات واسعة نتيجة العمليات العسكرية التي نفذها نظام الأسد البائد وحلفاؤه على مدى سنوات الحرب.  

وتتسبب هذه المخلفات في خسائر بشرية فادحة بشكل يومي، إذ تؤدي الانفجارات الناتجة عنها إلى القتل أو الإصابة بعاهات دائمة مثل فقدان الأطراف. وبحسب إحصاءات منظمات محلية ودولية، فإن الأطفال هم الشريحة الأكثر تضررًا، إذ غالبًا ما يكونون غير مدركين للخطر الذي تشكله هذه الأجسام.

اقرأ المزيد
١٧ يونيو ٢٠٢٥
اجتثاث مصادر الفوضى.. قرار حازم بمنع حيازة السلاح قبل فلول النظام وأعوانهم بديرالزور

أصدرت مديرية الأمن الداخلي في محافظة دير الزور، يوم الثلاثاء 17 حزيران/ يونيو، قراراً يقضي بمنع امتلاك أو حيازة السلاح بجميع أنواعه من قِبل فلول النظام البائد وأعوانهم، ممن تربطهم صلات بالنظام السابق، نظراً لما يمثله ذلك من تهديد مباشر لأمن المجتمع واستقراره.

وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة دير الزور العقيد "ضرار الشملان"، إن القرار جاء في إطار الحملة الأمنية الشاملة التي انطلقت في محافظة دير الزور، والهادفة إلى اجتثاث مصادر الفوضى والتهديد الأمني.

وشدد على أن هذا القرار جاء بعد التثبت من استخدام هذه الأسلحة في تنفيذ جرائم قتل، وتهديد مباشر لأمن المدنيين، والتستر على شبكات تخريبية وقد بدأت بالفعل قوات الأمن الداخلي بتنفيذ عمليات مداهمة دقيقة في عدد من المناطق، وصادرت كميات من الأسلحة التي كانت تُستخدم خارج إطار القانون.

وأكد أن كل من يُضبط بحوزته سلاح من هذه الفئة، سيُعامل كخارج عن القانون، وتتخذ بحقه الإجراءات الرادعة دون أي تهاون، كما دعا العقيد "ضرار الشملان"، الأهالي للتعاون الكامل مع قوات الأمن، والتبليغ عن أي حيازة غير قانونية للسلاح، وشدد على أن الحملة مستمرة ولن تتوقف حتى يُرسّخ الأمن ويزال كل تهديد يمس استقرار المنطقة.

وكان أصدر قائد الأمن الداخلي بيانا حول انتهاء المرحلتين الثانية والثالثة من الحملة الأمنية المستمرة التي أطلقتها قيادة الأمن الداخلي بالاشتراك مع وزارة الدفاع ضد فلول النظام البائد في محافظة دير الزور شرقي سوريا.

ويذكر أن الحملة تمخضت عن إلقاء القبض على عدد من المطلوبين بتهم مختلفة بين جرائم قتل واتجار بالمخدرات وتهريب للسلاح في مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، وأكد الأمن الداخلي في دير الزور أن الحملة مستمرة ضد كل من تواطأ مع النظام البائد، وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار في ربوع المحافظة.

اقرأ المزيد
١٧ يونيو ٢٠٢٥
"ملف القتَلة".. أبرز مجرمي ميليشيات نظام الأسد البائد الذين سفكوا دم السوريين

عُرف عن نظام الأسد البائد منذ اندلاع الثورة السورية اعتماده على تشكيل ما يُعرف بـ"الشبيحة"، وهم مجموعات مسلحة قوامها لصوص وقتلة، أوكلت إليها مهام القمع والتنكيل وقتل المدنيين، إلى جانب جيشه وأجهزته الأمنية، هذا النهج أدى إلى نشوء مئات الميليشيات المحلية التي مارست، على مدى سنوات، أعمالًا عسكرية وأمنية وحشية ضد السوريين، وارتكبت انتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وتستعرض شبكة "شام" الإخبارية في هذا التقرير مجموعة من أبرز قادة هذه الميليشيات وأكثرهم دموية، ممن لعبوا أدوارًا رئيسية في تنفيذ تلك الانتهاكات والجرائم الوحشية، وسط تساؤلات تتجدد اليوم عن مصيرهم، ومطالب متصاعدة بملاحقتهم قضائيًا ومحاسبتهم على ما اقترفته أيديهم الملطخة بدماء الشعب السوري.

سهل الحسن.. النمر الذي تحول إلى هر فار
يعتبر المجرم "سهيل الحسن" من مواليد عام 1970 في إحدى قرى مدينة جبلة على الساحل السوري، وهو من أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الهارب "بشار الأسد"، من أبرز قادة ميليشيا النظام البائد، حيث يقود ميليشيات النمر.

وطيلة السنوات الماضية، عمل الإعلام الرسمي على تلميع صورة "النمر" الذي تمت ترقيته، وذلك لحاجة النظام لرمز معنوي في الميدان يلتف حوله أنصاره، وكان الضابط الوحيد الذي رافق الهارب بشار الأسد حين التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم الجوية نهاية عام 2017.

هذا ووصفت مجلة دير شبيغل الألمانية في تقرير سابق لها الحسن -المدرج على قائمة العقوبات الأوروبية- بأنه مجرم حرب، ومنذ إسقاط نظام الأسد و سحق ميليشيات النمر الرديفة لجيش النظام البائد، طرحت الكثير من التساؤلات حول مصير متزعم الميليشيات "النمر".

ويغيب عن المشهد أيضًا، مصير الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون"، معراج أورال، المعروف باسم "علي كيالي" وعُرف أورال باسم "جزار بانياس" بعد عام 2013، لمسؤوليته عن مجزرة قرية البيضا في بانياس في ذلك العام، والتي راح ضحيتها أكثر من 70 مدنياً.

نابل وسيمون.. ثنائي الإجرام وسط سوريا
اشتهر  متزعم ميليشيا الدفاع الوطني السابق لدى نظام الأسد البائد في مدينة السقيلبية بريف حماة "نابل العبدالله"، المدرج على لوائح العقوبات الغربية، بجرائمه ومشاركته في العمليات العسكرية ضد الشعب السوري، وطالما استقوى بالدعم الروسي غير المحدود، إلى جانب نظيره الطائفي "سيمون الوكيل" الذي كان يقود ميليشيات الدفاع الوطني بمحردة غربي حماة.

وحاول قادة ميليشيات النظام البائد "الوكيل والعبد الله"، يحاولون بث النعرات الطائفية والتضحية بأبناء الطائفة المسيحية في سوريا، للنجاة من المحاسبة والعقاب، جراء ما اقترفاه عبر تزعمهما ميليشيات النظام من جرائم حرب في ريف حماة من قصف وقتل وتدمير للمساجد والمقدسات.

صهر آل الأسد.. الطائفي الذي توعد وهدد قبل إغلاق حساباته
اختفى "جهاد إبراهيم بركات"، متزعم ميليشيات "مغاوير البعث"، عن الظهور الإعلامي بعد أن كان يهدد ويتوعد بحرق إدلب ودرعا، وهو متزوج من انتصار بديع الأسد، وينحدر من مدينة القرداحة بريف اللاذقية ومعروف بنفسه الطائفي والتشبيح المطلق للنظام.

ومع ذكر قادة الميليشيات المحلية لا بد من ذكر "فراس علي الجهام"، الملقب بـ"فراس العراقية"، وهو كان متزعم ميليشيا ما يسمى بـ"قوات الدفاع الوطني"، بديرالزور، إضافة إلى القيادي بميليشيا "لواء الباقر" "فادي العفيس"، و"فاضل وردة"، قائد "الدفاع الوطني".

ومن أبرز متزعمي ميليشيات الأسد البائد "يعرب عصام زهر الدين" قائد ميليشيات "نافذ أسد الله"، ومدير المكتب الأمني التابع للفرقة الرابعة في الجنوب السوري، بعد أن خلف والده الهالك "عصام زهر الدين" الذي قتل بانفجار لغم خلال معارك دير الزور عام 2017.

وكذلك مدير المكتب السياسي في ميليشيا لواء الباقر، "عمر الحسين الحسن"، وكان شارك في تأسيس لواء الباقر في عام 2012، مع قريبه قائد مليشيا لواء الباقر خالد المرعي، الملقب بـ"الحاج أبو حسين"، وهما على علاقة مع "نواف البشير" قائد ميليشيا "أسود العشائر" المدعومة من إيران، الذي توارى عن الأنظار هو الآخر.

ومن بين قادة ميليشيات الأسد البائد متزعم ما يسمى بـ"قوات المهام الخاصة" (فوج الشواهين) "صقر شاهين"، التابع لميليشيات الفرقة 25، و"مجاهد فؤاد إسماعيل" قائد ميليشيا مركز كتائب البعث بدمشق، ونظيره القائد في الميليشيات ذاتها "يوسف حسن سلامة"، و"عصام نبهان سباهي" قائد مركز كتائب البعث بحماة، و"غزوان محسن سلموني" قائد ميليشيا الدفاع الوطني بمنطقة الصبورة سابقاً، و"حسام الزير" قائد مجموعات الزير طه في محافظة حلب.

وكذلك "محمد السعيد" الذي أسس ميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني بدعم من من فرع المخابرات الجوية في المنطقة الشمالية الذي شجع عمليات تجنيد واسعة في صفوف الفلسطينيين، وشارك اللواء في قمع المظاهرات ثم تبنى العمل المسلح بالكامل، و قام لواء القدس بارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق السوريين، حيث تلقى أوامر من قادته "السعيد" ونائبه سابقا "عدنان السيد" الذي تمكن الأمن الداخلي من إلقاء القبض عليه.

ويعد "فيليب سليمان أبو عدي"، من بلدة السقيلبية في ريف حماة، من أبرز القادة العسكريين المحليين الموالين للأسد في المنطقة، وكان يقود ميليشيا "قوات الغضب" الرديفة، والتي لعبت دورًا رئيسيًا في شن الهجمات على مواقع الثوار في ريف حماة، وكانت مصدرًا دائمًا للقصف على المدن والبلدات في الريف الغربي.

وأما "رسلان العلي الرسلان"، المنحدر من مدينة منبج بريف حلب، فهو قائد "لواء الشمال" التابع للأمن العسكري، ويُعرف بأنه الذراع الأيمن للعميد سهيل الحسن. استطاع بفضل علاقاته الأمنية أن يصل إلى عضوية مجلس الشعب في دورته التشريعية الرابعة، ويواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد المدنيين، كما كوّن ثروة ضخمة من السرقات والابتزاز، وكان يمنح بطاقات أمنية للمطلوبين مقابل مبالغ مالية.

و"محمد الحاج علي"، قائد ما يُسمى بـ"جيش الوفاء" التابع للنظام في مدينة دوما،  ومن منطقة القلمون بريف دمشق، برز مهند زيد، ابن قرية عين التينة، كأحد الوجوه الأمنية والسياسية في صفوف النظام، إذ شغل سابقًا عضوية في مجلس الشعب. أسّس ميليشيا "قادش" التابعة للحرس الجمهوري، وكان له نشاط بارز في دوما وحرستا، كما قاد ميليشيا "درع القلمون" المرتبطة بالفرقة الثالثة دبابات.

وفي مدينة حماة، يُعرف محمود إبراهيم بلقبه "أبو علي خشفة"، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمنية والعسكرية في المخيمات. يتولى قيادة ميليشيا "القيادة العامة" التابعة لأحمد جبريل، ويُرجّح أنه يحمل رتبة مقدم في فرع الأمن العسكري، أما دهام الشلاش الفارس، المنحدر من قرية أبو دالي في ريف إدلب، فقد قاد ميليشيا محلية رديفة لقوات النظام، واعترف صراحةً بقتاله إلى جانبها في معارك ريفي حماة وإدلب.

وبعد سقوط نظام الأسد البائد وجدت سوريا الجديدة نفسها أمام العديد من التحديات الخارجية والداخلية، لعل أبرزها على المستوى الداخلي هو كيفية التعامل مع فلول النظام السابق الذين لا يزالون يشكلون تهديداً مباشراً لاستقرار البلاد.

وشدد المحلل العسكري العقيد أديب عليوي على ضرورة تجفيف منابع الإمداد العسكري لفلول النظام، من خلال مداهمة مستودعات التسليح في الوحدات العسكرية التي كانت تتبع قوات النظام البائد.

وذلك بالأخص في مناطق الساحل وريف حمص الغربي، إضافة للأماكن التي يختبئ فيها الفلول بالجبال والأحراش، والتي تحتوي على مستودعات ذخيرة بعضها متوسط وثقيل منذ زمن.

ويشير إلى ضرورة استخدام تقنيات حديثة في هذا المجال، كطائرات شاهين المسيرة بشكل فعال، من خلال المراقبة واستخدامها بالوقت المناسب لصد أي تحرك للفلول، أو اكتشاف أي مستودع أو ملجأ بالجبال التي تختفون فيها.

هذا ونفذت القوات الأمنية والعسكرية في سوريا ممثلة بوزارة الدفاع السورية وقوى الأمن الداخلي، حملات أمنية مركزة طالت العديد من الأشخاص الضالعين بقتل الشعب السوري، وارتكاب جرائم كثيرة بحقهم خلال تواجدهم لسنوات طويلة في صفوف ميليشيات الأسد البائد وشبيحته، ونجحت القوات الأمنية بالقبض على عدد من المتورطين.

اقرأ المزيد
١٧ يونيو ٢٠٢٥
تصاعد موجة الاغتيالات في درعا: 15 قتيلاً خلال النصف الأول من حزيران وسط غياب المساءلة

رصد "تجمع أحرار حوران" المحلي تصاعداً مقلقاً في وتيرة العنف والاغتيالات بمحافظة درعا خلال النصف الأول من شهر حزيران الجاري، حيث وثّق مكتب توثيق الانتهاكات في التجمع 13 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 15 شخصاً، بينهم سيدة ويافع، إضافة إلى إصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة، معظمها سُجل ضد مجهولين.

وآخر هذه العمليات وقعت صباح السبت 14 حزيران، حيث قُتل القيادي في قوى الأمن الداخلي، علي الصبح المجاريش، المعروف بلقب “جلجت”، في كمين مسلح نفّذه مجهولون على أطراف بلدة محجة بريف درعا الشمالي. 


وبحسب روايات محلية، استُدرج المجاريش إلى موقع الحادث عبر فخ تمثّل في حادث سير مفتعل، ليُطلق عليه وابل من الرصاص من قبل مسلحين يستقلون ثلاث دراجات نارية، ما أدى إلى مقتله على الفور وإصابة شخص كان برفقته، بينما لاذ المنفذون بالفرار.

ويأتي هذا الاغتيال ضمن سلسلة متصاعدة من الهجمات التي طالت عناصر أمن ومدنيين وناشطين، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق المحافظة مجددًا نحو الفوضى الأمنية. فقد شهد يوم الجمعة 13 حزيران وفاة عنصر الأمن أحمد يوسف البردان متأثراً بجراح أصيب بها في هجوم مسلح استهدف دورية أمنية أثناء استجابتها لبلاغ في مساكن جلين غرب المحافظة.

وفي العاشر من الشهر ذاته، أُغتيل الناشط الإعلامي عبد الرحمن الحريري المعروف بـ"أبو شاهين الصورة" برفقة الشاب محمد عبد الحميد الجرابعة على الطريق الواصل بين بلدتي الصورة والحراك، في حادثة وُصفت بأنها استهداف مباشر للأصوات الرقابية، خصوصاً أن الحريري كان من أبرز النشطاء الذين كشفوا عن شبكات المخدرات في الجنوب.

وشهدت منطقة وادي حيط بدورها عملية اغتيال أخرى راح ضحيتها الشاب محمود غسان الغزاوي، أحد عناصر الأمن الداخلي، وأُصيب قريبه معاذ الغزاوي في كمين مسلح مماثل. كما تعرضت مدينة الصنمين لعملية إطلاق نار استهدفت منزل أحد المدنيين، وردّت قوى الأمن بإطلاق نار على الدراجة المستخدمة في الهجوم، دون تسجيل إصابات مؤكدة، وفي مدينة بصرى الشام، أصيب الشاب خالد خليل المصاطفة بطلق ناري في ساقه خلال محاولة اغتيال نُفذت ليلاً.

ورغم تصاعد هذه الهجمات وتنوع أهدافها، لم تتبنّ أي جهة مسؤوليتها عنها حتى الآن، ما يعمّق المخاوف من وجود جهات تعمل على زعزعة الأمن واستغلال المرحلة الانتقالية في الجنوب السوري، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه مؤسسات الأمن المحلي التي جرى تشكيلها حديثاً عقب سقوط نظام الأسد.

ويطالب سكان المحافظة الحكومة والسلطات المختصة بتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية والشرطية، وتسريع إجراءات محاسبة المتورطين، إلى جانب ضبط انتشار السلاح وتفكيك الشبكات المسلحة الخارجة عن القانون.

في المقابل، تسعى الحكومة السورية الجديدة إلى احتواء التدهور الأمني وتثبيت سيادة القانون من خلال دعم الشرطة المحلية وتعزيز الشراكة المجتمعية، في مسعى لطي صفحة الفوضى التي أنهكت المحافظة لسنوات، إلا أن الأيام القادمة ستحدد ما إذا كانت هذه الجهود قادرة على إيقاف نزيف الاغتيالات في درعا.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٣٠ يونيو ٢٠٢٥
أبناء بلا وطن: متى تعترف سوريا بحق الأم في نقل الجنسية..؟
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
محاسبة مجرمي سوريا ودرس من فرانكفورت
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
استهداف دور العبادة في الحرب السورية: الأثر العميق في الذاكرة والوجدان
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
١٧ يونيو ٢٠٢٥
فادي صقر وإفلات المجرمين من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
١٣ يونيو ٢٠٢٥
موقع سوريا في مواجهة إقليمية محتملة بين إسرائيل وإيران: حسابات دمشق الجديدة
فريق العمل
● مقالات رأي
١٢ يونيو ٢٠٢٥
النقد البنّاء لا يعني انهياراً.. بل نضجاً لم يدركه أيتام الأسد
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٦ يونيو ٢٠٢٥
النائب العام بين المساءلة السياسية والاستقلال المهني
فضل عبد الغني مدير ومؤسس الشبكة السورية لحقوق الإنسان