أعلن دبلوماسي أوروبي رفيع، في تصريحات خاصة لـ”اندبندنت عربية”، أن الاتحاد الأوروبي يعتزم تنظيم حدث رفيع المستوى في العاصمة السورية دمشق، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، مؤكداً أهمية الدور الذي يلعبه المجتمع المدني السوري ووسائل الإعلام الحرة والمستقلة والجاليات السورية في الخارج لضمان نجاح الانتقال نحو مجتمع سلمي وعادل وشامل وتعددي.
وجاءت تصريحات المسؤول تعليقاً على أحداث العنف التي شهدتها مدينة السويداء جنوبي سوريا، والتي أسفرت عن مقتل المئات ونزوح ما يقارب 175 ألفاً من سكانها، حيث شدد على مسؤولية السلطات الانتقالية السورية في حماية جميع المواطنين دون تمييز، واتخاذ خطوات عاجلة لنزع سلاح المجموعات المسلحة وتسريح المقاتلين وإعادة هيكلة قوات الأمن بما يتماشى مع المعايير الدولية.
وأكد المسؤول استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم هذه الجهود، مشيراً إلى أن بروكسل نظمت خلال الأعوام الماضية “يوم الحوار” ضمن مؤتمرها السنوي لجمع مختلف أصوات المجتمع المدني السوري، وأنها تخطط هذا العام لتنظيم نشاط مشابه للمرة الأولى داخل دمشق.
وفي السياق ذاته، قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي لـ”اندبندنت عربية” إن التكتل يدين بشدة أعمال العنف في جنوب سوريا خلال يوليو الماضي، ولا سيما الهجمات التي نُسبت إلى جماعات مسلحة ضد المدنيين، داعياً إلى تحقيق شفاف وموثوق ومحايد ومحاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي.
كما شدد على ضرورة احترام وقف إطلاق النار بشكل كامل، وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية والمواقع الدينية، ومنع أي تحريض أو خطاب طائفي.
وأشار المتحدث إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن سابقاً تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 1.6 مليون يورو، مطالباً جميع الأطراف، وخاصة السلطات الانتقالية السورية، بتأمين وصول آمن وغير مقيد لهذه المساعدات وتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني، مؤكداً أن هذه المساعدات تُسلَّم عبر شركاء موثوقين وفق مبادئ الحياد وعدم التحيز والاستقلالية.
أجرت الصفحة الرسمية المعروفة باسم "الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز" على موقع فيسبوك، تعديلاً لافتاً على اسمها، حيث حذفت كلمة "المسلمين" ليصبح الاسم الجديد "الرئاسة الروحية للموحدين الدروز"، وذلك وفق ما أظهره سجل التعديلات الذي يبيّن أن التغيير تم بتاريخ السبت 9 آب/أغسطس.
ورغم أن الخطوة قد تبدو للبعض شكلية أو تقنية، إلا أنها أثارت اهتمام ومتابعة شريحة واسعة من أبناء الطائفة والمتابعين للشأن العام، خاصة أن رصد التغيير جاء عبر ناشطين ومواقع إخبارية محلية خلال الساعات الماضية، وسط تساؤلات عن أسبابه وتوقيته.
وجاء هذا التطور متزامناً مع تصعيد ملحوظ في اللهجة الخطابية لبيانات وتصريحات الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي للطائفة في السويداء، والتي حملت خلال الأسابيع الأخيرة نبرة انتقادية حادة تجاه الدولة السورية.
وتُظهر معلومات إدارة الصفحة أن التحكم بها يتم عبر ثلاثة حسابات، اثنان منها يتواجدان داخل سوريا، وثالث في الولايات المتحدة، وهو ما علّق عليه ناشطون بالقول إن تنوع مواقع مديري الصفحة قد يسهم في اختلاف وتيرة الخطاب أو طبيعة الرسائل المنشورة، وربما يؤثر على توقيت هذه التعديلات أو دلالاتها.
ويُنظر إلى هذا التغيير في اسم الصفحة، بالنسبة للبعض، كجزء من مسار أوسع في الخطاب الديني والسياسي للرئاسة الروحية، فيما يرى آخرون أنه إجراء تقني بحت لا يتجاوز حدود إدارة الهوية الرقمية للصفحة، وسط ترقب لما إذا كانت هذه الخطوة ستتبعها تغييرات أعمق في الخطاب أو المواقف الرسمية.
وسبق أن أصدر الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، السبت 9 آب/ أغسطس، بياناً اتهم فيه الحكومة السورية بارتكاب ما وصفه بـ"إبادة ممنهجة" بحق أهالي المحافظة، داعياً إلى تدخل دولي عاجل وفتح تحقيقات أممية، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بسبب إشادته العلنية بدور الولايات المتحدة وإسرائيل والإدارة الذاتية ودول خليجية في الملف.
وفي سابقة لافتة، وجّه الهجري الشكر للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "لموقفه الواضح في دعم الأقليات ورفض الاستبداد"، كما شكر "حكومة وشعب إسرائيل لتدخلهم الإنساني"، إضافة إلى امتنانه لدول خليجية عربية وللإدارة الذاتية في شمال وشرق الفرات على ما اعتبره "دعماً لأهلهم في السويداء".
ويعكس هذا الخطاب – وفق مراقبين – تبنّي الهجري الكامل لخطاب قوى وجهات خارجية، بينها إسرائيل، طالما سعت إلى توظيف ملف السويداء سياسياً وأمنياً، الأمر الذي يضعه في موقع المتقاطع مع أجندات خارجية مناوئة للدولة السورية.
كما دعا البيان إلى "انسحاب كافة المجموعات المسلحة إلى خارج الحدود الإدارية للسويداء"، في صيغة فُهم منها المطالبة بخروج القوات الحكومية من المحافظة، تمهيداً لترسيخ نفوذ قواته المدعومة من إسرائيل على كامل المنطقة.
ويؤشر هذا البيان إلى مضي الهجري في خيار المواجهة مع دمشق عبر المطالبة بتدخل دولي مباشر، ما يفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الخارجية في الجنوب السوري، في وقت تؤكد فيه الحكومة السورية أنها تعمل على إعادة الأمن والاستقرار للمحافظة.
أكد فضل عبد الغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في مقال نشره موقع تلفزيون سوريا، أن لجان التحقيق الوطنية تشكل إحدى الركائز الأساسية في مسارات العدالة الانتقالية والحكم الديمقراطي، حيث يتم اللجوء إليها للتحقيق في الإخفاقات المؤسسية وانتهاكات حقوق الإنسان والقضايا ذات الاهتمام العام.
وأوضح أن هذه اللجان، التي تلتقي فيها الأبعاد القانونية والسياسية والاجتماعية، تواجه ما وصفه بـ "مفارقة الشرعية"، إذ يتم تشكيلها برعاية الدولة لكنها مكلفة في الوقت نفسه بالتحقيق في إخفاقات وانتهاكات قد تكون منسوبة للدولة نفسها.
اللجان الوطنية المشكلة في سوريا عام 2025
استعرض عبد الغني أمثلة حديثة من السياق السوري، مشيراً إلى أنه في عام 2025 تم تشكيل ثلاث لجان وطنية رئيسية استجابة للتطورات الأمنية والاجتماعية في الساحل والسويداء، حيث صدر في آذار قرار رئاسي بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في أحداث العنف الطائفي والانتهاكات الجسيمة بمحافظات اللاذقية وطرطوس وحماة، بالتوازي مع إنشاء لجنة عليا للسلم الأهلي لاحتواء التوترات. وفي تموز، ومع تصاعد الأحداث الدامية في السويداء، شُكلت لجنة تحقيق خاصة لمعالجة تداعيات هذه التطورات.
المبادئ الأساسية لتصميم لجان التحقيق
شدد عبد الغني على أن نجاح لجان التحقيق الوطنية يعتمد على الالتزام بثلاثة مبادئ أساسية هي: الاستقلالية، والتمثيل، ووضوح التفويض، موضحاً أن غياب هذه المبادئ يضعف من مصداقية اللجان مهما بلغت مهنيتها.
الاستقلالية المؤسسية والمالية
بيّن عبد الغني أن الاستقلالية تتطلب نصوصاً دستورية أو تشريعية تحصّن اللجنة من التدخل السياسي، إضافة إلى استقلالية تشغيلية تمنحها حرية إدارة التحقيقات وتخصيص الموارد وإصدار النتائج بشفافية.
وأكد أن السيادة المالية، عبر ميزانية مستقلة وصلاحيات إنفاق تقديرية، تعزز الكفاءة والفاعلية، محذراً من أن الاعتماد على التمويل الحكومي الدوري قد يضع اللجنة تحت ضغط سياسي. كما شدد على ضرورة ترسيخ صلاحيات التحقيق في التشريعات، مثل استدعاء الشهود وحمايتهم والوصول إلى الوثائق، ضمن ما سماه "مناطق الاستقلالية".
التعيين التشاركي للأعضاء
أوضح أن طريقة اختيار الأعضاء تشكل تحدياً، إذ تحتاج اللجنة إلى تفويض من الدولة لكنها مطالبة بالاستقلال عنها، مشيراً إلى أن التعيين عبر آليات تشاركية تشمل المجتمع المدني والبرلمان والقوى الاجتماعية والسياسية يعزز الشرعية ويحمي الاستقلالية. كما شدد على أهمية التنوع الجندري والعرقي والمناطقي، ليس فقط كالتزام رمزي، بل كضرورة عملية لضمان فعالية التحقيق والحد من النزاعات.
الشمولية والتنوع المعرفي
أشار عبد الغني إلى أن تكوين اللجان يجب أن يجمع بين الخبرة الفنية والشرعية المجتمعية، مع دمج المعرفة المهنية والتجريبية في آن واحد. واعتبر أن إشراك منظمات المجتمع المدني كمفوضين كاملين يضمن مركزية الضحايا ويوفر ذاكرة مؤسسية تربط بين الإجراءات الرسمية وتجارب المجتمع المحلي.
وضوح التفويض والحدود الزمنية
أكد على أهمية تحديد صلاحيات اللجنة بشكل واضح، مع الحفاظ على مرونة تسمح بمتابعة الأدلة الجديدة، وتحديد جداول زمنية واقعية توازن بين الشمولية والقيود العملية. كما دعا إلى مواءمة الصلاحيات القانونية مع طبيعة التفويض، بما يشمل استدعاء الشهود، والوصول إلى الوثائق، والتفتيش، مع ضمان حماية الحقوق الفردية.
مشاركة الضحايا كنواة معرفية
لفت عبد الغني إلى ضرورة الانتقال من اعتبار شهادة الضحية دليلاً إجرائياً فقط إلى الاعتراف بها كسلطة معرفية، من خلال تمكين الضحايا من المشاركة في تحديد أولويات التحقيق وتفسير نتائجه، وتوفير هياكل تشاركية تراعي الدعم النفسي وتفادي إعادة الصدمة، مع توفير خيارات متعددة للإدلاء بالشهادات وحماية الهوية.
العدالة الإجرائية والشفافية
أوضح أن الطابع شبه القضائي للجان التحقيق يتطلب موازنة بين المرونة وحماية الحقوق القانونية، مشدداً على ضرورة وضع معايير أدلة واضحة ومنهجيات توثيق دقيقة، وتبني استراتيجيات اتصال فعالة مع الجمهور، ونشر المنهجيات والتقارير الدورية مع مراعاة ضرورات السرية.
تعبئة الموارد وتنفيذ التوصيات
أكد عبد الغني أن الموارد الكافية والمستقلة شرط أساسي لنجاح اللجان، داعياً إلى تخطيط مالي شامل يغطي جميع مراحل عملها، وتوظيف كوادر مؤهلة تجمع بين الكفاءة الفنية والحساسية الثقافية. كما اعتبر أن تنفيذ التوصيات يمثل التحدي الأكبر، ويتطلب آليات متابعة مستقلة، ورقابة برلمانية، ودعماً من المجتمع المدني. وأشار إلى أهمية حفظ الذاكرة المؤسسية عبر أرشفة المواد وحمايتها، وإنشاء أرشيفات إلكترونية حيّة تواصل تحديث المعلومات.
اختتم عبد الغني مقاله بالتأكيد على أن نجاح لجان التحقيق الوطنية في سوريا يتطلب هندسة مؤسسية دقيقة تضمن الاستقلالية والشمولية ووضوح التفويض، مع إشراك الضحايا والمجتمع المدني بفاعلية، موضحاً أن هذه اللجان، رغم أنها لا تضمن وحدها تحقيق المصالحة أو المساءلة، قادرة على خلق مساحات حيوية لكشف الحقائق، والاعتراف بالضحايا، وتعزيز التعلم المجتمعي، بما يدفع التحولات السياسية والاجتماعية قدماً ويجعل البحث عن الحقيقة معبّراً عن المصلحة الجماعية للمجتمع.
أعلن الهلال الأحمر القطري، اليوم الأحد، إطلاق المرحلة الثانية من مشروع “جسور الشفاء والأمل” لتوفير أدوية كيميائية ومناعية وهرمونية مرتفعة التكلفة لمرضى السرطان المسجلين في مراكز الأورام بشمالي سورية، وذلك لمدة خمسة أشهر.
ويستهدف المشروع 112 مريضاً بشكل مباشر، إضافة إلى 560 من أسرهم والمجتمع المحلي، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومديريتي الصحة في إدلب وحلب لضمان جودة العلاجات وتوزيعها.
وأوضح مساعد الأمين العام للإغاثة والتنمية الدولية بالهلال الأحمر القطري، محمد بدر السادة، أن استمرار ارتفاع معدل الوفيات ونقص الموارد الطبية في سورية يستدعي تكثيف الدعم، مشيراً إلى التحضير لمشروع جديد لتوفير أدوية كيميائية ومناعية لـ400 مريض سرطان من النازحين والمحتاجين.
ودعا السادة إلى المساهمة في دعم هذه الجهود، مبيناً أن مبلغ 10 آلاف ريال قطري (2700 دولار) قد ينقذ حياة مريض بعد سنوات من المعاناة.
ويأتي المشروع استكمالاً للمرحلة الأولى التي نُفذت العام الماضي ونجحت في توفير الأدوية والمستلزمات الطبية لأكثر من 900 مريض، إلى جانب دعم مراكز علاج السرطان بالتجهيزات وتدريب الكوادر الصحية.
كما يواصل الهلال الأحمر القطري تنفيذ مشاريع إنسانية أخرى في شمال سورية، بينها تزويد المستشفيات بكيتات غسيل الكلى ومستلزمات القسطرة القلبية، خاصة في المناطق الأكثر تضرراً من الأزمات والكوارث.
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، الجمعة 8 آب/أغسطس 2025، تسلّم الأدميرال تشارلز برادفورد “براد” كوبر الثاني مهام قيادة “سنتكوم” خلفًا للجنرال مايكل كوريلا، خلال مراسم رسمية في مدينة تامبا بولاية فلوريدا.
كوبر، الذي يعد ثاني ضابط بحري يقود “سنتكوم” في تاريخها، شغل سابقًا منصب نائب القائد منذ شباط/فبراير 2024، وقاد قبلها الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين. ويتميز بخبرة واسعة في ملفات الشرق الأوسط، خاصة في العمليات البحرية ومكافحة الإرهاب.
أما كوريلا، فقد تولى قيادة “سنتكوم” منذ نيسان/أبريل 2022، وتميزت فترته بتعاون وثيق مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وزيارات ميدانية متكررة لشمال شرق سوريا، بينما ظل تعامله مع الحكومة السورية الجديدة محدودًا.
تسلّم كوبر المنصب يأتي بعد أسابيع من تأكيده، في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي، أن بقاء القوات الأمريكية في سوريا ضروري لمواصلة مواجهة تنظيم داعش، مشيرًا إلى أن التعاون مع الحكومة السورية الانتقالية برئاسة الرئيس أحمد الشرع يمثل “خطوة استراتيجية ناجحة”. كما لفت إلى أن تقييم الدعم لـ”قسد” يجب أن يعتمد على فعاليتها في التصدي للتنظيم.
ويرى محللون أن مواقف كوبر قد تمهّد لتطوير التعاون العسكري بين واشنطن ودمشق، خاصة بعد العملية المشتركة التي جرت في 25 حزيران/يونيو 2025 بمدينة الباب بريف حلب الشمالي، والتي كانت أول تنسيق ميداني معلن بين القوات السورية والأمريكية منذ سقوط نظام الأسد. حينها، نفذت قوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية السورية العملية بدعم جوي من طيران التحالف الدولي، واستهدفت قيادات في تنظيم داعش، وأسفرت عن مقتل المتحدث الرسمي للتنظيم “أبو عمر المهاجر”.
وبحسب مراقبين، فإن استمرار مثل هذا النمط من العمليات قد يشكل ملامح مرحلة جديدة من السياسة الأمريكية في سوريا، تقوم على تعزيز الشراكة مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب، مع إعادة النظر في حجم وأشكال الدعم المقدم لـ”قسد”.
وصلت إلى مطار حلب الدولي أولى رحلات الخطوط الجوية القطرية قادمة من مطار حمد الدولي في الدوحة، في خطوة تعيد ربط المدينة جوياً بقطر بعد توقف استمر أكثر من 13 عاماً، وكانت الشركة قد أعلنت، اليوم الأربعاء، عن استئناف رحلاتها المنتظمة إلى حلب اعتباراً من العاشر من آب/ أغسطس 2025.
خطة تشغيل مرحلية
أوضحت الخطوط القطرية في بيان رسمي أن المرحلة الأولى ستتضمن ثلاث رحلات أسبوعياً أيام الإثنين والأربعاء والأحد، على أن يرتفع العدد إلى أربع رحلات اعتباراً من الأول من أيلول/ سبتمبر المقبل. وأكدت الشركة أن هذا القرار يأتي في إطار خطتها لتوسيع شبكتها الإقليمية، وإعادة ربط المدن السورية بوجهاتها الدولية، مع الالتزام بأعلى معايير السلامة والأمن.
تاريخ الرحلات إلى سوريا
وكانت أطلقت الخطوط القطرية خطها الجوي إلى حلب لأول مرة عام 2011، قبل أن تتوقف الرحلات لاحقاً بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية. وفي مطلع عام 2025، استأنفت الشركة رحلاتها إلى دمشق عبر ثلاث رحلات أسبوعياً منذ السابع من كانون الثاني/ يناير، ما أتاح للمسافرين من دمشق وحلب إمكانية الوصول إلى مطار حمد الدولي الذي يعد مركز عبور إقليمياً رئيسياً.
تعزيز الربط الجوي والاقتصادي
وفي وقت سابق، قال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، عمر الحصري، عبر منصة "X"، إن استئناف الرحلات يمثل "محطة مهمة في جهود الهيئة لإعادة تنشيط الربط الجوي بين الجمهورية العربية السورية والعالم"، مشيراً إلى أن مطار حلب سيشهد قريباً وصول رحلات إضافية ضمن خطة لتوسيع شبكة الطيران ودعم النشاطين الاقتصادي والسياحي.
رحلات تركية تاريخية
ويأتي هذا التطور بعد أيام من استقبال مطار حلب الدولي أولى رحلات شركة "A Jet" التركية القادمة من مطار صبيحة في إسطنبول، في حدث وُصف بالتاريخي كونه يعيد ربط المدينة بتركيا بعد انقطاع 14 عاماً، حيث جرى استقبال رسمي للطائرة بحضور وفود دبلوماسية وممثلين عن هيئة الطيران المدني السوري، في خطوة تشير إلى عودة تدريجية للحركة الجوية بين البلدين.
رؤية حكومية لتحديث قطاع الطيران
تأتي هذه المستجدات ضمن خطة حكومية لتطوير قطاع الطيران في سوريا، حيث يشهد مطار حلب الدولي أعمال تحديث لزيادة طاقته الاستيعابية من نصف مليون إلى مليوني مسافر سنوياً، كما يجري العمل على مشروع تطوير مطار دمشق الدولي لرفع قدرته من 2.5 مليون إلى 30 مليون مسافر سنوياً، بما يشكل نقلة نوعية في خدمات النقل الجوي.
تعزيز البنية التحتية والفرص الاقتصادية
تشمل الخطة أيضاً تحديث البنية التحتية والمرافق اللوجستية لبقية المطارات، بما يعزز ربط سوريا بالأسواق العالمية ويدعم التجارة الخارجية والتجارة الإلكترونية، إضافة إلى ربط مناطق الإنتاج بمراكز الاستهلاك.
وتؤكد وزارة النقل أن هذه الرؤية يمكن أن توفر نحو مليون ونصف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، من خلال تنسيق الجهود مع وزارات الاقتصاد والإدارة المحلية والسياحة والاتصالات، بما يسهم في تنشيط الاقتصاد الوطني ووضع سوريا في موقع متقدم على خارطة النقل الجوي الإقليمي.
أكدت مصادر محلية في دير الزور، أن قوى الأمن الداخلي، ألقت القبض على الأشخاص المتورطين في جريمة قتل الناشط كندي العداي، موضحة أن عددهم ثلاثة أشخاص اشتركوا في تنفيذ الجريمة.
أفادت المصادر أن جثة العداي عُثر عليها قبل أيام مشنوقة داخل شقته في حي الجورة بمدينة دير الزور، وذلك عقب عودته من ألمانيا بنحو شهر واحد، حيث أظهرت المعاينة وجود آثار تعذيب واضحة على الجثة.
ذكرت شبكة "فرات بوست" أن العداي كان من أبرز الناشطين السلميين في الثورة السورية، وقد أمضى سنوات في ألمانيا نشط خلالها إعلامياً، قبل أن يقرر العودة مؤخراً إلى سوريا لتسليط الضوء على معاناة أهالي محافظة دير الزور.
وكانت أصدر قائد الأمن الداخلي في محافظة دير الزور، العقيد "ضرار الشملان"، بيانًا أكد فيه مباشرة التحقيقات فور وقوع جريمة قتل الإعلامي كندي العداي قبل أيام في مدينة دير الزور، مشيرًا إلى أن فريقًا مختصًا من الأمن الداخلي يتابع القضية بـ"جدية ومهنية عالية" بهدف كشف ملابساتها والوصول إلى جميع المتورطين.
ودعا الشملان" الأهالي إلى التريث وتجنب إصدار الأحكام المسبقة حفاظًا على نزاهة التحقيق وسير العدالة، مؤكّدًا أن الجريمة "لن تمر دون محاسبة"، وأن يد العدالة ستطال كل من يثبت تورطه دون أي تهاون أو استثناء وفي ختام البيان الذي نشرته الداخلية السورية تقدمت قيادة الأمن الداخلي بالتعازي إلى أسرة الإعلامي القتيل.
وكشفت مصادر إعلامية محلية مؤخرًا عن مقتل الناشط الإعلامي "كندي العداي"، حيث عُثر على جثته مشنوقة داخل شقته في حي الجورة بمدينة دير الزور، وكان قد عاد مؤخراً من ألمانيا ليستأنف نشاطه الإعلامي في سوريا.
وتشهد مختلف المحافظات السورية جهوداً متواصلة من قوى الأمن الداخلي، في سياق مكافحة الجريمة المنظمة وتعزيز الاستقرار الأمني، وسط تنوّع في طبيعة القضايا التي جرى التعامل معها خلال الأيام الماضية، من خطف وابتزاز إلى قضايا المخدرات والسلب وانتهاء بجرائم جنائية ذات طابع عائلي.
وتعكس هذه الوقائع جهوداً متواصلة تبذلها قوى الأمن الداخلي في مختلف المحافظات السورية، حيث تتنوع أشكال التهديدات الأمنية، لكن التدخل السريع والمتابعة الحثيثة تبقى الركيزة الأساسية لضبط الوضع، وسط دعوات متكررة للمواطنين بالتعاون مع الأجهزة المختصة والابتعاد عن أعمال العنف التي تهدد أمن المجتمع واستقراره.
ويذكر أن قوات وزارة الداخلية بذلت جهودا كبيرة في ضبط الأمن والأمان والاستقرار تزامنا مع تحرير سوريا من قبضة نظام الأسد البائد، وعملت على نشر الوحدات الشرطية والأمنية لتأمين المباني الحكومية والمرافق العامة والخاصة، بالإضافة لتسيير دوريات لضبط الأمن في عموم سوريا الحرة، وطالما تتخذ القوات الأمنية السورية من عبارة "نحو مجتمع آمن" و"لا جريمة ضد مجهول"، شعارات لها تسعى إلى تنفذها عبر قوات مدربة خاضعة لدورات مكثفة لحفظ الأمن والأمان والاستقرار.
حذرت المديرية العامة للأرصاد الجوية من استمرار الموجة الحارة الشديدة حتى يوم الجمعة 15 آب 2025، متوقعة أن تتراوح درجات الحرارة العظمى بين 34 و38 درجة مئوية في المناطق الساحلية والمرتفعات الجبلية، وبين 45 و48 درجة مئوية في المناطق الشرقية والجزيرة والبادية، وبين 42 و45 درجة مئوية في المناطق الداخلية، مع ارتفاع ملحوظ في نسبة الرطوبة بالمناطق الغربية ما يزيد من الإحساس بالحرارة.
وأوضحت المديرية أن الفترة الحالية ستشهد نشاطاً في سرعة الرياح بفعل التيارات الهابطة القوية أحياناً، والمترافقة مع عواصف رعدية وزخات مطر عشوائية، خاصة في المناطق الجنوبية ومرتفعات القلمون والمنطقة الوسطى والمرتفعات الساحلية.
وأكدت المديرية العامة للأرصاد الجوية على ضرورة التزام المواطنين والقطاعات المختلفة بكل إجراءات السلامة لتجنب أي مشكلات أو أضرار قد تنتج عن هذه الظروف الجوية القاسية.
وكانت أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن الموجة الحارة التي بدأت سوريا بالتأثر بها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تُعد حالة طبيعية، ومن المتوقع استمرارها حتى نهاية الأسبوع الجاري، مع بلوغ ذروتها اليوم وغداً وبعد غد.
وأوضحت المديرية، في تصريح لوكالة *سانا*، أن درجات الحرارة ستتجاوز معدلاتها السنوية بنحو 4 إلى 7 درجات مئوية، نتيجة تأثر البلاد بامتداد منخفض موسمي هندي سطحي مترافق مع مرتفع شبه مداري في طبقات الجو العليا، يتمركز في جنوب شرق البلاد، ما يؤدي إلى تشكل ما يشبه "القبة الحرارية" التي تؤثر على مختلف المناطق.
وبيّنت أن درجات الحرارة ستصل في المنطقة الشرقية ومنطقة الجزيرة إلى نحو 49 درجة مئوية، بينما تسجل في المناطق الداخلية والوسطى والجنوبية والشمالية الغربية بين 44 و45 درجة مئوية.
ودعت الأرصاد المواطنين إلى تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة الممتدة من الساعة 11 صباحاً حتى 5 مساءً، ولا سيما الأطفال وكبار السن، للوقاية من آثار الحرارة الشديدة.
الدفاع المدني يُحذر من موجة حر ويصدر إرشادات وقائية شاملة
حذرت مؤسسة الدفاع المدني السوري من استمرار تأثر البلاد اليوم السبت بموجة حر تتراوح شدتها بين متوسطة وقوية، ترافقها أجواء حارة إلى شديدة الحرارة، داعيةً إلى الالتزام بالإرشادات الوقائية لتجنب مخاطر الطقس الحار والحد من مضاعفاته وآثاره السلبية.
وأكد مكتب الإنذار المبكر ضرورة تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس بين الساعة 11 صباحاً و4 عصراً، وحماية الأطفال وكبار السن والحوامل من الحرارة المباشرة، مع الإكثار من شرب المياه على مدار اليوم، وارتداء الملابس الفضفاضة والفاتحة اللون، إضافة إلى ترشيد استهلاك المياه النظيفة.
ونصح الدفاع المدني بتقليل تناول الأطعمة الدسمة، وضمان حفظ الأغذية مبردة، والإكثار من الخضراوات والفواكه الغنية بالماء.
دعت المؤسسة إلى الامتناع عن إشعال النيران في الغابات والحقول الزراعية، وعدم رمي أعقاب السجائر المشتعلة على الطرقات، والانتباه عند استخدام المعدات التي تصدر شرراً، والتأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية وخاصة أنظمة الطاقة الشمسية، إضافة إلى عدم التدخين داخل محطات الوقود وإطفاء المحرك وعدم استخدام الهواتف المحمولة هناك.
كما أوصى الدفاع المدني بتجنب السفر في أوقات الذروة، وعدم ترك الأطفال داخل السيارات، والامتناع عن ترك المواد القابلة للتمدد أو الانفجار مثل العطور والبطاريات والولاعات، مع ضرورة وجود أسطوانة إطفاء في السيارة.
وحذر الدفاع المدني من السباحة في الأنهار أو سواقي الري أو البحيرات لتجنب الغرق، ومراقبة الأطفال أثناء التنزه، والانتباه إلى مخاطر الأفاعي والعقارب، وأوصت المؤسسة بعدم طرد الحيوانات من أماكن الظل، وتوفير أطباق ماء لها، ونصحت المزارعين بتجنب ري المزروعات خلال ساعات الذروة.
وأكد الدفاع المدني السوري توفر أرقام تواصل مخصصة لطلب الإنقاذ والإسعاف والإطفاء، والمساعدة في حالات الطوارئ.
وتشهد مناطق واسعة من سوريا في الآونة الأخيرة موجات حر شديدة، ما يفرض تحديات كبيرة على المدنيين ويزيد من المخاطر الصحية والاقتصادية والاجتماعية، ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، خاصة لدى الأطفال وكبار السن والحوامل، إضافة إلى ارتفاع معدلات الجفاف وتفاقم الأمراض المزمنة، فضلاً عن تزايد حالات التسمم الغذائي نتيجة فساد الأطعمة في الأجواء الحارة.
أعلن محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، عن إطلاق أول مشروع صديق للبيئة في المحافظة، يهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية والخدمية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة النظيفة، بما يفتح آفاقاً جديدة للتنمية المستدامة في إدلب.
تحويل النفايات إلى طاقة
أوضح المحافظ أن المشروع يعتمد على إعادة تدوير النفايات الصلبة والطبية، واستخراج الكهرباء والغاز الحيوي منها، معتبراً أنه مشروع استراتيجي يجمع بين الأبعاد البيئية والصحية والاقتصادية، ويلبي الحاجة الملحة لإدارة النفايات بطريقة آمنة ومستدامة، خاصة مع التزايد السكاني وارتفاع حجم النفايات الطبية والصناعية.
الحد من التلوث ومخاطر العدوى
أكد عبد الرحمن أن المشروع يستهدف الحد من التلوث الناتج عن المكبات العشوائية وحرق النفايات، ومعالجة النفايات الطبية بأساليب آمنة تقلل مخاطر العدوى والتلوث، إضافة إلى إنتاج طاقة متجددة تساهم في تحسين الواقع الخدمي والاقتصادي في المحافظة.
تنشيط الاقتصاد المحلي
شدد المحافظ على أن المشروع سيساهم في خلق فرص عمل جديدة، وتنشيط الاقتصاد المحلي عبر الاستثمار في قطاع إعادة التدوير، وتعزيز مبادرة "إدلب الخضراء" كنموذج بيئي رائد على مستوى سوريا، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تمثل تحولاً نوعياً في العمل البيئي والخدمي في المنطقة.
التزام بالتنمية المستدامة
أضاف عبد الرحمن أن المشروع يعكس التزام المحافظة ببناء بيئة صحية وآمنة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الطاقة النظيفة، داعياً جميع الجهات المحلية إلى دعم هذا المشروع النموذجي الذي يمهد لنهضة خضراء حقيقية في إدلب.
جهود موازية لتطوير البنية التحتية
وكانت أفادت مصادر رسمية أن محافظة إدلب تعمل بالتوازي على تطوير البنية التحتية، من خلال تحسين شبكات الكهرباء، وترميم المدارس، وتأهيل محطات المياه، وتعزيز خدمات الاتصالات والإنترنت، بما يرفع مستوى المعيشة ويدعم مسار التنمية المستدامة، وصولاً إلى مستقبل مزدهر ومستقر لسكان المحافظة.
أصدرت إدارة مشفى دير الزور الوطني بياناً نعت فيه المواطن علي الكواضي، الذي توفي بتاريخ 9 آب 2025 إثر حادث أليم داخل مبنى المشفى، بعد أن أدى خلل فني في أحد المصاعد إلى فتح بابه قبل وصول المقصورة، ما تسبب بسقوطه ووفاته على الفور، إضافة إلى إصابة زوجته.
وأوضح البيان أن المصعد كان متوقفاً عن الخدمة لفترة بسبب عطل سابق، قبل أن يتم إصلاحه وإعادته للعمل قبل نحو عشرين يوماً، بعد اختباره. وأشار إلى أن عملية الإصلاح أُنجزت من قبل شركة مختصة، جرى التعاقد معها عن طريق المكتب الهندسي في مديرية الصحة، الذي اقتصر دوره على التواصل والتعاقد دون تحمل أي مسؤولية مباشرة عن التنفيذ أو نتائجه.
ووفق التحقيقات الأولية، فإن سبب الحادث يعود إلى تقصير فني من قبل الشركة المشرفة على أعمال الصيانة، حيث رُفعت شكوى رسمية ضدها ويجري التحقيق معها حالياً من قبل الجهات المختصة.
وأكدت إدارة المشفى في ختام بيانها التزامها الكامل باتخاذ جميع الإجراءات القانونية لمحاسبة المقصرين، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، مشددة على حرصها الدائم على سلامة المرضى والمراجعين والكادر العامل في المشفى.
باشرت محافظة دمشق، عبر مديرية هندسة المرور والنقل وبالتعاون مع المديريات المعنية، وبالتنسيق مع فرع المرور، تنفيذ مرحلة جديدة من خطتها الهادفة إلى تحسين انسيابية الحركة المرورية في المدينة.
وتضمنت الإجراءات الجديدة توحيد اتجاه السير في كل من شارعي القاهرة وابن عساكر، حيث أصبح شارع القاهرة باتجاه واحد يبدأ من تقاطع مؤسسة النقل الداخلي في الزاهرة الجديدة وصولاً إلى مفرق نادي النضال، فيما تم تحديد شارع ابن عساكر باتجاه واحد من مفرق نادي النضال حتى دوار باب مصلى.
ودعت المحافظة السائقين إلى الالتزام بالشاخصات المرورية واللوحات الإرشادية الموضوعة في الموقع، حفاظاً على السلامة العامة وضمان تطبيق الخطة بشكل فعال.
وأعلنت جهات رسمية عن سلسلة إجراءات مرتقبة تهدف إلى الحد من الازدحام المروري في سوريا، في مقدمتها إعداد قانون سير موحد يتضمن نظام مخالفات جديد، سيتم تطبيقه فور الانتهاء من صياغته واعتماده من الجهات المختصة.
هذا وتقوم الجهات الحكومية السورية بدراسة شبكة الطرق داخل المدينة بهدف إعادة تنظيم المسارات وتعديل اتجاهات السير بما يتناسب مع حجم الضغط المروري، إلى جانب صيانة الإشارات الضوئية وتكثيف وجود عناصر المرور في الشوارع الرئيسية والفرعية.
ويذكر الدولة السورية الجديدة كشفت أن عن مساعي وجهود تقوم على توحيد لوحات المركبات وفق تصميم جديد يُنتظر اعتماده قريباً، بما يسهم في تحسين آلية ضبط المركبات وتنظيم بياناتها على المستوى الوطني.
أكدت مصادر مقربة من شيخَي طائفة الموحدين الدروز، يوسف جربوع وحمود الحناوي، أنهما تعرضا لضغوط شديدة من التيار الذي يقوده شيخ العقل حكمت الهجري للخروج بمواقف علنية تنتقد السلطة السورية في دمشق.
وأوضحت المصادر لشبكة "شام" أن الشيخين يعيشان ضمن إقامة جبرية تمنعهما من المغادرة، وسط تهديدات بتصفيتهما أو إخفائهما، مع اتهامات لمجموعات مسلحة بالمسؤولية عن تلك التهديدات.
توقيت الخطابات وأهدافها
ذكرت المصادر أن ظهور الشيخين جربوع والحناوي في خطابات وبيانات منتقدة للسلطة بدمشق في يوم واحد، وبعد أكثر من أسبوع على انتهاء الاشتباكات الأخيرة في السويداء، يؤكد صحة ما نشر سابقاً عن ملاحقة وتضييق تمارسه ميليشيات الهجري على الأصوات التي تدعو للحوار والعمل المشترك لبناء الوطن بعيداً عن الأجندات الانفصالية.
استهداف شخصيات معتدلة
لفتت المصادر إلى أن الضغوطات لم تقتصر على الشيخين، بل طالت قادة عسكريين وشخصيات درزية متزنة تعتبر نهج الهجري كارثة على السويداء والطائفة الدرزية، مشيرة إلى تهديدات بالقتل والملاحقة الأمنية وخطف الأبناء أو العائلات، إضافة إلى فرض الإقامة الجبرية ومنع تلك الشخصيات من مغادرة المحافظة.
بيان الشيخ يوسف جربوع
وأصدر الشيخ يوسف جربوع بياناً مصوراً دعا فيه إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة بأحداث السويداء، ووقف العمليات القتالية في المحافظة، والإفراج عن جميع المخطوفين والمغيّبين، وفتح المعابر الإنسانية دون قيد أو شرط.
وأوضح أن الأيام الماضية شهدت أحداثاً مؤلمة حاولت خلالها القوى المحلية حقن الدماء وحماية المدنيين، ودعا الدول الضامنة والمنظمات الحقوقية لتحمل مسؤولياتها ورفع الظلم عن الأبرياء، مؤكداً تأييده لمواقف مشايخ العقل في وحدة الصف ونبذ الفتن، وموجهاً الشكر للشيخ موفق طريف على مواقفه.
بيان الشيخ حمود الحناوي
جاء بيان جربوع بعد ساعات من خطاب مصور للشيخ حمود الحناوي وصف فيه حكومة دمشق بـ"حكومة الغدر" التي "لا عهد لها ولا ذمة"، واتهمها ببيع الوطن ونقض المواثيق، كما هاجم عشائر العرب وأبناء حوران، ودعا المجتمع الدولي للتدخل الفوري لرفع ما أسماه "الحصار الجائر" عن السويداء، مؤكداً أن "جبل العرب لن يركع إلا لله"، ومشدداً على ضرورة التكافل في مواجهة "معركة وجود ومصير".
لغة خطابية مثيرة للجدل
أشار الحناوي إلى أن الأسرى والمفقودين أمانة في أعناق الجميع حتى عودتهم، وشكر قيادات دينية درزية خارجية، وعلى رأسها الشيخ موفق طريف في إسرائيل، على مواقفهم، معبّراً عن خيبة أمله تجاه من اعتبرهم "إخوة الدم"، ومتهماً إياهم بالخيانة وكسر العهد، ومعتبراً أن السلطة تحولت إلى "سيف مسلول على رقاب الأبرياء" بفتاوى فكر متطرف، وهذه اللغة المعتمدة لدى تيار الهجري.
دور تيار الهجري في صياغة المواقف
جاء خطاب الحناوي بعد أقل من 24 ساعة على دعوة علنية من الكاتب ماهر شرف الدين، الذراع الإعلامية للهجري، لحناوي بالظهور إعلامياً وتوجيه اتهامات مباشرة للدولة السورية، حيث أظهر الخطاب تطابقاً كبيراً مع لغة ومفردات تيار الهجري، ما يثير الشكوك حول استقلالية الموقف، ويعزز فرضية أن الخطاب كتب داخل دوائر الهجري ولقّن للحناوي، بما يعكس مسعى الهجري لفرض نفسه صاحب القرار والكلمة الفصل في السويداء.
وسبق أن أصدر الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، السبت 9 آب/ أغسطس، بياناً اتهم فيه الحكومة السورية بارتكاب ما وصفه بـ"إبادة ممنهجة" بحق أهالي المحافظة، داعياً إلى تدخل دولي عاجل وفتح تحقيقات أممية، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بسبب إشادته العلنية بدور الولايات المتحدة وإسرائيل والإدارة الذاتية ودول خليجية في الملف.
وفي سابقة لافتة، وجّه الهجري الشكر للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "لموقفه الواضح في دعم الأقليات ورفض الاستبداد"، كما شكر "حكومة وشعب إسرائيل لتدخلهم الإنساني"، إضافة إلى امتنانه لدول خليجية عربية وللإدارة الذاتية في شمال وشرق الفرات على ما اعتبره "دعماً لأهلهم في السويداء".
ويعكس هذا الخطاب – وفق مراقبين – تبنّي الهجري الكامل لخطاب قوى وجهات خارجية، بينها إسرائيل، طالما سعت إلى توظيف ملف السويداء سياسياً وأمنياً، الأمر الذي يضعه في موقع المتقاطع مع أجندات خارجية مناوئة للدولة السورية.
كما دعا البيان إلى "انسحاب كافة المجموعات المسلحة إلى خارج الحدود الإدارية للسويداء"، في صيغة فُهم منها المطالبة بخروج القوات الحكومية من المحافظة، تمهيداً لترسيخ نفوذ قواته المدعومة من إسرائيل على كامل المنطقة.
ويؤشر هذا البيان إلى مضي الهجري في خيار المواجهة مع دمشق عبر المطالبة بتدخل دولي مباشر، ما يفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الخارجية في الجنوب السوري، في وقت تؤكد فيه الحكومة السورية أنها تعمل على إعادة الأمن والاستقرار للمحافظة.