شهدت سوريا خلال حربها ضد نظام بشار الأسد ظروفاً قاسية عصفتْ بمختلف جوانب الحياة، من الاقتصاد إلى المجتمع والتعليم وغيرها، وقد كان الثمن الذي دفعه الشعب السوري في سبيل نيل حريته وكرامته، والتخلص من عباءة من سمّى نفسه "إلى الأبد"، باهظاً للغاية.
ومع ذلك، لم يستسلم السوريون في الداخل والخارج، بل تحدّوا الصعوبات وحققوا إنجازات لافتة، ومن بين هذه النماذج، برزتْ نساء في شمال غربي سوريا تركن بصمة مميزة في ميدان العلم والتعليم. في هذا التقرير، نسلّط الضوء على بعض من هؤلاء النساء.
ندى سميع مؤسسة بارقة أمل
نبدأ أولاً بذكر ندى سميع، التي نشطت في مجال التعليم وأسهمت في تأسيس منظمة "بارقة أمل" في مدينة إدلب، وهي منظمة عُرفت بنشاطاتها الداعمة للمجتمع، ولا سيما النساء. ولا تزال حتى اليوم تقدّم دورات مهنية تستفيد منها النساء في مجالات متنوعة، مثل محو الأمية، والكمبيوتر، واللغة الإنجليزية، إلى جانب دورات في القيادة المجتمعية والتوعية الصحية والاجتماعية.
ويُشهد لها بأنها سخّرت قبو منزلها في بدايات الثورة السورية كمكان لتعليم أبناء المعتقلين والشهداء. كما وفّرت المنظمة، تحت إدارتها، منحاً دراسية لأكثر من 70 طالبة في جامعة رشد الافتراضية، في اختصاصات مثل إدارة المنشآت الحكومية، والعلوم السياسية، وإدارة الأعمال. إضافة إلى ذلك، حقّقت إنجازات عديدة تعود بالنفع على المجتمع وأفراده.
مبادرة أصوات حرة
ننتقلُ الآن للحديث عن نورا الجاسم، مشرفة مبادرة "أصوات حرة"، التي انطلقت عام 2024 بهدف دعم النساء السوريات وتمكينهن من خلال ورشات تدريبية وجلسات توعية تتعلق بالأمن الرقمي، والابتزاز الإلكتروني، والجرائم الإلكترونية.
أُطلقت هذه المبادرة من قبل فريق "إنسانيتي" التطوعي بالتعاون مع منظمة "بنفسج" وشبكة "صناع الأثر" في مدينة أعزاز شمال حلب. وقد حرصت وسائل إعلامية في حينها على التحاور مع الجاسم، التي أوضحتْ أن المبادرة شملت ست ورشات تدريبية ركزت على الإجراءات الأمنية للفرق والمنظمات الناشئة، والاستخدام الآمن والصحيح للإنترنت، إضافة إلى محاور متعلقة بالابتزاز الإلكتروني. وقد استهدفت هذه الورشات 18 فريقاً تطوعياً ومنظمة ناشئة، وشاركت فيها نساء من فئات عمرية متنوعة.
من متدربة إلى صاحبة عمل خاص
كما سعتْ بعض السيدات إلى الاستفادة من التدريبات المقدَّمة لتعلُّم مهنة وافتتاح مشاريعهن الخاصة، بهدف الاعتماد على أنفسهن، والوصول إلى مرحلة من الاكتفاء الذاتي، وتمكينهن من إعالة أسرهن. من بينهن عائشة شعبو، التي شاركت في تدريب بمجال الخياطة ضمن مشروع "المساحة الآمنة"، المقدم من منظمة "إحسان للإغاثة والتنمية" في شمال سوريا. وقد اجتهدت عائشة حتى أتقنت هذه المهنة، وبدأت بإنتاج أعمال خياطة تساعدها على إعالة أسرتها. وتسعى حاليًا لتعلُّم مهارات التسويق، بهدف توسيع نطاق عملها وتأمين سوق لتصريف منتجاتها.
واحدة من النساء المؤثرات في العالم
نختتم مادتنا بالحديث عن واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في شمال غربي سوريا، أحلام الرشيد، الناشطة الاجتماعية والمدرّسة السورية التي تنحدر من بلدة حاس في ريف إدلب الجنوبي، عملت على تأسيس مراكز للتدريب والتعليم في بلدة أطمة، حيث قامت بتعليم عشرات الطلاب في مجالات إنسانية وتعليمية. كما درّبت ما يقارب 4800 متدرّب في المناطق المحررة من سوريا، وتمكن أكثر من 1000 منهم من الحصول على فرص عمل. وإلى جانب ذلك، نشطت في التعاون مع منظمات دولية في مجالات حماية المرأة والطفل. وفي عام 2017، تم اختيار السيدة أحلام ضمن قائمة "بي بي سي" لأكثر 100 امرأة تأثيراً في العالم، تقديراً لإنجازاتها الإنسانية والتعليمية.
تتميّز النساء السوريات بشجاعتهن وحبّهن للعمل، بغض النظر عن خلفياتهن الاجتماعية أو الثقافية أو العلمية. وقد أثبتن، خلال سنوات الحرب، قدرتهن على مواجهة التحديات وتجاوز الصعاب، وتحقيق إنجازات تستحق التقدير. من التعليم إلى التمكين المهني، ومن المبادرات المحلية إلى الحضور في المحافل العالمية، تظهر هذه النماذج النسائية أن المرأة السورية ليست مجرد متأثرة بالأزمات، بل فاعلة وشريكة أساسية في صناعة التغيير وبناء المستقبل.
ترسم التطورات المتصاعدة تباعاً مشهداً جديداً في سوريا، بدأت تخط أولى سطوره مع سقوط نظام بشار الأسد الذي حافظ على حدود آمنة مع إسرائيل حتى في وجه حلف الممانعة والمقاومة لعقود طويلة، ويشير التصعيد الإسرائيلي في سوريا عقب سقوط الأسد، إلى حاجة ملحة لتأمين تلك الحدود، والخشية من تحولها لمصدر قلق ورعب.
سارعت "إسرائيل" منذ سقوط نظام بشار إلى تدمير البنية التحتية العسكرية، لمنع السلطات الجديدة من امتلاك أي أسلحة نوعية يمكن أن تستخدمها ضد "إسرائيل"، ومع ذلك لم تأمن، بل سارعت مستغلة حالة الفوضى والاضطراب للتوغل في العمق السوري، واحتلال مناطق جديدة، هدفها بناء خط دفاعي متقدم يؤمن حدودها السابقة.
هذه التحركات الإسرائيلية، والتي تستثمر اليوم ملف "حماية الدروز" تشير بشكل جاد وحقيقي لحالة تخوف كبيرة لدى الأوساط القيادية الإسرائيلية من أي تحرك غير محبوب على حدودها مع سوريا، ولذلك تحاول فرض واقع جديد عبر التلويح بالقوة والتهديد، في مشهد يخلق حالة مستمرة من الفوضى ليس في سوريا فحسب، بل في عموم المنطقة أجمع.
بعيداً عن مزاعم حماية "الدروز" الإعلامية، تتخوف "إسرائيل" من أي تمدد عسكري لفصائل سورية متنوعة في انتمائها وإيديولوجيتها في المناطق الواقعة جنوب العاصمة دمشق، وتدرك "إسرائيل" ملياً أن سقوط السلطة الحالية بقيادة "الشرع" يعني فوضى عارمة لن تكون "إسرائيل" بمعزل عنها قطعاً.
وتدرك "إسرائيل" جيداً مغبة إسقاط نظام الحكم الحالي بقيادة "الشرع"، وحالة الفوضى العارمة التي سيخلقها المشهد على كافة الأصعدة في عموم سوريا، لاسيما أن جميع القوى لم تندمج فعلياً في وزارة الدفاع، علاوة عن المشاريع الانفصالية التي تحاول كسب الوقت لبناء كيانات منفصلة عن الدولة، وخلايا تنظيم داعش التي تحاول انتهاز الفرصة للظهور مجدداً.
وخلاصة المشهد، فإن الاستهداف الإسرائيلي اليوم منطقة قريبة من القصر الرئاسي في سوريا، وإن كانت تطوراً جديداً وتصعيدياً، إلا أنه لاتتعدى رسالة لإثبات القوة لا أكثر وهي تدرك ملياً مغبة إسقاط السلطة الحالية وعواقبها على عموم المنطقة وعلى حدودها بشكل أساسي، إضافة لحاجة إسرائيل في تسكين المكون الدرزي في الأراضي المحتلة ومنع تحركاتهم التي نادوا بها باتجاه الحدود مع سوريا والتي ستخلق لها حالة فوضى كبيرة في حال استمر حراكهم.
أصدرت وزارة العدل السورية تعميمًا جديدًا يهدف إلى مكافحة ظاهرة نقل ملكية العقارات عبر التزوير والاحتيال، التي تفاقمت في السنوات الأخيرة وأصبحت تهدد حقوق المالكين في مختلف المحافظات.
وأشار التعميم إلى أهمية التصدي لهذه الظاهرة لحماية حقوق الملكية، مشددًا على ضرورة الحفاظ على القوة الثبوتية للسجلات العقارية ومنع التلاعب بها. كما أكدت الوزارة على ضرورة تكليف أطراف الدعوى في قضايا تثبيت البيوع العقارية أو نقل الملكية بتقديم البيانات العقارية المصدقة أصولًا، التي تثبت تسلسل انتقال الملكية وصولاً إلى المالك الحالي.
دعت الوزارة المحاكم المعنية إلى إجراء الكشف الحسي والخبرة الفنية على العقارات موضوع الدعوى، سواء كان المدعى عليه حاضرًا أم غائبًا. يشمل ذلك التحقق من شاغلي العقارات وسؤالهم عن صفة إشغالهم، بالإضافة إلى استجواب الجيران حول مالكي العقارات ومدى صحتها.
كما أكدت الوزارة على ضرورة إجراء الخبرة الفنية والمضاهاة بين التوقيع أو البصمة المنسوبة للمدعى عليه في العقد المدعى به وبين التوقيع أو البصمة في السجلات العقارية أو السجلات المدنية في حال تخلف المدعى عليه عن الحضور.
وأشارت الوزارة إلى أن إدارة التفتيش القضائي والمحامين العامين في المحافظات سيكونون مسؤولين عن مراقبة تطبيق هذا التعميم والتأكد من عدم حدوث أي مخالفات.
أعلن كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان مشترك، عن تنفيذ القوات الإسرائيلية هجومًا في دمشق بالقرب من القصر الرئاسي السوري، واعتبر المسؤولان هذا الهجوم بمثابة "رسالة واضحة" للسلطة الانتقالية في سوريا
وأشار البيان إلى أن إسرائيل لن تسمح للقوات السورية بالتوجه نحو جنوب دمشق أو أن تشكل أي تهديد للطائفة الدرزية. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات في المنطقة، ويعكس الموقف الإسرائيلي استمرار استراتيجيتها في الرد على ما تعتبره تهديدات أمنية من قبل القوات السورية.
وفي وقت سابق فجر اليوم، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو"، عن تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة طالت هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الجمعة 2 أيار 2025، مجدداً تعهده بحماية "الأقلية الدرزية".
ولم تذكر أي مصادر في دمشق حتى لحظة نشر الخبر أي تفاصيل عن المناطق التي طالتها الغارة الإسرائيلية، في وقت تتحدث مصادر إسرائيلية غير رسمية أن هذه الضربة "تحذيرية" للسلطة في دمشق، ورسالة واضحة بجدية الموقف الإسرائيلي حيال تهديداتها عقب التوتر الذي تشهده مناطق الطائفة الدرزية جنوبي سوريا.
جاءت الغارة، بالتوازي مع تعرض مقر قيادة الشرطة في محافظة دمشق لإطلاق نار من محورين بأسلحة متوسطة و خفيفة باستخدام سيارة بيك أب حمراء، دون الإبلاغ عن إصابات، وتعمل الأجهزة الأمنية على ملاحقة المشتبه بهم.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي اللافت، بعد ساعات قليلة من إعلان مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة، بيانًا وطنيًا شاملاً شددت فيه على التمسك بوحدة الدولة السورية، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الانفصال أو مشاريع التقسيم، مؤكدة أن الطائفة ستبقى جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
وأكد البيان أن مواقف الطائفة العروبية والوطنية "ورثناها كابرًا عن كابر، من إرث الأجداد وحليب الأمهات الطاهرات"، معتبرًا أن "سوريتنا هي كرامتنا، والوطن شرف لا يُمس، وحب الوطن من الإيمان".
ودعت مشيخة العقل إلى تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء، على أن تكون الكوادر من أبناء المحافظة، تعزيزًا للثقة وفرضًا لسيادة القانون، كما طالبت الدولة بتحمّل مسؤولياتها الكاملة في تأمين طريق السويداء – دمشق وضمان استمرارية حركة المدنيين بشكل آمن ودائم.
وشدد البيان على ضرورة بسط الأمن والاستقرار في كامل الأراضي السورية، باعتباره "واجبًا سياديًا لا يقبل التراخي أو التجزئة"، كما أكد الموقعون على البيان أن سوريا يجب أن تكون وطنًا لكل أبنائها، خاليًا من الفتن الطائفية والنعرات المذهبية والأحقاد الشخصية والثارات، واصفًا هذه المظاهر بأنها من "مخلفات الجاهلية التي وضعها عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
واختُتم البيان بدعوة إلى الوحدة الوطنية، والتشبّث بالعروة الوثقى، والعمل على صون الوطن وتضحيات أبنائه، الذين "رووا أرضه بدمائهم، وسقوه بعرقهم عبر التاريخ"، مؤكدين أن الإرث التاريخي للطائفة لا يسمح بالانجرار إلى مشاريع تفتيت الوطن أو شرذمته.
وكانت شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارتين جويتين، على منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين، بينهم مواطنون من الطائفة الدرزية، بحسب ما أفاد به مراسل الإخبارية السورية من موقع الحدث.
وتزامنت الضربات مع تحليق مكثف للطيران فوق الأحياء الجنوبية، ما أثار الذعر في صفوف السكان وأدى إلى انقطاع مؤقت في شبكات الاتصال والكهرباء في بعض المناطق.
وجاءت الغارات بعد وقت قصير من إعلان وزارة الداخلية السورية السيطرة الكاملة على منطقة أشرفية صحنايا، وذلك عقب عملية أمنية موسعة ضد مجموعات مسلحة وصفتها بـ”الخارجة عن القانون”، كانت قد تمركزت خلال اليومين الماضيين في أحياء المدينة ونفذت هجمات دامية استهدفت نقاط أمنية وسكاناً مدنيين.
وفي وقت سابق الخميس، لوّح وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتدخل عسكري مباشر في سوريا، بحجة "حماية أبناء الطائفة الدرزية"، وذلك عقب اشتباكات شهدتها منطقة أشرفية صحنايا جنوب دمشق خلال اليومين الماضيين.
وقال كاتس في بيان رسمي: "إذا استؤنفت الهجمات على الدروز وفشل النظام السوري في منعها، فسترد إسرائيل بقدر كبير من القوة"، زاعمًا أن الاحتلال وجّه رسالة مباشرة إلى دمشق عقب غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، بحجة "حماية الدروز".
بدوره، طالب وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر، المجتمع الدولي بـ"توفير الحماية للدروز في سوريا"، داعيًا إلى "عدم التغاضي عن الأحداث الصعبة التي تشهدها المنطقة مؤخرًا"، على حد وصفه.
وكان حذر الباحث الإسرائيلي في شؤون الأقليات، يعقوب حلبي، من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يستخدم دروز سوريا "أداة للضغط السياسي"، بدلاً من تقديم مساعدات حقيقية لهم.
وقال حلبي لصحيفة "معاريف"، إن تصريحات نتنياهو قد تؤدي إلى نتائج عكسية، وقد تستخدم ضد الدروز في سوريا، خاصة في ظل غياب نية حقيقية من إسرائيل للتحرك العسكري على الأرض.
وأوضح أن التصريحات التي تتحدث عن التزام إسرائيل بحماية الدروز في سوريا جاءت في وقت يتزامن مع محاولات إسرائيلية غير مباشرة لزعزعة استقرار الإدارة السورية الجديدة. كما أشار إلى أن هذه التصريحات لم تتم بالتنسيق مع الطائفة الدرزية في سوريا، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وأشار حلبي إلى أن تلك التصريحات قد تضع الدروز في موقف خطر، حيث يصبحون عرضة للهجوم السياسي في سوريا. كما انتقد حلبي القيادة الدرزية في إسرائيل، متهماً إياها بالتخاذل في فهم تداعيات التصريحات الإسرائيلية على الطائفة في سوريا، والاندفاع "وراء هذه التصريحات دون التفكير في مستقبل دروز سوريا".
وكانت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا قد شهدتا، فجر الثلاثاء 29 نيسان، واحدة من أكثر المواجهات المسلحة دموية في ريف دمشق خلال الفترة الأخيرة، إثر هجوم مفاجئ شنته مجموعة مجهولة على حواجز لقوات الأمن العام. وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 13 شخصاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن، قبل أن تمتد الاشتباكات إلى مناطق أخرى جنوب العاصمة، مسفرة عن مقتل 16 عنصراً أمنياً إضافياً، ما زاد من حدة التوترات الأمنية وأعاد ملف الجنوب السوري إلى صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي.
أعربت "وزارة الخارجية الأمريكية"، عن إدانتها لأعمال العنف والخطاب التحريضي التي استهدفت مؤخرًا أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، مؤكدة أن هذه التصرفات غير مقبولة، دعت الحكومة في سوريا إلى "حماية ودمج جميع الطوائف السورية، بما في ذلك الأقليات العرقية والدينية."
وفي بيان لها، صرحت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، قائلة: "إن أعمال العنف والخطاب التحريضي التي استهدفت الطائفة الدرزية في سوريا هي تصرفات مستنكرة وغير مقبولة. يجب على السلطات المؤقتة أن توقف القتال، وأن تُحاسب مرتكبي العنف والإضرار بالمدنيين على أفعالهم، كما يجب ضمان أمن جميع السوريين."
وأضافت بروس: "إن الطائفية لن تؤدي إلا إلى المزيد من الفوضى والعنف في سوريا والمنطقة. لقد أثبت السوريون قدرتهم على حل نزاعاتهم بطرق سلمية عبر المفاوضات"، وفي السياق نفسه، كشفت المتحدثة أن دبلوماسيين أمريكيين أجروا محادثات مع ممثلي الحكومة السورية الجديدة في نيويورك، مشيرة إلى أن اللقاء تم في 29 أبريل الماضي.
وكان أصدر الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين الدروز، بيانًا شديد اللهجة أعرب فيه عن حزنه العميق واستنكاره لما أسماها "المجازر الدامية" التي استهدفت المدنيين، محذرًا من الانزلاق نحو هاوية الفتن المنظمة، ومشدّدًا على فقدان الثقة الكاملة بالحكومة الحالية التي وصفها بأنها "تغذي التطرف وتنشر الموت بأذرعها التكفيرية".
وفي تصعيد مباشر، طالب الشيخ حكمت الهجري بتدخل دولي عاجل، قائلاً: "إن طلب الحماية الدولية حق مشروع لكل شعب يُباد. نناشد المجتمع الدولي، بجميع مؤسساته، أن يضع حدًا لهذا التعتيم الممنهج لما يتعرض له شعبنا من مذابح موثقة لا لبس فيها، ولسنا بحاجة للجان شكلية كالتي شُكلت بشأن جرائم الساحل، بل نحتاج تدخلًا فوريًا من القوات الدولية لحفظ السلام، ومنع استمرار المجازر".
وكانت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا قد شهدتا، فجر الثلاثاء 29 نيسان، واحدة من أكثر المواجهات المسلحة دموية في ريف دمشق خلال الفترة الأخيرة، إثر هجوم مفاجئ شنته مجموعة مجهولة على حواجز لقوات الأمن العام. وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 13 شخصاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن، قبل أن تمتد الاشتباكات إلى مناطق أخرى جنوب العاصمة، مسفرة عن مقتل 16 عنصراً أمنياً إضافياً، ما زاد من حدة التوترات الأمنية وأعاد ملف الجنوب السوري إلى صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي.
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في تقرير لها، إن فرقها نفذت سلسلة من المهام الطارئة استجابة لنداءات المدنيين، في أعقاب التوترات الأمنية والاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة صحنايا وبلدة أشرفية صحنايا بريف دمشق يوم الأربعاء 30 نيسان 2025، شملت الإسعاف والإخلاء وإخماد الحرائق وانتشال الجثث.
ووثقت مؤسسة الدفاع المدني مجريات الاستجابة خلال يومي الأربعاء 30 نيسان والخميس 1 أيار، بناءً على الوقائع الموثقة من قبل فرق الدفاع المدني العاملة في الميدان.
أولاً: الاستجابة ليوم الأربعاء 30 نيسان 2025
استجابت فرق الإسعاف لثلاث حالات إصابة بأعيرة نارية، حيث تم نقل مصابين اثنين من محيط مدينة داريا، وثالث من منطقة صحنايا إلى مشفى المواساة في العاصمة دمشق، ضمن ظروف أمنية معقدة وتحت مخاطر مباشرة.
انتشال جثث ضحايا مجهولي الهوية
انتشلت الفرق المختصة أربع جثث مجهولة الهوية، توزعت بين مدينة صحنايا وبلدة أشرفية صحنايا، بعد ورود بلاغات من السكان المحليين. تم توثيق الجثامين وفق الإجراءات المعتمدة وتسليمها رسمياً إلى مشفى المواساة بدمشق.
إجلاء عائلات من مناطق الاشتباك
أجرت فرق الطوارئ عمليات إجلاء لعائلتين من مدينة صحنايا بطلب مباشر منهما، شمل الإخلاء حالات مرضية، وتم تأمين نقلهما إلى أماكن آمنة اختارتها العائلتان بأنفسهما.
استجابة لحرائق ناجمة عن الاشتباكات
أخمدت فرق الإطفاء حريقاً نشب في مستودع أخشاب ببلدة أشرفية صحنايا، ناتج عن الاشتباكات في المنطقة. وتم تنفيذ عملية التبريد وتأمين الموقع بشكل كامل منعاً لتجدد الحريق.
ثانياً: الاستجابة ليوم الخميس 1 أيار 2025
انتشال ثماني جثامين جديدة
خلال الساعات التالية للتصعيد، تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال ثمانية جثامين مجهولة الهوية، أربعة منها من الجهة الغربية لأشرفية صحنايا، وأربعة أخرى من داخل الأحياء السكنية. تم توثيق الجثث وتسليم ستة منها إلى مشفى المواساة، واثنين إلى مشفى المجتهد بدمشق، حسب الإجراءات الرسمية المتبعة.
إجلاء جماعي للمدنيين
قامت فرق الطوارئ بإجلاء 18 عائلة من مدينة صحنايا، استجابة لطلبهم المباشر نتيجة تفاقم الأوضاع الأمنية. شملت العملية حالات مرضية وفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم نقلهم إلى أماكن آمنة اختاروها بأنفسهم.
"الخوذ البيضاء": التزام متواصل في وجه الخطر
أكدت منظمة الدفاع المدني السوري في ختام التقرير التزامها الثابت بالاستجابة الإنسانية، مشددة على أن عملها يستند إلى المبادئ الإنسانية دون تحيز أو تمييز، ومجددة عهدها بالوقوف إلى جانب الشعب السوري في جميع الظروف، مهما بلغت التحديات.
وأضافت المنظمة: "نحمل الأمل في قلوبنا، ولن نتراجع عن رسالتنا في إنقاذ الأرواح وتقديم العون للمحتاجين، فكل نداء حياة نعتبره واجبًا لا حياد عنه".
وكانت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا قد شهدتا، فجر الثلاثاء 29 نيسان، واحدة من أكثر المواجهات المسلحة دموية في ريف دمشق خلال الفترة الأخيرة، إثر هجوم مفاجئ شنته مجموعة مجهولة على حواجز لقوات الأمن العام. وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 13 شخصاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن، قبل أن تمتد الاشتباكات إلى مناطق أخرى جنوب العاصمة، مسفرة عن مقتل 16 عنصراً أمنياً إضافياً، ما زاد من حدة التوترات الأمنية وأعاد ملف الجنوب السوري إلى صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي.
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو"، عن تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة طالت هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الجمعة 2 أيار 2025، مجدداً تعهده بحماية "الأقلية الدرزية".
ولم تذكر أي مصادر في دمشق حتى لحظة نشر الخبر أي تفاصيل عن المناطق التي طالتها الغارة الإسرائيلية، في وقت تتحدث مصادر إسرائيلية غير رسمية أن هذه الضربة "تحذيرية" للسلطة في دمشق، ورسالة واضحة بجدية الموقف الإسرائيلي حيال تهديداتها عقب التوتر الذي تشهده مناطق الطائفة الدرزية جنوبي سوريا.
جاءت الغارة، بالتوازي مع تعرض مقر قيادة الشرطة في محافظة دمشق لإطلاق نار من محورين بأسلحة متوسطة و خفيفة باستخدام سيارة بيك أب حمراء، دون الإبلاغ عن إصابات، وتعمل الأجهزة الأمنية على ملاحقة المشتبه بهم.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي اللافت، بعد ساعات قليلة من إعلان مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة، بيانًا وطنيًا شاملاً شددت فيه على التمسك بوحدة الدولة السورية، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الانفصال أو مشاريع التقسيم، مؤكدة أن الطائفة ستبقى جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
وأكد البيان أن مواقف الطائفة العروبية والوطنية "ورثناها كابرًا عن كابر، من إرث الأجداد وحليب الأمهات الطاهرات"، معتبرًا أن "سوريتنا هي كرامتنا، والوطن شرف لا يُمس، وحب الوطن من الإيمان".
ودعت مشيخة العقل إلى تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء، على أن تكون الكوادر من أبناء المحافظة، تعزيزًا للثقة وفرضًا لسيادة القانون، كما طالبت الدولة بتحمّل مسؤولياتها الكاملة في تأمين طريق السويداء – دمشق وضمان استمرارية حركة المدنيين بشكل آمن ودائم.
وشدد البيان على ضرورة بسط الأمن والاستقرار في كامل الأراضي السورية، باعتباره "واجبًا سياديًا لا يقبل التراخي أو التجزئة"، كما أكد الموقعون على البيان أن سوريا يجب أن تكون وطنًا لكل أبنائها، خاليًا من الفتن الطائفية والنعرات المذهبية والأحقاد الشخصية والثارات، واصفًا هذه المظاهر بأنها من "مخلفات الجاهلية التي وضعها عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
واختُتم البيان بدعوة إلى الوحدة الوطنية، والتشبّث بالعروة الوثقى، والعمل على صون الوطن وتضحيات أبنائه، الذين "رووا أرضه بدمائهم، وسقوه بعرقهم عبر التاريخ"، مؤكدين أن الإرث التاريخي للطائفة لا يسمح بالانجرار إلى مشاريع تفتيت الوطن أو شرذمته.
وكانت شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارتين جويتين، على منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين، بينهم مواطنون من الطائفة الدرزية، بحسب ما أفاد به مراسل الإخبارية السورية من موقع الحدث.
وتزامنت الضربات مع تحليق مكثف للطيران فوق الأحياء الجنوبية، ما أثار الذعر في صفوف السكان وأدى إلى انقطاع مؤقت في شبكات الاتصال والكهرباء في بعض المناطق.
وجاءت الغارات بعد وقت قصير من إعلان وزارة الداخلية السورية السيطرة الكاملة على منطقة أشرفية صحنايا، وذلك عقب عملية أمنية موسعة ضد مجموعات مسلحة وصفتها بـ”الخارجة عن القانون”، كانت قد تمركزت خلال اليومين الماضيين في أحياء المدينة ونفذت هجمات دامية استهدفت نقاط أمنية وسكاناً مدنيين.
وفي وقت سابق الخميس، لوّح وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتدخل عسكري مباشر في سوريا، بحجة "حماية أبناء الطائفة الدرزية"، وذلك عقب اشتباكات شهدتها منطقة أشرفية صحنايا جنوب دمشق خلال اليومين الماضيين.
وقال كاتس في بيان رسمي: "إذا استؤنفت الهجمات على الدروز وفشل النظام السوري في منعها، فسترد إسرائيل بقدر كبير من القوة"، زاعمًا أن الاحتلال وجّه رسالة مباشرة إلى دمشق عقب غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، بحجة "حماية الدروز".
بدوره، طالب وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر، المجتمع الدولي بـ"توفير الحماية للدروز في سوريا"، داعيًا إلى "عدم التغاضي عن الأحداث الصعبة التي تشهدها المنطقة مؤخرًا"، على حد وصفه.
وكان حذر الباحث الإسرائيلي في شؤون الأقليات، يعقوب حلبي، من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يستخدم دروز #سوريا "أداة للضغط السياسي"، بدلاً من تقديم مساعدات حقيقية لهم.
وقال حلبي لصحيفة "معاريف"، الخميس، إن تصريحات نتنياهو قد تؤدي إلى نتائج عكسية، وقد تستخدم ضد الدروز في سوريا، خاصة في ظل غياب نية حقيقية من إسرائيل للتحرك العسكري على الأرض.
وأوضح حلبي أن التصريحات التي تتحدث عن التزام إسرائيل بحماية الدروز في سوريا جاءت في وقت يتزامن مع محاولات إسرائيلية غير مباشرة لزعزعة استقرار الإدارة السورية الجديدة. كما أشار إلى أن هذه التصريحات لم تتم بالتنسيق مع الطائفة الدرزية في سوريا، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وأشار حلبي إلى أن تلك التصريحات قد تضع الدروز في موقف خطر، حيث يصبحون عرضة للهجوم السياسي في سوريا. كما انتقد حلبي القيادة الدرزية في إسرائيل، متهماً إياها بالتخاذل في فهم تداعيات التصريحات الإسرائيلية على الطائفة في سوريا، والاندفاع "وراء هذه التصريحات دون التفكير في مستقبل دروز سوريا".
وكانت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا قد شهدتا، فجر الثلاثاء 29 نيسان، واحدة من أكثر المواجهات المسلحة دموية في ريف دمشق خلال الفترة الأخيرة، إثر هجوم مفاجئ شنته مجموعة مجهولة على حواجز لقوات الأمن العام. وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 13 شخصاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن، قبل أن تمتد الاشتباكات إلى مناطق أخرى جنوب العاصمة، مسفرة عن مقتل 16 عنصراً أمنياً إضافياً، ما زاد من حدة التوترات الأمنية وأعاد ملف الجنوب السوري إلى صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي.
أصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية ووجهاء وعموم أبناء الطائفة، بيانًا وطنيًا شاملاً شددت فيه على التمسك بوحدة الدولة السورية، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الانفصال أو مشاريع التقسيم، مؤكدة أن الطائفة ستبقى جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية الجامعة.
وأكد البيان أن مواقف الطائفة العروبية والوطنية "ورثناها كابرًا عن كابر، من إرث الأجداد وحليب الأمهات الطاهرات"، معتبرًا أن "سوريتنا هي كرامتنا، والوطن شرف لا يُمس، وحب الوطن من الإيمان".
وفي ظل الظروف الأمنية التي شهدتها بعض المناطق مؤخرًا، دعت مشيخة العقل إلى تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء، على أن تكون الكوادر من أبناء المحافظة، تعزيزًا للثقة وفرضًا لسيادة القانون، كما طالبت الدولة بتحمّل مسؤولياتها الكاملة في تأمين طريق السويداء – دمشق وضمان استمرارية حركة المدنيين بشكل آمن ودائم.
وشدد البيان على ضرورة بسط الأمن والاستقرار في كامل الأراضي السورية، باعتباره "واجبًا سياديًا لا يقبل التراخي أو التجزئة"، كما أكد الموقعون على البيان أن سوريا يجب أن تكون وطنًا لكل أبنائها، خاليًا من الفتن الطائفية والنعرات المذهبية والأحقاد الشخصية والثارات، واصفًا هذه المظاهر بأنها من "مخلفات الجاهلية التي وضعها عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
واختُتم البيان بدعوة إلى الوحدة الوطنية، والتشبّث بالعروة الوثقى، والعمل على صون الوطن وتضحيات أبنائه، الذين "رووا أرضه بدمائهم، وسقوه بعرقهم عبر التاريخ"، مؤكدين أن الإرث التاريخي للطائفة لا يسمح بالانجرار إلى مشاريع تفتيت الوطن أو شرذمته.
اتفاق أمني في جرمانا لضبط الاستقرار بعد توتر محدود
يأتي هذا البيان في وقت تشهد فيه مدينة جرمانا بريف دمشق جهودًا أمنية احتوائية بعد أيام من التوتر المحدود. ووفق ما صرّح به مدير مديرية أمن ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فقد تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية ووجهاء المدينة يتضمن اتخاذ إجراءات لضبط الأمن وتعزيز الاستقرار.
الطّحان أوضح أن الاتفاق يشمل انتشار وحدات من وزارة الدفاع السورية على أطراف جرمانا، وزيادة وجود قوات إدارة الأمن العام داخل المدينة، بالإضافة إلى تسليم السلاح الثقيل بشكل فوري، وتسليم السلاح الفردي غير المرخّص خلال فترة زمنية محددة، وحصر السلاح بيد الدولة فقط.
وتأتي هذه الإجراءات في سياق ما وصفه الطحان بـ"الاستجابة للمطالب الأهلية"، وتعزيز الأمن المجتمعي عقب تطورات أمنية شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية.
لوّح وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الخميس، بتدخل عسكري مباشر في سوريا، بحجة "حماية أبناء الطائفة الدرزية"، وذلك عقب اشتباكات شهدتها منطقة أشرفية صحنايا جنوب دمشق خلال اليومين الماضيين.
وقال كاتس في بيان رسمي: "إذا استؤنفت الهجمات على الدروز وفشل النظام السوري في منعها، فسترد إسرائيل بقدر كبير من القوة"، زاعمًا أن الاحتلال وجّه رسالة مباشرة إلى دمشق عقب غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، بحجة "حماية الدروز".
بدوره، طالب وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر، المجتمع الدولي بـ"توفير الحماية للدروز في سوريا"، داعيًا إلى "عدم التغاضي عن الأحداث الصعبة التي تشهدها المنطقة مؤخرًا"، على حد وصفه.
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن قواته قامت اليوم بإجلاء عدد من الجرحى السوريين من أبناء الطائفة الدرزية إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لتلقّي العلاج، مضيفًا أن قواته "تنتشر في المنطقة الجنوبية السورية ومستعدة لمنع دخول القوات المعادية إلى القرى الدرزية"، وفق تعبيره.
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من تنفيذ طائرات الاحتلال غارات جوية على ما قالت إنها "أهداف أمنية" في منطقة أشرفية صحنايا، جنوب غرب دمشق.
وكانت المنطقة قد شهدت، ليل الثلاثاء-الأربعاء، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة وصفتها السلطات بـ"الخارجة عن القانون"، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، في وقت تحدث فيه ناشطون عن توتر بين بعض السكان وقوى الأمن.
استعرض وزير العدل الدكتور مظهر الويس، خلال لقائه مع وفد من بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا، الأولويات الملحة لإعادة بناء وتحديث جهاز القضاء السوري، بما يعزز مبادئ النزاهة والعدالة، ويرسخ التحول الرقمي لتسهيل الإجراءات وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
وجرى اللقاء في مقر الوزارة، حيث ناقش الطرفان أبرز التحديات التي تعيق عمل المؤسسات القضائية، وخاصة تلك المتراكمة جراء تدهور البنية التحتية وغياب الكفاءة نتيجة الممارسات السابقة، وهو ما يتطلب خطة شاملة للنهوض بقطاع العدالة.
وأكد الوزير الويس أن وزارة العدل بصدد وضع خطة إصلاح مؤسسي متكاملة، تستهدف استعادة الثقة بمنظومة القضاء، وإعادة تأهيل المحاكم والمنشآت القضائية التي تضررت خلال العقود الماضية، لتأمين بيئة عمل حديثة ومحفزة للقضاة والمحامين.
من جانبه، شدد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، ميخائيل أونماخت، على التزام الاتحاد بتقديم الدعم للشعب السوري، وتعزيز التنسيق مع المؤسسات الوطنية على أسس من الشراكة والمصالح المشتركة، مؤكداً أهمية تطوير القطاع القضائي كأحد أركان الدولة العادلة والشفافة.
وكان بحث وزير العدل الدكتور مظهر الويس، خلال لقائه مع رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ستيفان ساكاليان، اليوم، سبل تعزيز التعاون في المجال الإنساني والجهود المبذولة لدعم القضايا ذات الطابع الإنساني، بما في ذلك ملفات المفقودين وأوضاع السجون.
وجرى اللقاء في مبنى وزارة العدل، حيث تمت مناقشة الأوضاع الإنسانية الراهنة في سوريا، بالإضافة إلى استعراض مجالات التعاون المشترك، خاصة في ما يتعلق بتدريب وبناء القدرات القضائية في تطبيقات القانون الدولي الإنساني.
وأكد الدكتور الويس خلال اللقاء أهمية الدور الذي تضطلع به اللجنة الدولية للصليب الأحمر في نشر مبادئ القانون الدولي الإنساني، مشيداً بتعاونها مع المؤسسات القضائية السورية، خاصة في الشؤون الإنسانية، وشدد الوزير على احترام سوريا لمبادئ القانون الإنساني، والتزام جميع الهيئات القضائية والنيابات العامة بتطبيق أحكام القانون في رقابتها على أماكن التوقيف والسجون.
كما لفت إلى أن ملف المفقودين يشكل أولوية إنسانية واجتماعية في سوريا، داعياً إلى تكثيف الجهود الحكومية والمجتمعية والدولية لمعالجة هذا الملف، وضمان معرفة مصير المفقودين وتقديم الدعم اللازم لعائلاتهم، مع التأكيد على التزام الوزارة بمحاسبة المتورطين وفق الأطر القانونية.
دعم دولي لمبادئ حقوق الإنسان
من جانبه، أوضح ستيفان ساكاليان أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تهدف إلى دعم الحكومة السورية في تطبيق القانون الدولي الإنساني وحماية حقوق الإنسان، وأشار إلى أن مهام اللجنة تتركز على حماية ومساعدة ضحايا النزاعات المسلحة وتقديم المساعدات الإنسانية لهم.
واستعرض ساكاليان نشاطات اللجنة في السجون ومراكز الاحتجاز السورية، مشيراً إلى أن وجود اللجنة في سوريا يعود إلى عام 1976، بموجب اتفاقيات جنيف، وأن عملها يستمر بالتنسيق مع الجهات الرسمية لضمان تحسين الأوضاع الإنسانية في مختلف المرافق.
بحث وزير السياحة السوري مازن الصالحاني، اليوم، مع القائم بأعمال السفارة الإيطالية في دمشق، ستيفانو رافانيان، سبل تطوير العلاقات الثنائية في المجال السياحي، وفتح آفاق جديدة لتعزيز التعاون المشترك.
وجرى خلال اللقاء، الذي عُقد في مقر الوزارة، مناقشة إمكانية رفع وتيرة القدوم السياحي إلى سوريا خلال المرحلة المقبلة، وبلورة خطوات عملية لدعم قطاع السياحة بما يواكب تطورات المرحلة الجديدة التي تمر بها البلاد.
وشارك في الاجتماع معاون وزير السياحة المهندس نضال ماشفج، ومديرة مديرية التخطيط والتعاون الدولي في الوزارة المهندسة عهد الزعيم، حيث جرى استعراض عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وسبل تبادل الخبرات في مجالات الترويج، والتدريب، وتنمية المقاصد السياحية.
وكان أكد وزير السياحة السوري مازن الصالحاني، خلال كلمته في مراسم إعلان الحكومة السورية الجديدة، أن رؤية الوزارة للمرحلة المقبلة ترتكز على تحويل سوريا إلى "وجهة سياحية عالمية رائدة"، داعيًا إلى توحيد الجهود للنهوض بالقطاع السياحي وإعادة الحياة إلى الشوارع السورية.
وشدد الوزير على أن سوريا "اشتاقت لزوارها"، مشيراً إلى أن البلاد باتت اليوم "ورشة عمل مفتوحة" تتطلب مشاركة كافة الكفاءات والخبرات الوطنية في عملية إعادة الإعمار السياحي، مضيفاً: "علينا أن نقف صفاً واحداً لبناء مستقبل يليق بسوريا".
كما أعلن الوزير عن نية الوزارة إنشاء بيئات سياحية جديدة تلبي تطلعات الزوار، في إطار خطة شاملة لإعادة تنشيط هذا القطاع وتعزيز حضوره على المستوى الإقليمي والدولي.
أكدت الهيئة الروحية في مدينة جرمانا استمرار جهودها، منذ يوم الثلاثاء 29 نيسان، لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المدينة، مشددة على أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في ظل التحديات الراهنة.
وأوضح البيان الصادر عنها أن إغلاق مداخل المدينة يوم أمس كان إجراءً مؤقتًا واحترازيًا لحماية السكان ومنع أي تهديد محتمل من أي جهة كانت. وأشارت الهيئة إلى أن مداخل المدينة فُتحت صباح اليوم لتسهيل حركة الدخول والخروج واستعادة نمط الحياة اليومي بشكل طبيعي.
وثمّنت الهيئة الروحية تعاون مؤسسات الدولة وإدارة الأمن العام، داعية الجهات المختصة إلى ممارسة دورها في ضبط العناصر والفصائل غير المنضبطة، المتواجدة خارج المدينة، والتي تسعى – بحسب البيان – لاستفزاز عناصر الأمن العام وإثارة القلق بين السكان.
كما شددت على أن إطلاق النار من قبل تلك الفصائل لم يُقابل برد مماثل، بل تم التعامل معه بضبط النفس والحكمة من قِبل عناصر الأمن العام داخل جرمانا، التزامًا بروح المسؤولية والسعي إلى صون السلم الأهلي ومنع الانجرار نحو أي مواجهة.
واختتمت الهيئة بيانها بتوجيه نداء إلى أهالي المدينة لتكريس روح التضامن والتكاتف، والعمل المشترك نحو مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا لكل أبناء جرمانا.
وفي بيان سابق، عقب الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة مؤخراً، عبّرت فيه عن استنكارها الشديد لما وصفته بمحاولة زرع الفتنة والانقسام بين أبناء الوطن، محذرة من تداعيات التصعيد وخطورة استهداف السلم الأهلي.
رفض الإساءة للدين وتحذير من الفتنة
واستنكر البيان"أي إساءة تُوجَّه للنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، ونؤكد أن ما تم تداوله من مقطع صوتي – وفق ما أوضح بيان وزارة الداخلية – ما هو إلا محاولة خبيثة لزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد"، معتبرين ما جرى مشروع فتنة يهدف إلى تفتيت النسيج المجتمعي.
إدانة للهجوم المسلح
وأدانت الهيئة بشدة الهجوم المسلح "غير المبرر" الذي استهدف أحياء مدينة جرمانا، واستخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين وترويع السكان الآمنين، واستشهد البيان بقول الله تعالى: *{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}*، للتأكيد على ضرورة عدم تحميل الأبرياء مسؤولية أفعال فردية أو ملفقة.
الشهداء والمصابون من جهاز الأمن العام
وأوضحت الهيئة أن غالبية الشهداء والجرحى من أبناء المدينة كانوا من منتسبي جهاز الأمن العام، وقد سقطوا أثناء تأديتهم لواجبهم، بعدما باغتهم الهجوم العدواني، وشدد البيان على أن حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم مسؤولية الدولة وأجهزتها الأمنية، داعياً إلى تحرك فوري وحاسم لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات ومحاسبة المتورطين فيها.
مطالب واضحة للعدالة
وكانت أكدت الهيئة الروحية أن دماء الضحايا "ليست رخيصة"، وأن تحصيل حقوقهم وجبر الضرر الواقع على ذويهم هو "مطلب عادل لا تراجع عنه"، ودعا البيان الجهات الرسمية إلى مصارحة الرأي العام وتوضيح الملابسات التي أحاطت بالأحداث، مع وقف حملات التحريض والتخوين التي تسهم في تأزيم الوضع وزيادة التوتر.