وسيم الأسد في قبضة العدالة: تاجر الكبتاغون وشريك الجرائم في عهد النظام البائد
وسيم الأسد في قبضة العدالة: تاجر الكبتاغون وشريك الجرائم في عهد النظام البائد
● أخبار سورية ٢١ يونيو ٢٠٢٥

وسيم الأسد في قبضة العدالة: تاجر الكبتاغون وشريك الجرائم في عهد النظام البائد

أعلنت وزارة الداخلية السورية يوم 21 حزيران/يونيو 2025، إلقاء القبض على وسيم بديع الأسد، أحد رموز النظام البائد، والمتهم بالضلوع في تجارة المخدرات وارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين خلال فترة حكم الإرهابي الفار بشار الأسد. 


وأوضحت الوزارة أن عملية التوقيف تمت عبر كمين أمني محكم نفذه جهاز الاستخبارات العامة بالتنسيق مع الأمن الجنائي، وجاء ذلك في إطار حملة أمنية واسعة لملاحقة المتورطين في جرائم الحرب والفساد بعد سقوط النظام.

مسيرة من الجريمة والولاء للنظام المخلوع
وسيم الأسد، المولود عام 1980، هو ابن بديع الأسد، أحد أبناء عم حافظ الأسد. نشأ في بيئة متميزة داخل العائلة الحاكمة، واستغل نفوذه للانخراط في أنشطة غير قانونية شملت فرض الإتاوات وتهريب الوقود والمخدرات، لا سيما الكبتاغون، بالتعاون مع شبكة بارون المخدرات اللبناني نوح زعيتر. وقد عُرف بتبجحه بثروته عبر منصات التواصل، حيث اعتاد نشر صور سياراته الفارهة وعقاراته.

وكان وسيم أحد أبرز وجوه التشبيح في اللاذقية خلال الثورة السورية، وقاد ميليشيات محلية موالية للنظام تورطت في قمع الاحتجاجات وارتكاب انتهاكات بحق المدنيين. ونظّم مسيرات دعم لبشار الأسد، وأطلق مبادرات إعلامية وفنية مؤيدة للنظام، منها مجموعة غنائية تحمل اسم "شمس"، فضلاً عن دعوته العلنية لإسقاط الجنسية عن معارضي النظام.

غطاء تجاري لتمويل المخدرات
بعد انسحابه من “الفيلق الخامس اقتحام”، أعلن وسيم العودة إلى ما وصفه بـ"الحياة المدنية"، وبرز لاحقاً كرجل أعمال يدير شركة "أسد الساحل"، المختصة في الاستيراد والتصدير والتخليص الجمركي. إلا أن مصادر متعددة أكدت استخدامه للشركة كواجهة لعمليات تهريب المخدرات بالتنسيق مع الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد.

في 2023، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على وسيم الأسد لكونه شخصية محورية في الشبكة الإقليمية لتهريب الكبتاغون، واعتبروه أحد أبرز ممولي الإرهاب في الشرق الأوسط.

علاقته بالتجسس وتهريب أجهزة إسرائيلية
في نيسان/أبريل 2025، كشفت الأجهزة الأمنية السورية عن عملية تهريب شحنة أجهزة طاقة شمسية تحتوي على معدات تجسس إسرائيلية، دخلت من ميناء اللاذقية ومعبر المصنع الحدودي مع لبنان. وأفادت تقارير إعلامية بأن الشحنة كانت موجهة لمستوردين مرتبطين بالفرقة الرابعة وبوسيم الأسد شخصياً، ما عزز الشكوك حول ضلوعه في نشاطات تمس الأمن القومي السوري.

اعتقال بعد سنوات من الإفلات
أعقبت سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، حملة وطنية شاملة لملاحقة كبار المتورطين في الفساد والجرائم المنظمة. ورغم محاولاته تشكيل مجموعات إسناد عسكرية خاصة به في اللاذقية، ألقي القبض على وسيم الأسد ضمن عملية أمنية دقيقة. وأكدت وزارة الداخلية أن الملف يتضمن تهمًا تتعلق بتجارة المخدرات، وغسل الأموال، والتعاون مع جهات خارجية، وارتكاب انتهاكات بحق المدنيين.

اعتقال وسيم الأسد يشكل خطوة مهمة على طريق محاسبة رموز الفساد والإجرام المرتبطين بالنظام البائد. ويترقّب الشارع السوري أن تتوسع التحقيقات لتشمل شبكات دعم الجريمة المنظمة، في سبيل إعادة بناء دولة القانون والمؤسسات على أسس من العدالة والشفافية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ