عقد معاون الأمين العام لرئاسة الجمهورية لشؤون مجلس الوزراء، المهندس علي كده، اجتماعاً تنسيقياً مع وزير الأشغال العامة والإسكان، المهندس مصطفى عبد الرزاق، ووزير النقل، الدكتور يعرب بدر، لمناقشة واقع شبكة الطرق العامة والمشاريع الاستثمارية والإصلاحية الجارية.
وركز الاجتماع على متابعة تنفيذ مشروعي صيانة طريق أريحا – اللاذقية وطريق إدلب – سرمدا، لما لهما من أهمية في ربط المدن والمناطق الرئيسية، إضافة إلى بحث أعمال صيانة طرق في محافظتي إدلب وحلب، وإعادة تأهيل جسر القسطل وجسر الرستن، مع التأكيد على تفعيل التنسيق بين الوزارتين لضمان إعادة تشغيل هذه المرافق الحيوية وتحسين حركة النقل.
وشهدت محافظة إدلب خلال الأيام الأخيرة سلسلة لقاءات وزيارات واجتماعات هدفت إلى تعزيز العمل المشترك بين مناطق المحافظة، ومناقشة مشاريع خدمية وتنموية، خاصة في قطاع النقل والبنية التحتية.
ففي مدينة حارم، زار مدير المنطقة حسين جنيد، برفقة عدد من وجهاء وأهالي المنطقة، معاون محافظ إدلب حسن الفجر، حيث جرى بحث سبل تطوير التعاون بين منطقتي حارم وإدلب، والتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التنسيق لخدمة الأهالي وتحسين الواقع المعيشي.
وفي معرة النعمان، عُقد اجتماع تشاوري برعاية إدارة المنطقة، وبحضور مدراء الدوائر الحكومية وممثلي الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية والخدمية، جرى خلاله مناقشة الوضع الخدمي العام والاستحقاقات القادمة كما تم تكريم ممثلي الجهات الحكومية والمنظمات، تقديراً لجهودهم في دعم الأهالي وتحسين الخدمات.
وعلى الصعيد الخدمي الاستراتيجي، عقد وزير النقل بوقت سابق اجتماعاً تنسيقياً مع محافظ إدلب محمد عبد الرحمن في مبنى الوزارة بدمشق، بحضور المعنيين في المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، لبحث الخطة الشاملة لتطوير شبكة الطرق والجسور في المحافظة.
وأكد وزير النقل أن الوزارة، بالتعاون مع المؤسسة، أعدت خطة متكاملة تتضمن دراسات وكشوفات فنية، وترشيح المشاريع ذات الأولوية، إضافة إلى تقدير التكاليف وإعداد مقترحات للانطلاق بالتنفيذ وفق الإمكانيات المتاحة.
كما شدد على أهمية إصلاح البنية التحتية المتضررة، وتأمين الطرق من خلال تركيب العاكسات والمحددات المرورية، وصيانة الجسور بما يضمن سلامة التنقل.
من جانبه، أشار محافظ إدلب إلى أهمية تطوير قطاع النقل لدعم الاستثمار والتنمية الاقتصادية، داعياً إلى إعادة تأهيل الجسور الرئيسية والأوتوستراد الرابط بين غرب وشرق البلاد، وصيانة الطرق الحيوية وخاصة طريق أريحا – سراقب الذي يحتاج إلى تدخل عاجل كما طرح إمكانية إعادة تشغيل خط سكة الحديد وإنشاء محطة جديدة، وتشكيل لجنة فنية لترشيح الكوادر المؤهلة.
هذا وقدم المدير العام المكلف للمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، المهندس خضر فطوم، عرضاً تفصيلياً حول الدراسات المعدة، والتي تشمل أعمال الصيانة الإسعافية، والتوسعة، والتأهيل، إضافة إلى تأمين الإنارة والمستلزمات الفنية، بما يسهم في تحسين النقل وتعزيز السلامة المرورية في المحافظة.
على مدار السنوات الماضية، ازدادت ظاهرة صيد الحيوانات في بعض المناطق من سوريا، في ظل غياب الرقابة البيئية، ليتحول الصيد من نشاط موسمي محدود إلى ممارسات مفرطة، تستهدف كل ما يتحرك في الطبيعة، من الغزلان والضباع والذئاب، إلى الأرانب والطيور بمختلف أنواعها، كالعصافير والحمام وغيرها.
أنواع مستهدفة دون رحمة
تشير صور ومقاطع مصوّرة تم تداولها مؤخراً في صفحات التواصل الاجتماعي، إلى حملات صيد جائرة استهدفت غزلان برية في بادية الرقة، مما أثار استياء شعبي واسع ، وسط مطالب لوزارة الزراعة و الثروة الحيوانيّة بسن قوانين تمنع وتجرم عمليات الصيد خصوصاً أنها تستهدف فئة من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض في سوريا.
وسبق ونبهت تقارير محلية إلى الخطورة التي أدى إليها الصيد الجائر والتجارة غير المشروعة للطيور النادرة في سوريا، خصوصاً في ريفي دير الزور وحمص، وصار يهدد بانقراض العديد من هذه الأنواع، وأدى ذلك إلى انخفاض كبير في أعداد الصقور والبوم وغيرها من الأنواع المميزة بيئياً.
ويؤكد مراقبون أن حملات الصيد تستهدف كل الحيوانات سواء التي تطير أوتسير، وتشكل جزءاً أساسياً من السلسلة البيئية. كما لم تسلم الأرانب البرية، أو الطيور المهاجرة، وحتى الطيور المغردة الصغيرة، من بنادق الصيادين. وأحياناً يتم قتل الحيوانات خلال الصيد، وأحيانا أخرى يعملون على صيده دون قتله خاصة في حالة الطيور المُراد بيعها.
أسباب انتشار الظاهرة
يشير مراقبون إلى أن الأسباب خلف هذه الظاهرة عدة، أبرزها: غياب القوانين أو ضعف تنفيذها خاصة في ظل الحرب وانشغال السلطات بالأوضاع الأمنية، بالإضافة إلى عدم امتلاك الصيادين للوعي الكافي بأهمية حماية الحياة البرية، إلى جانب استخدام الصيد كمصدر دخل أو كتسلية، خاصة في المناطق الريفية.
من ناحية أخرى يعتبر بعض الشباب الصيد والتقاط الصور إلى جانب الحيوانات التي تم اصطيادها مع وسائل الصيد والبندقية وغيرها طريقة للتباهي على وسائل التواصل الاجتماعي دون إدراك لخطورة ما يفعلونه.
في حديثنا مع بعض الصيادين المحترفين، أشاروا إلى أن البعض ورث مهنة الصيد عن آبائهم وتعلّموها منذ الصغر، فأصبحت مصدر رزق مجزٍ، خاصة صيد الطيور النادرة ذات القيمة العالية. ويعتبرونها مهنة ممتعة وحرة، بعيدة عن قيود الأوامر والمهام أو الالتزام بساعات عمل محددة.
آثار كارثية على البيئة
وبحسب مختصيين بيئيين فإن الصيد الجائر يؤدي إلى اختلال التوازن البيئي، إذ يُفقد الطبيعة حيوانات تلعب أدوارا أساسية في السلسلة الغذائية. كما تهدد هذه الممارسات التنوع البيولوجي، وقد تدفع بعض الأنواع إلى الانقراض التام، ما يجعل البيئة أكثر هشاشة وأقل مقاومة للتغيرات المناخية أو الزراعية.
نحو حلول عاجلة
لمعالجة الظاهرة، يقترح مطلعون: تفعيل قوانين حماية الحياة البرية، وتغليظ العقوبات على الصيد غير المشروع، إلى جانب التوعية المجتمعية بخطورة الصيد الجائر وأثره، بالإضافة إلى خلق بدائل اقتصادية لمن يمتهنون الصيد كوسيلة للرزق، وشددوا على أهمية التعاون بين الناشطين البيئيين والمجالس المحلية لرصد وتوثيق التجاوزات.
باتت ظاهر الصيد الجائر في بعض المناطق السورية تهديداً مباشراً للبيئة السورية ومستقبلها. ومن مسؤولية الجميع، الأفراد والجهات الفاعلة، التصدي لهذا الخطر، وإعادة التوازن للطبيعة التي أنهكتها الحرب والعبث.
جدد عضو مجلس النواب الأميركي عن الحزب الجمهوري، جو ويلسون، دعوته إلى تطبيق الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والخاص برفع قيود وضوابط التصدير المفروضة على سوريا، مؤكداً أن هذا التوجيه "واضح تماماً" ويدعو وزارة التجارة ومكتب الصناعة والأمن في الولايات المتحدة إلى التحرك الفوري لتنفيذه.
وأوضح ويلسون في منشور على منصة "إكس" أن نهج الرئيس ترمب في الملف السوري يمثل "خطوة استراتيجية بارعة"، مشيراً إلى أن استقرار سوريا ووحدتها سيساهمان في تقليص نفوذ إيران وتنظيم "داعش"، وتعزيز التعاون مع تركيا، الحليف في الناتو، لإزالة القواعد العسكرية التي أقامها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وحذر النائب الجمهوري من أن استمرار الانقسام والفوضى في سوريا قد يعيد مشهد ليبيا أو الصومال، ويهيئ الظروف لعودة تنظيم "داعش" بصيغة جديدة، إلى جانب تمكين إيران وروسيا من توسيع نفوذهما، مؤكداً أن دعم وحدة سوريا واستقرارها يصب في مصلحة جميع الأطراف الإقليمية والدولية، وأن الفرصة الحالية "يجب عدم إهدارها".
وفي تغريدة أخرى، حث ويلسون وزارة التجارة الأميركية على الإسراع في تنفيذ أوامر الرئيس ترمب برفع ضوابط التصدير بشكل كامل، مشيراً إلى أن استمرار هذه القيود يخدم مصالح الصين، وأن التوجيهات الرئاسية لا تحتمل المزيد من التأجيل.
وسبق أن شدد رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس على ضرورة خفض التصعيد في سوريا ووقف التدخلات الخارجية، بما فيها تدخلات الاحتلال الإسرائيلي، مشيداً بجهود الإدارة الأميركية، ولا سيما الرئيس ترمب والسفير الأميركي لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس باراك، في الدفع نحو تسوية سياسية تنهي الحرب وتعيد الاستقرار للبلاد.
استعرضت الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية في سوريا، أمس الأربعاء، مجمل أعمالها وأنشطتها خلال المرحلة التأسيسية الأولى، إلى جانب ملامح خططها للمرحلة المقبلة، مؤكدة التزامها بمسار العدالة وجبر الضرر وتعزيز المصالحة الوطنية.
وذكرت الهيئة، في بيان نقلته وكالة "سانا"، أنها نظمت خلال الفترة الماضية سلسلة من الأنشطة شملت اجتماعاً دولياً في جنيف برعاية المركز الدولي للعدالة الانتقالية، ولقاءات لتبادل الخبرات مع ممثلي عدد من الدول، إلى جانب التواصل المباشر مع أبناء المحافظات من مختلف المكونات.
كما باشرت إجراءات تأسيس صندوق لتعويض الضحايا، واختيار كوادرها عبر مقابلات مهنية، فضلاً عن مشاركتها في صياغة مشروع قانون العدالة الانتقالية بالتعاون مع جامعة دمشق.
وأوضحت أن عملها يتركز على تحقيق أهداف إستراتيجية، أبرزها كشف الحقيقة حول انتهاكات حقوق الإنسان، وتوثيق الانتهاكات والضحايا وفق المعايير الدولية، وتحقيق العدالة وجبر الضرر، وضمان عدم تكرار الانتهاكات، والعمل على المصالحة الوطنية وحفظ الذاكرة التاريخية.
وأشارت الهيئة إلى أبرز التحديات التي تواجهها، ومنها الحاجة إلى إصدار قانون متكامل للعدالة الانتقالية، وضرورة إنشاء آليات تنسيق واضحة مع المؤسسات الحكومية، وتعزيز التعايش السلمي، وأهمية الحفاظ على الوثائق والأدلة. وشددت على أهمية الدور المحوري للضحايا وذويهم في المسار، موضحة أنها عقدت ورش عمل ولقاءات مباشرة للاستماع لشهاداتهم وفهم أولوياتهم، والعمل على بناء الثقة معهم.
وأكدت الهيئة استمرارها في تعزيز الشراكة مع المنظمات الدولية والمحلية، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة، وبناء القدرات المؤسسية، وإشراك مختلف فئات المجتمع، في إطار الانتقال نحو دولة القانون في سوريا.
وتتألف الهيئة، التي أُنشئت بموجب المرسوم الرئاسي رقم (20) لعام 2025، من ثلاث دوائر رئيسية: لجان مختصة للتقصي والعدالة وجبر الضرر والمصالحة الوطنية، ومكاتب فنية تشمل الدعم القانوني وحماية الشهود وإدارة البيانات، وأقسام إدارية داعمة.
وسبق أن قال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، إن الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية في سوريا ليست جهة مخولة بالتواصل مع الإنتربول الدولي لملاحقة رئيس النظام المخلوع بشار الأسد وشقيقه ماهر، مشددًا على أن مثل هذه الإجراءات تُنفذ حصراً عبر القنوات الرسمية المعترف بها دوليًا.
وأوضح عبد الغني أن الإنتربول لا يتعامل مع منظمات مدنية أو هيئات غير رسمية، سواء في سوريا أو خارجها، بل يعتمد على "المكتب المركزي الوطني" التابع لوزارة الداخلية في كل دولة عضو، والذي يعد الجهة الوحيدة القادرة على تقديم طلبات إصدار النشرات الحمراء بحق المطلوبين.
وجاءت تصريحات عبد الغني تعليقاً على تصريحات لرئيس الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، عبد الباسط عبد اللطيف، أعلن فيها عن فتح قنوات تواصل مع الإنتربول وهيئات دولية لملاحقة بشار وماهر الأسد بتهم تتعلق بارتكاب جرائم جسيمة ضد السوريين.
في بعض مناطق سوريا، لا تقتصر الأفراح عادةً فقط على أصوات الزغاريد والموسيقى، فباتت ظاهرة إطلاق العيارات النارية تُلقي بظلالها القاتمة على المناسبات السعيدة. هذه العادة، التي أصبحت شائعة خلال سنوات الحرب مع انتشار الأسلحة، تحوّل لحظات البهجة إلى مآسٍ، حيث يُطلق الأهالي الرصاص في الهواء احتفاءً بزواج، خطوبة، نجاح طالب، أو عودة غائب. لكن هذا التعبير "الاحتفالي" يترك وراءه ضحايا وخوفاً يعمّ الجميع.
إصابات ووفيات: الثمن الباهظ للرصاص الطائش
تشير مصادر طبية إلى تكرار وصول حالات إلى أقسام الطوارئ في المشافي السورية جرّاء إصابات الرصاص الطائش. تتراوح هذه الإصابات بين جروح سطحية وخطيرة، وبعضها ينتهي بوفيات مؤلمة. ما يبدأ كاحتفال قد ينتهي بمأتم، مخلفاً جروحاً جسدية وخلافات عائلية تُعمّق الانقسامات الاجتماعية. إذ تحولت هذه العادة من تعبير عن الفرح إلى تهديد مباشر لسلامة المجتمع.
جذور الظاهرة: تقاليد وفوضى أمنية
تعود أسباب انتشار هذه الظاهرة إلى عوامل متعددة. فمن جهة، تُعتبر إطلاق العيارات النارية تقليداً قديماً في بعض المناطق، يُستخدم للتعبير عن الفرح. ومن جهة أخرى، يُسهم غياب الوعي بمخاطرها، إلى جانب انتشار الأسلحة بعد سنوات النزاع، في تفاقم المشكلة. يرى مراقبون أن البعض يلجأ إلى إطلاق الرصاص لاستعراض القوة أو إثبات النفوذ، في محاولة لجذب الأنظار أو إثارة الرهبة بين الآخرين.
آثار نفسية واجتماعية مدمرة
لا تقتصر تداعيات هذه الظاهرة على الإصابات الجسدية، بل تمتد إلى إحداث اضطرابات نفسية عميقة. يعيش الكثيرون، خاصة الأطفال، في خوف وقلق من حضور المناسبات العامة، خشية التعرض للرصاص الطائش. هذا الواقع يهدد شعور السكان بالأمان في بيئتهم، ويزرع عدم الثقة في المجتمع المحلي.
حلول مقترحة: التوعية والتغيير الثقافي
يؤكد ناشطون ومطلعون على ضرورة مواجهة هذه الظاهرة عبر حملات توعية مكثفة تُبرز مخاطرها الجسدية والنفسية. يُطالبون بكسر الصورة النمطية التي تربط إطلاق النار بالاحتفال أو الرجولة، وتعزيز ثقافة احترام الحياة. تلعب وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي دوراً محورياً في هذا السياق، من خلال عرض قصص المتضررين، واستضافة خبراء يقدمون حلولاً عملية.
خطوة نحو مجتمع آمن
في الختام، تظل ظاهرة إطلاق العيارات النارية في سوريا تحدياً خطيراً يهدد سلامة المدنيين ويعكس اختلالات اجتماعية وأمنية عميقة. ما يُنظر إليه كوسيلة تعبير قد يُكلف أرواحاً ويُدمر أفراحاً. الحد من هذه الظاهرة يتطلب جهوداً مشتركة بين الأفراد والمجتمع والجهات القانونية، من خلال تعزيز التوعية، وتطبيق قوانين صارمة لضبط انتشار الأسلحة، وبناء ثقافة تحتفي بالحياة بدلاً من العنف. فقط عبر هذا التكامل يمكن تحويل المناسبات السعيدة إلى لحظات فرح حقيقية، خالية من الخوف والخطر.
أكد محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور، أن المحافظة تواصل العمل والتنسيق مع الجهات المعنية لإعادة تأهيل قرى ريف السويداء الغربي وصولاً إلى الحدود الإدارية مع درعا، والبالغ عددها 34 قرية، بهدف تأمين خدمات المياه والاتصالات والكهرباء والمشافي والمدارس، تمهيداً لعودة الأهالي.
ولفت المحافظ إلى جهود موازية لإعادة الحياة إلى أكثر من 17 قرية وبلدة في ريف السويداء الشرقي، تعاني من انعدام الخدمات الأساسية نتيجة المعارك السابقة وأعمال التخريب وسرقة الممتلكات من قبل مليشيات النظام البائد، بما يتيح عودة نحو 50 ألف نسمة.
وكان أوضح أن الخطة تقوم على رفع كتب رسمية من المؤسسات لتحديد احتياجاتها، وتأمينها بالتنسيق مع الوزارات المختصة، بالتوازي مع إيصال قوافل إغاثية – بلغ عددها سبعاً – محملة بآلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية والطبية، لتوزيعها على المهجرين والمتضررين في السويداء والمناطق الحدودية بدرعا.
وكانت شهدت العاصمة الأردنية عمّان في 12 آب/أغسطس 2025 اجتماعاً مشتركاً ضم المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية العربية السورية والولايات المتحدة الأمريكية، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظرائه الأردني والأمريكي، وممثلين عن تركيا ومؤسسات أممية.
وهدف الاجتماع إلى دعم إعادة البناء في سوريا، وتثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، وحماية المحافظة بكل مكوناتها ضمن مسار بناء سوريا الجديدة، مع ضمان تمثيل أبنائها في مستقبل البلاد.
واتفق المجتمعون على خطوات عملية شملت التحقيق في الجرائم والانتهاكات بالتعاون مع الأمم المتحدة، وتسهيل وصول المساعدات، وإعادة تفعيل المؤسسات الخدمية، وبدء عمليات إعادة التأهيل، ودعم عودة النازحين، وإطلاق مسار للمصالحات وتعزيز السلم الأهلي.
ورحبت الأردن والولايات المتحدة بالتزامات الحكومة السورية، وأكدتا استعدادهما لدعم هذه الجهود، في إطار مسار إقليمي ودولي لإنهاء الأزمة في السويداء ودمجها في الحياة السياسية والاقتصادية لسوريا ما بعد الحرب.
في مجتمعاتنا، كما في كثير من البيئات حول العالم، لا تقتصر المعارك على ساحة الفكرة والرأي، بل غالباً ما تتحول إلى ساحة شخصية إذا عجز الخصم عن الرد بالحجة أو كُشف ضعف منطقه. وعوضاً عن نقاش الأفكار أو تقديم رد عقلاني، يذهب البعض إلى أساليب غير جيدة لا تمت للباقة بصلة، مثل: السخرية من المظهر الخارجي، عيب خلقي بالطرف الٱخر، من اللهجة، أو الطعن في السلوك، التهكم على الأصول، وتلفيق التهم الأخلاقية.
وهذا النوع من الهجوم لا يقوم به البعض فقط عادة عند الاختلاف بالرأي، وإنما عند محاربة الشخص الناجح والمتميز الذي قدم شيء تسبب بإشعال نيران الغيرة والحسد لديهم، ولعدم قدرتهم على مواكبته وتقديم ذات الجهود. فبدلاً من تقدير إنجازاته والثناء عليها يلجؤون إلى الانتقاص منه وجرح مشاعره والإساءة مما ينعكس على حالته النفسية.
والأساليب المتبعة في هذه النوع من الهجوم اللاأخلاقي عدة، منها: السخرية من الشكل الخارجي أو اللباس أو الصوت، والتنمر العلني والضمني عبر التعليقات والمنشورات، بالإضافة إلى اتهامات لا تستند إلى دليل تمس الأخلاق أو القيم الشخصية، إلى جانب استخدام الصور القديمة أو اقتطاع الكلام لتشويه المعنى.
أما بالنسبة لـ الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة متعددة، منها: الشعور بالعجز والغيرة من النجاح، الجهل بثقافة الحوار والنقد، إلى جانب الرغبة في لفت الانتباه على حساب الآخرين، وغياب المحاسبة الأخلاقية والقانونية، خصوصاً في منصات التواصل.
ويؤكد أخصائيون أن الخطورة في النتائج التي تتركها هذه الممارسات: التأثير النفسي العميق على الأفراد المستهدفين، لا سيما الشباب والنساء، وتحجيم الصوت الحر وتشجيع ثقافة الخوف والصمت، إلى جانب خلق بيئة سامة تعيق النمو الفكري والاجتماعي، عدا عن تراجع ثقة المجتمع بالكلمة والرأي العام، ما يعزز الاستقطاب والعدائية.
ويقترحون مجموعة من الحلول للتعامل مع هذه الممارسات، مثل: نشر الوعي حول أخلاقيات التعبير والاختلاف، تربية الجيل على تقبّل الرأي الآخر دون شخصنة، تعزيز دور منصات الإعلام المستقلة في فضح حملات التشويه. إلى جانب تفعيل قوانين تجرّم التشهير والاعتداء اللفظي.
في النهاية، يجب أن ندرك أن المجتمعات تنهض حين يعلو فيها صوت المنطق والعقل، وتسقط حين تفتح الباب لثقافة التجريح والتشويه. الرد بالحجة قيمة، والتطاول ضعف، والاختلاف لا يبرر الإهانة.
قدّمت رئاسة الجمهورية العربية السورية واجب العزاء بضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار الياس في حي الدويلعة بدمشق في حزيران الماضي، في إطار تأكيدها على وحدة الصف الوطني ورفض كل محاولات ضرب العيش المشترك.
وفد رسمي إلى بطريركية أنطاكية
استقبل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر، مساء الأربعاء، الأمين العام لرئاسة الجمهورية ماهر الشرع ممثلاً لرئيس البلاد، على رأس وفد ضم معاون أمين الرئاسة لشؤون مجلس الوزراء علي كده، ووزير الإعلام حمزة مصطفى، وعضو اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب حسن دغيم.
وخلال اللقاء، نقل الشرع تعازي السيد رئيس الجمهورية بالبطريرك يوحنا العاشر وبالمكون المسيحي السوري الأصيل، مؤكداً أن هذه الجريمة تستهدف العيش الواحد في سوريا، ومعرباً عن تقدير الرئيس للدور الريادي الذي تمثله البطريركية في تاريخ الشرق وحضوره الإنساني والثقافي.
البطريرك يشيد بالدور الوطني المشترك
من جانبه، رحّب البطريرك يوحنا العاشر بالوفد الرسمي، وطلب نقل تحياته وتقديره لرئيس الجمهورية، مؤكداً أن بطريركية أنطاكية كانت وستبقى إلى جانب كل إنسان على أرض الوطن، بعيداً عن منطق الأكثرية والأقلية، وأن الدور المسيحي في سوريا جزء أصيل من تاريخها وهويتها.
التأكيد على أواصر الأخوة والتواصل
وأوضحت البطريركية في بيانها أن اللقاء شكّل مناسبة للتأكيد على أواصر الأخوة والتواصل، وللتداول في المستجدات المحلية والدولية، مشددة على أهمية استمرار التنسيق لمواجهة التحديات التي تهدد المجتمع السوري.
تفاصيل الهجوم الإرهابي
وكانت كنيسة القديس مار الياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة قد تعرضت في 22 حزيران الماضي لهجوم إرهابي مزدوج، حيث أطلق انتحاري النار على المصلين أثناء القداس المسائي قبل أن يفجر نفسه عند مدخل الكنيسة، بمشاركة مسلحين آخرين وفق شهادات شهود عيان.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أن منفذي الهجوم غير سوريين، دخلوا دمشق عبر البادية قادمين من مخيم الهول، مستغلين الفراغ الأمني الذي أعقب تحرير العاصمة.
وأسفر الهجوم عن مقتل 25 شخصاً وإصابة ما بين 60 و63 آخرين، بينهم أطفال، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة داخل الكنيسة، ما شكّل صدمة كبيرة وأعاد التذكير بضرورة تضافر الجهود لحماية الأمن والاستقرار في سوريا.
أكدت لجنة حماية الصحفيين الدولية (CPJ) في تقرير موسع أن القوات الإسرائيلية كثّفت خلال الأشهر الأخيرة انتهاكاتها الممنهجة والمتعمدة بحق الإعلاميين في جنوب سوريا، مستندة إلى شهادات ميدانية موثقة.
وأوضحت اللجنة أن هذا التصعيد جاء بعد سقوط نظام الأسد أواخر العام الماضي، حيث وسّعت إسرائيل انتشارها في مناطق كانت تحت مراقبة قوات حفظ السلام الأممية، بذريعة مواجهة تهديدات أمنية من جماعات مدعومة من إيران، الأمر الذي انعكس في زيادة حالات اعتقال وترهيب الصحفيين العاملين هناك.
تضمن التقرير حادثة الصحفيين نادر دابو من "سيريا مونيتور" ونور أبو حسن من وكالة المدن اللبنانية، اللذين تعرضا للمطاردة من قبل جنود إسرائيليين في محافظة القنيطرة عبر تضاريس جبلية لأكثر من نصف ساعة قبل توقيفهما وإجبارهما على المغادرة تحت التهديد بالسجن. وأكد صحفيون آخرون تعرضهم لعرقلة متعمدة، وتدمير معداتهم، وطردهم بالقوة وسط إطلاق نار بقصد الترهيب.
روى المصور المستقل أنور عصفور، العامل مع قناة العربية، أنه تعرض لإطلاق نار مباشر من طائرة مسيرة إسرائيلية في مايو/أيار الماضي أثناء تغطيته أضرار آبار مياه في قرية كودنة بريف القنيطرة، رغم ارتدائه سترة صحفية. وفي الحادثة نفسها، اعتقلت القوات الإسرائيلية فريق "بي بي سي" العربية بقيادة المراسل فراس كيلاني، حيث حوصر الطاقم وصودرت معداته، ونُقل أفراده قسراً إلى نقطة تفتيش، وقُيّد بعضهم وعُصبت أعينهم، وحُذفت البيانات من أجهزتهم.
كما وثق التقرير اعتقال الصحفي الفرنسي سيلفان ميركادييه، والمحامي السوري محمد فياض، والصحفي المستقل يوسف غريبي في قرية الرافع مطلع العام الجاري أثناء تغطية التوسع العسكري قرب الجولان المحتل، حيث تعرضوا للتقييد وتعصيب الأعين، وأُطلق سراحهم في منطقة نائية مع مصادرة بعض معداتهم.
وصرح محمد الصطوف، رئيس وحدة الرصد في نقابة الصحفيين السوريين، أن هذه الحوادث باتت تشكل نمطاً متكرراً ومتصاعداً، مؤكداً أن الأدلة تشير إلى أن الانتهاكات متعمدة بهدف تقييد حرية الإعلام ومنع وصول المعلومات إلى الرأي العام المحلي والدولي.
وسبق أن أعربت رابطة الصحفيين السوريين عن إدانتها الشديدة للانتهاكات الجسيمة والمتكررة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الصحفيين داخل الأراضي السورية، واعتبرتها ترقى إلى مستوى جرائم حرب وفقًا للقانون الدولي الإنساني، وتشكل انتهاكًا صارخًا لحرية الصحافة وخرقًا للمواد (79) و(51) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، التي تضمن حماية خاصة للصحفيين في النزاعات المسلحة.
وفي تقرير سابق، أدانت "الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان"، تعرض خمسة من النشطاء والمراسلين الإعلاميين، صباح يوم الإثنين 17 آذار/مارس 2025، للاستهداف بصاروخ موجَّه مضاد للدروع، يُعتقد أنَّه من طراز “كورنيت”، وذلك أثناء وجودهم على الحدود السورية اللبنانية في محافظة حمص، قبالة قرية القصر اللبنانية.
ودعت الشبكة إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في الحادثة، مع ضمان محاسبة كافة المسؤولين عنها، بدءاً من صناع القرار وصولاً إلى المنفذين المباشرين، وإطلاع الرأي العام السوري على نتائج التحقيقات بشفافية، وشددت على ضرورة تهيئة بيئة آمنة للعمل الإعلامي تضمن احترام حرية التعبير، وتعزز دور الصحافة في كشف الحقائق وتوثيق الانتهاكات الإنسانية.
عقد رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع، وبحضور عدد من الوزراء، جلسة حوارية موسعة مع أكاديميين وسياسيين وأعضاء النقابات المهنية ووجهاء محافظة إدلب، في إطار حرص القيادة على التواصل المباشر مع مختلف شرائح المجتمع والاستماع إلى مطالبهم وقضاياهم.
افتتح الرئيس اللقاء بالتأكيد على الدور الوطني الريادي لإدلب، واصفاً إياها بأنها ركيزة أساسية لمشروع الدولة الوطنية الحديثة، ومشيداً بتضحيات أبنائها وصمودهم في وجه الحصار والحرب. وأوضح أن المرحلة الحالية تستوجب الصبر والعمل المنهجي لمعالجة التحديات المتراكمة، مع الحفاظ على المنجزات والبناء عليها بخطط واقعية متوازنة بين المحافظات.
وشدد الرئيس الشرع على أولوية إعادة اللاجئين بكرامة وضمان عودتهم إلى حياة مستقرة، مؤكداً أن بناء الدولة لا يقوم على تقاسم السلطة أو المغانم، بل على عقلية وطنية جامعة، وأن سوريا قادرة على استعادة قوتها رغم الضغوط الإقليمية والدولية. وأعلن عن التحضير لإطلاق صندوق تنمية وطني يخصص جزءاً كبيراً من موارده لإعمار المناطق المتضررة.
تطرق الحضور إلى ملفات العدالة الانتقالية والتماسك الاجتماعي، حيث أكد الرئيس أن التمييز والانقسام الذي زرعه النظام البائد أضر بالنسيج الوطني، وأن المرحلة القادمة ستعتمد على تعزيز الثقة والوحدة الوطنية. كما أعلن عن إنشاء مكتب شكاوى خاص للتواصل المباشر مع القيادة، رداً على مقترحات الحضور حول آلية إيصال المظالم.
وتناول النقاش الواقع الخدمي والاستثماري في الشمال السوري، بما في ذلك القطاع الصحي وتوقف بعض المرافق، فأوضح الرئيس أن الدولة توازن بين التوجيه والدعم، وتوزع المشاريع وفق الاحتياجات. وختم اللقاء بالتأكيد على أهمية تطوير المجتمع المدني والانتقال إلى العمل المؤسسي، كاشفاً عن خطط لعقد مؤتمرات اقتصادية خاصة بإدلب وحلب، وإنشاء مدينة صناعية حرة في محيط سراقب ضمن خطة وطنية متكاملة.
شهدت مدينة حمص انعقاد مؤتمر "أربعاء حمص التنموي" في قصر جوليا بالمدينة القديمة، بحضور عدد من الوزراء والمحافظين ومديري المؤسسات الحكومية، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني وفعاليات تجارية وشعبية ودينية وإعلامية، وجمع المؤتمر أكثر من 13 مليون دولار من التبرعات لدعم مشاريع إعادة الإعمار في المحافظة، ليشكل حدثاً بارزاً في مسار النهوض بحمص بعد سنوات الحرب.
انطلاقة المؤتمر وعروضه التقديمية
افتتحت الفعاليات بعرض فيلم تعريفي عن مبادرة أربعاء حمص حمل دعوة لإعادة إعمار المدينة، تلاه أداء موسيقي لنشيد "موطني"، ثم عروض فيديو وثّقت واقع المياه والنظافة والمدارس وما تعرضت له من دمار وتخريب على يد النظام البائد، مسلطة الضوء على أهمية دعم جهود إعادة التأهيل بالمساهمات المادية والمؤسساتية.
كلمات الوزراء والخطط القطاعية
أكد وزير الثقافة محمد ياسين صالح أن المبادرة مشروع ثقافي متكامل ومستدام، يمثل ترجمة عملية للأفكار وتجسيداً للفعل، معبراً عن دعم الوزارة للمشروع وللمبادرات المماثلة في باقي المحافظات بما يحفظ خصوصية كل منها.
أشار وزير الصحة الدكتور مصعب العلي إلى الدمار الكبير الذي خلفه النظام البائد في القطاع الصحي، موضحاً أن حمص تضم حالياً 18 مشفى، 5 منها خارج الخدمة، إضافة إلى 219 مركزاً صحياً، 31 منها خارج الخدمة.
وأعلن عن إعادة أكثر من 20 مركزاً للخدمة وإطلاق خدمات نوعية لم تكن موجودة قبل التحرير، مع قرب توقيع اتفاقيات لتزويد مشفى حمص الكبير بأجهزة متطورة وغرف عمليات وأجهزة غسيل كلى ومختبر حديث.
وأوضح وزير السياحة مازن الصالحاني أن حمص كانت سابقاً مجرد منطقة عبور سياحي، وكشف عن خطط لإطلاق وجهات سياحية جديدة بالتعاون مع المحافظة والمجتمع المحلي، مع إعادة إحياء المعالم التاريخية وبناء فنادق لجذب المغتربين.
وشدد وزير التربية الدكتور محمد عبد الرحمن تركو، على أن التعليم هو مفتاح التنمية، موضحاً أن المحافظة تضم 1561 مدرسة، منها 317 مدرسة خارج الخدمة، مع ترميم 13 مدرسة حالياً والعمل على ترميم 29 أخرى، وإطلاق الحملة الوطنية "أعيدوا لي مدرستي" بداية الأسبوع المقبل بمشاركة منظمات دولية وأهلية.
في حين عبر وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح عن سعادته بالعودة إلى حمص التي تحمل رمزية الثورة وآمال أبنائها، وتحدث قائد الفرقة 52 العميد هيثم العلي عن معركة التحرير والتحضيرات لمعركة ردع العدوان التي جرى الإعداد لها في إدلب بالتنسيق مع حمص حتى سقوط النظام.
من جهته، دعا محافظ حمص الدكتور عبد الرحمن الأعمى إلى تعميم المبادرة على جميع المحافظات، مؤكداً على رمزية حمص في مسار الثورة واعتبارها أمام فرصة تاريخية لاستعادة مكانتها، واستعرض رئيس مجلس مدينة حمص المهندس بشار السباعي خطة رفع واردات المدينة عبر المشاريع الاستثمارية وإعادة بناء البنية التحتية من خلال خريطة استثمارية شاملة.
في السياق، أوضح نور الأتاسي، أحد منظمي المؤتمر، أن اختيار يوم الأربعاء يرتبط بدلالات تاريخية وثقافية في حمص، مثل التحضير لأعياد خميس المشايخ وخميس الحلاوة التي ارتبطت بالعطاء والكرم، ما منح المبادرة بعداً وجدانياً وثقافياً.
تخلل المؤتمر عروضاً فنية من التراث الحمصي، تضمنت أغانٍ وعراضات شعبية تمجد المدينة وأسواقها وعمارتها العريقة، قبل أن يُختتم بتكريم موظفين شرفاء وأمهات الشهداء اللواتي قدمن أبناءهن في سبيل حرية وكرامة سوريا.
أعلن مدير مطار معيتيقة الدولي، إبراهيم فركاش، عن بدء تسيير شركة الخطوط الجوية السورية رحلاتها المباشرة إلى مطار معيتيقة بمعدل رحلتين أسبوعياً، وأوضح أن الرحلة التدشينية الأولى ستنطلق مساء الأحد القادم من مطار دمشق الدولي في تمام الساعة العاشرة.
ويأتي هذا الإعلان بعد تصريح مدير شركة الخطوط الجوية السورية، سامح عرابي، في يونيو الماضي عن بدء إجراءات الحصول على الموافقات الرسمية للتشغيل، مؤكداً جاهزية الشركة لتنفيذ خطتها التشغيلية الجديدة.
تزامناً مع التحضيرات لإعادة افتتاح سفارة الجمهورية العربية السورية في طرابلس، باشرت بعثة فنية تابعة لوزارة الخارجية والمغتربين السورية بتقديم خدمات قنصلية عاجلة للمواطنين السوريين المقيمين في ليبيا.
وشملت الخدمات "تمديد جوازات السفر لمدة عام واحد، بشرط إحضار الجواز المنتهي وصورة شخصية حديثة، مع استثناء الجوازات التي تحتوي على تأشيرة "خروج وعودة"، وإصدار وثائق مرور لمرة واحدة بغرض العودة إلى سوريا، صالحة لمدة 60 يوماً، بشرط إثبات الهوية بوثيقة رسمية أو شهادة ميلاد، وتصديق الوثائق الرسمية بشرط أن تكون مصدّقة مسبقاً من وزارة الخارجية الليبية أو وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
وكان باشر الوفد القنصلي أعماله في مقره المؤقت بمعرض طرابلس الدولي – شارع عمر المختار، بدءاً من 1 آب 2025، حيث يستقبل المواطنين من الساعة العاشرة صباحاً حتى التاسعة مساءً في اليوم الأول، وحتى السابعة مساءً في الأيام التالية.
تشكل هذه المبادرات خطوة تمهيدية لإعادة تفعيل التمثيل الدبلوماسي السوري في ليبيا، وتعكس اهتمام الدولة السورية برعاية شؤون مواطنيها وحماية مصالحهم القانونية، خاصة في الدول التي تمر بظروف استثنائية، كما أن تشغيل خط دمشق – معيتيقة يعزز التواصل الإنساني والتجاري بين البلدين، ويدعم الجالية السورية في ليبيا، بما يسهم في ترسيخ الروابط السياسية والاقتصادية الثنائية.