المعلم كحلقة وصل: تعزيز الاحترام وحل النزاعات بين الطلاب
من الطبيعي أن تنشأ خلافات بين الطلاب في الصف؛ فقد يتوقف بعضهم عن الكلام مع بعضهم، أو يسعون لخلق المشاكل فيما بينهم، ما يجعل الأجواء داخل الصف متوترة أحياناً. هذا الواقع يبرز دور المعلم في التعامل مع هذه الخلافات، واحتوائها، وإعادة بناء جو من الود والاحترام بين الطلاب.
أسباب الخلافات بين الطلاب
تعود الخلافات بين الطلاب، سواء كانت بسيطة أو كبيرة، إلى عدة عوامل، منها الاحتكاك اليومي وكثرة الوقت الذي يقضيه الطلاب معاً داخل الصف، ما يجعل من الطبيعي أن تظهر بعض المشكلات خلال هذا الوقت الطويل.
كما يلعب اختلاف الشخصيات والطباع دوراً أساسياً في نشوء الخلافات؛ ففي الصف نجد الطالب الهادئ، والعصبي، والاجتماعي، والمنعزل، وعندما تجتمع هذه الشخصيات المختلفة قد تنشأ مشادات بسيطة تتطور إلى خلافات أكبر.
ومن الأسباب الشائعة أيضاً سوء الفهم، إذ قد تُفسَّر كلمة أو جملة بشكل خاطئ فتتحول إلى مشكلة، إلى جانب الغيرة والمنافسة، سواء من التفوق الدراسي أو من الاهتمام الذي يحصل عليه طالب معين من المعلم. ولا يمكن إغفال أثر التنمر والسلوك العدواني، وغيرها من الدوافع المؤدية إلى الخلافات بين الطلبة.
دور المعلم في حل الخلافات
تؤكد فاطمة الأحمد، مدرسة تربية إسلامية في إحدى الثانويات، خلال حديثها لشبكة شام الإخبارية، أن تدخل المعلم في مثل هذه الحالات ضرورة وليس خياراً، خاصة عند اندلاع الخلافات بين الطلاب. وترى أن هذا التدخل يهدف إلى الحفاظ على بيئة صفية آمنة ومنع تعطّل العملية التعليمية.
وتوضح الأحمد أن دور المعلم لا يقتصر على احتواء الخلافات فحسب، بل يمتد أيضاً إلى تعليم الطلاب مهارات الحياة والحدّ من تطوّر المشكلات إلى مستويات أكبر. وتشدد على أن المعلم لا يقتصر على إعطاء الدروس فقط، بل هو مربي مسؤول عن الأخلاق والسلوك، وإدارة العلاقات بين الطلاب تُعد جزءاً أساسياً من مهمته المهنية.
طرق لحل النزاعات بين الطلاب
تشير الأحمد إلى أن المعلم يمكنه حل الخلافات بين الطلاب بالاستماع لكل طرف على حدة بعيداً عن الآخر، لفهم وجهة نظره دون توتر أو تأثير خارجي. بعد ذلك، يجمع الطلاب المتخاصمين في نقاش هادئ يوضح فيه كل طالب موقفه دون مقاطعة، وتوجيههم نحو الاعتذار عند الخطأ وغرس قيمة التسامح.
وفي حال كان السلوك عدوانياً أو متكرراً، قد يضطر المعلم لاتخاذ إجراءات تربوية لضبط السلوك، مثل التنبيه الرسمي أو إشراك الإدارة أو الأهل، لضمان بيئة صفية آمنة ومحفزة للتعلم.
في النهاية، يظل دور المعلم أساسياً في حل الخلافات بين الطلاب، وخلق جو من المحبة والود بينهم، وتعزيز ثقافة الاحترام والتسامح، مما يجعل الصف بيئة صحية محفزة على التعلم والتعاون وبناء علاقات صداقة إيجابية.