الكلاب الضالة.. خطر يومي يلاحق أهالي المخيمات
تنتشر في بعض مخيمات شمال غربي سوريا ظاهرة الكلاب الشاردة، ولا سيما في محيط المدارس والمساكن خاصة في ساعات الصباح الباكرة، ما يثير مخاوف متزايدة لدى الأهالي من احتمال تعرّض أطفالهم أو أي فرد من أسرهم لهجمات مفاجئة.
ومع توسّع حضور هذه الكلاب داخل بيئات مكتظة تعاني أساساً من ضعف الخدمات، فقد كثيرون شعورهم بالأمان، الأمر الذي دفع الأهالي إلى مطالبة الجهات المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة ووضع حلول جذرية للحدّ من هذه الظاهرة المقلقة.
وفي هذا السياق، تروي أم عمار، ربة منزل مقيمة في أحد المخيمات التابعة لبلدة قاح في ريف إدلب الشمالي، أن انتشار الكلاب الشاردة أصبح مصدر إزعاج يومي لهم. وتوضح أن أطفالها باتوا يرفضون الذهاب إلى المدرسة وحدهم، ما يدفع والدهم إلى مرافقتهم كل صباح قبل التوجّه إلى عمله.
وتضيف أن أبناءها لا يجرؤون على السير لوحدهم في طرقات المخيم خوفاً من ظهور الكلاب بشكل مفاجئ، الأمر الذي جعل تنقّلهم محفوفاً بالقلق والخشية في كل مرة يخرجون فيها من خيمتهم.
ومن جانبها، تروي مريم العلي، مقيمة في أحد المخيمات بقرية دير حسان في ريف إدلب الشمالي، تجربتها قائلة إنها بحكم عملها تضطر للسفر إلى مدينة إدلب في الصباح الباكر، وخلال انتظارها للحافلة تواجه الكلاب الضالة التي تنبح بشكل مزعج ومخيف، ما يجعل زوجها يرافقها حتى تصل بأمان إلى الحافلة، ويظل معها حتى تنطلق نحو مكان عملها.
ويرجع انتشار الكلاب الضالة في المخيمات بشكل أساسي إلى تراكم النفايات حول البعض منها والتأخر بترحيلها، إذ تشكل مصدر جذب للفئران والقوارض، ومن ثم للكلاب التي تبحث عن الطعام.
كما يساهم غياب حملات التعقيم والتطعيم في تفاقم الظاهرة، إلى جانب ضعف دور الجهات المسؤولة وقلة الإمكانات المتاحة، بالإضافة إلى تراجع خدمات النظافة العامة نتيجة توقف الدعم عن قطاعها خاصة خلال الفترات الأخيرة.
وتحذر فاطمة مصطفى، ممرضة تعمل في أحد مشافي شمال غربي سوريا، الأهالي من التهاون في التعامل مع عضّات الكلاب الضالة، قائلة: "من الضروري الإسراع بإسعاف المصاب إلى أقرب مركز صحي لتلقي العلاج واللقاح المناسب فوراً، لتفادي مضاعفات بكتيرية أو فيروسية قد تصل إلى التعفن الدموي".
وأضافت فاطمة أن "عضة كلب مصاب بداء الكلب قد تكون قاتلة إذا لم يُعالج المصاب بسرعة، لأن الفيروس يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويتسبب بأعراض عصبية شديدة مثل التشنجات ورهاب الماء، وغالباً ما تنتهي بالوفاة".
ختاماً، يطالب الأهالي بالتحرك الفوري لوضع حلول فعّالة، تشمل تنفيذ حملات التطعيم والتعقيم، وإغلاق مكبات النفايات، بهدف حماية الأطفال والعائلات وضمان سير الحياة اليومية بأمان، بعيداً عن أي تهديد قد يمس سلامتهم وأمنهم.