مصادر في السويداء: مقتل الشيخ "رائد المتني" تحت التعذيب بعد اعتقاله على يد ميليشيا "الهجري"
مصادر في السويداء: مقتل الشيخ "رائد المتني" تحت التعذيب بعد اعتقاله على يد ميليشيا "الهجري"
● أخبار سورية ٢ ديسمبر ٢٠٢٥

مصادر في السويداء: مقتل الشيخ "رائد المتني" تحت التعذيب بعد اعتقاله على يد ميليشيا "الهجري"

أفادت مصادر محلية في محافظة السويداء بمقتل الشيخ "رائد المتني" تحت التعذيب، بعد توقيفه قبل يومين من قبل ميليشيات تتبع لحكمت الهجري، في وقت أكدت فيه مصادر طبية وصول جثمانه إلى المشفى الوطني في السويداء فجر الثلاثاء 2 كانون الأول/ديسمبر، وسط غياب توضيحات حول سبب الوفاة.

وقال مصدر طبي لموقع "الراصد" المحلي إن الفريق الشرعي يواصل إجراء الفحوص اللازمة لتحديد ملابسات الوفاة، مؤكداً عدم وجود آثار طلق ناري على الجثمان ورغم عدم صدور تقرير طبي نهائي، تتقاطع شهادات محلية حول تعرض المتني لتعذيب قاسٍ داخل أحد المقرات الأمنية التابعة لميليشيات الهجري التي تطلق على نفسها اسم الحرس الوطني.

الشيخ رائد المتني

وكان الشيخ رائد المتني قد أوقف قبل يومين مع عدد من الأشخاص خلال حملة أمنية نفذتها ميليشيات الهجري، وفق ما أعلنته قيادة “الحرس الوطني” التي وصفت الموقوفين بأنهم “متورطون في خرق أمني خطير” دون تقديم أي أدلة أو تفاصيل عن مجريات التحقيق.

ويُعدّ المتني شخصية دينية بارزة، وسبق أن كُلّف من قبل حكمت الهجري بحفظ الأمن والدفاع عن حقوق الأهالي، كما شغل موقعاً في المجلس العسكري الذي تشكّل عقب سقوط النظام العام الماضي ويثير مقتله داخل مقرات الجهة التي كان جزءاً من هيكليتها أسئلة واسعة حول حجم الخلافات الداخلية وتصدّع البنية المسلحة في السويداء.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الفوضى الأمنية مع تمدد نفوذ ميليشيات الهجري داخل السويداء، حيث سُجلت في الأيام الماضية سلسلة من الانتهاكات، أبرزها الاعتداء على المواطن ربيع غرز الدين في مدينة صلخد، إثر منشور انتقد فيه آلية توزيع المحروقات في إحدى المحطات، ملوحاً بوجود فساد ومحسوبيات.

وأعلنت ميليشيات الهجري في بيان سابق تنفيذ حملة اعتقالات واسعة طالت خمسة أشخاص على الأقل، بينهم رائد المتني وعاصم أبو فخر، متهمةً إياهم بـ“الخيانة العظمى” والتنسيق مع الحكومة السورية لإحداث “خرق أمني”، على حد زعمها، دون تقديم أدلة.

ووثّقت مقاطع مصوّرة متداولة مشاهد صادمة تظهر عناصر الحرس الوطني وهم يقومون بتعذيب معتقلين وحلق شواربهم والاعتداء عليهم بالضرب، في تصرفات وُصفت على نطاق واسع بأنها إذلال ممنهج، كما أظهرت فيديوهات أخرى اقتحام منازل في المدينة بطريقة عنيفة وترويع النساء والأطفال.

وقال شهود إن المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون اقتحمت عدداً من الأحياء، بينما ظهرت في تسجيلات نساء يصرخن ويستجدين المداهمين بالقول إن في المنازل أطفالاً صغاراً.

وفي سياق متصل، نشر قائد الأمن الداخلي في السويداء سليمان عبد الباقي مقطع فيديو يوثّق تلك المناشدات، وأرفقه بتعليقات شديدة اللهجة وصف فيها عناصر الحرس بأنهم "خنازير"، متوعداً بمحاسبتهم، ما يعكس حجم الانقسام داخل البنية المسلحة للمحافظة.

ويرجّح ناشطون أن حملة الاعتقالات تستهدف أطرافاً مقربة من الشيخ يوسف جربوع، إذ تمت مداهمة منازل أقربائه، إلى جانب منازل تعود لعائلات على صلة بسليمان عبد الباقي وليث البلعوس كما ذكرت مصادر محلية أن الاعتقالات شملت عدداً من أقارب البلعوس من آل زيدان.

ولم تُقدّم ميليشيات الهجري حتى الآن أي توضيحات تفصيلية عن خلفية الحملة أو الأدلة التي تستند إليها، في وقت تزايدت فيه حالة الغضب الشعبي على منصات التواصل وسط مطالبات بوقف الانتهاكات.

وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي، أعلنت ميليشيات الهجري عن توقيف عنصرين تابعين لها لتصرفات مخالفة للانضباط خلال عمليات الاعتقال، إلا أن ناشطين وصفوا الخطوة بأنها “شكلية” لا تغير من واقع الانتهاكات الواسعة.

يُذكر أن عدد من المسلحين الخارجين عن القانون ينضوون تحت مظلة التشكيل الذي يقوده حكمت الهجري، والذي يضم أكثر من 31 فصيلاً محلياً ومنذ تأسيسه في آب/أغسطس الماضي، أثار التشكيل جدلاً واسعاً وسط اتهامات بفرض سلطة أمر واقع في المحافظة ومنع أي تواصل بين الأهالي والحكومة السورية، تحت طائلة الاعتقال والقتل.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ