قوات الاحتلال الإسرائيلية تتوغل في عدد من المناطق في القنيطرة
أعلن نشطاء ومصادر محلية في محافظة القنيطرة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كثّفت منذ ساعات الليل وحتى خذ صباح اليوم عمليات التوغل في عدة مناطق من المحافظة، تزامناً مع تحليق طائرات إسرائيلية فوق القنيطرة وصولاً إلى أطراف جنوبي دمشق.
وأفادت المصادر بأن قوات الاحتلال انسحبت من تل كروم جبا باتجاه قاعدة الحميدية في ريف القنيطرة الأوسط، بعد تحركات عسكرية واسعة شملت دبابات وآليات باتجاه محاور التل والصمدانية الشرقية.
وأشار مراسلون محليون إلى أن قوات الاحتلال فجّرت سرية عسكرية مهجورة خلال توغلها في الصمدانية الشرقية، كما أقدمت على رمي قنابل على منزل مهجور داخل القرية خلال عملية تمشيط نفذتها بدعم عربات عسكرية ودبابات.
وفي سياق متصل، أقامت قوة إسرائيلية حاجزاً عسكرياً على الطريق الواصل بين الصمدانية الشرقية وخان أرنبة، حيث تم تفتيش المارّة وتعطيل الحركة المدنية لساعات.
وقالت مصادر أهلية إن القوات الإسرائيلية توغلت أيضاً بعد منتصف ليلة أمس باتجاه قرية الأصبح وصولاً إلى قرية العشة في ريف القنيطرة الجنوبي، وقامت بتفتيش منزلين بحجة البحث عن أسلحة قبل أن تنسحب إلى قاعدتها في تل أحمر الغربي.
كما أطلقت قوة متمركزة على تلة قرية أبو قبيس النار بشكل عشوائي على منازل المدنيين في عين زيوان جنوبي القنيطرة، دون تسجيل أي إصابات، وبعد ذلك انسحبت من التلة.
وتأتي هذه التحركات في ظل توغلات متكررة خلال الأيام الأخيرة، شملت تلال الحمرية وطرنجة وحضر وجبا وأم باطنة وصيدا الحانوت، وفق تأكيدات مصادر ميدانية. وتقول هذه المصادر إن قوات الاحتلال استخدمت دبابات وآليات عسكرية محمّلة بالجنود في عمليات التوغل، وتسببت بإغلاق طرق رئيسية وتفتيش مواطنين ومنازل.
ويأتي التصعيد بعد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور على حسابه في موقع تروث سوشيال، إسرائيل إلى تجنّب أي خطوات قد تعرقل تطور سوريا، مشيداً بأداء الحكومة السورية الجديدة، ومؤكداً أن الرئيس أحمد الشرع “يعمل بنشاط” نحو بناء دولة مزدهرة، مشدداً على ضرورة الحفاظ على حوار قوي وصادق بين دمشق وتل أبيب.
ودعا ترامب إسرائيل إلى الحفاظ على “حوار قوي” مع دمشق وعدم اتخاذ خطوات تعرقل استقرار سوريا، عقب اتصاله برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويأتي ذلك بعد حادثة بيت جن التي أصيب فيها ستة جنود إسرائيليين، وما أعقبها من غارات إسرائيلية أوقعت 13 قتيلاً من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وتؤكد دمشق أن التوغلات الإسرائيلية تمثل خرقاً لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، الذي انهار عملياً بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024، فيما تطالب الحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع بخروج الاحتلال من الأراضي السورية ووقف الاعتداءات على المدنيين والممتلكات.
وتشير المعطيات الميدانية إلى استمرار التصعيد الإسرائيلي في الجنوب السوري رغم محاولات دولية لخفض التوتر، بينما يعبّر الأهالي عن قلق متزايد من توسع الاعتداءات التي تمس أراضيهم الزراعية ومصادر رزقهم، في ظل غياب أي مؤشرات على تراجع التوتر خلال الفترة القريبة المقبلة.