الرئيس الشرع في اجتماع خاص مع شركات النفط الأمريكية يوم أمس
الرئيس الشرع في اجتماع خاص مع شركات النفط الأمريكية يوم أمس
● أخبار سورية ٢ ديسمبر ٢٠٢٥

“شيفرون” في دمشق… واشنطن تفتح ملف نفط سوريا بعد زيارة باراك

أكدت مصادر حكومية في دمشق أن اجتماعاً مهماً عُقد في قصر تشرين، يوم أمس الاثنين، بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، وضمّ وفداً أميركياً رفيعاً من شركة “شيفرون” العملاقة المتخصصة في مجال التنقيب عن البترول.

وذكرت المصادر المحلية أن المبعوث الأميركي الخاص توماس باراك زار دمشق يوم أمس والتقى بالرئيس الشرع، وتظهر الصور التي نشرتها الرئاسة السورية وجود فرانك ماونت، نائب رئيس تطوير الأعمال في “شيفرون”،  وهو أحد أبرز المسؤولين عن توسع الشركة عالمياً، وخاصة في المشاريع الاستراتيجية واسعة النطاق، وحضر اللقاء وزير الخارجية أسعد الشيباني، والرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول (SPC).

زيارة باراك يوم أمس للرئيس أحمد الشرع والى جانبه فرانك ماونت

وأشارت المصادر أن المباحثات تركزت على مشاريع تطوير الساحل السوري وحقول النفط البحرية، في خطوة وُصفت بأنها “تحوّل اقتصادي كبير” ضمن خطة إعادة إعمار البنية الإنتاجية للبلاد.

وبحسب مصادر اقتصادية سورية، تناول ملفات تتعلق بإطلاق مشاريع تنقيب بحرية، وتحسين قدرات الإنتاج في حقول مصافي الساحل، ونقل التكنولوجيا الأميركية إلى القطاع السوري، ضمن مسار يُنظر إليه باعتباره بداية انفتاح اقتصادي مباشر بين دمشق وواشنطن على مستوى الطاقة.

تصريحات ترامب بعد ساعات من اللقاء

بعد هذه الزيارة مباشرة، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب منشوره على حسابه في موقع تروث سوشيال، الذي دعا فيه إسرائيل إلى تجنّب أي خطوات قد تعرقل تطور سوريا، مشيداً بأداء الحكومة السورية الجديدة، ومؤكداً أن الرئيس أحمد الشرع “يعمل بنشاط” نحو بناء دولة مزدهرة، مشدداً على ضرورة الحفاظ على حوار قوي وصادق بين دمشق وتل أبيب.

وبحسب مراقبين، جاء منشور ترامب متزامناً مع تحرك سياسي واقتصادي لافت في دمشق، وهو ما أثار تساؤلات حول وجود تحوّل أميركي مدروس لدعم استقرار سوريا تمهيداً لإعادة إدماجها اقتصادياً، من خلال سيطرة واشنطن على حقول النفط السوري ومجال التنقيب فيها.

واشنطن: إسرائيل تزعزع الاستقرار

وفي السياق ذاته، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول أميركي كبير قوله إن “سوريا لا تريد مشاكل مع إسرائيل”، محذراً من أن سلوك نتنياهو “قد يحوّل الحكومة السورية الجديدة إلى عدو لإسرائيل” إذا استمرت العمليات العسكرية في الجنوب السوري. وأضاف المسؤول: “أخبرنا بيبي أنه يجب أن يتوقف… إنه يرى أشباحاً في كل مكان”.

ووفق القناة، فإن الإدارة الأميركية ترى في المسار الحالي داخل سوريا فرصة نادرة لإطلاق اتفاقيات أمنية جديدة، وربما ضمّ دمشق مستقبلاً إلى ترتيبات سلام أوسع في المنطقة.

وعقب منشور ترامب بساعات قليلة، أجرى نتنياهو اتصالاً بالرئيس الأميركي، وأشارت المصادر الإعلامية إلى أن ترامب دعا نتنياهو إلى اجتماع جديد في البيت الأبيض، في زيارة ستكون الخامسة له منذ تولي ترامب منصبه.

ورغم أن المصادر لم تذكر ما دار بين ترامب ونتياهو بشكل كامل، فإن توقيت الاتصال يوحي بأن نتنياهو سعى إلى احتواء موقف البيت الأبيض بشأن السلوك الإسرائيلي في الجنوب السوري، خصوصاً بعد مقتل مدنيين في بيت جن خلال عملية الجيش الإسرائيلي الأخيرة.

هل تتحرك الولايات المتحدة باتجاه السيطرة على نفط سوريا؟

اجتماع “شيفرون” مع الشرع في دمشق، وزيارة المبعوث الأميركي توماس بارك بعد زيارته للعراق ولقائه برئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني هناك، وثم تصريحات ترامب الحادة تجاه إسرائيل — تشير إلى أن واشنطن تعمل على إعادة تموضع استراتيجي داخل سوريا، يقوم على مسارين متوازيين:
 1. فتح مسار اقتصادي مباشر مع حكومة الشرع عبر شركات الطاقة والنفط الأميركية.
 2. تهدئة الجبهة السورية – الإسرائيلية لمنع أي تصعيد قد يعرقل المشاريع الاقتصادية الناشئة، وخاصة في قطاع النفط البحري.

ورغم عدم وجود إعلان رسمي عن اتفاقات حتى الآن، إلا أن حضور شخصية بحجم فرانك ماونت — مسؤول الاستحواذات وتطوير الأعمال في شيفرون — يعكس اهتماماً أميركياً فعلياً بالثروة النفطية السورية، خصوصاً في الحقول البحرية التي تُعدّ أحد أكثر الملفات حساسية في شرق المتوسط.

وتشير التطورات بين دمشق وواشنطن وتل أبيب إلى أن الولايات المتحدة تتحرك في مسار جديد داخل سوريا، يجمع بين الضغط السياسي على إسرائيل، وبناء نفوذ اقتصادي عبر قطاع النفط، في لحظة تعتبرها الإدارة الأميركية “فرصة تاريخية” لإعادة تشكيل الخريطة الإقليمية، وربما لترسيخ وجود أميركي طويل الأمد في البنية الاقتصادية السورية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ