دعا وزير النفط والثروة المعدنية السوري، غياث دياب، الشركات النفطية الدولية التي كانت تعمل في سوريا قبل الحرب، إلى العودة والاستثمار مجددًا في قطاع الطاقة، مؤكدًا أن رفع الاتحاد الأوروبي جزءًا من العقوبات المفروضة على قطاعي النفط والنقل يعد “خطوة إيجابية نحو إعادة بناء الاقتصاد الوطني”.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن يوم الإثنين تعليق العقوبات المفروضة على قطاعي الطاقة والنقل في سوريا، كما رفع هيئة الطيران السورية وأربع مؤسسات مصرفية من قائمة العقوبات المالية، وهو ما وصفه الوزير دياب بأنه قرار يعكس التطورات التاريخية التي تعيشها البلاد بعد سقوط النظام السابق.
وقال دياب في تصريحاته الرسمية: “إعادة بناء قطاع الطاقة يُعد من الأعمدة الأساسية لنهضة الاقتصاد السوري، ودعوة الشركات الأجنبية للعودة هي خطوة محورية لتحقيق التنمية والاستقرار”.
قبل عام 2011، كانت سوريا تنتج 390 ألف برميل يوميًا، مما كان يمثل 20% من الناتج المحلي الإجمالي وأكثر من 50% من إيرادات الدولة، لكن الإنتاج تراجع بشكل كبير خلال سنوات الحرب ليصل في 2023 إلى 40 ألف برميل يوميًا فقط، بسبب العقوبات والاضطرابات الأمنية وهروب الشركات الأجنبية.
يتركز إنتاج النفط السوري في شمال شرق البلاد، خاصة في الحسكة ودير الزور الخاضعة لسيطرة ميليشيات قسد، إضافة إلى بعض الحقول جنوب الرقة، بينما تتركز الموارد الغازية في المناطق الوسطى الممتدة حتى تدمر.
وجّه دياب نداءً إلى الشركات التي كانت تعمل في قطاع النفط السوري للعودة مجددًا، قائلًا: “نرحب بعودة الشركات الأجنبية، لما لها من دور محوري في تطوير قطاع النفط والغاز، وإعادة تنشيط الاستثمارات التي من شأنها دعم التنمية المستدامة”.
كما شدد على أن الحكومة السورية الجديدة تسعى لتأمين استقرار الطاقة، وتجاوز الصعوبات التي أثرت على قطاع النفط خلال السنوات الماضية، مضيفًا: “نثق بأن سوريا بمواردها وإرادة شعبها ستستعيد مكانتها في قطاع الطاقة، متجاوزةً التحديات الراهنة”.
يُشكل تعليق العقوبات الأوروبية إشارة إيجابية لانفتاح دولي محتمل على التعاون الاقتصادي مع سوريا، لكنه لا يزال يواجه عقبات بسبب استمرار العقوبات الأمريكية، مما قد يُقيّد قدرة الشركات الأجنبية على العودة بسرعة.
ويُثير القرار تساؤلات حول ما إذا كان المجتمع الدولي سيتجه نحو مزيد من تخفيف القيود الاقتصادية على سوريا، خاصة مع حاجة البلاد الماسّة إلى استثمارات تعيد بناء البنية التحتية المدمرة.
أكد برنارد دوهايم، مقرر الأمم المتحدة المعني بتعزيز الحقيقة والعدالة والجبر وضمانات عدم التكرار، أن تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا يتطلب إصلاحات دستورية شاملة تضمن حقوق الضحايا والجناة على حد سواء، مشددًا على ضرورة عدم الإفلات من العقاب، وضرورة توثيق الأدلة ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات التي ارتكبها نظام بشار الأسد.
في حديثه لصحيفة “القدس العربي”، أوضح دوهايم أن محاسبة المتورطين في الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان هي التزام قانوني دولي، مشيرًا إلى أن “الاحتفاظ بالأدلة على هذه الجرائم ضروري لضمان الحقيقة والمساءلة”.
وأضاف: “دوري كمقرر خاص للأمم المتحدة هو دعم العملية الانتقالية في سوريا من خلال تقديم المشورة للسلطات، والاجتماع مع منظمات الضحايا، والانخراط مع المجتمع الدولي وآليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة”.
حول إمكانية زيارته لسوريا، قال دوهايم إن “زياراتي الميدانية تقتصر على مرتين سنويًا، وتركز على تقييم التدابير التي اتخذتها الحكومات لضمان المساءلة والعدالة الانتقالية”. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي “رصد التقدم في تصميم وتنفيذ عمليات العدالة الانتقالية وفق المعايير الدولية”، مشيرًا إلى أن سوريا بحاجة لاتخاذ خطوات ملموسة لإنشاء آليات تُركز على حقوق الضحايا وتوثيق الانتهاكات بشكل فعال.
وتابع: “هذا نداء تطالب به ولايتي منذ سنوات، وكان آخرها في ديسمبر الماضي بعد سقوط نظام الأسد”.
فيما يتعلق بامتناع موسكو عن تسليم الأسد رغم صدور مذكرات اعتقال دولية بحقه، أكد دوهايم أن القانون الدولي “يلزم الدول بضمان مقاضاة مرتكبي الجرائم والانتهاكات الجسيمة”، مشيرًا إلى أن المحكمة الجنائية الدولية ليست الجهة الوحيدة التي يمكنها محاكمة الجناة، حيث يُتيح مبدأ الولاية القضائية العالمية للدول مقاضاة المتورطين بجرائم حرب على أراضيها”.
وأضاف: “على المستوى الوطني، ستحتاج سوريا إلى تنفيذ إصلاحات قانونية عميقة لبناء قضاء عادل ومستقل، قادر على محاكمة المسؤولين عن الانتهاكات، بما يتماشى مع متطلبات القانون الدولي”.
في ظل الجدل الدائر حول العدالة الانتقالية، يحذر بعض المراقبين من أن تحقيق المساءلة بشكل غير متوازن قد يؤدي إلى اضطرابات سياسية وفوضى. وردًا على هذه المخاوف، قال دوهايم: “المساءلة ضرورية لتعافي سوريا من الفظائع الماضية، لكنها يجب أن تُنفذ وفق معايير المحاكمة العادلة والإجراءات القانونية السليمة”.
وأوضح أن الملاحقات الجنائية وحدها لا تكفي لتحقيق العدالة، بل يجب أن تكون مصحوبة بإصلاحات دستورية وقانونية وسياسية واسعة، تشمل ضمان استقلال القضاء، وحماية حقوق الضحايا، وتعويضهم بشكل كامل”.
دعوة إلى ضمان عدم تكرار جرائم الماضي
أكد دوهايم أن “البحث عن الحقيقة، وتوثيق الانتهاكات، وتعويض الضحايا، وضمان عدم تكرار الجرائم، يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من عملية إعادة بناء سوريا”.
وأضاف: “بعد عقود من القمع، تمتلك سوريا فرصة ذهبية لإعادة بناء دولة قائمة على سيادة القانون، تضمن حقوق الإنسان للجميع دون تمييز، ويقع على عاتق المجتمع الدولي دعم هذه الجهود لضمان عدم تكرار انتهاكات الماضي”.
نفذت الضابطة العدلية للاتصالات والبريد في الهيئة الناظمة للاتصالات حملة واسعة في بلدة عدرا البلد ومدينة دوما بريف دمشق، لمكافحة مخالفات تتعلق بحيازة أجهزة اتصال غير قانونية، والتي تنتهك خصوصية المواطنين وتضر بالمصلحة العامة، حسبما ذكرت العدلية.
وتمكنت الفرق المختصة من مصادرة 55 وصلة مكروية مخالفة، كما ضبطت محطة فضائية من نوع “ستارلينك” تبث في عدرا، وهي ممنوعة قانونيًا لانتهاكها الخصوصية، والتأثير على الطيف الترددي الخاص بالسورية للاتصالات، مما يؤثر على العائدات الوطنية.
أكد مدير الضابطة العدلية، مازن حاتم، أن العمل مستمر لمعالجة الشكاوى المتعلقة بالمخالفات، عبر فرق متخصصة تعمل من جوانب مالية، قانونية، وفنية، بهدف تنظيم القطاع ومنع انتشار العشوائية في خدمات الاتصالات. كما أوضح أنه يتم إبلاغ المخالفين بضرورة الحصول على التراخيص الرسمية، لضمان ضبط الترددات والحد من التدخلات غير القانونية.
أشار حاتم إلى أن الهيئة تعمل على تنظيم خدمة (WIFI_OUTDOOR)، وهي وصلات إنترنت تعمل عبر راوترات منزلية، والتي نجحت في إدلب وتم توسيع تراخيصها على مستوى سوريا، حيث تم منح 23 ترخيصًا منذ بدء إطلاق الخدمة، بالإضافة إلى معالجة أكثر من 400 طلب جديد قيد الموافقة.
كشف حاتم عن تحسن في الإمكانيات اللوجستية للهيئة، حيث تم زيادة عدد الفرق الميدانية والتوسع في افتتاح فروع جديدة للضابطة العدلية في عدة محافظات، ومنها إدلب، إضافة إلى تعزيز المركبات والمعدات المستخدمة في الحملات التفتيشية.
أكد عبد الرحمن زيدان، المكلف بتسيير أعمال الضابطة العدلية، أن الهيئة مستمرة في متابعة وتنظيم التراخيص القانونية، مشيرًا إلى أن أي أجهزة غير مرخصة ستتم مصادرتها وإحالتها إلى النيابة العامة. كما شدد على ضرورة إبلاغ المواطنين عن أي مخالفة، لضمان حماية الخصوصية ومنع أي استخدام غير قانوني لأجهزة الاتصال.
يأتي هذا التحرك في إطار سياسات الحكومة لضبط قطاع الاتصالات وتعزيز الرقابة على التقنيات الحديثة، لضمان استخدامها بشكل قانوني ومنظم يخدم المواطنين ويمنع التجاوزات، بينما يرى أخرون، أن هذا التوجه يأتي ضمن محاولات احتكار الاتصالات في سوريا.
شهدت مدينة القرداحة في محافظة اللاذقية، مساء أمس الأربعاء، مواجهات عنيفة بين وحدات الأمن العام السوري ومجموعات موالية للنظام السابق، وذلك بعد هجوم مسلح على مخفر للشرطة ومبانٍ حكومية، ما دفع وزارة الدفاع والأمن العام إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة لاستعادة السيطرة على المدينة.
ووفقًا لما صرّح به مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، فإن الأجهزة الأمنية كانت قد نصبت حاجزًا أمنيًا في القرداحة لضبط الأمن، إلا أن “مجموعات متضررة من فرض الأمن حاولت الاعتداء على الحاجز وإثارة الفوضى”، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية تعمل حاليًا على احتواء الوضع وضمان استقرار المدينة.
من جانبها، أكدت مصادر محلية أن الاشتباكات اندلعت بعد أن هاجمت مجموعات مسلحة من أنصار النظام السابق مخفر القرداحة، وأطلقت النار باتجاه قوات الأمن الداخلي، كما حاصر المسلحون الحاجز الأمني في محاولة لتعطيل الحواجز التي تمنع فرار المطلوبين.
ذكرت تقارير محلية أن المجموعات التي تقف خلف الاشتباكات يقودها مقداد فتيحة، وهو عنصر سابق في “الحرس الجمهوري”، حيث أعلن مؤخرًا عن تأسيس “لواء درع الساحل” في جبال اللاذقية، بهدف “مواجهة انتهاكات الجولاني في الساحل السوري”، على حد زعمه.
ووفقًا للمصادر، فإن المجموعات المسلحة حاولت استغلال الفوضى الأمنية لفرض واقع جديد في الساحل السوري، وسط دعوات للعصيان المدني من قبل شخصيات محسوبة على النظام السابق.
وأظهرت مشاهدت نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لتوجه عربات وسيارات تابعة للجيش السوري والأمن العام إلى مدينة القرداحة، حيث تمكنت من فرض السيطرة على المدينة وإعادة الهدوء للمدينة، حيث شن الأمن العام لاحقا حملة اعتقال استهدفت مثيري الشغب والفتنة.
في ظل تصاعد التوتر، انتشرت مزاعم على وسائل التواصل الاجتماعي حول حملات تجنيد قسرية في محافظتي اللاذقية وطرطوس، إلا أن الحكومة السورية سارعت إلى نفي هذه الادعاءات.
وقال مسؤول في شعبة التجنيد في بانياس: “الإشاعات المتداولة عن تجنيد الشباب وسوقهم إلى الخدمة الإلزامية منفية نفياً قاطعاً”، مؤكدًا أن “الجيش السوري هو جيش تطوعي بامتياز، وهذا ما أكده الرئيس أحمد الشرع”، داعيًا المواطنين إلى “عدم تصديق الصفحات المغرضة”.
وانتشرت مزاعم في صفحات المواليين للنظام السابق، أن الحكومة الحالية تقوم بتجنيد شبان من الطائفة العلوية بالقوة لإرسالهم إلى جبهات القنيطرة لمقاتلة اسرائيل، حسب زعمهم.
وخرجت مظاهرات في مدينة اللاذقية عقب التوترات في مدينة القرداحة، داعمة للأمن العام والحكومة الجديدة، وطالبت بالضرب بيد من حديد لكل من يحاول زعزعة الاستقرار وجر الساحل إلى حرب طائفية بين أبناءه.
تأتي هذه التطورات وسط توتر متزايد في الساحل السوري، حيث تُشير التقارير إلى أن بقايا النظام السابق تحاول إعادة تنظيم صفوفها بعد فقدانها السيطرة، مستفيدة من الوضع الأمني الهش في بعض المناطق.
ويبقى السؤال الأبرز: هل ستشهد القرداحة تصعيدًا أكبر في الأيام المقبلة، أم أن الحكومة ستتمكن من احتواء الموقف نهائيًا؟
يواجه الاقتصاد السوري انتكاسة جديدة مع تجميد قطر لخطط تمويل زيادة رواتب القطاع العام، بسبب المخاوف من خرق العقوبات الأمريكية، وفقًا لما أفادت به مصادر مطلعة لوكالة رويترز.
كانت قطر قد خططت للمساهمة في تمويل زيادة رواتب الموظفين الحكوميين بنسبة 400%، والتي أُعلن عنها في يناير الماضي، إلا أن الغموض بشأن موقف واشنطن من العقوبات حال دون بدء تحويل الأموال عبر البنك المركزي السوري، رغم أن الإدارة الأمريكية السابقة أصدرت استثناءً مؤقتًا يسمح ببعض المعاملات المالية لمدة ستة أشهر.
مصادر أمريكية أكدت أن الدوحة لم تبدأ بدفع الرواتب حتى الآن، لكنها قدمت مساعدات في شكل شحنات من الغاز المسال لتخفيف أزمة الطاقة التي تعاني منها البلاد.
يُعد تحفيز الاقتصاد أولوية قصوى للإدارة السورية الجديدة، حيث تشير الأمم المتحدة إلى أن 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر. ومع ذلك، يواجه مشروع إصلاح القطاع العام صعوبات، إذ تخطط الحكومة لتقليص عدد الموظفين الحكوميين بمقدار الثلث، في محاولة لإعادة هيكلة الإدارة الاقتصادية التي كانت في عهد نظام الأسد وسيلة لضمان الولاء السياسي عبر الرواتب الحكومية.
تزامن قرار قطر بتجميد الدعم المالي مع تعليق الاتحاد الأوروبي لعدد من العقوبات على سوريا، خاصة في قطاعات الطاقة، المصارف، النقل، وإعادة الإعمار، مما يعكس تغييرًا في الموقف الأوروبي بعد سقوط نظام الأسد.
في المقابل، لا يزال الموقف الأمريكي غير واضح، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “ليس لدينا أي إعلان بشأن العقوبات”، في حين أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال زيارته الأخيرة إلى القدس أن “سقوط الأسد لا يعني بالضرورة استقرار سوريا”، مشيرًا إلى أن “واشنطن تراقب تطورات المشهد السوري بحذر”.
يواصل الرئيس السوري أحمد الشرع دعواته لرفع العقوبات الغربية، معتبرًا أنها لم تعد مبررة بعد سقوط الأسد، مشيرًا إلى أن الحكومة السورية تمكنت من تأمين تعليق بعض العقوبات، وتسعى لإلغائها بالكامل لضمان الاستقرار الاقتصادي.
يبقى المشهد السوري مفتوحًا على عدة احتمالات، فبينما تتحرك بعض القوى الإقليمية لإعادة دمج سوريا اقتصاديًا، تقف العقوبات الأمريكية حاجزًا أمام تنفيذ مشاريع حيوية، مما يعمق من الأزمة الاقتصادية في البلاد ويُعقّد جهود الحكومة الجديدة لاستعادة الاستقرار.
أعلنت الهيئة العامة للموانئ السعودية “موانئ” عن إطلاق خدمة الشحن الملاحية “EXS6” التابعة لشركة “Caerus”، والتي ستربط ميناء جدة الإسلامي بميناء اللاذقية السوري وميناء الإسكندرون في تركيا، بطاقة استيعابية تبلغ 858 حاوية قياسية.
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود “موانئ” لتعزيز موقع المملكة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، ورفع كفاءة العمليات التشغيلية، إضافة إلى تعزيز فاعلية ربط السعودية بالأسواق العالمية، بما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي تهدف إلى ترسيخ المملكة مركزًا لوجستيًا عالميًا ومحورًا لربط القارات الثلاث.
وتُسهم الخدمة الجديدة في تعزيز حركة التجارة بين السعودية وسوريا، ودعم الصادرات والواردات، ورفع تنافسية ميناء جدة الإسلامي على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث تسعى المملكة إلى تنويع شراكاتها البحرية وتوسيع خطوط النقل لتعزيز التكامل الاقتصادي في المنطقة.
تأتي هذه الخطوة في ظل التقارب الحاصل بين السعودية والإدارة السورية الجديدة، عقب أقل من ثلاثة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد، وبعد أيام فقط من رفع الاتحاد الأوروبي لعقوبات اقتصادية كانت مفروضة على دمشق، مما يعكس تحولًا في الديناميكيات الإقليمية نحو إعادة دمج سوريا في النظام الاقتصادي العالمي.
وتؤكد هذه التطورات سعي المملكة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع سوريا، وتنمية شراكاتها التجارية في المنطقة، مستفيدة من تحولات المشهد السياسي السوري وتطور العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.
تُعد إضافة هذه الخدمة تأكيدًا على أن التعاون الاقتصادي بين الرياض ودمشق آخذ في التوسع، مع إمكانية فتح المجال أمام مشاريع أوسع تشمل البنية التحتية والتجارة والاستثمار. ومع استمرار الجهود السعودية في تعزيز موقعها اللوجستي، يُتوقع أن تشهد العلاقات الاقتصادية مع سوريا مزيدًا من التطورات، في ظل إعادة ترتيب المشهد الإقليمي وفق مصالح اقتصادية جديدة.
أثارت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على جنوب سوريا وريف دمشق موجة إدانات واسعة من دول عربية وإسلامية، شملت إيران، السعودية، تركيا، مصر، والأردن، إضافة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسط مطالبات لمجلس الأمن والمجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم ضد “العدوان الإسرائيلي المتكرر”، ووقف انتهاكاته للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها واستنكارها للغارات الجوية والتوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري، مؤكدة أن هذه العمليات تمثل انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية.
وقالت الخارجية السعودية في بيانها: “تعرب المملكة عن إدانتها لقصف قوات الاحتلال الإسرائيلية عدة مناطق في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، ومحاولاتها زعزعة أمنها واستقرارها في انتهاكات متكررة للاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة”.
وأكد البيان “تضامن المملكة مع سوريا حكومةً وشعبًا، وضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لوقف التصرفات الإسرائيلية التي تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، ومنع اتساع رقعة الصراع، وهو الأمر الذي حذرت منه المملكة مرارًا”.
بدورها، أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، معتبرةً أنها تصعيدٌ ممنهج وانتهاكٌ صارخٌ للقانون الدولي، مطالبةً مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوضع حد لهذه الاعتداءات.
وقالت الخارجية المصرية في بيانها: “تطالب جمهورية مصر العربية الأطراف الدولية الفاعلة ومجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياتهم في إلزام إسرائيل بوقف هذه التجاوزات السافرة”، مشددة على “أهمية انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية التي احتلتها مؤخرًا، في انتهاك صارخ لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، توطئة لتحقيق الانسحاب الكامل من الأراضي السورية المحتلة عام 1967، باعتبار أن الجولان أرض سورية محتلة”.
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن سوريا تُظهر بوضوح أن إسرائيل لا تؤيد السلام، مشيرًا إلى أن التوسع الإسرائيلي الإقليمي هو أكبر عقبة أمام الاستقرار في المنطقة، و شدد على أن إسرائيل يجب أن تضع حدًا لتمددها العسكري تحت ذريعة الأمن.
وأضاف فيدان: “يجب اتخاذ موقف واضح ضد ممارسات إسرائيل التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة”، معبرًا عن متابعة تركيا عن كثب لتطورات الوضع في سوريا.
تزامن التصعيد العسكري الإسرائيلي مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى عمان، حيث بحث مع الملك عبدالله الثاني التطورات الإقليمية، وأكد العاهل الأردني إدانة الأردن للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا.
وخلال اللقاء، شدد الملك عبدالله الثاني على “ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي في سوريا، وحماية وحدة أراضيها وسيادتها”، مؤكدًا أن “الأردن يدعم عودة سوريا إلى دورها العربي والإقليمي، وضرورة التنسيق لمواجهة التحديات الأمنية، وعلى رأسها تهريب الأسلحة والمخدرات”.
نددت قطر بشدّة قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في سوريا، واعتبتره اعتداءً صارخاً على سيادة ووحدة سوريا وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي.
وشددت وزارة الخارجية القطرية على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والأخلاقية لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية ووقف الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية، بما يحول دون المزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة
وجددت قطر، موقفها الثابت الداعم لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، كما تعبّر عن مساندتها لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال الأمن الاستقرار في سوريا وتحقيق تطلّعات شعبها الشقيق.
أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الغارات الإسرائيلية والتوغلات العسكرية في الجنوب السوري، مؤكدةً أن هذه الهجمات تشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية.
وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن “إيران تُدين هذه الهجمات الجديدة التي تشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية”، محذرًا من “استمرار العدوان التوسعي الإسرائيلي”، ومشدّدًا على أن هذه الاعتداءات لا يمكن أن تمر دون ردع.
وأضاف بقائي أن “الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لاتفاقية عام 1974 تمثل خرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، معتبرًا أن الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي السورية والاعتداءات المتواصلة عليها تهدد السلم والأمن الدوليين.
وطالب إيران مجلس الأمن بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، داعيةً الدول الإسلامية والمجتمع الدولي إلى الرد بحزم على التصرفات الإسرائيلية واتخاذ إجراءات فورية لوقفها.
في السياق ذاته، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة التوغل الإسرائيلي البري في ريفي درعا والقنيطرة، إضافة إلى الغارات الجوية التي استهدفت مناطق جنوب دمشق.
وفي بيان رسمي، قالت الحركة: “ندين بأشد العبارات العدوان الصهيوني الإجرامي على أراضي الجمهورية العربية السورية، والتوغل البري لجيش الاحتلال الفاشي في ريفي درعا والقنيطرة، إضافة إلى القصف الجوي الذي استهدف جنوب دمشق”.
وأضافت الحركة أن “هذا العدوان يمثل اعتداءً سافرًا على السيادة السورية، واستمرارًا لسياسة العربدة التي ينتهجها كيان الاحتلال ضد الدول العربية”، داعيةً الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه “الجرائم الصهيونية المتصاعدة”، واتخاذ موقف جاد للجم إسرائيل، والتصدي لاعتداءاتها المتواصلة على دول وشعوب المنطقة.
كما طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة هذا العدوان، ومحاسبة قادة الاحتلال بوصفهم مجرمي حرب على جرائمهم وانتهاكاتهم المتكررة للقانون الدولي.
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء الانتهاك الإسرائيلي المستمر لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، وذلك في أعقاب الغارات الجوية والتوغلات البرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا داخل الأراضي السورية، خصوصًا في المناطق الجنوبية.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في منشور عبر منصة “إكس”، إن المنظمة الدولية “تشعر بقلق بالغ إزاء الانتهاك المستمر من إسرائيل لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، إضافة إلى انتهاك اتفاق فض الاشتباك بين القوات لعام 1974”، مشددًا على أن “جميع الالتزامات بموجب القانون الدولي يجب أن تُحترم”.
أصدر مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري في العراق، بيانًا استنكر فيه الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، داعيًا الحكومات العربية إلى اتخاذ موقف صارم تجاه التصعيد الإسرائيلي.
وقال الصدر “إننا نتابع بدقة التحركات الصهيونية الاستعمارية واعتداءاتها الإرهابية على الجمهورية السورية الشقيقة. وإننا إذ نشجب ونستنكر القصف الصهيوني"
واستدرك الصدر متمنيا بقوله "على الحكومات العربية عمومًا والحكومة السورية خصوصًا، وبالأخص الرئيس السوري أن يترك التصريحات الطائفية، وأن لا يقف مكتوف اليد إزاء القصف الإسرائيلي وتوغله الاستعماري في الأراضي السورية".
أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أمس الأربعاء، بأشد العبارات الغارات والاعتداءات التي شنها الجيش الإسرائيلي على الأراضي السورية في الساعات الأخيرة، معتبرًا أن هذه الاعتداءات تمثل استفزازًا أرعن وتصعيدًا ينتهز فرصة التحول السياسي في سوريا لتثبيت واقع غير قانوني وغير شرعي.
نقل جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عن أبو الغيط قوله إن الاحتلال الإسرائيلي لأية أراضٍ سورية يعد انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ مواقف واضحة لإدانة هذا العدوان غير المبرر، والذي يستهدف إشعال فتيل التوتر في المنطقة ووضع العراقيل في طريق الانتقال السياسي في سوريا.
وأكد المتحدث الرسمي تضامن الجامعة العربية مع الجمهورية العربية السورية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على أراضيها، مُعربًا عن استنكار الجامعة لمحاولات إسرائيل المكشوفة لزرع بذور الفتنة في المنطقة.
تعكس هذه الموجة من الإدانات إجماعًا عربيًا وإسلاميًا على رفض التصعيد الإسرائيلي في سوريا، وسط دعوات إلى تحرك دولي جاد لمنع استمرار هذه الاعتداءات. كما تبرز هذه المواقف مدى تصاعد الغضب الإقليمي تجاه إسرائيل، خاصة في ظل تزايد مطالبات الانسحاب من الأراضي السورية المحتلة.
وفي ظل هذا المشهد، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الدول العربية والإسلامية حقًا من وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، أم ستتمكن سوريا نفسها من وقف هذه الاعتداءات، وذلك في ظل تعنت إسرائيلي واضح، وعدم اهتمام بأي تصريحات وإدانات دولية بخصوص توغله في سوريا، أم أن الضغوط الإقليمية والدولية ستدفع تل أبيب إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه سوريا؟
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأربعاء، أن بلاده ستسعى إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا دون أي شروط، مشيرًا إلى أن هذه العقوبات لم على نظام الأسد، لكنها ألحقت ضررًا كبيرًا بالشعب السوري.
جاءت تصريحات لافروف عقب اجتماعه مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في العاصمة القطرية الدوحة، حيث ناقش الطرفان الملف السوري والتطورات الإقليمية.
خلال مؤتمر صحفي عقب محادثاته في الدوحة، قال لافروف: “دعونا (الجانب الروسي) في الأمم المتحدة إلى رفع كل العقوبات (ضد سوريا) على الفور”، مضيفًا أن بلاده ستواصل الضغط لإلغاء هذه العقوبات الأحادية التي يرى أنها تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في سوريا.
وأوضح أن “هذه العقوبات لم تضر ببشار الأسد وحكومته، بل أضرت بالشعب السوري، وسنطرح هذه المسألة وسنسعى إلى رفع هذه العقوبات الأحادية الجانب دون أي شروط”.
تطرق لافروف إلى المستجدات السياسية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، مؤكدًا أن موسكو “مهتمة بضمان ألا تؤدي العملية التي بدأت في سوريا بعد تغيير السلطة إلى صراع أهلي وألا تخرج عن السيطرة”، لافتًا إلى أن بعض المناطق في سوريا “تظهر رغبة في فصل نفسها عن السلطات المركزية في البلاد”.
وأشار إلى أن الحكومة السورية الجديدة عقدت مؤخرًا مؤتمر الحوار الوطني السوري، بهدف تنظيم المرحلة الانتقالية وضمان مشاركة جميع القوى السياسية والعرقية والطائفية، معتبرًا أن هذا المؤتمر يشكل “إطارًا ضروريًا لتوجيه المرحلة المقبلة نحو الاستقرار”.
أكد لافروف أن القيادة السورية تسعى إلى تعزيز التطبيع الداخلي دون أي تدخل جيوسياسي، مشيرًا إلى أن موسكو تدعم توجه دمشق في هذا السياق. وقال: “نعلم أن القيادة السورية، وهذا ما أكده لنا الجانب القطري، مهتمة بضمان تقديم المساعدة للإصلاحات، والمساعدة في عمليات تطبيع الوضع داخل البلاد بشكل متساوٍ ومتوازن، بحيث لا يحاول أحد إخضاع هذه العمليات لأهدافه الجيوسياسية”.
وأضاف أن “سوريا لم تعد ترغب في أن تكون أرضًا تُحل فيها المشاكل الجيوسياسية للاعبين الخارجيين”، في إشارة إلى رغبة دمشق في تقليل تأثير القوى الدولية على مستقبل البلاد.
تأتي تصريحات لافروف بعد أيام من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري في دمشق، والذي حظي بدعم واسع من دول الخليج، والأردن، وإيران، إضافة إلى روسيا، حيث أكدت جميع الأطراف أهمية العملية السياسية الشاملة كركيزة لاستقرار سوريا.
في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة روسيا على رفع العقوبات عن سوريا، وهي نفسها التي تعاني من عقوبات أوروبية وأمريكية بسبب غزوها لأوكرانيا، فيما يبدو أن تصريح للاستهلاك الإعلامي ولا فائدة منه.
حظي مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي انعقد في دمشق، بترحيب واسع من دول عربية وخليجية، حيث أعربت الإمارات، السعودية، قطر، الكويت، والأردن، إضافة إلى مجلس التعاون الخليجي، عن دعمها للمؤتمر ومخرجاته، معتبرة أنه يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن والاستقرار وإعادة بناء سوريا وفق أسس تضمن وحدتها وسيادتها. كما أكدت إيران دعمها للمؤتمر، واعتبرته خطوة إيجابية من قبل “الحكام الجدد في سوريا”.
أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانًا رحبت فيه بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري، مؤكدة دعمها “للجهود الرامية إلى تعزيز السلم والنماء والازدهار في الجمهورية العربية السورية الشقيقة”. وشدد البيان على موقف الإمارات “الثابت تجاه دعم استقلال سوريا وسيادتها على كامل أراضيها، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق، ودعمها للمساعي كافة التي تهدف إلى تحقيق تطلعاته للأمن والاستقرار والحياة الكريمة”.
رحبت وزارة الخارجية السعودية بانعقاد المؤتمر، معربة عن أملها في أن يسهم في تحقيق تطلعات الشعب السوري وتعزيز وحدته الوطنية. وأكدت الوزارة دعم المملكة “لجهود بناء مؤسسات الدولة السورية وتحقيق الاستقرار والرخاء لمواطنيها”، مجددة موقفها “الداعم لأمن واستقرار سوريا، وسيادتها، ووحدة وسلامة أراضيها”.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية القطرية أن المؤتمر يمثل “خطوة مهمة نحو التوافق والوحدة وبناء دولة القانون والمؤسسات”، مشددة على أن “القرار بيد السوريين في رسم مستقبل وطنهم”، كما شددت على “أهمية احتكار الدولة للسلاح، وبناء جيش وطني مهني لتوطيد السلم الأهلي، والأمن، والاستقرار”.
وجددت قطر دعمها الكامل لـ”سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وتطلعات شعبها الشقيق في الحرية والتنمية والازدهار”.
أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن ترحيبها بانعقاد المؤتمر، مؤكدة أن هذه الخطوة تعزز من فرص تحقيق طموحات وآمال الشعب السوري. كما جددت موقف الكويت “الداعم لوحدة سوريا، وأمنها، واستقلالها، وسلامة أراضيها”، معربة عن أملها في أن يسهم المؤتمر في إيجاد حل سياسي شامل يعزز استقرار البلاد.
رحب جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، بانعقاد المؤتمر، معربًا عن أمله في أن يسهم في “رسم الخطوط العريضة لحل سياسي شامل يشمل جميع أطياف الشعب السوري، يستند إلى حكم القانون والمواطنة المتساوية، ويحفظ وحدة سوريا وسيادتها”. وأشاد البديوي بالبيان الختامي للمؤتمر، مشيرًا إلى أنه “يعكس رغبة المشاركين الصادقة في إيجاد حلول سياسية شاملة تعزز التوافق الوطني السوري”.
كما أكد أن مواقف المجلس تنسجم مع البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الـ 46 للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون، والذي شدد على “احترام سيادة سوريا واستقلالها، ودعم الانتقال السياسي الشامل الذي يلبي تطلعات الشعب السوري”، إضافة إلى التأكيد على أهمية المصالحة الوطنية كركيزة لإعادة بناء الدولة واستقرارها.
بدورها، رحبت وزارة الخارجية الأردنية بالمؤتمر ومخرجاته، مؤكدة أنه “يمثل خطوة مهمة نحو إعادة بناء سوريا على أسس تضمن وحدتها وسيادتها واستقرارها، وضمان ديمومة عمل مؤسساتها، وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق”.
وأكدت الوزارة “دعم الأردن لسوريا الشقيقة، واستعداده لتقديم كل ما يستطيع للشعب السوري من أجل تجاوز المرحلة الانتقالية”، مشددة على أن الحل يجب أن يكون “سوريًا – سوريًا، يشارك فيه مختلف أطياف الشعب السوري، ويحفظ حقوقهم كافة”.
إلى جانب المواقف العربية، رحبت إيران بمؤتمر الحوار الوطني السوري، معتبرة أنه يمثل إجراءً إيجابيًا من قبل الحكام الجدد في سوريا، حيث قال محمد رضا رؤوف شيباني، الممثل الخاص لوزير الخارجية الإيراني للشؤون السورية، إن “التطورات السياسية الحالية في سوريا مهمة بالتأكيد بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وأكد شيباني أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر هذا الإجراء الذي اتخذه الحكام الجدد في سوريا خطوة في الاتجاه الصحيح، خاصة وأن بنود البيان الصادر، وبالتحديد ضرورة إنهاء الاحتلال الصهيوني لأجزاء من سوريا في أقرب وقت ممكن، تعكس الضرورة والحاجة الملحة لسوريا الجديدة”.
وأضاف أن إيران “تأمل أن يتمكن نطاق هذا المؤتمر من أن يشمل أطيافًا أوسع من المجتمع السوري المتنوع، وأن توفر نتائج هذه المناقشات أقصى الفوائد للشعب السوري العزيز”، مشيرًا إلى أن طهران ترى أن توسيع دائرة المشاركة في الحوار السوري سيعزز فرص تحقيق استقرار طويل الأمد في البلاد.
خلال لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في عمان، أكد الملك عبدالله الثاني “وقوف الأردن إلى جانب سوريا في إعادة بناء بلدها”، مشددًا على أن الحل يجب أن يكون “عبر عملية يشارك فيها مختلف مكونات الشعب، بما يضمن وحدة سوريا وأمنها واستقرارها”. كما أكد أهمية التعاون في الملفات الاقتصادية والأمنية، وضرورة تنسيق الجهود لمواجهة التحديات الإقليمية، وعلى رأسها أمن الحدود، وتهريب الأسلحة والمخدرات.
تعكس هذه المواقف إجماعًا إقليميًا على أهمية دعم مسار سياسي شامل في سوريا، مع التركيز على تحقيق المصالحة الوطنية، وتعزيز وحدة البلاد، وضمان استقرارها. كما يأتي هذا الترحيب في ظل تصاعد التوترات في جنوب سوريا، حيث تشهد المنطقة غارات إسرائيلية متواصلة وتوغلات عسكرية، مما يجعل دعم الدول العربية والإقليمية لأي حل سياسي أكثر أهمية في هذه المرحلة.
وفي ظل هذه التحركات، يبقى السؤال المطروح هو مدى تأثير هذا الدعم على المشهد السوري، وما إذا كان سيمهد الطريق نحو مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي، تعزز فرص الاستقرار وإعادة الإعمار، وتحد من التدخلات الخارجية في الشأن السوري.
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء الانتهاك الإسرائيلي المستمر لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، وذلك في أعقاب الغارات الجوية والتوغلات البرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا داخل الأراضي السورية، خصوصًا في المناطق الجنوبية.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في منشور عبر منصة “إكس”، إن المنظمة الدولية “تشعر بقلق بالغ إزاء الانتهاك المستمر من إسرائيل لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، إضافة إلى انتهاك اتفاق فض الاشتباك بين القوات لعام 1974”، مشددًا على أن “جميع الالتزامات بموجب القانون الدولي يجب أن تُحترم”.
يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار تل أبيب في ضرب بنود اتفاق فض الاشتباك الموقع بين إسرائيل وسوريا في 31 أيار/مايو 1974، والذي أنهى حرب تشرين الأول 1973، وقضى بانسحاب إسرائيل من مناطق جبل الشيخ والأراضي التي احتلتها خلال الحرب، بما في ذلك محيط مدينة القنيطرة وأجزاء أخرى من الجولان السوري المحتل.
ورغم أن الاتفاقية حددت حدودًا واضحة بين القوات الإسرائيلية والسورية، مع وجود منطقة عازلة تشرف عليها قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF)، إلا أن إسرائيل تدّعي انهيار الاتفاقية منذ سقوط نظام الأسد، حيث قامت بالسيطرة على منطقة جبل الشيخ والمنطقة العازلة بين البلدين، وتوسعت عسكريًا داخل الأراضي السورية تحت مبررات أمنية.
شهد جنوب سوريا مساء الثلاثاء الماضي تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، بعد سلسلة من الغارات الجوية والتوغلات البرية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي مستهدفًا مواقع عسكرية سورية، وسط تحذيرات إسرائيلية مشددة وتوترات إقليمية متزايدة.
أفاد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الجيش نفذ غارات جوية على أهداف عسكرية في جنوب سوريا، استهدفت مقرات قيادة ومواقع تحتوي على وسائل قتالية. وأضاف أدرعي أن “وجود وسائل قتالية وقوات عسكرية في منطقة جنوب سوريا يشكل تهديدًا على مواطني إسرائيل، وسيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد”.
وشهدت مناطق متفرقة من الجنوب السوري ضربات جوية مكثفة، أبرزها على تل الحارة في ريف درعا الشمالي، بالإضافة إلى مواقع قرب مدينة إزرع بريف درعا الشرقي والكسوة بريف دمشق. وأكدت مصادر محلية سقوط شهيدين من الجيش السوري جراء هذه الغارات.
بالتزامن، توغلت آليات عسكرية إسرائيلية في مناطق غربي درعا، متقدمة باتجاه قرية البكار، كما دخلت وحدات مدرعة قرى بريف القنيطرة الشمالي، بينها عين البيضة، ما زاد من حدة التوتر في المنطقة.
أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي تصريحات حادة عقب التصعيد العسكري، مؤكدًا أن “سلاح الجو ينفذ الآن هجمات مكثفة على جنوب سوريا في إطار السياسة الجديدة التي وضعتها تل أبيب لنزع السلاح”. وأضاف: “لن نسمح بأن يصبح جنوب سوريا مثل جنوب لبنان، وكل محاولة من الجيش السوري لبناء قدراته في الجنوب ستُقابل بالنار”.
تأتي هذه التصريحات لتؤكد استمرار الاستراتيجية الإسرائيلية القائمة على منع أي وجود عسكري قرب حدودها الشمالية، مع تركيز خاص على نزع سلاح الفصائل الموالية لإيران أو أي قوة ترى فيها تل أبيب تهديدًا مباشرًا.
وتأتي هذه التطورات بعد أقل من 24 ساعة على انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري في دمشق، الذي شارك فيه مئات السوريين من مختلف الأطياف لمناقشة مستقبل البلاد بعد سقوط نظام الأسد. وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع خلال المؤتمر على “وحدة الأراضي السورية ورفض أي تدخل خارجي”، مشددًا على أن “سوريا لا تقبل القسمة”.
بالتزامن، شهدت مدن وبلدات في درعا والقنيطرة والسويداء مظاهرات حاشدة خلال الأيام الماضية، تنديدًا بالتصريحات الإسرائيلية والتوغلات المتكررة في الجنوب السوري. ورفع المحتجون شعارات تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي، مؤكدين تمسكهم بسيادة سوريا ورفض أي تدخل أجنبي.
أصدر مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري في العراق، بيانًا استنكر فيه الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، داعيًا الحكومات العربية إلى اتخاذ موقف صارم تجاه التصعيد الإسرائيلي.
وقال الصدر “إننا نتابع بدقة التحركات الصهيونية الاستعمارية واعتداءاتها الإرهابية على الجمهورية السورية الشقيقة. وإننا إذ نشجب ونستنكر القصف الصهيوني"
واستدرك الصدر متمنيا بقوله "على الحكومات العربية عمومًا والحكومة السورية خصوصًا، وبالأخص الرئيس السوري أن يترك التصريحات الطائفية، وأن لا يقف مكتوف اليد إزاء القصف الإسرائيلي وتوغله الاستعماري في الأراضي السورية".
وأشار الصدر إلى أن “ترك التصريحات الطائفية سيعزز من وحدة الصف الإسلامي، وسيكون ذلك بابًا لقوة الموقف الإسلامي والعربي ضد الاعتداءات الصهيوأمريكية في سوريا ولبنان وغزة" حسب زعمه.
وأضاف: “إننا ما زلنا مع الشعوب، وضد الدكتاتوريات والإرهاب الدولي وضد الطائفية، ونتمنى من الجميع التحلي بالحكمة والسير على النهج"
وأضاف " اتمنى أن يبقى الشعبان السوري والعراقي أشقاء تحت راية الممانعة المستقاة من أهل البيت عليهم السلام والصحب الكرام.”
ويبدو أن الصدر، من خلال بيانه، يسعى إلى إبراز موقفه المناهض للوجود الإسرائيلي في سوريا، مع توجيه رسائل تتهم القيادة السورية بالطائفية.
كما يعكس البيان موقفه التقليدي الداعم لمحور “الممانعة” الذي أذاق الشعب السوري الويلات طيلة ال14 سنة الماضية.
ويأتي هذا البيان في ظل تصاعد التوترات في جنوب سوريا، حيث شهد جنوب سوريا خلال الساعات الماضية تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية والتوغلات البرية، مستهدفًا مواقع عسكرية سورية.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الغارات استهدفت مقرات قيادة ومخازن أسلحة في الجنوب السوري، مبررًا ذلك بأن “وجود وسائل قتالية في المنطقة يمثل تهديدًا لإسرائيل”. وتركزت الضربات على تل الحارة بريف درعا الشمالي، ومواقع عسكرية قرب إزرع والكسوة بريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد عنصرين من الجيش السوري.
بالتوازي، توغلت آليات عسكرية إسرائيلية باتجاه قرية البكار بريف درعا الغربي، بينما دخلت وحدات مدرعة قرى في ريف القنيطرة الشمالي، أبرزها عين البيضة، وسط تصاعد التوتر في المنطقة.
وفي تصريحات تصعيدية، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن سلاح الجو ينفذ عمليات مكثفة لنزع السلاح من الجنوب السوري، مشددًا على أن إسرائيل لن تسمح بتكرار سيناريو جنوب لبنان، في إشارة إلى مواجهة أي وجود عسكري ترى فيه تهديدًا لأمنها.
تأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري في دمشق، حيث أكد الرئيس السوري أحمد الشرع على وحدة الأراضي السورية ورفض التدخل الخارجي. كما شهدت درعا والقنيطرة والسويداء احتجاجات شعبية واسعة ضد العدوان الإسرائيلي، وسط دعوات لردع التوغلات الإسرائيلية المتكررة.
سبق هذا التصعيد تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد فيها رفض أي وجود عسكري سوري أو فصائل مسلحة قرب الحدود الإسرائيلية، مشددًا على التزام حكومته بحماية الطائفة الدرزية. فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن السياسة الجديدة تقوم على نزع السلاح بالكامل في الجنوب السوري، مع مواجهة أي محاولات لإعادة بناء القدرات العسكرية السورية.
أعلنت وزارة الداخلية الأردنية، أن 42,675 سوريًا غادروا المملكة عبر معبر جابر الحدودي منذ سقوط نظام بشار الأسد، مؤكدة أن جميع المغادرين عادوا إلى سوريا بشكل طوعي.
وأوضحت الوزارة أن عدد اللاجئين السوريين المغادرين من داخل المخيمات إلى سوريا بلغ 7,117 لاجئًا، في حين وصل عدد المغادرين من مختلف مناطق المملكة إلى 35,558 شخصًا، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 42 ألفًا منذ كانون الأول 2024.
وأعلنت وزارة الداخلية عن إجراءات جديدة لتنظيم حركة الدخول والمغادرة عبر المركز الحدودي، مع تحديد فئات معينة يسمح لها بالعبور وفق ضوابط محددة.
وبحسب قرار الداخلية، فقد سمح بالدخول والمغادرة عبر معبر جابر لفئات محددة من الأردنيين، من بينهم المستثمرون الحاصلون على سجلات تجارية برأس مال معين، وموظفو البنوك التجارية العاملة في سوريا، ورجال الأعمال الحاصلون على بطاقات عضوية في غرف الصناعة والتجارة السورية.
كما شمل القرار الطلاب الأردنيين الدارسين في الجامعات السورية بشرط امتلاك الوثائق الجامعية اللازمة، إضافة إلى الوفود الرسمية، بما في ذلك الوفود الاقتصادية.
أما بالنسبة للسوريين، فقد سمح القرار للمستثمرين منهم وعائلاتهم الذين يحملون سجلات تجارية أردنية برأس مال معين بالمغادرة والدخول، إضافة إلى السوريين الذين حصلوا على الجنسية الأردنية، سواء كانوا يحملون جواز السفر الأردني أو الجواز السوري.
ويهدف القرار الجديد إلى تسهيل حركة السفر بين الأردن وسوريا، ودعم النشاط الاقتصادي بين البلدين، وتعزيز الاستثمارات والتجارة الثنائية، إضافة إلى المساهمة في استقرار سوريا عبر استئناف الحركة التجارية والتنموية.
وفي السياق أعلن مجلس الوزراء الأردني، خلال جلسته التي عقدها اليوم الأربعاء برئاسة رئيس الوزراء جعفر حسان، إعفاء الشاحنات السورية من الرسوم والبدلات المفروضة عليها، في إطار تنفيذ قرار توحيد الرسوم بين الشاحنات الأردنية والسورية، وتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل. ويهدف القرار إلى تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وتخفيف الأعباء عن قطاع النقل السوري.