الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
قمة اقتصادية تركية - سورية في قهرمان مرعش لتعزيز التعاون الإقليمي والاستثمار

نظّمت غرفة التجارة والصناعة في ولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا، يوم الثلاثاء، قمة اقتصادية تحت عنوان "قهرمان مرعش – سوريا للتعاون الاقتصادي والاستثمار الإقليمي"، بحضور واسع لممثلين عن غرف التجارة والصناعة في عدة مدن سورية، بينها دمشق وحلب وإدلب.

وتركّزت أعمال القمة على مناقشة سبل توسيع الشراكات الاقتصادية، وتعزيز التعاون الإقليمي في مجالات الاستثمار والصناعة والتبادل التجاري، في ظل التوجه نحو إعادة تنشيط الروابط الاقتصادية بين سوريا وتركيا، بعد سنوات من الجمود الذي فرضته الحرب.

وفي الكلمة الافتتاحية، شدد رئيس غرفة تجارة وصناعة قهرمان مرعش، مصطفى بولونطو، على أهمية ترسيخ التعاون مع سوريا، مؤكداً التزام ولايته ببذل كل الجهود الممكنة لدعم المدن السورية في نهوضها الاقتصادي، وقال: "الإرادة القوية وثقافة الصناعة العريقة في قهرمان مرعش ستكونان أساساً متيناً في شراكتنا مع المدن السورية"، وفق وكالة "الأناضول" التركية.

من جهته، أوضح رئيس غرفة تجارة حلب، محمد سعيد شيخ الكار، أن العمل جارٍ لتأسيس منظومة قائمة على علاقات حسن الجوار، بهدف النهوض بالاقتصاد السوري، ودفع عجلة التجارة والصناعة عبر شراكات حقيقية مع الفاعلين الأتراك. وأعرب عن تطلعهم لخلق استثمارات في قطاع النسيج، من خلال شركات سورية-تركية مشتركة بين قهرمان مرعش وحلب، إلى جانب إطلاق برامج تدريبية لرفع كفاءة العاملين في القطاع الصناعي.

وأضاف شيخ الكار: "نطمح، كدولتين شقيقتين، إلى رفع مستوى اتفاقياتنا التجارية والصناعية إلى آفاق أرحب"، مؤكداً أن هذه الشراكات تمثل خطوة مهمة نحو إعادة بناء البنية الاقتصادية في سوريا.

وعقب الكلمات الرسمية، عقد رجال الأعمال الأتراك والسوريون سلسلة لقاءات تشبيكية ضمن جلسة حرة خصصت لمناقشة فرص الاستثمار، وتنسيق المشاريع المشتركة في مختلف القطاعات الحيوية.

وشهدت القمة حضور شخصيات اقتصادية بارزة، من بينها رئيس بورصة تجارة قهرمان مرعش مصطفى نارلي، ورئيس غرفة صناعة حلب مؤيد النجار، ونائب رئيس غرفة صناعة دمشق طلال قلعجي، إلى جانب نخبة من رجال الأعمال من البلدين.

اقرأ المزيد
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
مباحثات لإعادة تفعيل المشروع الوطني للتحول إلى الري الحديث في سوريا

عقد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي، المهندس "أمجد بدر"، يوم الثلاثاء 24 حزيران/ يونيو، اجتماعًا موسعًا في مبنى الوزارة مع عدد من أصحاب معامل إنتاج مستلزمات الري الحديث، لبحث سبل إعادة تفعيل المشروع الوطني للتحول إلى الري الحديث، ودعم الصناعة المحلية المرتبطة به.

وفي التفاصيل تناول الاجتماع واقع المعامل الوطنية المتخصصة بتقنيات الري، وطبيعة عملها، وقدرتها الإنتاجية، إلى جانب استعراض التحديات التي تواجهها، وطرح مقترحات عملية لتمكينها من تلبية متطلبات القطاع الزراعي بكفاءة واستدامة.

وأكد الوزير "بدر"، أن الوزارة بصدد إطلاق آليات دعم جديدة تتلاءم مع احتياجات الفلاحين، وتساهم في تسريع وتيرة التحول نحو أنظمة الري الحديثة، التي تتيح تحسين استخدام الموارد المائية، والحد من الهدر، وزيادة الإنتاج الزراعي في ظل التغيرات المناخية وشحّ المياه.

كما شدد على ضرورة الحد من الحفر العشوائي للآبار، بالتنسيق مع الجهات المعنية، حمايةً للمخزون الجوفي من المياه، وضمان استدامته للأجيال القادمة.

ودعا وزير الزراعة إلى تحفيز الصناعة الوطنية العاملة في قطاع مستلزمات الري، من خلال توفير بيئة عمل مناسبة، وضمان تسويق المنتجات محليًا بجودة عالية، ما يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد، وتحقيق اكتفاء ذاتي في هذا المجال الحيوي.

وتأتي هذه الجهود ضمن خطة متكاملة للنهوض بالقطاع الزراعي، الذي يعد ركيزة من ركائز الاقتصاد السوري، ومصدر دخل رئيسي لشرائح واسعة من المجتمع الريفي.

وشاركت وزارة الزراعة السورية في ورشة إقليمية نظمها البنك الدولي حول الأمن الغذائي والتغذية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي انعقدت في مصر يومي 17 و18 حزيران الجاري، وذلك بمشاركة افتراضية لمعاون وزير الزراعة للشؤون الإدارية المهندس "باسل السويدان" عبر تقنية الزوم.

وخلال مداخلته، عرض "السويدان"، أبرز التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي في سوريا، مشيراً إلى تراجع المساحات المزروعة بأكثر من 30%، وانخفاض إنتاج المحاصيل الاستراتيجية، نتيجة تضرر البنى التحتية، وشح الوقود، ونقص مستلزمات الإنتاج، إضافة إلى التأثيرات المتزايدة للتغير المناخي.

كما قدّم "السويدان"، تصوراً لخطوات المرحلة المقبلة في سبيل تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز استدامة الإنتاج الزراعي في ظل الظروف الراهنة، ويُذكر أن الورشة تهدف إلى تبادل الخبرات الإقليمية وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي في المنطقة.

وكان عقد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور "أمجد بدر" اجتماعاً مع عدد من ممثلي الجهات الحكومية المعنية، بحضور معاون الوزير للشؤون النباتية، ومديري المؤسسات والهيئات و مركز السياسات الزراعية وعدد من المدراء المركزيين المعنين في الوزارة، بهدف وضع رؤية استراتيجية إسعافية لإدارة حالة الجفاف والحد من هدر المياه، من خلال إعداد دراسة متكاملة تتضمن إجراءات عاجلة ومستدامة.

وشدد على أهمية سنّ التشريعات اللازمة لتنظيم استخدام الموارد المائية، وتفعيل منظومة الإنذار المبكر لرصد حالات الجفاف والتعامل معها بفعالية. كما دعا إلى اعتماد أصناف زراعية مقاومة للجفاف، ونقل التقنيات الزراعية الحديثة إلى المزارعين، إضافة الى دراسة إمكانية إعادة تدوير المياه واستخدامها بشكل آمن وفعّال.

وأكد ضرورة تكثيف برامج التوعية والإرشاد الزراعي لترشيد استخدام المياه وضبط الاحتياج المائي، ووضع ضوابط للحد من استنزاف المياه الجوفية بما يضمن استدامة الموارد المائية، وفي ضوء المتغيرات التي يشهدها السوق الزراعي المحلي، أكد وزير الزراعة على متابعة ما يطرأ من تحديات تؤثر على استقرار القطاع الزراعي.

اقرأ المزيد
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
البنك الدولي يوافق على منحة بقيمة 146 مليون دولار لدعم الكهرباء في سوريا

أعلن البنك الدولي، اليوم الأربعاء، عن موافقته على تقديم منحة مالية بقيمة 146 مليون دولار لصالح سوريا، تهدف إلى دعم جهود الحكومة السورية في إعادة تأهيل منظومة الكهرباء، وتوفير إمدادات موثوقة وبأسعار معقولة، وذلك ضمن خطة أوسع للتعافي الاقتصادي بعد سنوات من الحرب والانهيار الخدمي الشامل.

وتهدف المنحة إلى تمويل مشاريع إصلاح البنية التحتية في قطاع الكهرباء، بما يشمل تحديث المحطات المتضررة، واستعادة شبكات التوزيع، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في بعض المناطق ذات الأولوية، في خطوة من شأنها تقليص ساعات التقنين الكهربائي، ورفع سوية الخدمات الأساسية في مناطق العودة الطوعية، وتشجيع النشاط الاقتصادي المحلي.

وتأتي هذه الخطوة في سياق جهود دولية أوسع لدعم مرحلة التعافي في سوريا، إذ تسعى المؤسسات المانحة إلى الموازنة بين الاستجابة الإنسانية الملحّة، ودعم إعادة بناء القطاعات الحيوية، ولا سيما قطاع الطاقة، الذي يعاني من دمار واسع النطاق منذ أكثر من عقد.

وكان أعلن البنك الدولي عن تسوية ديون سوريا المستحقة والتي تبلغ 15.5 مليون دولار، مما يؤهلها الآن للمشاركة في برامج جديدة والحصول على منح مالية ضخمة لدعم إعادة الإعمار، ووفقًا للبنك الدولي، فإن سوريا قد استعادت الآن أهلية الاستفادة من العمليات الجديدة التابعة للبنك، شريطة الالتزام بالسياسات التشغيلية المعمول بها في البنك الدولي.

وأشار البنك الدولي في بيان سابق له إلى أنه "اعتبارًا من 12 مايو 2025، تم تسديد المتأخرات المستحقة على الجمهورية العربية السورية لصالح المؤسسة الدولية للتنمية، وهي صندوق البنك المخصص لمساعدة أشد البلدان فقراً"، والتي كانت تبلغ حوالي 15.5 مليون دولار أمريكي. وأضاف البيان أن المتأخرات قد تم سدادها بفضل المملكة العربية السعودية ودولة قطر.

في خطوة تهدف إلى دعم عملية إعادة الإعمار في سوريا، كانت أعلنت المملكة العربية السعودية ودولة قطر عن عزمهما تسوية المتأخرات المالية المستحقة على سوريا لصالح البنك الدولي، والتي تقدر بنحو 15 مليون دولار. وتهدف هذه المبادرة إلى تفعيل نشاط البنك الدولي في سوريا بعد انقطاع دام أكثر من 14 عامًا.

وكانت أوضحت الدولتان الخليجيتان في بيان مشترك أن هذه الخطوة "ستمكّن من استئناف دعم ونشاط مجموعة البنك الدولي في سوريا"، مؤكدة أن هذا التطور سيؤدي إلى فتح الباب أمام سوريا للحصول على مخصصات مالية في المستقبل القريب لدعم القطاعات الحيوية، إلى جانب تقديم الدعم الفني لإعادة بناء المؤسسات وتنمية القدرات وصناعة وإصلاح السياسات لدفع عجلة التنمية.

اقرأ المزيد
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
بعد إعادة فتح الأجواء السورية .. استئناف الرحلات الجوية من مطار دمشق اعتباراً من 26 حزيران 

أعلنت مؤسسة الخطوط الجوية السورية استئناف رحلاتها من مطار دمشق الدولي اعتباراً من الخميس، 26 حزيران 2025، وذلك بعد إعلان الهيئة العامة للطيران المدني عن إعادة فتح المجال الجوي السوري وعودة الحركة الجوية إلى طبيعتها، إثر إغلاق مؤقت فرضته الظروف الأمنية في المنطقة.

وأكدت المؤسسة، عبر قناتها الرسمية على منصة تلغرام، أن العمل سيستأنف وفق برنامج الرحلات المعتاد، مع استمرار تسيير رحلات من مطار حلب الدولي إلى وجهات خارجية أبرزها تركيا والإمارات، على أن يُعلَن قريباً عن جدول تفصيلي لهذه الرحلات.

وكانت الهيئة العامة للطيران المدني السوري قد أصدرت بياناً رسمياً في صباح الثلاثاء، 24 حزيران، أعلنت فيه إعادة افتتاح الممرات الجوية المغلقة منذ 18 حزيران، مؤكدة أن المجال الجوي أصبح آمناً لعبور الطيران المدني بدءاً من الساعة العاشرة صباحاً من ذلك اليوم. 


وأوضحت الهيئة أن قرار استئناف الملاحة الجوية جاء بعد إجراء تقييم شامل للوضع الأمني، وانتهاء أسباب الإغلاق التي فرضت على خلفية التصعيد الإقليمي الأخير بين إسرائيل وإيران، والذي دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات احترازية لحماية المسافرين والطواقم الجوية.

وكانت الخطوط الجوية السورية قد واصلت خلال فترة الإغلاق المحدود، منذ 17 حزيران، تسيير عدد من الرحلات الجوية إلى وجهات دولية مثل دبي والرياض وإسطنبول والدوحة والشارقة، مستفيدة من فترات العبور المسموح بها وضمن جدول زمني دقيق يتوافق مع المتغيرات الأمنية.

يُذكر أن الهيئة العامة للطيران المدني كانت قد أعلنت مساء السبت، 14 حزيران، إغلاق الأجواء السورية مؤقتاً أمام حركة الطيران المدني، بسبب تصاعد التوترات الأمنية الإقليمية، وأكدت حينها أن سلامة الركاب فوق كل اعتبار، وأن التنسيق مستمر مع الجهات المحلية والدولية لمتابعة الأوضاع أولاً بأول.

ويأتي استئناف حركة الملاحة الجوية ليعيد الأمل بعودة الاستقرار التدريجي في قطاع النقل الجوي السوري، ويمثل خطوة مهمة في سياق تطبيع الأوضاع وتأمين حركة السفر من وإلى سوريا عبر مطاراتها الدولية.

اقرأ المزيد
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
الجزائر تعيّن سفيرًا جديدًا في سوريا وتوسّع دعمها لإعادة الإعمار

أعلنت الجزائر عن تعيين السفير عبد القادر قاسمي الحسيني ممثلاً دبلوماسيًا جديدًا لها في دمشق، خلفًا للسفير السابق كمال بوشامة الذي تم نقله إلى بيروت، والحسيني، وهو دبلوماسي مخضرم، شغل سابقًا منصب سفير الجزائر لدى الكويت، ويأتي تعيينه في سياق توجه دبلوماسي جزائري يهدف إلى تمتين العلاقة مع الحكومة السورية الانتقالية والنأي بالجزائر عن اتهامات بدعمها للنظام السابق.

الخطوة الجزائرية الجديدة لا تقتصر على التمثيل الدبلوماسي، بل تشمل أيضًا دعمًا فنيًا مباشرًا في مجال إعادة الإعمار، إذ أرسلت وزارة الطاقة الجزائرية فريقًا من شركة "سونلغاز" الحكومية إلى سوريا بهدف المساعدة في إعادة تأهيل قطاع الكهرباء المتضرر بشدة من الحرب. 


وقد أجرى الوفد الفني تقييمًا ميدانيًا تمهيدًا لوضع خطة شاملة لتحديث وتطوير شبكات التوليد والنقل والتوزيع الكهربائي، وذلك عقب اجتماع جمع وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب بنظيره السوري محمد البشير الأسبوع الماضي.

وفي وقت سابق، عقد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف لقاءً رسميًا مع نظيره السوري أسعد الشيباني على هامش الدورة 51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي استضافتها مدينة إسطنبول التركية. 


وبحسب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، تطرّق الجانبان إلى آليات تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات حيوية، إضافة إلى دور الجزائر في دعم سوريا داخل المحافل الدولية، خاصة في مجلس الأمن.

ومع مناسبة عيد الأضحى، تلقى الرئيس السوري أحمد الشرع برقية تهنئة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، جدّد فيها التزامه بتقوية روابط الأخوة والتعاون مع سوريا، متمنيًا للشعب السوري دوام الاستقرار والتقدّم.

تشير هذه التحركات المتسارعة إلى تحوّل واضح في السياسة الجزائرية تجاه سوريا، عبر مزيج من الدبلوماسية والتعاون التنموي، يهدف إلى تأكيد وقوف الجزائر إلى جانب الدولة السورية الجديدة في جهود التعافي وبناء المستقبل.

اقرأ المزيد
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
محافظة حمص تطلق خطة شاملة لمعالجة ظاهرة التسوّل

أعلن مجلس محافظة حمص عن إطلاق خطة متكاملة لمعالجة ظاهرة التسوّل في المدينة، بهدف إعادة المشهد العام إلى صورته الأصيلة الخالية من مظاهر التسوّل في الشوارع، وذلك في إطار مسؤوليتها المجتمعية وحرصها على صون كرامة الإنسان.

وحسب بيان رسمي صدر بتاريخ 24 حزيران 2025، فإن المعالجة الجذرية لهذه الظاهرة تأتي استجابة للظروف الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة التي ساهمت في ازديادها، ما يجعل من الضروري تبني آليات منهجية بعيدة عن الطابع الأمني المجرد، وتستند إلى البُعد الاجتماعي والإغاثي.

خطة متعددة المحاور

تشمل الخطة جملة من الإجراءات التنفيذية، أبرزها إدارة الحالات الفردية للمتسوّلين من خلال دراسة أوضاعهم وتحويل المحتاجين الحقيقيين إلى قنوات الدعم والرعاية المناسبة كما تعمل المحافظة على رصد الظاهرة ميدانيًا في مختلف أحياء المدينة، ومعالجة حالات الاستغلال المنظم بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة.

وبحسب البيان، تسعى المحافظة إلى احتواء الظاهرة بشكل إنساني من خلال تأمين بدائل دعم مادي واجتماعي، عبر شبكات الحماية المحلية والمنظمات الأهلية الفاعلة في هذا المجال.

دعوة للتكافل المجتمعي.. شراكة أهلية مطلوبة

ودعا البيان المواطنين إلى عدم تقديم المال للمتسولين في الشوارع، مشددًا على أن هذا السلوك يساهم في ترسيخ الظاهرة بدل معالجتها، ويجب استبداله بالتبرع عبر القنوات الرسمية والجمعيات المرخصة المعنية بشؤون الدعم والرعاية.

وأكدت محافظة حمص أن القضاء على التسوّل لا يقتصر على الإجراءات الأمنية والاجتماعية فقط، بل يتطلب شراكة واسعة من المجتمع المحلي ومبادرات مجتمعية تعزز قيم العدالة والتكافل، وفي ختام البيان، جددت المحافظة التزامها بأن تبقى حمص مدينة الكرامة والتكافل، مشيرة إلى أن العمل لمكافحة الظواهر السلبية سيتم بكل جدية واستمرار.

هذا وتعد ظاهرة التسوّل من التحديات الاجتماعية التي تعاني منها المدن السورية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي خلّفتها الحرب والأزمات المعيشية وعلى الرغم من أنها ظاهرة معقدة تتداخل فيها أبعاد الفقر والتفكك الأسري والاستغلال، إلا أن الدولة السورية عبر المحافظات ووزارات الشؤون الاجتماعية والداخلية تبذل جهودًا واضحة لمعالجتها بشكل متكامل.

اقرأ المزيد
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
تقديرات رسمية باستلام أكثر من 212 ألف طن من القمح في سوريا

أعلنت المؤسسة السورية للحبوب أن إجمالي كميات القمح المستلمة من محصول عام 2025 بلغ حتى الآن 212,826 طناً، جُمعت من مختلف المحافظات السورية عبر مراكز الاستلام المنتشرة في البلاد.

وتصدّرت محافظة حماة القائمة من حيث الكميات المستلمة، تلتها حلب ثم إدلب، بينما توزعت الكميات الأخرى بين محافظات دير الزور والرقة ودرعا وحمص وطرطوس ودمشق وريفها واللاذقية والسويداء، بكميات متفاوتة تعكس تفاوت المساحات المزروعة والظروف المناخية وخطوط النقل المتاحة.

وصرح مدير عام المؤسسة، المهندس "حسن محمد العثمان"، أن عمليات الاستلام تسير بوتيرة عالية، وأن فرق المؤسسة تعمل على مدار الساعة في مختلف المفاصل لضمان انسيابية الإجراءات وتقديم أقصى درجات التسهيل للفلاحين، بما يسهم في تفادي أي تأخير أو اختناقات في المراكز.

وأوضح "العثمان" أن المؤسسة تنفذ جولات ميدانية دورية على مراكز الاستلام لمتابعة واقع العمل والاستماع مباشرة إلى المزارعين، لا سيما فيما يخص الإجراءات المتخذة من قبل الإدارة، مع التشديد على جاهزية القبابين والرافعات وتعقيم الصوامع وتوفير الظروف الفنية المناسبة لاستقبال المحصول.

ولفت إلى أن المؤسسة ما زالت تواجه صعوبات ناجمة عن تدمير البنية التحتية والتخزينية خلال السنوات الماضية، ما خلق عبئاً إضافياً على المزارعين، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى مراكز استلام مجهزة.

من جهة أخرى، أكد "العثمان" أن المناطق الأكثر إنتاجاً هذا الموسم تشمل سهل الغاب الذي يمتد بين إدلب وحماة، والمعروف بقدرته الإنتاجية حتى في سنوات الجفاف، إلى جانب ريف حلب الذي يعتمد على قنوات ري من نهر الفرات، مما يوفر ظروفاً ملائمة لزراعة القمح.

أشار إلى أن الأقماح المستلمة لهذا الموسم تُظهر مؤشرات جودة عالية، من حيث نضج الحبة ووزنها النوعي، سواء في القمح القاسي أو الطري، ما يعكس تحسناً ملحوظاً في أداء الموسم الزراعي لهذا العام.

وأصدرت "الإدارة العامة للتجارة الداخلية وحماية المستهلك"، التابعة لوزارة الاقتصاد والصناعة في الحكومة السورية يوم الاثنين 23 حزيران/ يونيو، تعميماً موجهاً إلى الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية ينص على منع إدخال مادة القمح إلى سوريا خلال موسم 2025. 

ووفقًا للقرار الرقم "470/ص"، فإن وزارة الاقتصاد والصناعة طلبت من الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية منع إدخال مادة القمح من كافة المنافذ البرية والبحرية خلال موسم 2025، لعدة أسباب ذكرتها خلال التعميم الرسمي.

وقالت الوزارة إن قرار المنع المؤقت جاء "نظرًا للدعم المقدّم من رئاسة الجمهورية لزارعي القمح، ومنعًا لحالات التداخل في الشراء بين القمح المحلي والمستورد خلال موسم الشراء 2025م، وحرصًا على حصول المزارع السوري على كامل حقه بتسليم موسمه من القمح للعام 2025 دون معوقات".

وتأتي إغلاق الحدود والمنافذ البحرية أمام القمح المستورد لتأمين تسويق المحصول المحلي، إلى ذلك انطلقت في مرفأ طرطوس عمليات نقل الشحنة الثانية من القمح التي وصلت مؤخراً، باتجاه صوامع الحبوب في عدد من المحافظات السورية، وذلك باستخدام الخطوط الحديدية الوطنية كجزء من جهود الحكومة لتعزيز كفاءة نقل المواد الأساسية.

ونوه "ياسر عمران"، رئيس دائرة التسويق في مديرية الخطوط الحديدية بطرطوس، أن الكميات المخصصة للتوزيع تشمل 2200 طن لصوامع جبلة، و900 طن لكل من صوامع شنشار وحمص، و1800 طن لصوامع السبينة بريف دمشق.

ولفت إلى أن اعتماد القطارات في نقل القمح يُعد خيار استراتيجي، لما يوفّره من خفض للتكاليف على الدولة، إلى جانب تقليل الضغط على الطرقات العامة وحمايتها من أضرار الحمولات الثقيلة، بالإضافة إلى السرعة والكفاءة في إيصال الشحنات إلى وجهاتها.

وكشفت وزارة الاقتصاد والصناعة في الحكومة السورية يوم الأحد 22 حزيران/ يونيو، عن بلوغ إجمالي كميات القمح المستلمة من الفلاحين في مختلف المحافظات السورية 199,746 طنًا حتى تاريخ 21 حزيران 2025، وذلك في مؤشر أولي على حجم الموسم الزراعي لهذا العام.

وبحسب خريطة البيانات الرسمية الصادرة عن الوزارة، تصدّرت محافظة حماة قائمة المحافظات من حيث كميات القمح المسلمة، حيث سجلت 71,767 طنًا، تلتها حلب بـ 44,055 طنًا، ثم دير الزور بـ 9,999 طنًا، وحمص بـ 13,379 طنًا.

وتشيد الحكومة السورية بالاستجابة وتكرر الدعوات لتسريع التسليم، وسط جهود مبذولة من قبل الجهات الزراعية والمحلية في تأمين عمليات الحصاد والنقل، رغم التحديات المناخية والخدمية.

وتؤكد الحكومة أنها مستمرة في تسهيل الإجراءات المالية والإدارية لتشجيع الفلاحين على تسليم كامل إنتاجهم لمراكز الدولة، وسط مؤشرات أن الأرقام قابلة للارتفاع خلال الأسابيع المقبلة، مع استمرار عمليات الحصاد وفتح مراكز جديدة.

ويشير مراقبون إلى أن الرقم الإجمالي لا يزال دون الطموح في ظل حاجة البلاد المتزايدة للقمح، خاصة لتأمين مادة الخبز المدعوم، ما يستدعي تعزيز الجهود لاستعادة دورة القمح الوطنية، ولا سيما في مناطق الجزيرة السورية، التي طالما تشكل السلة الغذائية الأهم.

ويرى آخرون أن تعزيز الثقة بين الحكومة والفلاحين، ورفع أسعار الشراء، وتوفير مستلزمات الإنتاج بشكل مدعوم، تمثل خطوات أساسية لتحقيق الأمن الغذائي في سوريا الجديدة.

وتواصل مراكز المؤسسة السورية للحبوب عمليات استلام محصول القمح من المزارعين في مختلف المحافظات السورية، وسط مؤشرات مشجعة من حيث الكميات المسلّمة وتأكيدات حكومية على سلاسة الإجراءات وتحفيز المنتجين.

هذا ويوحي المشهد العام بموسم واعد، تدعمه إجراءات حكومية ومتابعة ميدانية وتصريحات رسمية مطمئنة، وسط آمال بتعافي القطاع الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي الوطني في ظل واقع اقتصادي صعب تعيشه البلاد.

وكانت حددت وزارة الاقتصاد والصناعة في الحكومة السورية، سعر شراء طن القمح القاسي درجة أولى (الدكما) من المزارعين بـ320 دولاراً لموسم عام 2025، كما أصدر الرئيس أحمد الشرع، مرسوماً يقضي بمنح مكافأة تشجيعية قدرها 130 دولاراً عن كل طن يسلمه المزارع إلى المؤسسة السورية العامة للحبوب، ليصبح السعر الإجمالي للطن 450 دولاراً.

اقرأ المزيد
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
واشنطن: تفجير كنيسة مار إلياس استهدف كل السوريين وتضامننا ثابت مع شعب متعدد وموحَّد

أكد توم باراك، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا، أن التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق يمثل اعتداءً على الشعب السوري بأسره، وليس فقط على طائفة أو فئة بعينها، مشدداً على أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب السوريين جميعاً في وجه الإرهاب.

وقال باراك، في تغريدة على منصة "إكس"، إن "الهجوم الوحشي على كنيسة مار إلياس يوم الأحد الماضي هو جريمة تستهدف روح التعدد والوحدة التي تجمع السوريين"، مضيفاً أنه أجرى اتصالاً هاتفياً بالبطريرك يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، حيث قدّم تعازي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ووزير الخارجية ماركو روبيو إلى عائلات الضحايا وكل من تأثر بهذه المأساة.

وشدد المبعوث الأميركي على أن "هوية سوريا الغنية بتنوعها الديني والثقافي ستبقى عصية على الانكسار أمام محاولات بث الفتنة"، مؤكداً التزام بلاده بدعم كل المكونات السورية في مسيرتها نحو مستقبل يعمه الأمن والاستقرار والعدالة.

وختم باراك رسالته بالقول: "نقف مع سوريا في هذه اللحظات الصعبة، ونردد كلمات البطريرك يوحنا العاشر: نصلي من أجل أن يعمّ السلام ربوع سوريا ويحفظ شعبها بكل مكوناته".

ويأتي هذا التصريح في أعقاب التفجير الذي استهدف كنيسة مار إلياس يوم 22 حزيران/يونيو الجاري، وأسفر عن سقوط قربة 25 ضحية و63  إصابة، في جريمة هزّت الرأي العام السوري، وأثارت إدانات واسعة عربية ودولية، وسط دعوات متصاعدة لتعزيز حماية دور العبادة ومحاسبة الضالعين في هذا العمل الإرهابي.

اقرأ المزيد
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
الاتحاد السوري لكرة السلة يتعاقد مع المدرب الأمريكي جوي ستيبنغ لقيادة المنتخب الوطني

أعلن الاتحاد السوري لكرة السلة، يوم الثلاثاء 24 حزيران 2025، عن تعيين المدرب الأمريكي المخضرم جوي ستيبنغ مديرًا فنيًا للمنتخب السوري للرجال، لقيادته في نهائيات كأس آسيا 2025 وتصفيات كأس العالم 2027، في خطوة تعكس التوجه نحو تطوير الأداء الفني للمنتخب، والاستفادة من خبرات دولية واسعة النطاق.

يعد جوي ستيبنغ من أبرز الأسماء في عالم تدريب كرة السلة الآسيوية، حيث يمتلك مسيرة مهنية طويلة وغنية تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، وُلد ستيبنغ في 11 أغسطس 1961، وتخرّج من جامعة ولاية لويزيانا، قبل أن ينال درجة الماجستير في التعليم من جامعة نيو أورليانز. بدأ مسيرته التدريبية مساعدًا في فريق LSU الجامعي، ثم انتقل إلى تدريب فرق المدارس الثانوية والجامعات في الولايات المتحدة، أبرزها توليه تدريب فريق جامعة نيو أورليانز بين عامي 1997 و2001، حيث حصل على لقب "مدرب العام" في مؤتمر Sun Belt.

في عام 2003، تولّى ستيبنغ تدريب المنتخب القطري، وقاده إلى تحقيق نتائج لافتة في البطولات الإقليمية وتأهل تاريخي إلى نهائيات كأس العالم، ثم انتقل لاحقًا إلى الصين، حيث درّب فريق Sichuan Blue Whales، وقاده للفوز بلقب دوري NBL الصيني في 2013، وتأهله إلى الدوري الممتاز في البلاد.

كما أشرف على تدريب المنتخب الأردني لفترة، إضافة إلى تدريب عدة أندية جامعية أمريكية، ونادٍ في الدوري الكويتي الممتاز، ما أتاح له خبرة واسعة في التعامل مع الفرق العربية والآسيوية، والعمل ضمن بيئات متعددة ثقافيًا وفنيًا.

سيقود ستيبنغ المنتخب السوري في استحقاقين بارزين، أولهما نهائيات كأس آسيا 2025، حيث يأمل اتحاد اللعبة بتحقيق حضور تنافسي مشرّف، فيما يشكل الملف الثاني المرتبط بتصفيات كأس العالم 2027 تحديًا استراتيجيًا لتعزيز مكانة سوريا على الخريطة الدولية لكرة السلة.

الاتحاد السوري لكرة السلة أعرب، في بيانه الرسمي، عن ثقته بالمدرب الجديد، مؤكدًا أن التعاقد معه يأتي ضمن خطة طويلة الأمد تستهدف تأهيل المنتخب عبر برامج فنية عالية المستوى، وتوفير البيئة التدريبية المثلى للاعبين المحليين والمحترفين، تمهيدًا لتحقيق نتائج مشرفة في البطولات المقبلة.

أثار الإعلان عن التعاقد مع ستيبنغ تفاعلًا إيجابيًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أعربت جماهير كرة السلة السورية عن أملها في أن تسهم الخبرات التي يحملها المدرب الأمريكي في رفع مستوى الأداء، واستعادة ألق المنتخب الوطني، خاصة بعد الفترة الصعبة التي مرت بها الرياضة السورية خلال السنوات الماضية.

يمثّل التعاقد مع جوي ستيبنغ علامة بارزة في مسيرة كرة السلة السورية، إذ يُعد أول مدرب أجنبي من هذا المستوى يتولى قيادة المنتخب منذ أكثر من عقد، في ظل توجهات جديدة نحو تعزيز الاحتراف والانفتاح على المدارس الفنية العالمية، وتحقيق نقلة نوعية في الأداء الفني والبدني للاعبين.

وبينما يبدأ المدرب الأمريكي مهمته الجديدة في الأيام المقبلة، ينتظر الشارع الرياضي السوري جدول المباريات والمعسكرات القادمة، لمتابعة ما سيحمله هذا التغيير من نتائج على أرض الواقع، ومدى قدرة المنتخب على التأهل والمنافسة في أهم الاستحقاقات القارية والدولية القادمة.

اقرأ المزيد
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
الصفدي: دعم استقرار سوريا أولوية أردنية والمنطقة كلها تربح بعودتها الآمنة

جدد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، اليوم، موقف بلاده الثابت في دعم سوريا، مؤكداً أن استعادة الأمن والاستقرار على أراضيها يُعد نجاحاً حيوياً للمنطقة بأكملها.

وفي تصريح نقلته قناة "المملكة" الأردنية، شدد الصفدي على أن سوريا تمضي في مسارها الصحيح نحو إعادة بناء وطن حر ومستقل يحفظ حقوق جميع أبنائه، معبّراً عن ثقته بقدرة الشعب السوري على تجاوز التحديات، قائلاً: "الشعب السوري يستحق أن يعيش حياة آمنة وكريمة، وهو قادر على إعادة إعمار وطنه لما يمتلكه من طاقات وإمكانات هائلة".

وأكد الصفدي أن العلاقات الأردنية السورية تشهد أفضل مراحلها، مشيراً إلى دعم بلاده المطلق للحكومة السورية في جهودها لإعادة بناء البلاد. كما شدد على التزام الأردن التام بمساندة سوريا في مواجهة الإرهاب، وقال: "نحن لا نكتفي بالإدانة، بل نترجم موقفنا إلى تعاون فعلي مع الأشقاء السوريين في محاربة الإرهاب".

وأشار الصفدي إلى التعاون الأردني السوري في التصدي لتهريب المخدرات والأسلحة، مؤكداً أن أمن سوريا واستقرارها يُشكل مصلحة استراتيجية للأردن، لاسيما في الجنوب السوري الذي اعتبره "العمق الحيوي للمملكة".

وفي ختام تصريحاته، جدّد وزير الخارجية الأردني إدانة بلاده الشديدة لما وصفه بـ"الاعتداءات الإسرائيلية غير المبررة" على الأراضي السورية، مؤكداً رفض الأردن لأي انتهاك يمس سيادة سوريا وسلامة أراضيها.

اقرأ المزيد
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
في وداع ضحايا الكنيسة.. تصعيد من البطريرك ضد السلطة ومواقف سياسية ترفض الانفعال

حمّل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر يازجي، الحكومة السورية في دمشق المسؤولية الكاملة عن التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، وذلك خلال مراسم تشييع ضحايا الهجوم، والتي أقيمت في كنيسة الصليب المقدس بحضور شعبي ورسمي واسع.

وقال البطريرك يازجي، في كلمة وسط الجنازة التي شارك فيها المئات: "نحن نشكر اتصال سيادة الرئيس الهاتفي البارحة، لكن هذا لا يكفينا"، مضيفاً أن الجريمة التي وقعت أكبر من التعزية، وأن المسيحيين في سوريا يستحقون حماية فعلية، وشدد على أن "الحكومة تتحمل كامل المسؤولية" عن الحادث، داعياً إلى إعطاء الأولوية لأمن المواطنين على اختلاف طوائفهم ومناطقهم.

وقد شارك في مراسم التشييع عدد من الشخصيات السياسية والدينية، من بينهم وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات، حيث نُقلت الجثامين في توابيت بيضاء مزينة بالورود، في مشهد مهيب خيّم عليه الحزن والغضب.

في المقابل، أثارت كلمة البطريرك جدلاً في الأوساط العامة والإعلامية، حيث انتقد الناشط السياسي توما الحكيم بشدة خطاب يازجي، واعتبره خروجاً عن المألوف في التقليد الكنسي السوري، وذلك خلال مداخلة له في برنامج "سوريا اليوم" على شاشة تلفزيون سوريا.

وقال الحكيم إن الخطاب اتسم بطابع "شعبوي وتعبوي"، معتبراً أنه لا يعبّر عن التقاليد التي اعتادت عليها الكنيسة في سوريا من حيث اللغة والمضمون، وأضاف: "رجل الدين لا ينبغي أن يتحدث بهذه النبرة الغاضبة أو يوجه اللوم المباشر لرئيس الجمهورية أو للحكومة، لأن موقعه الروحي يتطلب الحكمة والتجميع لا التحريض والانقسام".

ورأى الحكيم أن المؤسسات الدينية في سوريا ما تزال تحمل البنية الخطابية التي صاغها نظام الأسد البائد، مما يجعل من الصعب الاعتماد على مواقفها السياسية كمؤشرات لنبض الشارع، وأكد أن الأهم في هذه المرحلة هو روح التضامن الإنساني بين السوريين من كل الطوائف، كما حصل عقب التفجير عندما سارع كثيرون إلى التبرع بالدم دون النظر إلى الخلفيات الدينية للضحايا.

واختتم بالقول إن الكنائس الحقيقية في سوريا اليوم هي "قلوب المؤمنين من جميع السوريين"، مشدداً على أن سوريا بأكملها، بكل طوائفها ومكوناتها، هي الكنيسة الأقدس التي يجب أن تُصان من كل أشكال الإرهاب والتفرقة.


وفي أعقاب الهجوم الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، تصدّر علماء الدين في سوريا المشهد الوطني بخطابٍ واضحٍ وقويّ يعكس تحوّلاً جذريًا في الدور الديني بعد سقوط نظام الأسد البائد، حيث بات صوت العلماء ركيزة أساسية في ترسيخ قيم الوحدة ونبذ الفرقة الطائفية، ورفض استغلال الدين كأداة للفتنة أو التجييش.

وفي موقف لافت، أدان الدكتور محمد راتب النابلسي، عضو مجلس الإفتاء، الجريمة الإرهابية، مؤكدًا أن استهداف دور العبادة في لحظة وطنية حرجة تحاول فيها سوريا النهوض من رماد الاستبداد، ما هو إلا محاولة لإجهاض حلم السوريين باستعادة وطنهم. 

واعتبر النابلسي أن سوريا الجديدة بدأت تتلمّس ملامحها، وأن القوى الظلامية – سواء من فلول النظام السابق أو الجماعات المتشددة – تحاول إعادة البلاد إلى مربع الكراهية والتناحر، من خلال ضرب الرموز الدينية المشتركة.

وتميّز بيان النابلسي بتأكيده على الطابع الوطني الجامع للضحايا، رافضًا اختزال الجريمة في بعدها الديني، ومشدداً على أن ما حدث ليس استهدافًا لمكوّن بعينه، بل هو اعتداء على سوريا كلها، وعلى نسيجها التاريخي القائم على التعايش والاحترام، ودعا إلى مواجهة الفكر المتطرّف بكل أشكاله، وإلى سنّ تشريعات تعزّز العدالة الانتقالية، وتحاصر المساحات التي يمكن أن تتسلّل منها دعوات الغلو والكراهية.

وفي الاتجاه ذاته، عبّر الشيخ أسامة الرفاعي، المفتي العام للجمهورية، عن موقف وطني جامع، أدان فيه الهجوم وأكّد أن العنف والإرهاب لا يمثّلان أي دين، وأن استهداف دور العبادة هو جريمة بحق الإنسان السوري بكل طوائفه، موجهًا التعازي إلى كل السوريين دون تمييز.

كما أدان رئيس المكتب الاستشاري للشؤون الدينية في رئاسة الجمهورية، عبد الرحيم عطون، التفجير الإرهابي، مؤكداً أن ما جرى يُعد جريمة محرّمة في الشرع ومجرّمة قانوناً، ومرفوضة من حيث القيم والأعراف الوطنية.

وقال عطون، إن "ما جرى يمثل جملة من الجرائم المتداخلة التي ترفضها الشريعة الإسلامية، ويعاقب عليها القانون، وتتعارض مع أعراف وتقاليد المجتمع السوري، وهي شكل صارخ من أشكال الإفساد في الأرض، ما يستوجب إنزال أقصى العقوبات بحق مرتكبيها وردع كل من تسوّل له نفسه تكرار هذا الفعل الجبان".

وفي موازاة الموقف الإسلامي، جاءت كلمات القادة الروحيين المسيحيين لترسّخ ذات المعنى، فقد أدان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، يوسف العبسي، التفجير ووصفه بأنه "جريمة بحق الوطن بأكمله"، داعيًا إلى التمسك بوحدة السوريين وإفشال محاولات التفرقة.

كما شدد المطران نقولا أنطونيو، متروبوليت حلب والإسكندرونة للروم الأرثوذكس، على أن سوريا لا يمكن أن تعود إلى زمن الخوف والتشظي، وأن الكنيسة ترفض الردّ على الكراهية بالكراهية، بل بالدعوة إلى المحبة والسلام والمواطنة المتساوية.

وأشارت بطريركية السريان الأرثوذكس في بيانها إلى أن استهداف الأبرياء في دور العبادة هو استهداف لمفهوم سوريا العريقة، التي كانت دومًا موئلًا للتعايش بين المسلمين والمسيحيين، وبين كافة المكوّنات.

بالإضافة إلى المواقف الإسلامية والمسيحية التي صدرت عقب الهجوم الإرهابي على كنيسة مار إلياس، شكّلت مواقف رجالات الدين الدروز في سوريا ركيزة أساسية في تأكيد وحدة الدم السوري، ورفض أي محاولة للعب على الوتر الطائفي، كما عبّرت عن وعي عميق بأهمية حماية السلم الأهلي في لحظة انتقالية مفصلية تعيشها البلاد بعد سقوط نظام الأسد البائد.

من جهتها، أصدرت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز بيانًا رسميًا دانت فيه الجريمة "بأشد العبارات"، مؤكدة أن استهداف دور العبادة، أياً كان انتماؤها، هو عمل إرهابي جبان لا يُمثّل أي مكوّن وطني، بل يمثل عدوًا مشتركًا للسوريين جميعاً.

تلاقت هذه المواقف، رغم تنوّع مرجعياتها، على تأكيد أن الجريمة لم تكن موجهة ضد المسيحيين كمكوّن ديني، بل ضد سوريا الجديدة، وضد مشروعها الوطني الجامع الذي بدأ يتشكّل بعد سقوط منظومة الاستبداد.

وشكّل صوت القيادات الدينية في سوريا مظلة حقيقية للوحدة، وردًا بليغًا على محاولات إعادة إحياء مناخات الطائفية، التي استخدمها نظام الأسد البائد لتقسيم الشعب وإضعاف الدولة، وبدلًا من الوقوع في فخ ردود الأفعال الغاضبة، جاءت بيانات الإدانة مليئة بالوعي، مؤكدة أن سوريا التي تتطلع للعدالة لا يمكن أن تتغذى على الكراهية.

ما يميّز هذا الخطاب الديني الجديد هو خروجه من أسر الاصطفاف الذي ساد في زمن نظام الأسد البائد، حيث تم توظيف المؤسسة الدينية طويلاً في تكريس الانقسام، وتغذية خطاب الحماية الطائفية، والتمييز بين المواطنين على أساس الانتماء المذهبي أو الديني.

اقرأ المزيد
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
ارتفاع ملحوظ في تسجيل الشركات بسوريا خلال 2025 .. تسجيل 5768 شركة جديدة 

شهدت سوريا خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري 2025 تسجيل 5768 شركة جديدة لدى مديرية الشركات في الإدارة العامة للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، بحسب تقرير رسمي نشرته وكالة "سانا"، ما يعكس تحسنًا ملحوظًا في بيئة الأعمال مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، التي سجلت 3850 شركة فقط، أي بزيادة قدرها 1918 شركة.

وأوضح التقرير أن الشركات المسجلة توزعت على النحو التالي: 4760 شركة أفراد، و530 شركة تضامن، و63 شركة توصية، و7 شركات مساهمة، و408 شركات محدودة المسؤولية، مما يعكس تنوعًا ملحوظًا في طبيعة الكيانات التجارية الناشئة.

في المقابل، سجّل التقرير تراجعًا كبيرًا في عدد الشركات التي تم شطبها خلال الفترة ذاتها، حيث بلغ عددها 592 شركة فقط، مقارنة بـ2330 شركة شُطبت في الأشهر الخمسة الأولى من العام الماضي، ما يشير إلى استقرار نسبي في السوق وارتفاع في معدلات الثقة بالأنشطة التجارية.

وأرجعت مديرية الشركات هذا التحسّن إلى إلغاء التعقيدات الإدارية التي كانت سائدة في عهد النظام البائد، وتقديم سلسلة من التسهيلات الإجرائية التي شملت تبسيط عمليات التأسيس، وتسريع إجراءات التسجيل وتقليل الوقت المطلوب لاستكمال الأوراق القانونية، مما ساعد في تحفيز بيئة ريادة الأعمال وتعزيز النشاط الاقتصادي في البلاد.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٣٠ يونيو ٢٠٢٥
أبناء بلا وطن: متى تعترف سوريا بحق الأم في نقل الجنسية..؟
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
محاسبة مجرمي سوريا ودرس من فرانكفورت
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
استهداف دور العبادة في الحرب السورية: الأثر العميق في الذاكرة والوجدان
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
١٧ يونيو ٢٠٢٥
فادي صقر وإفلات المجرمين من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
١٣ يونيو ٢٠٢٥
موقع سوريا في مواجهة إقليمية محتملة بين إسرائيل وإيران: حسابات دمشق الجديدة
فريق العمل
● مقالات رأي
١٢ يونيو ٢٠٢٥
النقد البنّاء لا يعني انهياراً.. بل نضجاً لم يدركه أيتام الأسد
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٦ يونيو ٢٠٢٥
النائب العام بين المساءلة السياسية والاستقلال المهني
فضل عبد الغني مدير ومؤسس الشبكة السورية لحقوق الإنسان