
مرصد حقوقي يوثّق إعدام "قسد" لرجل مسنّ في الحسكة ويدعو لتحقيق عاجل
أدان "مرصد بصمة لحقوق الإنسان" المحلي، بشدة ما وصفه بـ"جريمة إعدام ميداني" نفذتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بحق المواطن المدني عبد الرحمن تايه داوود، البالغ من العمر 75 عاماً، في قرية مجيبرة كوكب بريف الحسكة، مطالباً بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل لكشف المسؤولين عنها.
ووفقاً لتقرير حقوقي صادر عن المرصد، فإن الجريمة وقعت في تمام الساعة الرابعة فجراً يوم الجمعة 18 نيسان/أبريل 2025، إثر اقتحام قوة عسكرية تابعة لـ"قسد" القرية المذكورة وقيامها بمداهمة منزل الضحية، بدعوى البحث عن نجله.
وبحسب أكثر من عشرة شهود عيان استندت إليهم فرق التوثيق الميدانية التابعة للمرصد، فقد حاول داوود الفرار من المنزل خوفاً على حياته، إلا أن أحد عناصر القوة المداهمة لاحقه وأطلق عليه النار من مسافة قريبة بواسطة بندقية رشاشة من طراز "M16"، ما أدى إلى مقتله على الفور. وقد بيّنت الصور الموثقة أن الرصاصة اخترقت مؤخرة الرأس (تحت الأذن اليسرى) وخرجت من منطقة الفك العلوي.
وأشار التقرير إلى أن عناصر القوة اقتحموا المنزل بعنف واعتدوا جسدياً على نساء وأطفال العائلة بالضرب المبرح، قبل أن ينقلوا جثمان الضحية ويبلغوا ذويه بشكل مضلل أنه مصاب بكسور ويتلقى العلاج، ليتضح لاحقاً أنه أُعدم ميدانياً، بعد تسليم جثمانه صباح الأحد 20 نيسان، حيث تم التأكد من بقائه محتجزاً في براد موتى طيلة اليومين التاليين.
وأكد المرصد أن ما جرى يعد "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وجريمة قتل خارج نطاق القانون"، مشدداً على أن الإعدام الميداني دون محاكمة عادلة يُصنَّف كجريمة حرب تستوجب المساءلة والمحاسبة.
وطالب المرصد الجهات المختصة بفتح تحقيق عاجل وشفاف ومحايد، والعمل على ضمان محاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الجريمة، داعياً إلى توفير الحماية للمدنيين القاطنين في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وإنهاء نمط الانتهاكات المتكررة بحق السكان المحليين.
وأشار التقرير إلى أن حالة داوود ليست الأولى من نوعها، حيث تم تسجيل عدد من الحالات المشابهة خلال العام الماضي، ما يعكس اتجاهاً مقلقاً من تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين في مناطق الإدارة الذاتية.