
بعد 5 أعوام من الانتهاك... القبض على شبيح ظهر وهو يُهين "ختيار القلعة" بريف حماة
تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يُظهر لحظة القبض على عنصر في صفوف ميليشيات النظام البائد، كان قد أثار موجة غضب واسعة عام 2019 بعد ظهوره في تسجيل مسيء يُظهره وهو يُهين رجلاً مسناً عقب سيطرة قوات النظام على مدينة قلعة المضيق في ريف حماة الغربي.
ووفقاً للتسجيل المتداول حديثاً، فقد تمكنت إدارة الأمن العام من إلقاء القبض على العنصر الذي وُثق سابقاً وهو يستجوب الرجل المسن بطريقة مهينة، وسط مجموعة من عناصر النظام البائد، ويوجه له الإهانات والشتائم دون أي اعتبار لكبر سنه أو لكرامة الإنسان.
الداخلية تكشف هوية المعتدي على "ختيار القلعة".. "عروة سليمان" يقع بكمين للأمن باللاذقية
أعلنت وزارة الداخلية السورية، يوم الخميس 24 نيسان/ أبريل، أن مديرية أمن اللاذقية إلقاء القبض على المدعو عروة سليمان، في كمين محكم نُفذ مؤخراً في محافظة اللاذقية، وجاء البيان الرسمي لكشف هوية الشبيح "عروة سليمان" الذي وقع بكمين بعد ملاحقة استمرت لسنوات على خلفية تورطه في جرائم بحق المدنيين ومشاركته في عمليات عسكرية وهجمات مسلحة.
ويُعد "سليمان" أحد العناصر الذين ظهروا في تسجيل مصور أثار موجة غضب واسعة عام 2019، عندما وثّق مشاركته في تعذيب رجل مسن من أهالي قلعة المضيق بريف حماة الغربي، عقب دخول قوات النظام إلى المدينة.
وقد ظهر حينها وهو يستجوب الرجل بأسلوب مهين، مقدماً له قارورة مياه فارغة، قبل أن يُضرب المسن بأداة معدنية على رأسه من قبل أحد العناصر، وسط إطلاق الشتائم والتهديد بإبادة مدينة إدلب.
وبحسب بيان وزارة الداخلية، فإن "سليمان" كان ينشط ضمن مجموعة مسلحة شاركت في الحملة العسكرية على مناطق الشمال السوري المحرر في عام 2019، وارتكب خلالها جرائم قتل بحق مدنيين. كما تورط مؤخراً في هجوم استهدف نقاطاً عسكرية وأمنية في شهر آذار/مارس الماضي.
وقد أُحيل المتهم إلى النيابة العامة لمتابعة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، في وقت اعتبر فيه نشطاء حقوقيون أن هذه الخطوة، وإن جاءت متأخرة، تمثل بارقة أمل لضحايا الانتهاكات المستمرة منذ أكثر من عقد.
التسجيل الأصلي، الذي يعود لشهر أيار/مايو 2019، كان قد صدم السوريين حينما أظهر الرجل المسن يرفض الرد على أسئلة العنصر، غير آبه بمحاولاته، في موقف عكس كبرياء وصموداً رغم الظروف القاسية.
وفي مشهد آخر من التسجيل، يُقدم العنصر للمسن قارورة مياه فارغة، فما كان من الأخير إلا أن رماها أرضاً احتجاجاً، ليتعرض إثر ذلك لضربة على الرأس بأداة معدنية، بينما واصل عناصر النظام البائد التهجم عليه بالشتائم والتهديدات، ومنها وعيد بإبادة مدينة إدلب.
ورغم أن تاريخ ومكان التسجيل الجديد لم يتم التحقق منهما بشكل دقيق، فإن مصادر متطابقة أفادت بتوقيف العنصر فعلياً، بانتظار إعلان رسمي يُؤكد هذه الأنباء ويكشف هويته الكاملة، في تطور وصفه ناشطون بأنه خطوة نحو إنصاف الضحايا ومحاسبة الجناة، ولو بعد حين.
هذا وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية عن تنفيذ سلسلة عمليات أمنية دقيقة خلال شهر نيسان، أسفرت عن توقيف عدد من كبار الضباط والمسؤولين السابقين في أجهزة النظام الأمني البائد، ممن يواجهون تهماً تتعلق بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين.