
روسيا: سوريا على مفترق طرق والمصالحة الوطنية التحدي الأبرز
حذّر نائب مندوب روسيا في الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، من خطورة الأوضاع الراهنة في سوريا، مؤكداً أن استمرار العنف وعدم الاستقرار يهددان مسار المصالحة الوطنية ومستقبل الدولة السورية.
جاءت تصريحات بوليانسكي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي خُصصت لمناقشة الملف السوري، استناداً إلى تقارير قدمها المبعوث الأممي غير بيدرسن ونائب الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث.
أوضح المسؤول الروسي أن الأحداث المأساوية في السويداء، والتي تسببت في نزوح نحو 200 ألف شخص، والمجزرة التي استهدفت العلويين على الساحل السوري في مارس الماضي، تعكس خطورة الانقسامات الطائفية والعرقية. وأكد أن هذه الوقائع تعرقل استعادة العقد الاجتماعي والثقة الوطنية.
كما دعا إلى تحقيقات دقيقة ومحايدة في كل أعمال العنف ذات الخلفية الطائفية أو العرقية، مع محاسبة الجناة دون استثناء، باعتبار أن العدالة شرط لاستعادة ثقة جميع المكوّنات في السلطات الجديدة.
أدان بوليانسكي الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة في دمشق بتاريخ 22 يونيو وأودى بحياة أكثر من 20 شخصاً، وحثّ الحكومة السورية على تكثيف جهودها في مكافحة الإرهاب وتأمين المقدسات الدينية.
شدد البيان الروسي على أهمية عملية سياسية شاملة لجميع السوريين وفق قرار مجلس الأمن 2254، مؤكداً التطلّع إلى أن تكون الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر المقبل نموذجاً جامعاً يشارك فيها كل المكونات. كما حذر من تهميش الضباط والعسكريين الذين خدموا سوريا حتى ديسمبر 2024، مشيراً إلى أن إقصاءهم قد يكرر سيناريو العراق عندما شكّل الضباط المبعدون قاعدة لتنظيم داعش بدافع الانتقام.
اتهم بوليانسكي إسرائيل بتقويض الأمن السوري عبر استمرار احتلالها للجولان وشنها غارات جوية متكررة داخل الأراضي السورية، مطالباً بوقف هذه الانتهاكات واحترام سيادة سوريا ووحدتها الإقليمية.
كما رحّب برفع العقوبات الأحادية عن دمشق، واصفاً ذلك بـ "نافذة الفرص"، لكنه شدد على أن الدعم الدولي يجب أن يكون شاملاً وطويل الأمد، يركز على إعادة تأهيل القطاعات الأساسية وتأسيس قواعد للتنمية المستقبلية، بدلاً من الاكتفاء بمساعدات آنية.
أكد نائب المندوب الروسي أن العلاقات بين موسكو ودمشق تقوم على أسس راسخة من الصداقة والاحترام المتبادل، مشيراً إلى زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى موسكو في 31 يوليو الماضي كدليل على متانة التعاون بين البلدين.
واختتم بوليانسكي بالقول إن روسيا ستواصل تقديم الدعم للشعب السوري، معبّراً عن أمله في أن تصبح سوريا قريباً دولة قوية، مستقلة، مستقرة، يشعر جميع مواطنيها بالأمان بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الطائفية.