عودة محفوفة بالخطر.. الأفاعي السامة تهدد النازحين في قرى سهل الغاب وإدلب
عودة محفوفة بالخطر.. الأفاعي السامة تهدد النازحين في قرى سهل الغاب وإدلب
● أخبار سورية ٢٤ أبريل ٢٠٢٥

عودة محفوفة بالخطر.. الأفاعي السامة تهدد النازحين في قرى سهل الغاب وإدلب

مع بدء عودة العائلات المهجرة إلى قراها، بدأت تظهر تحديات جديدة قد تكون قاتلة. ففي مشهد أثار الذعر، وثق أحد السكان في قرية العمقية بسهل الغاب لحظة عثوره على 15 أفعى دفعة واحدة داخل أرض زراعية. وظهر الرجل في مقطع مصور يحمل الأفاعي بيده موجهاً نداء استغاثة إلى الحكومة السورية الجديدة والدفاع المدني للتدخل العاجل، محذراً من أن هذه الزواحف تشكل خطراً داهماً على أرواح المدنيين العائدين.

الرُقطاء تظهر في أم الزيتون
وبعد أسابيع قليلة، وثّق مقطع آخر وجود أفعى ضخمة بين منازل مدمرة في قرية أم الزيتون بريف إدلب، وهي من نوع "الرُقطاء" السامة التي تُعرف بشدة خطورتها. ودعا ناشطون إلى التعامل معها بحذر بالغ، نظراً لما تشكله من تهديد على السكان، وخاصة الأطفال.

الزواحف.. كابوس يهدد رحلة العودة
يُشكل انتشار الأفاعي السامة والزواحف الأخرى في المناطق المهجورة منذ سنوات عقبة كبيرة في طريق العودة الآمنة، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب فصل الصيف، إذ تزداد حركة هذه الكائنات في المناطق التي خلت طويلاً من البشر، وتراكم فيها الركام والحطام.

رعبٌ يؤجل العودة
سمر المحمد (36 عاماً)، وهي نازحة كانت تخطط للعودة إلى قريتها بعد انتهاء العام الدراسي لأطفالها، غيّرت قرارها تماماً بعد مشاهدة المقاطع المصورة للأفاعي، وأغلقت هاتفها في حالة من الرعب. تروي سمر تجربتها مع الأفاعي في بداية النزوح عندما أقامت في أحد مخيمات دير حسان، حيث فوجئت بجارتها تصرخ بعد العثور على حنش قرب غرفتها. وتقول: "لم أحتمل المنظر، وغادرت المخيم في اليوم التالي، واستأجرت منزلاً في مدينة الدانا بعد أن بعت قطعة من مجوهراتي، لحماية أطفالي".

قلق واسع بين النازحين
عدة عائلات سورية فضّلت تأجيل العودة إلى قراها خوفاً من تعرض أطفالها للدغات قاتلة، في ظل غياب مراكز طبية قريبة أو توافر الأمصال المنقذة. ويرى ناشطون أن تقاعس المؤسسات المعنية عن معالجة هذه القضية يزيد من عزوف النازحين عن العودة، كما حصل سابقاً في ملف إزالة الألغام.

رؤية نازح من ريف حماة
محمد الحسين (37 عاماً)، نازح من ريف حماة ويقيم حالياً في أورفا التركية، يقول: "في السابق كنا نعرف أماكن تواجد الأفاعي ونتعامل معها بحذر، لكن الآن الوضع مختلف، القرى مدمرة ومهجورة منذ سنوات، وقد تكون الأفاعي موجودة في أي مكان". ويضيف: "في تركيا أجد المستشفيات والأدوية بسهولة، أما في قريتي، فإن عائلتي مهددة بكل لحظة، ولن أخاطر بأطفالي الذين لم يروا أفعى في حياتهم".

العودة رهن المعالجة الفعلية للمخاطر
بعض النازحين الذين التقيناهم شددوا على ضرورة تدخل الدولة والدفاع المدني والمنظمات المحلية لمعالجة خطر الزواحف السامة، على غرار ما تم تنفيذه في برامج إزالة الألغام بعد التحرير. ويرون أن تأمين البيئة الآمنة في القرى شرط أساسي للعودة الطوعية والآمنة، بما يشمل جوانب الأمن الصحي والخدمي.

وفيات سابقة.. والتحذير قائم
سُجلت في السنوات الماضية عدة وفيات بسبب لدغات الأفاعي، خصوصاً في المخيمات خلال فصل الصيف، ويأمل النازحون اليوم ألّا يتكرر هذا المشهد في مناطق العودة. فالطريق إلى الديار لا يكفي أن يُفتح أمام القوافل، بل يجب أن يكون سالكاً وآمناً، خالياً من أخطار لا تقل فتكا عن الحرب نفسها.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ