((نحن نصنع الأماكن وبعد بنائها هي تصنعنا)) بهذه العبارة لخص "وينستن تشرشل" العلاقة بين العمارة والإنسان، فالعمارة مرآة لحالة مجتمعية وسياسية وأخلاقية وعاطفية من جهة وكفلسفة للحياة وتصورات للدين من جهة أخرى وهناك نوع من التواصل بين العمارة والمجتمع فهي تلعب دور هاما في تفكيك المجتمع أو تعاضده.
بالنظر الى منطقتنا كان يسود نوع من التناغم بين الإنسان وبيئته متعلقة بشكل الأبنة والفراغات المعمارية التي تحتضن نشاطه، فكنا نلاحظ التنوع المعماري بين قرية وأخرى هذا ما انعكس على طبيعة المجتمع ونفسيته وكان ضامنا للحفاظ على قيم التسامح وتقبل الآخر.
بنى هذا التناغم بين الإنسان وبيئته شخصية المجتمع فالقارئ للتاريخ يلاحظ الصورة الجميلة التي ارتسمت عن مجتمعات الشرق الأوسط والعلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة فيه، وفي المقابل وبعد الحداثة وذوبان الحضارات في بوتقة العولمة جاء القبح.. ولا نعبر هنا عن حالة فقدان لمعايير الجمال البصري فقط بل فقدان الأصالة و ارتباط الإنسان بأرضه من الأساس فأصبحنا نعيش في جحيم العمارة التي تفتقد إلى الروح الإنسانية او القومية.
بحيث تبدو العمارة الحديثة وما بعدها محض مسوخ من الحجارة والرمل والأسمنت فاقدة للروح المعمارية وموسيقاها أو عمارة مستنسخة من أنماط عالمية تتفق مع مجتمعاتها وعصرها وقد لا تتفق وتتناسب مع ثقافتنا الوطنية والمحلية.
العمارة في سوريا لم تكن استثناء فقد تحولت فيها فلسفة العمارة من عمارة متخصصة بكل رقعة جغرافية فيها إلى عمارة عامة توافق توجهات الحكم الاشتراكي الذي حكم البلاد، وهذا ما خلق نوع من الخضات الاجتماعية التي عصفت بأساس الشعب فلا تخلو منطقة من صور العمارة الوحشية بكل مفرزاتها التي تدعو إلى العنصرية وتقسيم المجتمع الى فئات وخلق نوع من العداء بين هذه الفئات وتخطيط المدن على أساس يدعم حكم القطيع.
كل هذا أدى الى نشوء جو من عدم الاستقرار ساد المجتمع وكان سبب في تعزيز حكم الديكتاتورية وتسلطها على الناس، فالحكم السلطوي يهمه نمط من العمارة يستطيع من خلالها حكم الناس والتضييق عليهم فالعمارة في سوريا لم تكن صافية النوايا بل كانت بتوجيه من الفئة الحاكمة التي انتهجت نهج النازية والاشتراكية في تطويع العمارة لخدمتها.
فعلى سبيل المثال لا الحصر نلاحظ في التقسيم التنظيمي للبلدات في سوريا وجود توجه حكومي نحو أفكار حزب البعث الحاكم ومزج العمارة الكلاسيكية مع العمارة الواقعية الاشتراكية الستالينية.
فكل بلدة في سوريا كان التخطيط العمراني لها أشبه بالسجن فهي تنطلق من منطقة بلدة قديمة تليها توسعات هذه البلدة يليها السكن المنفصل وآخرها السكن الأول ومحاطة بمنطقة صناعية وتجارية فتقسيم البلدات بهذا الشكل وأحاطت منطقة الاكتظاظ السكاني بكتل السكن الأول أشبه ما يكون بالسجن وأبراج الحراسة فأغلب مناطق السكن الأول التي تعبر بالفيلات والكتل المنفصلة تحولت في المناطق الثائرة الى أبراج حراسة تضمن السيطرة على السكان المتواجدين داخل المدينة حتى توزع الفراغات المعمارية والساحات العامة كان يدعم مبدأ المراقبة الشاملة والسيطرة على الحركة.
لم تكن التقسيمات التنظيمية في سوريا محض الصدفة بل كانت أسلوب متبع في قبل السلط الحاكمة لضبط واحتواء السكان ناهيك على شكل العمران والأبنية وتنظيم المرافق العامة الذي انعكس على شخصية الشعب السوري الحالية.
الآن وبعد تدمير أغلب البلدات السورية فلا بد أن نهتم بالتخطيط العمراني ووضع مخططات جديدة للمدن تساهم في بناء الشخصية العامة للمجتمع السوري وتعتمد أسلوب العدالة والمساواة وملتزمين أيضا بوضع تصورات معمارية جديدة وتطوير الكتل المعمارية ونمط عيش السكان فيها من أجل الحفاظ على ما تبقى من الهوية السورية.
اضطلعت إيران منذ اندلاع الثورة السورية بدور كبير في قلب موازين الصراع الدائر بين الأسد ومعارضيه لصالح "الأسد"، متخذة في سبيل ذلك كافة الإجراءات الممكنة عسكريا وماديا وميدانيا، حيث ساندت الأسد في عدة معارك ميدانية، وساهمت في إسقاط عدد من المدن وحصار مدن أخرى، في إطار الحفاظ على نظام الأسد من السقوط، لما في ذلك من مصالح استراتيجية لها.
وفي سياق ذلك نشرت إيران الميليشيات والقواعد العسكرية في كل أرجاء سوريا، وحازت على عدة عقود تجارية، وعملت على نشر المذهب الشيعي في مناطق تواجدها، كما عمدت إلى فرض سيطرتها على عدة مواقع استراتيجية ومفيدة في سوريا.
تتواجد الميليشيات الأجنبية المدعومة من إيران في دمشق، متمثلة في: الحرس الثوري الإيراني، قوات الباسيج، حزب الله، فيلق بدر، سرايا أنصار الله، لواء المنتظر، لواء اليوم الموعود، حركة الأبدال، كتائب سيد الشهداء، كتائب حزب الله العراقي، سرايا طليعة الخراساني، كتائب الإمام علي، حركة النجباء، لواء أبو الفضل العباس.
أما الميليشيات المحلية المدعومة من إيرن المتواجدة في دمشق فهي: لواء ذو الفقار، لواء الإمام الحسين، فوج التدخل السريع، قوات الدفاع المحلي.
وفيما يتعلق بأماكن تواجد بعض الألوية، يتكفل لواء الإمام الحسين بحماية مرقد السيدة زينب بدمشق، ويتواجد أيضا في منطقة مشفى البيروني بدمشق وفي مدينة حرستا بالغوطة الشرقية بريف دمشق ، فيما تتواجد ميليشيات لواء فاطميون في الغوطة الشرقية، ويتواجد لواء اليوم الموعود جنوب العاصمة دمشق، ويتواجد لواء أبو الفضل العباس في منطقة السيدة زينب، كما يتواجد لواء ذو الفقار في السيدة زينب والغوطة الشرقية، وتعمل كتائب سيد الشهداء في دمشق، فيما يحمي لواء الإمام الحسن المجتبى المنطقة المحاذية لمطار دمشق الدولي، وأيضا في بلدة شبعا بريف دمشق، ويعمل لواء أسد الله في العاصمة دمشق، وتظهر صوره في قلب سوق الحميدية بدمشق.
يعتبر مطار دمشق الدولي أهم مركز للوجود الإيراني والميليشيات التي يقودها "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري الإيراني" في سوريا، ويتم فيها استقبال المقاتلين وتنسيق الدعم اللوجستي للميليشيات الإيرانية المتواجدة في سوريا، بالإضافة إلى نقل الأسلحة المتطورة تقنياً مثل الصواريخ دقيقة التوجيه من إيران إلى ميليشيا حزب الله عبر سوريا، واستخدام مطار شراعي في منطقة الديماس غرب دمشق إلى حين تطوير مطار خاص بالإيرانيين في سوريا.
ويوجد قواعد في منطقة الكسوة العسكرية بريف دمشق الجنوبي، وتضم مستودعات أسلحة تعد جزءاً من عملية نقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، والتي تحوي أيضاً مقرات قيادة وتحكم تدير العمليات وانتشار الميليشيات في جنوب سوريا.
كما أن هناك وجوداً واسعاً للمستشارين الإيرانيين في غرف العمليات الرئيسية بمدينة دمشق، والتي تنسق عمليات القوات السورية في عموم سوريا، مثل غرفة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان، وغرفة عمليات الميليشيات العراقية في حي الشاغور.
أما الجبهة المركزية والقلمون التي تضم حمص وحماة والمنطقة الشرقية وتشمل مراكز الحرس الثوري، فهناك 3 قواعد بالقرب من مدينة الضمير في ريف دمشق على طريق (دمشق – بغداد) السريع.
و الجبهة الجنوبية والتي تشمل ريف دمشق ودرعا والقنيطرة والسويداء، من بين القواعد هناك قاعدة (18000 أو زينب)، التي تستخدم الجامعة الافتراضية مقرا لها، وتقع على طريق "دمشق – درعا، ويضم قوات مدرعة تابعة للحرس الثوري الإيراني، وقوات الدفاع الوطني، ووحدات دعم الحرس الثوري الإيراني، ولواء فاطميون.
مركز الشيبان بدمشق (قاعدة الإمام الحسين): يقع في منطقة الشيباني شمال غرب دمشق بين العاصمة والزبداني، وكان في السابق قاعدة للحرس الجمهوري السوري، تضم قوات الكوماندوز "الفيرقة 19 فجر شيراز"، إلى جانب قوات حزب الله وفاطميون، والتي يمكن أن يصل عددها إلى 3000.
قاعدة جلاس هاوس التي تقع بالقرب من مطار دمشق ويعتقد أنها مقر قيادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، لنشر قوات الحرس الثوري الإيراني التي تصل إلى سوريا عن طريق الجو إلى مناطق مختلفة في البلد.
بالإضافة إلى وجود للمستشارين الإيرانيين في غرف العمليات الرئيسية بمدينة دمشق، والتي تنسق عمليات القوات السورية في عموم سوريا، مثل غرفة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان، وغرفة عمليات الميليشيات العراقية في حي الشاغور.
تتحكم المليشيات الإيرانية بالعديد من الجمعيات في دمشق، ومنها اللجنة الخيرية الاجتماعية، جمعية الزهراء الخيرية، جمعية جهاد البناء، مؤسسة الأمين للأعمال الاجتماعية، مجمع الصراط الثقافي، جمعية الرحمة الخيرية، مؤسسة الإمام الساجد، مؤسسة الشهداء.
وتقوم هذه الجمعيات والمؤسسات تحت غطائها الديني بإقامة علاقات مع الأهالي، وإقامة المهرجانات الخطابية في المناسبات الشيعية، وتشجيع الراغبين بالتشيع وإغرائهم بالرواتب المرتفعة، ومساعدة الفقراء بالقروض والأموال، وإقامة المعارض التي تنشر كتب المعتقدات الشيعية، وفتح مكتبات تسمى بالحوانيت، وتخصيص رواتب وهبات للقراء، وتقديم تسهيلات للدراسة في الجامعات الإيرانية في مختلف التخصصات، وتمويل بناء المستشفيات والمستوصفات الخيرية.
توجد أيضا في كل المحافظات السورية فروعا لجامعة آزاد الإسلامية، كما يوجد مكتب تنسيق خاص بالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بدمشق، فيما أنشأ المجمع كلية المذاهب الإسلامية بدمشق.
تعمل إيران على إغراق السوق السورية باستثماراتها المتنوعة، وفي سبيل ذلك تقوم بإنشاء المركز الإيراني التجاري وسط العاصمة دمشق، والذي يضم شركات إيرانية من كافة الاختصاصات، فيما تقوم الغرفة الإيرانية السورية المشتركة بمهمة الترويج للاستثمارات الإيرانية في سوريا، والتي تأسست عام 2019 لمنح الإيرانيين امتيازات خاصة على الصعيد التجاري والاستهلاكي.
وحسب التقارير فإن الميزان التجاري الإيراني تأثر تأثرا إيجابيا بفعل الحرب في سوريا، حيث ارتفعت قيمة التجارة الإيرانية في عام 2017 إلى 869 مليون دولار، بعد أن كانت في 2011 حوالي 361 مليون دولار.
وفي عام 2019 تم التوقيع على 11 اتفاقية تشمل السكك الحديدية والإسكان والأشغال العامة، والجيوماتيك (هندسة المساحة الرقمية) والاستثمار ومكافحة غسيل الأموال والتعاون الثقافي والسينمائي، كما وقع اتفاق عام 2019 يقضي بإنشاء بنك مشترك بين البلدين في دمشق.
وبحسب مصادر سورية رسمية "تم نقل أكثر من 8 آلاف عقار في منطقة دمشق إلى مالكين أجانب خلال السنوات الماضية، حيث استغل "حزب الله" و"الحرس الثوري الإيراني" هذا الوضع لشراء عقارات عديدة.
وقع النظام السوري وإيران 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا، في مجالات اقتصادية وثقافية وتعليمية في ختام اجتماعات الدورة الـ 14من أعمال ما تسمى "اللجنة العليا السورية الإيرانية المشتركة" في دمشق.
ووقعت وزارة تربية الأسد في 2010، مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم الإيرانية، تقضي بإشراف إيران على تعديل المناهج الدراسية السورية وطباعتها في إيران، إلى جانب مساهمات أخرى في السياق ذاته.
وحاليا تدخل الاتفاقية الموقعة بين وزارتي التربية السورية والإيرانية حيز التنفيذ، والتي تقضي بالتزام إيران بترميم آلاف المدارس السورية وإعادة تأهيلها وتأمين الدعم اللوجستي لها.
وهكذا تحاول إيران جاهدة تقاسم الكعكة السورية مع الجانب الروسي، وفي حين استولت روسيا على المفاصل العسكرية والقيادية، اتجهت أنظار إيران إلى الفعاليات الاقتصادية والاستهلاكية، عملا على ترسيخ نفوذها على الأراضي السورية، واستمرارا في استخدام تلك الأدوات في نشر المذهب الشيعي في سوريا.
أدانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مؤخرا نظام الأسد باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين، حيث أكد منسق فريق التحقيق التابع للمنظمة "سانتياغو أوناتي لابوردي" أن فريقه تأكد من أن أشخاص ينتمون إلى القوات الجوية في نظام الأسد قاموا باستخدام "السارين" و"الكلور" كسلاح كيماوي في منطقة "اللطامنة" شمال غرب محافظة حماة عام 2017.
من جهته ذكر المتحدث باسم هيئة التفاوض "يحيى العريضي" في تصريح خاص لشبكة شام أن إدانة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لنظام الأسد باستخدام الكيماوي في اللطامنة، هي عامل مساعد لتضييق الخناق على النظام، مؤكدا أن ذلك يؤثر تأثيرا إيجابيا على فتح وتقديم ملفات النظام الإجرامية إلى المحاكم الدولية، بالإضافة إلى التضييق على داعميه، خشية من أن تطالهم تلك الدمغة، مشيرا إلى احتمال اتخاذ الأمم المتحدة خطوات فاعلة في سياق محاكمة نظام الأسد على ممارساته الإجرامية ضد المدنيين.
وفي السياق أوضح الحقوقي ورئيس الهيئة الوطنية للدفاع عن المعتقلين والمفقودين "ياسر الفرحان" في تصريح خاص لـ"شام" أن أهمية التقرير الذي يدين "الأسد" باستخدام الكيماوي تبرز في عدة نواحٍ:
أولاً - صدوره عن جهة مفوضة صاحبة اختصاص، فالفريق المكلف بالتحقيق أُنشأ من قبل الأمانة العامة لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية، وهي الجهة الدولية المختصة بهذا الشأن وتمثل 193 دولة موقعة على الاتفاقية من بينها سورية.
ثانياً - الفريق المكلف بالتحقيق مفوض بتحديد هوية مرتكبي جرائم استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، بموجب قرار 27 يونيو 2018 الصادر عن مؤتمر الدول الأطراف، ولقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها السنوي تبني ودعم مهام الفريق، الأمر الذي يشير إلى مزيد من الاعتماد الدولي لتفويض الفريق ولمخرجاته.
ثالثاً - النتائج التي خلص إليها الفريق معللة بالأدلة تؤكد الاستنتاج بتورط القوات الجوية للنظام السوري في استخدام غازي الكلور والسارين، وفضلاً عن تبيانها بدقة هوية المتورطين، توضح أن هذه الهجمات ذات طبيعة استراتيجية خاصة ولا يمكن أن تحدث إلا بناءً على أوامر من السلطات العليا للقيادة العسكرية في الجمهورية العربية السورية.
مشيراً إلى تزامن التقرير مع تقرير لجنة التحقيق في استهداف المشافي والمدارس، وما لذلك من دور في منع إعادة أي شكل من العلاقة مع نظام الأسد، ويدفع لسوقه إلى محاكمات عادلة؛ الأمر الذي يضع المجتمع الدولي تحت مسؤولية تنفيذ البند 6 من قرار مجلس الأمن 2209 الذي ينص على محاسبة الأشخاص المسؤولين عن استخدام أياً من المواد الكيمياوية أو السمية بما في ذلك غاز الكلور، والبند 21 من القرار 2118 الذي ينص على فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حالة عدم الامتثال لحظر استخدام أو تخزين الأسلحة الكيميائية.
وأكد "الفرحان" أن التقرير الصادر في 8 نيسان الحالي يدحض بالأدلة ادعاء النظام تخلصه من مخزونه الكيماوي، وبالرغم من أن تقارير لجان التحقيق الدولية الأخرى، قد بينت وفي أكثر من مرة، استمرار النظام باستخدام هذه الأسلحة المحرمة دوليا، إلا أن هذا التقرير يضيف حجاً قاطعة من النواحي الشكلية المتعلقة بالتفويض والاختصاص، والنواحي الموضوعية المتعلقة بقوة الأدلة في المحتوى ووضوح المخرجات في تحديد هوية الجناة.
وأشار "الفرحان" إلى مبادئ الإعلان للدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية بتاريخ 21 أبريل 2015، وإلى المبدأ المشترك الأساسي في الحظر المطلق لاستخدام الأسلحة الكيميائية والإدانة الجماعية المتكررة لأي استخدام للأسلحة الكيميائية، وإلى اعتبار خرق هذا الحظر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
مؤكداً أنه بعد إصدار فريق التحقيق وتحديد هوية الجناة لتقريره لن يكون بالإمكان الحديث عن إفلات نظام الأسد من العقاب، مثلما لن يكون بالإمكان التفكير في بناء علاقات مع مجرم حرب يقتل الأطفال بالسلاح الكيميائي.
وفي سياق التعليق على تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن واشنطن تتفق مع استنتاجات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن نظام الأسد احتفظ بقدرات كافية لتطوير أسلحة كيميائية، واعتبره دليلا جديدا ضمن المجموعة الكبيرة والمتزايدة من الأدلة على أن نظام الأسد يشن هجمات بالسلاح الكيميائي.
ودعم الاتحاد الأوروبي التقرير وأدان بشدة سلاح الجو التابع للنظام السوري، داعيا إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال الشنيعة، بدورها طالبت وزارة الخارجية البريطانية مجلس الأمن الدولي بالرد الحاسم على النظام السوري، عقب إثبات استخدامه الكيماوي ضد شعبه، داعية جميع الدول الأعضاء في اتفاقية الأسلحة الكيماوية ومجلس الأمن إلى تقديم النظام للعدالة.
وطالبت تركيا بضرورة محاسبة نظام بشار الأسد، واعتبرت استخدام الأسلحة الكيميائية انتهاكًا صارخًا لاتفاقية الأسلحة الكيميائية، إلى جانب كونه جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب، كما وأدانت وزارة الخارجية الكندية هجمات "الأسد"، معتبرة ذلك انتهاكا بغيضا للقانون الدولي، مؤيدة محاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
بينما شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على ضرورة محاسبة المتورطين في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
بالمقابل عبرت الحكومة الروسية عن قلقها حيال نتائج التقرير الذي أثبت اتهام الأسد بالضلوع في استخدام الكيماوي ضد المدنيين، متذرعة بأن التقرير مخالف لإجراءات التحقيقات المتبعة وأعراف القانون الدولي، متهمة بعض الجهات بالتأثير على منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لإخراج هذه النتائج وإدانة نظام الأسد بالهجوم الكيماوي.
ولكن تبقى العقبة الأهم والأبرز لاتخاذ أي إجراء بحق نظام الأسد هو مجلس الأمن الذي لن يتمكن من إصدار أي قرار يدينه أو يتخذ بحق المسؤولين عن الجريمة أية إجراءات، وذلك بسبب الفيتو الروسي والصيني الذي حمى الأسد أكر من مرة، فهل ستكون هذه المرة مختلفة؟، وهل ستكون الدول مضطرة للعمل خارج مجلس الأمن؟، هذه الأسئلة وغيرها من الصعب الإجابة عليها الآن، ولكن الفترة القادمة والتي لن تكون قريبة بسبب الكورونا ستحدد مصير الأسد ونظامه.
تعاني مناطق سيطرة النظام من اختناق اقتصادي، وأزمات متتالية تتمثل في أزمات المحروقات وتوفير المواد والسلع الاستهلاكية، ويزداد الوضع سوءا في ظل محاولات محاولات النظام التصدي لتفشي وباء "كورونا"، بالرغم من العقوبات والقيود الاقتصادية المفروضة عليه، والتي تسبب بها نتيجة مقتل مئات آلاف المدنيين وتهجير الملايين، حيث أصبح أكثر من ثلاث أرباع السكان يعيشون تحت خط الفقر.
وفي السياق يحاول النظام الالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، وكسر الحصار الاقتصادي بعدة طرق، عبر تقيده بالبروتوكولات المفروضة لمواجهة تفشي "كورونا"، بالتزامن مع دعوة الاتحاد الأوروبي الدول خارج التكتل إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، والتي تعرقل تقديم المساعدات الضرورية لمكافحة فيروس "كورونا".
وفيما يتعلق بذلك أكد المستشار الاقتصادي "يونس الكريم"، لشبكة شام الإخبارية، أن النظام عمد إلى استغلال تفشي وباء "كورونا" للتخلص من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، وذلك عبر اتخاذه عدة إجراءات تتعلق بتطبيق البروتوكول الدولي المتعلق بالعزل الصحي، حيث منع الناس من تداول النشاطات الاجتماعية والاقتصادية، كما عزل الأرياف عن المدن، وإن كان ذلك لا يتعدى كونه إجراء شكليا، إذ إن النظام لا يزال عاجزا عن تأمين احتياجات الناس وتوزيع رواتب الموظفين، ولكنه إعلاميا طبق البروتوكولات اللازمة، في محاولة لإيصال رسالة للمجتمع الدولي مفادها قيام النظام بكل واجباته حيال مواجهة الجائحة، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية تفشي الوباء، باعتباره لم يقدم أي مساعدات للنظام.
وقد طالب النظام مؤخرا برفع أو تخفيف العقوبات عليه، متذرعا بمواجهة فيروس "كورونا"، كما طالب بدخول منظمات الأمم المتحدة، بهدف تأمين موارد مالية له، تمكنه من تجاوز الأزمات المتتالية التي تعصف بنظامه، المتعلقة بتدهور الاقتصاد وهبوط سعر العملة السورية، وأزمات الوقود والمحروقات، وخاصة بعد إقرار قانون "سيزر".
وأضاف "الكريم" أن نسبة السوريين الذين يقعون تحت خط الفقر حاليا تجاوز الـ91%، ما يجعل تأمين احتياجاتهم الأساسية أمرا في غاية الصعوبة، حيث صرح النظام بأن السلة الغذائية في حال تواجدها، فإنها تكلف 430 ألف ليرة سورية، فيما لا يتجاوز راتب الموظف حاجز الـ80 ألف ليرة، ما يشكل فجوة نقدية بين الراتب والسلة الغذائية الشهرية التي تحتاجها العائلة السورية.
بالإضافة إلى ما قام به النظام من تقنين توزيع مادة الخبز عبر البطاقة الذكية، بمعدل لكل عائلة من 3 أشخاص ربطة خبز تتكون من 8 أرغفة، وهذه الكمية لا تفي بالغرض صحيا، حيث عجز النظام عن توفير القمح التمويني الذي يحتاجه، والمقدر بـ مليون و200 ألف طن سنوياً، فيما استطاع الحصول على 600 ألف طن فقط.
كما أرسلت روسيا مؤخرا باخرة محملة بـ25 ألف طن من القمح الطري، ما يغطي الحاجة المحلية لأسبوع فقط، في حين فشل النظام في تأمين باقي الكمية سواء عبر الاستيراد، لعدم توفر القطع الأجنبي لهذه العملية، أو الشراء من الفلاحين، إذ إنه عرض أسعارا أقل مما عرضته الإدارة الذاتية، بالإضافة إلى إلغاء الأمم المتحدة لبرامجها الإغاثية مؤخرا، لاستجماع قواها لتأمين اللقاح ضد "كورونا".
وحسب تقرير برنامج الأغذية العالمي، يقدر عدد الذين يحتاجون لمساعدات إنسانية بحوالي 11.1 مليون شخص، فيما يصل عدد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى 7.9 مليون شخص، حيث تتفاقم الكارثة بفعل ارتفاع الأسعار مؤخرا بسبب فيروس "كورونا"، في ظل فقدان مصادر الدخل وتدهور الاقتصاد وارتفاع أسعار الأغذية والسلع الأساسية.
وفي السياق ساهم إغلاق الحدود مع لبنان والعراق اللتين تعدان رئتي النظام في تعقيد الوضع الاقتصادي، وعجز إيران في ظل وضعها الراهن و المستفحل بمواجهة كورونا، عن تقديم المساعدة للنظام السوري، كداعم اقتصادي أساسي، ما جعل النظام يعاني حصارا اقتصاديا شديدا، بالإضافة إلى تحذير منظمة "هيومن رايتس" من مجاعة تهدد لبنان، جراء إجراءات الإغلاق الاقتصادي الجاري لمكافحة انتشار فيروس "كورونا".
وسلط "الكريم" الضوء على أن فعاليات الزراعة والحراثة باتت مستحيلة، في ظل إجراءات الحجر والعزل الصحيين ومنع تداول الفعاليات الاقتصادية، حيث لم يتم زراعة وحراثة الأراضي أو تقليم الأشجار في موسم الزراعة الجاري، ما ينذر بكارثة ومجاعة، نتيجة عدم زراعة الأراضي.
وفي ظل المجريات يسعى النظام السوري إلى تعويم نفسه من خلال طلب المساعدات من المنظمات الأممية لكسر الحصار، أو طلب قرض من الصندوق الدولي، بحجة مواجهة "كورونا"، كما يحاول ابتزاز العالم من خلال ملف المعتقلين، للحصول على المساعدات، وتخفيف القيود الاقتصادية، وطلب المساعدة المادية من منظمة الصحة العالمية، فيما لن يسمح دوليا بتدخل منظمة الصحة العالمية لدعم القطاع الصحي التابع للنظام، حيث إن القطاع الصحي يستخدم كدعم للآلة العسكرية والأمنية.
قدم عدد من الأطفال السوريين المقيمين في اسطنبول التركية حفلا بمناسبة عيد الطفل العالمي ، حيث نظم الحفل إدارة " مدرسة شامنا " على مسرح أسنلر في اسطنبول مساء أمس الخميس .
و تحدث مراسل " شام " عن الفعاليات و الأنشطة التي قام بها الأطفال خلال الحفل موضحا الأثر الكبير الذي استحوذ على نفسية الاطفال و دفعهم للقيام بأدوراهم على أتم وجه ، فقد أوضح مراسل " شام " أن دافع الحب و الحنين للوطن ساعد الأطفال على تجسيد أدوراهم بإتقان عال ليعبروا بذلك أنهم و بيوم عيد الطفل العالمي هم بأشد الحاجة لوطنهم الذي يشهد ظروفا غاية بالصعوبة في الوقت الراهن .
وقد عبر الأطفال بمسرحياتهم عن الواقع الذي تعيشه الطفولة الأن في سوريا ، مجسدين مشاهد الخوف و الرعب ، كما تحدثوا عن جرح الأقصى خلال مسرحية حوارية جسدت فيها واحدة من الأطفال دور الشام الحزينة في حين جسدت ثانية دور الأقصى الجريح لترفع الأعلام في نهاية الحوار و الأمل بالنصر يحلق من حولهم .
و حضر الحفل عدد كبير من الأهالي السوريين الذين عبروا بدورهم عن فخرهم بما يقوم به أطفالهم حيث قدم الأطفال من خلال حفلهم رسالتهم للعالم ليثبتوا أنهم أطفال يستطيعون تقديم الكثير من التميز حتى و إن هجروا عن أرضهم عنوة و أبعدوا عنها .
و تحدت مدير المدرسة عن أهمية التعليم و مبدأ المدرسة الذي ينطلق من الكلمة العظيمة " اقرأ " ليتخذ منها قيمة أساسية من قيم التعليم و إرشاد الأطفال و توجيههم ، كما حضر الحفل السيد " محمد الشامي " ممثلا عن وزراه التربية و التعليم في الحكومة السورية المؤقتة .
والجدير بالذكر أنه بسبب امتنان السوريين للشعب التركي و حرصهم على شكره دائما ، فضل منظمو الحفل أن يكون هناك دمج لغوي بين العرب و الأتراك حيث تم ترجمة كلمة السيد مدير المدرسة للغة التركية و كذلك كلمة ممثل وزارة التربية ، إضافة لوجود فقرات مسرحية اتخذت من التركية لغة لها .
احتلت منظمات المجتمع المدني خط الدفاع الثاني في الثورة السوريا اذا ما اعتبرنا فصائل الجيش الحر هم الخط الأول فقد رعت هذه المنظمات امور أسرهم وتكفلت أبناء شهدائهم وعملت على إغاثة منكوبيهم، كما كان لها دور كبير في نشر الوعي الثوري من خلال الندوات العلمية والثقافية والمجلات الثورية التي اطلقتها في المجتمع .
كما ان لهذه المنظمات دور بارز في مساندة المجالس المحلية التي تعتبر السلطة المحلية في تنظيم وادراة المناطق المحررة فكانت هذه المنظمات والجمعيات رديف لهذه المجالس تنسق وتتعاون في ما بينها وبين المجالس المحلية كما ان هنالك علاقة تشاركية كما هو الحال في الحملة التي رعاها مجلس محافظة حلب الحرة والتي اطلقتها منظمة شباب الفرقان من خلال تقديم ادوات نظافة الى المجالس المحلية المقدمة من منظمة كومنكس تحت اسم "خليها نظيفة .
تنوعت الأعمال التي قامت بها هذه المنظمات فمنها من اختص برعاية الأيتام وكفالتهم ومنها من عمل في تأمين احتياجات ذوي الإحتياجات الخاصة بالإضافة الى الجمعيات التي اختصت بالجانب الإغاثي والطبي والى ما هنالك من حاجات متنوعة.
وبالتواصل مع المكتب القانوني بمجلس محافظة حلب الحرة ذكر لنا عدد المنظمات والجمعيات التي اعطى لها ترخيص من قبل المجلس حيث وصل الرقم الى " 105 " منظمة وجمعية في محافظة حلب تنوعت اختصاصاتها حسب الحاجة وقد صرح لنا السيد نائب رئيس منظمة شباب الفرقان السيد م . حسام أحمد عندما سألناه عن سبب ازدياد عدد هذه الجمعيات في ظل الثورة مع قلتها في زمن النظام ذكر لنا الأسباب التالية :
1- حاجة الماسة في الوقت الراهن نتيجة الحرب لوجود مثل هذه المنظمات .
2- التسهيلات التي يقدمها مجلس محافظة حلب الحرة من ترخيص هذه المنظمات والجمعيات وعدم وجود عائق " مخابراتي كما كان يفعل النظام .
يقع حي ديربعلبة في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة حمص على طريق مدينة سلمية. يقدّر تعداد السكان في دير بعلبة بحوالي 100 الف نسمة، وهذه أخر إحصائية من عام 2011، وهو أحد أكبر الأحياء في مدينة حمص وينقسن الى قسمين :
- القسم الأول::
ويتألف من أربع أحياء هي حي دير بعلبة الشمالي والجنوبي وحي البياضة وحي الكسارة.
- القسم الثاني::
أراضي دير بعلبة الزراعية وهي ممتدّة من المختارية شمالاً إلى قرية زيدل جنوباً، ومن طريق حماة والمحلَّق غرباً إلى السعن شرقاً. وكل قسم من الأراضي الزراعية له اسم متفرع كأراضي السقي والمريمدي والزهورية وغيرها.
التسمية::
يعتقد أنه سُمِّي بهذا الاسم لأنه كان في الماضي منطقة يعبد فيها الرومان الإله "بعقوتو أو بعل بعقوتو"، وبالرُّغم من أن اسمه دير إلا أن غالبية السكان حالياً من المسلمين السنة.
معالم الحي::
يوجد في دير بعلبة كلية الهندسة البترولية والكيميائية (التي تعتبر الثانية في الشرق الأوسط لهذا الاختصاص)، كما توجد فيها مدرسة حمزة الزراعية التي تبلغ مساحتها 45,000 متر مربع، وهي المدرسة الزراعية الوحيدة في حمص، وتُعلِّم مع التعليم الأساسي مادة الزراعة للأطفال وفيها معهد أبو بكر الصديق لتدريس الشريعة وتحفيظ القرآن.
الزراعة والصناعة::
واشتهر الحي بالزراعة والتجارة وصناعة البرغل الذي يوزع لاحياء حمص كافة، وهو الحي الوحيد في حمص لم يدخله الإقطاع نهائياً, فأهل الحي هم ملاك الأراضي، ومعظم أهالي دير بعلبة يعملون بالزراعة والتجارة.
التاريخ::
كانَ يُحسَب حسابٌ للحي في الانتخابات الرئاسية ورئاسة الوزراء والبرلمان في حمص ، أيام هاشم الأتاسي والسباعي لأن المنطقة الشرقية كلها كانت تحسب معها، وبعد السبعينيات، همٌشت أي في أيام حافظ الأسد، وكان لها نصيب من أحداث الثمانينات مع حماة، فقد ذاق الحي في تلك الفترة ويلاتٍ مشابهةً لما يحدث اليوم واعتقل العديد من أبنائه، ومنهم من تم إعدامهم والتنكيل بهم ومنهم من تم إطلاق سراحهم في سنة 2002، ومعظمهم ما زالوا بعداد المفقودين في السجون والمعتقلات منذ سنة 1982، وكل هذا بدون محاكمات، وكان الأمن العسكري من نفذ هذه الأحداث آنذاك.
وعند قدوم فجر الحرية وانطلاق ثورة الكرامة:
وفي سنة 2011 كان حي دير بعلبة الحمصي من أوائل الاحياء التي خرجت بمظاهرات ضد نظام الاسد في مدينة حمص ونصرة لدرعا، وكانت الاضخم وخرجت اول رصاصة من الحي على النظام فحوصر الحي وحاول اقتحامه مرات عديدة.
وكان اول اقتحام في 1 نيسان 2012 عندما رفض ثوار الحي مرور جيش الأسد بإتجاه حي الخالدية، فخاض ثورا الحي معركة العزة والكرامة لمدة 8 أيام في الدفاع عن احياء حمص كافة وبسبب قلة السلاح والذخيرة، تم تامين بعض العائلات والانسحاب الى حي البياضة، وقد صمد الثوار آنذاك لتاريخ دخول المراقبين العرب الى حي الخالدية، حيث توقفت قوات الأسد عن دخولها الحي أنداك وذلك بفضل صمود ثوار حي ديربعلبة والذي أوقفوا الرتل العسكري الكبير والذي كان يحتوي على ألاف الجنود ومدعومين بـ 80 الية عسكرية واكثر من 20 دبابة، بحسب شهادة من عقيد في الحرس الجمهوري انشق بعد الاقتحام، وكانت خسائر النظام كبيرة حيث قدر عدد القتلى بأكثر من 1800 قتيل وإعطاب 22 آلية.
وبعد الانسحاب ارتكبت قوات الأسد وشبيحته مجزرة كبيرة جدا راح ضحيتها اكثر من 500 شهيد عرف منهم 200 شهيد و300 شهيد قضو حرقا، واستشهد في الدفاع عن الحي والأحياء الثائرة اكثر من 40 من ثوار الحي، وشرد معظم الاهالي الى المزراع وريف حمص.
وفي شهر 7 من 2012 عاد ثوار الحي ليحرروا الحي مرة أخرى ويخوضو معارك ضد النظام في سبيل فك الحصار عن حمص وكانت جبهة حي ديربعلبة من اهم الجبهات لكونها بوابة حمص من الشرق، وفي 25-12-2012 انسحب الثوار مرة أخرى وكان السبب الرئيسي في كل الاقتحامات نقص الذخيرة والسلاح الثقيل وتخاذل قيادات ومجالس عسكرية لنصرة الحي، وتم ضرب الحي بقنابل عنقودية واسلحة محرمة دولياً، وبعدما انسحب الثوار وفي تاريخ 28-12-2012 دخلت الشبيحة ومرتزقة ايران وحزب الله الارهابي الحي وشبيحة الحازمية والارمن والزهراء والعباسية وغيرهم، حيث بدأوا بارتكاب افظع المجازر راح ضحيتها اكثر من 400 شهيد دفنوا في مقابر جماعية واكثر من 10 عوائل فقدت بكاملها الى تاريخ اليوم، وهجر اهالي الحي جميعا وتم نهب وسلب وحرق جميع ممتلكات الحي، وحرقت المساجد والمدارس، ودامت المجزرة حتى 1-1 2013 بحيث لم يتركوا أي اثر لمعالم الحياة في الحي.
فاق شهداء الحي الـ1600 شهيد واكثر 3 الف جريح واكثر 1500 مفقود بينهم نساء واطفال وشيوخ في غياهب السجون لم يعرف مصيرهم حتى الان، واهالي الحي معظمهم هجر الى المزارع القريبة ومناطق ريف حمص يعيشون تحت الخيام البسيطة وشح كبير في مواد التموينية واهمها حليب الاطفال والأدوية، الوضع صعب جدا مع قدوم فصل الشتاء، ومنهم من لجئ الى مخيمات دول الجوار.
وبعد تدمير الحي كلياً حوله النظام الى ثكنة عسكرية كبيرة واصبح مركز قصف على احياء حمص وطريق امدادات الشبيحة، وقد تم تجميع الاليات وحشدها في الحي لاقتحام الأحياء الثائرة، والان تقبع مدينة حمص كاملة ما عدا حي الوعر لسيطرة قوات الأسد بشكل كامل.
وبعد خروج ثوار الحي تابعوا قتالهم في جبهات ريف حمص وقدموا العديد من الشهداء وشاركوا في العديد من المعارك.
تختصر مأساة الطفل حافظ قصص جيل من أطفال سوريا ممن تشردوا بسبب الحرب التي لا تزال مشتعلة، فالجروح في جسد الطفل الصغير جراء تعذيب قوات النظام قد تندمل، لكن جراح التشرد وفقدان العائلة تبحث عن من يداويها.
لم يكن الطفل حافظ (12 عاما) من بلدة حيالين في ريف حماة الغربي، والذي أمضى معظم سنوات طفولته مشردا، لا بيت يأويه ولا أم تغمره بالحنان، يتوقع أن صوره وقصة تعذيبه ستتصدر مواقع التواصل الاجتماعي.
قصة الطفل حافظ يختصرها هو وكل من عرفه بكونه مشردا، وكان هذا التشرد مدخلا لاستغلاله وتشغيله من قبل أحد العاملين مع النظام السوري بمهنة تفكيك الألغام التي يزرعها الثوار، حيث عمل مساعدا لهذا الشخص، على الطريق العام بين بلدتي حيالين والسقيلبية.
يروي الطفل حافظ قصة تعذيبه عندما طلب منه هذا الشخص -وهو رجل مقعد على كرسي متحرك- ومن أبناء بلدته، أن يدفع كرسيه المتحرك، كي يقوم بقطع أسلاك الألغام التي وضعها الثوار على الطريق العام بين بلدتي حيالين والسقيلبية.
لكن الطفل قال للجزيرة نت إنه رفض هذا الطلب، واتهم هذا الشخص بأنه قام بإبلاغ حاجز الكرامة الواقع غربي بلدة حيالين عنه.يقول حافظ إنه وأثناء مروره من هذا الحاجز أمسك به عناصر النظام، وأبقوه لديهم ثلاثة أيام تعرض خلالها للتعذيب بطريقة وحشية.
مشاهد التعذيب
تحدث الطفل عن مشاهد تعذيبه، فيقول إن عناصر النظام انهالوا عليه بالضرب باستخدام سلك حديدي، ووصل بهم الأمر الى أن كبلوا يديه وقاموا بسحله على الطريق العام من حاجز الكرامة إلى مدينة السقيلبية مسافة تقارب 1.5 كم.
قال الطفل حافظ إن الجنود تركوه في الشارع العام، وأنه تمكن ورغم إصابته من الوصول إلى بلدة قلعة المضيق، حيث يوجد فيها مركز الرعاية الأولية، الذي قام باستقبال الطفل الذي وصلهم بحالة مأساوية وقام العاملون فيه بعلاجه.
يكمل الطفل كلامه، فيتحدث عن وضع عائلته التي تفككت عندما طلق والده أمه، ومنذ ذلك الوقت بات هو وأخوته مشردين في الشوارع دون رعاية.
مآسي الطفل حافظ لم تتوقف عند هذا الحد، فبعد تعرضه لهذه الحادثة بيوم، قتل أخوه الأصغر برصاصة طائشة في أحد الأعراس، ليفقد آخر فرد من عائلته كان بجواره.
وقام الأطباء بمعالجة جراح الطفل، إلا أن التعذيب الذي تعرض له ترك جروحا لن تندمل بمرور الوقت، خاصة أنه واحد من أطفال كثر تشردوا في ظل حرب لا تزال مشتعلة، حيث يبحث حافظ وأقرانه عن من ينقذهم.
حملة "وينن" حملة يتفق عليها المؤيدين للنظام و المعارضين للمطالبة بالكشف عن مصير معتقلين من الطرفين
في اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري، أطلق ناشطون معارضون للنظام حملة للسعي عن كشف مصير مفقودين خلال الثورة السورية والذين يرجح أنهم قيد الاعتقال لدى قوات النظام أو تنظيم "داعش" والذي قام باعتقالات عديدة بالمناطق التي يكثر وجوده فيها كالشمال السوري بشكل عام، وفي هذا السياق نشر الناشطون الكثير من الصور للمفقودين والتي تحمل الاسم وتاريخ الاختفاء مع ذكر وقائع الاختفاء لو كانت معروفة.
اللافت للنظر أن مجموعة من المؤيدين أطلقوا حملة بنفس التوقيت وبنفس الاسم يطالبون بها النظام للكشف عن مصير أبنائهم خصوصا بعد نشر صور لتحرير مطار الطبقة على يد تنظيم "داعش" ونشر أسماء أكثر من اثنان وخمسين ضابطا، إضافة لخسائر النظام على جبهة حي جوبر الدمشقي والتي كانت نتائجها مقتل أكثر من 250 عنصر من قوات النظام بيننهم سبع ضباط بتفجير أحد المباني التي كان يتحصن بها قوات الأمن والشبيحة.
وبينما يتمسك الأسد بكرسيه جاعلا من مؤيديه يدفعون الثمن كان الغضب واضحا على منشوراتهم حيث نشرت الصفحة الخاصة بالحملة للمؤيدين "أحمد الأحمد": أولاد الناس ليسوا دمى وليسوا للبيع والذبح، القائد الذي لا يستطيع حماية أبنائنا عليه التنحي كائنا من كان، كفانا ،كفى دماء وذبح ونفاق وخيانة ومزاودات، أعلم أن هناك الكثير سيتفاجأ بمقالي هذا...".
بينما يكتب آخر "نظامنا قذر وفاشل دمر البلد حرق الشجر والبشر، وهو من مهد لظهور داعش، ومكّن الإيراني والروسي، أما نحن فمعروفون بشعار الأسد أو نحرق البلد، و الأسد وحاشيته لا يبحثون إلا عن الكرسي والنهب و أولادنا للذبح"
فيما تعرض مطلق الحملة "مضر حسان خضور" للاعتقال من قبل المخابرات الجوية عشية 29-8-2014 بسبب إطلاقه حملة فتحت على النظام بابا من التساؤلات التي لم يكن يجرؤ أحد على فتحها.
ناهيك عن رفض النظام إجراء عمليات تبادل على محتجزي عدرا العمالية بالرغم من تنفيذ اعتصامات ولأول مرة بساحة الأمويين بالعاصمة دمشق للمطالبة بإيجاد حل لذلك ، في حين أعلنت كتائب الثوار في الغوطة الشرقية أنها تقبل بالتفاوض من أجل الوصول لكسر الحصار وإخراج معتقلين بسجون الأسد .