تقرير شام الاقتصادي 19-08-2023
شهدت الليرة السورية خلال افتتاح تعاملات سوق الصرف والعملات الأجنبية الرئيسية اليوم السبت تغيرات جديدة في قيمتها، وفقا لما رصدته شبكة شام الإخبارية نقلا عن مصادر مواقع اقتصادية متطابقة.
وقدر موقع "الليرة اليوم"، أن الليرة السورية سجلت مقابل الدولار في دمشق سعر للشراء 14500، وسعر 14700 للمبيع، وسجلت مقابل اليورو سعر 15768 للشراء، 15990 للمبيع.
ووصل في محافظة حلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 14600 للشراء، و 14800 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 15876 للشراء، و 16099 للمبيع.
وبلغ سعر الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في إدلب شمال غربي سوريا، سعر 15200 للشراء، و 15300 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 16529 للشراء، 16643 للمبيع.
وبحسب بيانات موقع "الليرة اليوم" فقد تراجع سعر الليرة السورية بنسبة 215 في المئة على أساس سنوي، في حين تراجعت بنسبة 31 في المئة على أساس شهري.
وقال "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة، في تقرير له مؤخرا إن الليرة السورية خسرت خلال العام الحالي، 51% من قيمتها، و69% خلال عام، و95% منذ أواخر 2019.
هذا وقدر صحفي اقتصادي موالي أن الليرة تراجعت بأكثر من 330% منذ أن تسلمت حكومة نظام الأسد الحالية مهامها، وأكد محللون أن التجار في سوريا يتداولون الدولار عند المبيع بزيادة تتراوح بين 10% إلى 20% عن سعر السوق السوداء، أي أن الدولار في التعاملات الفعلية بات يلامس 18 ألف للدولار.
ويذكر أن مصادر اقتصادية رجحت منذ مطلع شهر آب/ أغسطس الجاري، وصول سعر الدولار الأمريكي إلى 20 ألف ليرة سورية خلال الشهرين المقبلين، وقال خبير موالٍ إن الليرة السورية فقدت ما بين 60% إلى 70% من قيمتها مقابل العملات الأجنبية، خلال 10 أيام فقط.
في حين رفعت جمعية الصاغة والمجوهرات والأحجار الكريمة التابعة لنظام الأسد في دمشق سعر غرام الذهب بقيمة 30 ألف ليرة سورية، وذلك بعد أيام على استقرار سعر المعدن الأصفر.
وحسب نشرة الصاغة اليوم السبت فإن سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطاً سجل 765 ألف ليرة للمبيع و764 ألف ليرة للشراء، وارتفع سعر الليرة الذهبية عيار 21 إلى 6 ملايين و600 ألف ليرة سورية.
وكذلك سجل سعر الأونصة عيار 995 ارتفع إلى 28400000 ليرة سورية، ولا يتقيّد باعة الذهب في مناطق سيطرة النظام، بالتسعيرة الرسمية، إذ يلجؤون لأجرة الصياغة كآلية لزيادة سعر المبيع بما يتناسب مع تذبذب السعر العالمي للذهب والسعر المحلي للدولار، على مدار اليوم.
وتشدد جمعية الصاغة لدى النظام باستمرار على ضرورة الالتزام بالتسعيرة الصادرة عن الجمعية والمخالف يتعرّض للمساءلة القانونية وإغلاق المحل، وزعمت أن "يمكن مراجعة أي مديرية تموين في أي محافظة وتقديم شكوى أو مراجعة أي مركز للجمعية في أي محافظة"، وفق تعبيرها.
بالمقابل أعلن ما يسمى بـ"مصرف الإبداع للتمويل الأصغر"، لدى نظام الأسد عن قروض زعم أنها دعم الأسر والطلاب في تمويل احتياجاتهم التعليمية، حيث تستهدف قرض التعليم الجامعي إلى تمويل تكاليف التعليم الجامعي بما في ذلك مصاريف المشاريع ورسائل الماجستير والدكتوراه.
وقدر المصرف قيمة القروض تصل إلى 12 مليونا وتمتد مدة التسديد لـ 5 سنوات بفائدة سنوية تبلغ 18 في المئة، وصرح "أديب شرف"، الرئيس التنفيذي للمصرف، أن هذه القروض متاحة لجميع الأسر دون استثناء في جميع المحافظات، بهدف تقديم الدعم المالي لهم في تأمين المستلزمات التعليمية لأطفالهم وأبنائهم في مختلف المراحل العمرية.
وزعم أن عملية تحديد قيمة القرض ومدة التسديد والأقساط تتم وفقاً لدخل العائلة، مؤكداً أن الدخل لا يتم احتسابه فقط على أساس الراتب الشهري، بل يأخذ بعين الاعتبار جميع مصادر الدخل لأفراد الأسرة، وأضاف أنه سيتم تحديد عدد الكفلاء بناءً على دراسة للطلب.
وقالت مصادر اقتصادية محلية إنه منذ القرار الأخير بزيادة الرواتب في سوريا وأسعار السلع الاستهلاكية في ارتفاع مستمر، وهكذا فقد ارتفعت أسعار البزورات والموالح بنسبة كبيرة بلغت حوالي 100٪، وارتفع البن بدوره فتجاوز الكيلو الواحد الـ 100 ألف ليرة.
وبحسب عدد من أصحاب المحامص في دمشق فإن الإقبال على شراء هذه الأصناف بات ضعيفا جداً والشراء بات بالأوقية ونصف الأوقية بعد أن كانت الناس تشتري بالكيلو، وفق موقع إعلام تابع لنظام الأسد.
وبلغ سعر كيلو البزر (دوار القمر) 45 ألف ليرة سورية، بينما وصل سعر كيلو الفستق الحلو والمالح لـ 50 ألف ليرة سورية، والبزر الأبيض نوع أول وصل لـ 75 ألفاً، أما بزر الكوسا فقد سجل 100 ألف للكيلو.
بينما بلغ سعر كيلو البزر الأسود البلدي 60 ألف ليرة، وكيلو البزر الإيراني 65 ألفاً، وكيلو القضامة المغبرة والمالحة 35 ــ 40 ألفاً، أما الذرة المالحة فقد وصل الكيلو منها إلى 60 ألف ليرة.
ونقل الموقع عن أحد العاملين بمحمصة بدمشق، أن حركة البيع بالضعيفة والمعدومة أحياناً، وقد تنشط في الأعياد والمناسبات الخاصة، مضيفاً أن "معظم الناس تطلب البزر والفستق بـ 10 آلاف أو أكثر بقليل فمعظم الأسعار باتت لا تناسب ذوي الدخل المحدود".
إلى ذلك ارتفع سعر كيلو البن في أسواق دمشق وريفها، إذ سجل وسطي سعر كيلو البن 100 ألف ليرة سورية، ما يقدر بنصف راتب موظف حكومي وسطياً.
وتبدأ أسعار البن عند 90 ألف للكيلو في منطقة صحناياً مثلاً وصولاً لـ 110 ألف، وتصل لـ 120 ألف في جرمانا ومناطق عدة أخرى، وتزيد لـ 160 ألف في محال معينة بمنطقة المالكي والجسر الأبيض.
وأوضح بعض بائعي البن، أن كيلو القهوة أصبح عبئاً إضافياً على الأهالي وأن غالبية الزبائن تفضل شراء كمية قليلة منها حتى أقل من (وقية)، حيث يوجد كثير منهم يشتري بمبلغ 5 أو 10 آلاف فقط، وأن ارتفاع سعر كيلو القهوة يعود لتغير الأوضاع الاقتصادية وغلاء جميع المنتجات الغذائية.
وأردف آخرون أن سعر القهوة المعلبة أكثر غلاءً من بيعها في البزورية مثلاً، حيث وصل سعر نصف كيلو القهوة المعلبة من إحدى الشركات إلى 60 ألف ليرة سورية، وأن ما يؤثر على سعر القهوة اسمها ونوعها، أي يوجد أنواع منها تفرض سعرا قويا وتحظى بإقبال، لكن الوضع العام حالياً غير إيجابي.
هذا وقدرت مصادر موالية أن ارتفاع الألبسة شهد مستويات قياسية وذكرت أن أسعار اللباس الرسمي في مناطق سيطرة نظام الأسد وصلت مبالغ مالية كبيرة، حيث أن سعر البدلة الرسمية مع ربطة العنق تبلغ نحو مليون و 400 ألف ليرة وسعر الحذاء مايقارب نصف مليون ليرة سورية.
وشهدت الليرة السورية هبوطاً متسارعاً بقيمتها وسعر صرفها أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية خلال تعاملات الأيام والأسابيع القليلة الماضية، الأمر الذي طرح العديد من إشارات الاستفهام حول أسباب ذلك ومدى قدرة مصرف النظام المركزي على التدخل وفقاً للتقارير وحسب العديد من المحللين والخبراء الاقتصاديين.