قال المرشد الإيراني "علي خامنئي"، في أول بيان له عقب إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل حسن نصر الله في غارة على الضاحية الجنوبية يوم الجمعة، إن على إسرائيل أن تعرف أنها لا تستطيع إلحاق ضرر كبير بالبناء القوي لـ "حزب الله"
ولم يتطرق "خامنئي" في كلمته بشكل مباشر إلى إعلان مقتل نصر الله، لكنه قال إن "على المجرمين الصهاينة أن يعلموا أنهم صغار جدا ولا يستطيعون أن يلحقوا ضررا كبيرا بالبناء القوي لحزب الله في لبنان"،وأضاف أن "كل قوى المقاومة في المنطقة تقف إلى جانب حزب الله".
وذكر أن "مصير هذه المنطقة ستقرره قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله"، واعتبر أن "لبنان سيجعل العدو الغازي الشرير والمنبوذ يندم على أفعاله"، وأشار إلى أن "العصابة الإرهابية الحاكمة في النظام الصهيوني لم تتعلم درسا من حربها الإجرامية المستمرة منذ عام في غزة".
ولاحقاً، أعلن "حزب الله اللبناني" في بيان رسمي اليوم السبت 28 أيلول 2024، مقتل الأمين العام للحزب الإرهابي "حسن نصر الله"، وذلك بعد ساعات من إعلان "الجيش الإسرائيلي" خبر مقتله إلى جانب قادة آخرين بضربة جوية نفذت على مركز الحزب الرئيسي في الضاحية الجنوبية يوم أمس الجمعة.
وقال بيان الحزب: "سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيدًا عظيمًا قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا، ملتحقًا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء".
وأضاف: "لقد التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من ثلاثين عامًا، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفًا سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهي المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء، وصولًا إلى معركة الإسناد والبطولة دعمًا لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم".
وتابع البيانك "إنّنا نعزي صاحب العصر والزمان (عج) وولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله والمراجع العظام والمجاهدين والمؤمنين وأمة المقاومة وشعبنا اللبناني الصابر والمجاهد والأمة الإسلامية جمعاء وكافة الأحرار والمستضعفين في العالم، وعائلته الشريفة الصابرة، ونبارك لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه نيله أرفع الأوسمة الإلهية، وسام الإمام الحسين عليه السلام، محقّقًا أغلى أمانيه وأسمى مراتب الإيمان والعقيدة الخالصة، شهيدًا على طريق القدس وفلسطين، ونعزي ونبارك برفاقه الشهداء الذين التحقوا بموكبه الطاهر والمقدس إثر الغارة الصهيونية الغادرة على الضاحية الجنوبية".
وقال إنّ قيادة حزب الله "تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".
وكان أعلن "الجيش الإسرائيلي" في بيان له يوم السبت 28 أيلول 2024، رسمياً تصفية تصفية الأمين العام لحـ زب الله الإرهابي "حسن نصر الله"، وذلك بعد قرابة 12 ساعة من تنفيذ هجوم جوي عنيف على الضاحية الجنوبية قالت إنه طال مقر القيادة للحزب، في حين لم يصدر أي بيان رسمي عن الأخير يؤكد مقتل قائده أو ينفيه حتى لحظة نشر الخبر
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، إن تصفية "نصر الله" ليست نهاية القدرات والوسائل المتوفرة لدينا، معتبراً أن الرسالة واضحة سنصل إلى كل من يهدد مواطني إسرائيل، في وقت أعلن عن مقتل قائد جبهة الجنوب في حزب الله "علي كركي" وعدد آخر من القادة.
ولفت الجيش في بيانه إلى أن طائرات سلاح الجو أغارت بتوجيه استخباري دقيق لهيئة الاستخبارات المؤسسة الامنية على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية.
وقال إن الغارة "نفذت في الوقت الذي تواجدت قيادة حرب الله داخل المقر وقاموا بتنسيق أنشطة ارهابية ضد مواطني إسرائيل، معتبرة أنه خلال 32 سنة من قيادته لتنظيم حزب الله الأرهابي كان حسن نصرالله مسؤولًا عن قتل عدد كبير من المواطنين الإسرائيليين وجنود جيش الدفاع بالإضافة إلى تخطيط وتنفيذ الالاف من الأعمال الارهابية ضد دولة إسرائيل وفي أنحاء العالم".
وأضافت أن "نصر الله كان صاحب القرار الرئيسي في التنظيم وصاحب الكلمة الوحيدة والنهائية عن كل قرار استراتيجي اتخده حزب الله وفي بعض الأحيان عن قرارات تكتيكية أيضًا، وانضمت منظمة حزب الله الأرهابية وزعيمها حسن نصرالله في الثامن من أكتوبر إلى الحرب ضد دولة إسرائيل ومنذ ذلك الوقت واصل حزب الله هجماته ضد مواطني إسرائيل وجر دولة لبنان والمنطقة إلى التصعيد".
وكانت قالت القناة "12" الإخبارية الإسرائيلية، إن التقييم في إسرائيل يشير إلى أن نصر الله، "قُتل" في الغارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية، وعرضت القناة "12" عنوانا على الشاشة يقول: "التقييم في إسرائيل: نصر الله تم القضاء عليه". أما القناة الإسرائيلية "13" فكانت أكثر حذرا بعض الشيء، حيث ذكرت: "تفاؤل حذر في إسرائيل: الضربة على نصر الله نجحت"، وفقا لما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقطع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" زيارته إلى الولايات المتحدة حيث كان يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما نفذت إسرائيل ضربة على مقر نصرالله في بيروت.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، إن الولايات المتحدة لم تتلق إشعارا مسبقا بشأن ضربة إسرائيلية في بيروت، وإن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي بينما كانت العملية جارية.
وأحدثت الضربات المتتالية حفرا ضخمة يصل قطرها إلى خمسة أمتار في منطقة حارة حريك، وفق ما أفاد مصور وكالة فرانس برس الذي شاهد سيارات إسعاف تتحرك بكل الاتجاهات، في حين كانت لا تزال النيران مشتعلة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي قبيل ذلك أنه "نفذ ضربة دقيقة على المقر المركزي لمنظمة حزب الله الإرهابية في الضاحية"، وبثّت وسائل إعلام محلية مشاهد مباشرة أظهرت أعمدة دخان تتصاعد من مواقع عدة في الضاحية الجنوبية.
وتضاربت الأنباء بشأن مصير الأمين العام للجماعة اللبنانية، حسن نصر الله، مباشرة بعد تنفيذ إسرائيل لغارات جوية واسعة النطاق على المقر العسكري الرئيسي لحزب الله في بيروت، وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية أن الأمين العام لحزب الله كان هو المستهدف بالغارات الإسرائيلية.
وقال مسؤول أمني إيراني كبير لرويترز، الجمعة، إن طهران تتحقق من وضع زعيم حزب الله حسن نصر الله بعد غارة استهدفته في ضاحية بيروت الجنوبية، في وقت قالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن أمين عام حزب الله "بخير".
وأكد مصدر مقرب من "حزب الله" لوكالة "فرانس برس" أن أمينه العام حسن نصرالله "بخير" بعد الغارات الإسرائيلية التي سوت 6 أبنية في الضاحية الجنوبية بالأرض، ونقلت "رويترز" عن مصدر مقرب من جماعة حزب الله اللبنانية القول إن نصر الله "على قيد الحياة".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه ليس مؤكدا حتى الآن ما إذا كان نصر الله داخل مقر القيادة المركزي لحظة القصف، في حين ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن معلومات الاستخبارات أكدت أن نصر الله كان في المقر المستهدف لكن مصيره مجهول.
و"حسن نصر الله"، الأمين العام الثالث لحزب الله اللبناني، المتورط بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا على أساس طائفي، تولى منصبه يوم 16 فبراير/شباط 1992 خلفا للأمين العام السابق عباس موسوي، الذي اغتالته إسرائيل بإطلاق صاروخ على موكبه.
تلقى " نصر الله" تعليما دينيا في مراكز وحوزات شيعية في لبنان والعراق وإيران، ولقب بـ"سيد المقاومة"، نظرا للدور الذي قام به حزبه في تحرير جنوب لبنان عام 2000 من الاحتلال الإسرائيلي الذي استمر لمدة 22 عاما، ثم في مواجهة إسرائيل في حرب يوليو/تموز 2006.
كانت خطبه الحماسية وشخصيته القوية من العوامل التي أكسبته شعبية في العالمين العربي والإسلامي، وكانت كلماته تحظى بمتابعة واسعة واهتمام كبير، غير أن هذه الشعبية سرعان ما تدهورت بعد وقوف حزب الله إلى جانب النظام السوري في قمع الثورة السورية، التي اندلعت عام 2011 وطالبت بإسقاط بشار الأسد.
وشارك حزب الله -إلى جانب حركات مسلحة أخرى تدعمها إيران- في الحرب التي شنها النظام ضد الثوار في سوريا، وارتكب عناصره مجازر في كثير من البلدات والمدن السورية، وساهموا في موجة التهجير التي عانى منها ملايين السوريين، ومن ثم انهالت انتقادات كثيرة على الحزب وعلى قيادته، وخاصة حسن نصر الله.
عاد اسمه إلى واجهة الأحداث مع عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي تلاها عدوان إسرائيلي على قطاع غزة استمر شهورا وقتل فيه آلاف الشهداء.
فقد أعلن نصر الله عن فتح "جبهة في جنوب لبنان لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية"، وهي الجبهة التي قال في عدد من خطبه إنها لن تهدأ إلا بعد إنهاء الحرب على غزة، غير أن هذه المبادرة هي الأخرى تعرضت لانتقادات، واعتبر كثيرون أنها "لم تكن بالمستوى المطلوب"، وأنها ظلت تحت سقف محدود لم يرد الحزب تجاوزه.
ولد "حسن عبد الكريم نصر الله" في 31 أغسطس/آب 1960 في بلدة البازورية القريبة من مدينة صور في جنوب لبنان، والده عبد الكريم نصر الله ووالدته نهدية صفي الدين، وهو الابن البكر من بين ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات.
تزوج من فاطمة ياسين، وله منها خمسة أبناء هم: هادي وزينب ومحمد جواد ومحمد مهدي ومحمد علي، وقتل الجيش الإسرائيلي ابنه البكر هادي سنة 1997 في مواجهات في منطقة جبل الرفيع بجنوب لبنان، وبقي جثمانه محتجزا إلى أن تمت استعادته عام 1998 ضمن 40 جثة لشهداء لبنانيين وأسرى في عملية تبادل مع إسرائيل.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة "الكفاح" الخاصة في حي الكرنتينا بالضاحية الشرقية لبيروت، وهو أحد الأحياء الفقيرة والمهمشة، وتابع دراسته المتوسطة في مدرسة "الثانوية التربوية" في منطقة سن الفيل، وفق موقع "الجزيرة نت".
عادت عائلته إلى مسقط رأسه في بلدة البازورية عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، وفيها واصل تعليمه في المرحلة الثانوية، والتحق بالحوزة العلمية في مدينة النجف في العراق عام 1976 وكان عمره 16 عاما، وبدأ مرحلة الدراسة الدينية، وفيها تعرف على عباس موسوي -الذي أصبح لاحقا الأمين العام لحزب الله- وأشرف على تعليمه وتكوينه.
دفعته المضايقات التي تعرضت لها الحوزات الدينية في العراق عام 1978 من النظام العراقي إلى العودة إلى لبنان، والتحق بحوزة الإمام المنتظر في بعلبك، وهي مدرسة دينية أسسها الموسوي تعتمد نفس المناهج المتبعة في مدرسة النجف، وسافر في نهاية الثمانينات إلى إيران لمواصلة تعليمه الديني في مدينة قم، التي تعد ثاني أهم مركز ديني تعليمي للشيعة، ثم عاد بعد سنة إلى لبنان.
وجه أقارب ضباط وصف ضباط من الأمن والجيش التابع للنظام، مناشدة للفعاليات الدينية والاجتماعية وتجمع أحرار جبل العرب، بالإفراج عن أبنائهم المحتجزين منذ نحو ثلاثة أشهر في السويداء، في ظل تعنت سلطات النظام بعدم الإفراج عن معتقلين اثنين من أبناء المحافظة لقاء الإفراج عنهم.
ونقل موقع "السويداء 24" مناشدة أقارب المحتجزين في السويداء بالإفراج عن أبنائهم، وأشار أحد المصادر إلى مرور نحو ثلاثة أشهر على احتجازهم لدى تجمع أحرار جبل العرب وفصائل أخرى في السويداء، معتبراً أن السلطات لا تكترث لمصيرهم.
وبحسب مصادر السويداء 24، فإن المحتجزين هم الرائد علي السليمان، والملازم أول حسن الخضور، والرقيب عبد الرحمن اليونس، والمساعد ماجد محفوظ. وجرى احتجاز الأربعة في فترات متفرقة منذ تموز الماضي، رداً على استمرار اعتقال الأجهزة الأمنية للشيخ بهاء الشاعر، والشاب مرهف الحناني من أبناء السويداء.
ولفت الموقع إلى أن المفاوضات بين الفصائل التي تحتجز العناصر الأربعة والسلطات وصلت إلى طريق مسدود منذ أكثر من شهر، حيث ترفض الأجهزة الأمنية إطلاق سراح الشاعر والحناني، على الرغم من اعتقال الاثنين في حادثتين منفصلتين، وتأكيد عائلتيهما بعدم وجود أي مذكرات بحث جنائية ضدهما.
وقال مصدر في "تجمع أحرار جبل العرب"، الذي يقوده الشيخ سليمان عبد الباقي، إن تعنت السلطات بعدم إطلاق سراح الشيخ بهاء الشاعر والشاب مرهف الحناني هو ما يعقد القضية، مؤكداً أن احتجاز الضباط والعناصر هدفه الوحيد هو الإفراج عن المعتقلين.
وأضاف المصدر أن قضية اعتقال بهاء الشاعر التي جرت عن طريق عصابات أمنية وصفها بـ"فلول راجي فلحوط"، ثم تسليمه للأجهزة الأمنية وتلفيق التهم له، تؤكد أن هذه الأجهزة لم تتعظ من أحداث تموز 2022 والانتفاضة التي اقتلعت أخطر العصابات المدعومة من الأمن العسكري.
واعتبر المصدر أن رئيس جهاز الأمن الوطني اللواء كفاح الملحم هو المسؤول الأول عن إعادة إحياء نشاط هذه العصابات وانتهاكاتها، مؤكداً أن الأشخاص الذين خطفوا بهاء الشاعر متوارون عن الأنظار، ويتلقون دعماً وحماية أمنية.
وتوجه المصدر برسالة إلى أهالي الضباط المحتجزين الذين وردت مناشدات منهم إلى السويداء 24 بقوله: نحرص على سلامة المحتجزين لدينا، ونعتبرهم ضيوفاً إلى حين الإفراج عن أبنائنا المعتقلين.
وعادةً ما تلجأ الفصائل المحلية المناوئة للسلطات، مثل تجمع أحرار جبل العرب، إلى احتجاز ضباط وعناصر من الأجهزة الأمنية لمقايضتهم على معتقلين؛ وهذا ما نجح في مرات كثيرة، كان آخرها الطالب الجامعي داني عبيد والناشطة ريتا العقباني، لكن القضية الأخيرة تتعامل فيها السلطات بطريقة مختلفة حتى اليوم، وذلك بهدف "إرضاء العصابات الأمنية المرتبطة برئيس جهاز الأمن الوطني كفاح الملحم والداعمة لهم"، وفق المتحدث من الفصيل.
نشرت القنوات التلفزيونية لدى نظام الأسد، برامج ترفيهية تتعلق بالأزياء والموضة والتجميل والطبخ والسياحة في وقت احتلت شاشات ومواقع الأخبار تغطية استهداف المقر المركزي لميليشيات حزب الله وإعلان مصرع زعيمه "حسن نصرالله".
وأثارت هذه البرامج التي بثتها شاشات النظام السوري الرسمي والموالي الكثير من السخرية والتهكم، فيما تفسر بأنها في إطار خذلان نظام الأسد لمحور المقاومة والممانعة على الصعيدين العسكري والإعلامي.
في وقت عززت حالة التجاهل المتعمد نقمة بعض أنصار الحزب على شاكلة الممثل الموالي لنظام الأسد "معن عبد الحق"، وكذلك مدير قناة الإخبارية السورية سابقا "مضر إبراهيم".
ويأتي ذلك بسبب عدم تغطية خطابات حسن نصر الله قبل مصرعه، وصولاً إلى عدم الاهتمام حتى بنقل وتغطية الأحداث واستهداف مقر الحزب الإرهابي في الضاحية الجنوبية.
ورغم وصف نظام الأسد بأنه راعي المقاومة وأن سوريا هي جبهة إسناد، تعمق الصمت المدوي دون أن ينخرط النظام السوري بالمحور المزعوم، الذي بات يوصف من قبل حتى الموالين لهذا المحور بأنه خذلان غير مبرر وباتت نظيرات المحللين حول "الصبر الاستراتيجي" محط للسخرية.
ولأكثر من مرة، امتنع تلفزيون النظام السوري الرسمي عن بث كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، رغم تصاعد الصراع في غزة والمخاوف المتزايدة من توسع نطاق الحرب في الشرق الأوسط، بعد اغتيال قادة في "حزب الله" وحركة "حماس"، فيما غابت جبهة سوريا أيضاً في كلمة نصرالله الأخيرة.
وأكدت مصادر صحفية أن التجاهل الإعلامي لنصرالله من قبل إعلام نظام الأسد الذي يروج لنفسه صورة إعلامية ودعائية كقوة قيادية في "محور الممانعة"، يشكل موقفاً غير متوقع من النظام السوري، في نظر مواليه على الأقل.
وكان تحدث إعلاميون موالون في مواقع التواصل عن توجيهات من القيادة بعدم بث خطابات نصرالله، بهدف تحييد سوريا عن الانخراط في الحرب، لكن تلك السردية قوبلت بخطاب تخوين من الموالين الأكثر راديكالية، ممن يروجون لفكرة "السيادة الوطنية".
قالت وسائل إعلام تركية، إن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، شارك في اجتماع وزراء خارجية منصة "أستانة" بشأن سوريا في نيويورك، حضر الاجتماع أيضا وزيرا الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والروسي سيرغي لافروف.
وذكرت وزارة الخارجية التركية في منشور عبر "إكس"، السبت، أن فيدان شارك في الاجتماع، على هامش مشاركته في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وناقش الاجتماع وزراء خارجية الدول الضامنة الثلاث لمسار أستانة الوضع الأمني والسياسي والإنساني في سوريا.
ودعا المجتمعون إلى ضبط النفس بالمنطقة وخاصة لمنع الهجمات الإسرائيلية على لبنان من التسبب في دوامة إضافية من العنف في سوريا، وأكدوا على أهمية الحفاظ على الهدوء الميداني في سوريا بما في ذلك إدلب، وضرورة منع محاولات تنظيم "بي كي كي/واي بي جي" الإرهابي الانفصالي استغلال الأوضاع الراهنة.
وجدد فيدان دعم تركيا لتنشيط العملية السياسية في سوريا، وشدد على أهمية عملية أستانة في ضمان السلام والاستقرار بالبلاد، وأضاف فيدان أن الأمم المتحدة يجب أن تلعب دورا رائدا في حل النزاع في سوريا.
وفي يناير/كانون الثاني 2024 عقدت الجولة الـ 21 من اجتماعات "مسار أستانة" بشأن الملف السوري في العاصمة الكازاخية أستانة، بحضور وفود الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران، بجانب ممثلي النظام والمعارضة السوريين.
طلبت نقابة الأطباء لدى نظام الأسد، من الأطباء الراغبين بالتطوع من كافة الاختصاصات تسجيل أسمائهم في فرع النقابة المنتسبين إليه وسيتم التواصل معهم بحسب الحاجة لتقديم خدمات طبية في المشافي اللبنانية.
وأعلنت وكالة أنباء النظام "سانا"، إرسال مساعدات طبية تسلمتها الصحة اللبنانية عبر معبر جديدة يابوس، واعتبرت ذلك أنه "تنفيذاً لتوجيهات" رأس النظام الإرهابي بشار الأسد التي تنص على الوقوف إلى جانب لبنان.
وصرح مدير الإمداد في وزارة الصحة "محمد شما" أن القافلة تقدر حمولتها بـ 20 طناً، وتتضمن 42 مادة مطلوبة لا سيما في مجال الاستجابة الإسعافية، ومستهلكات طبية متنوعة منها صناديق طوارئ وحقائب إسعافية.
ويأتي ذلك رغم تدهور الأوضاع الصحية والقطاع الطبي بمناطق سيطرة النظام السوري، وصرحت مديرة الوقاية الصحية في وزارة الصحة اللبنانية "جويس حداد" أن الدعم الذي قدمته الصحة التابعة للنظام السوري مهمة وضرورية.
وحسب مسؤول لدى النظام بدمشق في حديثه لأحد المواقع الإعلامية الموالية أن "الأخوة اللبنانيون" في إشارة إلى "اللاجئين اللبنانيين" توزعوا على 3 فنادق بمنطقة السيدة زينب ومراكز إيواء الحرجلة والدوير ويبرود والنبك وداريا.
وتحدث عن تجهيز مراكز إيواء في كافة مناطق دمشق ويتم تقديم كافة الخدمات للاجئين الموجودين في تلك المراكز، وبلغ عدد اللاجئين اللبنانيين عبر المعابر الحدودية بحمص نحو 5948 لاجئاً بالإضافة إلى 3930 من السوريين.
وأعلن أمين سر اللجنة الفرعية للإغاثة لدى نظام الأسد بحمص "عدنان الناعسة"، بتوجيهات من محافظ حمص، التواصل بين المحافظة والهلال الأحمر والجمعيات الخيرية لتقدير الاحتياجات وتقديم المساعدة بشكل فوري للاجئين.
وزعم أن المجتمع المحلي في القصير والغور الغربية وبعض أحياء وقرى المحافظة قدم منازل لإيواء اللاجئين فيما استُقبل معظم النازحين لدى أقاربهم خصصت محافظة حمص 3 مدارس و4 مراكز في القصير وتلكلخ بريف حمص.
بالإضافة لتجهيز مركزين لاستقبال حالات الإيواء الجماعي في دير مار الياس والسيدة العذراء في ربلة بريف القصير، وتأمين المساعدات الإنسانية ومستلزمات الإغاثة من خلال حشد كافة الجهود لدى المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية.
وأعلن محافظ النظام بدمشق "محمد كريشاتي" تجهيز عدة حافلات لنقل اللاجئين اللبنانيين والمواطنين السوريين القادمين إلى دمشق وتم إرسال سيارات إسعاف تابعة لمديرية صحة دمشق والهلال الأحمر لتقديم الخدمات الطبية بالقرب من معبر جديدة يابوس.
كما تحدث عن تجهيز مركز استضافة بالتعاون مع الهلال الأحمر والأمانة السورية للتنمية وعدد من الجمعيات الخيرية بسعة 1200 شخص في مشروع دمر تتوفر به كافة التجهيزات اللوجستية والطبية والخدمية.
وكان عقد رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" يوم الثلاثاء 24 أيلول/ سبتمبر، اجتماعاً مع الحكومة الجديدة، وصرح بأنّ تزامن تشكيل الحكومة مع التصعيد في لبنان يجب أن يجعل العنوان الأساسي لها الوقوف مع لبنان قبل كل العناوين الأخرى.
انتقدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في بيان لها، العفو الذي أصدره الإرهابي "بشار الأسد"، قبل أيام، مؤكدة أنه "عفو فارغ جديد لن ينهي محنة آلاف السوريين المعتقلين"، لافتة إلى أن مراسيم العفو السابقة، لم تعالج أزمة المعتقلين المستمرة في سوريا، ما أعاق أي تقدم في الطريق نحو العدالة والمساءلة.
وقالت المنظمة في بيان لها، إن العفو يشبه المراسيم السابقة، إذ لا يشمل الأفراد المدانين بجرائم تشكل اعتداء خطيراً على المجتمع والدولة، ما يعني أنه يستثني آلاف المحتجزين لمعارضتهم السياسية أو نشاطهم السلمي.
وأكدت المنظمة أن العفو "بادرة سطحية مصممة لصرف الانتقادات الدولية"، كما يهدف إلى إعطاء مظهر الإصلاح مع إبقاء السيطرة عبر الخوف والقمع، بينما يشكل استبعاد المعتقلين السياسيين رسالة أن "لا عدالة أو رحمة لأولئك الذين تجرؤوا على تحدي الأسد".
وأشارت "العفو الدولية" إلى أن المرسوم الجديد يذكر عائلات المعتقلين والمفقودين بشكل قاس، برفض حكومة دمشق الاعتراف بانتهاكات الاحتجاز طيلة سنوات.
وكانت أعلنت وسائل إعلام رسمية تتبع لنظام الأسد، عن إصدار رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" المرسوم التشريعي رقم 27 لعام 2024 الذي يتضمن عفواً عاماً، وتبيّن أنه يضم استثناءات وثغرات واسعة علاوة على تكرار مثل هذه المراسيم المزعومة.
وينص المرسوم كما جرت العادة على "العفو" عن المنشقين عن قوات الأسد ما يطلق عليه نظام الأسد "جرائم الفرار الداخلي والخارجي"، وذلك بشرط أن يسلموا أنفسهم خلال مدة تتراوح بين 3 و4 أشهر.
ويزعم نظام الأسد بأن المرسوم يشمل الجنح والمخالفات، عدا بعض التي تشكل اعتداءً خطيراً على المجتمع والدولة، والرشوة وبعض جنح التزوير، والتعرض للآداب العامة، وبعض أنواع السرقة.
واستثنى أيضا بعض الجنح المنصوص عنها في قوانين ضابطة البناء والجرائم الاقتصادية وسرقة الكهرباء، واستعمال وسائل احتيالية للحصول على خدمات الاتصال وجنح قانون حماية المستهلك، والامتحانات العامة، والاعتداء على الحراج، والتعامل بغير الليرة.
واشترط في الجنح التي تتضمن اعتداءً على أموال الأشخاص تعويض المجني عليه، ولا يؤثر هذا العفو على دعوى الحق الشخصي، وتبقى هذه الدعوى من اختصاص المحكمة الواضعة يدها على دعوى الحق العام.
وفي سياق متصل قالت وزارة العدل في حكومة نظام الأسد إنه تنفيذاً لأحكام مرسوم العفو العام توجهت النيابات العامة في كل العدليات بالمحافظات إلى دور التوقيف لمباشرة إطلاق سراح المشمولين بأحكام هذا المرسوم وتطبيق بنوده كافة.
وكانت أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تقريراً بعنوان "تحليل لكافة مراسيم العفو التي أصدرها النظام السوري منذ آذار 2011 حتى تشرين الأول 2022"، ولفتت إلى أن كل "مراسيم العفو" أفرجت عن 7351 معتقلاً تعسفياً وما زال لدى النظام السوري قرابة 135 ألفاً و253 معتقلاً ومختفياً قسرياً، وكانت أصدرت تقريراً بعنوان "مرسوم العفو 36 لعام 2023 يستثني مجمل المعتقلين على خلفية سياسية".
وتشير التقارير الحقوقية أن المدة الزمنية القصيرة بين كل مرسوم عفو، تؤكد أن النظام السوري يسعى لترويج عملية إصداره للمراسيم المتعاقبة وترسيخ تضليله للرأي العام والمجتمع الدولي.
هذا وربطت التقارير تكرار عمليات إطلاق سراح بعض المعتقلين أيضا لتحقيق أهداف داخلية أخرى مرتبطة بحالة السجون المتهالكة لديه وتخفيف الضغط عليها عبر إطلاق سراح مزيدٍ من المجرمين أصحاب الجنايات دون أن يشمل معتقلي الثورة السورية.
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إنه مضي 9 سنوات على التدخل العسكري الروسي في سوريا، أصبح جلياً أن ذريعة روسيا المتمثلة حماية حليف استراتيجي، وتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، واستعادة دورها على الساحة الدولية لم يكن إلّا غطاءً لاغتيال حلم السوريين بالتغيير.
وأعلنت روسيا في 30 أيلول 2015 رسمياً تدخلها العسكري المباشر في سوريا لصالح نظام الأسد، معلنةً بذلك انتقالها من موقع الحامي السياسي للنظام إلى الحامي العسكري المباشر، ومتكفلةً بإنقاذه من السقوط والانهيار، وبعد مضي 9 سنوات على إعلانها التدخل المباشر، أثبتت روسيا أن حماية حليفها المتمثل بنظام الأسد، متذرعةً بمصالحها الجيوسياسية، يعلو فوق رغبة السوريين بالتغيير والحياة الكريمة، وأنها مستعدة للتدمير والقتل بلا حدود في سبيل تحقيق هذهِ الغاية، دون أن تكون معنية بأي قوانين دولية والتزامات أخلاقية.
واستخدمت روسيا قوتها العسكرية ضد السوريين بوحشية قل نظيرها في العصر الحالي، متبعةً سياسة الأرض المحروقة، ومتباهية بتحويل أجسادهم ومنازلهم إلى ساحة لاختبار أسلحتها والترويج لها، وقد كان لذلك تبعات كارثية على الصعيد الإنساني من حيث عدد الضحايا المرتفع والمجازر المرتكبة وعمليات التهجير القسري التي تعرض لها السوريون طوال السنوات الماضية، أما على الصعيد المادي فقد رسمت آلة الحرب الروسية دماراً هائلاً على الأرض السوريّة، وحولت المدن والبلدات والقرى السوريّة إلى أكوام من الركام من دون أصحابها وساكنيها الأصليين.
قتل ممنهج وسياسة الأرض المحروقة
سلبَ التدخل الروسي المباشر في سوريا خلال السنوات الـ 9 الماضية أرواح آلاف السوريين، وارتكبت الطائرات الروسية عشرات المجازر بحقهم، وتشير أرقام الدفاع المدني السوري، والتي تعتمد فقط على توثيقات فرق الاستجابة في المؤسسة حتى تاريخ 12 أيلول 2024 إلى مقتل 4073 مدنياً، وجرح 8431 مدني جراء 5751 هجوماً شنته روسيا ضد السوريين.
استجابت فرق الدفاع المدني السوري لما مجموعه 265 مجزرة ارتكبتها القوات الروسية منذ بدء تدخلها العسكري المباشر لصالح قوات النظام في 30 أيلول 2015، أدت تلك المجازر لمقتل 2,784 مدنياً بينهم 873 طفل و552 امرأة، وإصابة 3,442 آخرين، بينهم 884 طفل، و 753 امرأة. ارتكبت معظم المجازر خلال استهداف منازل المدنيين والأسواق والأماكن المكتظة، بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من المدنيين.
المرافق المستهدفة
دأبت روسيا على استهداف المرافق العامة والمؤسسات الخدمية والصحية والتعليمية على مدار 9 سنوات من تدخلها المباشر في سوريا لصالح نظام الأسد حيث تركزت الهجمات الروسية على مراكز المدن ومنازل المدنيين والمرافق الحيوية، بهدف تهجير المدنيين وتدمير كافة أشكال الحياة التي تدعم استقرارهم، واستهدف 3,838 هجوم منازل المدنيين أسفرت عن مقتل 3,221 مدنياً، بينهم 1,001 طفلاً و651 امرأة، تلتها الاستهدافات للأراضي الزراعية، 985 هجوم أسفرت عن مقتل 102 شخصاً، بينهم 27 طفل و14 امرأة، ثم الطرق 336 هجوم أسفرت عن مقتل 123 شخصاً، بينهم 22 طفل و10 نساء. من الجدير بالذكر أن الهجمات على الأسواق الشعبية كانت من الهجمات الأكثر دموية إذ استهدف 54 هجوماً الأسواق الشعبية المزدحمة، ممّا أسفر عن مقتل 356 شخص، من بينهم 78 طفل و53 امرأة.
كما استهدفت الهجمات الروسية على نحو ممنهج المرافق المدنية العامة والمنشآت الحيوية التي تنص كافة المواثيق الدولية على تحييدها في النزاعات، حيث تعرضت المشافي لما مجموعه 70 اعتداء أدت لخروج معظمها من الخدمة بعد تدمير المباني والمعدات، على الرغم من أن إحداثيات معظم هذه المواقع هي ضمن مناطق يجري بها فض الاشتباك بين الأمم المتحدة وروسيا، حيث أدت الاعتداءات على المشافي إلى مقتل 42 مدنياً وجرح 145 آخرين.
كما طال 73 هجوماً الغابات، و64 هجوماً مراكز وفرق الدفاع المدني السوري، و49 هجوماً المباني العامة، و 47 هجوماً المدارس. كما استهدفت الاعتداءات الروسية المساجد والمخابز ومخيمات النازحين وغيرها من المنشآت العامة والحيوية.
إذ بات القصف الروسي المباشر والمتعمد للمنشآت الحيوية بشكل عام ومزارع تربية الدواجن بشكل خاص يشكل خطراً على مقومات البقاء ومصادر دخل مئات الأسر في شمال غربي سوريا، ويؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية ويشكل خطراً كبيراً يهدد الثروة الحيوانية في شمال غربي سوريا، ووسيلة للضغط على العائلات التي لم يبق لها شيء بعد سنوات من الصراع، وإجبارهم على ترك أراضيهم هرباً من القصف ولتعزيز انعدام الأمن الغذائي، والاعتماد الكامل على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وثقت الدفاع المدني السوري خلال الأعوام الثلاثة الماضية 14 اعتداء على الأقل على مزارع تربية الدواجن في العديد من القرى في ريفي إدلب وحلب من أبرزها معرة مصرين و كفردريان والجديدة أدت لقتلى وجرحى بين المدنيين، و نفوق آلاف الدواجن.
أبرز الاعتداءات الروسية خلال السنة الـ 9 للتدخل المباشر
لم تغير روسيا من نهجها في السنة التاسعة من تدخلها المباشر في سوريا، واستمرت هجماةٍ قاتلة تقوضُ حياة السوريين، بعد أن حصرتهم حملات التهجير، والتي كانت روسيا راعيها الأول، في بقعة جغرافية ضيقة، وبدأت روسيا غاراتها خلال العام الـ 9 في الـ 6 تشرين الأول من العام الماضي حيث أدى قصفٌ جوي للطائرات الحربية الروسية استهدف بلدة بداما في ريف إدلب الغربي إلى إصابة 14 مدنياً بينهم 4 أطفال و 4 نساء، كما ارتكب الطيران الروسي مجزرة في الـ الـ 24 من الشهر نفسه إذ قتل 5 مدنيين وهم امرأتان شقيقتان إحداهما حامل وجدتهما وطفل لكل واحدةٍ منهما، وأصيب 5 مدنيين آخرين بينهم 3 أطفال أحدهم رضيع، ورجلان آخران مسنان، جراء غارات جوية روسية استهدفت مخيم "أهل سراقب" على أطراف بلدة الحمامة في ريف إدلب الغربي، وخلال العام الحالي استهدفت الطائرات الحربية الروسيّة بـ 4 غارات ورشة لتصنيع المفروشات على أطراف مدينة إدلب في الـ 29 شباط، وأدت الغارات إلى مقتل مدني وجرح 5 آخرين بينهم فتى، كما أدت الغارات إلى أضرار كبيرة في ممتلكات المدنيين، واستهدفت غارات جوية روسية أطراف قرية الحمامة بريف جسر الشغور غربي إدلب، قبيل منتصف ليل الـ 11 تموز الماضي بالتزامن مع تعرُضْ مدرسة الثانوية المهنية الخارجة عن الخدمة على أطراف مدينة جسر الشغور لغارات جوية مماثلة دون وقوع إصابات بين المدنيين.
أبرز الاعتداءات الروسية خلال عام 2023
عاود الطيران الحربي الروسي اعتداءاته في 26 أيار 2023 بعد توقفها منذ كانون الأول 2022، إذ شن ثلاث هجمات خلال شهر أيار، كما كثف الطيران الحربي الروسي غاراته في شهر حزيران حيث شن تسع هجمات تسببت بمقتل 11 رجل وإصابة 61 شخصا بجروح من بينهم عشرة أطفال.
كما استهدف الطيران الحربي الروسي مزرعة في قرية الناجية بريف جسر الشغور بريف إدلب الغربي بتاريخ 24 حزيران مما أسفر عن مقتل رجلين.
واستهدف الطيران الحربي الروسي سوقًا للخضار في مدينة جسر الشغور بريف إدلب بتاريخ 25 حزيران، مما أسفر عن مقتل تسعة رجال وإصابة 61 شخصاً، بينهم عشرة أطفال.
واستهدفت الطائرات الحربية الروسية منزلاً في مزرعة أبقار في قرية عين الشيب، بتاريخ 5 آب، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين (رجل وزوجته وابنهما) وإصابة ستة آخرين، بينهم امرأة.
وتعرضت محطة ضخ مياه شرب خارجة عن الخدمة على أطراف قرية عين شيب في ريف إدلب الغربي، لغارات جوية روسية بتاريخ 22 آب، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة خمسة آخرين بينهم طفلة وطفل وامرأة.
المتطوعون هدف للضربات المزدوجة الروسية
لقد جعل عمل الخوذ البيضاء الداعم للمجتمعات التي تتعرض للهجمات أهدافاً بالنسبة للقوات الروسية التي قصفت المراكز عشرات المرات واستهدفت الفرق أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني بإنقاذ المدنيين، ظهر بشكل جلي وواضح ماعرف بالضربات المزدوجة، عبر تكرار استهداف نفس المكان بغارة جوية ثانية بعد غارة أولى، بهدف قتل المنقذين والمسعفين الذين يهرعون للمكان.
استهدفت القوات الروسية بشكل مباشر فرق الدفاع المدني السوري أثناء عملهم على إنقاذ المدنيين، وقتلت 49 متطوعاً وجرحت 163 متطوعاً آخر منذ بدء تدخلها المباشر عام 2015، وقتل المتطوع "عبد اللطيف الضحيك" بتاريخ 30-9-2015 في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي في اليوم الأول من العدوان الروسي، بعد استهداف الأحياء السكنية للمرة الأولى بالطيران الحربي الروسي، كما تعرض أكثر من 59 مركزاً للهجوم، ما تسبب بدمارها بشكل جزئي أو كامل.
تضليلٌ ودعم سياسي إلى جانب القتل والتدمير
سبقَ التدخل الروسي المباشر في سوريا، دعمٌ سياسي مطلق لنظام الأسد في مواجهة السوريين بعد انطلاق الحراك السلمي في شهر آذار 2011، وظهر ذلك جلياً في استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن 17 مرة لصالح نظام الأسد، لتمنع بذلك اتخاذ أي قرار دولي يساهم أو يساعد في حماية المدنيين السوريين وفق القوانين الدولية، بل وامتد الدعم الروسي إلى مجاراة النظام في حملات التضليل، وتشويه الحقيقة لترتبط هذهِ السياسة لاحقاً بشكل وثيق بسياسة القتل والاستهداف الممنهج، وكانت المعلومات المضللة تهدف بشكل مباشر لتشويه صورة السوريين المنتفضين ومتطوعي الخوذ البيضاء ووصفهم بالإرهابين لتسهيل العملية اللاحقة وهي القتل، لتكون المعادلة "قتلنا إرهابيين"، وكان التضليل الإعلامي الروسي الموجّه بشكل خاص لمهاجمة الخوذ البيضاء على كافة المستويات، سواء كمؤسسة أو كأفراد، ومحاولة تشويه صورتها واتهامها بتنفيذ هجمات كيماوية أو فبركة هجمات كيماوية، أو فبركة عمليات الإنقاذ، بإطار محاولة تضليل الرأي العام والإساءة للقضية السورية ككل لكون استهداف الخوذ البيضاء هو جزء من حملة ممنهجة ضد مشروع التغيير في سوريا وأي جهة تعتبر جزء من هذا المشروع.
كما تمكنت روسيا من فرض حالة ابتزاز سياسي على الملف الإنساني وربطت استمرار المساعدات مقابل تنازلات هدفها دعم نظام الأسد ومحاولة تعويمه سياسياً، وتوفير غطاء أممي لاستخدام أموال الدول المانحة في إعادة إعمار مؤسسات نظام الأسد وسجونه تحت بند حزم التعافي المبكر، في تحايل واضح على العقوبات الدولية وشروط إعادة الإعمار مستغلة الظروف التي ظهرت بعد زلزال 6 شباط 2023 المدمر، والذي ضاعف الدمار في شمال غربي سوريا وفاقمَ الأزمة الإنسانية للسوريين بعد سنوات من المعاناة جراء حرب النظام وروسيا.
وجاء التوظيف السياسي الروسي لملف المساعدات الإنسانية مستفيداً من الوضع الدولي الراهن وغياب الجدية في التعاطي مع الملف السياسي في سوريا، ويشكل هذا التوظيف عامل تهديد للوضع الإنساني في شمال غربي سوريا ويفرض شللاً وحالة من العطالة على عمل المنظمات الإنسانية، وغياباً للاستقرار في تدفق المساعدات المنقذة للحياة بما يهدد حياة أكثر من 4 ملايين مدني نصفهم مهجرون.
إنّ ما قامت به روسيا على مدى سنوات من قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية وقصف المشافي والمدارس والأسواق هي جرائم حرب ويجب ألا تبقى دون حساب، وإنّ استمرار الصمت الدولي والأممي سيطلق يدها أكثر في مواصلة استهداف المدنيين وتهديد لحياة أكثر من 4 ملايين مدني في شمال غربي سوريا.
كان التدخل الروسي المباشر في سوريا نقطة فاصلة لها أثرها المدمر على مسعى السوريين بالحصول على حياة كريمة، وبل تأثير مدمر على سوريا نفسها، واليوم وبعد مضي 9 سنوات على ذلك التدخل أصبح جلياً أن ذريعة روسيا المتمثلة حماية حليف استراتيجي، وتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، واستعادة دورها على الساحة الدولية لم يكن إلّا غطاءً لاغتيال حلم السوريين بالتغيير، لكن السماح لروسيا بالوصول إلى مسعاها ما هو إلّا فتح باب لآخرين كي يحذو حذوها ويلقوا بالقوانين والالتزامات الدولية بعرض الحائط، وعليه فأن المجتمع الدولي مطالب بالوقوف أمام مسؤولياته وحماية المدنيين في سوريا، والسعي الجاد لمحاسبة مرتكبي الجرائم، عبر آليات واضحة للقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن والذي يفتح الباب لتحقيق العدالة للسوريين بعد أكثر من 13 عاماً من المأساة.
المصدر: مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"
نشرت وزارة "الخارجية والمغتربين" في حكومة نظام الأسد، بياناً أعربت فيه عن إدانة قصف المقر المركزي لميليشيات حزب الله الإرهابي في الضاحية الجنوبية لبيروت.
واعتبرت الوزارة في بيان لها يوم السبت 28 أيلول/ سبتمبر أن القصف الإسرائيلي هو "جريمة بحق الإنسانية" حيث استهدف أبنية سكنية يقطنها مدنيين أبرياء، وفق تعبيرها.
وذكرت أن إسرائيل تواصل "الحرب الوحشية" على دول المنطقة، في فلسطين ولبنان وسوريا، وذكرت أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت مربع سكني بالضاحية الجنوبية في بيروت.
وأضافت أن القصف الإسرائيلي "دمر عدداً من الأبنية فوق رؤوس ساكنيها من المدنيين الأبرياء" وشددت على إدانة هذه "الجرائم المتواصلة ضد الإنسانية" واعتبرتها أنها "تجر المنطقة برمتها نحو تصعيد خطير يصعب التنبؤ بنتائجه".
وحسب بيان خارجية نظام الأسد فإن الأخير يستنكر "صمت العالم أمام هول هذه الجرائم، والتي لم تشهد البشرية مثيلا لها منذ عقود، وتؤكد مجدداً على حق شعوب المنطقة بالدفاع عن نفسها في مواجهة هذا العدوان الإرهابي الإسرائيلي" وفق نص البيان.
وكانت أدانت وزارة خارجية النظام السوري، في بيان لها مؤخرا الغارات والضربات الإسرائيلية التي تطال مناطق سيطرة ميليشيا "حزب الله" في لبنان، واستنكرت "بأشد العبارات"، الهجوم الإسرائيلي الذي وصفته بـ "الوحشي الجبان" في جنوب لبنان.
ويذكر أن مع تكرار الغارات الإسرائيلية على مواقع ميليشيات حزب الله ومعقله في الضاحية الجنوبية حذرت خارجية الأسد في بيان، من "التبعات الخطيرة لهذا السعي الإسرائيلي إلى تصعيد الأوضاع وتوسيع دائرة العدوان في المنطقة، وفق تعبيرها.
أعلن "الجيش الإسرائيلي" في بيان له يوم السبت 28 أيلول 2024، رسمياً تصفية تصفية الأمين العام لحـ زب الله الإرهابي "حسن نصر الله"، وذلك بعد قرابة 12 ساعة من تنفيذ هجوم جوي عنيف على الضاحية الجنوبية قالت إنه طال مقر القيادة للحزب، في حين لم يصدر أي بيان رسمي عن الأخير يؤكد مقتل قائده أو ينفيه حتى لحظة نشر الخبر
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، إن تصفية "نصر الله" ليست نهاية القدرات والوسائل المتوفرة لدينا، معتبراً أن الرسالة واضحة سنصل إلى كل من يهدد مواطني إسرائيل، في وقت أعلن عن مقتل قائد جبهة الجنوب في حزب الله "علي كركي" وعدد آخر من القادة.
ولفت الجيش في بيانه إلى أن طائرات سلاح الجو أغارت بتوجيه استخباري دقيق لهيئة الاستخبارات المؤسسة الامنية على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية.
وقال إن الغارة "نفذت في الوقت الذي تواجدت قيادة حرب الله داخل المقر وقاموا بتنسيق أنشطة ارهابية ضد مواطني إسرائيل، معتبرة أنه خلال 32 سنة من قيادته لتنظيم حزب الله الأرهابي كان حسن نصرالله مسؤولًا عن قتل عدد كبير من المواطنين الإسرائيليين وجنود جيش الدفاع بالإضافة إلى تخطيط وتنفيذ الالاف من الأعمال الارهابية ضد دولة إسرائيل وفي أنحاء العالم".
وأضافت أن "نصر الله كان صاحب القرار الرئيسي في التنظيم وصاحب الكلمة الوحيدة والنهائية عن كل قرار استراتيجي اتخده حزب الله وفي بعض الأحيان عن قرارات تكتيكية أيضًا، وانضمت منظمة حزب الله الأرهابية وزعيمها حسن نصرالله في الثامن من أكتوبر إلى الحرب ضد دولة إسرائيل ومنذ ذلك الوقت واصل حزب الله هجماته ضد مواطني إسرائيل وجر دولة لبنان والمنطقة إلى التصعيد".
وكانت قالت القناة "12" الإخبارية الإسرائيلية، إن التقييم في إسرائيل يشير إلى أن نصر الله، "قُتل" في الغارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية، وعرضت القناة "12" عنوانا على الشاشة يقول: "التقييم في إسرائيل: نصر الله تم القضاء عليه". أما القناة الإسرائيلية "13" فكانت أكثر حذرا بعض الشيء، حيث ذكرت: "تفاؤل حذر في إسرائيل: الضربة على نصر الله نجحت"، وفقا لما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقطع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" زيارته إلى الولايات المتحدة حيث كان يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما نفذت إسرائيل ضربة على مقر نصرالله في بيروت.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، إن الولايات المتحدة لم تتلق إشعارا مسبقا بشأن ضربة إسرائيلية في بيروت، وإن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي بينما كانت العملية جارية.
وأحدثت الضربات المتتالية حفرا ضخمة يصل قطرها إلى خمسة أمتار في منطقة حارة حريك، وفق ما أفاد مصور وكالة فرانس برس الذي شاهد سيارات إسعاف تتحرك بكل الاتجاهات، في حين كانت لا تزال النيران مشتعلة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي قبيل ذلك أنه "نفذ ضربة دقيقة على المقر المركزي لمنظمة حزب الله الإرهابية في الضاحية"، وبثّت وسائل إعلام محلية مشاهد مباشرة أظهرت أعمدة دخان تتصاعد من مواقع عدة في الضاحية الجنوبية.
وتضاربت الأنباء بشأن مصير الأمين العام للجماعة اللبنانية، حسن نصر الله، مباشرة بعد تنفيذ إسرائيل لغارات جوية واسعة النطاق على المقر العسكري الرئيسي لحزب الله في بيروت، وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية أن الأمين العام لحزب الله كان هو المستهدف بالغارات الإسرائيلية.
وقال مسؤول أمني إيراني كبير لرويترز، الجمعة، إن طهران تتحقق من وضع زعيم حزب الله حسن نصر الله بعد غارة استهدفته في ضاحية بيروت الجنوبية، في وقت قالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن أمين عام حزب الله "بخير".
وأكد مصدر مقرب من "حزب الله" لوكالة "فرانس برس" أن أمينه العام حسن نصرالله "بخير" بعد الغارات الإسرائيلية التي سوت 6 أبنية في الضاحية الجنوبية بالأرض، ونقلت "رويترز" عن مصدر مقرب من جماعة حزب الله اللبنانية القول إن نصر الله "على قيد الحياة".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه ليس مؤكدا حتى الآن ما إذا كان نصر الله داخل مقر القيادة المركزي لحظة القصف، في حين ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن معلومات الاستخبارات أكدت أن نصر الله كان في المقر المستهدف لكن مصيره مجهول.
و"حسن نصر الله"، الأمين العام الثالث لحزب الله اللبناني، المتورط بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا على أساس طائفي، تولى منصبه يوم 16 فبراير/شباط 1992 خلفا للأمين العام السابق عباس موسوي، الذي اغتالته إسرائيل بإطلاق صاروخ على موكبه.
تلقى " نصر الله" تعليما دينيا في مراكز وحوزات شيعية في لبنان والعراق وإيران، ولقب بـ"سيد المقاومة"، نظرا للدور الذي قام به حزبه في تحرير جنوب لبنان عام 2000 من الاحتلال الإسرائيلي الذي استمر لمدة 22 عاما، ثم في مواجهة إسرائيل في حرب يوليو/تموز 2006.
كانت خطبه الحماسية وشخصيته القوية من العوامل التي أكسبته شعبية في العالمين العربي والإسلامي، وكانت كلماته تحظى بمتابعة واسعة واهتمام كبير، غير أن هذه الشعبية سرعان ما تدهورت بعد وقوف حزب الله إلى جانب النظام السوري في قمع الثورة السورية، التي اندلعت عام 2011 وطالبت بإسقاط بشار الأسد.
وشارك حزب الله -إلى جانب حركات مسلحة أخرى تدعمها إيران- في الحرب التي شنها النظام ضد الثوار في سوريا، وارتكب عناصره مجازر في كثير من البلدات والمدن السورية، وساهموا في موجة التهجير التي عانى منها ملايين السوريين، ومن ثم انهالت انتقادات كثيرة على الحزب وعلى قيادته، وخاصة حسن نصر الله.
عاد اسمه إلى واجهة الأحداث مع عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي تلاها عدوان إسرائيلي على قطاع غزة استمر شهورا وقتل فيه آلاف الشهداء.
فقد أعلن نصر الله عن فتح "جبهة في جنوب لبنان لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية"، وهي الجبهة التي قال في عدد من خطبه إنها لن تهدأ إلا بعد إنهاء الحرب على غزة، غير أن هذه المبادرة هي الأخرى تعرضت لانتقادات، واعتبر كثيرون أنها "لم تكن بالمستوى المطلوب"، وأنها ظلت تحت سقف محدود لم يرد الحزب تجاوزه.
ولد "حسن عبد الكريم نصر الله" في 31 أغسطس/آب 1960 في بلدة البازورية القريبة من مدينة صور في جنوب لبنان، والده عبد الكريم نصر الله ووالدته نهدية صفي الدين، وهو الابن البكر من بين ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات.
تزوج من فاطمة ياسين، وله منها خمسة أبناء هم: هادي وزينب ومحمد جواد ومحمد مهدي ومحمد علي، وقتل الجيش الإسرائيلي ابنه البكر هادي سنة 1997 في مواجهات في منطقة جبل الرفيع بجنوب لبنان، وبقي جثمانه محتجزا إلى أن تمت استعادته عام 1998 ضمن 40 جثة لشهداء لبنانيين وأسرى في عملية تبادل مع إسرائيل.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة "الكفاح" الخاصة في حي الكرنتينا بالضاحية الشرقية لبيروت، وهو أحد الأحياء الفقيرة والمهمشة، وتابع دراسته المتوسطة في مدرسة "الثانوية التربوية" في منطقة سن الفيل، وفق موقع "الجزيرة نت".
عادت عائلته إلى مسقط رأسه في بلدة البازورية عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، وفيها واصل تعليمه في المرحلة الثانوية، والتحق بالحوزة العلمية في مدينة النجف في العراق عام 1976 وكان عمره 16 عاما، وبدأ مرحلة الدراسة الدينية، وفيها تعرف على عباس موسوي -الذي أصبح لاحقا الأمين العام لحزب الله- وأشرف على تعليمه وتكوينه.
دفعته المضايقات التي تعرضت لها الحوزات الدينية في العراق عام 1978 من النظام العراقي إلى العودة إلى لبنان، والتحق بحوزة الإمام المنتظر في بعلبك، وهي مدرسة دينية أسسها الموسوي تعتمد نفس المناهج المتبعة في مدرسة النجف، وسافر في نهاية الثمانينات إلى إيران لمواصلة تعليمه الديني في مدينة قم، التي تعد ثاني أهم مركز ديني تعليمي للشيعة، ثم عاد بعد سنة إلى لبنان.
نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت 28 أيلول/ سبتمبر، بيانا أعلن فيه تصفية القيادي في حركة حماس الفلسطينية "أحمد محمد فهد"، بغارة إسرائيلية جنوب سوريا.
وقال الجيش في بيان رسمي، إن هاجمت طائرات حربية بتوجيهات استخباراتية من شعبة المخابرات وقيادة المنطقة الشمالية وقضت على رئيس البنية التحتية لحركة حماس في جنوب سوريا.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن "فهد" كان مسؤولا عن تنفيذ "عمليات إرهابية" ضد الجيش الإسرائيلي جنوب سوريا، بما في ذلك إطلاق نار على مسار شديد الانحدار باتجاه منطقة مرتفعات الجولان.
وأضاف، "تم القضاء على فهد بينما كان يخطط لتنفيذ خطة إرهابية أخرى في الإطار الزمني القريب"، وتوعد الجيش الإسرائيلي بمواصلة العمليات ضد قادة الحركة أينما كانوا يعملون.
وأكد "تجمع أحرار حوران"، سماع صوت انفجار هزّ محافظة القنيطرة ناجم عن استهداف الطيران الإسرائيلي لطائرة مسيرة كانت تحاول الدخول إلى عمق الجولان المحتل.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي 12 أيلول/ سبتمبر إن "طائرة تابعة لسلاح الجو، هاجمت منطقة القنيطرة بتوجيهات الفرقة 210، وقضت على المخرب أحمد الجبر، وهو في وحدة الجولان التابعة لتنظيم حزب الله في سوريا.
واستهدفت إسرائيل بغارات جوية وصواريخ مواقع لنظام الأسد وإيران بالعاصمة السورية دمشق ومحيطها 25 مرة خلال عام 2023، كل مرة فيها بغارتين على الأقل، طالت أهدافاً عسكرية لجيش النظام والميليشيات الإيرانية.
نشر المذيع في قناة الجزيرة القطرية، "جمال ريان" تغريدة عبر حسابه في منصة إكس، "حذفها لاحقا"، حملت تحريضاً ضد السوريين، حيث اتهمهم بالعمالة لإسرائيل، ما استدعى حملة إعلامية قادها نشطاء وحقوقيين لمحاسبته.
وحسب المذيع "احذروا من سوريين تضرروا بفعل تدخل حزب الله في سوريا، فهم عن صهينة أو بقصد الانتقام يبلغون الجانب الإسرائيلي معلومات عن أسماء قيادات في حزب الله بهدف تصفيتهم".
وتحت الضغط الإعلامي والردود التي استنكرت هذه الاتهامات بحق السوريين بتقديم معلومات حزب الله للاحتلال الاسرائيلي، حذف المذيع التغريدة، وبرز "ريان" كأحد الشخصيات الإعلامية المدافعة عن محور إيران، وكثيرا ما يطلق مصطلحات مستفزة.
ومن هذه المصطلحات وصفه الشامتين بما يحصل لحزب الله الإرهابي بأنهم "المتصهينين العرب" ويستميت المذيع المذكور بالدفاع عن إيران وأذرعها بالمنطقة، ويذكر أن الكثير من المتابعين أكدوا بأنه قام بحظرهم ردا على انتقاداتهم لمنشوراته المثيرة للجدل.
وقاد نشطاء سوريين حملة ضد المذكور وحمله الناشط "عمر مدنية"، المسؤولية عن تبعات هذا التحريض، وقال "أي اعتداء على اللاجئين السوريين في لبنان يتحمله جمال ريان، الذي اتهم جميع السوريين بأنهم يقومون بالإبلاغ عن اماكن تواجد قادة وعناصر حزب الله".
وقال المحامي "عبدالناصر حوشان"، إن "جمال ريان مذيع قناة الجزيرة و المقيم في قطر و ربما يحمل جنسيتها، يقوم بتحريض ميليشيات حزب اللات المصنفة على قوائم الإرهاب الدولية على السوريين بتهمة التجسس و رصد تحركات كبار مجرمي هذه الميليشيات لصالح الكيان الإسرائيلي".
وأضاف، أن "هذه الاتهامات الكاذبة ستؤدي حتما إلى أن يقوم هؤلاء المجرمون بارتكاب جرائم بحق السوريين في لبنان و هم أبرياء ومن هذه الجرائم جريمة القتل و جريمة الاعتقال التعسفي وجريمة التعذيب وهذه من الجرائم الجنائية الوصف".
وذكر أن استنادا للمواد 55 إلى 58 من القانون رقم (14) لسنة 1971 قانون العقوبات القطري نطلب من سفارة الائتلاف في قطر الادعاء إلى النائب العام في قطر ضد جمال ريان بجرم التحريض على القتل و الاعتقال التعسفي والتعذيب.
هذا ويعرف عن المذيع الذي تباهى كونه "أحد قادة الرأي في التعبير عن الشعوب العربية والإسلامية" بأنه متلون في رأيه ومسترزق و يهاجم بكل صفافة خضومه، وبرز ذلك خلال المقاطعة الخليجية لقطر حيث كتب الكثير من التغريدات المسيئة للقيم والأخلاق وصولا إلى دفاعه المستميت عن ميليشيات حزب الله معتبرا أنها من ركائز محور المقاومة والممانعة.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد من الشخصيات الإعلامية المثيرة للجدل اتخذت موقف مماثل داعم لميليشيات "حزب الله" اللبناني الإرهابي، وطلبت عدم الشماتة والفرح بما يحصل من تصعيد إسرائيلي ضده في لبنان، وبررت ذلك للحفاظ على ما يسمى بـ"وحدة الساحات" ودعم "جبهات الإسناد" في "محور المقاومة" المزعوم.
تتواصل الغارات الإسرائيلية العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان دون توقف منذ يوم أمس حتى اليوم السبت، حيث لا تزال أعمدة الدخان تتصاعد في سماء المنطقة إثر استهداف مكثف لمقرات حزب الله الإرهابي في حارة حريك. وجاءت هذه الضربات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أن الهدف الرئيسي كان زعيم الحزب، المجرم حسن نصرالله، وقادة آخرين.
حتى الآن، لا يزال الغموض يلف مصير المجرم نصرالله، في وقت تجنب فيه حزب الله الإشارة إلى حالته في بياناته الثلاثة الصادرة خلال الساعات الماضية، مكتفيًا بنفي الأنباء المتداولة حول الهجوم. الحزب أكد في بياناته أن "كل التصريحات بشأن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لا صحة لها"، دون أن يوضح ماهية هذه التصريحات، مما زاد من حالة الترقب والتكهنات حول مصير نصرالله.
الحزب نفى أيضًا وجود أسلحة أو ذخائر في الأبنية التي استهدفتها إسرائيل، وأعلن مسؤوليته عن إطلاق صواريخ باتجاه "صفد ومستعمرة كرمئيل ومستعمرة ساعر"، ردًا على الهجمات.
في هذا السياق، يرى المحللون أن أي ضرر جسيم يتعرض له نصرالله، سواءً بالاغتيال أو الإعاقة، سيشكل ضربة قاصمة لحزب الله المدعوم إيرانيًا، خاصة وأن الحزب يواجه تحديات أمنية كبيرة بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي أودت بحياة عدد من قياداته البارزة. ويشير محللون إلى أن استبدال نصرالله في هذا الوقت تحديدًا سيكون أمرًا بالغ الصعوبة، في ظل تزايد الضغوط الداخلية والخارجية على الحزب.
من جانبه، صرح مسؤول إسرائيلي بارز يوم أمس أن الغارة على حارة حريك كانت تهدف إلى استهداف قادة رفيعي المستوى في الحزب، وعند سؤاله عما إذا كان نصرالله قد قُتل في الهجوم، أجاب: "أعتقد أنه من المبكر قول ذلك... في بعض الأحيان يخفون الحقيقة عندما ننجح".
وفي مقابل هذه التصريحات، أكد مصدر مقرب من حزب الله لعدد من الوسائل الإعلامية أن نصرالله بخير، دون الخوض في تفاصيل إضافية حول مكان تواجده وقت الهجوم، مما يزيد من الغموض حول الوضع الحقيقي في داخل المربع الأمني الذي يضم مقر قيادة الحزب.
وتأتي هذه الهجمات ضمن سلسلة من التصعيدات الإسرائيلية على مختلف المناطق اللبنانية، وخاصة في الجنوب والبقاع، وسط قصف مكثف يستهدف مواقع الحزب والبنية التحتية للبلاد. ويعتقد العديد من المراقبين أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الهجمات إلى تغيير قواعد الاشتباك على الأرض، في محاولة لفرض معادلة جديدة بعد التوتر الذي بدأ في الثامن من أكتوبر، والذي اعتبره حزب الله "إسنادًا لجبهة غزة".
وقد أعرب دبلوماسيون غربيون عن قلقهم إزاء تصاعد حدة الهجمات، محذرين من أن استمرار هذه العمليات الجوية قد يكون مقدمة لاجتياح بري واسع، مما ينذر بمزيد من التدهور في الوضع الأمني.
يبقى مصير نصرالله معلقًا في ظل استمرار الضربات الجوية، فيما تتزايد المخاوف من تطور الأوضاع إلى مواجهات أكثر عنفًا، في وقت يبدو فيه أن كل الخطوط الحمراء قد تم تجاوزها.