الائتلاف يشيد بكسر الحصار عن حلب و هيئة المفاوضات تعتبره "فاتحة خير" على الثورة
أشاد الائتلاف الوطني بالانتصارات المتلاحقة التي يحققها الثوار في مدينة حلب، و التي توجت بكسر الحصار المفروض على المدينة وتحطيم خطط النظام وحلفائه الرامية إلى قتل السكان وتهجيرهم وإفراغ أحياء المدينة من أهلها.
و اعتبر الائتلاف ، في بيان صادر عنه ، أن هذا الانتصار رسالة حاسمة وواضحة، يجب أن يفهمها نظام الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون من جهة، إضافة إلى بقية أطراف المجتمع الدولي الذي وقف متفرجاً على وابل من صواريخ روسيا المدمرة وبراميل الأسد المتفجرة وهي تتساقط فوق بيوت المدنيين في مختلف أنحاء سورية.
وقدم الائتلاف التهنئة للشعب السوري، مؤكداً أن انتصارات الثوار دليل على أن إرادة الشعب السوري لن تنكسر، وأن أهداف هذه الثورة المباركة ستتحقق، ولن يجدي الحل العسكري الإجرامي برغم كل سلاح روسيا وإيران وإجرام النظام في تحقيق أهدافه، ولن ينجح في ثني إرادة شعب أراد الحياة.
فيما قدم المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب تحية اجلال واكبار للفصائل التي نجحت في توحيد الصف وجمع الكلمة وكسر الحصار، وفق ما قاله على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مؤكدا أن فك الحصار عن حلب فاتحة خير للثورة.
أما العميد أسعد الزعبي رئيس وفد المفاوضات قال في تغريدات له على توتير أن "انقلب السحر على القاتل واصبحت قوات الأسد والميليشيات الموالية له محاصرة وليس لديهم طريق للأمداد سوى من الجهة الشمالية"، مضيفاً أن " الروس فقدو هيبتهم في حلب، بينما فقد حزب الله و إيران المئات من القتلى، التي قتلت دفاعا عن كرسي بشار الأسد".
شنت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها هجوما جديدا على مدينة داريا المحاصرة من المحور الجنوبي للمدينة، حيث دُعمت القوات المهاجمة بآليات عسكرية عدة بينها كاسحة ألغام روسية، وترافق الهجوم مع قصف عنيف بكافة أنواع الأسلحة.
وشهدت المنطقة اشتباكات عنيفة جدا، وأعلن لواء شهداء الإسلام عن تمكن عناصره خلالها من إحراق كاسحة ألغام روسية، بالرغم من وجود دبابات بصحبتها.
كما وأعلن اللواء أيضا عن قتل وجرح العديد من عناصر الأسد، وبذلك أفشل الثوار هجوما جديدا للأسد على المدينة.
وكما أسلفنا فإن الهجوم على المدينة ترافق مع قصف همجي وعشوائي، حيث ألقت مروحيات الأسد ما يقارب 30 برميلا متفجرا، ما أحدث دمارا ماديا كبيرا، كما وتم استهداف منازل المدنيين بالعديد من قذائف الهاون والمدفعية.
والجدير بالذكر أن مدينة داريا تتعرض لهجمات برية وجوية يومية من قبل نظام الأسد على خلفية محاولات الأخير للسيطرة على المدينة، ويحاول الثوار التصدي للقوات المهاجمة بالإمكانات البسيطة المتوفرة لديهم، حيث لا تزال لهم القدرة على إيقاف الدبابات والمدرعات بالأسلحة الفردية والخفيفة.
عانى آلاف المدنيين في مدينة حلب لأيام لم تطل كثيراً، حصاراً خانقاً من قبل قوات الأسد وحلفائها من مختلف الجنسيات والتشكيلات بعد تمنكها من السيطرة على طريق الكاستيلو المنفذ الوحيد للمدينة، وسط قصف جوي مكثف أسال دماء المئات من المدنيين في شوارع حلب المحاصرة.
أيام أو أسابيع قليلة مرت على المدنيين ولا منفذ لهم ولا ملجأ وسط تهديدات مستمرة وأكاذيب إعلامية روسية عن فتح طرق آمنة لخروج المدنيين والمسلحين وعفو من رئيس هو من حاصرهم بدباباته وقتل أبنائهم وشردهم بطائراته، وعلى الرغم من القصف اليومي المتواصل إلا أن المدنيين في حلب أثبتوا للعالم أجمع أنهم متمسكين بأرضهم وبلدهم ووطنهم وأحيائهم على الرغم من القصف والقتل والتجويع الذي استعدوا لهم نفسياً وعيونهم تترقب الثوار في خارج المدينة وعلى مشارفها لفك الحصار عنهم.
هذه النظرة وهذا التفاؤل بالنصر وثباتهم في أحيائهم وعدم السعي للاستسلام لنظام الأسد ومصالحه، أتت أكلها وأعطت ثمارها اليوم، بفرحة لا توصف، فتحولت دموع الحزم لفرح وبدأت المآذن تهلل وتكبر فرحاً بالنصر مع توالي الانفجارات على أطراف حلب وهم يسمعون زئير الثوار وعزيمتهم التي لا تلين مستبشرين بنصر أتى وفك عن الألاف الحصار وأعاد لهم حريتهم المسلوبة، قبل أن يحل بحلب الجوع وينخر جسمها المرض، لاسيما أن مشافيها ومدارسها وكل مخازنها قصفت.
واليوم يحق لمدينة حلب أن تحتفل بنصرها الذي طال انتظاره لأسابيع وعيون الثوار تتطلع لفتح آخر واستمرار للعمليات بمرحلة رابعة وخامسة وسادسة حتى تطهير كامل مدينة حلب من رجس من دمرها وسعى في تدمير بنيانها وتحوليها لركام بعد أن كانت مقصد السياح وكل من يبحث عن الحضارة والرقي والتجارة، يحق لحلب أن تفرح اليوم وهي من عانت أكثر من سبعة أشهر تحت القصف الروسي العنيف، سلت فيها دماء المئات من أبنائها ومع ذلك صمدت حلب وانتصرت بصمودها.
تمكن الثوار من مختلف الفصائل بعد معارك عنيفة جدا استمرت عدة أيام مع قوات الأسد وميليشياته من فك الحصار الخانق الذي فرضه نظام الأسد على المدينة بعد سيطرته على طريق الكاستيلو.
وأتت عملية فك الحصار بعد هجوم بري شنه الثوار عقب قيام أحد عناصر جبهة فتح الشام بتنفيذ عملية استشهادية استهدفت معاقل قوات الأسد في حي الراموسة، حيث ساهمت الاستشهادية بتمكن ثوار جيش الفتح من التقدم والسيطرة على عدة نقاط في الحي، ولا سيما دوار وكازية وفرن الراموسة، لتنهار بعدها قوات الأسد بشكل كامل، ويلوذ العناصر بالفرار.
والتقى الثوار القادمين من خارج حلب بالثوار المحاصرين في الداخل، فيما لا يزالوا يخوضون معارك عنيفة جدا لتثبيت النقاط المحررة والتوسع في المنطقة، علما أنهم كانوا يوم أمس تمكنوا من السيطرة على كلية المدفعية في الراموسة باستثناء نقطة الفنية الجوية.
وكان الثوار قبل أسبوع قد أعلنوا عن بدء معركة لفك الحصار عن مدينة حلب انطلاقا من مواقعهم في المحاور الجنوبية للمدينة، حيث سيطروا على نقاط هامة في طريقهم لفك الحصار كمدرسة الحكمة وتلال المحبة وأحد ومؤتة وكتيبة الصواريخ وقرية الشرفة.
وأتى اتخاذ قرار فتح طريق لمدينة حلب من المحور الجنوبي بعدما فرض نظام الأسد حصارا خانقا على أحياء المدينة بسيطرته على طريق الكاستيلو على إثر هجوم شنه بدعم جوي روسي وبدعم من العشرات من الميليشيات الشيعية والإيرانية.
استهدف الطيران الحربي الروسي ظهر اليوم، مشفى طبي في بلدة ملس بسهل الروج في الريف الغربي لمحافظة إدلب، بشكل مباشر، أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي الروسي استهدف بصواريخ شديدة الانفجار المشفى بشكل مباشر، أوقعت أكثر من خمسة شهداء من المراجعين وحرس المشفى، إضافة للعشرات من الجرحى، ودمار كبير في المشفى، ضمن سياسة الطيران الروسي في تدمير المشافي الطبية والمشآة الحيوية والخدمية في المناطق المحررة.
وكانت البوارج الروسية استهدفت بصاروخ بالستي من البحر المتوسط مدينة سرمين بريف إدلب، سقط بالقرب من المشفى الطبي ومركز المعالجة الفيزيائية في المدينة، ما تسبب بتضررهما وخروجهما عن الخدمة.
نفت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" اكمال سيطرتها على مدينة منبج ، بعد أن انتشر أنباء عن ذلك في وقت سابق، في معظم وكالات الأنباء العالمية.
و قال شرفان درويش ، المتحدث باسم مجلس العسكري في منبج و ريفها أحد التشكيلات المنضوية في "قسد"، أن المعارك لا تزال متسمرة وبشكل عنيف، وأضاف أنه المصدر الرسمي الوحيد والمخول بإعلان "التحرير"..
و تدور معارك متواصلة في مدينة منبج التي تتقاسم السيطرة عليها كل من تنظيم الدولة و "قسد" المدعوم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي حققت تقدم كبير خلال المعركة التي انطلقت في حزيران الفائت و التي سيطروا من خلالها على مساحات شاسعة من ريف منبج ، و أدخلوا تنظيم الدولة في حصار في مدينة منبج و بعض النقاط في محيطها.
لم يكن لحصار حلب في ١٧ الشهر الفائت ، حدثاً عادياً و هو الذي يحدث للمرة الأولى منذ انطلاق الثورة في عام ٢٠١١ ، و ترك آثاره على الشعب السوري بأسره ، وسط مخاوف من عودة رؤية مشاهد الجوع و الموت في حلب التي تحتضن أكثر من ٣٠٠ ألف مدني ، كما حدث في مضايا و بقين و المعضمية و داريا و ... و... .
عمليات إشغالية
وقبيل انطلاق ملحمة حلب الكبرى في ٣١ تموز ، كانت المحاولات مستمرة من قبل الثوار المتواجدين في الجزء المحاصر لفك الحصار ، و لكن كانت تسير وفق خطة عدم إراحة قوات الأسد و حلفاءه و استمرار الاشغال على مبدأ العمليات النوعية سواء على جبهة الكاستلو ، الذي يعتبر الشريان المغذي لحلب و الذي بقطعه حوصرت حلب ، أو على الجبهات الأخرى باتجاه المناطق المحتلة .
الأخذ بالأسباب و من أهمها السرية
في الوقت الذي استطاع فيه ثوار حلب المحاصرين من تأمين الإشغال المطلوب ، كانت الفصائل في خارج الحصار تتحضر لـ"الملحمة" الأكبر في تاريخ الثورة السورية ، سواء من جهة الكم و الكيف ، حيث سُجل حضور كافة الفصائل في المعركة و الذين وقفوا جنب إلى جنب في مشهد لم تألفه الثورة السورية منذ خمس سنوات ، إضافة لحشد كافة الامكانيات، وفق مبدأ "الأخذ بالأسباب كافة"، و من بين الأسباب التي تم الأخذ بها و التي كانت مفصلية هي السرية التامة .
رسالة "قوة"
و كان انطلاق المعركة من حيث التوقيت مفاجأة، و إن كانت المفاجأة الأكبر هي الجبهة التي اختير الانطلاق منها ، حيث اعتبرها البعض "انتحار" في حين رأى فيها البعض الآخر أنها رسالة قوية للعالم أجمع أن أي مخطط لن يمر إلا بقبول أهل الأرض الذين سيقاتلون و يخوضون أصعب المعارك.
الجميع وقف ضدها وحتى "التحالف الدولي"
و نشرت بالأمس شبكة "شام" الإخبارية تقريراً مبنياً على مصادر متطابقة حول مشاركة واضحة من طيران التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، بفعالية ضد الثوار خلال معارك ملحمة حلب التي تدور رحاها.
وأكدت مصادر خاصة أنه يوجد يقين شبه تام أن التحالف شارك بما لا يقل عن ١٠
ضربات جوية قوية جداً ومركزة، بشكل يستحيل أن يحققه طيران العدو الروسي، و بطبيعة الحال طيران الأسد.
و حددت المصادر أن الاستهداف الأول كان يوم انطلاق ملحمة حلب الكبرى، في ٣١ الشهر الفائت، حيث تم استهداف نقطة للتجمع قبل انطلاق المعركة بساعة ، باستخدام خمسة صواريخ دفعة واحدة و أحدثت دمار هائل لم يحدث من قبل .
وبالنسبة للاستهداف الثاني كان في اليوم التالي للملحمة، في ١- ٨ – ٢٠١٦، حيث تم استهداف الآليات الثقيلة للثوار مما أدى لإفشال معركة الضاحية، شددت المصادر على أن الآليات تعود لفصائل الجيش الحر، كما تم استهداف سيارة مفخخفة.
كما و تم تسجيل قصف من قبل طائرات التحالف و بلغ عددها أربعة يوم أمس في مساكن ١٠٧٠ ، حيث تم استهداف خطوط الجبهات الملاصقة لمناطق الاشتباك بشكل كبير ، وهو نوع من القصف لم يحدث بشكل مطلق الأمر الذي يرجح مصدر القصف هو طائرات التحالف التي تختص بهذا النوع من القصف.
مساندة من الجميع و على رأسهم "الأطفال"
و لعل من ميزات ملحمة حلب الكبرى تتمثل في حجم المشاركة و الدعم الشعبي و الذي تجلى بأبهى صورة من خلال الأطفال ، الذين لعبوا دوراً خاصاً بهم ، بعد تكفلهم بعمليات حرق الإطارات لتأمين غطاء من سحب الدخان لمنع أو التخفيف من حضور سلاح الجو في معركة كهذه.
المسير خلال أسبوع "اليوم الأول"
وقبل أسبوع كامل بدأ الثوار بالزحف باتجاه حلب وبدأت المعركة الكبرى ضمن المرحلة الأولى من معركة فك الحصار، جغرافياً تمتد على طول أكثر من 20 كيلو متر تمتد من محاور السابقية بريف حلب الجنوبي حتى مدرسة الحكمة ومعمل البرغل في الأجزاء الجنوبية الغربية من المدينة.
المرحلة الأولى التي كانت مفصلية و أمنت الروح المعنويات و التمهيد الميداني للمراحل التي تلتها ، حيث تمكن الثوار فيها ، و خلال الساعات الأولى من المعركة من السيطرة على أكبر معاقل الأسد في المنطقة والتي كانت السد الحصين الأول في وجه الثوار، وهي مدرسة الحكمة الاستراتيجية بعد أن استهدفتها جبهة فتح الشام بعمليتين استشهاديتين، لتبدأ قلاع الأسد في المنطقة بالسقوط تباعاً على طول خط الجبهة ابتداء من تلة مؤتة، فتلة أحد، ومن ثم تلة الجمعيات، تبعتها تلة السيرياتيل، فقرية العامرية، وكتيبة الصواريخ ،و سواتر السابقية، قتل خلالها العشرات من عناصر الأسد وتسببت الضربة الأولى بمفاجأة كبيرة لم يتوقعها نظام الأسد.
المسير خلال أسبوع "اليوم الثاني"
وفي اليوم الثاني تمكن الثوار من تحقيق تقدم جديد، تمثل بالسيطرة على معمل الزيت والبناء الأحمر وسواتر السابقية ومشروع 1070 شقة، ليغدو الثوار على أطراف حي الحمدانية وتبدأ فلولهم في الأكاديمية العسكرية ومعمل البرغل تتلقى الضربات الموجعة، بعد دخولهم في نطاق مرمى نيران الثوار، وسط محاولات لقوات الأسد للصمود فيها، واستعادة ما سيطر عليه الثوار إلا أنهم تكبدوا خسائر كبيرة.
المسير خلال أسبوع "اليومين الثالث و الرابع "
وفي ثالث ورابع أيام المعركة، و التي تزامنت مع سقوط مروحية للعدو الروسي في ريف ادلب و مقتل خمسة جنود روس، شهدت جبهات ملحمة حلب الكبرى، نوعاً من الفتور واقتصرت الاشتباكات على معارك كر وفر وسط قصف جوي وصاروخي عنيف من كل المحاور، أحرق المنطقة بشكل لا يوصف، اضطر الثوار للتراجع عن بعض النقاط بينها تلة الجمعيات ونقاط على جبهة السابقية ليعيد الثوار في اليوم التالي السيطرة عليها وتكبيد قوات الأسد خسائر جديدة.
المسير خلال أسبوع "اليوم الخامس"
تلا ذلك بدء المرحلة الثانية من المعركة التي بدأت على جبهات معمل البرغل والأكادية حيث تمكن الثوار من تحقيق ضربات نوعية في المواقع المذكورة والتي تمثل السد الحصين لقوات الأسد من الجهة الغربية للمدينة، حيث مازالت محاولات الثوار مستمرة للسيطرة على هذه المواقع والتي عززتها قوات الأسد بالدبابات والمدافع لأن سقوطها قد يشكل خطراً كبيراً على مواقعها في الأحياء الغربية، تضمنها أيضاَ معارك على جبهة حي الراموسة والعامرية فجر خلالها الثوار نفق أرضي تحت مواقع قوات الأسد وتمكن الثوار من التقدم في عدة أحياء داخل حي الراموسة.
المسير خلال أسبوع "اليوم السادس"
وبالأمس في يوم الجمعة بدأت المرحلة الثالثة من معركة فك الحصار بهجوم كبير على جبهة كلية المدفعية في الراموسة، بدأت بعملية استشهادية لجبهة فتح الشام كسرت الخطوط الدفاعية الأولى ليتقدم الثوار خلال أقل من ساعة داخل كتيبة التسليح وكلية البيانات ومبنى الضباط وأول مستودع للذخيرة، تلاها عملية استشهادية ثانية استهدفت كلية المدفعية، دارت على اثرها اشتباكات عنيفة طوال ساعات الليل مكنت الثوار من السيطرة على غالبية الأبنية التي كانت تتحصن فيها قوات الأسد التي انسحبت إلى الفنية الجوية والتي تعتبر آخر معقل لقوات الأسد في كلية مدفعية الراموسة.
وفي حال تمكن الثوار من السيطرة على الفنية الجوية ستفتح أمامهم المجال للتقدم باتجاه ما تبقى من مواقع لقوات الأسد في حي الراموسة ودخول الأحياء المحررة لمدينة حلب وبالتالي فك الحصار بشكل كامل عن الأحياء المحاصرة في الجهة الشرقية من المدينة، وقد يتبعها عمليات تحرير جديدة لمعمل الاسمنت ووحدات المياه شرقي الراموسة في منطقة الشيخ سعيد، إضافة لنية الثوار الاستمرار في المعركة حتى تحرير كامل مدينة حلب.
قامت قوات أمن سجن السويداء المركزي وعناصر اللجان الشعبية يوم أمس بإطلاق النار الحي بشكل مباشر على السجناء والمعتقلين، ما خلف عشرات الجرحى بينهم حالات خطير، مع ورود تأكيدات عن سقوط شهداء بينهم.
حيث قبل عدة أيام نفذ السجناء اعتصاما سلمياً داخل غرف السجن، احتجاجاً على محاولة تنفيذ أحكام بالإعدام، صادرة عن محكمة الميدان العسكرية بدمشق بحق 4 معتقلين، على خلفية مشاركتهم بالتظاهرات السلمية التي انطلقت في العام 2011, وذلك دون مواجهتهم بأي أدلة، أو السماح لهم بتوكيل محام، أو تقديم دفاع، أو تقديم طعن في الأحكام الغيابية التي صدرت بحقهم، من قبل المحكمة المذكورة أعلاه. علماً أن محكمة الميدان العسكرية محكمة استثنائية تنعدم فيها ضمانات وشروط المحاكمات العادلة.
وعلى الرغم من أن الهدوء كان قد عاد الى سجن السويداء بعد تأكيدات ضباط الشرطة في السجن، على موافقتهم للنظر في مطالب المعتقلين، وإعطائهم تطمينات على حياتهم، حيث أكد المعتقلون في سجن السويداء المركزي على عدالة مطالبهم القانونية، والتزامهم التام بالحفاظ على الممتلكات العامة، وعدم التعرض لأيٍ من عناصر السجن، على الرغم من قيام الأجهزة الأمنية بإطلاق الرصاص الحي، والقنابل المسيلة للدموع عليهم، مما أدى لسقوط عشرات الضحايا منهم.
وقد ناشد المعتقلون، هيئات الأمم المتحدة، والصليب الأحمر الدولي، والضمير الإنساني، بالتدخل من أجل منع ارتكاب مجزرة بحقهم، يبدوا أن النظام السوري قد خطط لها بشكل مسبق، من أجل صرف الأنظار عن مجريات الأحداث التي تشهدها محافظة السويداء، وحالة الغضب التي تسود أبنائها، بسبب ارتكاب جرائم قتل، من قبل منتسبي الأجهزة الأمنية وبحمايتها، طالت شباب عزل. كما ناشد المعتقلون أهالي السويداء من أجل التحرك الفوري لمنع المجزرة وعدم السماح بارتكاب مجزرة بحق أبناء بلدهم العزل للتغطية على الأحداث وحالة الفلتان الأمني التي تعاني منها المحافظة.
صعد الطيران الحربي الروسي من قصفه لمدينة سراقب في الآونة الأخيرة بشكل عنيف، لاسيما بعد سقوط الطائرة المروحية الروسية قبل أسبوع في الريف الشرقي لمدينة سراقب ومقتل خمسة طيارين روس كانوا على متنها، ظناً أن الطيارين باتوا بحوزة المنطقة الأقرب لسقوطها وهي سراقب.
وبعد سقوط الطائرة بأقل من ساعة بدأ الحربي الروسي باستهداف مدينة سراقب بعشرات الغارات الجوية، شارك في القصف الطيران المروحي لقوات الأسد الذي قام بإلقاء براميل محملة بغاز الكلور السام، أسفر عن عشرات حالات الاختناق بين المدنيين، تلاه قصف عنيف من الطيران الحربي استهدف جميع مرافق المدينة وأحيائها.
وبالأمس شن الطيران الحربي الروسي 28 غارة جوية بالصواريخ والقنابل العنقودية استهدفت المدينة وأطرافها، خلفت شهيد وعدد من الجرحى، قبل ان يعاود استهدافها ليلاً بأكثر من 14 غارة بالصواريخ الفراغية خلفت العديد من الجرحى ودمار في البنى السكنية.
وكانت إدارة الدفاع المدني في المدينة حذرت المدنيين من تواصل القصف الروسي على المدينة، وطالب الأهالي بالتزام الملاجئ الحصينة أو مغادرة المدينة بالشكل العاجل تجنباً لأي مجازر قد ترتكبها الطائرات الروسية بحق المدنيين العزل، وهذا ما لاقى استجابة سريعة من الأهالي وإليه يعزوا قلة الخسائر البشرية بالأمس رغم ضراوة القصف بأكثر من 40 غارة جوية.
وحذر ناشطون في إدلب من استمرار القصف الروسي على مدينة سراقب، الأمر الذي قد يتسبب بكارثة إنسانية كبيرة إذ بدأت العائلات تفرغ المدينة بشكل كامل وتنتقل للمناطق الريفية المجاورة، ما يجعل ألاف العائلات دون مأوى هرباً من قصف الطيران الروسي.
حاول مفتي الأسد ، أحمد بدر الدين حسون، أن يخفف من آثار انهيار ضباط و عناصر الأسد و المليشيات الطائفية في حلب ، بعد الهجوم الكبير الذي شنه الثوار على مواقعه على أهم مركز لهم في حلب ، حاول أن يخفف من حجم الخسائر ، مؤكداً لهم أن "النصر سيكون حليفهم" لأنهم "مع الله".
و قال حسون في رسالة صوتية ، لفضائية الأسد و كذلك اتصال مع مدير مكتب قناة العالم الايرانية في دمشق حسين مرتضى، أن "فرحةالنصرالتيكانتبالأمسفيبنيزيداعادهاالجيشاليومفيجنوبغربحلب"، في الوقت الذي كانت فيه قوات الأسد تتقهقر أمام ضربات الثوار و يخسر كليات المدفعية و التسليح و عدد كبير من النقاط و تتقلص المسافة الفاصلة بين الثوار و المحاصرين في الأجزاء المحررة في حلب.
و انتشر تسجيل حسون بين صفوف بقايا موالوا الأسد في حلب ، و الذي تضمن دعاء شبه فيه قوات الأسد بأنهم "أهل بدر"، كما تضمن التسجيل حديث أحد ضباط الأسد الذي وعد بـ"الانتصار" في حين أنه كان داخل غرفة لايعرف مكانها ، و كل ما قاله أنه على خط الجبهة في ١٠٧٠ شقة.
و كرر حسون كلان الإرهابي بشار الأسد ستكون مقبرة لـ"الإرهابيين" ، معتبراً وجود "حسين مرتضى" فأل خير و نصر .. !؟.
و في حديث آخر مع فضائية الأسد واصل حسون دفاعه المستميت و مشاركته في إخفاء الخسائر التي منيت بها قوات الأسد و حشد الميلشيات التي تدعمه .و قال "يا أبناء الرقة ويا أبناء إدلب ويا أبناء سوريا النشامى الأبطال أنا الآن لا أناشدكم ولا أرجوكم بل أستصرخ ضمائركم، وللأصدقاء الروس وحزب الله وكل الشرفاء الذين جاؤوا من أنحاء العالم..".
وتابع: "أقولها للكل.. إن الذين جاؤوا من سوريا اليوم من خارج سوريا إنما جاؤوا يدافعون عن شرفهم وقيمهم وإنسانيتهم ودينهم".
في المقابل بثت فصائل جيش الفتح صوراً و تسجيلات تظهر النقاط التي تم السيطرة عليها ، يوم أمس، في كتيبة المدفعة ضمن المرحلة الثالثة لفك الحصار عن مدينة حلب، والتي تبين المساحة الكبيرة لكتيبة المدفعية وسيطرة الثوار على عدة مواقع ومباني داخلها والسيطرة على أسلحة وذخائر، إضافة لقتلى قوات الأسد، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة في الفنية الجوية التي تعتبر آخر معاقل قوات الأسد والتي إن تمكن الثوار من إحكام السيطرة عليها ، سيتم فك الحصار عن مدينة حلب بشكل كامل .
نشرت فصائل جيش الفتح صورا تظهر جانب من النقاط التي تم السيطرة عليها أمس الجمعة في كتيبة المدفعية في الراموسة ضمن المرحلة الثالثة لفك الحصار عن مدينة حلب، والتي تبين المساحة الكبيرة لكتيبة المدفعية وسيطرة الثوار على عدة مواقع ومباني داخلها والسيطرة على أسلحة وذخائر.
كما ونشرت صورا تظهر قتلى قوات الأسد في أرض المعركة، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة في الفنية الجوية التي تعتبر آخر معاقل قوات الأسد، والتي تمُكّن الثوار من إحكام السيطرة على أكبر كتيبة مدفعية في المنطقة، وفك الحصار عن مدينة حلب بشكل كامل في حال تمت السيطرة.
شنت قوات الأمن وميليشيا الدفاع الوطني هجوما على سجن السويداء المركزي، حيث لا يسمع في أرجاء السجن سوى إطلاق الرصاص الحي، وسط استهداف المعتقلين بالغازات المسيلة للدموع.
وأكد ناشطون على أن احد المعتقلين الغاضبين استشهد جراء إطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر، وهو من أبناء بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي، بالإضافة لإصابة عدد من الأشخاص بجروح بينهم معتقل من بلدة الديرخبية بالغوطة الغربية بريف دمشق.
ومن المرجح أن يرتفع عدد الشهداء والجرحى في السجن، إذ لا يوجد تواصل مستمر مع المعتقلين، كما أن قوات الأسد قامت بتقطيع أوصال السجن عبر إطلاق النار الكثيف، تمهيدا للدخول إلى الأجنحة وغرف المعتقلين.
ويناشد ناشطون كافة الفصائل في الجنوب لضرب معاقل قوات الأسد في ريف السويداء لإجبار قوات الأمن على الرجوع عن خيار اقتحام السجن.
وكان ناشطون قالوا أن المعتقلين في سجن السويداء المركزي يوم أمس قاموا بالاحتجاج على الاعتداءات المستمرة من قبل ضباط وعناصر الأمن التابعين للأسد، حيث اقتحم ضباط وعناصر من خارج السجن بعض غرف السجن وقاموا بتفتيش السجناء ومقتنياتهم بطريقة مستفزة، ترافقت مع بعض الإهانات ومحاولات الاعتداء على السجناء، مما أدى إلى تفجر الأمور داخل كل غرف السجن استنكارا لهذه الاستفزازات ومحاولة من السجناء للخروج من غرفهم لرد الاعتداء.
وأدى الأمر حينها لانسحاب الضباط والعناصر القادمين من خارج السجن وتحول المعتقلين إلى حالة من التوتر والاستنفار والترقب لاقتحام قوات حفظ النظام، إلا أن إدارة السجن تعهدت للمعتقلين ألا يتدخل أحد من الخارج على أن يهدؤوا، وزار السجن رئيس فرع الأمن السياسي في السويداء وتحدث إلى المعتقلين واستمع لشكواهم، وتم التعهد بعدم تكرار الحادثة.