يواصل نظام الأسد قصف الأحياء السكنية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة بشكل جنوني بكافة أنواع الأسلحة وبشكل عنيف، موقعا شهداء وجرحى في صفوف المدنيين ومحدِثا دمارا مادية كبيرا.
ووثق ناشطون ارتقاء شهيدين في بلدة كفربطنا جراء قيام قوات الأسد باستهداف السوق الشعبي في البلدة بقذائف المدفعية صباح اليوم الأحد.
وتتعرض مدينة حرستا لأعنف حملة قصف من قبل نظام الأسد، حيث سجل ناشطون قيام الطائرات الحربية باستهداف المدينة وأطرافها بحوالي 25 غارة جوية، تزامنت مع قصف عنيف جدا بأكثر من مئة قذيفة "هاون ومدفعية وصاروخية"، كما تم استهداف المدينة بصواريخ محملة بالقنابل العنقودية.
كما أغارت الطائرات الحربية على أطراف مدينة دوما ومدينة عربين وبلدتي مسرابا ومديرا، ما أدى لحدوث أضرار مادية كبيرة، وسقوط شهداء وجرحى، إذ عملت فرق الدفاع المدني على انتشال الشهداء وإسعاف الجرحى نحو النقاط الطبية.
وتعرضت مدن وبلدات دوما وسقبا وعربين وأوتايا والزريقية والبلالية والنشابية وبيت نايم وحوض الصالحية لقصف مدفعي وصاروخي، ما أدى لسقوط جرحى في بعض المناطق المستهدفة.
وتعاني الغوطة الشرقية من نقص حاد في الكوادر والمعدات الطبية والأدوية، بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه نظام الأسد على المنطقة منذ عدة أعوام، وهذا ما يفاقم المأساة ويزيد من مرارة الحصار.
وتأتي حملة القصف في ظل تواصل الاشتباكات بين الثوار وقوات الأسد على محاور إدارة المركبات، حيث حاولت قوات الأسد استعادة ما خسرته في معركة "بأنهم ظلموا"، ما دفع الثوار للرد على قصف منازل المدنيين والهجمات بشن هجمات معاكسة على الجبهات، في الوقت الذي لا تزال فيه المعارك متواصلة وعلى أشدها.
تشتد حدة القصف الجوي والصاروخي ضمن عمليات التمهيد التي تتبعها قوات الأسد للتقدم على حساب الثوار بريف إدلب الجنوبي ضمن سياسة الأرض المحروقة، وسط اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة على جبهة قرية الخوين لاتزال مستمرة.
وقالت مصادر ميدانية إن مقتلة كبيرة أمنيت بها قوات الأسد خلال محاولة تقدمها من تل مرق على قرية الخوين بريف إدلب الجنوبي، بعد أن حرقت المنطقة بشكل كامل بالمدفعية والصواريخ والطائرات الحربية والمروحية، تلا ذلك تقدم قواتها لأطراف القرية حيث وقعت بعدة كمائن للثوار، خلفت عشرات القتلى والجرحى بينهم ضابط برتبة عقيد، كما تمكنت الفصائل من تدمير عربة مصفحة وعدة سيارات.
وتتواصل الاشتباكات بشكل عنيف على عدة محاور على مشارف القرية، وسط قصف جوي وصاروخي عنيف تتعرض له، مع عمليات كر وفر ومحاولات قوات الأسد سحب جثث قتلاها من المزارع والأحياء التي دخلت إليها صباح اليوم.
كانت سيطرت قوات الأسد والميليشيات الإيرانية بالأمس، على بلدة عطشان وتل سكيك بريف إدلب الجنوبي بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة منذ ساعات الصباح، وسط قصف هستيري من الطيران الحربي والمدفعية وراجمات الصواريخ على المنطقة قبيل تقدم قوات الأسد إليها.
تظاهر العشرات من طلاب جامعة حلب الحرة اليوم، في مقر الجامعة في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، احتجاجاً على الإجراءات المتخذة من قبل وزارة التعليم في "حكومة الإنقاذ في إدلب" بحق جامعة حلب الحرة ومسيرتها التعليمية.
وهتف الطلاب والطالبات ضد أي محاولة للهيمنة على جامعة حلب الحرة من قبل المعنيين في حكومة الإنقاذ لاسيما وزير التعليم العالي "الدكتور جمعة العمر"، رافضين الإجراءات التي يقوم بها بحق الجامعة وكوادرها التعليمية، رافعين لافتات تطالب بتحييد العملية التعلمية عن الصراعات، وخروج مسؤولي الإنقاذ من الجامعة.
وقال أحد الطلاب في التظاهرة إن طلاب جامعة حلب الحرة مستمرون في احتجاجاتهم ضد القرارات التي وصفها بالتعسفية من قبل حكومة الإنقاذ بحق جامعة حلب الحرة، لافتاً إلى أن أنهم يرفضون بشكل قاطع تسييس التعليم والتدخل في سير التعليم، وفرض أي فكر على العملية التعليمية.
سبق أن أعلن طلاب و طالبات جامعة حلب في المناطق المحررة في 23 كانون الأول، تعليق دوامهم في الجامعة، احتجاجاً على التدخل من قبل حكومة الإنقاذ في سير العملية التعليمية وتعرضها للكليات التابعة لجامعة حلب الحرة واعتدائها المستمر على مقر رئاسة الجامعة في مدينة الدانا ومحاولة السيطرة عليها بالقوة مستعينة في أعمالها بهيئة تحرير الشام.
وكان مجلس التعليم العالي التابع لحكومة الإنقاذ أصدر بياناً، أوضح فيه أن جامعة حلب الحرة تعتبر هيئة اعتبارية تتمتع باستقلال مادي وإداري وترتبط بمجلس التعليم العالي وفق القوانين الناظمة للعمل التعليمي في المناطق المحررة، وتختار الجامعة رئيسها عن طريق الانتخاب من بين أعضاء الهيئة التدريسية وفق قانون تنظيم الجامعات رقم 1 لعام 2017 ولائحته التنفيذية.
واعتبر البيان أن مجلس التعليم العالمي هو السلطة التشريعية المسؤولة عن رسم سياسية التعليم العالي في المناطق المحررة، وأنه المظلة التي تجمع جميع الجامعات العامة والخاصة وأنه صاحب الاختصاص في جميع القضايا المتعلقة في التعليم العالي.
هذا البيان أثار حفيظة طلاب جامعة حلب الحرة في إدلب والذين ردوا عليه بأن جامعة حلب الحرة هيئة اعتبارية، تتمتع باستقلالها المادي والإداري، ولا ترتبط قطعا بمجلس التعليم العالي في حكومة الإنقاذ، وإن كان كما ذكر بأن الجامعة تختار رئيسها بطريقة الانتخاب، فإنّ للجامعة وكوادرها وطلابها حقاً مقدسا ومشروعا للوقوف بوجه سطوة مجلس التعليم التابع للإنقاذ عليها بالقوة والتعسف.
وأكد بيان الطلاب أن جامعة حلب ستبقى قائمة بكلياتها وكوادرها ولن يتم إغلاق أي كلية أو معهد، ولكن تم اقتحام مقر الرئاسة أولا وأخذ الأوراق الثبوتية المتعلقة بالطلاب، إضافة إلى دخول مباني كلية الهندسة المعلوماتية عنوة وبسطوة القوة، واستبدال أقفال الأبواب، وكذلك الأمر في كلية الآداب وكلية الحقوق.
وأبدى الطلاب رفضهم بشكل قاطع أن يكون مجلس التعليم العالي الممثل داخل حكومة الإنقاذ سلطة تشريعية لجامعة حلب الحرة، و أن تكون هذه السلطة مسؤولة عن رسم سياسة التعليم بعد أفعالها المشينة المتمثلة بفرض المفاضلة التي تريد و إغلاق مكاتب جامعة في المناطق التي تفرض حكومة الإنقاذ سطوتها عليها بالقوة.
استشهد خمسة مدنيين وجرح آخرين اليوم، بقصف جوي من الطيران الحربي على بلدة كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي على بلدات ريف إدلب الجنوبي والشرقي في اليوم السابع من الحملة التي بدأت في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول الحالي.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي التابع لقوات الأسد استهدف الشارع العام وسط بلدة كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي، أوقعت خمسة شهداء بينهم أشلاء لأطفال، إضافة لاشتعال حريق كبير في المحالات التجارية، عملت فرق الدفاع المدني على التوجه للموقع وإسعاف المصابين وانتشال الشهداء وإطفاء الحرائق.
وتعرضت بلدات وقرى ريف إدلب الجنوبي والشرقي منها التمانعة والخوين وتل سلموا وسنجار لقصف جوي من الطيران الحربي والمروحي، خلف إصابات بين المدنيين، وسط استمرار تدفق مئات العائلات النازحة من بلدات الريف الجنوبي باتجاه قرى جبل الزاوية وريف معرة النعمان الشرقي وريف إدلب الشمالي.
نوهت مصادر إسرائيلية إلى أنه على الرغم من أن هناك أساسا للاعتقاد أن حزب الله سيسحب جزءاً من قواته من سورية في أعقاب حسم المعركة ضد تنظيم الدولة لصالح نظام الأسد، إلا أن كل المؤشرات تدل على أن الحزب يعكف حالياً على تدشين بنى تنظيمية وعسكرية في الجنوب السوري، خصوصاً في الجولان تحسن من قدرته على مشاغلة إسرائيل.
وأكدت مصادر إسرائيلية، أن فرص اندلاع مواجهة بين إسرائيل من جهة وكل من إيران والمليشيات التي تقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد في عام 2018 تعاظمت، لا سيما بعد التحولات التي طرأت على موازين القوى في جنوب سورية ومنطقة الجولان لصالح حلفاء الأسد، وبدء قوات المعارضة السورية بالانسحاب.
وقال المعلق العسكري لموقع "وللا"، "أمير بوحبوت"، عن مصادر عسكرية إسرائيلية كبيرة قولها إن "ما يفاقم الأوضاع سوءاً حقيقة أن العام المقبل سيشهد حسم المواجهة ضد تنظيم الدولة في سورية بشكل نهائي، مما يتيح لحزب الله بشكل خاص التفرغ لتعزيز تواجده داخل سورية، سيما في المناطق المتاخمة للحدود"، مع الجولان المحتل.
وتؤشر المعطيات حالياً إلى أن حزب الله يعكف حالياً على "تدشين بنى تنظيمية وعسكرية في الجنوب السوري"، خاصة بعد قرار حزب الله، بتعيين قائد قواته في الجنوب السوري، منير شعيتو، المسؤول عن تخطيط عملية اقتحام الحدود التي نفذها اثنان من مقاتلي الحزب عام 2002 وأسفرت عن مقتل 6 من المستوطنين اليهود، قائداً للجبهة في الجولان.
وأضافت الصحيفة أن "حزب الله شرع في بناء منظومة لجمع المعلومات الاستخبارية في الجولان، وضمن ذلك تشغيل طائرات من دون طيار".
وحسب بوحبوت فإن "إسرائيل ستكون مطالبة باتخاذ قرارات مهمة بشأن سبل التعاطي مع إيران والمليشيات التابعة لها عندما تتوفر لديها معلومات استخبارية بشأن طابع أنشطتها المعادي في سورية، وضمن ذلك دراسة توجيه ضربات استباقية لها".
قال وزير التنمية الألماني، "جيرد مولر"، إن إجمالي عدد الوظائف التي وفرها ألمانيا للاجئين في الدول المحيطة بسوريا ارتفع حتى نهاية هذا العام إلى نحو 80 ألف وظيفة، مشيراً إلى أن هذه المساعدة يمكن أن تساعد ما يزيد على نصف مليون طفل سوري للذهاب إلى المدرسة.
وبحسب معلومات صحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد، وفرت ألمانيا نحو 20 ألف وظيفة للاجئين في الدول المحيطة بسوريا هذا العام فقط.
وقال مولر "إننا نسعى لإعادة الكرامة لهؤلاء الأشخاص وجزء من الحياة التي يمكنهم تحديدها بأنفسهم، من خلال إتاحة الفرصة لهم لكسب العيش مرة أخرى بأيديهم"، مؤكداً أن لا أحد يفضل العيش دائماً من الصدقة.
وبحسب تقرير الصحيفة الألمانية، تمول ألمانيا نحو 25 ألف وظيفة لقوى عاملة في سوريا كالذين يقومون مثلاً بإزالة مخلفات الحرب.
وأكد الوزير الألماني أن التعليم يمثل نقطة محورية أيضاً بالنسبة لألمانيا، وقال يجب ألا نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشهد الحرب تدمر جيلاً كاملاً في سوريا وتتسبب في ضياع جيل كامل.
وتابع "من خلال مساعدتنا يمكن لما يزيد على نصف مليون طفل سوري الذهاب إلى المدرسة في هذا العام".
يشهد أطفال الغوطة الشرقية أشد أنواع العقاب بذنب لم يقترفوه ولم يكن لهم يد فيه سوى أنهم سوريون، فلم يكن "كريم" الطفل الوحيد الذي أصيب بغارات نظام الأسد على الغوطة، ليشاطره الطفل "قاسم قهوجي" تلك المآسي على حد سواء.
"قاسم"، ذو العامين، فقد والدته، وتعرض لإصابات خطيرة في وجهه، شملت أنسجة الشفة العلوية والخد، وتجويف الأنف، إلى جانب شظايا في رأسه، إثر استهداف نظام الأسد، مدينة حمورية في الغوطة الشرقية، في الثالث من شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ولايزال قاسم محروما من العلاج، بسبب استمرار الحصار المفروض على مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية، بعد أن أصيب فمه وأنفه بجروح وكسور، حيث يعيش على التغذية الأنبوبية.
وأوضح والده، محمد قهوجي، أن طفله يعاني من تشوهات وآلام لدى تحريك وجهه، وتابع "نجا ابني من خطر الموت بشكل مؤقت، إلا أنه يعاني من إصابات خطيرة في وجهه، وهو بحاجة ماسة إلى عمليات جراحية وتجميلية؛ لتندمل جراحه وتزول التشوهات".
ويقول أبو عثمان، أحد أطباء قاسم، أنه يوجد شظية مغروسة في منطقة رأس قاسم، إلى جانب الإصابات الخطيرة في أنفه وفمه، مؤكدا عدم وجود إمكانيات لعلاجه.
وكان الطفل "كريم"، أثار تعاطفاً دولياً بعد نشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ظهر وقد فقد إحدى عينيه ووالدته، وكسرت جمجمته، ليتحول إلى رمز معاناة نحو 400 ألف مدني بغوطة دمشق الشرقية، القابعة تحت حصار النظام منذ أكثر من 5 سنوات.
وشدد نظام الأسد الحصار خلال ال8 أشهر الأخيرة على الغوطة الشرقية، ما أسفر عن قطع جميع الأدوية والمواد الغذائية عنها.
حصلت شبكة "شام" على تسجيل صوتي للمدعو "نواف البشير" من عشيرة البكارة وقائد ميليشيات العشائر الموالية للنظام في دير الزور، والمدعوم من إيران بعد أن صدرته ليكون واجهة معروفة ضمن العشيرة بهدف استقطاب أبنائها للانضمام للميليشيات التي تعدها في دير الزور منذ أشهر.
التسجيل الصوتي لـ "البشير" موجه لأحد الأشخاص من العشيرة والموجود في لبنان، يطالبه فيه بحشد همم الشباب من أبناء العشائر المتواجدين في لبنان من عشيرة البكارة والعشائر الأخرى، وتهيئتهم للالتحاق بالتسوية التي يحملها "البشير" من نظام الأسد لجميع الفارين والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والراغبين بالالتحاق بالميليشيات.
وذكر "البشير" في التسجيل أنه حصل على قرار رسمي من قيادة نظام الأسد للتسوية، وسيتوجه بها في العاشر من الشهر القادم إلى لبنان، برفقته باصات نقل، وذلك لجمع الشباب الراغبين بالمصالحة من أبناء العشائر، على أنها آخر تسوية يمكن أن تمنح لهم للعودة لمناطقهم.
وأوضح "البشير" في تسجيلاته أن التسوية تتضمن جمع شباب العشائر في لبنان والهاربين من نظام الأسد، يعرض على المنشقين والمتخلفين والفارين من النظام للالتحاق بفيلق العشائر التابع للحرس الجمهوري، وتسوية أمورهم وتثبيتهم في مناطقهم ويقصد دير الزور وريفها، ليكونوا كرديف لجيش الأسد، مع رواتب وإجازات وحوافز سيقدمها الفيلق لهم.
وكان وصل " نواف البشير" في مطلع شهر كانون الثاني عام 2017 وهو أحد وجهاء عشيرة البكارة العربية إلى العاصمة دمشق، معلناً عودته لـ"حضن الوطن" حسب التعبير الشائع لدى المواليين، حيث عبر البشير عن سوء تقديره للأمور، وعودته للمشاركة في مواجهة ما أسماه الإرهاب المتمثل حسب وصفه بـ "تنظيم الدولة، وجبهة النصرة، والإخوان المسلمين"، وسط استقبال حظي به من عدة شخصيات بينها عراقية تمثل الميليشيات الشيعية.
وكانت أعلنت عشرات الشخصيات العسكرية والمدنية من أبناء العشائر العربية، براءتها كقبائل عربية سنية أصيلة من شخص "نواف البشير" وكل ما يصدر عنه من أقوال وأفعال ومن كل شخص يتعامل معه، مؤكدين أنه لا يمثل سوى شخصه، و أن ظهوره المخزي على قناة العالم الإيرانية، وإعلانه انضمامه للمحور الإيراني ومشاريعه التخريبية بعد أن نجحت أجهزة ملالي طهران في تجنيده ضمن مشروعها، ليكون موطئ قدم لها في منطقة الجزيرة العربية، في محاولة لوصل الحشد الشيعي في العراق بحزب الله في لبنان.
يتواصل توافد العائلات النازحة من ريف حماة وإدلب الشرقيين وريف إدلب الجنوبي، بشكل كبير باتجاه منطقة شرق معرة النعمان والريف الشمالي لإدلب، وتفتقر غالبية العائلات لأدنى مقومات الحياة، حيث لم تجد إلا بعض الشوادر أو قطع القماش لتبني فيها خيمتها، تفترش الأرض وتلتحف السماء، وسط نداءات عديدة للمنظمات الإنسانية للنظر بحالهم وتفقد أوضاعهم.
وتواجه قرى ريف حماة وإدلب الشرقيين والجنوبي منذ أكثر من شهرين، حركة نزوح هي الأكبر من المنطقة هرباً من القصف اليومي المستمر من قبل طيران العدو الروسي وطيران الأسد لاسيما ريف حماة، تزامنا مع استمرار المعارك بين هيئة تحرير الشام من جهة وتنظيم الدولة وقوات الأسد من جهة ثانية، وامتداد المعارك لمنطقة ريف إدلب الجنوبي وتوسع دائرة القصف من الطيران المروحي والحربي لقوات الأسد على المنطقة.
منظمة بنفسج إحدى المنظمات العاملة في الشأن الإنساني أحصت نزوح أكثر من 5700 شخص باتجاه محافظة إدلب خلال أقل من 24 ساعة، بينهم أكثر من 2500 امرأة و طفل، في حين وثق نشطاء في المجال الإنساني أن أعداد النازحين خلال الشهريين الماضيين من ريفي حماة وإدلب وصلت لقرابة 250 ألف نازح غالبيتهم من ريف حماة الشرقي.
ونقل نشطاء صوراً لمئات العائلات وصلت لمنطقة المخيمات في أطمة لا تملك أدنى مقومات الحياة وتحتاج لإغاثة عاجلة من المنظمات وتأمين مأوى لها في ظل استمرار تدفق العائلات باتجاه المنطقة هرابة من جحيم القصف الجوي على قراها وبلداتها، كما ناشدوا الجهات الداعمة والمنظمات الإنسانية وحكومات الإنقاذ والمؤقتة للقيام بواجبها الإنساني تجاه آلاف المدنيين المعذبين والمشردين في المنطقة.
أمهلت فرقة أحرار نوى وفرقة الشهيد جميل أبو الزين المرابطتان على المسافة المحصورة ما بين منطقة حرش الجبيلية باتجاه تل الجموع إلى بلدة الشيخ سعد باتجاه تلة عشترة في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، عناصر وأفراد جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم الدولة حتى نهاية الشهر القادم لتسليم أنفسهم.
وتعهد الفصيلين المذكورين بأن يحفظا سلامة من يقوم بتسليم نفسه، وتعهدا أيضا بالحفاظ على سلامة عائلاتهم والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم، علما أن المهلة تنتهي في نهاية شهر كانون الثاني/يناير المقبل.
واشترط الفصيلين على من يقوم بتسليم نفسه ألا يكون قد أصاب دماً حراماً كي يتم العفو عنه.
كما وتعهد الفصيلين عبر بيان مشترك بعدم تسليم من يقوم بتسليم نفسه إلى أي جهة كانت محلية أو دولية شريطة أن تثبُت براءته من جرم القتل وسلب حقوق المواطنين.
كما وتعهد الفصيلين بإعادة دمج من يقوم بتسليم نفسه في المجتمع وإعادتهم إلى حياتهم العادية بعد خضوعهم لدورات تأهيلية لدى مختصين ذوي خبرة.
وشدد الفصيلين على أن ما تقدم ينطبق على جميع الخلايا النائمة وكل من تواصل مع عناصر تنظيم الدولة في حوض اليرموك بريف درعا الغربي أو من يتبع لهم في المنطقة الجنوبية.
والجدير بالذكر أن "جيش الثورة" منح في أوائل الشهر الجاري فرصة أخيرة للصفح عن العناصر المبايعين لتنظيم الدولة في حوران كافة، وعناصر جيش خالد بن الوليد الذين يتخذون من منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي مركزا لهم خصوصا، وذكر الجيش عبر بيان أصدره إلى أنه اتخذ هذه الخطوة بتنسيق مع مجلس القضاء الأعلى "محكمة دار العدل" ويعد مشاورة أهل الحل والعقد في حوران عامة.
نفذ عناصر من قوات النخبة التابعة لهيئة تحرير الشام هجوما انغماسيا على مواقع قوات الأسد في ريف اللاذقية، وقتلوا وجرحوا عدد من العناصر.
وذكرت وكالة إباء التابعة للهيئة أن عناصر من قوات النخبة نفذوا عملية نوعية داخل منطقة عين العشرة بريف اللاذقية الشمالي، حيث قتلوا خلالها 11 عنصرًا من قوات الأسد وجرحوا آخرين.
وأشارت "إباء" إلى أن منفذو العملية تمكنوا من الانسحاب فور إتمامها، ولفتت إلى استشهاد "سفيان الليبي" خلال الاشتباكات.
والجدير بالذكر أن الثوار في فيلق الشام قاموا قبل أيام بقصف معاقل قوات الأسد والشبيحة على محوري كنسبا وقلعة شلف بجبل الأكراد بريف اللاذقية بعدد كبير من قذائف الهاون، وحققوا إصابات مباشرة، وذلك ردا على المجازر التي ارتكبتها الطائرات الروسية والأسدية في ريفي حماة وإدلب.
ظهرت مجموعة عسكرية جديدة في ريف حلب الشمالي سمت نفسها "خفافيش الليل" قالت إن مهمتها ملاحقة عناصر تنظيم الدولة المتورطة بدماء المدنيين والاعتداء على الجيش السوري الحر.
ونفذت المجموعة أولى عملياتها بتصفية أربع عناصر من تنظيم الدولة قالت إنهم متورطين بقتل المدنيين، وهم "مكارم فيصل الجاجان وطارق جميل عصيان و حسين عمر الجيز"، وقامت بإلقاء جثثهم خلف كراج مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
وقام عناصر المجموعة والتي لم يتم التعرف على الجهة التي تنتمي لها بتوزيع منشورات في شوارع مدينة الباب، تتوعد فيها بتصفية أي عنصر منتمي لتنظيم الدولة متورط بدماء المدنيين، أو من اعتدى على الجيش الحر.
وشهدت الأشهر الماضية وصول المئات من عناصر تنظيم الدولة عبر مناطق قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى مناطق الجيش السوري الحر في ريف حلب الشمالي والشرقي، تقوم الجهات الأمنية المختصة من فصائل الجيش الحر بملاحقة هؤلاء العناصر واعتقالهم وتقديمهم للمحاكم للنظر في أوضاعهم، سجل اعتقال العديد من عناصر التنظيم المتورطين بدماء المدنيين.