٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥
أكد مجلس الأمن القومي التركي، خلال اجتماعه برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، التزام بلاده بمواصلة دعمها لتحقيق السلام والاستقرار والرخاء والأمن لجميع مكونات الشعب السوري.
وأوضح البيان الصادر عقب الاجتماع أن المجلس ناقش الجهود المتعددة الأبعاد التي تنفذها أنقرة في إطار رؤيتها لإقامة منطقة خالية من الإرهاب، مجدداً التأكيد على أنه "لا مكان لأي مظهر من مظاهر الإرهاب والعنف في مستقبل المنطقة".
ورحب المجلس بالتقدم الذي أحرزته سوريا على صعيد تجاوز التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية، وبالخطوات التي تتخذها لاستعادة دورها الإقليمي والدولي، مؤكداً أن تركيا ستواصل دعمها لهذه المساعي، بما ينعكس إيجاباً على الاستقرار الإقليمي والأ
تحذير من تهديدات جديدة وتأكيد على وحدة سوريا
وكشف أردوغان، خلال حديثه مع الصحفيين على متن طائرته أثناء عودته من جنوب إفريقيا بعد مشاركته في قمة مجموعة العشرين، أن "الجميع يدرك الخطوات التي أقدمت عليها تركيا سابقاً عندما تعلّق الأمر بأمنها القومي"، مؤكداً أن أنقرة لن تسمح بظهور تهديد جديد على حدودها، بحسب ما نقلته وكالة "الأناضول".
رد على تصريحات نتنياهو
ردّ الرئيس التركي على تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي ادعى فيها أن "إسرائيل أوقفت تقدم تركيا في سوريا"، قائلاً: "موقف أنقرة واضح وثابت في دعم وحدة الأراضي السورية، ومصير سوريا يقرره السوريون وحدهم"، في إشارة إلى رفض أي تدخل خارجي في الشأن السوري.
انتقادات موجهة لإسرائيل
اتهم أردوغان سلطات الاحتلال الإسرائيلي بأنها "تعلم أن كل خطوة تخطوها في المنطقة غير قانونية وتشكل مصدراً لعدم الاستقرار"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن تركيا لا تحمل أي أطماع في أراضي الغير، بل تسعى إلى تعزيز الاستقرار والأمن والازدهار في دول المنطقة، وعلى رأسها سوريا والعراق ولبنان.
"قسد" تهديد مباشر للأمن القومي التركي
من جانبه، صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قبل يومين، بأن الهيكل التنظيمي الحالي لما تُسمى "قوات سوريا الديمقراطية" يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي التركي، كما يُهدد وحدة وسلامة الأراضي السورية، مؤكداً أن أنقرة تتابع عن كثب تحركات هذا الكيان.
قلق من نشاط إسرائيل جنوب سوريا
وخلال اجتماع مع أعضاء البرلمان التركي، أشار فيدان إلى أن سياسات الاحتلال الإسرائيلي "التوسعية والمزعزعة للاستقرار"، خصوصاً في جنوب سوريا، تمثل خطراً إضافياً على أمن المنطقة، وفق ما أوردته صحيفة "حرييت" التركية.
استمرار التنسيق مع دمشق
لفت وزير الخارجية التركي إلى أن بلاده تواصل التواصل مع السلطات السورية "في جميع المجالات وعلى مختلف المستويات"، مؤكداً مجدداً التزام أنقرة بوحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها.
وسبق أن تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير موسّع الدلالات السياسية والأمنية وراء الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المنطقة العازلة في الجولان السوري، مؤكدة أن الجولة لم تكن مجرد نشاط ميداني، بل خطوة مخطّط لها بعناية بهدف إرسال رسائل مباشرة لثلاثة أطراف: النظام السوري الجديد بقيادة الرئيس أحمد الشرع، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وسبق ان أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده على مواصلة العمل لإرساء السلام والاستقرار الدائمين في سوريا، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيز الحوار مع مختلف الأطراف الفاعلة في المنطقة، وقال إن أنقرة تنظر بإيجابية إلى استعادة سوريا علاقاتها الدولية خلال الأشهر الأخيرة.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا تريد «الأمن والسلام والاستقرار للجميع في سوريا»، داعياً مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لسقوط النظام البائد إلى البحث عن صيغ مشتركة تتيح التوافق على رؤية موحّدة للمستقبل، مع التحذير من التأثر بـ «الإملاءات والتحريضات التي تصدر عن أطراف تضمر أطماعاً توسعية في المنطقة».
وجدّد أردوغان تمسّك بلاده باتفاق 10 آذار المتعلق بدمج «قوات سوريا الديمقراطية» في مؤسسات الدولة السورية، معتبراً أن تنفيذ هذا الاتفاق يمثل خطوة أساسية لتعزيز وحدة سوريا وتماسك مؤسساتها، مؤكداً استعداد أنقرة «لتقديم كل مساهمة لازمة» لإنجاز هذا المسار.
من المشترك.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥
أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر الحصرية، أن المصرف بدأ العمل على إعداد إطار تنظيمي ورقابي جديد استعداداً لعودة الاتصال عبر نظام “سويفت” العالمي.
وبحسب، يستهدف الإطار الجديد إعادة تفعيل علاقات المراسلة المصرفية بين المصارف السورية والمؤسسات المالية الأجنبية، في خطوة تهدف إلى إعادة وصل القطاع المصرفي السوري بالمنظومة المالية الدولية بعد سنوات من العزلة.
وأكد أن التحركات الحالية تأتي في سياق تعزيز الامتثال لمعايير مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب (AML/CFT)، إلى جانب رفع مستوى الشفافية المالية وبناء ثقة أوسع مع الشركاء الدوليين كما يشمل العمل تحديث أنظمة الدفع والبنى التشغيلية لضمان تحويلات آمنة وفعّالة.
وأشار إلى أن المصرف المركزي سيقود هذه العملية بشكل منهجي ومدروس عبر وضع معايير واضحة للمصارف المحلية وتنسيق الجهود بينها، بما يمكّنها من إقامة شراكات مصرفية موثوقة في الخارج.
ويُنظر إلى هذا الإطار الجديد بوصفه خطوة استراتيجية لإعادة تموضع القطاع المصرفي السوري داخل النظام المالي العالمي، ورفع جاهزيته للامتثال للمعايير الدولية، بما قد يسهم في دعم مؤشرات الاستقرار الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة.
وأعلن حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية، أن سوريا تشارك لأول مرة في مؤتمر "سيبوس 2025"، الذي تنظمه جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك "سويفت"، والمقام في مدينة فرانكفورت الألمانية.
وقال، إن المؤتمر الذي انطلق أمس ويستمر حتى يوم الخميس المقبل، يمثل منصة مهمة للحوار مع قادة المصارف والمؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية من مختلف أنحاء العالم.
وذكر أن مشاركة سوريا تأتي في مرحلة حاسمة يشهد فيها القطاع المالي للبلاد جهوداً واسعة للتعافي والإصلاح، وتعكس التزام المصرف المركزي بالعمل على تحديث البنية المالية الوطنية، واستعادة الروابط المصرفية الدولية.
وأعرب حاكم المصرف عن تطلعه للقاء "الزملاء" من البنوك المركزية، وصناع السياسات والمستثمرين ومزودي الخدمات المالية، بهدف تبادل الرؤى حول تطوير أنظمة الدفع، وتعزيز الاستقرار النقدي.
وكانت كشفت مصادر مصرفية في دمشق، عن تحديات تواجه البنوك الخاصة في السماح بسحب الأموال من قبل المواطنين، رغم فتح المجال لاستئناف الحوالات وتحويل العملات الأجنبية عبر نظام "سويفت" بعد رفع العقوبات.
وأوضح مدير أحد البنوك الخاصة أن الأزمة اليومية في سحب الأموال مرتبطة بإجراءات مصرف سوريا المركزي التي تفرض قيوداً على تسليم الأموال المودعة، إلى جانب محدودية السيولة المتوفرة لدفع رواتب القطاع العام، ما يحد من قدرة البنوك على تلبية طلبات السحب.
وأضاف أن سقوف السحب تختلف بين المحافظات حسب السيولة المتوفرة في فروع المصرف المركزي، حيث تتراوح بين مليون ومليونين ليرة يومياً.
هذا وأشار إلى أن حلولاً تُدرس حالياً بالتنسيق مع المركزي، ومن المتوقع تحسن الوضع خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع الحديث عن طباعة عملة جديدة وشدد على أهمية الدفع الإلكتروني كوسيلة لتخفيف الضغط على السيولة النقدية، وفق صحيفة "الثورة".
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥
أعلنت وزارة الاقتصاد والصناعة عن مواصلة جهودها الرامية إلى تطوير الإطار التشريعي وتعزيز جاذبية مناخ الأعمال في سورية، حيث تعقد اللجنة المكلّفة بدراسة وتعديل أحكام قانون الشركات الصادر بالمرسوم التشريعي رقم /29/ لعام 2011 اجتماعاتها الدورية تحت إشراف الإدارة العامة للتجارة الداخلية وحماية المستهلك.
ومنذ بدء أعمالها بتاريخ 3 أيلول 2025، عقدت اللجنة حتى الآن 13 جلسة وتضم اللجنة ممثلين عن وزارة العدل وجامعة دمشق واتحاد غرف التجارة، وتعمل هذه الجهات بشكل تكاملي على مراجعة شاملة لمواد القانون، واقتراح تعديلات تتماشى مع المتغيرات الاقتصادية العالمية، وتدعم نمو واستدامة الشركات، ولا سيما الصغيرة والناشئة منها.
وتركّز المناقشات الحالية على عدة محاور أساسية، أبرزها تبسيط إجراءات تأسيس وتشغيل الشركات، تحسين آليات الحوكمة، وتقديم تسهيلات تشريعية تسهم في تعزيز كفاءة الشركات وقدرتها التنافسية محلياً وخارجياً.
كما تسعى اللجنة إلى إدماج متطلبات التحول الرقمي ضمن الإطار القانوني الناظم لعمل الشركات، عبر تحديث النصوص المتعلقة باعتماد الأنظمة الإلكترونية في إدارة الأعمال والمعاملات التجارية، بما يتوافق مع التوجه الوطني نحو الرقمنة وتطوير الخدمات الإلكترونية.
هذا وتندرج هذه الخطوة ضمن برنامج أشمل يعمل على تحديث مجموعة من التشريعات الاقتصادية التي تشرف عليها الإدارة العامة للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، وتشمل قوانين حماية المستهلك، والملكية التجارية والصناعية، والتعاون الاستهلاكي، والتجارة، وغرف التجارة، بهدف تعزيز فعالية المنظومة الاقتصادية وتطوير بنيتها القانونية.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥
فاجأت معركة “ردع العدوان” التي أعلنت عنها “إدارة العمليات المشتركة”، قوى العدو ممثلة بجيش النظام وميليشيات إيران، وجاءت المعركة باسم “ردع العدوان” كما أعلن عنها في مثل هذا اليوم من فجر يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024، لتكسر كل القواعد، وتحقق تقدماً كبيراً لقوى الثورة السورية موحدة جميعاً في عمل منظم على مستويات عالية عسكرياً وإعلامياً ومدنياً وميدانياً، فكانت ضربة موجعة وقاسمة للنظام وفتحت الطريق إلى حدود مدينة حلب، وأفرحت قلوب المتعطشين للتحرير واستعادة المناطق المحتلة.
خلال أقل من 24 ساعة من يومها اليوم قبل عام، حققت عملية “ردع العدوان” تقدماً كبيراً فاق تصورات المحللين والمراقبين، وخاضت فصائل الثورة بجميع مكوناتها معارك طاحنة على مدار الساعة، لعبت التغطية النارية والتنظيم في توزيع الجبهات وتنسيق المعركة دوراً فاعلاً في تحقيق نتائج كبيرة تمثلت في تحرير أكثر من 18 موقعاً من بلدات وقرى بما فيها أكبر قاعدة للنظام في “الفوج 46”.
ورغم أن المعركة لم تكن فجائية، ورغم الاستعدادات الكبيرة والحشود التي أعلن عنها النظام، إلا أن انهيار قوات النظام والميليشيات الإيرانية كان بارزاً في المعركة منذ الساعات الأولى وتمكن الفصائل العسكرية من كسر الخطوط الدفاعية الأولى والدخول في العمق وخلق حالة من الفوضى والهزيمة النفسية والعسكرية على الأرض في صفوفهم.
وأعلنت “إدارة العمليات العسكرية” لمعركة “ردع العدوان” في اليوم الأول للمعركة، تحرير “الفوج 46” أحد أكبر معاقل النظام وميليشيات إيران، وبلدتي عويجل وأورم الكبرى، في وقت متأخر مساء اليوم الأول، سبق ذلك الإعلان عن تحرير قرى وبلدات (أورم الصغرى - عاجل - الهوتة - عنجارة - الشيخ عقيل - بالا - حيردركل - قبتان الجبل - السلوم - جمعية المعري - القاسمية - كفربسين - حور - جمعية السعدية).
وتمكنت الفصائل المشاركة من أسر العشرات من عناصر قوات النظام، واغتنام دبابات ومستودع للأسلحة، وقالت “إدارة العمليات العسكرية” إن 25 عنصراً للنظام قتلوا بكمين على جبهة قبتان الجبل ضمن عملية “ردع العدوان” بريف حلب الغربي، إضافة لاغتنام دبابتين في الشيخ عقيل وتدمير دبابة في ريف المهندسين، في وقت تتواصل الاشتباكات والقصف العنيف على عدة محاور.
وأعلنت “إدارة العمليات العسكرية” استهداف كتائب شاهين بضربة نوعية طائرة مروحية للنظام مما أدى إلى تدميرها في مطار النيرب شرق حلب.
وكانت الفصائل العسكرية في شمال غربي سوريا، يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني، قد أعلنت إطلاق “عملية ردع العدوان”، قالت إن هذه العملية العسكرية تهدف إلى كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع ميليشياته.
وقال الناطق باسم الغرفة “حسن عبد الغني”، على منصة إكس حينها، إن الحشود العسكرية للنظام تهدد أمن المناطق المحررة، وواجب الفصائل الدفاع عن المدنيين في وجه هذا الخطر الوشيك الذي يستهدف وجودهم وأمانهم، وأكد أن “الدفاع عن المدنيين في المناطق المحررة ليس خيارًا بل واجب، وهدفهم الثابت هو إعادة المهجرين إلى ديارهم، ولن ندخر جهداً لتحقيق هذا الهدف”، وفق تعبيره.
وأعطت معركة “ردع العدوان” منذ لحظة انطلاقتها بارقة أمل كبيرة لملايين المدنيين المهجرين في تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران بأرياف حلب وإدلب لإفساح المجال لعودة أهلها إلى قراهم وبلداتهم، وأعادت المعركة روح الثورة والتحرير وكانت موضع التفاف واسع إعلامياً ومدنياً حتى المعارضين لها في المناطق المحررة.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥
جدّدت دولة قطر تأييدها للقرارات الصادرة عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بخصوص سوريا، مؤكدة أنها تمثل نموذجاً ناجحاً للعمل الدولي المشترك القائم على الحوار والتعاون.
وخلال كلمته في الدورة الثلاثين لمؤتمر الدول الأطراف في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي انعقدت في مدينة لاهاي، أشاد ممثل دولة قطر لدى المنظمة، السفير مطلق بن ماجد القحطاني، بالقرار رقم EC110/DEC.1 الصادر عن المجلس التنفيذي، والذي يدعو إلى الإسراع في التخلص من بقايا الأسلحة الكيميائية في سوريا.
واعتبر القحطاني أن القرار يعكس استجابة جماعية واقعية للتطورات على الساحة السورية، ويؤكد على أهمية تبني نهج متعدد الأطراف لمواجهة التحديات الدولية، منوهاً بأهمية الحفاظ على الزخم الإيجابي في هذا الملف لضمان بيئة إقليمية أكثر أمناً واستقراراً.
وأوضح كتوب، في مداخلة عبر الفيديو مع قناة "الإخبارية السورية"، أن مشاركة سوريا في المؤتمر الثلاثين للدول الأطراف في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والذي تحتضنه لاهاي بمشاركة ممثلي 193 دولة، تمثل فرصة مهمة لعرض التقدم المُنجز، والتأكيد على المضي نحو الإغلاق النهائي لهذا الملف الشائك الذي تعود جذوره إلى سبعينيات القرن الماضي.
وشدد على أن سوريا تعتبر هذه المشاركة خطوة ضمن مسار استعادة حقوقها داخل المنظمة، خاصة بعد قرار تعليق حقوقها وامتيازاتها عام 2021، مشيداً في الوقت ذاته بالأجواء الإيجابية التي طغت على جلسات المؤتمر، والدعم المتزايد الذي أبدته 45 دولة لمشروع القرار السوري.
وكشف كتوب عن تحديات ميدانية لا تزال تعترض طريق إعادة الإعمار، منها العثور مؤخراً على عبوة يشتبه بأنها كيميائية قرب أحد المستشفيات التي استُهدفت بالقصف عام 2016، الأمر الذي استدعى وقف الأعمال في الموقع لحين استكمال التحقيقات من قبل فرق المنظمة.
وأشار المندوب السوري إلى أن بعض بقايا البرنامج الكيميائي لا تزال تُكتشف في مواقع تخزين قديمة، رغم أن منشآت التصنيع باتت شبه خالية منها، لافتاً إلى استمرار التعاون مع منظمة الحظر ودول داعمة للوصول إلى جميع المواقع المشتبه بها وتدمير المواد ضمن المعايير الدولية.
وفي خطوة لتعزيز القدرات المحلية، كشف كتوب عن نية سوريا تأسيس وحدة متخصصة داخل وزارة الدفاع، تتولى مهام التدمير الآمن للمواد الكيميائية، بالتوازي مع تأهيل كوادر وطنية قادرة على إدارة الملف بفعالية عالية، بما يضمن أعلى معايير السلامة والأمان.
وتأتي هذه التحركات في إطار مرحلة جديدة تخوضها سوريا، بعد عام على تحررها من الحقبة التي شهدت استخدام الأسلحة الكيميائية، مؤكدة من خلال مشاركتها الدولية التزامها التام باتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وإيمانها بأهمية التعاون الدولي في هذا المجال.
يُذكر أن دمشق كانت قد أعادت تفعيل بعثتها الدائمة لدى المنظمة في لاهاي، وعينت الدكتور محمد كتوب ممثلاً دائماً لها، في خطوة تؤكد عودة سوريا الفاعلة إلى المؤسسات الدولية واستعدادها للتعامل بشفافية ومسؤولية مع الملفات العالقة.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥
أكد مندوب سوريا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الدكتور محمد كتوب، التزام بلاده بمواصلة العمل لإنهاء ما تبقى من برنامج الأسلحة الكيميائية الذي خلفه النظام السابق، مشيراً إلى تحقيق خطوات ملموسة في هذا المسار، وحرص الحكومة السورية على التعاون الكامل مع المنظمة والدول الشريكة.
وأوضح كتوب، في مداخلة عبر الفيديو مع قناة "الإخبارية السورية"، أن مشاركة سوريا في المؤتمر الثلاثين للدول الأطراف في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والذي تحتضنه لاهاي بمشاركة ممثلي 193 دولة، تمثل فرصة مهمة لعرض التقدم المُنجز، والتأكيد على المضي نحو الإغلاق النهائي لهذا الملف الشائك الذي تعود جذوره إلى سبعينيات القرن الماضي.
وشدد على أن سوريا تعتبر هذه المشاركة خطوة ضمن مسار استعادة حقوقها داخل المنظمة، خاصة بعد قرار تعليق حقوقها وامتيازاتها عام 2021، مشيداً في الوقت ذاته بالأجواء الإيجابية التي طغت على جلسات المؤتمر، والدعم المتزايد الذي أبدته 45 دولة لمشروع القرار السوري.
وكشف كتوب عن تحديات ميدانية لا تزال تعترض طريق إعادة الإعمار، منها العثور مؤخراً على عبوة يشتبه بأنها كيميائية قرب أحد المستشفيات التي استُهدفت بالقصف عام 2016، الأمر الذي استدعى وقف الأعمال في الموقع لحين استكمال التحقيقات من قبل فرق المنظمة.
وأشار المندوب السوري إلى أن بعض بقايا البرنامج الكيميائي لا تزال تُكتشف في مواقع تخزين قديمة، رغم أن منشآت التصنيع باتت شبه خالية منها، لافتاً إلى استمرار التعاون مع منظمة الحظر ودول داعمة للوصول إلى جميع المواقع المشتبه بها وتدمير المواد ضمن المعايير الدولية.
وفي خطوة لتعزيز القدرات المحلية، كشف كتوب عن نية سوريا تأسيس وحدة متخصصة داخل وزارة الدفاع، تتولى مهام التدمير الآمن للمواد الكيميائية، بالتوازي مع تأهيل كوادر وطنية قادرة على إدارة الملف بفعالية عالية، بما يضمن أعلى معايير السلامة والأمان.
وتأتي هذه التحركات في إطار مرحلة جديدة تخوضها سوريا، بعد عام على تحررها من الحقبة التي شهدت استخدام الأسلحة الكيميائية، مؤكدة من خلال مشاركتها الدولية التزامها التام باتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وإيمانها بأهمية التعاون الدولي في هذا المجال.
يُذكر أن دمشق كانت قد أعادت تفعيل بعثتها الدائمة لدى المنظمة في لاهاي، وعينت الدكتور محمد كتوب ممثلاً دائماً لها، في خطوة تؤكد عودة سوريا الفاعلة إلى المؤسسات الدولية واستعدادها للتعامل بشفافية ومسؤولية مع الملفات العالقة.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥
أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بأن إسرائيل لا تعتبر نفسها على طريق سلام مع سوريا، مشيراً إلى أن تل أبيب تضع في حساباتها “سيناريوهات هجومية” تجاه شمال سوريا ودروز جبل العرب، ضمن ما وصفه “الدفاع عن حدودها”.
جاء ذلك خلال جلسة سرّية عقدت يوم أمس، أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلي. وأوضح الوزير أن “قوى من داخل سوريا”، من بينها مجموعات يصفها بأنها “حوثية” — في إشارة إلى تحالفات معروفة — يُحتمل أن تُستخدم لتنفيذ عملية غزو بري للمناطق الشمالية الإسرائيلية.
وقال كاتس إن إسرائيل وضعت خطة حماية للطائفة الدرزية في سوريا، مشدداً على أن أي غارات تستهدف مناطق “جبل الدروز” ستقابل بـ"تدخل إسرائيلي سريع"، وقد يتضمن ذلك إغلاق الحدود.
تأتي هذه التصريحات بعد زيارة رسمية أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي — بصحبة كاتس — إلى ما يُسمى "المنطقة العازلة" داخل الأراضي السورية، بالتزامن مع مفاوضات أمنية توقفت عند رفض إسرائيل الانصياع لطلب الجانب السوري برئاسة أحمد الشرع بالانسحاب الكامل.
حسب المصادر العبرية، فإن تل أبيب تفرض انسحابها من بعض النقاط التي سيطرت عليها فقط في حال تم توقيع "اتفاق سلام شامل" وليس مجرد اتفاق أمني — وهو ما يبدو بعيد المنال في الأفق الحالي.
يعكس تثبيت إسرائيل لخيار القوة كأداة دائمة في سياستها تجاه سوريا، وليس كحل طارئ، ويضع ضغوطاً كبيرة على العملية السياسية، ويعكّر صفو أي مسار سلام محتمل، وينذر بتعقيد المشهد الأمني الإقليمي، خصوصاً في المناطق الحدودية والشمالية لسوريا، وفي صفوف الطائفة الدرزية، ويؤشر إلى أن إسرائيل ترفض “السلام الجزئي” — بمعنى أن أي تسوية يجب أن تكون شاملة تتضمن انسحاباً كاملاً من الأراضي التي احتلتها منذ سنوات.
دعم مكشوف وتصريحات تحريضية
ووفق المصادر، فقد استهل النائب بوعاز بيسموت، الذي ترأس الجلسة، الاجتماع بالتشديد على ما وصفه بـ "الدين الكبير" الذي تحمله إسرائيل تجاه أبناء الطائفة الدرزية، قائلاً: "إسرائيل تقف إلى جانب إخوتنا الدروز، سواء قبل أحداث 7 أكتوبر أو بعدها"، مضيفاً أن الوضع في السويداء لا يزال بعيداً عن أي حلول، وسط فظائع متواصلة.
تشبيهات بـ"الهولوكوست" ومطالب بالتدخل
اعتبر الشيخ موفق طريف، في مداخلة له خلال الجلسة، أن ما جرى في السويداء في تموز الماضي يرقى إلى "فظائع مماثلة للهولوكوست"، بحسب تعبيره، مشيراً إلى "تهجير أكثر من 150 ألف شخص واحتجاز أكثر من 600 آخرين، بينهم نساء وأطفال"، وطالب طريف حكومة الاحتلال الإسرائيلي بـ"تكثيف المساعدات الإنسانية والتدخل الفوري نظراً لتدهور الأوضاع".
اتهامات مباشرة للرئيس الشرع
اختتم بيسموت الجلسة بمهاجمة الرئيس أحمد الشرع، قائلاً: "حتى إشعار آخر، الجولاني (في إشارة للرئيس السوري) ينتمي إلى المتطرفين، وهو المسؤول المباشر عن الأفعال التي تمس إخوتنا الدروز"، وفق قوله. وقد عُقد الجزء الثاني من الجلسة خلف أبواب مغلقة، حيث جرى بحث تفاصيل "خاصة" مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
غارات إسرائيلية بذريعة "الدفاع عن الدروز"
في سياق موازٍ، نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات خلال تلك الأحداث استهدفت آليات أمنية ومواقع في محيط السويداء، وصولاً إلى قصف مقر هيئة الأركان العامة في قلب العاصمة دمشق، بزعم "الدفاع عن الطائفة الدرزية في سوريا".
نتنياهو يصعّد: هجوم مباشر على "الشرع" بعد زيارته لواشنطن
هاجم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، الرئيس السوري أحمد الشرع، معتبراً أن الأخير بدأ بتنفيذ خطوات "لن تقبلها" تل أبيب، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.
وقالت الهيئة إن نتنياهو انتقد خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغّر (الكابينت) سلوك الرئيس الشرع بعد زيارته التاريخية إلى البيت الأبيض، قائلاً: "عاد الشرع منتفخاً من واشنطن، وبدأ يفعل كل ما لن نقبله"، مدعياً أن الرئيس السوري "يسعى لجلب قوات روسية إلى الحدود" في إشارة إلى الجبهة السورية–الإسرائيلية.
واضاف نتنياهو أن التوصل إلى تفاهمات أمنية مع سوريا يصبّ في مصلحة الطرفين، مؤكداً أن إسرائيل لن تتهاون في حماية حدودها الشمالية.
وقال نتنياهو إن “لسوريا مصلحة أكبر في الوصول إلى اتفاق أمني مع إسرائيل، فإسرائيل دولة قوية جداً، والترتيبات التي تمنع الاحتكاك ستعود بالنفع على الطرفين”.
وأشار إلى أن زيارته الأخيرة للمنطقة العازلة داخل مناطق السيطرة الإسرائيلية في جنوبي سوريا هدفت إلى “ضمان عدم تكرار هجمات مشابهة لما حدث في 7 أكتوبر، والتأكد من تطبيق السياسة الأمنية الإسرائيلية على الحدود كافة”.
وأضافت الهيئة، نقلاً عن مصادرها، أن الشرع كان قد قال للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائهما إن إسرائيل "انتهكت اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 بعد سقوط النظام السابق، ووسّعت وجودها، وطردت قوات الأمم المتحدة، ونفّذت أكثر من ألف هجوم، شملت مواقع حساسة كالقصر الجمهوري ووزارة الدفاع"، مشيراً إلى أن دمشق لم ترد عسكرياً "لأن أولويتها كانت إعادة بناء البلاد".
طريق مسدود في المفاوضات
وفي سياق متصل، قالت هيئة البث الإسرائيلية قبل أيام إن المفاوضات الجارية بين سوريا والاحتلال عبر وسطاء دوليين وصلت إلى "طريق مسدود"، وسط مساعٍ للتوصل إلى اتفاق أمني يستند إلى تفاهمات عام 1974.
وأوضحت أن التعثر حصل على خلفية الخلاف حول الانسحاب من الجنوب السوري، وهي المناطق التي توغلت فيها قوات الاحتلال بعد الثامن من كانون الأول 2024 عقب سقوط نظام الأسد.
وأشارت الهيئة إلى أن إسرائيل لا ترغب في توقيع "اتفاق أمني" مع سوريا بل "اتفاق سلام كامل"، مؤكدة أن حكومة الاحتلال تشترط انسحابها من المناطق التي احتلتها مؤخراً بتوقيع اتفاق سلام شامل، فيما ترفض تل أبيب مطلب الرئيس الشرع بالانسحاب الفوري من جنوب سوريا.
وتعكس التصريحات والتطورات الأخيرة ارتفاع مستوى التوتر بين الجانبين، مع استمرار تل أبيب في استخدام ملف الجنوب السوري كورقة ضغط سياسية وأمنية، ورفضها تلبية الشروط السورية المتعلقة بالسيادة والانتشار العسكري.
صحيفة عبرية :: زيارة نتنياهو للجولان رسالة ضغط موجّهة إلى الشرع وترامب وأردوغان
تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير موسّع الدلالات السياسية والأمنية وراء الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المنطقة العازلة في الجولان السوري، مؤكدة أن الجولة لم تكن مجرد نشاط ميداني، بل خطوة مخطّط لها بعناية بهدف إرسال رسائل مباشرة لثلاثة أطراف: النظام السوري الجديد بقيادة الرئيس أحمد الشرع، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ووفق الصحيفة، فإن السماح لنتنياهو بإلغاء يوم كامل من جلسات محاكمته ليتمكن من القيام بجولة علنية في الجولان، يعكس الأهمية القصوى التي توليها إسرائيل لهذه الزيارة باعتبارها أداة ضغط سياسية.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الطابع السياسي للرسالة ظهر جلياً عبر التشكيلة الرفيعة للوفد الذي رافق نتنياهو، والذي ضم وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس الشاباك ووزير الخارجية، في خطوة تهدف إلى إظهار أن الزيارة تتجاوز إطار المتابعة الأمنية، وتمثل إعلان موقف إسرائيلي صريح حول مستقبل الجولان.
وخلال وجوده في المنطقة العازلة، ظهر نتنياهو مرتدياً معدات عسكرية كاملة، ليبعث رسالة بأن الجيش الإسرائيلي سيبقى في مواقعه الحالية داخل الجولان السوري المحتل، بما في ذلك قمّة جبل الشيخ، حتى تلتزم دمشق بشروط أمنية تفرضها تل أبيب،
وبينت أن هذه الشروط هي منطقة سورية منزوعة السلاح تمتد من دمشق حتى الحدود الأردنية، وشرقاً نحو 30 كيلومتراً داخل حوران، وحظر السلاح الثقيل والوجود المسلح الكثيف لأي تشكيلات عسكرية أو ميليشيات، والإبقاء على الوجود العسكري الإسرائيلي في جبل الشيخ كموقع سيطرة واستخبارات متقدّم، وفتح ممرّ بري للدروز بين الجولان المحتل والسويداء لنقل مساعدات إسرائيلية، مع تعهّد دمشق بعدم التعرض لهم.
وتكشف الصحيفة أن مفاوضات غير معلنة جرت بين الجانبين السوري والإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة حول هذه المطالب، شارك فيها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني من الطرف السوري، إلا أنها لم تحقق أي اختراق.
وترى "يديعوت أحرونوت" أن الدافع المباشر للزيارة كان القلق الإسرائيلي من التقارب الكبير بين الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس أحمد الشرع خلال زيارة الأخير للبيت الأبيض. وتشير الصحيفة إلى تخوّف إسرائيلي من تحوّل هذا التقارب إلى دعم أمريكي لمطالب سورية تتعارض مع الرؤية الأمنية لإسرائيل في الجولان.
ولتفادي مواجهة مباشرة مع الإدارة الأمريكية، اختار نتنياهو إيصال رسائل القوة عبر الرمزية العسكرية للزيارة بدلاً من تصريحات علنية قد تغضب ترامب.
كما شدّدت الصحيفة على أن الرسائل الإسرائيلية موجهة أيضاً إلى تركيا، لتوضيح أن لإسرائيل "مصالح استراتيجية ثابتة" في الجنوب السوري يجب أخذها بالحسبان، إضافة إلى مخاطبة الدروز داخل إسرائيل وفي سوريا لإظهار أن تل أبيب "تقف إلى جانبهم".
وشملت الزيارة أيضاً لقاءً مباشراً مع جنود احتياط في أحد المواقع المتقدّمة، حيث قدّم نتنياهو شرحاً مفصّلاً حول خططه العسكرية في الجولان.
وفي ختام التقرير، تربط الصحيفة بين زيارة نتنياهو الأخيرة وتصريحاته التي قال فيها إن تل أبيب مستعدة لتطوير “مهمّة حماية الدروز في سوريا” في أي لحظة، وهو إعلان تعتبره "يديعوت أحرونوت" جزءاً من استراتيجية الضغط على دمشق والرسائل السياسية الموجهة للولايات المتحدة وتركيا.
من جانبها، أدانت سوريا الزيارة بوصفها انتهاكاً خطيراً لسيادتها ووحدة أراضيها، فيما وصفت الأمم المتحدة الخطوة بأنها "مقلقة"، في حين أكدت مصادر عسكرية سورية أن تل أبيب "لا تنوي التراجع عن أيّ موقع احتلته مؤخراً"، كما أدانت عدة دول عربية منها السعودية وقطر والكويت وأيضاَ فرنسا الزيارة.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥
حذر المستشار التعليمي حسين الرسلان، من اتساع ظاهرة القبولات الجامعية غير الرسمية في سوريا، مؤكداً أن وزارة التعليم العالي باتت أمام تحدٍ قانوني وأخلاقي كبير، خاصة بعد انتشار وسطاء يدّعون قدرتهم على تأمين قبولات جامعية خارج المفاضلات الرسمية، مستغلين ارتفاع معدلات القبول، خصوصاً لحملة الشهادات غير السورية.
وأوضح الرسلان في منشور له على "فيسبوك" أن العديد من الطلاب تواصلوا معه للاستفسار عن "تسويات" لقبولاتهم الجامعية، ليكتشف أن هناك من يروج لإمكانية تجاوز نتائج المفاضلة والشواغر بوسائل غير قانونية، بل ويدّعي أن لديه "ترتيبات" داخل الوزارة والجامعات، في إشارة إلى خطورة هذه الممارسات واتساعها.
ودعا الرسلان وزارة التعليم العالي إلى التحرك السريع والحازم، واقترح جملة من الإجراءات الوقائية، أبرزها "إصدار تحذير رسمي للطلاب بعدم التعامل مع أي جهة أو شخص يدّعي تقديم قبولات خارج القنوات الرسمية، وتوجيه تحذيرات للإدارات الجامعية والموظفين بعدم الانخراط في أي ممارسات مخالفة للقوانين الناظمة للقبول.
وأكد على ضرورة التشديد على رفض أي استثناءات أو قبولات غير قانونية، وتوفير معلومات شفافة للطلاب حول آليات القبول الرسمية، وإصدار بيان يوضح التداعيات القانونية لأي طالب يثبت قبوله بطرق غير نظامية.
واختتم الرسلان تحذيره بالتأكيد على أن هذه الظاهرة لا تمس فقط بمبدأ تكافؤ الفرص، بل تهدد نزاهة العملية التعليمية وتفتح الباب أمام الفساد، مما يتطلب استجابة عاجلة وجدية من الجهات المختصة.
"التعليم العالي" تحذر من مزاعم بيع المقاعد الجامعية وتحذّر من التعامل مع جهات مشبوهة
وفي السياق، وجّهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تحذيراً رسمياً إلى الطلاب بشأن تداول شائعات ومعلومات مضللة عن وجود أشخاص يزعمون قدرتهم على تأمين قبولات جامعية وبيع المقاعد الدراسية من خلال "علاقات" مزعومة داخل الوزارة.
وأكدت الوزارة في بيان لها أن المفاضلة الجامعية تتم بشكل مؤتمت بالكامل، دون أي تدخل بشري، وذلك في إطار سياسة الوزارة الثابتة لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد بكل أشكاله، مشددة على أن أي تلاعب في هذا السياق مرفوض رفضاً قاطعاً.
ودعت الوزارة طلابها إلى عدم الانجرار وراء هذه المزاعم، أو التعامل مع أي جهة تدّعي امتلاك "نفوذ" أو "قدرة" على التلاعب بنتائج المفاضلات الجامعية، مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يثبت تورطه في ترويج أو ممارسة مثل هذه الأفعال.
كما شددت الوزارة على أهمية الالتزام بالقنوات الرسمية وعدم الوثوق بأي وعود خارج إطار السياسات والأنظمة المعتمدة، حفاظاً على حقوق الطلاب وضماناً لمبدأ تكافؤ الفرص.

وأشارت الوزارة إلى أنها خصصت مقاعد إضافية لاستيعاب الحاصلين على الشهادات القديمة دون أي تأثير على مقاعد طلاب دفعة 2025 أو على الحدود الدنيا للقبول، مشددة على أن هذه الخطوة جاءت لإنصاف شريحة من الطلاب الذين لم تتوفر لهم فرص عادلة في الأعوام الماضية.
وبيّنت الوزارة أن العام الحالي وُصف بأنه “عام التحرير” وما يحمله من توجهات لرفع المظالم، الأمر الذي استدعى معالجة أوضاع الطلاب المتقدمين بشهادات تعود لسنوات سابقة، ولا سيما بين عامي 2011 و2024، حيث أصبح بإمكانهم التقدم إلى المفاضلة العامة بالإضافة إلى مفاضلة ملء الشواغر الصادرة مؤخراً.
هذا ودعت الوزارة الطلاب وذويهم إلى الاعتماد على البيانات المنشورة عبر منصاتها الرسمية فقط، وعدم الالتفات إلى الشائعات المتداولة، متمنية التوفيق لجميع الطلاب.
وأعلنت الوزارة أنها ستُصدر خلال الأيام القليلة القادمة مفاضلة ملء الشواغر الجامعية، في خطوة تهدف إلى إتاحة فرصة جديدة للطلاب الذين لم يحصلوا على قبول في المفاضلة العامة، وذلك في ظل وجود أكثر من ثلاثين ألف مقعد شاغر في الجامعات الحكومية والخاصة.
وأكدت أن المفاضلة الجديدة ستشمل برامج التعليم العام والموازي والخاص، وستكون متاحة أمام جميع الطلاب من حملة الشهادة الثانوية السورية وغير السورية، إضافةً إلى حملة الشهادات الثانوية القديمة، حرصاً منها على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص وضمان حصول كل طالب مستحق على مقعد جامعي وفق أسس القبول المعتمدة.
وشددت الوزارة على التزامها بمواصلة دعم الطلاب وتأمين فرص التعليم الجامعي المناسبة لهم، بما يضمن العدالة والشفافية في عملية القبول، متمنيةً التوفيق والنجاح لجميع الطلبة في مسيرتهم الأكاديمية.
وكانت أعلنت وزارة التعليم العالي صدور نتائج المفاضلة العامة للقبول الجامعي، بما يشمل طلبة الشهادة الثانوية من الدورات الحالية والقديمة، ودعت الوزارة جميع الطلاب المتقدمين إلى الدخول إلى حساباتهم الشخصية عبر الموقع الرسمي للمفاضلة، وذلك للاطلاع على النتائج الصادرة واستكمال الإجراءات المطلوبة للمرحلة القادمة.
ويُعد هذا الإعلان خطوة مهمة لآلاف الطلاب الراغبين بالالتحاق بالجامعات السورية، حيث تشكل المفاضلة البوابة الأساسية لتحديد الاختصاصات المتاحة أمامهم وفقاً لمعدلاتهم الدراسية، وأكدت لجنة التحوّل الرقمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الإقبال الواسع على المفاضلة العامة للقبول الجامعي عبر المنصات الرقمية الوطنية.
وأعلنت الوزارة النتائج الإحصائية النهائية الخاصة بالمفاضلة للعام الجامعي، والتي عكست تزايد الاعتماد على الخدمات الإلكترونية في إجراءات التقديم والقبول، وبحسب الإحصاءات التي نشرتها الوزارة، بلغ عدد المتقدمين نحو 249,970 طالبًا وطالبة من مختلف المحافظات السورية، بمن فيهم حملة الشهادات الثانوية القديمة، مما يعكس توسع قاعدة المستفيدين من المنظومة الرقمية.
وأشارت الوزارة إلى أن هذه الأرقام تعبر عن الثقة المتزايدة بالمنصات الرقمية الوطنية، ومدى جاهزية البنية التقنية التي وفرتها لجنة التحول الرقمي لدعم عمليات القبول الجامعي وتسهيل إجراءات التسجيل.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥
أعلن محافظ السويداء، مصطفى البكور، اليوم الأربعاء، توقيع مذكرة تفاهم مع منظمة دولية تدعى زوا، تستهدف دعم الأهالي وتلبية احتياجاتهم الأساسية في المحافظة في ظل الظروف الحالية.
وأوضح المحافظ — في منشور له عبر منصة "تلغرام" — أن الاتفاق يشمل منح خدمات ومساعدات في منطقة المشنف، أبرزها: إعادة تأهيل بئر الدياثة، وتوزيع مدافئ متعددة الوقود، إضافة إلى 450 كغ من ثفل الزيتون تُقدَّم لحوالي 750 عائلة.
كما يشمل البرنامج دعم 600 مزارع بمدخلات زراعية وحيوانية، وتنفيذ دورة تدريبية في الزراعة المناخية الذكية لـ 350 مستفيداً، إلى جانب تدريب 500 امرأة على تصنيع المنظفات من النباتات الطبية، فضلاً عن مشروع لإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي في المنطقة.
وأضاف البكور أن الاتفاق يتضمّن أيضاً مشاريع تنموية في منطقة القريا، حيث سيتم إعادة تأهيل بئرين في بكا وتزويدهما بمحولات كهربائية في بلدة صلخد، فضلاً عن توزيع مدخلات زراعية وحيوانية لصغار المزارعين ليشمل نحو 1840 مزارعاً.
كما تتضمن خطة الدعم مساعدات شتوية تستهدف القرى التي تستضيف نازحين داخلياً من الريفين الغربي والشمالي، إذ سيحصل 425 عائلة على مدفأة متعددة الوقود و450 كغ من ثفل الزيتون، تغطي احتياجاتهم لثلاثة أشهر.
وقال البكور إن هذه المبادرة تأتي في إطار جهود المحافظة لتخفيف معاناة الأهالي وتعزيز سبل العيش، وتهدف إلى تقديم حلول إنسانية وتنموية تلامس احتياجات الناس، وتساهم في دعم الزراعة والمزارعين وتحسين البنية التحتية.
وصول المساعدات إلى مئات الآلاف شهرياً
وذكرت الأمم المتحدة أن المساعدات الإنسانية تصل شهرياً إلى أكثر من 350 ألف شخص داخل سوريا، حيث يوفر برنامج الأغذية العالمي نحو 400 طن متري من الدقيق أسبوعياً لدعم المخابز العامة، بينما ساهمت اليونيسف في إعادة تأهيل المدارس في محافظة السويداء، بما يضمن استمرار العملية التعليمية رغم الظروف الأمنية المتقلبة.
دعم لوجستي لقطاعي المياه والصرف الصحي
وأضافت الأمم المتحدة أن شركاءها في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة يدعمون عمليات نقل المياه إلى مناطق درعا والسويداء، موضحة أنهم قدموا في تشرين الأول وحده أكثر من 19 ألف متر مكعب من مياه الشرب، إلى جانب 78 ألف لتر من الوقود لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي الأساسية في المحافظتين.
تراجع حاد في قدرة الوصول الإنساني
وأشارت أوتشا إلى أن محدودية التمويل وتحديات الوصول الميداني تسببت بانخفاض بنسبة 68% في عدد الأشخاص الذين تم الوصول إليهم في السويداء ودرعا وريف دمشق خلال تشرين الأول مقارنة بشهر أيلول، رغم محاولات السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية استقرار الخدمات الأساسية بما فيها الكهرباء.
نزوح مستمر وتهديدات أمنية في الجنوب
وأكد المكتب الأممي أن الوضع الإنساني لا يزال متقلباً، إذ يواجه أكثر من 180 ألف نازح في جنوب سوريا حوادث أمنية متفرقة تعيق الحركة والوصول الإنساني، خاصة في المناطق الريفية، كما تواصل الذخائر المتفجرة تشكيل تهديد مباشر للأهالي والنازحين على حد سواء.
ضحايا الذخائر وعمليات المسح والتطهير
وأبلغ الشركاء الإنسانيون عن 15 إصابة ناجمة عن حوادث الذخائر المتفجرة خلال تشرين الأول، بينما تستمر فرق التوعية والمسوحات الميدانية والتطهير قدر الإمكان، وفق الظروف الأمنية والموارد المتاحة.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥
اختار مجلس وزراء الإعلام العرب بالإجماع، العاصمة السورية دمشق لتكون عاصمة الإعلام العربي لعام 2028، في قرار صادق عليه خلال أعمال الدورة الخامسة والخمسين للمجلس التي عقدت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
جاء التصويت بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ووزراء الإعلام العرب وممثلي الاتحادات والمنظمات الإعلامية ذات الصفة المراقبة، في خطوة تعكس إعادة الاعتبار لسوريا بعد سنوات من الغياب الإعلامي.
وفي تعليق له عبر منصة "إكس"، قال حمزة المصطفى، وزير الإعلام السوري: "اليوم، في القاهرة، تبوأت سوريا مكانتها المستحقة واستعادت صوتها الحقيقي، حاملةً دروس سنوات ثقيلة تعلمت خلالها أن الكلمة مسؤولية، وأن الحرية رافعة للعمران".
وأضاف أن رئاسة سوريا للمجلس في هذه الدورة، إلى جانب اختيار دمشق عاصمة للإعلام العربي، يُعد "خطوة مهمة ضمن جهود تراكمية لبناء منظومة إعلامية وطنية تحترم المعايير المهنية وتلتزم بالشفافية والمصداقية".
وأشار المصطفى إلى أن القرار يعكس "الاحتضان العربي الحقيقي لسوريا الجديدة" عبر الاعتراف بمكانتها الإعلامية على صعيد العالم العربي، معتبراً أن دمشق أصبحت اليوم منصة للتلاقي الإعلامي والتبادل الثقافي.
ويُذكر أن برنامج عواصم الإعلام العربي كان قد اختار في السنوات السابقة عواصم عربية أخرى، حيث ستتبوأ العاصمة المغربية الرباط هذا اللقب عام 2026، والعاصمة القطرية الدوحة عام 2027، مع الإبقاء على محور خاص عن القدس ضمن أنشطة الإعلام العربي لعام 2028.
يمثل اختيار دمشق عاصمة للإعلام العربي لعام 2028 محطة مفصلية في مسار عودة سوريا إلى موقعها الطبيعي في الفضاء العربي، بعد سنوات من العزلة السياسية والإعلامية فرضها سلوك النظام السابق خلال سنوات الحرب.
ويعكس هذا التتويج تقديراً للدور المتجدد للإعلام السوري في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، حيث تبنّت المؤسسات الإعلامية خطاباً جديداً يقوم على المهنية والتعددية والانفتاح، متجاوزةً إرث التحريض والتضليل الذي طبع المشهد الإعلامي لعقود، ويأتي هذا الاستحقاق كجزء من عملية إعادة تموضع سوريا إقليمياً، ومنحها منصة لتعزيز صورة الدولة الجديدة القائمة على الشفافية والمساءلة وبناء الثقة مع المحيط العربي والدولي.
وقال المصطفى في كلمته خلال الاجتماع المنعقد في القاهرة: "أتيتكم من دمشق التي نفضت عنها غبار السنوات، أحمل تحية شعب استعاد صوته وقراره، ليعلن عودة سوريا إلى مقعدها الطبيعي بين أشقائها العرب"، مؤكداً أن سوريا الجديدة تطوي صفحة الغياب الذي بدأ عام 2011 وتستأنف اليوم دورها العربي والإعلامي برؤية جديدة تضع في صلبها المهنية والموضوعية.
وأوضح أن رئاسة سوريا لهذه الدورة ستتركز على صياغة سياسات عربية موحّدة لمواجهة التحديات الإعلامية المتسارعة، مع إعطاء أولوية لتوطين المعرفة الرقمية والتصدي للمحتوى المضلّل، مضيفاً: "في عصر الذكاء الاصطناعي والتدفق الرقمي الهائل، لم يعد بالإمكان مواجهة التحديات بمنطق العمل الفردي، بل بات التعاون العربي المشترك ضرورة وجودية، خصوصاً في ما يخص الجيل الرقمي الجديد".
وأشار وزير الإعلام إلى أن سوريا تسعى لبناء إعلام حر ومسؤول يحترم التعددية، ويؤمن بالحوار، ويكون جسراً للتواصل بين مكونات المجتمع السوري المتنوّع، ويعمل على تعزيز المصالحة المجتمعية وإعادة بناء النسيج الاجتماعي الذي مزّقته الحرب.
وفيما يتعلّق بالتزام سوريا بالعمل العربي المشترك، شدد المصطفى على أهمية ميثاق الشرف الإعلامي العربي كمنظومة مهنية وأخلاقية ضرورية لحماية المجتمعات من خطاب الكراهية والتحريض والانقسام، مضيفاً أن الكلمة يجب أن تكون أداة للبناء لا للهدم.
ولم تغب فلسطين عن خطاب الوزير السوري، حيث أكد أن "غزة جرح عميق في الضمير الإنساني والعربي، وأن الإعلام العربي مسؤول عن نقل معاناة الشعب الفلسطيني وكشف جرائم الاحتلال".
وختم المصطفى حديثه بالتأكيد على أن سوريا الجديدة لا تعود إلى شقيقاتها العرب لاستعادة مقعد فقط، بل للمساهمة في صناعة محتوى إعلامي نابع من هوية الأمة، ولإطلاق مشاريع عربية تسهم في ترسيخ الحضور الإعلامي العربي في الساحة الدولية، مشدداً على أن التحديات التي تواجه الإعلام العربي تتطلب تضامناً استراتيجياً قادراً على إنتاج إعلام وطني قادر على التأثير في الرأي العام وصياغة وعي عربي جامع.
يُعد مجلس وزراء الإعلام العرب أحد المجالس الوزارية المتخصصة المنبثقة عن جامعة الدول العربية، ويضم في عضويته وزراء الإعلام في الدول الأعضاء أو من يمثلهم. يهدف المجلس إلى تنسيق السياسات الإعلامية بين الدول العربية، وتوحيد الخطاب الإعلامي بما يخدم قضايا الأمة، ويواجه التحديات الإقليمية والدولية.
يؤدي المجلس دورًا محوريًا في تعزيز التعاون الإعلامي المشترك، ومواكبة التحولات الرقمية العالمية، من خلال صياغة استراتيجيات إعلامية متكاملة، تتصدى لخطاب الكراهية، وتدعم حرية الإعلام ضمن إطار احترام الخصوصيات الوطنية. كما يعمل على تطوير ميثاق الشرف الإعلامي العربي، ويحرص على إبراز القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، في مختلف المحافل الإعلامية الدولية.
تعقد اجتماعات المجلس بشكل دوري في مقر الجامعة بالقاهرة أو في الدول الأعضاء المستضيفة، وتشكل قراراته وتوصياته أحد الأطر المرجعية للعمل الإعلامي العربي المشترك، لاسيما في ظل التحديات المتصاعدة المرتبطة بالإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي وتأثيراتهما العابرة للحدود.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥
يصادف اليوم الـ 27 تشرين الثاني/ 2025، الذكرى السنوية الأولى لانطلاق معركة "ردع العدوان"، الحدث المفصلي الذي غيّر مسار التاريخ السوري وفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة، أنهت عقوداً من القمع والاستبداد وأسقطت النظام البائد برئاسة الإرهابي الفار بشار الأسد.
ويُنظر إلى هذا اليوم باعتباره اللحظة المفصلية التي تلاقى فيها الغضب الشعبي مع التحرك العسكري، لتتحول العملية إلى انتفاضة وطنية شاملة أنهت منظومة القمع وبدأت مسار بناء الدولة السورية الجديدة.
ومنذ بداية انطلاقتها أعطت معركة "ردع العدوان" بارقة أمل كبيرة لملايين المدنيين المهجرين في تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران بأرياف حلب وإدلب لإفساح المجال لعودة أهلها إلى قراهم وبلداتهم، وأعادت المعركة روح الثورة والتحرير وكانت موضع التفاف واسع إعلامياً ومدنياً.
شرارة المعركة… من الاحتقان الشعبي إلى قرار التحرير
جاءت انطلاقة المعركة بعد سنوات طويلة من الحراك الثوري السوري، والقتل والتنكيل بالسوريين، وتفشي الفساد، واستمرار الجرائم بحق المدنيين، ومع تزايد الانشقاقات داخل بنية النظام وتراجع قدرته على السيطرة، فاتخذت القوى الوطنية قراراً بإطلاق عملية لتحرير البلاد.
اصطفاف وطني غير مسبوق
تميزت معركة "ردع العدوان" بتوحد فصائل المعارضة الوطنية والقوى المدنية والعسكرية تحت هدف واحد، وللمرة الأولى منذ 2011، توحّدت قوى متباينة الخلفيات والانتماءات في جبهة واحدة لإسقاط النظام، ما منح المعركة زخماً سياسياً وشعبياً كبيراً، وجعلها تتحول إلى ما يشبه الثورة الثانية في مسار النضال السوري.
سقوط منظومة الحديد والنار
مع اتساع رقعة العمليات، بدأ النظام يفقد السيطرة سريعاً، فسقطت أهم مقار الأمن السياسي والعسكري، وفقد النظام القدرة على الدفاع عن مكاتبه الحكومية ومراكزه الحساسة، وفي غضون أيام، تهاوت صورة النظام الذي طالما قدّم نفسه كقوة مطلقة، لتظهر هشاشته بمجرد انهيار منظومته الأمنية.
بداية مرحلة جديدة… وصول القيادة الشرعية
انتهت المعركة بإعلان سقوط النظام البائد، وبدء مرحلة سياسية جديدة تُوّجت لاحقاً بوصول الرئيس أحمد الشرع إلى السلطة، ليبدأ معها تنفيذ رؤية إصلاحية قائمة على إطلاق العدالة الانتقالية ومحاسبة المتورطين بالجرائم، وتوحيد مؤسسات الدولة وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس قانونية، وفتح مسار المصالحة الوطنية، وإعادة العلاقات الخارجية إلى مسارها الطبيعي.
تحمل ذكرى انطلاق معركة "ردع العدوان" رمزية وطنية لأنها أنهت حقبة من الاستبداد والقتل، وأعادت القرار السياسي إلى السوريين، ووحدت السوريين بعد سنوات من الانقسام الذي فرضه النظام، كما فتحت باب الاستقرار والعدالة وبناء الدولة الحديثة.
وشكل سقوط نظام بشار الأسد لحظة تحول مفصلية في تاريخ سورية الحديث، التي حكم فيها آل الأسد البلاد 54 عاماً، بدأت في عام 1970 بحكم حافظ الأسد، حكم فيها البلاد نحو ثلاثين عاماً أسس خلالها نظاماً استخباراتياً ديكتاتورياً قمعياً، أورثه لابنه بشار بعد وفاته في عام 2000، الذي حكم سورية منذ ذلك التاريخ إلى سقوطه اليوم على يد فصائل المعارضة والشعب الثائر في كل أنحاء البلاد.
وفي فجر يوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، من دخول العاصمة دمشق، معقل الإرهابي الأكبر "بشار الأسد" المفترض في القصر الجمهوري، والذي تبين أنه فرَّ هارباً إلى روسيا، لتحقق عملية "ردع العدوان" أسمى هدف للثورة السورية الحرة، في إسقاط "بشار الأسد" ونظامه، بعد أن عاث فساداً وقتلاً وتدميراً في سوريا، خلال سنوات عجاف مرت على الشعب السوري لقرابة 50 عاماً من حكم عائلة الأسد.
بتحرير مدينة دمشق، وماسبقها من عمليات تحرير ضمن عملية "ردع العدوان"، في كامل تراب سوريا الحرة، تحررت سوريا ونفضت عن نفسها غبار أكثر من 50 عاماً من حكم آل الأسد بالحديد والنار، وسقط الأسد وكافة رموزه، فكان دخول الثوار إلى مدينة دمشق، بداية فتح الطريق بشكل كامل باتجاه الخلاص وبلوغ هدف الثورة في إسقاط الأسد وكافة رموزه.
عام على التحرّر… وسوريا تستعيد موقعها
بعد عام من سقوط النظام، تشهد البلاد تغييرات ملموسة أبرزها الانفتاح الدبلوماسي الكبير وعودة سوريا إلى محيطها الإقليمي، وتحسن أمني في غالبية المناطق، إلى جانب خطوات جادة نحو المصالحة وإعادة الحقوق، وبدء مشاريع حيوية في إعادة الإعمار والتنمية، وتعزيز دور الدولة في حماية الحريات والحقوق العامة.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٥
ناقش وزير العدل السوري، مظهر الويس، مع الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، والوفد المرافق لها، سبل توسيع التعاون المشترك في مجالات حقوق الإنسان، وسيادة القانون، ودعم العدالة الانتقالية في سوريا.
وخلال اللقاء الذي عُقد اليوم في مقر الوزارة بدمشق، شدد الوزير الويس على أن ترسيخ الاستقرار في البلاد يمرّ عبر مسار عدالة انتقالية شاملة تُعطي الأولوية لجبر الضرر وتوثيق الانتهاكات، مؤكداً التزام الحكومة السورية بالوقوف إلى جانب الضحايا، وضمان محاسبة منتهكي الحقوق، ودعم آليات الوصول إلى الحقيقة.
وأشار الوزير إلى أهمية الشراكة مع المنظمات الدولية الفاعلة في ميدان حقوق الإنسان، وعلى رأسها منظمة العفو الدولية، بما يسهم في بناء منظومة قضائية فاعلة، ويعزز مناخ المصالحة المجتمعية وترسيخ دولة القانون.
وتأتي هذه المباحثات ضمن جهود وزارة العدل السورية لتطوير علاقاتها مع المؤسسات الحقوقية الدولية وتفعيل دورها في دعم جهود الإصلاح القانوني، وتوفير بيئة قانونية قائمة على الشفافية والعدالة.
يُذكر أن منظمة العفو الدولية، التي تتخذ من لندن مقراً لها، تأسست عام 1961، وتُعد من أبرز المنظمات غير الحكومية المعنية برصد انتهاكات حقوق الإنسان، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عنها، وتعزيز الحريات الأساسية في العالم.