قصف الجيش التركي معاقل قوات حماية الشعب في عفرين وريفها بغارات جوية وبقذائف المدفعية الثقيلة، في وقت حاولت فيه ميليشيات تابعة لنظام الأسد للدخول باتجاه ريف عفرين لمواجهة الجيش الحر والجيش التركي ضمن معركة غصن الزيتون.
وذكر ناشطون أن المدفعية التركية استهدفت رتل تابع لميليشيات الأسد على معبر الزيارة بالريف الشمالي، حيث كان متجها لجبهات ريف عفرين، كما استهدفت المدفعية مواقع وحدات حماية الشعب في حي الأشرفية بمدينة عفرين.
وشهدت سماء مركز منطقة عفرين تحليقا لطائرات الاستطلاع التابعة للجيش التركي.
وتعرضت مدينة مارع وبلدة كلجبرين بالريف الشمالي لقصف مدفعي من قبل قوات حماية الشعب، ما أدى لسقوط شهيد وجرحى في صفوف المدنيين، وردت المدفعية التركية باستهداف قوات حماية الشعب في مدينة تل رفعت.
وكان الجيش الحر قد سيطر ضمن عملية غصن الزيتون من السيطرة على قرية تل ديلور جنوب غرب مدينة عفرين، كما سيطر على قرية علي جارو ومعسكراً بالقرب منها في محور بلبل، وقرى الصفراء والرحمانية والظاهرة العليا و الظاهرة السفلى في ناحية الشيخ حديد غربي مدينة عفرين، وقتل خلال الاشتباكات ١٧ عنصر قوات حماية الشعب.
أكدت مصادر ميدانية في إدلب لـ شام، ان هيئة تحرير الشام تعمل على استغلال بيانات تحييد المدن والبلدات، للتجييش وحشد الأرتال وتعزيز قواتها ثم استئناف الهجوم، لافتاً إلى أنها لم تلتزم في أي من البيانات التي اتفق ممثلوها مع الطرف الأخر والفعاليات المدنية في مناطق عدة.
وبين المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن العديد من المدن الرئيسية والبلدات حيدن نفسها عن الاقتتال الحاصل، وقامت الفعاليات المدنية فيها بجمع ممثلي الطرفين من هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا، وأصدرت بيانات تحييد كامل عن الاقتتال موقع من قبل الطرفين، إلا أن الهيئة سرعان ماتخل بالاتفاق الموقع بمجرد تقوية مواقعها لتستأنف الهجوم.
وبين المصدر أن الشارع الشعبي يشهد حالة غليان كبيرة رفضاَ للاشتباكات وتحشيد الأرتال ضمن المدن والبلدات في المحرر، فيما تواصل الهيئة تجميع قواتها في جبل الزاوية والمسطومة وأطراف أريحا، لمواصلة القتال، الأمر الذي سبب حالة شلل كاملة لكل نواحي الحياة في المناطق التي تشهد اشتباكات بين الطرفين.
تصدى مندوب روسيا لجهود مجلس الأمن الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف الحملة الدامية على الغوطة الشرقية، في حين قالت مندوبة الولايات المتحدة إن بلادها مستعدة للتصويت على مشروع قرار سويدي كويتي بهذا الشأن.
وخلال الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن اليوم الخميس بطلب من روسيا لبحث الوضع في الغوطة الشرقية، قال المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا إن بلاده لا ترى فائدة من اعتماد مشروع القرار الذي تقدمت به الكويت والسويد لوقف إطلاق النار في سوريا لمدة ثلاثين يوما، مشيرا إلى أن بلاده وضعت تعديلات عليه ستوزعها على أعضاء المجلس.
واتهم المندوب الروسي الأطراف الدولية بالعمل على تشويه صورة روسيا والنظام، وقال إن تلك الأطراف لا تأبه لما يجري في الغوطة، مضيفا أن الأمر يتطلب قرارات "يمكن تنفيذها" و"تتفق مع الواقع على الأرض".
من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح الذي ترأس اجتماع مجلس الأمن إلى اعتماد مشروع القرار، وقال إن الهدف منه هو تمكين الأمم المتحدة من إيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء المصابين.
وقال مراسل الجزيرة إن أطرافا دولية استبقت اجتماع مجلس الأمن بممارسة ضغوط على روسيا لكي توافق على هدنة إنسانية لمدة شهر في سوريا، غير أن موسكو تمكنت من كسب الوقت -على ما يبدو- بطلبها تعديل الصيغة المطروحة لوقف القتال.
من جانبها، قالت المندوبة الأميركية كيلي إيكلز كوري إن الغوطة الشرقية لا يمكن أن تتنظر أكثر من هذا لوقف الأعمال العدائية، وحثت مجلس الأمن على اعتماد مشروع القرار الكويتي السويدي، مضيفة أن واشنطن مستعدة للتصويت عليه الآن.
وقد بدأ اجتماع مجلس الأمن بالاستماع إلى إحاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك عبر الفيديو من جنيف، حيث قال إن الغوطة تشهد عمليات قتل ممنهجة للمدنيين.
وأضاف لوكوك أن الأمم المتحدة وثقت مقتل أكثر من ثلاثمئة مدني وإصابة أكثر من تسعمئة آخرين في الغوطة منذ بداية الشهر الجاري، واصفا ما يجري هناك بأنه "مثال حي على وضع إنساني كارثي يمكن إنهاؤه"، ومشيرا إلى كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أمس حين وصف ما يحدث في الغوطة بأنه "الجحيم على الأرض".
من جانب آخر، قال المندوب الفرنسي فرانسوا ديلاتر إن الغوطة تشهد تسارعا في وتيرة المعارك، وإن مأساة حلب يمكن أن تعاد مجددا.
أعرب وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، اليوم الخميس، عن "دهشته" من ممارسات النظام ضد سكان الغوطة الشرقية، بريف دمشق، مشدداً في تصريح صحفي، على ضرورة حماية المدنيين السوريين، وتوفير المساعدات الأساسية إليهم.
وقال "أشعر بدهشة كبيرة ورعب شديد من العنف الوحشي الذي يمارسه النظام ضد سكان الغوطة الشرقية"، مضيفاً أن بلاده ستضغط على روسيا لتحقيق هدنة من شأنها أن تتيح إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى المتضررين.
وأكد أن لندن ملتزمة بالعمل عن كثب مع جميع شركائها الدوليين في التقدم نحو الحل السياسي، الذي "يعد الطريقة الوحيدة لوضع حد لهذا الحمام الدموي الرهيب، وإحلال السلام للشعب السوري".
وفي الأثناء، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، دعت إليها موسكو، لمناقشة الوضع الحالي في الغوطة الشرقية.
وتواجه بلدات ومدن الغوطة الشرقية بجميع بلداتها حملة قصف جوية وصاروخية غير مسبوقة منذ 18 شباط، شاركت فيها بشكل واسع الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام الحربية والمروحية لأول مرة منذ عامين، إضافة لراجمات الصواريخ الثقيلة والمتوسطة والمدفعية الثقيلة، في حملة إبادة شاملة ضد 350 ألف مدني محاصر.
دعا "جيش الأحرار" في بيان رسمي اليوم، هيئة تحرير الشام لوقف الاقتتال فورا والنزول أمام محكمة شرعية مرتضاة، كما طالب جميع الفصائل والهيئات والفعاليات في الساحة بتشكيل لجنة مفوضة بوضع حل شامل للساحة.
وأكد الجيش أنه لن يقف مكتوف الأيدي حيال ما يحدث من إراقة الدماء، وتدمير الساحة حيث أن الرابح فيها خاسر، والمستفيد من ذلك في نهاية المطاف هو النظام وحلفاؤه.
وأوضح الجيش أن الهيئة رفضت النزول أمام محكمة شرعية بذريعة عدم جدواها و عجزها عن إلزام اطراف الاقتتال، لافتاً إلى أن تلك حجج لا ترتقي إلى تعطيل الاحتكام لشرع الله، واستبداله بلغة السلاح، مشيراً إلى أن حقوقهم لم تردها الهيئة ولم تنفذ الوعود التي قطعتها لهم على تنفيذها رغم ثبوت الحق وإقرارها به.
وبين أن معلومات وردتهم عن دخول بعض المهاجرين و منهم بعض التركستان في الاقتتال و على الرغم من وعودهم بعدم الخوض فيه، ناصحاً المهاجرين عامة وقيادة الحزب الإسلامي التركستاني خاصة, بعدم الخوض في دماء أهل الشام.
دعا مندوب السويد الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير "أولوف سكوغ"، اليوم الخميس، إلى ضرورة أن يعتمد مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الذي تقدمت به بلاده مع الكويت، بشأن هدنة إنسانية لمدة شهر واحد في الغوطة الشرقية لدمشق، وجميع أنحاء سوريا.
جاءت دعوة مندوب السويد، قبل دقائق من بدء جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة، التي دعت إليها روسيا لمناقشة الوضع الحالي في الغوطة الشرقية.
وأوضح السفير السويدي، للصحفيين، أنه "من المهم للغاية أن يتم اعتماد مشروع القرار بشأن الهدنة الإنسانية ونحن نأمل أين يحدث ذلك اليوم".
وقال المندوب الفرنسي في مجلس الأمن إن الغوطة شهدت تسارعا في وتيرة المعارك ويمكن أن تعاد مأساة حلب مجددا، في حين أكدت نائبة المندوبة الأمريكية لدي الأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن أن الوضع في الغوطة صار كالجحيم وواشنطن ستصوت اليوم لصالح قرار الهدنة بسوريا.
بدوره أوضح المندوب البريطاني في مجلس الأمن أن السكان في الغوطة الشرقية ليسوا إرهابيين، داعياً لوقف فوري للأعمال العدائية وخاصة في الغوطة الشرقية.
وفي الأثناء، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، دعت إليها موسكو، لمناقشة الوضع الحالي في الغوطة الشرقية.
قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا إن على مجلس الأمن أن يقتنع بضرورة وقف إطلاق النار في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا، حيث وردت أنباء عن مقتل ما لا يقل عن 370 شخصا.
وأضاف بانوس مومتزيس ”بعد كل الصور التي خرجت من الغوطة الشرقية خلال الساعات الاثني والسبعين الماضية.. إذا كان هذا لن يقنع أعضاء المجلس ودوله بالحاجة إلى وقف إطلاق النار، فإننا بصدق لا نعرف ما الذي سيقنعهم“.
ويعقد مجلس الأمن الدولي ظهر اليوم الخميس بتوقيت نيويورك جلسة مفتوحة بناء على طلب روسيا لمناقشة "الوضع في الغوطة الشرقية".
ودعت هيئة التفاوض السورية للمباشرة بإعلان هدنة فورية في سوريا تترافق مع مفاوضات جدية لتثبيت وقف إطلاق النار وتفعيل المسارين الإنساني و السياسي، وبينت الهيئة أنها ترى النظر في إعلان هدنة فورية لمدة ٣٠ يوماً في سورية واجبا على المجتمع الدولي.
قال مشايخ فض الاقتتال الحاصل بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا في بيان اليوم، إنه لو صحّ ما نُسب لحركة نور الدين زنكي المنضوية في صفوف "جبهة تحرير سوريا" ماذكرته هيئة تحرير الشام من قضايا عندهم، فإنه يجب الخضوع لمحكمة تحكم فيهم سواءً طائفة أو أعياناً.
ورأي المشايخ أن عذر الهيئة في عدم قبول المحكمة الشرعية لا ينهض بأن يكون مبرراً شرعياً، وأن ما ذكرته الهيئة من أسباب لقتال حركة الزنكي لا يصح به إراقة الدماء، وأما مسألة من الذي ابتدأ القتال فلا يمكن تحديدها بدعاوى الطرفين، بل لابد لها من قضاء يفصل فيها.
وأكد المشايخ أن الواجب اليوم على هيئة تحرير الشام أن يرتضوا محكمة شرعية تصدر حكمها في هذه القضايا، خاصةً أن حركة الزنكي لم تمتنع عن ذلك لا بشوكة ولا بغيره، ويجب على كل عاقل حريص على الساحة إيقاف هذا القتال لحقن دماء المسلمين وحفاظاً على ماتبقى من جهادهم.
وكان اجتمع عدد من المشايخ من الشرعيين والعلماء الذين تدخلوا لوأد الاقتتال الحاصل بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا، مع قادة الطرفين، دون التوصل لاتفاق ينهي حالة التحشيد والاشتباكات المستمرة في ريفي حلب وإدلب، بحسب مانشر الشيخ "مصلح العلياني" من بيان العلماء.
وذكر العلياني عير قناته على موقع "تلغرام بالأمس" أن عدد من العلماء قاموا بجولة مزدوجة على طرفي الاقتتال ممثلة بقيادة الزنكي وتحرير الشام أمس الثلاثاء، بهدف حل الإشكال الحاصل بين الطرفين، منهم الشيخ عبد الرزاق المهدي ، والشيخ أبو محمد الصادق، والشيخ عبد الله المحيسني، والشيخ مصلح العلياني".
وذكر البيان أن العلماء التقوا مع قيادة حركة نور الدين زنكي ممثلة بالشيخ توفيق شهاب الدين ومجلس الشورى والمكتب الشرعي وكان اللقاء مصوراً بناء على طلب المشايخ، نفت فيها قيادة الزنكي التنسيق مع جيش الثوار والاتهامات الموجهة ضدها، وأبدت استعدادها للخضوع لمحكمة تحكم في القضايا مع الهيئة.
وأضاف أن المشايخ خرجوا من ريف حلب للقاء "أبو محمد الجولاني" أمير هيئة تحرير الشام والشيخ عطون الشرعي العام للهيئة، واللذان رفضا أن يكون اللقاء مصوراً، في حين ابدوا استعدادهم للنقاش في قضية الزنكي وحلها، وأما المحكمة فكان ردهم بأن الزنكي حصلت على دعم خارجي وأنه متهم باغتيالات قادات في الهيئة وشرعيين منها ، وبالنسبة للمحكمة فقد ذكروا بأنها ليست حلاًّ ولاتستطيع أن تُلزم الطرفين.
وشهدت بلدات ريف حلب الغربي وإدلب الجنوبي، اشتباكات بين الطرفين واستخدام للأسلحة الثقيلة والمتوسطة ضمن المناطق المدنية، وسط حالة رفض شعبية كبيرة للاقتتال الداخلي بين الفصائل.
قال وزير الدفاع التركي نورالدين جانيكلي، معلقاً على إرسال قوات الأسد مجموعات موالية له إلى "عفرين" شمالي حلب، " كل من يدعم الإرهاب سيكون هدفا لنا"، وذلك في كلمة له خلال مشاركته في فعالية أقيمت في القيادة الرئيسية الـ 12 للنقل الجوي، بولاية قيصري، اليوم الخميس.
وأضاف بحسب "الأناضول" أن "المجموعات المسلحة التي أرسلها النظام السوري إلى عفرين ليس لديها القدرة على تغيير نتيجة محاربة الإرهاب التي ننفذها في تلك المنطقة على الإطلاق، ولن يكون لها ذلك".
وتابع: "إذا تواجد أحد ما بجانب الإرهاب هناك بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك لن يزيل كفاحنا ضد الإرهاب، ولن يضعفنا، ولن يثنينا. المجموعات التي تأتي لدعم الإرهابيين تصبح هدفا لنا"، مضيفاً في السياق ذاته "كل من يدعم الإرهاب فهو إرهابي، ونعرب عن ذلك بكل وضوح".
وقالت مصادر محلية موثوقة، للأناضول، الاثنين الماضي، إن "مجموعات إرهابية موالية للنظام حاولت الوصول إلى عفرين، إلا أنها تراجعت بعد إطلاق المدفعية التركية رشقات تحذيرية".
ومنذ 20 يناير / كانون الثاني الماضي، يستهدف الجيشان التركي و"السوري الحر" ضمن هذه عملية غصن الزيتون، المواقع العسكرية لحزبي الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أي أضرار.
صرح مصدر قيادي منشق عن هيئة تحرير الشام لـ شام، أن الهيئة تعمل على تهيئة عناصرها لقتال الفصائل في معسكرات تدريبية مغلقة في الشمال السوري، تتبع ذلك بشكل متواصل قبل كل استهداف لفصيل في مناطق عدة.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية أن الهيئة تقوم على جمع مئات العناصر لاسيما فئة الشباب في معسكرات تجهزها مسبقاً ضمن مناطق سيطرتها، تكون المعسكرات مغلقة، وتبدأ بمرحلة إعدادهم للقتال بشكل مكثف قد تستمر لأشهر عدة.
وبين المصدر أن العناصر يتلقون تدريبات بدنية وقتالية مكثفة على حرب الشوارع واستخدام الأسلحة المتنوعة واللياقة البدنية، إضافة لسياسة التغييب الكامل للعناصر عن كل مايجري من تطورات عسكرية أو سياسية، من خلال منع وسائل التواصل وأي اتصال خارج المعسكرات حتى مع ذويهم.
ولفت المصدر القيادي أنه وإضافة للتدريبات العسكرية يتم تهيئة العناصر شرعياً من خلال عدد من الشرعيين في الهيئة على رأسهم أبو اليقظان المصري، الذين يقومون بحث العناصر على القتال وتهيئتهم شرعياً وزرع الأفكار التي يريدون لدى المتدربين، وإظهار أحقية الهيئة في الوجود وحكمها العادل وتطبيق الشريعة، وإقامة الدولة، في وقت يتم شحن هذه العناصر ضد الفصيل الذي ينون استهدافه، من خلال كيل الاتهامات بالتعامل مع الخارج والعمالة واستهداف المهاجرين والمهاجرات ويسوقون لذلك آيات قرآنية وأحاديث تدعم أفكارهم.
وشدد القيادي أن جل العناصر التي تشارك الهيئة في عملياتها العسكرية ضد الفصائل تكون مغيبة بشكل شبه كامل عن وقائع الأحداث الميدانية والتطورات العسكرية وماتمارسه الهيئة خارج المعسكرات، يتم اقتيادهم من المعسكرات للجبهات مباشرة ضمن المحرر، لتكون في قلب المعركة، وتشارك في القتل وسفك الدم بدعوى أن الطرف الثاني هو من يهاجم، مدعوماً بفتاوى شرعية من أمراء الحرب والمشرعين.
يواصل نظام الأسد وحليفه الروسي دك منازل المدنيين والتجمعات السكنية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية بصواريخ الطائرات الحربية وبراميل المروحيات، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف جدا، ما أدى لسقوط العشرات بين شهيد وجريح.
وارتفعت حصيلة الشهداء الذين ارتقوا في مدينة دوما إلى 24 شهيدا، وعشرات الجرحى، حيث تم انتشال الشهداء وإسعاف الجرحى للنقاط الطبية والمشافي الميدانية، ويتخوف ناشطون من ازدياد ارتفاع عدد الشهداء، بسبب خطورة إصابات بعض الجرحى وخروج المشافي عن الخدمة، في ظل الشح الكبير في المواد الطبية والأدوية جراء الحصار المفروض على الغوطة.
كما تسبب قصف نظام الأسد على مدينة حمورية بارتكاب مجزرة أخرى راح ضحيتها 5 شهداء بينهم 4 نساء، كما طال القصف بلدة الأفتريس وتسبب بسقوط 4 شهداء.
وارتقى خمسة شهداء في كل من مدينة عربين وبلدة كفربطنا بعد تعرض منازل المدنيين وتجمعاتهم لقصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف، علما أن بلدة كفربطنا ودعت خلال اليومين الماضيين 35 شهيدا، بينهم شهداء مجهولي الهوية.
ولم يكتف نظام الأسد وحلفاءه بهذا القدر، حيث تسبب قصفهم على المدنيين باستشهاد مدنيين اثنين في بلدة مسرابا وواحد في بلدة جسرين.
واستهدف الطيران الحربي أيضا مدن وبلدات سقبا وزملكا وأوتايا ومديرا وبيت سوى وحوش الضواهرة وحزة والشيفونية وعين ترما وحوش الصالحية والنشابية وتلتها وحي جوبر الدمشقي، ما خلف جرحى وحدوث أضرار مادية كبيرة.
ويذكر أن حصيلة الشهداء الذين ارتقوا جراء القصف الذي طال مدينة سقبا يوم أمس ارتفعت إلى 15 شهيدا، كما وارتفعت حصيلة شهداء يوم أمس في بلدة حزة إلى 17.
وتجدر الإشارة إلى أن الغوطة الشرقية تواجه خلال الأيام الأخيرة حملة قصف روسية أسدية همجية خلفت مئات الشهداء والجرحى والمشردين، ويناشد ناشطون الجهات الدولية والمؤسسات الإنسانية العالمية للتدخل وإنقاذ مئات الآلاف من مصير الموت الأكيد.
أدان البيت الأبيض بشدة الهجمات الأخيرة التي يشنها نظام الأسد على المدنيين في الغوطة الشرقية بدعم من روسيا.
وناشد البيت الأبيض، في بيان له اليوم الخميس، المجتمع الدولي أن يدين هذه الهجمات المروعة بالغوطة، وقال: إن "التدمير الممنهج للمرافق الطبية بالغوطة الشرقية، واستمرار استخدام أساليب الحصار لتجويع المدنيين ومنع وصول المساعدات تثير القلق بشكل خاص".
ودعا البيان روسيا وشركاءها إلى الوفاء بالتزاماتهم فيما يتعلق بمناطق خفض التصعيد، خاصة بالغوطة الشرقية، وإنهاء الهجمات ضد المدنيين في سوريا، مؤكداً أن "على بشار الأسد أن يتوقف عن ارتكاب فظائع إضافية، وعلى موسكو وطهران عدم تشجيعه على جرائمه".
وذكر أن "جرائم النظام المروعة تظهر الحاجة الملحة إلى تحقيق تقدم بمفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة يحترم إرادة السوريين".
وتواجه بلدات ومدن الغوطة الشرقية بجميع بلداتها حملة قصف جوية وصاروخية غير مسبوقة منذ 18 شباط، شاركت فيها بشكل واسع الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام الحربية والمروحية لأول مرة منذ عامين، إضافة لراجمات الصواريخ الثقيلة والمتوسطة والمدفعية الثقيلة، في حملة إبادة شاملة ضد 350 ألف مدني محاصر.