اعتبر ياسر دلوان رئيس المكتب السياسي لجيش الاسلام في تصريح خاص لشبكة شام، أن تصريحات الدبلوماسية الروسية هي تهديد صريح لقوى الثورة في الغوطة الشرقية وهو مخالف لاعترافها السابق بهذه القوى كقوى معتدلة في المنطقة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعرب يوم أمس عن أمله في إجلاء غوطة دمشق الشرقي كما حدث في وقت سابق في مدينة حلب، وقال لافروف إن الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع "المسلحين" لمغادرة حلب أواخر عام 2016 يمكن أن تتكرر في الغوطة الشرقية، وأعرب عن أمله في أن يتم اتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير اللازمة.
وقال لافروف أن نظام الأسد والقوات الروسية المساندة، ماضية في القضاء على "النصرة" والفصائل المتحالفة معها.
دلوان قال لـ"شام" أن شماعة وجود فصائل مصنفة إرهابية في الغوطة الشرقية يدحضه الاستهداف المركز للمدنيين العزل سواء في التصعيد الأخير في الغوطة أو القصف على المدنيين في حلب وتنم هذه التصريحات عن عدم وجود إرادة للحل السياسي لدى الروس والاكتفاء بسياسة الأرض المحروقة.
وحمل دلوان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن صمتهم إزاء هذا التصعيد الخطير على منطقة مكتظة بالسكان المدنيين.
وأضاف دلوان أنه يجب أن نُذكر كل أعداء الشعب السوري بأن الغوطة التي صمدت هذه المدة رغم استعمال السلاح الكيماوي فيها لعشرات المرات ، ورغم الهجمات المركزة عليها بكافة أصناف الأسلحة الفتاكة في حصار جائر مفروض على سكانها في الغذاء والدواء وجميع متطلبات الحياة، لن تدفعها هكذا تصريحات لا مسؤولة للتنازل عن مطالبها بإزاحة نظام الأسد الكيماوي ومحاسبة جميع المجرمين فيه.
وكان يوم أمس قد سجل ناشطون سقوط اكثر من 100 شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال، وسط تواصل القصف العنيف بشتى أنواع الاسلحة على المدنيين في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وسجل الدفاع المدني اليوم سقوط 16 شهيدا بينهم أطفال ونساء وأحد عناصر الدفاع الذي استشهد أثناء قيامه بواجبه الإنساني بنقل الجرحى ورفع الأنقاض.
تتواصل آلة القتل والإجرام الروسية والأسدية بإستهداف كل ما هو مدني في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بشتى أنواع الأسلحة ذات التدمير العالي والفضيع والتي تتسبب في وقوع العديد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
الحقد الروسي والأسدي لم يتوقف منذ المساء وحتى هذه اللحظات وما يزال مستمرا، حيث سقط 8 شهداء في صفوف المدنيين بينهم أطفال في بلدة بيت سوى، وأثناء قيام الدفاع المدني بنقل الجرحى ورفع الأنقاض تعرضوا لقصف جوي أدى لإستشهاد أحد عناصر الدفاع وإصابة آخرين في البلدة، كما وسقط 4 شهداء أخرين في بلدة النشابية وتلتها بعد استهداف منازل المدنيين، ومع تواصل القصف العنيف سقط 3 شهداء آخرين في بلدة مسرابا، ونشر الدفاع المدني أسماء الشهداء وغالبيتهم من الأطفال، ويظهر أن من بين الشهداء من هم من نفس العائلة الواحدة.
القصف لم يستثني أي مدينة أو بلدة في الغوطة الشرقية، فكل شيء مستهدف، حيث أغارت الطائرات الحربية الروسية والأسدية ترافقت مع قصف صاروخي ومدفعي عنيف على دوما وحرستا وعربين وسقبا وكفربطنا وزملكا وعين ترما وحمورية وحزة وحي جوبر، وأيضا على نقاط رباط الثوار على الجبهات المقابلة لقوات الأسد.
وكان جيش الإسلام صباحا قال إنه تصدى لمحاولة قوات الأسد التقدم على نقاط رباطه وسيطرته في جبهة الزريقية، وتمكن من تكبيد المهاجمين خسائر في الأرواح والعتاد وتم إجبارهم على التراجع.
قال الائتلاف الوطني إن قوات النظام بدعم من الاحتلال الروسي والميليشيات الإيرانية، تشن هجمة إرهابية واسعة على الغوطة الشرقية، حيث أسفرت الغارات التي نفذت خلال الساعات القليلة الماضية عن سقوط ٥٨ شهيداً فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، علما أن عدد الشهداء ارتفع لأكثر من تسعين.
وأكد الائتلاف أن تقويض الحل السياسي هو النتيجة المقصودة لاستمرار هذا التصعيد، وبات من المؤكد أن روسيا تريد دفن العملية السياسية وفق المرجعية الدولية، خاصة بعد إعلانها عن تزويد قوات النظام بأسلحة متطورة لتنفيذ عملية عسكرية في الغوطة الشرقية.
وأوضح أن الهجمة الحالية تمثل تصعيداً خطيراً، حيث شنت طائرات النظام والاحتلال الروسي أكثر من ٧٠ غارة جوية، وألقت ٢٥ برميلاً متفجراً، واستهدفت الأحياء السكنية بما يزيد عن ١٥٠ صاروخ غراد و٦ صواريخ من نوع فيل، بالإضافة إلى القصف المدفعي المستمر، حيث ما تزال فرق الدفاع المدني والإسعاف تعمل لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، في ظل ظروف شديدة الخطورة، وأوضاع إنسانية كارثية تعيشها المنطقة المحاصرة منذ سنوات.
وبين أن هذه التطورات توضع أمام رعاة الحل السياسي الصامتين والمتفرجين، كما توضع أمام الدول التي تزعم دعمها للشعب السوري وصداقتها له، وتستوجب مواقف حقيقية فورية.
وأشار الائتلاف إلى أن حرب الإبادة الجماعية والاعتداء الهمجي لم يكن ليقع على أهالي الغوطة، لولا الصمت الدولي المطبق وسكوت الدول الراعية للحل السياسي، بما يمثله ذلك من ضوء أخضر ترك المجال مفتوحاً أمام هذه الهجمة وهذا الإجرام، ما يحوّل دور المجتمع الدولي إلى موقع المتفرج بله الشراكة في العدوان على السوريين.
وأشار إلى أن كافة أعضاء المجتمع الدولي يتحملون النتائج المترتبة عن صمتهم وشللهم، وعلى رأس تلك النتائج تقويض الحل السياسي في سورية، داعياً مجلس الأمن للتحرك المباشر والجاد لحماية ٤٠٠ ألف مدني محاصرين منذ ٥ سنوات في الغوطـة الشرقية، والتصرف وفق مسؤوليته القانونية والسياسية والأخلاقية.
خرجت مجموعة جديدة من مناطق سيطرة تنظيم الدولة جنوب العاصمة دمشق، بعد منتصف ليل الجمعة الفائتة، عبر حاجز معمل بردى الفاصل بين مدينة الحجر الأسود وبلدة سبينة، بالتنسيق مع قوات الأسد.
وبحسب ناشطون في "تجمع ربيع ثورة" تتألف المجموعة من سبعة أشخاص بينهم أربعة عناصر من التنظيم، وهم “طارق الخابوري” و”أبو شهاب” و”أبو سعدون” و”أبو فهد” بالإضافة لثلاثة مدنيين، خرجوا باتجاه محافظة إدلب في الشمال السوري، مقابل مبلغ خمسة آلاف دولار عن كل شخص.
وكان تنظيم الدولة اعتقل المدعو “طارق الخابوري” مع سبعة عناصر آخرين من التنظيم، إثر محاولتهم الهروب إلى خارج المنطقة في منتصف كانون الأول/ديسمبر من العام الفائت، ومن ثم أفرج التنظيم بعد أيام عن “الخابوري”، لينجح هذه المرة بالخروج من جنوب دمشق.
وتعتبر هذه الحالة الأولى من نوعها بعد وصول قادة جدد من المهاجرين للتنظيم، والذي دخلوا إلى مناطق تنظيم الدولةش قبل نحو أسبوعين، عبر حاجز العسالي من خلال صفقة مع نظام الأسد بواسطة مسؤول لجنة المصالحة في حي العسالي المدعو “إيهاب السلطي”، ما يؤكد مدى التنسيق العالي بين التنظيم ومخابرات الأسد وترجيح حصول عمليات إخراج وإدخال قيادات وعناصر للتنظيم في الأيام القادمة.
عاشت الغوطة الشرقية بجميع بلداتها اليوم الاثنين 19 شباط، حملة قصف جوية وصاروخية غير مسبوقة، شاركت فيها بشكل واسع الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام الحربية والمروحية لأول مرة منذ عامين، إضافة لراجمات الصواريخ الثقيلة والمتوسطة والمدفعية الثقيلة، في حملة إبادة شاملة ضد 350 ألف مدني محاصر.
وسجل نشطاء الغوطة الشرقية حتى آخر ساعات اليوم استشهاد 88 شهيداً كحصيلة ليسن نهائية، ومئات الجرحى من المدنيين العزل، توزعت على غالبية بلدات ومدن الغوطة الشرقية، بمجازر عدة ارتكبت بحق المدنيين العزل وسط صمت العالم أجمع عن معاناة الألاف تحت جحيم الموت والقتل وشلالات الدم.
وارتكب الطيران المروحي مجزرة في بلدة بيت سوى في الغوطة الشرقية، حصيلتها الأولية أكثر من 18 شهيد بينهم نساء وأطفال، وإصابة يزيد عن 45 مدني، بعد استهداف البلدة ب5 براميل متفجرة من قبل الطيران المروحي، ترافق مع قصف بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ، كما استشهد 20 مدنياً بقصف جوي ومدفعي على مدينة حمورية، وسجل جرح العشرات من المدنيين.
وفي مدينة سقبا استشهد 18 مدنيا، وجرح العشرات، كما استشهد 4 مدنيين في جسرين، وعشرة في مسرابا، وسبعة في بلدة أوتايا، وثلاثة شهداء في النشابية، وثلاثة شهداء في دوما، وشهيد في كل من زملكا والشيفونية، و11 شهيداً في بلدة حزة، إضافة لعشرات الجرحى وتدمير كبير في البنية السكنية.
وسجل نشطاء 79 غارة جوية تحمل أكثر من 200 صاروخ فراغي وموجه تناوبت على تنفيذها 12 طائرة حربية للنظام وروسيا، وقصفت الطائرات المروحية أكثر من 25 برميلاً متفجراً، وسقط مايزيد عن 150 قذيفة هاون ومدفعية وأكثر من 300 صاروخ من طراز "غراد"، على جميع بلدات ومدن الغوطة الشرقية.
واستهدف الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد، مشفى سقبا الميداني في مدينة سقبا في الغوطة الشرقية بعدة غارات، تزامناً مع قصف مدفعي مكثف، أسفرت عن تضرر المشفى بشكل كبير وخروجه عن الخدمة، كما قصفت المدفعية التابعة لقوات الأسد وراجمات الصواريخ المشفى الطبي في المرج، مخلفة أضرار كبيرة، واستشهاد طبيب التخدير في المشفى ويدعى "أبو إسماعيل"، في وقت تعرضت فيه عدة نقاط طبية لقصف مباشر اليوم، تسببت بتضررها بشكل كبير.
وحلق الطيران المروحي للنظام اليوم لأول مرة منذ عامين في أجواء الغوطة الشرقية، واستهدف بالبراميل المتفجرة بلدات مسرابا وبيت سوى وحزرما والزريقية وبلدات عدة، موقعاً شهداء وجرحى، كانت أخر مرة قصف فيها الغوطة منذ منتصف عام 2016 في منطقة البحارية إبان المعارك هناك.
وتتعرض بلدات ومدن الغوطة الشرقية المحاصرة منذ أعوام عدة منذ أشهر لحملات قصف ممنهجة من الطيران الحربي وراجمات الصواريخ الثقيلة والمتوسطة والمدفعية، التي تنشر الموت في كل بلدات الغوطة الشرقية مسجلة بشكل يومي المزيد من الضحايا والجرحى بين المدنيين، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية يعيشها 350 أف مدني محاصر أمام مرأى العالم ومجالس حقوق الإنسان والأمم المتحدة العاجزة عن وقف الموت المستمر بحق الشعب السوري.
استشهد 16 مدنياً وجرح أخرون اليوم، بقصف جوي للتحالف الدولي على مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي.
وقالت مصادر إعلامية من دير الزور إن طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي استهدفت مدينة هجين الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة بريف دير الزور الشرقي بالصواريخ، خلفت مجزرة بحق المدينين من عائلة "الخلف الصالح" وهم نازحين من مدينة موحسن جلهم من الأطفال والنساء، إضافة لعشرات الجرحى.
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في ريف دير الزور الشرقي قصفا جويا من التحالف الدولي، تسببت بسقوط العشرات من الشهداء المدنيين، حيث يطال القصف المناطق المدنية بشكل مباشر، نالت مدينة هجين نصيبها من القصف مرات عدة، ما تسبب بارتكاب العديد من المجازر فيها.
استهدف الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد اليوم، مشفى سقبا الميداني في مدينة سقبا في الغوطة الشرقية بعدة غارات، تزامناً مع قصف مدفعي مكثف، أسفرت عن تضرر المشفى بشكل كبير وخروجه عن الخدمة، في سياق الاستهداف المتواصل للنقاط والمواقع الطبية في الغوطة المحاصرة.
وقصفت المدفعية التابعة لقوات الأسد وراجمات الصواريخ المشفى الطبي في المرج، مخلفة أضرار كبيرة، واستشهاد طبيب التخدير في المشفى ويدعى "أبو إسماعيل"، في وقت تعرضت فيه عدة نقاط طبية لقصف مباشر اليوم، تسببت بتضررها بشكل كبير.
وتتبع قوات الأسد وروسيا ذات السياسية في التدمير الشامل لكل ما يقدم الحياة للمدنيين ويخف عنهم قبل كل حملة، فلم تكتف بما دمرته طائراتها من مشافي ونقاط طبية في الغوطة الشرقية خلال الحملات المتتالية إضافة للحصار المفروض ومنع دخول الدواء والمواد الطبية، لتكمل في حملتها الحالية قصف ما بقي من مشافي طبية في ظل صمت دولي مطبق حيال كل مايجري في الغوطة.
وتشهد بلدات الغوطة الشرقية اليوم قصف عنيف ومكثف بشتى أنواع الأسلحة من طائرات وصواريخ وبراميل متفجرة، سجل 79 غارة جوية تحمل أكثر من 200 صاروخ فراغي وموجه تناوبت على تنفيذها 12 طائرة عسكرية ومروحية و25 برميلاً متفجراً وما يزيد عن 150 قذيفة هاون ومدفعية وأكثر من 300 صاروخ من طراز "غراد"، مما أدى لارتقاء 86 شهيداً وسقوط العشرات من الجرحى بين المدنيين.
في الوقت الذي تواصل فيه الطائرات الحربية الروسية وطائرات الأسد بنشر الموت والدم في الغوطة الشرقية دون أي رادع، وفي وقت يتطلع أهالي الغوطة الشرقية لمن ينصرهم من الفصائل في الشمال والجنوب ويخفف عنه، تتواصل الماكينة الإعلامية لهيئة تحرير الشام بالتجييش ضد حركة الزنكي المنضوية مؤخراً في "جبهة تحرير سوريا"، في إشارة لاستمرار التصعيد مع غياب تحكيم الشرع.
يلمس المتتبع لحسابات هيئة تحرير الشام سواء كانت الرسمية أو المناصرة أو حسابات الشرعيين، حجم التجييش الذي تمارسه هذه الحسابات ضد حركة نور الدين زنكي، على خلفية مقتل "أبو أيمن المصري" مسؤول التعليم في إدارة شؤون المهجرين، على يد عناصر تابعة للزنكي بريف حلب، في وقت يقتل في كل دقيقة أو ثانية طفل أو امرأة الغوطة الشرقية ولا مطالب بالثأر لدمائهم.
ولعل دعوات الإصلاح والتحاكم للشرع التي لم تلق أذانا صاغية لدى هيئة تحرير الشام ليس في قضبة "المصري" فحسب بل في جل القضايا التي لاتزال عالقة في المحاكم ولدى اللجان التي شكلت لذلك بدءاً من أول بغي على أول فصيل في الجيش الحر وصولاً لسلاح الفرقة 13 وسلاح الأحرار والزنكي والعديد من الفصائل التي لاتزال حقوقها ضائعة بين محاكم لم تعرها الهيئة أي أهمية.
تتحمل تحرير الشام كأكبر فصيل في الشمال السوري المسؤولية الأكبر عما وصلت إليه الأوضاع العسكرية من تراجع وتغلب لقوات الأسد لاسيما في منطقة شرقي سكة الحديد، وكذلك في إضعاف الفصائل التي قامت بالاعتداء عليها تحت ذرائع نصرة الدين والدم وإحقاق الحق في وقت تنزف شلالات المزيد من الدماء المعصومة في اقتتال جديد لم يخدم إلا النظام وحلفائه مهما كانت نتائجه والجهة المنتصرة فيه.
استشهد أكثر من 78 مدنياً، بينهم أطفال ونساء، وجرح المئات، بقصف مركز وكثيف من قبل قوات الأسد بكافة أنواع الأسلحة، استهدف غالبية مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، اليوم الاثنين.
وارتكب الطيران المروحي مجزرة في بلدة بيت سوى في الغوطة الشرقية، حصيلتها الأولية أكثر من 17 شهيد بينهم نساء وأطفال، وإصابة يزيد عن 45 مدني، بعد استهداف البلدة ب5 براميل متفجرة من قبل الطيران المروحي، ترافق مع قصف بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ.
ونقل ناشطون عن استشهاد سبعة مدنيين في بلدة حزة، بينهم أطفال ونساء، بغارات من الطيران الحربي التابع لنظام الأسد، بالإضافة إلى شهيدين في كفر بطنا، وأربعة في النشابية مساء اليوم.
كما ارتكب الطيران المروحي التابع لنظام الأسد مجزرة بحق المدنيين في بلدة حمورية، نتيجة استهداف الأحياء السكنية بالبراميل المتفجرة، سقط ضحيتها أكثر من 20 شهيد، بينهم عائلة كاملة.
كما واستشهد 16 مدني في مدينة سقبا جراء استهداف الطيران الحربي لمنازل المدنيين بالإضافة لعشرات الجرحى، وشهيد في زملكا، وأربعة في جسرين، وسبعة بينهم خمسة أطفال في أوتايا، جميعهم قضوا بغارات من الطيران الحربي التابع لقوات الأسد.
يذكر أن الطيران الحربي شن أكثر من 73 غارة بالصواريخ على كل من الشيفونية وعربين ودوما وسقبا وحزة وأوتايا والأفتراس والنشابية وحمورية وزملكا ومسرابا وجسرين وكفر بطنا والزريقية وعين ترما وجوبر، ومئات صواريخ الأرض أرض، وقذائف المدفعية، وصواريخ الراجمات، ما أدى لسقوط شهداء وجرحى أيضا.
سلَّطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على معاناة السوريين في غوطة دمشق الشرقية، التي تحاصرها قوات الأسد منذ سنوات عدة، مؤكدةً أن العالم تخلَّى عن هذه المنطقة وتركها تحت الحصار والقصف.
وتنقل الصحيفة عن أم محمد، وهي أمٌّ لطفلين وتعمل في مجال الإغاثة الإنسانية، قولها إن طفليها ينامان أحياناً وهما يتضوَّران جوعاً، "ولا يجد الأطفال هنا ما يأكلونه. نحن نريد أن نبقى أحياء".
ولكونها المعقل الأخير للثوار في ضواحي العاصمة دمشق، فإنها حوصرت وعُزلت عن العالم، على الرغم من الزيارات النادرة لقوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة.
ومطلع فبراير الجاري، استشهد نحو 210 أشخاص وأصيب مئات المدنيين، حسب الصحيفة، في هجوم شنته طائرات تابعة للأسد، المسنود عسكرياً من روسيا.
وبرأي الصحيفة، فإن ما يجعل الغوطة مكاناً مختلفاً عن باقي مناطق سوريا، أنها محاصَرة ولا مجال فيها لوصول المساعدات؛ إذ إن القوى الدولية المشاركة في القتال بسوريا ليس لديها الكثير من المصالح في المنطقة، التي يبلغ عدد سكانها 350 ألف نسمة، بحسب مانقلت "الخليج أونلاين".
والغوطة الشرقية ليس لها حدود دولية، وبسبب ذلك ينعدم فيها وجود وسيط أو قوة (مثل تركيا أو روسيا أو أمريكا) لنشر قوات برية، أو عقد صفقات بشأن وقف قصف المنطقة، التي دُمِّرت فيها أحياء كاملة.
وفي زيارة نادرة إلى الغوطة الشرقية لوفد من الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، وصف عقبها الوضع بأنه "أكثر خطورة مما كان يُتصور، وتشبه أجزاء من أفريقيا"، مشيراً إلى أن الوضع يتطابق مع تقارير قدمتها المنظمة الأممية، العام الماضي، عن الغوطة.
ولا تبعد الغوطة الشرقية عن العاصمة دمشق سوى دقائق، وقد حاصرتها قوات الأسد في أبريل 2013، ومنعت وصول البضائع والمواد الغذائية إليها، الأمر الذي أسهم في ارتفاع الأسعار، ووفاة العشرات بسبب نقص الأدوية والأغذية، وتحتاج منظمات الإغاثة الدولية العاملة في سوريا إلى إذن خاص من قوات الأسد، حتى تتمكن من الوصول إلى الغوطة الشرقية ودخولها.
وأعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن مساعداتها الأخيرة للغوطة وصلت فقط إلى 3% من السكان هناك، في حين مُنعت قوافلها من شحن المياه النظيفة والبطانيات الشتوية، في وقت تُنكر فيه قوات النظام تقييد وصولها.
وتنقل الصحيفة الأمريكية عن بانوس مومتزيس، المنسق الإقليمي للأمم المتحدة، قوله إن الدبلوماسية الإنسانية فشلت حتى الآن في الغوطة الشرقية، "إننا نتحدث مع آذان صماء".
وكانت مصادر داخل الغوطة قد أعلنت مؤخراً، أن القوات المسلحة الموالية للأسد تتجمع قرب ريف دمشق، "فيما يبدو أنه استعداد لعملية واسعة النطاق"، حسب الصحيفة.
وتنقل الصحيفة عن عمال إغاثة في المنطقة قولهم إنهم يجهزون قبوراً ما بين 20 و50 واحداً بشكل دائم؛ لغرض دفن ضحايا القصف، مشيرةً إلى "وجود عدد قليل من الأطباء الشرعيين الذين يُجرون عمليات فحص للجثث قبل دفنها أحياناً".
وتلفت الصحيفة إلى مقترح تقدَّم به مسؤولون سويديون وكويتيون إلى الأمم المتحدة، يقضي بإيقاف القتال مدة شهر لدخول المساعدات، لكن إمكانية الموافقة عليه تبدو ضئيلة؛ إذ تحاول روسيا سحب الاقتراح.
نفى المتحدث باسم الحكومة التركية، نائب رئيس الوزراء "بكر بوزداغ" أنباء اعتزام دخول قوات مرتبطة بالنظام إلى عفرين، ذلك في مؤتمر صحفي، اليوم الإثنين، بمقر رئاسة الوزراء في العاصمة أنقرة، عقب اجتماع للحكومة.
وقال بوزداغ: "رغم أن وكالة "سانا" السورية الرسمية أوردت أنباء حول اعتزام قوات مرتبطة بالنظام دخول عفرين، إلا أن السلطات الرسمية لم تؤكدها، وبالتالي فهي أنباء لا تمت للحقيقة بصلة، ولا علاقة لها بالواقع".
وحذر بوزداغ من أن تفكير النظام بإرسال وحدات عسكرية لحماية حزبي الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني في عفرين أو اتخاذه خطوات بهذا الاتجاه سيؤدي إلى كوارث كبيرة بالنسبة للمنطقة، بسحب مانقلت "الأناضول".
وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بمؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي إنه لا مشكلة إن كان نظام الأسد سيدخل عفرين من أجل تطهيرها من "واي بي جي"، لكن إنّ كان دخولهم لحماية هذا التنظيم، فلا أحد يستطيع إيقاف الجنود الأتراك.
بدوره أكد المقدم "محمد حمادين" الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، استمرار عملية "غصن الزيتون" في مواجهة الإرهاب في منطقة عفرين، خلافاً لما يروج من أخبار عن توقفها في حال دخلت قوات النظام لمساندة وحدات حماية الشعب YPG، بحسب ماذكر عن نيتها الدخول لعفرين ضمن اتفاق بين الطرفين.
وقال "حمادين" في تصريح سابق لـ "شام" إن نظام الأسد أعلن عن إدخال "قوات شعبية" أي ميليشيات محلية "شبيحة" وليس قوات نظامية، وأن هذا الأمر لن يؤثر على سير عملية "غصن الزيتون" وستتابع قوات الجيش السوري الحر تقدمها حتى تطهير عفرين من الأرهاب.
وأكد المقدم حمادين أن قوات الجيش السوري الحر مستعدة للمواجهة مع أي قوات جديدة تدخل عفرين سواء كانت نظامية أو عناصر من الميليشيات المحلية، لافتاً إلى أن فصائل الحر تقاتل الإرهاب ولا تقاتل الشعب الكردي بل تسعى لتحريره.
ويواصل الجيش السوري الحر والقوات التركية منذ 20 كانون الثاني، عملية "غصن الزيتون" التي تستهدف المواقع العسكرية لوحدات حماية الشعب YPG في منطقة عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن تجربة مدينة حلب، التي جرى فيها إخلاء المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الثوار لصالح نظام الأسد، يمكن أن تستخدم في الغوطة الشرقية.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن لافروف قوله: "إن تجربة حلب قابلة للتطبيق في الغوطة الشرقية"، حيث يعتبر الطرف الروسي المتسبب الأول في عمليات التهجير التي حدثت في سوريا خلال الأشهر الماضية.
وتشكل الغوطة الشرقية، التي يقطنها 400 ألف مدني، إحدى مناطق "خفض التوتر" التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات أستانة في 2017، بضمانة تركيا وروسيا وإيران، وهي آخر معقل للثوار قرب العاصمة دمشق، وتحاصرها قوات الأسد منذ عدة أعوام.
والجدير بالذكر أن الثاني والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر2016، شهد استكمال عمليات إجلاء المدنيين والثوار من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، التي كانت تحاصرها قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، زمع خروج المحاصرين، باتت كامل الأحياء الشرقية لحلب خاضعة لسيطرة الأسد.